إسلام ويب

حكم الهدية من المدين للدائن خلال فترة السداد

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير. هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.

رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

في بداية لقائنا نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.

الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

المقدم: حياكم الله.

====

السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة شيخ عبد العزيز رسالة وصلت إلى البرنامج من الأخ: حسن أحمد من جيزان، أخونا يقول في رسالته: اتفق حسن وعلي وهما صديقان في العمل على تمويل مشروع بناء عمارة سكنية، يقوم بموجبها علي بتمويل المشروع في حدود ثلاثمائة ألف ريال، على أن يسدد حسن هذا المبلغ لـعلي سنوياً من موارده الخاصة، وقد وعد حسن عليـاً طواعية بإعطائه بدون قيد ولا شرط أجار ثلاث شقق من العمارة هبة منه لعلي، ثم إن المشروع انتهى وقد زاد المبلغ من ثلاثمائة ألف ريال إلى أربعمائة ألف ريال.

السؤال: هل المبلغ الذي تعهد به حسن -المدين- لدفعه لعلي -الدائن- من أجار الشقق الثلاث طواعية وهبة هل هو حلال أم يكون فيه شيء من الربا؟ أفيدونا عن هذا الموضوع جزاكم الله خيراً.

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فالذي يظهر من حال الشخصين أن هذا المال الذي يدفعه حسن إلى علي إنما هو في مقابل إمهاله وإنظاره في حصته من نفقة العمارة، ولو سمياه تطوعاً وهدية فالله يعلم ما في القلوب، فلم يكن هذا المال مدفوعاً من أجل صداقة أو قرابة إنما دفع من أجل هذا العمل الذي عمله علي وهو كونه ينفق على العمارة حتى تكمل، ثم يكون الشيء بينهما على ما شرطاه لكن يعطيه حسن في مقابل هذا العمل هذه الهدايا التي يقول.

المقصود أن هذا فيما يظهر ربا؛ لأنه إنما أقرضه من أجل هذه الهدية التي يزعمون أنها هدية وليست بهدية في الحقيقة وإنما هي فائدة من أجل إنظاره وإمهاله، والله جل وعلا أعلم.

حكم من حلف على عدم ترك الصلاة ثم تركها

السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: الجعيدي يماني، أخونا يقول: إنني إذا سمعت القرآن أحلف يميناً أنني لن أترك الصلاة بعد اليوم لكن فاتتني أيام لم أصل فيها، كيف تنصحونني والعمل الذي فات؟

الجواب: أولاً عليك التوبة إلى الله فإن الصلاة عمود الإسلام، وهي أعظم أركانه بعد الشهادتين، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).

فعليك أن تتوب إلى الله من هذا العمل وهو ترك الصلاة في أيام، وعليك أن تبادر وتسارع إلى المحافظة عليها وإن قضيتها خروجاً من الخلاف فحسن، وإلا فالصواب: أن من تركها عمداً يكفر وليس عليه قضاء، لكن إذا كانت قليلة وقضيتها من باب الاحتياط فلا بأس، وعليك كفارة يمين؛ لأنك حلفت أن لا تترك وقد تركت فعليك كفارة يمين عما فعلت من الترك وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، هذا هو الواجب عليك، وأهم شيء وأعظمه: التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والبدار بالمحافظة على الصلاة مع إخوانك في مساجد الله جل وعلا والحذر كل الحذر من تركها بعد ذلك.

حكم الصلاة في السكن بسبب بعد المسجد

السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من الأردن وباعثها أخونا محمد محمد عبد اللطيف من محافظة الشرقية، أخونا يقول: إننا مجموعة من العمال نصلي في السكن بينما المسجد يبعد عنا ما يقرب من كيلو متر فقط، هل صلاتنا صحيحة أم لا؟

الجواب: الصلاة صحيحة لكنكم قصرتم في ترك الجماعة، والواجب عليكم أداؤها في الجماعة في بيوت الله عز وجل، كما قال الله سبحانه: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ [النور:36]، وقال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر).

فالواجب عليكم أن تبادروا إلى أدائها في الجماعة في بيوت الله، أما ما مضى فالصلاة صحيحة وعليكم التوبة والاستغفار، إذا كنتم تسمعون النداء لو كانت الأصوات هادئة سمعتم النداء العادي من المأذنة.

ولكن بكل حال فينبغي لكم أن تسارعوا إلى أدائها في الجماعة والحذر من التساهل في أدائها في السكن، والغالب أن الكيلو يسمع النداء إذا كانت الأصوات هادئة والمؤذن ذو صوت جيد، فالغالب أنه يسمع صوته من هذه المسافة، والله المستعان.

حكم الذهاب إلى القرية البعيدة لأداء صلاة الجمعة

السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: أنا مدرسة في قرية من قرى نجران في المملكة العربية السعودية ويرافقني والدي محرم لي، وإننا من الأردن ولنا بعض الأسئلة لو تكرمتم:

السؤال الأول: نحن في قرية بعيدة عن القرية الكبيرة بما يقرب من عشرين كيلو متر، وأهل القرية لا يؤدون صلاة الجمعة ولا نملك وسيلة نقل إلى القرية المجاورة لنا حتى إننا لا نستطيع إحضار ماء الشرب إلا بالكلفة، نرجو أن تفتونا في موضوعنا جزاكم الله خيراً؟

الجواب: عليكم أن تصلوا ظهراً؛ لأن المسافة طويلة فلا يلزمكم الذهاب إلى هناك والتكلف، ولكن ينبغي لأهل القرية التي أنتم فيها أن يقيموا صلاة الجمعة، الواجب عليهم أن يقيموا صلاة الجمعة في قريتهم ولو كانوا أقل من أربعين، فليس اشتراط الأربعين شرطاً معتبراً على الصحيح، فعليهم أن يقيموا صلاة الجمعة وأن يطلبوا من الجهات الدينية أو من جهة المحكمة تعيين الإمام الذي يصلي بهم وفي إمكانهم الاتصال بإدارة الأوقاف حتى تؤمن لهم الإمام.

فالحاصل أن الواجب على أهل القرية أن يصلوا جمعة ولو كانوا عشرة ولو كانوا عشرين، حتى ولو كانوا ثلاثة على الأقل، أقل عدد تجب عليه الجمعة ثلاثة في أصح أقوال أهل العلم، فإذا كانوا في قرية مستوطنين وجبت عليهم الجمعة ولا يجوز لهم أن يصلوا ظهراً، والإمام في الإمكان تحصيله بواسطة الأوقاف الجهة المسئولة أو بواسطة المحكمة أو بواسطة الأخيار الطيبين الذين يعرفون حالهم فيمكن أن يتوجه إليهم بعض طلبة العلم حتى يصلي بهم.

فالمقصود أن هذا واجب عليهم ليس لهم التساهل فيه وأنت أيها السائل من جملتهم، إذا أقاموا الجمعة صليت معهم.

وقت راتبة الظهر القبلية

السؤال: سمعت أن هناك صلاة نوافل راتبة وهي ثنتا عشرة ركعة، ومنها قبل الظهر وبعده وبعد المغرب، والسؤال: هل التي تكون قبل الظهر معنى ذلك أنه بعد أذان الظهر أم قبل أن أصلي أم قبل الأذان؟ أفتوني في وقتها بالذات وعن هذه النوافل جزاكم الله خيراً.

الجواب: الرواتب مثلما ذكرها السائل، الصواب: أنها اثنتا عشرة ركعة، منها: أربع قبل الظهر وثنتان بعد الظهر، وثنتان بعد المغرب وثنتان بعد العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، هذه يقال لها: الرواتب، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة)، وفي رواية: (تطوعاً)، وزاد الترمذي رحمه الله تفسير ذلك بهذه الرواتب: (أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها، ثنتين بعد المغرب، ثنتين بعد العشاء، ثنتين قبل صلاة الصبح)، فالمشروع للمؤمن والمؤمنة الحفاظ على هذه الرواتب حتى يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك، ويتأسى به في ذلك عليه الصلاة والسلام، أربع قبل الظهر، يعني: بعد الزوال ولو قبل الأذان، ما دام زالت الشمس إذا صلاها حصل المطلوب، أو صلاها بعد الأذان، المشروع أن يصليها قبل الفريضة تسليمتين وتسليمة بعدها، ويصلي ثنتين بعد المغرب وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح، هذه هي الرواتب.

سبب عدم وضع البسملة في بداية سورة التوبة

السؤال: رسالة باعثها أحد الإخوة يقول: الشيخ علي حسن سرور الشهري أخونا يسأل ويقول: لماذا لم توضع البسملة في بداية سورة التوبة؟ وهل هناك دليل نحتج به؟ جزاكم الله خيراً.

الجواب: نعم، سئل عثمان رضي الله عنه عن هذا فقال: إن سورة الأنفال وسورة براءة متقاربتان في المعنى. ولم ينزل كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم) بينهما فظن عثمان ومن معه من الصحابة أنهما سورة واحدة فوضعتا جميعاً في مكان واحد، ولم توضع بينهما آية (بسم الله الرحمن الرحيم) لعدم وجود الدليل الذي يدلهم على أنهما سورتان، فاحتاط الصحابة وجعلوهما متجاورتين من أجل هذا؛ لأن الصحابة لم يحفظوا نزول (بسم الله الرحمن الرحيم) بين هاتين السورتين، هذا هو المشهور الذي رواه أهل العلم عن عثمان رضي الله عنه لما جمع المصحف في خلافته رضي الله عنه.

مدى تأثير الأصباغ على الوضوء إذا وضعت على الوجه والشفاه

السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من مكة المكرمة باعثتها إحدى الأخوات المستمعات تقول: (ح. م) من قديد، يا أخت (ح. م) من مكة المكرمة البرنامج لا يهتم كثيراً بتفسير الأحلام فمعذرة، تسأل سماحة الشيخ لو تكرمتم عن هذه الأصباغ التي يضعها بعض النساء على وجوههن وشفايفهن؟ وهل يؤثر ذلك على الوضوء؟ وترجو الإفادة.

الجواب: الأصباغ تختلف إن كانت لها جسم لها جرم يمنع الماء فالواجب إزالتها عند الوضوء، أما إن كانت أصباغاً رقيقة لا تمنع الماء على الشفة أو على الوجه لتنويره فلا يضر ولا بأس ولا يضر بالوضوء.

أما إذا كان لها جسم لها جرم يعني يمنع الماء فهذا يزال عند الوضوء كالمناكير التي يوضع على الأظفار هذه عند الوضوء تزال؛ لأن لها جرماً يمنع الماء.

حكم إنزال الجنين في الأربعين يوماً

السؤال: الأخت السائلة (م. م. س) من الخبر تسأل مجموعة من الأسئلة، في سؤال لها تقول: هل يجوز إنزال الجنين قبل بلوغه أربعين يوماً من بطن أمه؟ وما هو العقاب لمن فعل ذلك؟

الجواب: إذا كان هناك حاجة شديدة ومصلحة شرعية لإنزاله في الأربعين ومضرة من بقائه فقد أجاز هذا جمع من أهل العلم، أما إذا لم يكن هناك مصلحة شرعية ولا حاجة ضرورية فينبغي بقاؤه؛ لأن إنجاب الأولاد وتكثير الأمة أمر مطلوب شرعاً، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، فإذا كانت هناك حاجة شديدة لأن المرأة يضرها الحمل وعندها أطفال كثيرون صغار وتخشى من عدم القيام بواجب التربية الشرعية فلا مانع من إنزاله في الأربعين الأولى.

أما إذا كان إنزاله من أجل سوء الظن بالله أو أنه قد يعسر عليهم النفقة هذا غلط، أو كان لغير أسباب إنما هو للترفه فلا ينبغي هذا أيضاً كذلك ولا يجوز.

حكم تعاطي المرأة ما يمنع الحمل

السؤال: هل يجوز للمرأة أخذ ما يمنع الحمل؟

الجواب: كذلك هذا محل نظر، إذا كان لحاجة ومصلحة مثل المضرة التي تضر المرأة في متابعة الحمل بقول الأطباء، أو لديها أطفال صغار يشق عليها تربيتهم فلها أن تأخذ الموانع، مثل السنة الأولى من سنة الرضاعة السنتين حتى يحصل لها القوة على تربية الأولاد والسلامة من آثار الولادة المتتابعة.

فالمقصود أنه إذا كان لأمر شرعي ومصلحة شرعية كتربية الأولاد الصغار والعناية بهم، أو هناك مضرة عليها بقول الأطباء أن حملها هذا على هذا يضرها كثيراً فلا مانع من تعاطي الحبوب المانعة لمدة سنة أو سنتين.

حكم مصافحة المرأة لأخي زوجها وعمه وخاله

السؤال: ما حكم مصافحة المرأة أخي زوجها أو عمه أو خاله؟

الجواب: ليس للمرأة أن تصافح الرجل الأجنبي ولو كان أخا زوجها ولو كان عم زوجها ولو كان خال زوجها؛ لأنهم أجناب ليسوا محارم، وهكذا زوج أختها ليس لها أن تصافحهم ولكن تبدأهم بالسلام.. ترد عليهم السلام، تسألهم عن أحوالهم وأحوال أولادهم لا بأس، أما المصافحة فلا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء)، وقالت عائشة رضي الله عنها: (والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام)، عليه الصلاة والسلام.

فالمقصود أن المصافحة فيها خطر، فيها فتنة فلا تجوز نعم، إلا للمحارم: أخيها.. لعمها.. لخالها.. لولدها.. لوالدها لا بأس.. أبي زوجها.. جد زوجها نحو ذلك، المحارم نعم، أو مع النساء لا بأس.

حكم إزالة الشعر إذا ظهر على ذراع المرأة

السؤال: إذا ظهر على ذراع المرأة الشعر فهل لها إزالته؟

الجواب: لها أن تزيله من ذراعها ومن ساقها لا بأس، لا نعلم شيئاً يمنع من ذلك.

حكم وضع القرآن تحت وسادة الطفل وتعليق الجامعة على الرقبة

السؤال: مستمعة من الكويت تقول: (ف. م. ص) أختنا تقول: إني أحب برنامجكم وأستمع إليه كثيراً، فهل تقبلون مني هذه الرسالة وتجيبون على أسئلتي؟

السؤال الأول: هل يجوز وضع القرآن تحت وسادة الطفل وتعليق الجامعة على الرقبة؟

الجواب: لا يجوز وضع القرآن تحت الوسادة، لا للطفل ولا لغيره؛ لأن هذه إهانة للقرآن، ولأن هذا اعتقاد من قائله أنه يمنع عن الطفل أو غيره وهذا غلط لا أصل له، إنما الذي يمنع بإذن الله التعوذات الشرعية، كون أمه أو أبوه يعوذه، يقول: أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين بهذا التعوذ، يقول: (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) أما وضع المصحف تحت الوسادة للطفل أو للكبير هذا لا يجوز؛ لأنه إهانة لكتاب الله واعتقاد فاسد لا أصل له، وهكذا تعليق الجامعة، تعليق آيات أو حروز في رقبة الطفل أو الكبير أو المريض هذا لا يجوز أيضاً؛ لأنه من باب تعليق التمائم التي نهي عنها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له)، (من تعلق تميمة فقد أشرك)، فلا يجوز تعليق التمائم وهي: الحروز التي تتخذ من آيات قرآنية تكتب أو من ودع أو من عظام أو من غير هذا مما يفعله بعض الناس حتى ولو من الآيات القرآنية على الصحيح لا يجوز تعليقها، إنما القرآن يتلى للشفاء، ينفث بها المريض، يقرأ على المريض لطلب العافية من الله عز وجل، أما كونه يعلق على رقبته أو في عضده سواء كان كبيراً أو صغيراً هذا لا يجوز، وهذا من التمائم التي حرم الله جل وعلا اتخاذها.

حكم أخذ الزوج من راتب زوجته

السؤال: زوجتي كانت تعمل بالمملكة قبل أن أتزوجها، وبعد الزواج حضرت معها إلى المملكة بصفة مرافق لها بدلاً من أخيها، والآن تريد زوجتي أن تستقل براتبها على أن أعمل وأتحمل مصروفات البيت في حين أنها تستثمر وقت البيت في العمل وتحصل على راتب، كما أنها ترفض البقاء في البيت بحجة أنها كانت تعمل قبل الزواج، فما هو حكم الإسلام في ذلك؟ وهل هذا الراتب التي تحصل عليه يخصها فقط أم للزوج حق فيه؟ صاحب هذا السؤال هو الأخ محمد أسامة إسحاق من أبقيط في المنطقة الشرقية.

الجواب: عليكما أن تصطلحا وأن تتركا النزاع، فإذا اصطلحتما فلا بأس، يقول الله جل وعلا أولاً: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:128]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحل حراماً)، ولاسيما بين الزوجين فالصلح بينهما مطلوب.

فينبغي للمؤمن أن يحرص على الصلح مع زوجته وعدم النزاع حتى لا يسبب ذلك الطلاق والفراق، والأصل أن راتبها لها، هذا هو الأصل، المرأة راتبها لها وراتب الرجل له، كل له ما كسب، لكن إذا سمحت أن تعطي زوجها نصف الراتب أو ربع الراتب أو ثلث الراتب أو جميع الراتب فلا بأس الحق لها، وعلى الزوج أن يقوم بالبيت ونفقات البيت، وإذا كانت شرطت عليه أنها تقوم بالتعليم أو العمل الآخر الذي تعمله قبل الزوج شرطت عليه أنه يمكنها من ذلك (فالمسلمون على شروطهم)، أما إن كانت لم تشرط ذلك فله أن يمنعها من الذهاب للتدريس وغير التدريس وأن تبقى في بيته، وعليه أن ينفق عليها حاجاتها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)، لكن الصلح بين الزوج والزوجة في أمور النزاع بينهما يكون أمراً مطلوباً، فالصلح بينكما أيها السائل من أحسن ما يكون حتى تبقى المودة وتبقى المحبة وتبقى العشرة، وينبغي لكل واحد منكما أن يتسامح وأن لا يشدد، فأنت ترضى بما تيسر وهي تسمح بما تيسر حتى لا يكون بينكما الفراق، نسأل الله للجميع الهداية.

كيفية إتمام صلاة العيدين والكسوف لمن فاته شيء منها

السؤال: من الأخ راشد محمد الدوسري من الظهران جامعة البترول والمعادن، أخونا يسأل ويقول: إذا أراد شخص أن يكمل ما فاته مثلاً في صلاة العيدين أو الكسوف أو الخسوف فهل يكملها كما في حكم الصلوات المفروضة أو يختلف الأمر هنا؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب: في صلاة العيد وصلاة الجمعة يكملها على هيئتها، فصلاة الجمعة كصلاة الجمعة، وصلاة العيد كصلاة العيد، يكبر فيها التكبيرات المشروعة أفضل وهي خمس في الأخيرة إذا فاتت الأولى من العيد صارت الثانية هي أول صلاته، فإذا قضى فيكبر خمساً أفضل في القضاء وإن لم يكبر الخمس واكتفى بالواحدة التي ينهض بها من السجود فلا بأس ولا حرج عليه، ولكن كونه يقضيها على حالها يكون هذا أفضل، يقضيها على أنها صلاة عيد هذا هو الأفضل، وإن قضاها كسائر الصلوات ولم يكتف بالتكبيرات التي في أولها واكتفى بالتكبيرات التي يقوم بها من جلوسه بعد سلام إمامه فهذا لا بأس به ولا حرج.

أما الكسوف فيصليها كما شرع الله بقراءتين وركوعين وسجودين، وإذا فاتته الركعة الأولى صلاها كما صلاها الإمام، بقراءتين وركوعين وسجدتين؛ لأنه مشروع له أن يصلي كما أمره الله، الرسول صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف بقراءتين وركوعين وسجودين كما فعل عليه الصلاة والسلام فإنه قال: (فإذا رأيتم ذلك فصلوا)، وقد فسر ذلك بفعله عليه الصلاة والسلام فصلاها ركعتين بقراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة، فالسنة لنا أن نصليها كما صلاها عليه الصلاة والسلام.

حكم زكاة الذهب الملبوس

السؤال: أخونا يقول: حكم زكاة الذهب الملبوس أو الذي يلبس في المناسبات فقط؟

الجواب: نعم، يزكى ولو أنه ملبوس، الصحيح في الحلي أنها تزكى مطلقاً، إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول تزكيها المرأة ولو كانت للبس فقط؛ لأن الأحاديث الواردة في هذا الباب كلها تدل على أن الحلي تزكى ذهباً أو فضة، ولو كانت للبس فقط، هذا هو المختار والأرجح من أقوال أهل العلم.

حكم من وجد مالاً فأنفقه ولم يعرفه

السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من مكة المكرمة الزاهر وباعثها أخونا عبد الله علي الصاعدي أخونا يقول: وجدت خمسمائة ريال في إحدى الطرقات فلم أعرفها بل أكلتها في نفس اليوم الذي وجدتها فيه بحجة أنني أردها إلى صاحبها في حالة معرفتي له، والآن لم أجد صاحبها، كيف أتصرف جزاكم الله خيراً؟

الجواب: الواجب تعريفها، فإذا كنت عرفتها سنة كاملة في كل شهر مرتين ثلاث: من له الدراهم.. من له الدراهم التي ضاعت منه في كذا وكذا في حارة كذا، في حي كذا، تعرفها في مجامع الناس في محل اجتماع الناس حول أبواب الجوامع في الأسواق التي فيها الاجتماع، فإذا مضى سنة على تعريفك لها فهي لك حلال لك، ومتى جاء صاحبها وعرفها بالصفات الخاصة تعطيه إياها، تكون عندك كأنها وديعة فإذا جاء أعطيته أياها.

أما إذا كنت لم تعرفها بل أكلتها وسكت فإن الواجب عليك أن تتصدق بها في وجوه البر بالنية عن صاحبها؛ لأنك لم تأت بأسباب حلها وهو التعريف، وأنت لم تعرفها فعليك أن تصدق بها عن صاحبها وهو يصله ثوابها بإذن الله عز وجل.

تقييم كتاب: (نصيحة المسلمين بأحاديث سيد المرسلين)

السؤال: يوجد عندي كتاب اسمه: نصيحة المسلمين بأحاديث سيد المرسلين، ما رأي سماحتكم في هذا الكتاب؟

الجواب: لم أطلع عليه ولا أعرفه.

حكم الاغتسال ليوم الجمعة

السؤال: هل الاغتسال في يوم الجمعة واجب لأنني قرأت حديثاً يوجب الاغتسال يوم الجمعة؟

الجواب: ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الاغتسال يوم الجمعة، واحتجوا بالحديث الذي أشرت إليه وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم)، وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه سنة وليس بواجب؛ لأحاديث جاءت في ذلك؛ منها: قوله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل).

ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ يوم الجمعة ثم أتى المسجد فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام)، ولم يذكر فيه الغسل إنما ذكر الوضوء، فدل ذلك على أن الوضوء مجزئ وأن الغسل ليس بواجب ولكنه سنة مؤكدة، وتأولوا قوله صلى الله عليه وسلم: (واجب) يعني: متأكد، كما تقول العرب: حقك علي واجب، فهذا من باب التأكيد.

فالأحوط للمؤمن أن يعتني بهذا وأن يجتهد في الغسل يوم الجمعة خروجاً من خلاف العلماء وعملاً بظاهر الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

الواجب على المرأة إذا رأت نساء يلبسن ملابس شفافة

السؤال: أختكم في الإسلام (أ) من بلاد غامد بالجرشي تسأل مجموعة من الأسئلة تقول في سؤال لها: ما حكم الفتاة إذا رأت بنات جنسها يرتدين الملابس التي تصف أجسادهن هل تنكر عليهن أم ماذا تتصرف؟

الجواب: نعم، عليها أن تنكر على من رأته يتعاطى المنكر، مثل غيرها من الرجال والنساء؛ لأن الله يقول سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، فإذا رأت من زميلاتها أو غير زميلاتها ملابس شفافة تبين العورة وجب عليها الإنكار بالكلام الطيب والنصيحة الطيبة، أو رأت منهن تساهلاً في الحجاب أو رأت منهن تساهلاً في الصلاة، أو رأت منهن غير هذا من المنكرات فإنها تنكر عليهن وتدعوهن إلى الخير، هكذا يجب على المؤمن والمؤمنة جميعاً، والناس بخير ما داموا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فإذا ضيعوا هذا الواجب عمتهم العقوبات ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)، وهذا فرض على المؤمنين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وهكذا المؤمنات لقوله سبحانه وتعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71] الآية، فالواجب على جميع النساء سواء كن طالبات أو مدرسات أو غير ذلك، الواجب عليهن أن يتقين الله وأن يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر كالرجال سواء بسواء.

تقييم كتاب (تعليم الصلاة) للصواف

السؤال: عندي كتيب صغير اسمه: تعليم الصلاة من تأليف الشيخ: محمد محمود الصواف أخذت منه بعض الأدعية في السجود وبعد التشهد وكذلك بعد الصلاة، فهل هذا الكتيب من الكتب الموثوق بها؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.

الجواب: الكتاب هذا قرأت بعضه وجملة منه، وهو كتاب فيما اطلعت عليه منه كتاب جيد ومفيد، ودار الإفتاء توزعه؛ لأن مؤلفه معروف لدينا بالعلم والفضل والنصح، فهو كتاب إن شاء الله مفيد ولهذا وزعناه لما بلغنا عنه من الفائدة الكبيرة للرجال والنساء.

المقدم: بارك الله فيكم. سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير وفي صحة وعافية.

الشيخ: نسأل الله للجميع التوفيق.

المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤكم هذا مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

سجل هذه الحلقة زميلنا: خالد منور خميس . شكراً لكم جميعاً، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , فتاوى نور على الدرب (147) للشيخ : عبد العزيز بن باز

https://audio.islamweb.net