لما أخبر الله سبحانه وتعالى في هذه السورة أنه أرسل نوحاً إلى قومه ومكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فلم يصدقوه عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، قال تعالى: وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [هود:40]، فأهلكهم الله سبحانه وتعالى بالطوفان: فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ [العنكبوت:14-15] أنجينا نوحاً، وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ [العنكبوت:15] المؤمنين الذين كانوا معه في السفينة، وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ [العنكبوت:15] جعلنا هذه السفينة أو جعلنا هذه آية للعالمين.
قوله: وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ [العنكبوت:16] نصب إبراهيم على أنه مفعول لقوله: فَأَنجَيْنَاهُ [العنكبوت:15]، والمعنى: أنجينا نوحاً وإبراهيم أيضاً أنجيناه، فكأنها معطوفة على المفعول والفعل الذي هو أنجى، أو أنه نصب بفعل مقدر هنا وتقديره: واذكر إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ [العنكبوت:16] أي: وقت أن قال لقومه ودعاهم إلى الله عز وجل، اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [العنكبوت:16]، ذكر نوحاً وهو الأب بعد آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فإنه كان قد أرسل إلى بنيه وكانوا مؤمنين موحدين، وفيهم من يعصي الله سبحانه، فالله عز وجل أمره أن يدعوهم إلى طاعة الله، ويعلمهم ويرشدهم كما علمه الله سبحانه، لكن نوحاً عليه الصلاة والسلام هو أول الأنبياء الذين أرسلوا إلى قوم كفار قد أشركوا بالله عز وجل.
ولذلك جاء في الحديث: (كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلها على التوحيد)، وقوم نوح هم أول قوم بدءوا الكفر والشرك بالله سبحانه وعبادة الأصنام والأوثان، فأرسل الله عز وجل إليهم نوحاً فدعاهم فكذبوه فأهلكهم الله عز وجل وأغرقهم.
وفي هذه السورة الله عز وجل يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأذى الذي أوذيتم به ليس شيئاً جديداً، أو ليس شيئاً محدثاً لم يحدث للذين من قبلكم، بل هذا شيء قد حدث للسابقين من قبلكم، قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف:9]، فلست رسولاً بشيء جديد، بل كل الرسل أرسلوا بالتوحيد، وكل الرسل أوذوا في الله سبحانه، فهذا نوح أوذي ألف سنة إلا خمسين عاماً وهو يدعو قومه إلى دين الله سبحانه، وكذلك أوذي إبراهيم أبو الأنبياء على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وكل الأنبياء من بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام من ذريته من أبناء إسحاق، إلا نبينا صلوات الله وسلامه عليه فهو الوحيد من أبناء إسماعيل الذي صار نبياً ورسولاً، بل أفضل الرسل عليه الصلاة والسلام.
قال تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ) يذكره بما حدث لإبراهيم وهو الذي عاش في هذا المكان فترة، وقد كان عليه السلام في العراق ثم هاجر إلى الشام، ومن ثم أمره الله عز وجل أن يبني البيت فأتى بـهاجر إلى الجزيرة، وأمره الله سبحانه بعدما شب ابنه إسماعيل أن يبني البيت هنالك وتركه ورجع إلى الشام، وكان يزروه في هذا المكان، فالعرب يعرفون إبراهيم جيداً عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
ولذا يقول هنا: اذكر إبراهيم إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ [العنكبوت:16]، فأمرهم بعبادة الله، وقد أوذي أذى شديداً عليه الصلاة والسلام، دعا قومه في العراق إلى عبادة الله وكانوا عباد أصنام وأوثان، ولما لم يستجيبوا له هاجر إلى الشام هو وابن أخيه لوط عليه الصلاة والسلام، فوجدهم عباداً للشمس والقمر وكانوا يعبدون الكواكب من دون الله، وكان عليه السلام ناظر أهل العراق وناظر أهل الشام، ولم يستجب له لا هؤلاء ولا هؤلاء.
ولهذا قال إبراهيم لأهل العراق: إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [العنكبوت:26]، فما كان منه إلا أن هجرهم وهاجر إلى الله سبحانه تبارك وتعالى وتوجه إلى الشام الأرض المقدسة، ودعا القوم هنالك، وأقام هناك بالشام عليه الصلاة والسلام، على أنه قد ابتلي في نفسه وفي أهله، فابتلي في أبيه وابتلي في ابنه عليه الصلاة والسلام بلاءً عظيماً، وقد ساق لنا الله جل وعلا القصص مختصرة في هذه السورة التي ليست من الطوال، بل من السور الوسط في كتاب الله سبحانه وتعالى، فالله عز وجل يذكر فيها إشارات إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وما ابتلوا به، وكأن الغرض من ذلك ذكر العذاب الذي نزل بالأمم الذين كذبوا الأنبياء، فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت:40]، فهم استحقوا ذلك بظلمهم أنفسهم وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف:49].
دعا قومه وهم عباد الأصنام والأوثان فقال لهم: اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ [العنكبوت:16]، توجهوا إلى الله سبحانه وتعالى بالعبادة الخالصة ولا تشركوا بالله سبحانه، (وَاتَّقُوهُ)، أي: اتقوا غضب الله سبحانه فاجعلوا بينكم وبين عقوبته وقاية من الطاعة، فإن طاعة الله تقيكم وتنجيكم من عذاب الله وتدفع عنكم نار جهنم، فاجعلوا هذه وقاية لكم من عذابه سبحانه.
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ [العنكبوت:16]، أي: أن تلك العبادة العظيمة وهذا التوحيد العظيم يقيكم من عذاب الله، وهو خير لكم بل وهو الأفضل لكم إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [العنكبوت:16]، إن كنتم تعلمون ذلك عبدتم الله سبحانه وأطعتموني.
ثم أخبرهم عن عبادتهم الباطلة إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا [العنكبوت:17] إن عبادتكم هذه التي تعبدونها مقصورة على هذه الأوثان الباطلة، فهي عبادة باطلة إِنَّمَا تَعْبُدُونَ [العنكبوت:17]، أي: كل ما تعبدون من دون الله هو باطل وكل عبادة لما هو دون الله سبحانه فهي عبادة باطلة.
إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا [العنكبوت:17]، أي: أصناماً تعبدونها من دون الله سبحانه، قالوا: الأوثان هي الأصنام، وفرق البعض بين الأصنام والأوثان، فالأوثان ما يعبد من دون الله سبحانه من حجر منحوت أما الأصنام فتكون مصنوعة من ذهب أو فضة أو نحاس ونحوها من معادن، وقيل: الأصنام ما كان مصوراً على هيئة والأوثان ما كان مصوراً أو غير مصور.
قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا [العنكبوت:17]، والخلق: الصنعة، أي: الذي تصنعونه بأيديكم كذباً على الله سبحانه وتعالى هو إفك وباطل وكذب تكذبونه فتدعون أنها آلهة وأنتم إنما نحتموها بأيديكم.
إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ [العنكبوت:17] أي: تصنعون إِفْكًا [العنكبوت:17]، كذباً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا [العنكبوت:17]، ومن الملاحظ هنا أنه تحدث بشيء من التفصيل في قصة إبراهيم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى هؤلاء العرب الذين شابهوا قوم إبراهيم في عبادة الأصنام ففصل لذلك، والسورة منها ما هو مكي ومنها ما هو مدني، فكأنه يشير لهؤلاء الكفار أنكم فعلتم فعل قوم إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وكان الأجدر بكم أن تصنعوا كما صنع إبراهيم أبو الأنبياء وهو أبوكم عليه الصلاة والسلام.
ائتوا بإبراهيم واسألوه: أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ [الأنبياء:62-63]، كل ذلك من أجل أن يتساءلوا، ولكن هيهات فقد ذهبت هذه العقول، بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ [الأنبياء:63]، والمعنى كأنه يقول: مستحيل أن يصنع أحد منهم ذلك، فلا كبيرهم ولا صغيرهم يستطيع فعل شيء من ذلك، وإنما يذكر إبراهيم هذا الشيء حتى يعقلوا ويفهموا، كأنه يقول معرضاً في الكلام: إن كان هؤلاء ينطقون فقد فعله الكبير، ولكن الحقيقة أنهم لا ينطقون فكيف يصنع هذا الكبير؟! فعرض في الكلام، وهذه إحدى كذبات إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فإنه لم يكذب في حياته إلا ثلاث كذبات فقط، ومن منا يعيش طول عمره لا يكذب إلا ثلاث مرات فقط؟! وإبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ما كذب كذباً صريحاً وإنما كان تعريضاً.
