الجواب: لا أرى أن يجعل القرآن الكريم في السنترال من أجل أن يحول المتكلم إلى الرقم الخاص لمن طلبه؛ لأن في هذا نوع ابتذال للقرآن، حيث كان كما يقول النحويون: حرف جاء لمعنى؛ ولأنه قد يسمعه من لا يحب استماعه من منافق أو كافر، ولأنه كما قال السائل: قد ينقطع عند كلمة لا يحسن الوقوف عليها.
فالذي أرى وأنصح به إخواننا المسلمين أن يجعلوا الانتظار حكمة من الحكم التي تقال، إما من كلام التابعين أو من كلام من بعدهم، أو من كلام بعض الشعراء من أمثال المتنبي ، فقد قال بيتاً قد ينطبق على حالنا الذي نتكلم عنه الآن، قال:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى مضر كوضع السيف في موضع الندا
وأما أن يجعل كلام الله عز وجل حرفاً جاء لمعنى، فقط لأجل الانتظار، وربما يكون الزاحم كافراً يكره القرآن، وربما يتكلم بكلام بذي، فالحاصل أن نصيحتي لإخواني أن يعدلوا عن هذا وأن يجعلوا بدله شيئاً من الحكم من النظم أو من النثر.
الجواب: النساء يختلفن، فبعضهن تيأس لسن مبكرة، وبعضهن تتأخر الحيضة إلى ما بعد الستين أو السبعين، فمتى رأت المرأة الحيض فهي حائض على أي حال كانت؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ [الطلاق:4]، ولم يحدد عمراً معيناً، فاليأس يختلف باختلاف النساء.
والخلاصة: أن دم الحيض كما وصفه الله تعالى أذى، فمتى وجد هذا الدم وجب عليها أن تقوم بما يلزم.
الجواب: هذا يختلف باختلاف البدعة، فإذا كانت مكفرة، فلا تجوز الصلاة خلف من يقول بها، وأما إذا كانت من البدع التي لا تكفر فهذه نخاطب أولاً: المسؤولين عن المساجد، فنقول: لا تجعلوا المبتدع إماماً للمسلمين حتى وإن كانت بدعته غير مكفرة؛ لأنه يخشى أن ينشر بدعته في الناس، والإنسان في غنى عن هذا، ثانياً: لو أنه صار إماماً وبدعته غير مكفرة فإنه يصلى خلفه، إلا إذا كان في هجر الصلاة معه مصلحة فلتترك الصلاة معه إلى مسجد آخر.
الجواب: هذا غير صحيح، اتفاق الأمة هو الخير، لكن المختلفون إذا كان اختلافهم عن اجتهاد فإنهم مرحومون في عدم المؤاخذة على الخطأ؛ لأن هذه الأمة ولله الحمد إن أصاب المجتهد فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد وخطؤه مغفور، ولهذا كان إجماع الأئمة حجة، فهو الرحمة في الحقيقة لكن لا يمكن أن يتفق الناس في كل شيء؛ لأنهم يختلفون في الفهم ويختلفون في العلم ويختلفون في الإيمان، وكل هذه الوجوه لابد أن تختلف الأقوال من أجلها.
الجواب: لا بأس به أن يشتري جزافاً ما دام يشاهده فلا حرج عليه.
الجواب: حسب ما يريدون بها، والعامة إذا قالوا: (عساك تبارك) معناه: أنهم يسألون الله تعالى أن ينزل فيه البركة، وليسوا يقصدون بها المعنى الذي اختص الله به في قوله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا [الفرقان:61]، تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [الملك:1] وما أشبهها، إنما يريدون بذلك سؤال الله أن ينزل في هذا البركة.
الجواب: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء، إذا كان المتوسل قصده التوسل بالإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو التوسل بمحبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا لا بأس به، أما إذا كان قصد التوسل بذاته فلا يجوز؛ لأن التوسل بذاته لا ينفع المتوسل، فيكون قد دعا الله تعالى بما ليس سبباً للإجابة وهذا نوع من الاستهزاء.
واعلم أن التوسل أنواع: منها: الأول: التوسل إلى الله تعالى بأسمائه: فهذا مشروع، مثل أن تقول: أسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تغفر لي، فهذا مشروع؛ لقول الله تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].
الثاني: التوسل إلى الله تعالى بصفاته، فهذا أيضاً مشروع، كما جاء في الحديث: ( اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني إذا علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ).
الثالث: التوسل إلى الله تعالى بأفعاله: كما يقول المصلي: ( اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )، فإن قوله: ( كما صليت ) للتعليل، يعني: كما مننت بالصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فصل على محمد وعلى آل محمد.
الرابع: التوسل إلى الله تعالى بالإيمان به واتباع رسوله: كما في قوله تعالى: رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران:53]، وكما في قوله تعالى: الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا [آل عمران:16]، وكما في قوله تعالى: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ [آل عمران:193].
الخامس: التوسل بالعمل الصالح كما في قصة الثلاثة الذين أووا إلى غار فانطبقت عليهم صخرة لا يستطيعون زحزحتها، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم فأنجاهم الله وانفرجت الصخرة.
السادس: التوسل إلى الله بحال الداعي، كأن يقول: اللهم إني فقير فأغنني، أو يقول: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فاغفر لي، وكما في قول موسى عليه الصلاة والسلام: رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [القصص:24].
السابع: التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح، كما كان الصحابة يتوسلون إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه لهم، كما في قصة الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة، فقال: ( يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فادع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاستجاب الله له ).
هذه سبعة أنواع من التوسل الجائز.
وبهذه المناسبة أود أن أقول: إن طلب الدعاء من الشخص الصالح إذا كان يخشى منه أن يغتر هذا الرجل بنفسه وأن يقول: إنه من أولياء الله فهنا تحصل مفسدة فلا يسأل، كما أن الأولى بالإنسان مطلقاً أن لا يطلب من أحد أن يدعو الله له بل يدعو هو بنفسه الله تعالى مباشرة.
أما التوسل الممنوع: فهو التوسل بالأموات وقد يصل إلى حد الشرك الأكبر، وكذلك التوسل بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الأنبياء، أو التوسل بجاه الصالحين، كل هذا ممنوع لا ينفع.
الجواب: نعم يجوز للإنسان أن يصلي بسور محدودة؛ لقول الله تبارك وتعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ [المزمل:20]، ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للرجل: ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ).
الجواب: أما أكله فمباح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل في الضبع إذا قتلها المحرم كبشاً، وهذا يدل على أنها مباحة وأنها من الصيود، ولو كانت حراماً لم يكن فيها جزاء.
وأما أنها تلد سنة ذكراً وسنة أنثى فلا علم لي بذلك.
الجواب: القول الراجح أنه يجوز المسح على الخف المخرق وعلى الجورب الخفيف الرهيف الذي تبدو منه البشرة؛ لأنه لا دليل على اشتراط أن لا يكون فيه خرق أو شق أو أن لا يكون خفيفاً، ولو كان هذا شرطاً لجاء في الكتاب والسنة، والأصل في جواز المسح على الجورب والخف التخفيف على الأمة، فإذا اشترطنا شروطاً لا دليل عليها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عاد التخفيف تثقيلاً.
فالصواب: جواز المسح على الجورب مادام اسمه باقياً سواء كان خفيفاً أم ثقيلاً مخرقاً أم سليماً، ومن المعلوم أن مدة المسح للمقيم ثلاثة أيام بلياليها، بشرط أن يلبس على طهارة وأن لا تحصل له جنابة، فإن لبس على غير طهارة لم يجز له المسح، وإن أصابته جنابة وجب عليه الخلع وغسل الرجلين، أما المسافر فالمدة في حقه ثلاثة أيام، والعبرة بالزمن لا بالصلوات، وأما ما اشتهر عند العامة أن المدة خمس صلوات فغلط، السنة إنما جاءت بيوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام للمسافر، وتبدأ المدة من أول مسحة بعد الحدث، فلو فرض أن الرجل لبس الجورب حين توضأ لصلاة الفجر من يوم الأحد وبقي على طهارته كل اليوم ومسح أول مرة لصلاة الفجر يوم الإثنين فابتداء المدة من المسح يوم الإثنين؛ لأن ما قبل المسح لا يعتبر من المدة ولا يحسب من المدة.
الجواب: أسبابها اثنان ذكرهما الله تعالى في كتابه، فقال جل وعلا: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97] جعلنا الله وإياكم من المؤمنين العاملين الصالحات، فتجد المؤمن العامل للصالحات من أطيب الناس قلباً وأشرحهم صدراً، يسير بقضاء الله وقدره ويقوم بطاعة الله ورسوله، لا يفرح بما أوتي فرح بطر ولا يحزن على ما فات من غير تقصير، فهو في سرور وفي خير دائم، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ).
الجواب: آيات الأنبياء هي المعجزات، وسماها بعض المتأخرين معجزات، والصواب أنها آيات؛ لأنها جمعت بين أمرين: بين كون البشر لا يستطيعون مثلها وهذا إعجاز، وكونها دليلاً على نبوة هذا النبي ورسالته فهذه آية وعلامة، ولهذا ينبغي أن نسمي ما تأتي به الأنبياء من المعجزات نسميها آيات، كما سماها الله تعالى في كتابه.
هناك معجزات وليست بآيات لكنها من الشياطين، فالساحر ربما يرى طائراً في الجو وهذا معجز لا يستطيع البشر أن يفعلوه لكنه من فعل الشياطين، وهناك كرامات يكرم الله بها من شاء من عباده الأولياء والصالحين تكون معجزة لكنها آية على صحة ما كان عليه هذا الولي وعلى صحة الشريعة التي كان يعمل بها، ولهذا نقول: كل كرامة لولي فهي آية للنبي الذي يتبعه هذا الولي؛ لأنها شاهد من الله على صدقه، وكرامات الأولياء موجودة في الأمم السابقة وفي هذه الأمة ولا تزال فيها إلى يوم القيامة.
في الأمم السابقة أصحاب الكهف اعتزلوا قومهم المشركين وآووا إلى الغار فهيأ الله لهم غاراً وألقى عليهم النوم ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً، وفي هذه المدة لم يتغير منهم شيء فلم يحتاجوا لطعام ولا لشراب ولا لبول ولا لغائط ولم تنم أظفارهم ولا شعورهم كأنما ناموا يوماً واحداً، ولهذا لما بعثهم الله عز وجل وأيقظهم قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ [الكهف:19]، مما يدل على أنهم لم يصبهم شيء من العوارض البشرية، لا جوع ولا عطش ولا بول ولا غائط ولا نمو شعور ولا أظفار، حتى صلحت أحوال القرية وماتت سلاطينهم تأمرهم بالشرك.
مريم رضي الله عنها أجاءها المخاض إلى جذع النخلة، فقيل لها: هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [مريم:25]، امرأة في بداية ولادتها، وما أعلمك بالتعب عند الولادة، أمرت أن تهز جذع النخلة، جذع النخلة لو هزه أي إنسان لن يستطيع أن يهز علوه، لكن هي قيل لها: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [مريم:25] ففعلت تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا [مريم:25] تساقط الرطب من فوق إلى الأرض ولا تفسد، مع أنها رطب لينة اصطدامها على الأرض يوجب أن تتقطع لكن تبقى كأنها مجنية أو كأن رجل خرقها، تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا [مريم:25-26]. هذه من الكرامات التي أكرم الله بها من شاء من عباده.
وهي في هذه الأمة موجودة: كان سارية بن زنيم أميراً على سرية في العراق، وكان عمر رضي الله عنه يخطب الناس يوم الجمعة، فسمعوه يقول: يا سارية ! الجبل. يا سارية ! الجبل. يا سارية ! الجبل. أمير المؤمنين يخطب ثم يقول هذا الكلام، فأخبرهم أنه كشف له عن هذا في سريته والعدو محيط به فناداه عمر : يا سارية ! الجبل. يعني ارجع إلى الجبل، فسمع سارية . فهذه ثلاثة أشياء كشف لـعمر فشاهدهم، ناداهم فسمعوه، فلجئوا إلى الجبل بقيادة السلطان وهو على منبر، سبحان الله كرامة من الله عز وجل.
ولهذا كان من مذهب أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء، ولكن الولي من هو؟ ليس كل من ادعى الولاية هو ولي. قال الله عز وجل: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63] اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر