الجواب: الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هذا الذي يخرج منك عند الملامسة والمداعبة وتكرار النظر لشهوة, لا يعتبر منياً؛ لأن المني هو الذي يخرج دفقاً بلذة, وهو غليظ, ويحس الإنسان به عند خروجه إحساساً خاصاً, ولكن مثل هذا السائل الذي يخرج أقرب ما يكون مذياً, والمذي لا يوجب الغسل, وإنما يوجب غسل الذكر والأنثيين فقط, ثم الوضوء كغيره مما يخرج من السبيلين حيث يوجب الوضوء, فالمذي يوجب غسل الذكر والأنثيين وإن لم يصبهما, ويوجب الوضوء أيضاً, وقد ذكر أهل العلم أن الذي يخرج من الذكر أربعة أنواع: البول: وهو معروف, والودي: وهو ماء أبيض يخرج عند انتهاء البول, والمذي: وهو ماء لزج يخرج عقب الشهوة بدون أن يحس به الرجل, والمني: وهو هذا الماء الدافق الذي يخرج بلذة وبإحساس مخصوص, وهذه الأنواع لكل واحد منها حكم, أما البول والودي فهما نجسان يوجبان غَسل ما أصابه شيء منهما, ويوجبان الوضوء أيضاً, وأما المذي فإنه نجس لكن نجاسته خفيفة, يجزئ فيه النضح فيما أصابه منه, ينضح بالماء, ويوجب غسل الذكر والأنثيين وإن لم يصبهما شيء منها, ويوجب الوضوء, وأما المني فإنه طاهر, ويوجب الغسل لجميع البدن, وقد كانت عائشة رضي الله عنها تغسل رطبه وتفرك يابسه عن ثوب النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب: لا يجوز للإنسان أن يذبح هديه قبل يوم النحر, فيوم النحر هو المعد للنحر, وكذلك الأيام الثلاثة بعده, ولو كان ذبح الهدي جائزاً قبل يوم العيد لفعله النبي صلى الله عليه وسلم حينما أمر أصحابه أن يحلوا من العمرة من لم يكن معه هدي, وأما هو صلى الله عليه وسلم فقال: ( أنا معي الهدي فلا أحل حتى أنحر ). فلو كان النحر قبل يوم العيد جائزاً لنحر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم, لأجل أن يطمئن أصحابه في التحلل من العمرة, ولأجل أن يتحلل هو أيضاً معهم؛ لأنه قال: ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولا أحللت معكم ). وامتناع الرسول عليه الصلاة والسلام من ذبح هديه قبل يوم النحر مع دعاء الحاجة إليه, دليل على أنه لا يجوز, والذين يفتون بهذا يقيسونه على الصوم في من لم يجد الهدي، فإنه يجوز له أن يقدم صومه قبل يوم النحر, ولكن هذا ليس شبيهاً به؛ لأن الصوم كما قال الله عز وجل: فيه فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ [البقرة:196]. وهو إذا شرع في العمرة, فكأنما شرع في الحج أعني: المتمتع لقول النبي صلى الله عليه وسلم:( دخلت العمرة في الحج ). ولهذا يجوز للمتمتع الذي لا يجد الهدي أن يصوم ثلاثة أيام من حين إحرامه بالعمرة وإلى آخر أيام التشريق, ما عدا يوم النحر, وعلى هذا فنقول: إن القياس هنا قياس في مقابلة النص, وهو أيضاً قياس مع الفارق, فلا تتم فيه أركان القياس, والصواب بلا ريب أنه لا يجوز أن يذبح الإنسان هديه إلا في يوم العيد والأيام الثلاثة بعده.
وأما قول الأخ: أن الناس أحوج قبل يوم العيد فنقول: له من الممكن أن تذبح الهدي في مكة, إما في يوم العيد, أو الحادي عشر, أو في الثاني عشر, أو في الثالث عشر, وفي مكة تجد من يأخذه وينتفع به.
الجواب: إذا كان زوجك بهذه المثابة, فلك أن تأخذي من ماله بغير علمه ما يكفيك ويكفي بنيك, بل ويكفي ولدك من ذكور وإناث بالمعروف, وأما أن تأخذي شيئاً تدخرينه زائداً على ما تحتاجين أنت وأولادك فإن ذلك لا يجوز؛ لأن زوجك بالغ عاقل رشيد غير محجور عليه, فلا يجوز لك أن تتصرفي في شيء من ماله إلا بإذنه, إلا فيما تحتاجين أنت وأولادك إليه, فحينئذٍ يجوز لك أن تأخذي من ماله بالمعروف؛ لأن هند بنت عتبة أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ( يا رسول الله! إن
مداخلة: لكن شيخ محمد تختلف الحالة بين هند بنت عتبة وبين هذه الزوجة, فزوج هند كان مقصراً على عياله ولا ينفق للآخرين, أما هذا فإنه ينفق كل ما سقط في يده من متاع ومن مال فيأتي اليوم الذي يفارقه فيه ويبقون بدون عائل!!
الشيخ: نحن ذكرنا قصة هند من أجل أن نبين أنه يجوز للمرأة أن تأخذ من مال زوجها ما يكفيها ويكفي أولادها, وليس معناه: أنه مشابهة من كل وجه, أما بالنسبة لكون هذا الرجل معطاءً كثير الإنفاق, فهذا لا يمكن أن تأخذ من ماله ما يزيد على نفقتها ونفقة بنيها؛ لأنه غير محجور عليه, ولكن هي إذا رأت أن الرجل مسرف أو مبذر فلها أن ترفع الأمر إلى المحكمة, فإذا أذنت لها المحكمة في أن تتصرف هذا التصرف الذي ذكرته, فلا بأس به.
مداخلة: إذن لها حل وهو أن تذهب إلى المحكمة وتدعي بهذه الدعوة التي قدمتها للبرنامج؟
الشيخ: تبين حال زوجها.
الجواب: نقول: ما دام بينك وبين كفيلك شرط, وهو أن لا تعمل عند غيره بأجر ولا بغيره, فإنه لا يجوز لك أن تعمل عند غيره بأجر, فإن فعلت فهو محرم عليك, ويجب عليك في مثل هذه الحال أن تبلغ كفيلك بما فعلت؛ لأن فعلك هذا منافٍ لقول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1] . والأمر بالوفاء بالعقود أمر بالوفاء بأصلها ووقفها, وهو الشروط الذي اشترط فيها, إذا لم يكن مخالفاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب عليك إذن مراجعة كفيلك في هذا الأمر.
الجواب: تقول عند النوم ما جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه إذا آويت إلى فراشك أن تقرأ آية الكرسي, وهي قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]. وتنفث على وجهك ورأسك وما استطعت من بدنك, تنفث بيديك وتمسح بذلك ما استطعت من بدنك و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . والمعوذتين وتقول: أيضاً ( اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه, فإن أمسكت روحي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ). وكذلك أيضاً تقول: ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ). ثلاثاً وثلاثين, إلى غير ذلك مما هو معروف. وإذا شئت أن تزداد من هذا فاقرأ كتاب الأذكار للنووي ، وكتاب رياض الصالحين, وكتاب الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية ولاسيما صحيحه الذي صححه الشيخ الألباني وهي كتب معروفة ولله الحمد.
الجواب: أي نعم, يجوز أن تعلمه وإن كان يتقطع كلامه لقول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] .
الجواب: الصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز لك أن تصلي في بيتك جماعة, بل لابد أن تذهب إلى المسجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام, ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس, ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ). ولم يفصِّل الرسول عليه الصلاة والسلام في هؤلاء القوم الذين تخلفوا عن الصلاة, لم يفصِّل هل كانوا يصلون جماعة وحدهم, أو يصلون فرادى, فالواجب أن يصلي الإنسان جماعة في المساجد التي بنيت لذلك. نعم لو فرض أنه نسي, أو لم يسمع الأذان, أو ما أشبه ذلك, حتى غلب على ظنه أن الناس قد خرجوا من المسجد فله أن يصلي مع جماعة في بيته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر