إسلام ويب

لقد كانت الصلاة سبباً في إسلام وهداية كثير من الناس، فما أن يرى بعض اليهود أو النصارى أو غيرهم مشهداً من مشاهد الصلاة إلا ويتأثرون بذلك المشهد، وهناك نماذج كثيرة على ذلك، فقد أشهر بعضهم إسلامهم لما رأوا منظر الصلاة، وعرفوا معانيها، وهذا مما يبين ما لهذه الصلاة من الفضائل والخصائص والمزايا.

الصلاة مفتاح هداية للمؤمنين وغيرهم من الملل الأخرى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

تكلمنا من قبل عن فضائل وخصائص الصلاة، وذكرنا أن الصلاة أعظم الأركان بعد الشهادتين، وأنها أهم أمور الدين، وأنها توءم الفرائض والأركان، وأنها أم العبادات، وأنها أمر الله تبارك وتعالى، وأنها الوصية الأخيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها مرآة عمل المسلم وميزان تعظيم الدين في قلب المؤمن، وأنها دعامة جميع الشرائع السماوية، وأنها شعار دار الإسلام، وأنها الإيمان، وأنها براءة من النفاق، وأنها سبيل المؤمنين وشعار حزب الله المفلحين، وأوليائه المرحومين، وأنها القاسم المشترك بين عبودية الكائنات، وأنها خير موضوع، وأنها زلفى وقربى إلى الله عز وجل، وأنها مدرسة الأخلاق، وأنها راحة وسعادة وقرة عين، وأنها نور وبرهان ووضاءة، وأنها من سنن الهدى، وأنها منحة ربانية، وأنها شكر لنعم الله تبارك وتعالى، وأنها إغاظة للكافرين، ومراغمة لأعداء الدين، وأنها تحرير للبشرية، وأنها ناهية عن المنكرات وعاصمة من الشهوات، وأنها كفارة للسيئات وماحية للخطيئات، وأنها ملجأ المؤمن في الكربات، وأنها حفظ وحماية، وأنها مجلبة للرزق، وأنها أول الإسلام وآخره، وأول ما نحاسب عليه يوم القيامة، وأنها سبب النصر والتمكين والفلاح في الدارين، وأنها نجاة من عذاب القبر، وأنها أمنية الأموات والمعذبين، وأنها نجاة من عذاب الله تعالى، وأنها رافعة للدرجات، وأنها تؤهل مقيمها لرؤية الله تعالى في الآخرة.

ومن فضائل الصلاة وخصائص الصلاة أنها مفتاح هداية، فمن فضائل الصلاة أنها كانت مفتاح هداية لكثير من الكافرين، فمنظر المسلمين وهم يؤدون الصلاة، كان هو الخيط الأول الذي قاد كثيراً من الكافرين إلى اعتناق الإسلام، فالكافر يحس أكثر بما هو محروم منه، فبالتالي ينبهر بهذا الشيء الذي هو محروم منه، فإذا اطلع على التوحيد في الإسلام فإنه يقارن بينه وبينما هو عليه من الشرك، وإذا رأى الصلاة ونظامها الدقيق العجيب من حيث عددها وهيئتها ومواقيتها، وقارن بين صلاة بعض الملل التي ليس فيها قيام ولا ركوع ولا سجود، ولا أوقات ولا طهارة ولا استقبال قبلة؛ حينها يدرك قيمة هذه النعمة العظمى التي هي نعمة الصلاة؛ فالإنسان دائماً يتطلع ويتأثر بما هو محروم منه، وهذا نلاحظه أيضاً في شيء مهم جداً وهو تأثر بعض الكافرين ممن يعيشون في المجتمعات الإسلامية بشهر رمضان، واحتفاء المسلمين بشهر رمضان، وكيف يكون أثر شهر رمضان المعظم على كل دولاب الحياة، فيعاد تنظيمه من جديد في سويعات معدودات؛ لتكون حياة غير الحياة ونظام غير النظام وسلوك غير السلوك!

ونلاحظ أيضاً كيف أن غير المسلمين الذين يعيشون في مجتمعات المسلمين يشعرون بالحرمان الشديد من الصيام، بل إن منهم أحياناً من يضطر لأن يظهر أنه مسلم وصائم؛ من شدة الضغط الاجتماعي الذي تشكله هذه الظاهرة الطاغية على المجتمع، والتي تقود الناس أجمعين إلى هذا التعديل في نظم حياتهم، فهذه النقطة وهذه الفكرة هي التي يصورها لنا أناس من هؤلاء الذين كانوا كفاراً ثم دخلوا في الإسلام، وكان سبب دخولهم في الإسلام هو الإحساس بنعمة الصلاة، ومشهد المسلمين وهم يصلون.

نماذج من أقوال غير المسلمين المعبرة عن إعجابهم بالصلاة

يقول أر تومس لون وهو لم يسلم، لكن كتاباته تنم عن إعجاب شديد جداً بالإسلام كما هو معلوم، يقول: إن دين المسلم يتمثل دائماً في مخيلته، وفي الصلوات اليومية، ويتجلى هذا الدين في طريقة نسكية خاشعة مؤثرة، لا تستطيع أن تترك العابد والمشاهد كليهما غير متأثرين.

يعني: أن مشهد الصلاة يؤثر على المصلي وعلى من يراه، فإنه يتأثر بمنظره.

ويتحدث توماس أرلون أيضاً في كتابه (العقيدة الإسلامية) عن تأثير العبادة، وبشكل خاص تأثير الصلاة في المسلمين وغيرهم فيقول: هذا الفرض المنظم من عبادة الله، هو من أعظم الأمارات المميزة للمسلمين عن غيرهم في حياتهم الدينية، فكثيراً ما لاحظ السائحون وغيرهم في بلاد المشرق ما لكيفية أدائه من التأثير في النفوس، وإليك ما قاله الأسقف لوفر بهذا الخصوص، وهو من كبار قساوستهم، يقول: لا يستطيع أحد يخالط المسلمين لأول مرة، إلا يدهش ويتأثر بمظهر عقيدتهم، فإنك حيثما كنت سواء أوجدت في شارع مطروق، أم في محطة سكة حديدية، أم في حقل، كان أكثر ما تألف عينك مشاهدته أن ترى رجلاً ليس عليه أدنى مسحة للرياء، ولا أقل شائبة من حب الظهور، يذر عمله الذي يشغله كائناً ما كان، وينطلق في سكون وتواضع لأداء صلاته في وقتها المحدد.

ثم يقول: ولننتقل من صلاة الفرد إلى صلاة الجماعة فنقول: إنه لا يتأتى لأحد يرى ولو مرة في حياته، ما يقرب من خمسة عشر ألف مصل في ساحة المسجد الجامع بمدينة دلهي بالهند يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وكلهم مستغرقون في صلاتهم، وقد بدت عليهم أكبر شعائر التعظيم والخشية في كل حركة من حركاتهم.

ثم يقول: إنه لا يتأتى لأحد يرى ذلك المشهد ألا يبلغ تأثره به أعماق قلبه، وألا يلحظ ببصره القوة التي تمتاز بها هذه الطريقة من العبادة عن غيرها.

ثم يقول: كما أن توقيت الأذان اليومي للصلاة في أوقات معينة، حينما يرن به صوت المؤذن في أبكر البكور قبل الإفطار، وعند الظهيرة والناس مضطربون ومصطخبون في أعمالهم وعند المساء، هذا الأذان الذي يحصل في هذه الأوقات على تلك الصورة كل يوم مشحون هو الآخر بذلك الجلال عينه.

فجمال الصلاة وروعة الصلاة لو أدركها أي إنسان عاقل، لانجذب إلى هذه الصلاة، فتباً لهؤلاء الذين يتثاقلون عن أداء الصلاة، سواء في جماعة أو في غير ذلك، لا يريد أن يصلي، وهو لا يعرف أنه يحرم نفسه من هذه المتعة التي لو كانت غير واجبة لتمناها كما تمناها هؤلاء الذين لم يدخلوا في دين الإسلام بمجرد أنهم رأوا ما ينعم به المسلمون في جنة الدنيا وقرة العين التي هي الصلاة.

وقال رينان وهو فيلسوف فرنسي معروف: ما دخلت مسجداً قط دون أن تهزني عاطفة حارة.

أو بعبارة أخرى: دون أن يصيبني أسف محقق على أنني لم أكن مسلماً.

نماذج ممن دخلوا في الإسلام بسبب الصلاة وغيرها

إسلام يهودي إسكندراني عند حضوره لصلاة الجمعة

لقد كان مشهد الصلاة من الأسباب المساعدة على دخول رجل يهودي في الإسلام، وإسلام يهودي شيء نادر، أما النصارى فيسلم منهم كثير جداً، لكن يهودي يسلم فهذه محض هداية من الله سبحانه وتعالى؛ لأن اليهود معروفون بقسوة القلوب، وبعدهم عن أسباب الهداية.

هذا الرجل اليهودي الإسكندراني من يهود الإسكندرية، يحكي عن نفسه فيقول: كنت مريضاً مرضاً شديداً، فتمثل لي في أثنائه أن هاتفاً يهيب بي أن أعلن إسلامي، ولما دخلت المسجد ورأيت المسلمين مصطفين للصلاة وقوفاً كالملائكة، سمعت في نفسي صوتاً يناديني ويقول: هذه هي الجماعة التي أنبأ بها الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

هو يعرف من التوراة أن الأنبياء أنبئوا أنه سوف تأتي أمة تراهم ركعاً سجداً، ويقفون في صفوف كالملائكة إلى آخره، فأخبر عن هذه الأمة المحمدية قبل أن توجد في الكتب السابقة.

ثم قال: ولما رأيت الخطيب يتقدم للخطبة وعليه رداء أسود، وقع في نفسي وجدان الرهبة والخشية، ولما ختم خطبته بالآية الكريمة التي يقول الله تبارك وتعالى فيها: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]، وهذه الآية يقولها كثير من الخطباء في نهاية خطبة الجمعة، وسبب ذلك أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى لما كان بعض الخطباء من قبله يسبون علياً رضي الله عنه ويسبون بعض الصحابة، أراد أن يبطل عادة السب، واستبدلها بتذكير الناس بهذه الآية الكريمة في آخر الخطبة، والله تعالى أعلم.

يقول: وأقيمت بعد ذلك الصلاة، فآنست من نفسي أنها سمت سمواً كبيراً، فقد بدت لي صفوف المسلمين كأنها صفوف الملائكة.

هو لا يعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ يتمون الصف الأول فالأول، ويتراصون في الصف). رواه البخاري .

ثم يقول: فقد بدت لي صفوف المسلمين كأنها صفوف الملائكة، وأن الله سبحانه قد تجلى عليهم في ركوعهم وسجودهم، وسمعت في نفسي منادياً يناديني بقوله: إن الله سبحانه إذا كان قد خاطب شعب إسرائيل مرتين في جميع القرون الخالية، فلا جرم أنه يخاطب هذه الجماعة -يعني: أمة المسلمين- في كل وقت من أوقات صلاتها، واقتنعت في نفسي بأني ما خلقت إلا لكي أكون مسلماً.

وأي إنسان عاقل يتدبر صلاة المسلمين، سيعلم أنه لا يمكن أن يعبد الله سبحانه وتعالى بأكمل ولا أعظم من هذه الصورة التي يعبد بها ويعظم في الصلاة، فإذا نظرت إلى منظر المسلمين لاسيما بالمشهد (البانورامي) الذي يكون من الطائرة أو من أماكن عالية في الحرم المكي الشريف، ورأيت منظر المسلمين والتفافهم حول الكعبة المشرفة والخشوع والرهبة والهيبة والطواف حول الكعبة الذي لا ينقطع ليل نهار على الإطلاق، إلا في أثناء الصلوات المفروضة؛ لعلمت أنه لا يوجد مكان على وجه الأرض أبداً يعظم فيه الله كما يعظم في هذا المكان، ولا يمكن أن يعبد الله سبحانه وتعالى بأحسن مما يعبد في الصلاة.

فالصلاة نعمة من الله سبحانه وتعالى، لكن المصيبة عندما تتحول هذه النعمة إلى عادة، فيحرم المرء من التلذذ بهذه النعمة؛ بسبب الإلف وطول مؤانسته لها، في حين المحروم منها هو الذي يحس بطيبتها، فنحن المسلمين أولى بأن نستشعر هذه النعمة وأن نقبل على الصلاة، حتى لو كانت الصلاة غير مفروضة، فنهرع إليها لما فيها من هذه الفضائل وهذه البركة.

وهذا الرجل اليهودي لم يسلم إلا بسبب مشهد الصلاة، وحق له ذلك.

حرص يهودي أسلم على الصلاة

أنا رأيت رجلاً مسلماً وكان يهودياً، اسمه الشيخ موسى رحمه الله تعالى، وكان مدير مطبعة أنصار السنة في المبنى القديم، وكان رجلاً كبير السن جداً، وكان شديد المحافظة على الصلاة بصورة غير عادية، ليس الفرائض فحسب، بل النوافل لا يمكن أن يصلي صلاة العشاء إلا ويصلي ركعتي السنة البعدية، ثم يأتي بإحدى عشرة ركعة في المسجد كل يوم قبل أن يخرج من المسجد؛ خشية أن يحرم من ثوابها! انظر إلى مدى حرصه على العبادة، فقد كان يهودياً يحرص على المال والآن انظر إلى حرصه وتمسكه الشديد بالصلاة، لا يمكن أن يضيع نافلة، لا يمكن أبداً أن يغادر المسجد بعد صلاة العشاء إلا وقد صلى إحدى عشرة ركعة في غاية الخشوع، وكان ذا لحية بيضاء كثيفة جداً، وكان معجباً جداً بشيخ الإسلام ابن تيمية وبكتبه، لاسيما كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم)، وكان يقوم بتوزيع الكتب وطباعتها، وكان أصله سورياً، ولما أسلم هجره كل أهله وطردوه، فنزح إلى مصر، وآواه أنصار السنة جزاهم الله خيراً في القاهرة، وبعد ذلك اشتغل في مطبعة أنصار السنة المعروفة.

إسلام عميد اليهود في مصر بسبب الصلاة

محام شهير جداً اسمه زكي عريبي وكان عميداً لليهود في مصر، كان يتحرق شوقاً إلى الإسلام كلما رأى مسجداً، أو وقعت عيناه على رجل يصلي لله في خشوع، ويبتهل إليه في خضوع، وكان قلبه ينشرح حين يسمع كلمات الأذان تدعو الناس إلى عبادة الواحد الديان، وكان هناك سؤال يتردد في نفسه ويلح على عقله دائماً وهو: لماذا لا أعتنق الإسلام؟!

كان هذا الخاطر يعلو صوته في داخله، ويهزه من أعماقه كلما رأى بين الحقول رجلاً متواضعاً من زارعي الأرض يقف بين يدي الله، مؤدياً صلاته في المصلى الصغير على شاطئ الترعة، فكان يود لو كان يصلي مثل صلاته، ويناجي مثل مناجاته، وقصته طويلة انتهت بإعلانه إسلامه وعمره خمسة وستون عاماً.

إسلام رجل ألماني بسبب منظر السجود

رجل ألماني رأى مسلماً ساجداً فتعجب أشد العجب من هذه الحركة، وكان لأول مرة يرى منظر السجود لله سبحانه وتعالى في الصلاة، فالرجل انبهر ووقف مشدوهاً أمام هذا المشهد، فظل واقفاً منتظراً هذا المسلم إلى أن فرغ من صلاته، فلما انتهى تقدم إليه وسأله عن معنى هذه الحركات، وخاصة السجود، فبين له ذلك المسلم معنى الصلاة وحكمتها وآثارها، فأصيب وهو يستمع إلى الشرح بما يشبه الذهول الممزوج بالفرحة، وكأنه قد وقع على ما كان يبحث عنه منذ سنين، وسبب تعجبه أنه كان يعاني من مرض نفسي وضيق دائم، فإذا ألصق جبهته بالأرض يشعر بالراحة، ولا يعرف أن هذا هو السجود الخاص بالصلاة عند المسلمين، فكان كلما عاوده ذلك الضيق النفسي عاد لإلصاق جبهته بالأرض ليجد الراحة، حتى رأى ذلك المسلم، فعرف سر تلك الراحة التي كان يشعر بها، فاصطحبه ذلك المسلم إلى المركز الإسلامي في (ميونيخ) حيث قام المسئولون هناك بشرح الإسلام له، وأعلن على إثر ذلك شهادة التوحيد ودخل في الإسلام.

ما الذي يجتذب الكافرين للإسلام؟

هذا موضوع شيق جداً، لأنه ينبه المسلمين إلى جمال الإسلام الذي هم في غفلة عنه، وهذا عنوان بحث كنت أود أن أفرغ منه من مدة، وسأحاول إن شاء الله أن أنهيه، عنوانه: ما الذي اجتذب غير المسلمين إلى الإسلام؟! جمعت فيه الأسباب التي تجذب غير المسلمين إلى الإسلام؛ حتى نستفيد منها في دعوتهم إلى الإسلام، وأهم سبب من هذه الأسباب هو عقيدة التوحيد في الإسلام، وانسجامها مع الفطرة، حيث إنها خالية من الوساطة بين العباد وبين الله سبحانه وتعالى، فالإسلام مثل البناء الرائع الجميل الضخم العظيم، إذا أتيته من أي النواحي انبهرت به.

إسلام عالم موسيقي بسبب سماعه آية من القرآن الكريم

يقول الله عز وجل: أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24] فالقلوب الكافرة عليها أقفال، لكن كل قفل له المفتاح الخاص به، وهل هناك مفتاح يفتح كل الأقفال؟! لا، وإلا كل واحد سيكون له مدخل عام، بل كل قلب له مفتاحه، فمن عجائب ما أذكره في الستينات أني سمعت عن عالم موسيقي متخصص في الموسيقى من لبنان أسلم لما سمع قوله تعالى: وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان:19] فالرجل من شدة خبرته بالموسيقى وملامح الصوت النشاز يقول: لا يوجد أنشز من صوت الحمار وهو ينهق، فقال: هذا لا يمكن أن يقوله إلا خالق الأرض والسماوات، وخالق الأصوات سبحانه وتعالى.

إسلام شخص بسبب لذة طعام أحد المسلمين

هناك شخص إنجليزي أسلم بسبب غريب، وهو أنه أكل عند أخ باكستاني دعاه للطعام، وأعجبه الطعام جداً، وتعلمون أن الهنود والباكستانيين أهم شيء في الطعام عندهم البهارات الرهيبة، التي من حرها وكثرتها لا يطيق أحد أن يقترب منها، وأنا أتعجب كيف يأكلونها! ولابد أنها تسبب لهم قرحة المعدة بكثرة، فالرجل أُعجب جداً بالأكل وبالبهارات التي على الطعام، وهذا كان المنطق الذي فكر به حيث قال: لا يمكن أن يهدي الله أناساً لمثل هذا المذاق من الطعام، إلا ويكون الدين الذي هم عليه هو دين الحق، فكان طريقه إلى الإسلام يمر من خلال معدته!

ومثل هذا اتركه يدخل في الإسلام فإنه بعد ذلك سيجد الجمال الحقيقي للإسلام.

وهناك من يدخل في الإسلام بدون أسباب حسية مثل الرجل اليهودي الذي أتاه هاتف يهتف به أن ادخل في دين الإسلام.

إسلام رجل بسبب رؤية المسيح في المنام

في بريطانيا مقابر خاصة بالمسلمين، فزرتها في إحدى السنوات فأشار الإخوة الذين كانوا معي إلى قبر مسلم بريطاني، ووصفوه بصفة عجيبة جداً، حكوا لي قائلين: إن هذا الرجل إنجليزي، أتانا في المسجد وقال لنا: أريد أن أكون مسلماً، فرحبوا به، وذكر لهم سبب رغبته في الإسلام فقال: أتاني المسيح الليلة في المنام وقال لي: كن مسلماً، فالرجل بمنتهى السهولة أسلم، وعلموه الصلاة، وبعد ثلاثة أيام توفي -إن شاء الله- إلى رحمة الله! فهذا اصطفاء من الله سبحانه وتعالى.

إسلام جراح فرنسي بسبب الإعجاز العلمي في القرآن

هذه قصة رجل دخل في الإسلام، وهذه القصة في غاية الروعة، وهي أنه كان من عائلة نصرانية متدينة جداً، وعانى جداً من الصراع في قضية الأديان، والتعارض بين كتب أهل الكتاب وبين الحقائق العلمية، حتى إنهم كانوا في وقت من الأوقات يسمونها الجغرافيا المسيحية، وعندما دونوا العلوم التي لا علاقة لها بالدين، رأى تصادم بين حقائق جغرافية وبين ما يفهمونه من كتبهم المحرفة.

فانتهى به الأمر إلى أنه أجرى دراسة مفصلة غاية التفصيل، حيث جمع الآيات القرآنية التي لها تعلق بالحقائق العلمية، وعمل قائمة في كل موضع منها، ماذا يقول عنها التوراة؟! وماذا يقول عنها الإنجيل؟! وماذا يقول عنها القرآن الكريم؟ ووضع هذه الأشياء في قوائم وجداول مقارنة، فهو جراح فرنسي مشهور جداً، فأنفق وقتاً طويلاً في مدارسة هذه المقارنة، وانتهى في النهاية إلى حتمية أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، وحتمية وقوع التحريف في التوراة والإنجيل.

وجمعت هذه المقارنة في كتاب، والكتاب مشهور وطبع بلغات كثيرة في كل أنحاء العالم، وهو تحت عنوان: العلم والتوراة والإنجيل والقرآن، أو الحقائق العلمية في التوراة والإنجيل والقرآن وأتى بأدلة في غاية القوة.

الطريف أنه عمل هذا البحث وكان أبوه وأمه متمسكين جداً بالنصرانية، وبسبب توجهه واقترابه إلى الإسلام قام أبوه وأمه بنشر إعلان في الجرائد في فرنسا وكتبا فيه: نريد لصاً محترفاً، وهذا شيء معتاد عندهم أن يعلنوا مثل هذا الإعلان، وكانا يعلمان أين يضع ولدهما أوراقه، فكلفا اللص أن يدخل البيت، ووضحا له كيف يدخل، حتى يحصل على المخطوطة التي فيها هذا الكتاب، فاللص تمكن من سرقة مخطوطة هذا الكتاب، لكن اللص قبل أن يسلمها لهما دفعه الفضول إلى أن ينظر في هذا الكتاب، فبعد أن قرأ اللص هذا الكتاب أسلم تأثراً بما في الكتاب، وشعر بقيمة الكتاب، فما كان من اللص إلا أن أعاد إليه الكتاب، ونشر المؤلف الكتاب بعد ذلك، وهو موجود في كل أنحاء الدنيا بعدة لغات، وهو كتاب قيم جدا، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ [المدثر:31].

قصة إسلام ابن الزعيم الهندي غاندي

هناك قصص رائعة كثيرة، منها أن غاندي الزعيم الهندي الوثني المعروف عابد البقر، ابنه دخل في الإسلام، ووقعت ضجة كبيرة جداً في الهند؛ بسبب تأثر ابنه بالإسلام ودخوله في دين الله سبحانه وتعالى.

قصة إسلام الثري الهندوكي جابا بسبب مشهد الصلاة

هذا كوك هلال جابا ثري هندوكي صار بعد إسلامه خالد لطيف جابا السياسي والصحفي والمؤلف الهندي، يحكي عن الإشعاعات النورانية الأولى التي أشرقت في قلبه، مبيناً أن مصدرها كان مشهد الصلاة، يقول: كنت كلما مررت بأحد مساجد المسلمين في الهند أفعم قلبي بالإحساس بعظمة هذا المكان وقدسيته.

وكنت أشعر دوماً أن المؤذن وهو ينادي إلى الصلاة كأنه يقصدني أنا بالذات في ندائه ذلك، وكأن هاتفاً من داخلي يجيبه قائلاً: هيا بنا إلى الصلاة، هيا بنا إلى الفلاح، وكان قلبي يريد الانضمام إلى جماعة المؤمنين في المسجد، وكان النداء والدافع قوياً إلى درجة أنني لم أتمالك نفسي من الدخول إلى المسجد، والوقوف في صف المسلمين، والحقيقة أنني لم أستطع مقاومة ذلك، وظللت أفعله فترة طويلة من الزمن، ثم أسلمت.

يعني: قبل أن يسلم كان يجد نفسه منجذباً ويدخل إلى المسجد ويقف مع المسلمين في الصفوف.

علاقة العلم الحديث بالإسلام

ننتقل إلى البحوث العلمية الحديثة، عندما يقوم أي شخص بتصميم آلة أو جهاز، فإنه يكون أخبر الناس بطريقة تشغيله، ولذلك دائماً يجعلون مع الأجهزة (كتلوج) يعرف ويبين طريقة استعماله وعلاماته، ويذكر فيه توصيات كأن يقول فيها: احذر التعامل معه بالطريقة الفلانية، وهذه أفضل طريقة للتعامل معه، ... إلى آخره، ولله المثل الأعلى، من الذي خلق هذا الإنسان؟ إنه الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14].

العلم في هذا العصر منحاز بكل قوة إلى الإسلام، وليس معارضاً له، بل العلم منحاز غاية الانحياز إلى دين الإسلام، ولم يعرف أي صدام بين حقيقة علمية وبين نصوص الوحي الشرعي؛ لأن الذي خلق حقائق الوجود هو الله سبحانه وتعالى، والذي أنزل القرآن هو الله، فلا يمكن أبداً أن تتعارض آية مع حقيقة علمية ثابتة، وقد يحصل التعارض مع نظرية خاطئة، لكن مع حقيقة علمية فهذا مستحيل، فالعلم يكشف لنا بين يوم وآخر عن عجائب خلق الله سبحانه وتعالى، وعجائب طبيعة هذا الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن يسعد الإنسان إلا بأن يتبع -ولله المثل الأعلى- (الكتلوج) الذي هو القرآن الكريم، هذه هي الحقيقة.

ولذلك الذي يريد السعادة من غير فلسفة ومن غير كلام كثير فليلتزم القرآن والسنة، هذا هو المختصر لطريق السعادة، انظر إلى الشرع وما طلبه منك فافعله والتزم أوامره تضمن السعادة، إن أردت التأكد والبحث والتسجيل سوف تجد أيضاً هذه الأدلة وهذه البراهين، ففيها المعجزات والآيات.

وأنا أسمي العلم الحديث القائم اليوم بالجاهل؛ لأنهم جردوه من الهدف الذي خلق من أجله، والذي كشفت حقائق العلم من أجله؛ لأن كل حقائق العلم ما هي إلا رسائل من الله سبحانه وتعالى إلى الخلق.

الآيات نوعان: آيات الله التنزيلية، وآيات الله التكوينية، الآيات التنزيلية هي التي تنزل عن طريق الوحي كالقرآن الكريم، والآيات التكوينية هي التي يبثها الله في صفحات هذا الوجود، يقول الشاعر:

تأمل سطور الكائنات فإنهامن الملأ الأعلى إليك رسائل

وقد خط فيها لو تأملت خطهاألا كل شيء ما خلا الله باطل

فلذلك قال الله تعالى: نُورٌ عَلَى نُورٍ [النور:35] أي: نور الفطرة مع نور الوحي، نور الآيات التكوينية يتطابق مع نور الآيات التنزيلية، فلو فقه الناس لما نظروا إلى العلوم الحديثة هذه على أنها علوم معزولة عن الدين أبداً؛ لأنها من صلب الدين، هذا الأمر بالذات يتميز في علوم أكثر من غيرها بوضوح، كعلوم الجينات مثلاً، فهذه تنحاز جداً لقضية القدر بالمفهوم الإسلامي؛ لأن الإنسان له شفرة موجودة في خريطة شاملة بصفاته الجسدية والنفسية والوراثية بكل أنواعها... إلى آخره.

فالشاهد أنهم عندما يخترعون شيئاً ما يجعلون له (كتلوج) أو شفرة حتى يتمكنوا من استعمال هذا الشيء المخترع.

كذلك تجدهم يفخرون بفنان عظيم من فنانيهم أو ممن يمارس صناعة التماثيل المحرمة، فهذا مايكل أنجلو صنع تمثالاً يضاهي به خلق الله ثم رفسه بيديه وقال له: انطق! والعياذ بالله.

كذلك هم ينبهرون بالفنان الذي يرسم لوحة جميلة جداً، فأنت كلما اقتربت أكثر من الصورة الطبيعية التي خلقها الله عليها ستجد الفرق كبيراً، والبون شاسعاً، وستجد أنهم استفادوا من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فهذا (الكمبيوتر) أخذوا فكرته من المخ والجهاز العصبي في الإنسان، وكذلك أخذوا فكرة الطيران من الطيور، نظروا كيف تطير، وكيف تركيب جسمها والأجنحة والذيل، فقلدوا ذلك فصنعوا الطائرة.

الشاهد أن خلق الله سبحانه وتعالى أبدع من صنع المخلوق، وهذا لا شك فيه ولا ريب؛ ولهذا لما دخلوا في التهجين الوراثي أفسدوا الزروع والثمار، وأفسدوا الحيوانات وكل شيء.

إذاً: العلم الحديث في غاية الانحياز إلى الإسلام، وكل العلوم الحديثة تجدها ليل نهار تقذف بالأدلة الجديدة الدالة على توحيد الله تبارك وتعالى، وتثبت أن دين الله هو الحق.

كذلك الإعجاز العلمي فيه أشياء جميلة جداً، مثلاً يقولون: إن الذي يغزل نسيج العنكبوب هي الأنثى وليس الذكر، وهذه حقيقة علمية مكتشفة، فتأمل قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً [العنكبوت:41]، فقال: (اتَّخَذَتْ) بتاء التأنيث.

نقول: ما علاقة هذا الموضوع بالصلاة؟ هناك في الجسم عوامل اليقظة والإجهاد التي تنشط الجسم، مثل هرمون النشاط الذي اكتشف حديثاً، وهذه حقائق موجودة في كتب الطب، وقد كتبها كفار لا يعرفون ما علاقة هذه الاكتشافات بالوحي.

هناك شخص عمل دراسة وخط رسوماً بيانية توضح عوامل النشاط، ومتى ترتفع ومتى تنخفض في أوقات معينة خلال اليوم.

يقول: على مدار السنة ما بين الساعة الثالثة إلى الخامسة ترتفع عوامل النشاط ارتفاعاً ملحوظاً، وفي آخر الليل عند طلوع الفجر بالذات تهبط وتنخفض، ثم من الساعة السابعة صباحاً تبدأ في الارتفاع إلى ما قبل الظهر بثلث ساعة، ثم تبدأ تنخفض، ثم بعد الظهر ترتفع الهرمونات التي تساعد الإنسان على النشاط والعمل، وتظل في الارتفاع، وبعد العصر عند المغرب تنخفض.

هذا الرجل يقول: في واضحة النهار من الساعة السابعة ترتفع هرمونات النشاط؛ لأن الناس يذهبون إلى أعمالهم، وفي الوقت الذي هو قبل الظهر تنخفض معدلات هرمونات النشاط، وكذلك عند الغروب، قال: وأنا مستغرب للجزئية الغريبة، ولم أجد لها تفسيراً، وهي ارتفاع نسبة هرمون النشاط ما بين الساعة الثالثة إلى الساعة الخامسة فجراً على مدار السنة، وهذه الفترة مرتبطة بوقت إعلان الفجر، فهو يقول: لا أعلم تفسيرها، ونحن نقول له: إن تفسيرها واضح، وهو أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأوجد فيه هذه الهرمونات في جسمه وهي مهيئة له لأمر ما؛ وذلك لأنه خلق ليصلي.

فالبحوث العلمية الحديثة أظهرت أن مواقيت الصلاة التي شرعها الله سبحانه وتعالى لنا، تتوافق زمانياً مع أوقات النشاط (الفسيولوجي) للجسم، مما يجعل القيام بها في استطاعة المسلم المكلف دون عناء أو مشقة، ولذلك التهجد فيه مشقة؛ لأن التهجد يكون في وقت النوم، وهرمونات النشاط في أدنى مستوياتها، فلذلك يجاهد الإنسان نفسه ليستيقظ ويصلي.

ثم يقول: وهذا يجعل في استطاعة المسلم المكلف القيام بصلاة الفجر دون عناء أو مشقة، فإذا واظب المسلم على أدائها في أوقاتها، فهرمون (الكرسيدون) أو هرمون النشاط يبدأ في الازدياد بحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، بينما ينخفض بدرجة ملحوظة أثناء الليل، ويتلازم منسوب ضغط الدم مع درجة إفراز (الكرسيدون)، حيث يبدأ ضغط الدم في الارتفاع إلى الحد (الفسيولوجي) المطلوب بدخول وقت صلاة الفجر، ويبدأ انخفاضه بعد الغروب، كما أن إفراز الكرسيدون يهبط إلى حده الأدنى بالنهار آخر وقت الضحى وحتى وقت الزوال، وهذا وقت القيلولة؛ لأن السنة أن ينام الإنسان القيلولة قبل وقت الظهر، وفي هذا الوقت يأتي وقت الاستواء الذي تكره فيه الصلاة.

ثم يقول: وهنا يستطيع الجسم أن ينال قسطاً من النوم والراحة الذي هو نوم القيلولة؛ لكي يعينه على قيام الليل، وإلا احتاج إلى مجاهدة إذا أراد قيام الليل للانخفاض الشديد في منسوب (الكرسيدون) أثناء الليل، الأمر الذي لا يقوى عليه إلا أرباب العزائم، وذوو الهمة العالية، فمن ثم قال تعالى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً [المزمل:6]، ولهذا أيضاً كان قيام الليل من أفعال الأبرار الذين قال الله عنهم: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً [السجدة:16].

قصة إسلام امرأة فلبينية

هذه أخت فلبينية اسمها جميلة لاما تقول: والغريب أنني كنت أستيقظ عند الفجر تحدوني رغبة قوية للصلاة، وكذلك كان يتملكني هذا الإحساس نفسه عند الغروب.

تقول: وفعلاً أخذت أصلي على الطريقة النصرانية، وهي الطريقة الوحيدة التي كنت أعرفها حينئذ، إلا أن إحساسي بالفراغ الروحي ظل يسيطر على نفسي رغم هذه الصلاة، لقد شعرت أنني متعطشة لشيء لم تكن لدي أي صورة واضحة عنه، ففي كثير من الأحيان كانت الدموع تنهمر من عيني على وجهي عندما كنت أدعو الله أن يمنحني النور والصبر؛ لأن ما كنت أحس به وأكتشفه كان أكبر من طاقتي وقدرتي على الفهم والاستيعاب، وجاء وقت أحسست فيه بدافع قوي يحضني على الصلاة في مكان لا صور فيه أو تماثيل أو شيء من هذا، فسألت الناس عن المكان الذي يصلي فيه الناس وليس فيه صور؟ فقالوا: لا يوجد غير مسجد المسلمين.

تقول: فقطعت عدة كيلو مترات عبر حقول الأرز بحثاً عن المسجد، وفي اليوم التالي شاركت المصلين صلاة الجمعة، تقول: إن نداء الأذان في الإسلام قد بدد الأساس الواهي لعقيدتي السابقة، وعندما بدأت صلاة الجمعة أحسست بالطمأنينة تغمرني، وهو إحساس نادر لم أشعر به من قبل، وعندما سجدت لله مع جميع المصلين فاضت روحي بسعادة لا حدود لها، فهذا هو ما كنت أتعطش له، لقد وجدت الإسلام برحمة من الله وبركاته، واعتنقته بمشيئة الله وإرادته.

قصة إسلام مهندس معماري أسترالي

هذا مهندس معماري أسترالي يدعى نورمن وأصبح اسمه بعد إسلامه أحمد عبد الله نورماني يقول: كنت في فترة الحرب العالمية في الصحراء الغربية في ليبيا، ووجدت رجلاً يسوي الرمال بيده، ثم يمسح وجهه ويديه، ثم يقف في خشوع وينصرف عن كل ما حوله، فسألت: ماذا يفعل هذا الرجل؟! فقيل لي: إنه يصلي، وسألت عن دينه الذي يسلك به هذا المسلك البسيط بلا طقوس؟ فأخبروني أنه دين الإسلام، ومن هذه اللحظة التي كنت أكثر ما أكون في حاجة إلى ما يضيء نفسي ويريح خواطري، بدأت بدراسة الأديان -وفي مقدمتها الإسلام- فأسلمت.

قصة إسلام امرأة إنجليزية بسبب مشاهدتها صلاة أحد المسلمين

هذه مارغريت فيلب إنجليزية كانت تعيش مع زوجها الهولندي التقت بأسرة مسلمة، فسألت عن الإسلام وتعاليمه وتلقت إجابات كثيرة، تقول: ذات يوم وقفت أمام منظر لا يمكن لي نسيانه إلى الأبد، لقد كنا في حقل القرية، وجاء رجل هولندي مسلم، وجلسوا يشربون الشاي، وفجأة وجدت الرجل ينظر إلى ساعته ويقوم بسرعة ليقف على بعض الحشائش النظيفة في هدوء ووقار شديدين، ويرفع يديه إلى السماء قائلاً: الله أكبر، وقام الرجل يصلي في خشوع المسلمين العابدين المؤمنين.

ثم عقدت مارغريت مقارنة سريعة بين صلاة المسلمين بلا وسيط، وبلا قرابين، وبلا كهنوت وطقوس، وبين الصلاة في الكنيسة، تقول: وكانت رؤية مشهد الصلاة الخيط الأول الذي قادها إلى أن تعتنق الإسلام، وسمت نفسها آمنة عبد الله ، وتحولت إلى داعية للإسلام، فيسلم زوجها على يديها، وتحمل رسالة الإسلام إلى أهل قريتها.

قصة إسلام فتاة مارونية وسبب ذلك

هذه نجوى أدمون شوفاني فتاة لبنانية نصرانية مارونية، تزوجت شاباً مسلماً أعجبت بأخلاقه وسلوكه، وعرفت أن هذه الأخلاق الحميدة نابعة من تدينه وتمسكه بإسلامه، وكانت تراقبه وهو يصلي واقفاً بين يدي الله في خشوع، فتتأثر بذلك كثيراً، إلى أن أعلنت إسلامها.

قصة إسلام شاب أمريكي

هذا الأخ عبد الصبور بيلار شاب أمريكي، كان نشيطاً في الدعوة إلى النصرانية بين الألمان، حتى كان يلقب نفسه بغطرس الأمريكي، وقد تعرض لحادث سيارة نجا منه برحمة الله ولطفه، واحتجز في المستشفى ليبقى فيه عاماً كاملاً، فاشترى جهاز التلفاز ووضعه في غرفته حيث كانت بداية الهداية، يقول: فرأيت صورة مكة عبر التلفاز، ورأيت المسلمين يصلون، ورأيت الملك فيصل يصلي معهم!

فقلت لنفسي: هذا هو الطريق.

كذلك موريس بوكاي ، عندما قابل الملك فيصل كان الملك فيصل رحمه الله سبباً في دخوله في الإسلام.

يقول الأخ عبد الصبور : فقلت لنفسي: هذا هو الطريق، لكنني في ذلك الحين لم أكن أعرف شيئاً عن الإسلام، وكان انطباعي بأن هؤلاء القوم ليسوا متكبرين؛ لأنهم يضعون جباههم على الأرض ساجدين لله، فقلت: هذا هو أفضل سبيل للعبادة.

يعني: لا يمكن أن يعبد الله سبحانه وتعالى بأحسن من هذه الطريقة التي يفعلها المسلمون، وهذا بلا شك حق؛ لأن الله سبحانه وتعالى اختار لأفضل رسول وأفضل أمة أفضل صلاة وأكمل صلاة.

ولذلك اقتدى به جميع الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، وائتموا بصلاته ليلة الإسراء، كذلك المسيح عليه السلام حينما ينزل في آخر الزمان فإنه يصلي خلف المهدي بصلاة المسلمين، وفقاً لشريعة خاتم النبيين الباقية إلى قيام الساعة.

قصة إسلام شاب صيني من تايوان وسبب إسلامه

من تايوان يقول الشاب الصيني يحكي قصة إسلامه وكيف بدأت: لقد أحببت الطريقة التي يعبد بها المسلمون ربهم، ويصلون جماعة في المسجد، لقد لاحظت أنهم يسجدون بكل ذل وخضوع لله تبارك وتعالى، وأحسست حينئذ أن هذه هي أفضل طريقة لعبادته سبحانه، ومن هنا أحببت الإسلام، وقبلته لنفسي ديناً.

قصة إسلام محمد صديق الألماني وسببه

الأخ الألماني محمد صديق مشهور، ذهب في السبعينيات إلى مكة للعمرة، وهو طويل جداً، ولحيته صفراء، ويلبس اللباس الإسلامي، وزوجته ألمانية منقبة بالجلباب الأسود، ولما عرف أن الدجال إذا خرج لن يدخل مكة والمدينة؛ سكن في مكة وجاور بها؛ حتى ينجو من فتنة الدجال إذا خرج.

وكان بين وقت وآخر يسافر هو وزوجته لزيارة أهله وأهلها في ألمانيا، فكان كلما وصل إلى ألمانيا لا يمشي إلا بعصا في الشارع؛ لأن الألمان كانوا يسخرون منه ومن زوجته؛ بسبب ملابسهما أو مظهرهما، فكان يضربهم بالعصا.

والأخ محمد صديق يتحدث عن الشيء الذي اجتذب قلبه إلى نور الإسلام فيقول: إن شكل الصلاة الإسلامية هو الذي جعلني أفكر في الإسلام.

هذا التعبير هو الذي يفسر لنا لماذا يحرص دائماً الإعلام الغربي المعادي للإسلام أن يتوقى إبراز صلاة المسلمين كاملة، فهم في أي موضع يتجنبون دائماً إظهار الصلاة الإسلامية بصورة كاملة، فتراهم يحاولون تشويه صورة الصلاة ويحاولون أن يظهروا المسلمين وهم في الصلاة، بصورة معينة بحيث لا يتأثر أحد بها.

يقول محمد صديق : إن شكل الصلاة الإسلامية هو الذي جعلني أفكر في الإسلام، فقد أردت أن أعرف لماذا يقوم هؤلاء الناس بالصلاة بهذه الكيفية، فاستنتجت أنها خير سبيل يختاره الإنسان لعبادة خالقه، فبدأت -وأنا ما زلت بروتستانتياً بأداء الصلاة بالكيفية الإسلامية. يعني: وهو على ملة النصرانية كان يصلي بنفس الطريقة الإسلامية!

ذكر لايت حال المصلين في المساجد والصلاة

الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يوطن الإنسان لنفسه مكاناً كما يوطن البعير، والمسجد مباح لكل المسلمين، لا يوجد مكان خاص فيه للأكابر والأغنياء والوجهاء دون الفقراء، فأي إنسان سبق إلى المكان فهو أولى به، وهذا الشيء أثار إعجاب لايت مر فقال: في المساجد ترى المساواة التامة بين المصلين، فلا يوجد فيها مقاعد خاصة بأحد، وأي إمام يمكنه أنه يؤم المصلين، ولا يوجد منظر أبهج من منظر جماعة المسلمين وهم يصلون خاشعين صامتين.

قصة إسلام فتاة أمريكية وسبب إسلامها

هذه زيبورا بوتر فتاة أمريكية من ولاية (متشيجن)، قضت رحلة طويلة بحثاً عن الحق، وانتهت إلى أن دين الإسلام هو دين الحق الوحيد في هذا الوجود، وبعدما أسلمت كتبت إلى والدها تدعوه إلى الإسلام، وكان من مما قالته ضمن رسالة طويلة بليغة تفيض بالبر والرحمة والرفق: لست أدري هل سبق لك أن شاهدت صورة في التلفاز عن صلاة الجماعة عند المسلمين؟! فقد حدث قبل أن أعرف شيئاً عن الإسلام منذ عدة سنوات أن شاهدت ذلك عن الصلاة في مصر، ورأيت كيف تقام هذه الصلاة، وقد هزني في ذلك الحين الإخلاص البديع والخضوع والمساواة والأخوة بين المصلين، فقد رأيت الغني والفقير والكبير والصغير، والأبيض والأسود يصطفون في صفوف واحدة، يسجدون في خشوع لله سبحانه وتعالى.

قصة إسلام النصراني الأمريكي تومس وسبب إسلامه

هذا النصراني الأمريكي تومس كليتون الذي نفر بفطرته من العقيدة النصرانية ففر إلى الحنيفية السمحة، يحكي فطرة إسلامه تحت عنوان (تجربة نيرة) يقول: كانت الشمس قد مالت عن الزوال، وبينما نحن نمشي عبر الطريق الحار المغبر سمعنا غناءً رتيباً عذباً غريباً يملأ الجو من حولنا، ولما دخلنا وسط مجموعة من الشجر وقعت أبصارنا على مشهد غريب عجيب لم تصدقه عيوننا، رأينا رجلاً عربياً أعمى يرتدي ملابس بيضاء نقية، وعلى رأسه عمامة بيضاء، وكان الرجل واقفاً على برج خشبي عال يكاد يقرع السماء بترميمه الساحر، فجلسنا دون أن نشعر بذلك، وقد أخذنا بإيقاعه الغريب وكأنه يصدر عن شبح، لم نكن نفهم الكلمات التي كان يرددها، ولكن لسحرها انساب إلى آذاننا وقلوبنا: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.

وقبل أن نتم القصة أقول: نشرت إحدى المجلات عن عميد الأطباء النفسانيين في ألمانيا، أن هذا الرجل كان يعالج مرضاه بإسماعهم الأغاني، والعجيب أنه كان يسجل لهم الأذان ويعتبره نشيداً، وكان لا يعرف أن هذا الأذان خاص بالصلاة عند المسلمين، لكن كان يلاحظ أن هذا النشيد إذا أسمعه للمرضى النفسيين فإنهم يتحسنون جداً، فكان يعالج مرضاه بإسماعهم الأذان، دون أن يعرف أنه النداء الإسلامي باللغة العربية لأداء الصلاة!

إن الأذان نعمة بينما هناك بعض السفهاء يشتكون من صوت المؤذن، ويزعمون أنه يزعجهم، فهؤلاء لا يعرفون نعمة الأذان، وأي رجل عاش في بلاد الكفار يحس ما معنى الأذان! وما هي قيمة الأذان! وذلك بسبب أن الأذان في بلاد الإسلام يكرر خمس مرات في اليوم والليلة، وتتجاوب به الآفاق بنداء الحق في أرجاء المدن والقرى، وهذه نعمة لا يمكن التعبير عنها وعن جمالها، ولا يحس بها إلا إذا حرمها الإنسان.

لما اكتشف عميد الأطباء النفسيين في ألمانيا هذه الحقيقة قال: إن كلمات الأذان التي تدعو المسلمين إلى الصلاة تدخل السكينة إلى قلب المريض النفسي، حتى لو لم يكن يفهم معانيها، وأضاف أن الأذان يزرع النور والأمل في قلب المصابين بالاكتئاب أو فقدان الثقة بالنفس أو كراهية الحياة أو الشعور بالفشل.

يقول تومس كليتون : قبل ذلك لم نكن نشعر بأي شيء يجري حولنا، أما الآن فقد بدأنا نرى أعداداً كبيرة من الناس يتجمعون، إنهم أناس من مختلف الأعمار يرتدون ألواناً شتى من الملابس، ويمثلون كافة قطاعات الحياة، لقد أخذوا يقتربون من المكان بانكسار ينم عن خشوع، يفرشون الحصرة الطويلة على الأرض، لقد كان مشهداً ممتعاً حقاً، يجمع تناقض الألوان، وخضرة الأعشاب، واصفرار الحصر، وظلت جموع الناس تأتي إلى المكان، حتى بدأنا نعجب: هل يا ترى سيتم التئام الجمع المحتشد؟

ثم يقول: كان الناس يخلعون نعالهم وينتظمون في صفوف طويلة، الواحد منها وراء الآخر، وقد أثار دهشتنا ونحن نرقبهم في صمت، أنه لا توجد فوارق من أي نوع بين أفراد هذا الاجتماع، فلقد كان البيض والصفر والسود إلى جانب الفقراء والأغنياء والشحاذين والتجار يقفون جنباً إلى جنب، دون أدنى التفات إلى العنصر أو المكانة الاجتماعية في الحياة.

روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مملوكك يكفيك، فإذا صلى فهو أخوك)، وهو حديث فيه ضعف، ومعنى قوله: (مملوكك يكفيك) يعني: المملوك يخدمك ويقضي حاجاتك، فهذه تستوجب له عليك حقاً أنه يقوم بأداء الخدمة لك.

وقوله: (فإذا صلى فهو أخوك) يعني: إذا صلى فإنه أخوك في الدين، فينبغي عليك إكرامه.

ثم يقول: ولم يحدث أن رجلاً واحداً من ذلك الجمع الحاشد رفع ناظريه بعيداً عن الحصير المفروش أمامه مباشرة، إن روح الأخوة التي تجلت في ذلك الجمع المتباين من الناس قد تركت انطباعاً لا يمكن أن يمحى من نفسي ما حييت.

قصة إسلام الصحفي النمساوي اليهودي محمد أسد

هذه قصة أخرى طريفة، وهي قصة الصحفي النمساوي اليهودي، وهو من أشهر اليهود الذين اعتنقوا الإسلام؛ لأنه شخصية بارزة جداً في التاريخ الإسلامي المعاصر، وهو الذي سمى نفسه بعد الإسلام محمد أسد .

هذا الصحفي النمساوي اليهودي كان إسلامه فتحاً على الدعوة الإسلامية في هذا القرن، نسج مشهد المسلمين وهم يصلون خاشعين الخيط الأول في قصة إسلامه، روى قصة إسلامه في كتاب رائع مشهور اسمه (الطريق إلى مكة)، قال في هذا الكتاب: في ذلك الخريف من سنة (1922م) كنت أعيش في بيت داخل مدينة القدس القديمة، وكثيراً ما كنت أجلس إلى النافذة التي كانت تطل على فناء متسع وراء البيت، وكان هذا الفناء ملكاً لرجل عربي يدعى حاجي، كان يؤجر الحمير للركوب وحمل الأثقال، وجعل من الفناء نزلاً لمبيت القوافل، وفي أثناء النهار كانت أجسام الجمال الثقيلة ترى مضطجعة على الأرض، والرجال دائماً منهمكين بالعناية بها وبالحمير، وكان الحاجي يجمعهم عدة مرات في النهار للصلاة، وكانوا يقفون جميعاً في صف طويل واحد، وكان هو إمامهم، كانوا كالجنود في دقة حركاتهم، ذلك أنهم كانوا ينحنون معاً باتجاه مكة، ثم ينهضون ثانية ليسجدوا، وتلمس جباههم الأرض، كانوا يتبعون كلمات قائدهم الخاطفة، وكان يقف حافي القدمين على سجادته المعدة للصلاة، مضموم الذراعين فوق صدره، محركاً شفتيه دونما صوت، وشارداً في استغراق عميق، لقد كان بإمكانك أن ترى أنه كان يصلي بروحه كلها.

والحق أنه قد أزعجني أن أرى مثل تلك الصلاة العميقة المقترنة بحركات جثمانية آلية، فسألت الحاجي ذات يوم وكان يفهم الإنجليزية قليلاً: هل تعتقد حقاً أن الله ينتظر منك أن تظهر له احترامك بتكرار الركوع والسجود؟ ألا يكون من الأفضل للمرء أن يخلو بنفسه وأن يصلي إلى الله في قلبه؟ لم حركات جسمك هذه كلها؟ يقول محمد أسد : ولم أكد أنطق بهذه الكلمات حتى شعرت بالندم وتأنيب الضمير، ذلك أنني لم أكن أنوي أن أجرح شعور الشيخ الديني، ولكن الحاجي لم تبد عليه قط أمارات الاستياء، لقد ثغر فمه عن ابتسامة، وأجاب علي بقوله: بأية طريقة أخرى إذاً يجب أن نعبد الله؟!

هذا الصحفي النمساوي اليهودي كان من الصحفيين المشهورين جداً، وبالذات أيام عبد الناصر، وكان دائماً يتكلم بصراحة، وقد سجن مع أحد الإخوة في زنزانة واحدة، فكان هذا الأخ فاضلاً عابداً مجتهداً في عبادته، فكان يحافظ على الصلاة، ودائماً يذكر قوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45].

فكان هذا الصحفي يستغرب جداً لماذا يصلي؟ ويقول: إن الله غني عن أن نفعل له هكذا، نفس الكلام الذي قاله لـحاجي فانظر إلى رد حاجي العامي البسيط وهو يقول له: بأية طريقة أخرى إذاً يجب أن نعبد الله؟! ألم يخلق الجسد والروح معاً؟! وإذا كان هذا كذلك، أفلا يجب أن يصلي الإنسان بجسده كما يصلي بروحه؟! اسمع سأفهمك، نحن المسلمين حين نصلي نولي وجوهنا نحو الكعبة بيت الله الحرام في مكة، مدركين أن المسلمين كلهم حيثما كانوا يتجهون نحوها في صلاتهم، وأننا كجسد واحد، وأن الله هو محور تفكيرنا جميعاً، نحن نقف أولاً مستقيمين، ونقرأ شيئاً من القرآن الكريم، ذاكرين أنه كلام الله أنزله على الإنسان، كي يكون مستقيماً راضياً في الحياة.

ثم نقول مذكرين أنفسنا: إنه ما من أحد يستحق أن يعبد إلا هو، ونركع؛ لأننا نعتبره فوق كل شيء، ونسبح بعزته ومجده، وبعد ذلك نسجد على جباهنا؛ لأننا نعلم أنه هو الذي خلقنا، وهو ربنا الأعلى، ونرفع وجوهنا عن الأرض ونبقى جالسين داعين إياه أن يغفر ذنوبنا، وأن يتغمدنا برحمته، ويهدينا الصراط المستقيم، ويهبنا العافية والرزق.

يقول: ثم نسجد ثانية على الأرض، ونلمس التراب بجباهنا تجاه عزة الواحد الأحد وعظمته، وبعد ذلك نستوي جالسين، وندعو الله أن يصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بلغنا رسالته كما صلى على الأنبياء من قبله، وأن يباركنا وجميع من يتبعون السبيل، ونسأله أن يهب لنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وفي النهاية ندير رءوسنا إلى اليمين وإلى الشمال قائلين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبذلك نحيي كل من كانوا صالحين حيثما كانوا.

على الإنسان المسلم متى ما واتته فرصة أن يلقي البذرة في أي تربة فليلقها، ولا يضيع فرصة أبداً، فأنت لا تكلف بهداية القلوب؛ لأن هذا ليس لأحد من الخلق، حتى الرسول عليه الصلاة والسلام لا يملك هداية القلب، لكن يمكن هداية الناس بالبيان والتوضيح والتبليغ، فمهما كان عتو الشخص الذي أمامك فإنك لا تيئس منه، وما عليك إلا أن تلقي البذرة في التربة الخصبة، وبعد ذلك ليس من شأنك أن تنبت هذه البذرة، وإنما إنباتها على الله سبحانه وتعالى، فهو الذي ينبت فيها شجرة الإيمان إن شاء.

الإنسان قد يلقي كلمة عابرة يقولها أو تصرفاً عابراً وهو لا يقصده، ثم يؤثر في نفس من يخاطبه، ويحول مجرى حياته بكلمة عابرة تصادف وقت انفتاح القلب للهداية، أو تكون سبباً في إنبات البذرة، فتنتهي بأن تثمر.

يقول محمد أسد : وبعد ذلك بسنوات عدة، أدركت أن الحاجي بتفسيره البسيط قد فتح لي أول باب للدخول في دين الإسلام.

ولكن قبل أن يخالجني بزمن طويل أي تفكير في أن الإسلام يمكن أن يصبح ديناً لي، بدأت أشعر بخضوع غير عادي كلما رأيت رجلاً يقف حافي القدمين على سجادته المخصصة للصلاة، أو على حصيرة من قش، أو على الأرض العادية، مضموم الذراعين، مستغرقاً بالكلية في ذات نفسه، ناسياً كل ما يجري حوله، سواء كان ذلك في أحد المساجد أو على رصيف أحد الشوارع المكتضة.

ثم يقول: محمد أسد أيضاً: ولما عشت في القاهرة كان مقابل بيتي مسجد صغير ذو مئذنة دقيقة، منها كان يدعى إلى الصلاة خمس مرات في اليوم الواحد، فيظهر في أعلى المئذنة رجل متعمم بعمامة بيضاء، ويرفع يديه ويبدأ بالإنشاد: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، وكان صوته ناعماً قوياً قادراً أن يصل إلى مسامع الكثيرين ممن كانوا على مبعدة كبيرة، وكان باستطاعتك أن تدرك أن الغيرة والحماسة لا الفن هما اللتان كانتا تجعلانه على مثل ذلك القدر من الجمال، لقد كان ترتيل المؤذن بهذا اللحن الدائم الذي كنت أسمعه في الأيام والأمسيات التي قضيتها في القاهرة تماماً كما كان لحن القدس القديمة الدائم، وكما كان مقدراً لي أن أسمعه طيلة أسفاري في الأراضي الإسلامية فيما بعد، لقد كان الأذان نفسه في كل مكان، وبرغم الفروق في اللهجة والتجويد فتوجد وحدة صوتية جعلتني أدرك مقدار الوحدة الباطنية لدى جميع المسلمين من العمق، ومبلغ الخطوط الفاصلة بينهم وبين التكلف والتفاهة.

لقد كانوا واحداً في اعتقادهم، وواحداً في طريقة تفكيرهم وتمييزهم بين الحق والباطل، وواحداً في فهمهم قوام الحياة الخيّرة، ولقد خيل لي أنني قد صادفت لأول مرة مجتمعاً لم تكن فيه صلة النسب بين الإنسان والإنسان مسببة عن طوارئ من مصالح اقتصادية عنصرية، بل عن شيء أعمق وأكثر استقراراً إلى حد بعيد، صلة من الفهم المشترك للحياة، أزالت كل حواجز العزلة والانفراد بين الإنسان والإنسان.

قصة إسلام المخرج السينمائي العالمي فركت

لقد عم التأثر بالأذان والصلاة طوائف البشر، حتى الأوساط الفنية التي تؤدي دور الشيطان في إغراء المؤمنين بالفحشاء والمنكر، ولنرى أكبر مركز لهذه الشيطنة على وجه الأرض، وأساطينها يدهشون من أثر الأذان، يذكر المستشار محمد عزت السخطاوي في كتابه (الدعوة إلى الإسلام بين غير المسلمين) قصة إسلام المخرج السينمائي العالمي ركت إنجرام في سنة (1928م).

وقبل أن نختم الجلسة بهذه القصة لعل بعضكم يذكر في إحدى السنوات في هذا المسجد، حيث كان لي محاضرة عنوانها: بداية الهداية، تكلمنا فيها عن نماذج من نقاط التحول في حياة الكثير من الناس التي هي بداية الهداية، وذكرنا نماذج كثيرة جداً، وقدر الله سبحانه وتعالى أنه كان موجوداً في نفس الجلسة مخرج فرنسي اسمه سراج، وهو مشهور جداً، وكان من أشهر المخرجين السينمائيين في فرنسا في الستينيات، وكان حينذاك صغير السن جداً، لكن مع ذلك كان مشهوراً عالمياً، فكان حاضراً معنا في هذا المسجد، وشاء الله سبحانه وتعالى أن دعوناه أن يأتي ويحكي قصة بداية هدايته، وهي موجودة في آخر شريط اسمه: (بداية الهداية)، وهو بصوته يتكلم اللغة العربية في غاية الجمال والقوة؛ وقصته كانت جميلة جداً، فذكر أنه سافر موريتانيا، والجزائر، وشكوا فيه لأجل شكله وقبضوا عليه... إلى آخر قصته.

يذكر المستشار محمد عزت السخطاوي في كتابه (الدعوة إلى الإسلام بين غير المسلمين) قصة إسلام المخرج السينمائي العالمي ركت إنجرم فيقول: في سنة (1928م) فوجئت الأوساط الفنية في (هوليود) وغيرها من أنحاء العالم بنبأ أدهش الجميع، وهو إشهار المخرج السينمائي العالمي ركت إنجرم إسلامه على مشهد من بعض مواطنيه، ووسط جماعة من أصدقائه المسلمين، وكان ركت من أنجح المخرجين السينمائيين في ذلك الزمن على الإطلاق، وقد وصفته جريدة السياسة الأسبوعية التي صدرت في الثالث عشر من فبراير سنة (1928م) ريكت إنجرم وهي تتحدث عن نبأ إسلامه بأنه أكبر مخرج (سينماتوغرافي) في العالم، وأكبر أقطاب صناعة السينماء، فأسلم هذا القطب السينمائي عقب حادثة معينة كان لها أبعد الأثر في حياته، وهو أنه ذات يوم كان يشرف على التقاط مشهد سينمائي يتمثل في قيام شخص عربي مسلم مهيب الطلعة بأداء الأذان بخشوع تام، وهو يؤذن في هذا الجو الغريب بعيداً عن وطنه، وترك ذلك المشهد في نفس ريكت إنجرم الشفافة المتعطشة صدى تعجز عن وصفه أبلغ الألفاظ وأدقها تعبيراً.

يقول: وما إن انتهى العربي من أداء الأذان حتى صحبه إلى مكتبه، وراح يسأله المزيد من المعلومات عن أحكام دينه، حتى أشهر إسلامه على الملأ، وأقلع تمام الإقلاع عن كل ما أمر الله سبحانه وتعالى باجتنابه، وعاش حياة الزهد والعبادة، واصطفى بعض المسلمين المقيمين في فرنسا للاستعانة بهم في إرشاده إلى أحكام الدين، وتهيئة جو إسلامي خالص في القصر الذي اشتراه ليعيش فيه في مدينة (نيس) التي نفذ إلى قلبه فيها أول قبس من نور الإسلام.

بهذا نختم النصف الأول من بحث لماذا نصلي؟ وهو ذكر فضائل وخصائص ومزايا الصلاة التي امتازت بها عن غيرها، ونشرع إن شاء الله تبارك وتعالى بعد ذلك في الكلام على عواقب ترك الصلاة؟

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

إسلام عالم موسيقي بسبب سماعة آية من القرآن الكريم

يقول الله عز وجل: أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24] فالقلوب الكافرة عليها أقفال، لكن كل قفل له المفتاح الخاص به، وهل هناك مفتاح يفتح كل الأقفال؟! لا، وإلا كل واحد سيكون له مدخل عام، بل كل قلب له مفتاحه، فمن عجائب ما أذكره في الستينات أني سمعت عن عالم موسيقي متخصص في الموسيقى من لبنان أسلم لما سمع قوله تعالى: وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان:19] فالرجل من شدة خبرته بالموسيقى وملامح الصوت النشاز يقول: لا يوجد أنشز من صوت الحمار وهو ينهق، فقال: هذا لا يمكن أن يقوله إلا خالق الأرض والسماوات، وخالق الأصوات سبحانه وتعالى.

قصة إسلام فتاة لبنانية نصرانية مارونية وسبب ذلك

هذه نجوى أدمون شوفاني فتاة لبنانية نصرانية مارونية، تزوجت شاباً مسلماً أعجبت بأخلاقه وسلوكه، وعرفت أن هذه الأخلاق الحميدة نابعة من تدينه وتمسكه بإسلامه، وكانت تراقبه وهو يصلي واقفاً بين يدي الله في خشوع، فتتأثر بذلك كثيراً، إلى أن أعلنت إسلامها.


 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , لماذا نصلي؟ [8] للشيخ : محمد إسماعيل المقدم

https://audio.islamweb.net