فهنا لما قال: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ [الأنبياء:63]، فكأنه علق فقال: هو الكبير هذا لو كانوا ينطقون، فإذا عقلتم أنهم لا ينطقون فستدركون أن الكبير لم يصنع، بل إن أحداً آخر صنع هذا الشيء، فليس كذباً صريحاً وإنما هو تعريض في الكلام من إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ [الأنبياء:64]، رجعوا إلى أنفسهم في المعاتبة فكانوا يعاتب بعضهم بعضاً، أما أنهم رجعوا إلى عقولهم فلا، ولكنهم رجعوا إلى أنفسهم بالعتب فقالوا: أنتم ظالمون، أين الحراس الذين يحرسون الآلهة؟! كلام الجهلاء الأغبياء الذين لا يفكرون، أي آلهة هذه التي تحتاج إلى من يحرسها؟ قال تعالى: ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ [الأنبياء:65]، ثم تواصوا فيما بينهم وتشاوروا ماذا يصنعون فيه؟ وقد ذكر لنا هنا سبحانه أنهم قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ [العنكبوت:24]، فهذان خياران أمامكم: إما القتل بالسيف، وإما الإحراق بالنار، ولنرجع إلى الآيات في مجادلة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لهؤلاء.
قال عليه السلام: إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا [العنكبوت:17]، لا يملكون أن يطعموكم ولا أن يسقوكم فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ [العنكبوت:17]، ارجعوا إلى ربكم، فأنتم عندما تنزل بكم المصيبة ترفعون أيديكم وتنادون: يا رب! وهذا دأب الكفار دائماً في كل زمان، عندما تنزل بهم المصيبة يستغيثون بالله وحده لا بالآلهة، فقال لهم إبراهيم: هذا الإله العظيم الذي تدعونه عند المصائب هو الذي يملك لكم الرزق وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [العنكبوت:17]، أنتم راجعون ليجازيكم وليحاسبكم، وهذه قراءة الجمهور، وقراءة يعقوب (إليه ترجِعون) والمعنى: أنتم ترجِعون إلى الله سبحانه وتعالى فهو وحده إليه المرجع والمآب.
وَإِنْ تُكَذِّبُوا [العنكبوت:18]، فتستمروا في تكذيبكم فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ [العنكبوت:18]، يعني: لستم أول من كذب، ولكن هذه عادة الكفار مع أنبيائهم عليهم الصلاة والسلام، وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ [العنكبوت:18]، كل رسول عليه البلاغ وليست عليه النتيجة، ولذلك يأتون يوم القيامة فيأتي النبي ومعه الرهط، ويأتي النبي ومعه القوم الكثيرون، ويأتي النبي وليس معه أحد قد دعا قومه ولم يستجب له أحد عليه الصلاة والسلام، فليس مسئولاً عن النتيجة، بل النتيجة على الله سبحانه وتعالى.
وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ [العنكبوت:18]، وهنا بيان أن وظيفة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام هي التبيين والتوضيح، وأنهم لا يتركون شبهة من الشبهات، وهذا هو الذي عليهم فحسب الْبَلاغُ الْمُبِينُ [العنكبوت:18]، أي: الواضح الذي لا غموض فيه ولا إشكال.
وكما يرى في الحيوان كيف يتوالد أمامه، كيف يبدئ الله عز وجل خلقه فيكون صغيراً ثم يكبر، ثم يتزاوج، ثم يأتي منه النسل ويموت الأب، بل يرى كل إنسان في نفسه كيف يكون منه الذرية وكيف يموت الكبار ويعيش الصغار، يرى في كل يوم آيات الله سبحانه أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [العنكبوت:19] سبحانه وتعالى إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [العنكبوت:19]، والمعنى: إذا كنتم في الدنيا ترون هذا فكيف لا يقدر على ذلك يوم القيامة سبحانه؟! بل هو على الله سبحانه يسير.
قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ [العنكبوت:20]، وكأن الله عز وجل هنا يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار: سيروا في الأرض واذهبوا جنوباً وانظروا قوم عاد وما صنع الله عز وجل بهم وسيروا شمالاً وانظروا كيف صنع بقوم ثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة، ما الذي صنعه الله عز وجل بهؤلاء.
قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْق [العنكبوت:20]. أي: كيف بدأ الله عز وجل خلقه فأوجد القرون السابقة، فسيروا وتبينوا وانظروا وتدبروا، ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ [العنكبوت:20] أي: يعيد الخلق مرة ثانية.
فالذي بدأه من عدم قادر على أن يوجده من عدم أو من تراب مرة أخرى سبحانه وتعالى، ولهذا قال: ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ [العنكبوت:20]، أي: يعيده ويخلقه، والنشأة الآخرة: الخلق الآخر، أي: مرة أخرى، وقراءة الجمهور (النشأة الآخرة)، وقراءة ابن كثير وأبي عمرو (النشاءة الآخرة).
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [العنكبوت:20]، فإنه يقدر على الخلق، ويقدر على الرزق ويقدر على الجزاء لعباده والحساب لهم، ويقدر أن يدخلهم جنته برحمته أو أن يدخلهم ناره بعدله سبحانه، والله على كل شيء قدير يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ [العنكبوت:21].
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر