الجواب: الإكراه والاستكراه معناهما واحد، والإكراه: أن يرغم الإنسان على فعل الشيء، أو على قول الشيء، ومن أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه لا حكم لقوله ولا حكم لفعله لقوله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النحل:106] فإذا كان الكفر وهو أعظم الذنوب إذا أكره عليه الإنسان فإنه لا حرج عليه ولا إثم، فما دونه من الذنوب من باب أولى، فلو أُكره الصائم على الأكل مثلاً، فأكل فإن صومه صحيح، ولو أكره الرجل على أن يطلق امرأته فطّلق فلا طلاق عليه، ولو أكره الإنسان على أن يشرك بالله فأشرك فلا إثم عليه إذا كان قلبه مطمئناً بالإيمان، واختلف العلماء رحمهم الله فيمن أكره على الطلاق فطّلق ناوياً الطلاق، لكنه بغير اختيار منه، هل يقع طلاقه أو لا يقع؟ فمن العلماء من قال: إن طلاقه يقع لأنه نواه، وأن الذي يرفع عنه الطلاق أن يطلق دفعاً للإكراه، ولكن الصحيح أنه لا طلاق عليه حتى ولو نوى الطلاق؛ لأنه مجبر على هذه النية، وكثير من العامة لا يفرقون بين هذا وهذا.
الجواب: إذا كان أبو المرأة أو غيره من أوليائها ليس بمسلم وهي مسلمة فإنه لا يملك تزويجها، ولا ولاية له عليها، لأن الله تعالى قال في كتابه: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا [النساء:141] .
أما إذا كان فاسقاً بالمعاصي والكبائر التي لا تخرجه من الإسلام، فإنه يكون ولياً عليها على أحد الأقوال: فإن من العلماء من قال: يشترط في الولي أن يكون عدلاً ظاهراً وباطناً.
ومنهم من قال: إنه يشترط أن يكون عدلاً ظاهراً لا باطناً بمعنى: أنه لو كان يختفي بمعاصيه فإنه يكون ولياً، لأننا نحكم بالظاهر، وبعضهم يقول: لا تشترط فيه العدالة ظاهراً ولا باطناً ما دام مسلماً، لأن الولي قريب والقريب في الغالب وإن كان عنده معاص فإنه لا يمكن أن يتصرف تصرفاً يضر بقريبته.
الجواب: الطير هنا لا يحل لأنه هنا لم يقصد، ولابد من النية والقصد، فإذا رمى الإنسان سهمه وهو لا يرى طيراً، ثم أصابت طائراً فمات بهذا السهم فإنه لا يحل، لأن من شرط التذكية والصيد القصد، ولهذا لو رمى بالسكين فأصابت مذبح شاة وأنهرت الدم فإن هذه الشاة لا تحل، لعدم القصد، ومن ثم نقول: إن ذبح المجنون لا تحل به الذبيحة لعدم القصد، واختلف العلماء رحمهم الله: هل يشترط قصد الأكل أو لا يشترط، فمنهم من قال: إنه يشترط قصد الأكل، وأنه لو ذبح لعبث أو لتجربة السكين أو لتمرين على الذبح وما أشبه ذلك فإن الذبيحة لا تحل، ولكن الصحيح أنها تحل ما دام قد قصد التذكية فإنها تكون مذكاة ويحل أكلها، أما ما كان بغير قصد فإن الذبيحة لا تحل به، وكذلك الصيد لا يحل به.
الجواب: التصفيق في الحفلات ليس من عادة السلف الصالح، وإنما كانوا إذا أعجبهم شيء سبحوا أحياناً أو كبروا أحياناً، لكنهم لا يكبرون تكبيراً جماعياً ولا يسبحون تسبيحاً جماعياً، بل كل واحد يكبر لنفسه أو يسبح لنفسه بدون أن يكون هناك رفع صوت، بحيث يسمعه من بقربه، فالأولى الكف عن هذا أي: عن التصفيق، ولكننا لا نقول: إنه حرام؛ لأنه قد شاع بين المسلمين اليوم والناس لا يتخذونه عبادة، ولهذا لا يصح الاستدلال على تحريمه بقوله تعالى عن المشركين: وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً [الأنفال:35] .
فإن المشركين يتخذون التصفيق عند البيت عبادة، وهؤلاء الذين يصفقون عند سماع ما يعجبهم أو رؤية ما يعجبهم لا يريدون بذلك العبادة، وخلاصة القول: أن ترك هذا التصفيق أولى وأحسن، ولكنه ليس بحرام؟
الجواب: الذي أرى أن الإنسان إذا عمل عملاً صالحاً فإنه لا ينبغي أن يطالب بعوضه لا من الأوقاف ولا من غيرها؛ لأنه فعله لله فليبق على نيته الخالصة، فإن جاءه شيء من المال من الأوقاف أو غيرها فليأخذه، وإلا فلا يتبعه نفسه، لقول النبي صلي الله علية وسلم لـعمر بن الخطاب : ( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، ومالا فلا تتبعه نفسك ).
الجواب: لو قال السائل: الحكم الشرعي لكان أحسن من قوله: الرأي الشرعي.
والحكم في هذه المسألة وهي أن يتيمم الإنسان مع وجود الماء وتوافره أن تيممه باطل، ولا يحل له أن يصلي به.
وعلى هذا فإن هؤلاء القوم الذين يتيممون وعندهم الوايت من الماء لا يحل لهم أن يصلوا بهذا التيمم، وإذا صلوا بهذا التيمم فإن صلاتهم باطلة، لأن الله سبحانه وتعالى إنما أباح التيمم إذا لم يجد الماء، ومن عنده وايت من الماء فقد وجده، فلا يحل له أن يتيمم، وعلى هؤلاء أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم، وأن يستعملوا الماء لطهارتهم، لأنهم واجدون له، والغالب أن تحصيل هذا الماء سهل يذهبون إلى أماكنها ويملئون هذا الوايت ويكفيهم لعدة أيام.
الجواب: الذين يقولون: لا إله إلا الله يجب أن يعرفوا معناها، وأنه لا معبود حق إلا الله، وأن كل ما يعبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62] .
وشروط قول لا إله إلا الله أن يقولها الإنسان بلسانه نطقاً لا بقلبه، وأن يقولها طائعاً مختاراً، ويشترط أيضاً أن يقوم بما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة، ومن أهم ما يقوم به الصلاة؛ لأن من ترك الصلاة فهو كافر ولو قال: لا إله إلا الله، ثم إن هذه الكلمة إذا قالها الإنسان وهو يفهم معناها فإنها تستلزم أن يقوم بطاعة الله عز وجل، لأن معنى لا إله إلا الله لا معبود حق إلا الله، وهذا يقتضي أن يعبد هذا الإله الحق على الوجه الذي أمر به مخلصاً له الدين متبعاً لخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
يقول سؤالي: هل عليّ ذنب إذا صليت في المنزل الفروض الخمسة لأنني أحرج ممن ينظرون إليّ بعد الصلاة ومن الناس جميعاً، وأصبحت الآن أعتزل الناس من الحرج، ودائماً حتى وأنا على وضوء في أي وقت ليلاً ونهاراً والرائحة تفوح من جسدي، وأسأل الله أن يمن علي بشفائي، فبماذا تنصحونني؟ وادع الله لي بأن يزيل عني هذا المرض.
الجواب: أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يَشفيَ أخانا من هذا المرض شفاءً عاجلاً لا يغادر سقماً، وأقول له: لو أكثر من تنظيف الجسد بغسله ولو في اليوم مرتين واستعمل الأشياء المطيبة، فلعل ذلك يخفف من هذه الرائحة.
أما بالنسبة لحضور المسجد فإنه إذا كانت الرائحة قوية تؤذي من في المسجد، فليمتنع من حضور المسجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى من أكل بصلاً أو ثوماً عن قربان المساجد، وهو بذلك لا إثم عليه، لأنه ليس باختياره أن يتخلف، وإذا كان من عادته أنه يصلي مع الجماعة كما يفيده سؤاله، فإنه يكتب له أجر الجماعة كاملاً، ولو صلى في بيته، لقول النبي صلي الله علية وسلم: ( من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً ).
أسال الله تعالى له الشفاء العاجل شفاءً لا يغادر سقماً.
الجواب: علامات الساعة فيها ما وقع وفيها ما هو مستقبل، ومن علامات الساعة التي وقعت بعثة النبي صلي الله وعليه وآله وسلم، وكونه خاتم النبيين، لأن كونه خاتم النبيين يؤذن بقرب انتهاء الدنيا، والأمر كذلك فإن الرسول صلي الله عليه وسلم خطب الناس ذات يوم في آخر النهار وقال: إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل ما بقي من يومكم هذا، وكانت الشمس على رءوس النخل أي: قريبة من الغروب.
ومنها ما أشار إليه النبي عليه الصلاة السلام حين سأله جبريل قال له: ( متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. فقال له جبريل: أخبرني عن أماراتها؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان ).
ومنها انتشار الربا، وقد وقع وانتشر الربا كثيراً بين الأمة الإسلامية.
ومنها فساد أحوال الناس، فإن كثيراً من بلاد المسلمين فيها شر كثير ومعاص معلنة. نسأل الله العافية والسلامة.
وقد صنف العلماء رحمهم الله في ذلك كتباً مستقلة أحياناً، وفي ضمن كتاب يشتمل عليها وعلى غيرها أحياناً أخرى، فنرشد السائل إلى مراجعتها.
الجواب: الأولى للمسلم أن يتجنب مجالس السوء، ومنها مجالس المشركين واليهود والنصارى، فليبتعد عنهم بقدر الإمكان، لكن إذا ألجأته الحاجة أو الضرورة لمؤاكلتهم فإنه يعذر في ذلك، كما يوجد اليوم في كثير من المؤسسات تجمع بين عمال كفار وعمال مسلمين، ولا يستطيع المسلم أن يتخلص من الاجتماع بهؤلاء، ولكني أقول: إن من الخير أن يعرض المسلم على هؤلاء الكفار محاسن الإسلام، وأن يدعوهم إلى الإسلام، فلعل الله سبحانه وتعالى أن يهديهم به، فينال هذا الأجر الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لـعلي بن أبي طالب حين وجهه إلى خيبر قال له: ( ادعهم إلى الإسلام، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )، وحمر النعم هي الإبل الحمراء، وكانت من أنفس الأموال، وأغلاها عند العرب.
الجواب: القضاء أن تصوم هذه السائلة بقدر الأيام التي عليها لقول الله تعالى وتبارك: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] .
وعليها أن تتوب إلى الله وتستغفر وتندم على ما حصل منها من تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان التالي، لأنه لا يجوز لمن عليه صوم من رمضان أن يؤخره إلى ما بعد رمضان الثاني، بل الواجب أن يقضيه قبل أن يمر عليه شهر رمضان الثاني، وهذه المرأة كما ذكرت قد مضى عليها سنوات، فعليها أن تتوب إلى الله وأن تستغفر من هذا الذنب، وأن تقضي عدد الأيام التي عليها، وليس عليها بعد ذلك إطعام على القول الراجح في هذه المسالة.
الجواب: الجلوس مع هذا الزوج والصبر على أذاه خير وفيه أجر، وإذا كان الله تعالى قد قال للرجال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19] ، فكذلك نقول للنساء: عاشرن أزواجكن بالمعروف فان كرهتموهم فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
فنصيحتي لهذه الزوجة أن تصبر وتحتسب الأجر على لله عز وجل، ومن صبر ظفر، ومن احتسب الأجر أجر، ولعل الله أن يبدل حال زوجها بحال أحسن من هذا.
أما بالنسبة لزوجها فإنني أقول له: اتق الله يا أخي في نفسك، أد الحقوق إلى أهلها، عاشر زوجتك بالمعروف، قدر أن أحداً تزوج ابنتك وعاملها بهذه المعاملة، فهل ترضى؟ وإذا كنت لا ترضى، فكيف ترضى من نفسك أن تفعل هذا ببنت الناس.
على المرء أن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، على المرء أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به حتى يتحقق له الإيمان لقول النبي صلى الله وعليه وآله وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
الجواب: أما شهادة الأرض يوم القيامة على ما عمل فيها من خير وشر فقد جاء به القرآن، قال الله تبارك وتعالى: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا [الزلزلة:4-5].
وأما كون الإنسان ينتقل من مكان إلى مكان في الصلاة من أجل أن يشهد له المكانان، فهذا قد يكون داخلاً في عموم ما ذكره الله تعالى في قوله: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا [الزلزلة:4-5].
وقد يقال: إنه لا يمكن أن يخصص هذا إلا إذا جاء الدليل بالتخصيص، بمعنى: أننا لا نقول: إن انتقال الإنسان من مكان إلى مكان في الصلاة يكون من أجل الشهادة -أي: شهادة الأرض- لا نقول هذا إلا بدليل خاص.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر