إسلام ويب

خصص الشيخ هذا اللقاء على موضوع الاحتفال بالمولد النبوي مبيناً حكمه والرد على من يقول بجوازه، مشيراً إلى أول من ابتدعه، وما ترتب على هذه البدعة من مفاسد عظيمة.

الاحتفال بالمولد النبوي

الحمد لله رب العالمين, وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذا هو اللقاء العاشر بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح, التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو اليوم العاشر من شهر ربيع الأول عام (1420هـ).

من عادتنا أن نتكلم في أول اللقاء على تفسير شيء من القرآن الكريم, أما اليوم فنخصص هذا اللقاء بالكلام عن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.

فنقول: من المعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, وأنه لا يؤمن أحد حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين, ولا يمكن التأسي الكامل بالبدن والقلب إلا بمحبته؛ لأن المحبة هي الدافع والمانع, ولهذا تجد الرجل إذا أحب شخصاً اقتدى به في أقواله وأفعاله لأنه يحبه, فلا يتم الإيمان إلا بتقديم محبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على كل أحد من البشر, وهذا أمر مفروغ منه لا يمتري فيه شخصان, ولا ينتطح فيه عنـزان.

وهل من محبته أن يقام احتفال بمولده؟ الجواب: لا. ليس من محبته, وإن كان بعض الناس تحمله محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يقوم بهذا الاحتفال, ويقول: إني فعلت هذا محبة للرسول صلى الله عليه وسلم, هذا قد يقع من بعض الناس, ولكن حقيقة المحبة تنافي ذلك؛ لأن حقيقة المحبة: أن تلتزم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم, كما قال الله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:31] فجعل الميزان لمحبة الله عز وجل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم, إذاً: الميزان في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم اتباعه, فمن قال إنه يحبه ولم يتبعه لم يكن صادقاً في هذه الدعوى.

حكم الاحتفال بالمولد

فلننظر الآن هذا الاحتفال متى كان؟ وهل هو مطابق للواقع؟ وهل هو مطابق للشرع؟ حتى يتبين حكمه، ويجب على المرء أن يعمل بما يقتضيه الدليل.

أما بالنسبة للواقع فإنه لا يصح من الناحية التاريخية؛ لأنه لم يثبت أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في اليوم [12] من ربيع الأول, بل الثابت حسب العملية الحسابية الفلكية أنه كان في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول, وليس في اليوم الثاني عشر, وحينئذٍ يبطل الاحتفال بهذا اليوم من الناحية التاريخية.

ثم نقول: إذا ثبت اليوم الذي ولد فيه، فهل لنا فائدة من ولادته قبل أن يكون رسولاً يهدي الناس إلى الحق؟ لا. ولهذا قال الله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً [آل عمران:164] ما قال: إذ وُلِدَ فيهم رسول! قال: إِذْ بَعَثَ [آل عمران:164] فالنعمة إنما هي في الحقيقة ببعث الرسول عليه الصلاة والسلام لا بولادته؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، بل قال الله له: مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا [الشورى:52] فلم يكن نبياً ولا رسولاً إلا بعد بعثته صلى الله عليه وسلم, أما قبل ذلك فليس نبياً ولا رسولاً, فالاحتفال لو قدر أن هناك احتفالاً لكان ببعثته لا بمولده, ومن المعلوم أن أول ما نزل عليه القرآن نزل في شهر رمضان ليس في شهر ربيع.

من الناحية الشرعية لا يثبت هذا الاحتفال, بل هو من البدع, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار, لا يثبت؛ لأن طريق ثبوت كون الأمر مشروعاً الكتاب أو السنة أو عمل الصحابة, فهل في الكتاب الأمر أو الندب للاحتفال بمولده؟ لا يوجد, هل في السنة ذلك؟ لا يوجد, غاية ما هنالك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين، فقال: (ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه وأنزل علي فيه) وهذا تنويه بفضل يوم الإثنين, لا بفضل الولادة, فهذا اليوم كان يوماً مباركاً حصلت فيه هذه الأمور, فكان صيامه مشروعاً.

هل ورد من عمل الصحابة أنهم يحتفلون بمولده؟ الجواب: لا. هل كان ذلك في عهد التابعين لهم بإحسان؟ الجواب: لا. هل هو في عهد تابع التابعين؟ الجواب: لا. فمضت القرون الثلاثة كلها لم تحتفل بهذه البدعة.

حدثت في القرن الرابع الهجري عن حسن نية أو عدم حسن نية, لكنها بدعة, شيء لم يندب الله إليه في الكتاب, ولم يفعله الرسول, ولا الخلفاء من بعده, ولا الصحابة, ولا التابعون لهم بإحسان, ولا تابعوهم, فكيف يأتي آخر هذه الأمة فيعمل به؟

ثالثاً: إذا قالوا: إن هذا قربة إلى الله لأننا لا نتجاوز أن نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ونذكر مناقبه وفضائله؟ فالجواب أن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه, هل النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وأصحابه والتابعون وتابعوهم جاهلون بهذه القربة أو عالمون؟! إن قيل: إنهم جاهلون فقد رموا بالجهل وهذا قدح فيهم، وادعى هذا أنه أهدى من الرسول وأصحابه؛ لأنه وفق للحق وهم لم يوفقوا له, وإن قيل: إنهم غير جاهلين، قيل: إذاً: هم كاتمون مستكبرون لم يبينوا هذا للأمة, ولم يعملوا به؛ فهم لعدم بيانهم للأمة كاتمون للحق, ولعدم العمل به مستكبرون عن الحق, أي إنسان يجرؤ أن يقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام كاتم أو مستكبر؟! لا يجرؤ أحد, هؤلاء يلزم من بدعتهم هذه أن النبي صلى الله عليه وسلم إما أن يكون جاهلاً بأنها من الحق, وإما كاتماً بيان ذلك للناس، وإما مستكبراً عن العمل بها, كل هذا باطل! لا يمكن لمؤمن أن يصف النبي صلى الله عليه وسلم به, لكنه لازم البدعة.

ثم نقول: هل الدين كَمُل بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام أم لا؟ الجواب: كمل, قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة:3] أكملت لكم دينكم! هذه البدعة التي يدعي مبتدعوها أنها من الدين تستلزم أن يكون الدين لم يكمل بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام بقي عليه البدعة هذه, وهذا يلزم عليه فضيعة عظيمة, وهي تكذيب قول الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3] لأنه على حد فعل هؤلاء لم يكمل الدين, فيكون الدين ناقصاً حتى جاء هؤلاء وابتدعوا هذه البدعة وأكملوه بها, فإن قالوا: لا. إن الدين كامل ونحن لم نأتِ بشيء إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر مناقبه, وإحياء ذكراه, نقول: هذا غير صحيح؛ لأن المعروف من هذه الاحتفالات أن فيها الغلو العظيم الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام, وأنهم يترنمون بقول البوصيري يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم:

يا أكرم الخلق! ما لي من ألوذ به>>>>>سواك عند حلول الحادث العمم

فما تقولون في هذا البيت؟ إذا قال: ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم؛ كالخسف والعواصف والصواعق والأمراض والحروب, ما لي من ألوذ به سواك!! وهذه الجملة كما تعلمون حصر (ما لي سواك) أين الله؟! مقتضى هذا البيت أن لا إله يستغاث به, (ما لي سواك عند حلول الحادث العمم).

إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي>>>>>عفواً وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضـرتها>>>>>ومن علومك علم اللوح والقلم

(الدنيا) هي ما نعيش فيه (وضرتها) الآخرة, هذا من جود الرسول عليه الصلاة والسلام وليس كل جود إلا منه, فماذا بقي لله؟!! لا شيء, ما دام الدنيا والآخرة من جود الرسول إذاً: الله ما له سبب فيها!

فإن من جودك الدنيا وضـرتها>>>>>ومن علومك علم اللوح والقلم

أيضاً من علومه علم اللوح والقلم, هل الرسول يعلم ما في اللوح المحفوظ؟ لا. وهذا تكذيب لقول الله تعالى: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ [الأنعام:50] فالمسألة خطيرة, خطيرة جداً جداً, ولولا أنها استمرئت عند بعض الناس الذين يستعملونها لكانت فادحة عند كل إنسان.

ثم نقول: إذا كنتم تقولون: إن ذلك إحياء لذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم, فهل أنتم لا تذكرونه إلا في هذه الليلة؟ إن كنتم كذلك فمعناه أنه ليس لكم عمل صالح, وليس لكم أذان ولا تشهد ولا ذكر عند الوضوء ولا غيره, لأن ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام في كل وقت وحين, الأذان فيه ذكر الرسول: أشهد أن محمداً رسول الله, الصلاة فيها ذكر للرسول في التشهد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, بل كل عبادة فيها ذكر الرسول, لأنه لا تصح العبادة إلا إذا كان فيها الإخلاص والمتابعة, المتابعة لابد أن تشعر أنك في عملك هذا التعبدي تابع للرسول عليه الصلاة والسلام, وإذا شعرت هذا الشعور، هل يكون هناك ذكرى أم لا؟ نعم يكون هناك ذكرى, وعلى كلامهم لا ذكرى للرسول إلا في هذه البدعة, سبحان الله! أنتم تذكرون الرسول في كل المجالات, كل عمل صالح يذكرك بالرسول.

من مفاسد الاحتفال بالمولد

من مفاسد هذه البدعة: أن الذين يفعلونها ولا سيما العوام منهم يعتقدون أنها شريعة وأنها شرعية, ويلومون من لم يفعلها, وحينئذٍ يكون المعروف منكراً والمنكر معروفاً, لأن الذين يقيمون هذه الاحتفالات يلومون الذين لا يقيمونها, يقولون: هؤلاء لا يحبون الرسول! أيهما أشد محبة الذي يتبعه ولا يبتدع في دينه ما ليس منه, ويكون متأدباً مع الله ورسوله, فلا يتقدم بين يديه ولا يشرع ما لم يشرعه, أم المحافظ على الدين الذي لا يقوم لله بأي عبادة إلا إذا كانت مشروعة؟ الثاني لا شك, لذلك يجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس أن هذا منكر, وأن حضوره لا يجوز, وأن البدعة لا تزيده من الله إلا بعداً, وكما قال أحد السلف : وما ابتدع قوم بدعة إلا حرموا من السنة مثلها, وصدق, كل بدعة تحرم الإنسان من السنة مثلها, لأن كل بدعة يقابلها سنة, فإذا كانت فعلية صارت السنة ترك هذا الفعل, وحينئذٍ يهدم من السنة ما يقابل البدعة, فعلى طلبة العلم أن يبينوا هذا للناس وأن يقولوا: إن حقيقة المحبة ثمرتها حقيقة الاتباع.

نسأل الله أن يهدي إخواننا المسلمين إلى ابتاع السنة وطرح البدعة, وأن يفتح القلوب لذكر الله عز وجل, والاطمئنان به, إنه على كل شيء قدير.

الأسئلة

حكم من اشترى مؤجلاً فباعه مؤجلاً لمدة أطول وبزيادة ثمن

السؤال: أوصاني أحد الأشخاص أن أسألكم بهذا السؤال: ما رأي الشرع في نظركم بمن يستدين سيارة بأربعين ألفاً لمدة سنة, ثم يدينها بستين ألفاً لمدة سنتين؟

الجواب: لا بأس بذلك, بشرط أنه يكون قد قبض السيارة في العقد الأول وحازها إلى رحله ثم يبيعها, لكن كما تعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: كل إنسان يشتري السلعة بثمن مؤجل وقصده الدراهم لا السلعة فهو واقع في الربا, وأن هذا من العينة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم.

حكم تخصيص خطبة الجمعة لذكر حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم مولده

السؤال: هل الاحتفالات وإلقاء المحاضرات عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر من البدع؟

الجواب: لا, يقول: إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة وذكر فيها مبدأ بعث الرسول عليه الصلاة والسلام وشيئاً من حياته، هل يعتبر بدعة؟ الجواب: لا. لماذا؟ لأن هذه خطبة الجمعة موجودة وثابتة من قبل, أما أن يحدث محاضرة في نفس اليوم فهذا من وسائل البدعة, بالنسبة للعام هذا لا توافق الجمعة الثاني عشر, الجمعة هي الحادي عشر, فعلى كل حال إذا كان أصل الخطبة مشروعة كخطبة الجمعة وذكر فيها الإنسان بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام فلا بأس؛ لأن هذا ذكر تاريخ لحياته بمناسبة مبعثه عليه الصلاة والسلام ومولده, أما أن يحدث محاضرة في هذه الأيام فهذا من البدع, فإن لم يكن من البدع فهو حجة لأهل البدع.

الواجب على أهل العلم تجاه المناطق التي تحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم

السؤال: هناك أناس في مناطق معروفة فيها الاحتفالات بالمولد وهذه موجودة عندهم, فلو أن هناك تركيزاً بالمحاضرات على هذه المناطق؟

الجواب: الحمد لله! بالنسبة للمملكة لا أعلم أن هذا يقام بصفة علنية, يمكن أن بعض الناس الجهال يقيمونه في بيوتهم, ومع ذلك ينبغي لأهل العلم أن يبينوا في البلاد التي يكثر فيها هذا ولو خفية أن هذا بدعة وأنه لا يزيده من الله إلا بعداً.

حكم الاستدلال بفعل عمر حين جمع الناس لصلاة التراويح على مشروعية المولد

السؤال: يقول هؤلاء الذين يحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلم: إن في ذلك أصلاً: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها) ويقولون أيضاً: إن عمر بن الخطاب سن سنة صلاة التراويح, فكيف نرد على هؤلاء؟

الجواب: نقول: صدقوا: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة), لكن: (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة), ولهذا قال الرسول: (من سن في الإسلام سنة حسنة ..) والمراد بقول: (من سن سنة حسنة) أحد أمرين:

1- إما أن يكون المعنى من ابتدر العمل بها, كما يدل على ذلك سبب الحديث.

2- وإما أن المعنى من أحياها بعد أن ماتت, وليس المعنى أن ينشئ عبادة من جديد, هذا لا يمكن.

لأن سبب هذا الحديث: أن الرسول عليه الصلاة والسلام حث على الصدقة فأتى رجل من الأنصار بصرة قد أثقلت يده, ووضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم, فقال: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة), ولا يمكن أن تكون البدعة حسنة أبداً, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كل بدعة ضلالة).

أما بالنسبة لفعل عمر , فـعمر ما ابتدع صلاة الجماعة في القيام أبداً, أول من سن الجماعة في قيام رمضان النبي صلى الله عليه وسلم, صلّى بأصحابه ثلاث ليالٍ, ثم تخلف في الرابعة، وقال: (إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها) ثم تركت وهجرت في أيام أبي بكر رضي الله عنه, في زمان عمر خرج ذات يوم ووجد الناس يصلون أوزاعاً, يصلي الرجل مع الرجل والرجل مع الرجلين, متفرقون, فقال: لو جمعتهم على إمام واحد, فأمر تميماً الداري وأبي بن كعب أن يقوما للناس على إمام واحد, فيكون عمر لم يحدث هذه البدعة ولكنه أحياها بعد أن تركت.

السائل: هل هذا الحديث صحيح.

الشيخ: صحيح, ثابت في الموطأ بأصح إسناد.

تذكير المسلمين بما يجب عليهم في عامهم الجديد

السؤال: ما حكم من يذكر أو يخطب رأس كل عام المسلمين بأن يتذكروا وينظروا ماذا عملوا في العام المنصرم؟

الجواب: نعم. لا بأس, فلو ذكرهم في آخر العام بما حصل منهم من تقصير أو غيره ليتوبوا إلى الله فلا بأس, لكن لا يتخذها سنة راتبة.

معنى قول عمر: (نعمت البدعة هذه)

السؤال: ما معنى قول عمر: [نعمت البدعة هذه

الجواب: بدعة نسبية, لأنها تركت وهجرت ونسيت، فلما أعادها من جديد صارت بدعة نسبية.

بيان أول من أحدث بدعة المولد

السؤال: من هم أول من أحدثوا هذه البدعة (بدعة المولد) وما هي مسوغاتهم؟ وكيف جاءت؟

الجواب: أول من أحدثها الفاطميون في مصر في القرن الرابع الهجري, في القرن السابع أحدثها ملك أربل في العراق , ثم انتشرت في المسلمين, وسببها كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم : سببها إما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام, فظنوا أن هذا من مقتضى المحبة, وإما مضاهاة للنصارى, لأن النصارى يقيمون عيداً لمولد المسيح عليه الصلاة والسلام, وأياً كان السبب فكل بدعة ضلالة.

حكم من يوصي بغير المال

السؤال: إذا أراد الإنسان أن يجعل وصية خاصة لكل شخص كأن يجعل لوالدته وصية بما يجب عليها, ويوصي لكل شخص بعينه, كأن يوصي خاله بتقوى الله عز وجل, والأمور التي كان يقع فيها خطأ, وبعد وفاته توزع على كل شخص كابن خاله وأصدقائه؟

الجواب: الوصية التي أرادها الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: (ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) هي ما يتعلق بالمال, أما ما يتعلق بتوجيه الناس إلى الخير, فهذه تكتب في منشورات ومؤلفات وتوزع في حياة الإنسان وبعد مماته.

السنة المتروكة في مقابل فعل المولد

السؤال: ذكرت أنه ما أحدثت بدعة إلا وترك من السنة مثلها كما قال أحد السلف , فما هي السنة المتروكة بسبب ابتداع بدعة المولد؟

الجواب: السنة المتروكة هي تركها, ترك هذه البدعة, لأن السنة تكون بالترك وتكون بالفعل, إذا ترك الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً مع وجود سبب الفعل فلم يفعله فتركه سنة, فهنا نقول: أنتم أحدثتم بدعة وتركتم سنة, والسنة هنا ترك هذه البدعة.

بيان أن الباطل مردود من أي إنسان كان

السؤال: بعض طلبة العلم الشرعي في المملكة العربية السعودية يجيزون هذه البدعة, فيغتر الناس بهم، وعندما تقول للطلبة الذين يحضرون لهذا الشيخ: إن هذه بدعة، يقولون: نحن نأخذ الحق من الشيخ أما الباطل فنرده, ويستدلون بقصة أبي هريرة مع الشيطان لما صدق الشيطان, قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (صدقك وهو كذوب) فيستدلون بهذا الحديث, فيذهبون للشيخ ويأخذون منه العلم, فالشيخ مع أدلته وبراهينه التي يضربها لهم يقتنعون بهذا الأمر؟

الجواب: نحن نقول: هؤلاء كقول من يقول: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ [الزخرف:22]، وقول من يقول: رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا [الأحزاب:67] هم يشبهونهم وإن لم يكونوا منهم, لأن الفرق بَيّن بَيْنَ هذا وهذا, لكن يشبهونهم فالمبدأ واحد, فنقول: أي شيء يأتي به شيخهم الذي يدعون أنه على حق, فنحن بحول الله متصدون لرده, ولو لم يكن هذا -يا إخواني!- لشيء واضح, هل هذه عبادة أم غير عبادة؟ هم يدعون أنها عبادة يتقربون إلى الله بها, نقول: أين الرسول؟ وأين الصحابة؟ وأين التابعون؟ وأين تابعو التابعين عن هذا؟ وسبق أن قلنا: هؤلاء إما أنهم جهال, وإما أنهم كاتمون للحق, وإما مستكبرون عن الحق, كل هذا لا يمكن.

وقصة أبي هريرة تدل على أن الحق مقبول من أي إنسان, ونقول: والباطل مردود من أي إنسان.

حكم من يسافر مدة طويلة ويترك أبويه

السؤال: لكل أحد منا يكون له أب أو أم على قيد الحياة, فلا يستطيع رؤيتهم وزيارتهم إلا بعد فترات طويلة، هل يأثم الإنسان بهذا؟

الجواب: هذا يقول: إنه يغيب عن والديه في سفر لحاجته الضرورية الدنيوية أو العلمية, فهل يجوز وله والدان؟ الجواب: إذا كان الوالدان لا ضرورة لوجوده بينهما فلا بأس أن يغيب عنهما مدة طويلة, ولكن في هذه الغيبة يجب أن يواصلهم, والاتصالات الآن -والحمد لله- متيسرة, هناك الهاتف والبريد والبرق متيسر.

الوسائل المعينة على تدبر كتاب الله تعالى

السؤال: كيف نتدبر كتاب الله عز وجل؟ وما هي الأسباب التي تعين على التدبر؟

الجواب: التدبر معناه: أن الإنسان يفكر في معناه, فيردد ما يكون في ذهنه من المعاني حتى يصل إلى النتيجة, وسببه سهل: القرآن الآن بين يديك مفتوح اقرأ آية أو آيتين وتأمل ما معناها؟ ما المراد بهما؟ لماذا ذكر الله ذلك حسب علمك, فإن لم تعلم شيئاً فاسأل العلماء, أو راجع كتب التفسير الموثوقة, الآن لو أن إنساناً أعطي كتاب حساب وطولب بفهمه، أليس يردد عبارات الكتاب أم لا؟ يرددها ليفهمها, فإذا لم يفهم رجع لأهل العلم بذلك.

الواجب نحو من يعمل ويدعو الناس للاحتفال بالمولد

السؤال: أحد الخطباء في الجمعة الماضية بين للناس بعد الخطبة أنهم يتأهبون للاستعداد بالاحتفال بهذه البدعة في إحدى الولايات المجاورة في دولتنا, فما واجبنا نحوهم, ونحن غرباء على تلك المنطقة؟

الجواب: إذا كان يمكن أن تقوم لله ببيان أن هذا ليس بحق, والحمد لله دليل أن الاحتفال بالمولد بدعة سهل جداً, لأنه يمكنك وبكل سهولة أن تقول: يا أخي! هل الرسول فعله؟ هل الخلفاء فعلوه؟ هل الصحابة فعلوه؟ هل التابعون فعلوه؟ هل الأئمة الأربعة فعلوه؟ إن قال: نعم. قل: هات الدليل. (لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال من دماء القوم وأموالهم) هات الدليل، إذا قال: ليس عندي دليل لكن الناس كلهم يعملون به، قل: عمل الناس ليس بدليل، وكم من بدعة مشوا عليها وهي بدعة, إذا لم يكن هناك دليل، لا فعله الرسول ولا الخلفاء ولا الصحابة ولا التابعون ولا الأئمة فهو باطل قطعاً, لأنه ما الذي جعلهم لا يعملون به ولا يدلون الناس عليه, أهم جاهلون أم مستكبرون؟ وأنت إذا قلت هكذا أبطلتها من أصلها.

حكم المناهج الدراسية التي تخالف الشرع وبيان حال أصحاب الكبائر يوم القيامة

السؤال: المناهج الدراسية يأتون فيها بأحاديث ضعيفة, والأدهى من ذلك والأمر يأتون بقضايا تمس العقيدة خاصة في قضية الخلود في النار, فما موقفنا نحن؟ هذا هو منهج الدولة عندما نخالفهم، أليس في ذلك مخالفة لقوانين الوزارة أو الدولة؟

الجواب: المقررات عندكم في بلدكم فيها أشياء مخالفة للصواب يجب أن تبين ويقال للطلبة: هذا ما في الكتاب وهذا ما قررته الوزارة ولكن الحق خلاف ذلك ويبين الحق.

ومسألة الخلود في النار معروفة لا يقول أحد بخلود أصحاب الكبائر إلا طائفتان مبتدعتان؛ إحداهما: الخوارج والثانية المعتزلة, لكن المعتزلة يقولون: إنه مخلد في النار ولكنه ليس بكافر, بل إنه في منـزلة بين منـزلتين, لا هو مسلم ولا كافر, والخوارج يصرحون بأنه كافر وأنه حلال الدم والمال, وكلاهما قد خالفا الصواب, كما أن الذين يقابلونهم من المرجئة ويحملون آيات وأحاديث الوعيد على من استحل ذلك أو على الكافر أيضاً جانبوا الصواب, والصواب: أن أصحاب الكبائر تحت مشيئة الله عز وجل؛ لأن الله قال في آيتين من كتابه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] ذكرها الله في سورة النساء مرتين.

حكم عدم بيان الحق للضرورة ثم بيانه بعد ذلك

السائل: إذا كان هناك زائر مع المعلم موجه وهو خارجي من الخوارج ومعتقده فاسد, ما موقفنا نحن؟

الجواب: من الممكن إذا كان يخشى أنه إذا بين الحق فصلوه, أن يقرر ما في الكتاب عند حضور الموجه، ويقول: قال صاحب الكتاب كذا وكذا.. ينسبه للكتاب, ثم في غيبة الموجه له أن يتكلم بالحق.

كيفية الجمع بين حفظ كتاب الله وطلب العلم والدعوة

السؤال: كيف يمكن الجمع بين حفظ كتاب الله وطلب العلم والدعوة؟

الجواب: كل هذه بعضها من بعض, لا تتنافى, لكن ما دام الإنسان في الصغر فالحفظ أولى, لأن الصغير سريع الحفظ قليل النسيان, وليس عليه مسئوليات كبيرة, ثم كلما كبر يتوسع في مسائل العلم, وفي الدعوة إلى الله عز وجل.

حكم من حلف بقوله: (سقط عليك جاه الله ألا تفعل كذا وكذا)

السؤال: نحن شباب من سلطنة عمان وبحاجة إلى دعائكم الخاص لنا, والسؤال يقول: امرأة أقسمت على زوجها بهذه الصيغة وهي: (سقط عليك جاه الله ألا تفعل كذا وكذا) فهل هذا يعتبر قسماً؟ وما الحكم إذا خالف الزوج أمرها؟

الجواب: هذا لا يحل, هذا استشفاع بالله إلى هذا الزوج ولا يحل, لأن الشافع دون منـزلة المشفوع عنده, ولا يحل أن تجعل الله تعالى شفيعاً إلى خلقه, لأنه أعظم من أن يكون شفيعاً إلى خلقه, فالقسم هذا باطل ولا يترتب عليه شيء، إلا أن على المرأة ومن اعتاد هذا أن يتوب إلى الله ولا يعود إلى ذلك.

حكم استقبال القبلة لقارئ القرآن

السؤال: هل يسن استقبال القبلة لقارئ القرآن؟

الجواب: لا أعلم في هذا سنة أن الإنسان إذا أراد قراءة القرآن أن يستقبل القبلة, لكن بعض أهل العلم رحمهم الله قالوا: إن كل عبادة الأفضل فيها استقبال القبلة إلا ما دل الدليل على خلافه, وجعلوا إذا توضأ استقبل القبلة, وإذا جلس يذكر الله يستقبل القبلة, كل عبادة يستقبل القبلة إلا ما دل الدليل على خلافه, لكن هذا يحتاج إلى دليل واضح, والعبادات ليس فيها قياس, فالصواب ألا يتحرى الإنسان استقبال القبلة ولا يتعمد تركها, يقرأ حيث ما كان, وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يتكئ في حجر عائشة رضي الله عنها ويقرأ القرآن, ولم يرد أنه كان يتقصد استقبال القبلة, ولا حث أمته على استقبال القبلة عند قراءة القرآن فيما أعلم.

حكم من استدل على جواز المولد بالاحتفالات العامة

السؤال: المبتدعة هؤلاء الذين يقولون: أنتم تحيون بعض الذكرى للأشخاص، أو مثلاً ما حصل من الأسبوع للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه, فيقولون: عملنا مشابه لهذا الشيء والرسول عليه الصلاة والسلام أعظم من الإمام محمد ؟

الجواب: رسول الله أعظم من كل بشر, لكن إحياء ذكرى الرسول ليست خاصة بهذه الليلة, ذكرت لكم آنفاً أن كل عبادة فيها إحياء ذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام, هذا من جهة.

من جهة أخرى: أسبوع محمد بن عبد الوهاب , هل جعل عيداً يتكرر؟ نقول: ما جعل عيداً, أنتم تجعلون هذا عيداً يتكرر والعيد هو الشيء الذي يعود ويتكرر, تجعلون هذا عيداً يتكرر في كل سنة وهذا المنكر, ولهذا لو أن أحداً في يوم من الأيام قام يتحدث عن بعث الرسول عليه الصلاة والسلام وعن زيارته ما قلنا: إنه مبتدع, لكن أن نجعل هذا عيداً يتكرر كل سنة كالأعياد الشرعية كعيد الفطر وعيد الأضحى هذا هو المنكر, وعلى فرض أن أسبوع محمد بن عبد الوهاب غلط, هل نقيس الغلط بالغلط؟ لا نقيس.

السائل: لو قال قائلهم: إن هذا ليس تعبداً؟

الجواب: ماذا يقصدون؟

السائل: ذكرى.

الجواب: يقصدون الجلوس كأصحاب الفن الذين يغنون, يقولون: نحن نحب الرسول, محبة الرسول هل هي دين أم غير دين؟ دين وعبادة.

حكم شراء السيارات بنظام التقسيط

السؤال: ما حكم شراء السيارة بنظام التقسيط, أن يقسط اثنين وأربعين شهراً كنظام التأجير؟

الجواب: قل لي ما حكم التأجير المنتهي بالتمليك، هذه المسألة فيها بحث الآن عند هيئة كبار العلماء في السعودية, وظني أنهم سوف يصدرون فيها فتوى ويمشون عليها, أنت الآن لا تستعملها انتظر الفتوى وستخرج قريباً إن شاء الله.

حكم إخراج زكاة الذهب للزوج

السؤال: هناك امرأة أخرجت زكاة ذهبها وهي كانت ناوية أن تتصدق به على زوجها, وبعد أن أخرجت الزكاة وكان المبلغ عندها ما أعطته الزوج بل اقتطعت منه جزءاً بسيطاً ظناً منها ما دام أن الزوج يلزمه نفقتها أن هذا من النفقة الواجبة على الزوج, وهي كانت مخبرة زوجها أنها تريد أن تخرج زكاة الذهب وتعطيه إياه؟

الجواب: لا يجوز, أولاً: بعض العلماء يقول: إن المرأة لا يجوز أن تدفع زكاتها لزوجها مطلقاً, سواء كان فقيراً أو غارماً, والصحيح أنه يجوز أن تدفع زكاتها لزوجها إذا كان غارماً يريد أن يقضي دينه أو كان فقيراً, لكن لا يجوز أن تقتطع منها قبل أن تسلمه إياها ما يقابل نفقتها, تعطيه إياه ويتصرف بها كما شاء.

حكم من حضر مولداً من أهل العلم

السؤال: الاحتفالات بالمولد تقام في تلك البلاد البعيدة فيراها أهلها ويسمعون بها دون أن تبث إلى الدول الأخرى, لكنها الآن تنقل بالفضائيات إلى الدول فيراها أبنائنا في البيوت فيحضرها المفتون في تلك البلاد والزعماء, فكيف يكون التصرف؟

الشيخ: ماذا أصنع؟

السائل: ما تعليقك على هذا؟

الجواب: تعليقي على هذا أنه خطأ, وهؤلاء العلماء إذا كانوا يعلمون أن ذلك بدعة فهم آثمون والعياذ بالله, والواجب عليهم أن يبينوا للناس أن هذه بدعة وألا يحضروها, لكني أقول بهذه المناسبة: العلماء ثلاثة أقسام: عالم دولة, وعالم أمة, وعالم ملة.

عالم الدولة: الذي ينظر ماذا تريد الدولة فيفتيهم مباشرة, ينظر ماذا يقول الرئيس أو الوزير وما أشبه ذلك, ما أحله الرئيس فهو حلال, وما حرمه فهو حرام, هذا عالم الدولة.

عالم أمة: هو الذي يتبع ما ترتاح له العامة, وإن كان خلاف الحق عنده, هذا عالم لكن يتبع الأمة وهذا كالأول, آثم وعلمه وبال عليه.

الثالث: عالم ملة, لا يبالي بالدولة ولا بالعامة يفتي بما دل عليه الكتاب والسنة, سخط الناس أم رضوا, هذا هو العالم حقيقة, وهذا هو العالم الرباني, والواجب على كل عالم بشريعة الله أن يكون عالم ملة, ولا يبالي بالناس، هو سوف يخرج من الدنيا بكفنه وحنوطه فقط, والناس لا يغنون عنه شيئاً: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ [البقرة:166] وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا [الأحزاب:67] لو كان عالم أمة وحظي عند العامة فهذا بموته يزول كل شيء, لكن إذا كان عالم ملة رفع الله ذكره في الدنيا وبعد مماته, وحصل في علمه بركة، فلذلك أرجو من إخواني طلاب العلم أن يكونوا من هذا النوع؛ من علماء الملة, ليبينوا الحق كما أمرهم الله بذلك وأخذ عليهم الميثاق: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187] وهذا كما يشمل اليهود والنصارى يشمل من أوتي الكتاب من هذه الأمة: فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [آل عمران:187].

حكم حضور خطب ومواعظ من يقوم ببدعة المولد

السؤال: بالنسبة للخطباء والوعاظ الذين لديهم مثل هذه البدع وما شابهها, هل يجوز السماع لمواعظهم وخاصة إذا كانت جيدة وليس فيها بأس أو حث الناس على الموعظة الطيبة؟

الجواب: الحمد لله! الحق لا يقتصر على مواعظهم, ولا على خطبهم, فإذا كان ذهابك إلى مواعظهم وخطبهم يوجب اغترار الناس بهم لأنك ذهبت, فلا تذهب, ما عندهم من خير موجود في موضع آخر, أما إذا كنت تذهب من أجل أن ترد عليهم خطأهم فهذا أفضل.

أيهما أفضل: الحفظ أم الفهم؟

السؤال: قد يجد طالب العلم المبتدئ صعوبة في طلب الحفظ فما نصيحتك لهذا؟

الجواب: أرى أن طالب العلم المبتدئ يحرص على حفظ المتون, لأنه كما قلت: الصغير لا ينسى, وحفظ المتون هو العلم، ولا تعتبروا بقول من قال: العلم هو الفهم، هذا غلط, نحن لم ينفعنا الله عز وجل إلا بما حفظناه من قبل في حال الصغر, نستحضر العبارات التي كنا نحفظها من قديم, ولذلك تجد الذين يعتمدون على مجرد الفهم ليس عندهم علم, لأنهم لا يرتكزون على شيء.

حكم من يقول: المولد جائز بشروط

السؤال: بعض من يروج بدعة المولد يقولون: إن المولد جائز لكن بشروط وقيود, منها: أن يبعد عن الشعر الشركي وغير ذلك؟

الجواب: أولاً: نقول: أين الدليل على أن أصله ثابت سواء بشروط أو غير شروط؟ ثم هل هذه الشروط تطبق بحسب الواقع؟! لا. سمعنا عن بعضهم أنهم في غمرة الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يقومون قيام رجل واحد, ويقولون: جاء حضرة النبي!!

فالمهم ما دامت بدعة فلا تجوز بأي حال من الأحوال, وعليكم أنتم يا طلبة العلم! أن تبينوا للناس, لكن بالأسلوب اللين, وتكونوا -يا جماعة!- عليكم بالشيء الثابت والوارد, أكثروا من الصلاة والسلام على الرسول عليه الصلاة والسلام, أكثروا من ذكر الله, انشروا في الناس خصال النبي عليه الصلاة والسلام في بقية العام ليس في هذه الليلة.

حكم الأناشيد الجماعية في الموالد

السؤال: ما حكم الأناشيد وخصوصاً الجماعية في الموالد؟

الجواب: ما هي الأناشيد؟ ما موضوعها؟ ربما يكون فيها غلو في الرسول عليه الصلاة والسلام, أنا أقول: المولد بأناشيده وغيرها كلها حرام لا يجوز.

وإلى هناك ينتهي هذا اللقاء, نسأل الله تعالى أن يبارك لنا ولكم فيه.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , لقاء الباب المفتوح [210] للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

https://audio.islamweb.net