إسلام ويب

تحدث الشيخ عن تفسير آيات من سورة الحديد والتي احتوت على عدة أمور، منها: المبادرة إلى خشوع القلب والتذلل والانقياد لذكر الله بالقلب واللسان والجوارح، وأن لا يكونوا مثل أهل الكتاب الذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم لبعدهم عن زمن الرسالات، وبالإضافة إلى ذلك الأمر بالمسابقة والمسارعة إلى فعل الطاعات التي هي من أسباب المغفرة الموصلة إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمؤمنين بالله ورسله.

تفسير آيات من سورة الحديد

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعد:

فهذا هو اللقاء السابع عشر بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس وهذا الخميس هو الخامس من شهر رجب عام (1420هـ).

نبتدئ هذا اللقاء بما اعتدنا أن نبتدئ اللقاءات به وهو الكلام اليسير في تفسير القرآن الكريم.

تفسير قوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ...)

قال الله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [الحديد:16] أي: ألم يحق لهؤلاء المؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله، أي: تذل وتنقاد غاية الانقياد لذكر الله تعالى في القلوب واللسان والجوارح.

وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ أي: القرآن الكريم وهو من ذكر الله لكنه ذكره بخصوصه لأهميته.

وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16] (الذين أوتوا الكتاب من قبل) هم اليهود والنصارى فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ أي: طال بهم الزمن ونسوا حظاً مما ذكروا به فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ والعياذ بالله وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ وبعضهم مستقيمون.

ففي هذه الآية الكريمة يبين الله تبارك وتعالى أنه قد حق للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله ولكتاب الله، وأن لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم؛ لبعدهم عن زمن الرسالات، وفي هذا إشارة إلى أن أول الأمة خيرٌ من آخرها، وأخشع قلوباً؛ وذلك لقربهم من عهد الرسالة، وقد صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).

وفي هذا التنديد التام باليهود والنصارى؛ لأنهم قست قلوبهم لما طال عليهم الأمد، وفيه العدالة التامة في حكم الله عز وجل، حيث قال: وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16]، ولم يعمم، وهذا هو الواجب على من تحدث عن قومه أن يبين الواقع، لأن بعض الناس إذا رأى من قوم زيغاً في بعضهم، عمم الحكم على الجميع والواجب العدل، إن كان الأكثر هم الفاسقون قال: أكثرهم، وإن كان كثير منهم فاسقون دون الأكثر عبر بكثير، على حسب ما يقتضيه الحال، لأن الواجب أن يقول الإنسان بالعدل ولو على نفسه أو الوالدين والأقربين.

تفسير قوله تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم)

ثم قال عز وجل: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الحديد:21] أمر بالمسابقة، وقد جاء الأمر في آية أخرى بالمسارعة فيجمع الإنسان بين المسابقة: وهي شدة العدو في حال السير، وبين المسارعة: وهي المبادرة إلى فعل الخير.

إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وذلك بفعل أسباب المغفرة.

ومن أسباب المغفرة: أن تسأل الله المغفرة، فتقول: اللهم اغفر لي، أو تقول: أستغفر الله وأتوب إليه.

ومن أسباب المغفرة: فعل ما تكون به المغفرة، كقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنب) وكقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه). وكقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) والأمثلة على هذا كثيرة، المهم أن المسابقة إلى المغفرة أي: ما تحصل به المغفرة من طلب المغفرة مباشرة، كقولك: اللهم اغفر لي، أو فعل ما تحصل به المغفرة، مثل: صيام رمضان إيماناً واحتساباً، والصدقة أيضاً تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

تفسير قوله تعالى: (وجنة)

قال تعالى: وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا [الحديد:21] الجنة: هي دار النعيم التي أعدها الله عز وجل للمتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيها فاكهة ونخل رمان وفرش وعسل ولبن وغير ذلك، لكن هل تظن أن ما فيها يشابه ما في الدنيا؟

الجواب: لا، لا تظن هذا، لأن الله يقول: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة:17] وليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء فقط، فهناك فاكهة اسمها الرمان لكنها تختلف عن رمان الدنيا، وهناك فرش لكنها تختلف عن فرش الدنيا، وهلم جراً. فانتبه لهذا ولا تظن أن ما ذكر في الجنة من الأسماء توافق مسمياته ما في الدنيا، فهذا لا يمكن لما سمعت من الآية: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة:17] وفي الحديث القدسي: (أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر).

تفسير قوله تعالى:(عرضها كعرض السماء والأرض)

قال تعالى: كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الحديد:21] وفي سورة آل عمران: عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ [آل عمران:133] ولا منافاة؛ لأن الأول عرضها كعرض السماء تشبيه، والثاني: عرضها السماوات والأرض أيضاً تشبيه؛ لكن يسميه أهل البلاغة تشبيهاً بليغاً.

كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ من يستطيع أن يقدر عرض السماء والأرض؟ لا أحد يستطيع، السماوات بسعتها، فالسماء الدنيا واسعة جداً، كم بينها وبين الأرض من المسافة؟ وهي محيطة بها، والسماء الثانية فوقها وهي أوسع منها، والثالثة أوسع.. وهلم جراً، إلى أن تصل إلى الكرسي، والكرسي يقول عنه النبي عليه الصلاة والسلام: (ما السماوات السبع، والأرضين السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض) حلقة المغفر ليست هي حلقة الباب الكبيرة، إنما هي حلقة المغفر، وهي صغيرة، أقصد حلقة الدرع صغيرة جداً، ألقها في فلاة من الأرض ماذا تكون بالنسبة للفلاة؟ لا شيء.

وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة) فمن يستطيع أن يدرك عرض السماوات والأرض؟

لا أحد يستطيع، الجنة عرضها كعرض السماء والأرض، ولذلك كان أقل أهل الجنة منـزلة: من ينظر إلى ملكه مسافة ألفين سنة، ينظر أقصاه كما ينظر أدناه، وإنما ذكر الله تعالى أن عرضها عرض السماوات والأرض؛ من أجل أن نحرص على ملء هذه الأرض -أرض الجنة- وفي الحديث أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) فاحرص يا أخي على أن تملأ ما تستحقه من هذه الجنة بذكر الله، وتلاوة كتابه، وغير ذلك مما يقرب إلى الله.

لمن هذه الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟

تفسير قوله تعالى: (أعدت للذين آمنوا بالله ورسله)

قال الله عز وجل: أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ [الحديد:21] أعدت من أعدها؟ أعدها الله عز وجل، كما قال عز وجل: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التوبة:89] ومعنى الإعداد: التهيئة للشيء.

لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ آمنوا بالله وكل ما أوجب الله الإيمان به، فالإيمان إذاً بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

وقوله: وَرُسُلِهِ يشمل جميع الرسل الذين أولهم نوح وآخرهم محمد، لكن إيماننا بالرسل يختلف عن إيماننا بمحمد عليه الصلاة والسلام، فإيماننا بالرسل أن نؤمن بأنهم صادقون، ومبلغون عن الله، ونؤمن بكل ما صح من أخبارهم، أما اتباعهم فلا، فالاتباع للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقط، فهم يشتركون مع الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نؤمن بأنهم صادقون، وأن كل ما أخبروا به صدق، وأن كل ما جاءوا به فهو عدل، ومناسب لأحوال أممهم في وقتهم، أما الاتباع فلا نتبع إلا واحداً منهم، وهو محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم..

وقوله: آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ يدل على أن أهل الكتاب اليهود والنصارى ليسوا من أهل الجنة؛ لأنهم لم يؤمنوا برسل الله، والدليل: أنهم كفروا بمحمد عليه الصلاة والسلام، والكافر برسول من الرسل كافر بالجميع، كيف وقد جاء محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بنسخ جميع الشرائع السابقة، ألم تسمعوا قول الله عز وجل: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ [الشعراء:105] هل سبق نوحاً أحد من الرسل؟ كيف يقول: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ [الشعراء:105] الجواب؟ لأن من كذب رسولاً من الرسل فقد كذب جميع الرسل، فكيف بمن كذب محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي نسخت شريعته جميع الشرائع، والذي قال الله فيه: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ [آل عمران:81] أخذ الميثاق من النبيين كلهم وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا [آل عمران:81] من هذا الرسول؟ إنه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الرسل كلهم لابد أن يؤمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا في ليلة الإسراء من كان الإمام؟ كان إمامهم في صلاتهم هو محمد صلى الله عليه وسلم.

إذاً.. اليهود والنصارى ليسوا من أهل الجنة بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأنهم لم يؤمنوا برسله؛ كفروا بمحمد، بل كفروا برسلهم أيضاً؛ لقوله تعالى: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ [الشعراء:105].

ولأن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، بشرهم بمحمد، قال الله عز وجل: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف:6] فلما جاءهم هذا الرسول الذي بشر به عيسى قالوا: هذا سحر مبين وكفروا به.

إذاً.. هم كفروا بعيسى وردوا بشارته، وأنكروها، ولا يجوز لنا أبداً أن نقول: إن أديان اليهود والنصارى اليوم أديان صحيحة أبداً، بل هي أديان باطلة غير مقبولة عند الله، كما قال عز وجل: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران:85].

تفسير قوله تعالى: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)

قال الله عز وجل: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ [الحديد:21] (ذلك) -أي: ما أعد الله لهؤلاء المؤمنين بالله ورسله- (فضل الله) في أنهم آمنوا بالله، آمنوا برسله، اتبعوا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أثيبوا بهذه الجنات فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ اللهم آتنا من فضلك.

قوله: (يؤتيه من يشاء) هل تظنون أن هذه المشيئة مجرد مشيئة؟ لا. هي مشيئة مقترنة بالحكمة، يعني: من كان أهلاً للفضل آتاه الله الفضل، ومن لم يكن أهلاً له لم يؤته، والدليل قول الله تبارك وتعالى: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام:124] فلم يجعل رسالته إلا فيمن هو أهل له، وقال الله عز وجل: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5] وقال عز وجل: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة:49] لا تظن أن الله يعطي الفضل من شاء دون سبب، بل لا بد من سبب، فمتى علم الله في قلب الإنسان خيراً -اللهم اجعل قلوبنا ممتلئة بالخير- آتاه الله الخير، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنفال:70] أصلح قلبك فيما بينك وبين الله تجد الخير كله.

تفسير قوله تعالى: (والله ذو الفضل العظيم)

قال تعالى: وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الحديد:21] أي: صاحب الفضل العظيم عز وجل، فلا أحد أعظم منة من الله تعالى، فإنه أوجدك من العدم، وأعدك وأمدك بالنعم، ويسر لك الهدى، وهداك له، هل هناك أحد أعظم من الله؟ لا أحد، ولهذا قال الله عز وجل: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ [الحجرات:17] ولما جمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأنصار في غزوة حنين حين قسم الغنائم بين المؤلفة قلوبهم كان يقرر عليهم ويقول لهم: (ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي؟! قالوا: الله ورسوله أمن، قال: ألم أجدكم متفرقين فألفكم الله بي؟ قالوا: الله ورسوله أمن) كلما قال قولاً قالوا: الله ورسوله أمن. يعني أعظم منا.

فالحاصل أن الله تعالى ذو الفضل العظيم، ولكنه يعطي فضله من هو مستحق له، كما قال عز وجل: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ [هود:3] اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم أن تهدي قلوبنا، وتصلح أعمالنا، وتختم لنا بخير إنك على كل شيء قدير.

الأسئلة

حكم تخصيص العمرة في شهر رجب

السؤال: ما حكم تخصيص العمرة في شهر رجب؟ وهل البدع أكبر الكبائر؟

الجواب: هذان سؤالان جعلا في غلاف واحد، وهو من ذكاء هذا السائل؛ لأننا في هذا المقام لا نقبل إلا سؤالاً واحداً أيهما أحب إليك الأول أم الثاني؟

السائل: الأول.

الشيخ: رجب أحد الأشهر الأربعة الحرم، فهل تعرفها؟

السائل: ذو القعدة .. ذو الحجة .. محرم .. رجب.

الشيخ: هذه أربعة أشهر حرم ورجب منها بلا شك، والله حرم القتال فيها، أما الثلاثة: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، فلأنها أشهر الحج، القعدة للقادمين إلى مكة ، والحجة للذين في مكة، ومحرم للراجعين من مكة ، جعل الله هذه الأشهر الحرم يحرم فيها القتال، حتى يأمن الناس الذين يأتون إلى الحج، وشهر رجب كان أهل الجاهلية يعظمونه ويعتمرون فيه فجعله الله محرماً، واختلف السلف رحمهم الله: هل العمرة فيه سنة أم لا؟ فقال بعضهم: إنها سنة، وقال آخرون: لا، لأنها لو كانت سنة لبينها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إما بقول وإما بفعل.

والعمرة في أشهر الحج أفضل من العمرة في رجب، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتمر في أشهر الحج ولما ذكر ابن عمر رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتمر في رجب) وهَّمته عائشة، وقالت: [[لقد وهم أبو عبد الرحمن]] قالت له ذلك وهو يسمع فسكت، فعلى كل حال: لا أرى دليلاً واضحاً على استحباب العمرة في رجب.

كذلك أيضاً يوجد في رجب بعض الناس يخصه بالصوم يقول: إنه يسن الصيام فيه، وهذا غلط، فإفراده بالصوم مكروه، أما صومه مع شعبان ورمضان فهذا لا بأس به، وفعله بعض السلف، ولكن مع ذلك نرى أن لا يصوم الثلاثة الأشهر، أي: رجب وشعبان ورمضان.

وأما ما يسمى بصلاة الرغائب: وهي ألف ركعة في أول ليلة من رجب أو في أول ليلة جمعة منه، فأيضاً لا صحة لها وليست مشروعة، وأما العتيرة التي تذبح في رجب فهي أيضاً منسوخة، كانت أولاً مشروعة ثم نسخت وليست مشروعة، وأما الإسراء والمعراج الذي اشتهر عند كثير من الناس أو أكثرهم أنه في رجب وفي ليلة سبع وعشرين منه فهذا لا صحة له إطلاقاً، وأظهر الأقوال: أن الإسراء والمعراج كان في ربيع الأول، ثم إن إقامة الاحتفالات ليلة سبع وعشرين من رجب بدعة لا أصل لها.

والبدع أمرها عظيم جداً وأمرها شديد؛ لأن البدع الدينية التي يتقرب بها الناس إلى الله فيها مفاسد عظيمة، منها:

أولاً: أن الله لم يأذن بها، وقد أنكر على الذين يتبعون من شرعوا بلا إذن، فقال: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21].

ثانياً: أنها خارجة عن هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وإياكم ومحدثات الأمور).

ثالثاً: أنها تقتضي إما جهل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه بهذه البدعة، وإما عدم عملهم بها، وكلا الأمرين خطأ. إن قلت: إن الرسول علم عنها مشكلة، وإن قلت: علم ولكن لم يعمل ولم يبلغ مشكلة أيضاً.

رابعاً: أنها تستلزم عدم صحة قول الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3] لأنك إذا أتيت بشيء جديد يعني: أن الدين في الأول ناقص لم يكمل، وهذا خطير جداً أن نقول: هذه البدعة تقتضي أن الدين لم يكمل.

خامساً: أن هؤلاء المبتدعين جعلوا أنفسهم بمنزلة الرسل الذين يشرعون للناس، وهذه أيضاً مسألة خطيرة، ولو تأملت لوجدت أكثر من هذه الخمس في مضار البدع ولو لم يكن منها إلا أن القلوب تتعلق بهذه البدع أكثر مما تتعلق بالسنة، كما هو مشاهد، حيث تجد هؤلاء الذين يعتنون بهذه البدع ويحرصون عليها لو فكرت في حال كثير منهم لوجدت عنده فتوراً في الأمور المشروعة المتيقنة، فهو ربما يبتدع هذه البدعة وهو حليق اللحية، مسبل الثياب، شارب للدخان، مقصر في صلاة الجماعة.

يقول بعض السلف: ما ابتدع قوم بدعة إلا تركوا من السنة مثلها أو أشد. حتى إن بعض العلماء قال: المبتدع لا توبة له. لأنه سن سنة يمشي الناس عليها إلى يوم القيامة أو إلى ما شاء الله، بخلاف المعاصي الخاصة، فهي خاصة بفاعلها وإذا تاب ارتفعت لكن المشكلة البدعة، حيث لو تاب الإنسان من البدعة فالذين يتبعونه فيها لم يتوبوا، فلذلك قال بعض العلماء: إنه لا توبة لمبتدع، لكن الصحيح أن له توبة، وإذا تاب توبة نصوحاً تاب الله عليه، ثم يسأل الله أن تمحى هذه البدعة ممن اتبعوه فيها.

حكم احتجاب الزوجة من أبي الزوج من الرضاع

السؤال: اشتهر عند بعض الأسر أن أبا الزوج من الرضاعة لا تحتجب عنه الزوجة، وكذلك أم الزوجة من الرضاعة لا تحتجب عن زوج ابنتها من الرضاعة، ويأذنون له بالدخول عليها والخلوة بها، وقد يسافر بها أيضاً باعتباره محرم لها، فنأمل من فضيلتكم بيان الوجه الشرعي فيما يظهر لكم في ذلك أعانكم الله؟

الشيخ: أم الزوجة من الرضاع وأبو الزوج من الرضاع هل هو محرم؟

أما المذاهب الأربعة وجمهور العلماء فيقولون: إنها محرم، أي: أن الرضاع يؤثر في المحرمات بالصهر، ولكن أبى ذلك الحبر البحر العلامة المتقي لله ولا نزكيه على الله شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقال: إن أم الزوجة من الرضاع ليست محرماً لزوج ابنتها من الرضاع، وأن الأب من الرضاع ليس محرماً لزوجة ابنه من الرضاع، وقوله أرجح من أقوال جمهور العلماء؛ لأن الآية واضحة والحديث واضح.. قال الله عز وجل: وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ [النساء:23] وابن الرضاع ليس من صلبه، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) ولو سأل سائل: أم زوجتك هل تحرم عليك من النسب أو من المصاهرة؟

لقيل: من المصاهرة، ما بينه وبينها شيء، هي أم زوجتي ولكنها بعيدة مني، والحديث: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب).

وقالوا: إنه لا يمكن إلحاق الرضاع بالنسب مع أنه يخالفه في أكثر الأحكام، بمعنى أنه كما لا يصح نصاً لا يصح قياساً؛ لأن الرضاع يخالف النسب في أكثر الأحكام، هل فيه توارث بين التقارب بالرضاع؟! بمعنى أن أباك من الرضاعة هل يرث منك كما يرث أبوك من النسب؟ لا، هل يؤدي عنك الدية في قتل الخطأ؟! لا، هل يجب عليك الإنفاق عليه؟ لا، هل تجب صلته كما تجب صلة الأب من النسب؟ لا، إذاً.. أكثر الأحكام منتفية، فلا نص ولا قياس، فقول الشيخ رحمه الله - شيخ الإسلام - أصح بالدليل النقلي والدليل العقلي لكن مع ذلك جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة يرون أن المحرمات بالرضاع تشمل من يكون تحريمهن بواسطة المصاهرة.

حكم ترك قول: (آمين) بعد قراءة الإمام للفاتحة

السؤال: هل يكتفي المأموم في الصلاة الجهرية أن يقول: آمين إذا لم يكن هناك الوقت الكافي لقراءة الفاتحة؟

الجواب: وقول: آمين هل تحجزه؟ كم تبلغ آمين؟! كم من الدقيقة؟!

السائل: يسير.

الشيخ: على كل حال المأموم لا بد أن يقرأ الفاتحة، وأما قول آمين فهي سنة، لكن مع ذلك نقول: قل آمين مع الناس فإنه (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه)، وهذه مصلحة عظيمة، فقل: آمين ثم اقرأ الفاتحة، واستمر فيها ولو كان الإمام يقرأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم انصرف من صلاة الصبح وكان بعض الصحابة يقرأ معه، فقال لهم: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قالوا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها) .

إذاً.. قل: آمين واقرأ الفاتحة حتى تكملها.

حكم من رضع من جدته مع خالته وخالته رضعت من أمه

السؤال: رضعت من جدتي مع خالتي، وخالتي رضعت من أمي التي هي أختها، فهل بذلك أعتبر أخاً للخالات وخالاً لبناتهن وجزاكم الله خيراً؟

الجواب: ما دمت رضعت من جدتك الرضاع المحرم خمس رضعات فأكثر فأنت ابن لها، وبناتها أخواتٌ لك، وبنات بناتها أنت خالهن، إذاً.. أنت أخٌ لأمك من الرضاعة، هل تناديها يا أمي أم يا أختي؟ لا، يا أمي، كذلك الذي رضع من أمك يكون أخاً لك وأخاً لإخوانك كلهم.

بنات خالاتك تكون خالاً لهن لأنك أخ لأمهاتهن.

الطريقة المثلى للانتفاع بالعلم

السؤال: ما هي الطريقة المثلى للانتفاع بالعلم؟

الجواب: الانتفاع بالعلم طريقته سهلة، إذا علمت شيئاً فطبقه، علمت أن صلاة الجماعة واجبة صل مع الجماعة، علمت أن بر الوالدين واجب بر والديك، التطبيق سهل لكن هوى النفس يمنعه فكن أقوى من هوى نفسك.

حكم أكل المتوضئ لأجزاء من البعير غير اللحم

السؤال: هل كبد الجزور ولبن الجزور ينقض الوضوء كما ينقض لحمها؟

الجواب: من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن يتوضأ من لحوم الإبل، وسئل: (نتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم، قال: ومن لحوم الغنم؟ قال: إن شئت) فالبعير كل أجزائه ناقض الوضوء، الكبد والرئة والطحال والأمعاء والكرش وغيره، واللبن يرى بعض العلماء أنه ناقض؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (توضئوا من ألبان الإبل) لكن أكثر العلماء القائلين بنقض لحم الإبل يقولون هذا على سبيل الاستحباب، ويستدل لهذا بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما جاءه الوفد من جهينة أصابهم مرض المدينة واستوخموها، فقال: (اخرجوا إلى إبل الصدقة واشربوا من ألبانها وأبوالها) ولم يأمرهم بالوضوء مع أنهم حديثو عهد بإسلام، قالوا: فسكوت النبي صلى عليه وعلى آله وسلم عن أمرهم بالوضوء، مع أن احتمال الجهل فيهم كثير يدل على عدم نقض الوضوء بلبن الإبل، ولكن إن توضأت فهو أفضل.

اتخاذ الصحبة في الالتزام لا تكفي بل لابد من المنهج والمبدأ

السؤال: بعض الشباب تجده إذا التزم وسلك طريق الهداية لا يتخذ له منهجاً ومبدأ يسير عليه وإنما يكتفي باتخاذ الصحبة، فإذا حصل له ظرف بفراق هذه الصحبة قد يضعف التزامه وقد يسبب له انتكاسة؟

الجواب: هذا يقول: إن بعض الشباب يلتزم ويستقيم؛ لأنه مع صحبة ملتزمة مستقيمة، فإذا قدر الله أن يفارقهم ضعف استقامته والتزامه، فنقول له: هذا صحيح، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مثل الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يهديك، وإما أن يبيع عليك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة) لكن الواجب أن الإنسان يلتزم مع الملتزمين لله عز وجل، لا من أجل أنه صاحب الملتزمين، حتى يكون هذا منهجاً له ويستقيم عليه ولو بعد مفارقتهم، ولهذا نقول: دائماً نسأل إذا اتفق الملتزمون على أن يصوموا مثلاً يوم الإثنين أو يوم الخميس ويفطرون جميعاً نقول: لا تفعلوا هذا:

أولاً: لأن هذا شبيهاً بالطريقة الصوفية الذين يكبرون تكبيراً جماعياً ويذكرون ذكراً جماعياً.

وثانياً: أنه يؤدي إلى أن الإنسان لو فارق هؤلاء قد لا يصوم؛ لأنه ما صام إلا من أجل متابعتهم أو موافقتهم.

نعم.. إذا صاموا بدون اتفاق فلا بأس. نسأل الله أن يزيدنا علماً نافعاً، وأنا أبشر إخواني الذين يأتون أنهم سلكوا طريقاً يلتمسون به علماً، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة.

حكم السفر إلى رجل يداوي المرضى ويجري العمليات بدون جراحة

السؤال: فضيلة الشيخ! رجل اشتهر في علاج الأمراض وإجراء العمليات بدون جراحة، ويخبر الناس بما فيهم من الأمراض، وظاهره الصلاح، وأنه محافظ على الصلاة، ولا يطلب من الناس نقوداً، ولكن الناس تعلقوا به، وأعرف أناساً من هذه المنطقة يريدون السفر إليه وهو موجود في خارج هذه البلاد فما حكم السفر إليه وما تعليقكم؟

الجواب: يقولون: حدث العاقل بما لا يعرفه، فإن صدق فلا عقل له! ونحن ما أخبرنا أن أحداً يشفي الله المرضى على يده بمجرد مسح يده إلا عيسى عليه السلام، فأنا لا أصدق بهذا أبداً، وإن قدر أن الناس فتنوا به، وحصل أن أحداً ذهب إليه وعالجه بدون عملية، فهناك شياطين تعمل له؛ لأنه ليس بمعقول، الله أكبر! لو قال لنا أحد: هذه الشمس ما هي شمس، هذه لمبات مكونة مجموعة وتضيء الأرض هل نوافق على هذا؟ لا نوافق، أي إنسان له عقل أو أدنى مسكة من عقل لا يمكن أن رجلاً من بني آدم يؤتى إليه بالمرضى يحتاجون إلى عمليات يعاملهم بدون جراحة، سبحان الله عجائب! وهذا مما ابتلي به الناس اليوم، صاروا يعتمدون على غير ربهم عز وجل، يتعلقون بالمخلوق، فيصدقون بما لا يعقل.

فأقول للأخ الذي يريد السفر: لا تسافر وابق في مكانك واسأل ربك عز وجل، فالله على كل شيء قدير، كم من أناس حفرت قبورهم وجهز الماء لتغسيلهم، وجلبت الأكفان ليكفنوا فيها ولم يموتوا، لأن الله على كل شيء قدير، الذي أنزل المرض قادرٌ على أن يرفعه، ما لم يكن الأجل قد حل فلا فائدة، ماذا قال زكريا حين بشره الله بالولد، وماذا قال الله له؟ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً [مريم:8] قال الله له: قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً [مريم:9] من الذي أوجدك؟ الله عز وجل، قادر على أن يوجد لك ولداً، من الذي أمرضك؟ الله، الذي أمرضك قادر على أن يرفع المرض عنك، لكن الله تعالى يقول: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ [الطلاق:3] ولا بد أن أمره يبلغ مكانك قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً [الطلاق:3] قد يكون الله عز وجل قدر أن هذا المرض هو المرض النهائي، والدعاء حينئذٍ يكون رفعاً للدرجات، وقد يكون الله قدَّر أن هذا المرض لا يزول إلا بدعاء فلان أو فلان، فيدعو الله ويبرأ.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , لقاء الباب المفتوح [217] للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

https://audio.islamweb.net