أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).
وها نحن مع سورة الفرقان فهيا بنا نصغي لتلاوة هذه الآيات المباركة، ثم نتدارسها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس.
قال تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:63-70].
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! لما أنكر المشركون في مكة اسم: الرحمن، وأبوا أن يعترفوا بأنه اسم مع أسماء الله، وقالوا للرسول: كيف تدعو إلى التوحيد وأنت تدعو الله وتدعو الرحمن أنزل الله تعالى هذه الآيات؛ ليعرفهم بالرحمن من طريق عباده.
أي: أنتم تنكرون الرحمن فتعالوا لتشاهدوا عباده وتعرفون أنه الرحمن، فقال عز من قائل: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ [الفرقان:63]، والعباد: جمع عبد، وفي هذه النسبة شرف عال وعظيم، كقوله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ [الإسراء:1]، فكذلك عباد الرحمن الذين صفت نفوسهم وزكت أرواحهم وطهرت قلوبهم وأصبحوا يعبدون الله عز وجل بما شرع لهم، هؤلاء حقاً ينسبون إلى الرحمن ويقال لهم: عباد الرحمن. فهيا نستعرض هذه الآيات وننظر هل نحن منهم أو هذا خاص بالصحابة؟
والجواب: هذا عام، فقد وصفهم الله بثمان صفات، فمن وجدت هذه الصفات فيه فهو من عباد الرحمن، ومن نقصت منه صفة فليعوضها وليعجل، وإن كنا الليلة ندرس خمس صفات فقط والباقي غداً إن شاء الله:
الصفة الأولى: الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا [الفرقان:63]، لا يتعنترون ويضربون الأرض بأرجلهم ويجرون ثيابهم في غطرسة وعلو!
عباد الرحمن يمشون على الأرض باللين والهون، لا بالعنف والشدة والغطرسة والقوة، يمشون متواضعين؛ لأنهم يعبدون الرحمن وما يعبدون الشيطان، والشيطان لا يقوى على أن يفسد قلوبهم، فهو مطرود، يطردونه بلعنة الله عليه.
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ [الفرقان:63] الذين ما عرفوا الله ولا عرفوا محابه ولا مكارهه ولا وعده ولا وعيده من عامة الجهال، إذا خاطبوهم فنالوا منهم بالسب أو الشتم أو التعيير أو التقبيح لا يردون السيئة بالسيئة ولكن يقولون كلمة يسلمون بها، قالوا السلام، وكلنا إن شاء الله نقول ذلك وإن شئتم جربنا.
على كل يجب أن نحقق هذه الصفات؛ ليتحقق لنا هذا النسب العظيم فكون عباد الرحمن.
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]. وهل الذين في بيوتهم شاشات التلفاز يسهرون عليها ويقضون ساعات من الليل هل ممكن أن يقوموا آخر الليل للتهجد؟ والله ما يمكن.
ومعنا زوار كرام فاعلموا أنه لا يحل لنا عباد الرحمن أن نسهر على الباطل والشر والفساد، وأن ندخل بيوتنا الطاهرة النقية صور الخلاعة والدعارة وأصوات الكفر والهيجان والباطل، هذا ليس من شأننا أبداً ولا يكون في بيوتنا؛ لأن المفروض فينا أن نبيت لله ساجدين قائمين، أما اليهود والنصارى والمشركون والكافرون فمصيرهم معروف وجزاؤهم معلوم فليفعلوا ما شاءوا من الباطل والشر والفساد؛ لأنهم أموات غير أحياء، وجهلاء غير عالمين، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ [الفرقان:64] كيف؟ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64].
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ [الفرقان:65]؛ لقوة إيمانهم وصدقه ويقينهم كأن النار تلمس وجوههم وهم يقولون: ربنا أصرف عنا عذاب جهنم، فهم يؤمنون كما نؤمن نحن بالنار، ولكن لقوة إيمانهم وليقينهم كأن النار تلهب في وجوههم فيقولون: رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا [الفرقان:65].
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا [الفرقان:65]، أي: يا ربنا! اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ [الفرقان:65]. لماذا؟ لأن عذابها كان غراماً لازماً لا ينفك أبداً.
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان:66]، هذا من قولهم رضوان الله عليهم، أو من قول ربنا!
إِنَّهَا [الفرقان:66]، أي: النار.. جهنم سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان:66]، أقبح مكان وأقبح منزل وأقبح مستقر، والحيات والثعابين فيها كالدواب والنار تلتهم فكيف لا تكون أسوأ مستقر وأسوأ مقام.
إِنَّهَا سَاءَتْ [الفرقان:66]، أي: قبحت مُسْتَقَرًّا [الفرقان:66]، أي: جهنم وَمُقَامًا [الفرقان:66] للقيام به.
الذين لهم مال ينفقونه يعتدلون فيه فلا يسرفون ولا يقترون، حال بين القتر والإسراف وهي حالة العدل والوسط، فلهذا ورد أن من يأكل كل ما يشتهي فهو مسرف.
الإسراف: أنك تنفق مالك في غير ما حاجة إليه.. في غير ما طلب يطلبه.
والإقتار: هو التضييق وعدم الإنفاق، وعباد الرحمن وأولياؤه ينفقون نفقة وسط بين الإسراف وبين التقتير، بين التضييق وبين التوسيع.
و هنا لطيفة وهي: أن عبد الملك بن مروان أيام كان خليفة للمسلمين زار ابنته عند ابن أخيه عمر بن عبد العزيز فسألها: كيف نفقتكم؟ أنتم في خير أم ضيق؟ فقالت له: الحسنة بين السيئتين.
هذه فاطمة تقول: الحسنة بين السيئتين.
ما معنى الحسنة بين السيئتين؟ أي: لا إسراف ولا تقتير ولكن وسط، فلا إسراف وهو الإنفاق فيما لا حاجة إليه، ولا منع وتضييق فيما نحن بحاجة إليه، وهذه الصفة من أبدع الصفات وأجلها: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا [الفرقان:67] في إنفاقهم وَلَمْ يَقْتُرُوا [الفرقان:67] لا يضيقون ولا يوسعون ولكن وسط، فالذي راتبه ألف ريال كيف ينفق ألفين ريال؟ قد أسرف، بل ينفق بحسب ما عنده ولا يقصر ويمنع نفقة أهله ونفسه.
قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ [الفرقان:67]، الإنفاق قَوَامًا [الفرقان:67]. أي: وسطاً واعتدالاً.
أولاً: الذي يسد الحاجة من الطعام أو الشراب أو اللباس هذا ضروري، وما زاد على ذلك فهو إسراف.
مثلاً: أنت في حاجة إلى مركوب وعندك فرس فلماذا تشتري فرس ثان وتربط أمام بابك فرسين؟
سيارة.. سيارتك عند الباب وتريد أن تضيف أخرى ليقال عنده سيارة فاخرة أو كذا، هذا إسراف، وهو في الطعام والشراب واللباس والسكن أيضاً.
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ [الفرقان:67]، إنفاقهم بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67]، أي: اعتدالاً ووسطاً، وإن شاء الله نكون منهم.
احذروا يا زوار المسجد النبوي ممن يقولون: يا سيدي عبد القادر ! يا موالي إدريس ! يا عبد الرحمن ! يا رسول الله! يا فاطمة! يا رجل هذا البلاد! هؤلاء والله دعوا مع الله غيره، والله لأشركوا هؤلاء في عبادة ربهم.
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [الفرقان:68]، أبداً لا يعرفون إلا يا رب! أما يا سيدي فلان ويا فلان وفلان من نداءات الصالحين الأموات فهذا والله لشرك وحرام ولا ينبغي للمؤمن أن يقولوها أو يقف عندها، وبلغوا هذا لإخوانكم.
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ [الفرقان:68]، معنى يدعون: يطلبون لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [الفرقان:68]، بل المعبود الحق والمدعو هو الله. هذه أولاً.
وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ [الفرقان:68]. ما هي النفس التي حرم الله؟
الجواب: كل نفس، إلا من كان كافراً ونحن معه في حرب فيقتل؛ لأنه في الحرب، أما في حال السلم أو معاهدات عدم الاعتداء فلا يجوز قتله، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم علمنا فقال: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة ).
لا يحل دم امرئ مسلم إلا بواحدة من ثلاث خصال:
الأولى: النفس بالنفس، فمن قتل يقتل، فإذا قتل المسلم مسلماً يقتل فالنفس بالنفس، هذا قتل أباك أو قتل أخاك تطالب الحكومة بأن تقتله مقابل القتل الذي قتل.
الثانية: الثيب الزاني، من زنى وهو ثيب. أي: عرف النكاح وهو الذي تزوج وطلق أو معه امرأته، هذا هو الثيب إذا زنى يقتل رمياً بالحجارة وهو حد الرجم.
الذي تزوج ويعرف معنى الزواج وما هو والنكاح ثم بعد ذلك يفجر ويزني فجزاؤه القتل رجماً، وهو مسلم وأباح الله دمه فيقتل. هذا الثيب الزاني.
أما البكر الذي ما تزوج وما عرف الزواج وما زال في أول عمره كالخامسة عشر والعشرين وما تزوج ثم زنى فهذا يجلد أغلظ الجلد.. مائة جلدة على ظهره ولكنه لا يقتل، الذي يقتل هو الثيب الذي سبق أن تزوج سواء طلق وماتت زوجته أو في بيته زوجته، كل هذا واحد ما دام عرف الزنا ما هو ثم يرتكبه بعد ذلك فهذا يرجم ويقتل بالرجم.
أما المحصن البكر فيعفى عنه ولكن يجلد مائة جلدة ويغرب عاماً كاملاً.. سنة كاملة ينفونه من القرية.
والثالثة: التارك لدينه وهو المرتد الكافر -والعياذ بالله- المفارق لجماعة المسلمين، هذا يقتل بعدما يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
الذي يترك الإسلام ويرتد عنه فيكون يهودياً أو نصرانياً أو بلشفياً ينكر وجود الله أو ينكر وجود الصلاة أو الصيام ويكذب، هذا المرتد يجب قتله.
هؤلاء الثلاثة يجب قتلهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة ).
والآية صريحة أيضاً: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ [الفرقان:68]، هؤلاء من هم؟ عباد الرحمن.
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الفرقان:68]، ما معنى: إِلَّا بِالْحَقِّ [الفرقان:68]، إذا استوجب القتل كأن ارتد بعد إيمانه وكفر أو قتل مؤمناً ظلماً وعدواناً، أو زنى وفجر بامرأة مؤمن أو كافر، بهذا يصح قتله، وهو من التارك لدينه المفارق للجماعة.
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ [الفرقان:68]، سمعتم؟ يَلْقَ [الفرقان:68]، أمامه عذاباً يقال له: الآثام في جهنم من أشد أنواع العذاب يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [الفرقان:69]، قراءتان سبعيتان: (فيه) و(فِيهِ)، مُهَانًا [الفرقان:69]، لا عز له ولا شأن أبداً.
فَأُوْلَئِكَ [الفرقان:70]، هؤلاء، يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:70]. ما معنى يبدلها؟ كانت النفس مظلمة عليها الذنوب والآثام، فلما يتوب ينمحي ذلك الذنب ويزول ويحل محله الحسنات التي يعملها.
هذا تبديل السيئات بالحسنات.
الذنوب كانت على قلبه سوداء مظلمة بالكفر والشرك والمعاصي فتاب ورجع وآمن فيزول ذلك الأثر وتحل محله الحسنات التي يعملها.
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:70]، السيئات: ما يسوء.
والحسنة: ما يحسن. فقولك: الله أكبر! حسنة. سبك فلان سيئة. وإذا سببت فلاناً وتبت واستغفرت انمحى ذلك الذنب. قلت: سبحان الله فوضعت حسنة فوق ذلك المكان فأصبحت الحسنة بدل السيئة، وسوف تزدادون معرفة بالشرح إن شاء الله.
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا [الفرقان:70]، لعباده رَحِيمًا [الفرقان:70] بهم، ولهذا يغفر للتائبين ويرحمهم.
لما أنكر المشركون الرحمن وقالوا: وَمَا الرَّحْمَنُ [الفرقان:60]، وأبوا أن يسجدوا للرحمن، وقالوا: إن محمداً ينهانا عن الشرك وهو يدعو مع الله الرحمن ]. ونزل في هذا في سورة الإسراء قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء:110]، لكن الجهل هذه نتائجه.
[ قالوا: إن محمداً ينهانا عن الشرك وهو يدعو مع الله الرحمن فيقول: يا ألله يا رحمن! إذاً: ناسب لتجاهلهم هذا الاسم الرحمن أن يذكر لهم صفات عباد الرحمن؛ ليعرفوا الرحمن بعباده على حد: ( خيركم من إذا رُؤي ذُكر الله ) ]. خيرنا أيها المسلمون من إذا رؤي ذكر الله. كيف هذا؟ خيرنا أيها المستمعون! ويا أيتها المستمعات من إذا رآه الإنسان ذكره بالله: ( خيركم من إذا رؤي ذكر الله )؛ لأن عباد الرحمن ذكر الله تعالى صفاتهم ليعرف المشركين بالرحمن أن هؤلاء عباده وهذه صفاتهم وهم متصفون بها؛ حتى يعرفوا الرحمن عز وجل.
قال: [ فقال تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ [الفرقان:63]، ووصفهم بثمان صفات، وأخبر عنهم بما أعده لهم من كرامة يوم القيامة.
الصفة الأولى: في قوله تعالى: الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا [الفرقان:63]، أي: ليسوا جبابرة متكبرين، ولا عصاة مفسدين، ولكن يمشون متواضعين عليهم السكينة والوقار.
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ [الفرقان:63]، أي: السفهاء خاطبوهم بما يكرهون من القول قالوا قولاً يسلمون به من الإثم فلم يردوا السيئة بالسيئة ولكن ردوها بالحسنة.
الصفة الثانية: في قوله: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، أي: يقضون ليلهم بين السجود والقيام يصفون أقدامهم ويذرفون دموعهم على خدودهم؛ خوفاً من عذاب ربهم ]. اللهم ارزقنا هذه الصفات.
[ والثالثة: في قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ [الفرقان:65]، إنهم لقوة يقينهم كأنهم ] يشاهدون [ كأنهم شاعرون بلهب جهنم يدنو من وجوههم فقالوا: رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا [الفرقان:65] أي: مُلحاً لازماً لا يفارق صاحبه. إِنَّهَا سَاءَتْ [الفرقان:66]، أي: جهنم مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان:66]، أي: بئست موضع إقامة واستقرار.
والرابعة من الصفات: في قوله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا [الفرقان:67] في إنفاقهم فيتجاوزوا الحد المطلوب منهم، ولم يقتروا فيضيقوا في الواجب عليهم، وكان إنفاقهم بين الإسراف والتقتير، قَوَامًا [الفرقان:67]، أي: عدلاً وسطاً ]. لا ذا ولا ذاك، الحسنة بين السيئتين. من قال هذه الكلمة؟ فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز ، فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، جاء والدها يزورها من الشام إلى المدينة فقال: كيف نفقتكم؟ قالت: الحسنة بين السيئتين. وزوجها أمير على المدينة.
[ والخامسة من الصفات: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [الفرقان:68]، أي: لا يسألون غير ربهم قضاء حوائجهم، كما لا يشركون بعبادة ربهم أحداً.
وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ [الفرقان:68] قتلها، وهي كل نفس آدمية ما عدا نفس الكافر المحارب فإنها مباحة القتل غير محرمة إِلَّا بِالْحَقِّ [الفرقان:68]، وهو واحد من ثلاث خصال بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الصحيحين إذ قال: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة ). ]
أولاً: وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الفرقان:68]، ما هو الحق؟ كل نفس حرام قتلها إلا نفس كافر محارب، ثم بعد ذلك في الإسلام يحل قتل الإنسان بخاصة من ثلاثة خصال:
الأولى: أن يزني وهو ثيب وليس ببكر.
الثانية: أن يقتل مؤمناً ظلماً وعدواناً.
الثالثةً: أن يرتد عن الإسلام والعياذ بالله.
قال: [ وَلا يَزْنُونَ [الفرقان:68]، أي: لا يرتكبون فاحشة الزنا ] ما هو الزنا هذا؟
قال: [ والزنا: هو نكاح على غير شرط النكاح المباح ]. أيما نكاح على غير شرط النكاح وهو العقد المعروف القائم على الولاية والصيغة والمهر والشهود ذاك نكاح صحيح، وما عدا ذلك فنكاح باطل، اللهم إلا الأمة التي يملكها سيدها فله أن يطأها ولا يقال فيه زنا.
[ وقوله تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ [الفرقان:68]، هذا كلام معترض بين صفات عباد الرحمن ] لأن الصفات الباقية ما ذكرت [ هذا كلام معترض بين صفات عباد الرحمن. أي: ومن يفعل ذلك المذكور من: الشرك بدعاء غير الرب، أو قتل النفس بغير حق، أو زنا يَلْقَ أَثَامًا [الفرقان:68]، أي: عقاباً.
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [الفرقان:69]، أي: في العذاب مُهَانًا [الفرقان:69]، مخزياً ذليلاً.
وقوله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ [الفرقان:70]، من الشرك وآمن بالله وبلقائه وبرسوله وبما جاء به من الدين الحق وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا [الفرقان:70]، من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام، فَأُوْلَئِكَ [الفرقان:70] المذكورون أي: التائبون يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:70]. أي: يمحو سيئاتهم بتوبتهم ويكتب لهم مكانها صالحات أعمالهم وطاعاتهم بعد توبتهم. وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:70]، ذا مغفرة للتائبين من عباده، ذا رحمة بهم، فلا يعذبهم بعد توبته عليهم.
وقوله: وَمَنْ تَابَ [الفرقان:71] من غير هؤلاء المذكورين. أي: رجع إلى الله تعالى بعد غشيانه الذنوب. وَعَمِلَ صَالِحًا [الفرقان:71] بعد توبته فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا [الفرقان:71]. أي: يرجع إليه تعالى مرجعاً مرضياً حسناً فيكرمه ربه وينعمه في دار كرامته. ]
أولاً: بيان صفات عباد الرحمن الذين بهم يعرف الرحمن عز وجل ].
بيان صفات عباد الرحمن الذين نسأل الله أن نكون منهم، فاللهم اجعلنا منهم، ووفقنا لما وفقتهم وأعنا لما أعنتهم عليه حتى نكون مثلهم عباد الرحمن، وحينئذٍ الذي يؤذينا قد أعلن الحرب على الله والله يعلن الحرب عليه ولن يفوز ولن ينجح: ( من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب ).
[ ثانياً: فضيلة التواضع والسكينة في المشي والوقار ].
فضيلة التواضع في الكلام.. في المشي.. في الأخذ.. في العطاء، دائماً المؤمن لا يكون متكبراً ولا متجبراً ولا طاغية، ولكن ليناً هشاً متواضعاً. هذه صفات عباد الرحمن أولياء الله.
قال الشيخ غفر الله لنا وله ولوالدينا أجمعين في النهر : [ الهون: اللين والرفق. والمشي الهون: هو الذي ليس فيه ضرب بالأقدام وخفق النعال، فهو غير مشي المتكبرين المعجبين بنفوسهم. وعباد الرحمن يمشون وعليهم السكينة والوقار، وفى الحديث: ( أيها الناس! عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالايضاع ). وهو السير مثل الخبب، إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا زال زال تقلعاً ويخطو تكفؤاً ويمشي هوناً، ذريع المشية كأنما ينحط من صبب. قيل: نعم هو كما وصف: فالتقلع معناه: رفع الرجل بقوة حتى لا يمشي مشية المتمسكن الذليل. والذريع: هو الواسع الخطى ومعناه: أنه كان يرفع رجله بسرعة ويوسع خطوه كأنما ينحط من صبب.
فأين هذا الهون المحمدي في المشي من الاختيال والتمايل إعجاباً بالنفس وضرب الأرض كأنما يريد أن يخرقها بنعله، والله تعالى قال: وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا [الإسراء:37]. والمرح: هو مشيُ الخيلاء، والفجر.
وقال: إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ [الإسراء:37] أي: بضربك إياها برجليك بشدة وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا [الإسراء:37]، مهما حاولت العلو والارتفاع ].
لنعلم أن الذي حرمه الله هو الكبر والإعجاب بالنفس ويتجلى ذلك في جسم المتكبر، إذا مشى كما قدمنا يضرب الأرض برجله تكبراً، يضربها بنعله، يجر ثيابه وراءه إعلاناً عن التكبر.
وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يرفع رجله ويضعها على الأرض لكن ليس معناه أنه يتكبر بذلك، وكان يسرع في مشيته وكان يحذر من المسكنة والذلة، فالمؤمن لا يصبح مسكيناً منكسراً ذليلاً، بل حال وسط لا متكبر ولا متمسكن متذلل، والرسول حياته فسرت بهذا،و مشيته تبين هذا.
التكبر والتجبر: إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ [الإسراء:37] لما تضربها برجليك، ولما تعلو لا تصل إلى الجبال وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا [الإسراء:37]. إذاً: توسط في مشيتك فلا تكن مسكيناً ذليلاً منكسراً وأنت المؤمن ولي الله، ولا تكن متجبراً طاغية،بل لتكن حالك حال وسط.
نهينا عن التكبر والتعالي والتجبر، ونهيناً أيضاً عن الذلة والانكسار والمسكنة فنحن أولياء الله وعباده، فلا هذا ولا ذاك.
[ ثالثاً: فضيلة رد السيئة بالحسنة والقول السليم من الإثم ].
فضيلة رد السيئة بالحسنة، من قال يا كذا.. رفع صوته فقل له: سامحك الله. وقد رأينا في هذا المسجد منذ أربعين سنة رجال الهيئة نعجب لحالهم، لما تفعل شيئاً كذا وتقول بأعلى صوت، يقول: سامحك الله، عفا الله عنك لم فعلت كذا؟!
الشاهد عندنا: أن من صفاتنا نحن عباد الرحمن: أننا لا ندفع السيئة بأخرى سيئة، سبة بسبة، شتمة بشتمة، لطمة بلطمة، لا. ولكن بكلمة أحسن من تلك اللطمة وتلك الشتمه. هذه صفات عباد الرحمن، لا يدفعون السيئة بسيئة مثلها؛ لأنهم أولياء الله وعالمون بالله، وأما الجاهلون فيتخبطون يسبه ويسب أمه وأباه.
[ رابعاً: فضيلة قيام الليل والخوف من عذاب النار ].
فضل قيام الليل! يا معاشر المؤمنين الآن عندكم ساعات دقاقة فتضبطها وتقوم قبل الفجر بساعة، هذه الساعة طول العام تكفيك قيام الليل.
إذاً: تقوم تتوضأ وتصلي عشر ركعات وتصلي ثمان ركعات وتصلي الشفع ركعتين وتوتر بركعة واحدة وهي الوتر هذا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اضبط ساعتك لتوقظك قبل الفجر بساعة.. بساعة وربع.. بساعة ونصف، فإذا استيقظت توضأت ثم تصلي ثمان ركعات تقرأ فيها بما فتح الله عليك ثم تصلي الشفع ركعتين تقرأ في الأول بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، بعد الفاتحة، وفي الثانية بسورة الكافرون بعد الفاتحة، ثم توتر بركعة واحدة وهي الوتر تقرأ فيها بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، والمعوذتين، وتكون على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتحقق لك صفات عباد الرحمن، وهذا يساعدنا عليه إن لم نسهر على التلفاز والصحف والمجلات.
قال بعضهم في صفة أولياء الله جعلنا الله منهم:
لله قوم أخلصوا في حبه فرضي بهم واختصهم خدّاما
قوم إذا جن الظلام عليهم باتوا هنالك سجداً وقياما
خمص البطون من التعفف ضمراً لا يعرفون سوى الحلال طعاماً
خمص البطون: لا يشبعون أبداً، بطونهم دائماً جائعة.
وهل نحن نأكل الحرام؟ لا أبداً. يا عباد الرحمن! لا نأكل الحرام أبداً ولو جعنا لا نأكل ما حرم الله.
[ خامساً: فضيلة الاعتدال والقصد في النفقة وهي الحسنة بين السيئتين ]. الاعتدال في النفقة كما علمتم، الحسنة بين السيئتين، فإن وسع الله عليك فوسع على أهلك بما وسع، وإن ضيق فضيق ولكن العدل، والعدل لا إسراف لا في الطعام ولا في الشراب ولا في اللباس ولا في المركوب ولا في السكن ولا.. الاعتدال هو المطلوب، عباد الرحمن هذه صفاتهم إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67].
[ سادساً: حرمة الشرك، وقتل النفس، والزنا، وأنها أمهات الكبائر ]. وهي التي قال فهيا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني )، وهو الرجل الذي تزوج وعرف النكاح ثم طلق امرأته أو بقيت عنده ثم زنى وفجر بامرأة، هذا هو الثيب الزاني، أما البكر الذي ما عرف الزواج بعد أبداً وسلطه الشيطان وتسلط عليه وزنى فهذا لا يقتل بزناه ولكن يجلد مائة جلدة ويغرب من البلد سنة كاملة، قال تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]. أما الثيب الذي عرف النكاح ما هو وتزوج إذا فجر بامرأة مؤمنة أو كافرة يقتل رجماً بالحجارة.
قال في النهر: [ روى مسلم أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( قلت يا رسول الله! أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك. قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك فأنزل الله تصديقها: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [الفرقان:68]، إلى: وَلا يَزْنُونَ [الفرقان:68] ) .
[ سابعاً: التوبة تجب ما قبلها والندب إلى التوبة وأنها مقبولة ما لم يغرغر ]. التوبة تقطع ما قبلها. تجب بمعنى: تقطع. جب الشيء: قطعه. فالتوبة تجب ما قبلها، والتوبة مقبولة ما لم تصل الروح عند الموت إلى الحنجرة، فإذا غرغر بطلت التوبة، ولو تاب إلى الله لا تقبل له توبة.
وقبل أن تصل روحه إلى حنجرته مهما عمل وتاب وكيفما كان الذنب شركاً كفراً زناً يتوب الله عليه ويقبل توبته فالتوبة تقطع ما قبلها، لكن التوبة إذا مرض الإنسان وأخذت الروح تنسلخ من جسمه ووصلت إلى حلقه لا تنفعه التوبة، واقرءوا لذلك قول الله تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ [النساء:17-18]، فلا توبة تقبل.
قال في النهر: [ وأخيراً! قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( اتق الله حيثما كنت وأتتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )، والشاهد: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود:114].
معاشر المؤمنين! هيا نجاهد أنفسنا حتى نتصف بصفات عباد الرحمن ونصبح منهم إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر