إسلام ويب

ينقم الكفار المشركون أن يكون رسول الله الذي أرسل إليهم بشراً، فهم يريدون ملكاً، وقد بين الله لهم بالحجة البالغة أنه ما أرسل قبله صلى الله عيه وسلم إلا رجالاً، وأمرهم أن يسألوا أهل الذكر فيما لا يعلمون.

تفسير قوله تعالى: (ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون)

قال الله جلت قدرته: بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ [الأنبياء:5].

هؤلاء الكفرة لا يزالون على كفراتهم الصلعاء، وعلى جحودهم، وعلى ضربهم أخماساً في أسداس يتساءلون: من هذا الذي جاء بهذه الرسالة؟ تارة يتهمونه بالافتراء، وتارة بالشعر، وتارة ينقمون أن يكون بشراً، وفي تصورهم أنه لا يكون النبي إلا ملكاً، وأخيراً يقولون: ما باله لا يأتينا بآية كما أتى بها الأنبياء السابقون، ويعنون بالآية: ما كانوا اقترحوه وطلبوه حسب نزواتهم وأهوائهم من أن تكون الصفا والمروة ذهباً، ومن أن تزاح جبال مكة ويكون مكانها أشجار وغابات ومنخفضات، وأن تفجر مكة عيوناً، وهم مع ذلك لا يطلبون ذلك للإيمان والتصديق، وإنما يطلبونه عناداً، ويقولون: ما بال الأولين قد اقترحوا الناقة على صالح فكانت، واقترحوا.. واقترحوا.. مما ذكروه عن نوح وهود وصالح وموسى وإبراهيم؟ فكان جواب الله لهم: مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:6].

أي: إن الأمم السابقة عندما اقترحوا هذه الآيات، وطلبوا من أنبيائهم هذه المعجزات فما آمنوا، أهلكهم الله ودمرهم، ولم يمهلهم ولم ينظرهم، فلو استجبنا لكم وأتتكم هذه البينات، وأنتم لا تؤمنون؛ فسيكون ذلك سبباً لهلاككم ودماركم، ولكن الله -تكرمة لنبيه- رفع ما كان قبل على الأمم السابقة، وعلى أتباع الأنبياء من الهلاك في الدنيا بغرق وصعقة وزلازل، ورجوم من السماء، بل أمهلهم علهم يؤمنون ويراجعون أنفسهم، أو لعلهم يعيشون فيأتي من ذرياتهم من يؤمن، وهكذا حدث، فأكثر هؤلاء الذين أصروا على الكفر أولاً آمنوا بعد ذلك أو آمن أولادهم وأصبحوا للإسلام قادة، وللدعوة المحمدية جنداً ودعاة بالأنفس والأموال.

وهكذا نصروا الإسلام في مختلف أقطار الأرض!

مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ [الأنبياء:6]، أي: من أهل قرية أهلكناها، فما من أمة سبقت واقترحت على نبيها ما اقترحتم، ثم هي لم تؤمن إلا وأهلكت ودمرت، ولم يبق منها إلا الأحاديث والذكر، انتقلوا من جسوم ميتة إلى دروس متلوة، وكأنهم لم يكونوا.

قال تعالى: مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:6].

أي: يا هؤلاء! أهم سيؤمنون إذا بعث نبينا صلى الله عليه وسلم، وأذن له بهذه الآيات التي يطلبونها ويقترحونها؟! فهذا استفهام ولكن معناه أنهم لن يفعلوا ولن يقوموا، ولكن الله لا يريد هلاكهم دون إنذار وإمهال، لعلهم يرعوون يوماً، أو يلدون من سيصبح مؤمناً داعية إلى دين الله.

تفسير قوله تعالى: (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم...)

قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7].

هذا جواب لهم عندما قالوا: إن أنت إلا بشر مثلنا، فكيف نؤمن بك وأنت واحد من بيننا تأكل الطعام وتمشي في الأسواق؟!

فيقول الله جل جلاله لنبيه وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ [الأنبياء:7] أي: لم يسبق أن أرسلنا لهؤلاء القوم والبشر منذ خلق أبيهم آدم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم إلا بشراً من سلالة آدم وحواء ، ولو أرسل الله لهم ملكاً للبس عليهم الأمر، إذ سيخاطبهم ويحاورهم وسيعاشرهم بشراً؛ لأنهم لا يستطيعون أن يعايشوه على صورته الملكية، فلا يفهمون، وقد يرعبون منه فيفرون.

وتلك من رحمة الله بعباده أنه ما أرسل لهم إلا بشراً مثلهم؛ ليفهموا ويعوا عنه، ويمكنهم المحاورة والأخذ والعطاء والسؤال والجواب معه.

وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا [الأنبياء:7] أي: بشراً، وكلمة الرجال هنا لا يعنى بها استثناء من النساء، وإن كان ذلك لم يكن، فلم يرسل الله من البشر رسولاً إلا رجلاً، ولكن الصفة تعني الملك، والملك لا يوصف برجولة ولا أنوثة، ولا يقال رجل إلا لمن كان له ضد غير رجل، فتقول: رجل وامرأة، رجل وصبي، يا رجل، أي: لم يكن امرأة ولا صبي، وتقول: جاء رجل، لم يأت ملك؛ لأن الملك من جنس غير جنس الرجال، وذاك مقصود الآية، أن الله ما أرسل رسولاً إلا بشراً، ولم يرسل ملائكة.

وهنا توجد بحوث للمفسرين في أن الله تعالى لم ينبئ امرأة، وهذا الفهم هنا لا مكان له؛ لأن الله تكلم عن الرسالة في الآية ولم يتكلم عن النبوءات. وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا [الأنبياء:7] وكون الرسالة لا تكون إلا في الرجال هذا لا يختلف فيه مسلمان.

أما أن تكون المرأة نبية فذاك اختلفوا فيه، ولطائفة من العلماء أن ذلك قد كان، ابتداءً من حواء أمنا، إلى مريم أم عيسى، وتعريف النبي: هو عبد أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، فهو لم يرسل لأحد، والرسول: عبد أوحي إليه بشرع، وأمر بتبليغه لغيره.

وهذا معنى الرسالة، فالرسالة تعني رسولاً ومرسلاً، والنبي عبد نبئ بشيء وأخبر به لنفسه لا لغيره، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً.

وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ [الأنبياء:7] لم يرسل الله ملكاً للبشر، ولم يسبق أن كان ذلك في الرسالة الإلهية.

ثم قال الله لهؤلاء الجهلة الذين يطلبون رسولاً ملكاً، فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7].

زعم قوم أن معنى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ [النحل:43]، أي: اسألوا أهل الكتابين السابقين من علماء اليهود والنصارى. وليس الأمر كذلك، فليس هؤلاء بموضع الحجة حتى يسألوا، ولا يحيل الله إليهم ليسألوا، ولكن أهل الذكر هم أهل العلم، أهل القرآن، هم الذين درسوا وعلموا من الإسلام ما أصبحوا به أئمة هداة معلمين، ولقد اختار هذا المعنى من الآية علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقال: أنا من أهل الذكر، أي: يقول الله جل جلاله: اسألوا العلماء.. اسألوا من سبقكم إلى التمسك بهذا الدين والإيمان به، وقد درسوا القرآن ففهموه ووعوه وعلموا ما جاء فيه فاسألوهم هل سبق أن كان في أمة سابقة أن يكون الرسول ملكاً؟ فسيجيبونكم: لم يكن ذلك، ولم يكن الرسول بدعاً من بين الرسل، كانوا هم بشراً، وتريدون منه أن يكون ملكاً، ما كان ذلك ليكون.

وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ [الأنبياء:7]، يوحي إليهم بالرسالة والنبوءة، ودعوة الخلق إلى شريعة اختارها الله له، لكل جعلنا منكم شريعة ومنهاجاً: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7] والآية تصبح عامة، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهذه الفقرة من هذه الآية الكريمة يخاطب الله بها كل من لم يعلم مسألة في الإسلام، فما بالك بالعامي الذي لا يعلم من العلم شيئاً، فهؤلاء يقول لهم الله جل جلاله: إذا أنتم لم تعلموا قضية في الإسلام أو مسألة في الشريعة فإياكم أن تفتوا بالجهل والضلالة حسب الهوى! فلا يكون ذلك إلا جهلاً، ففاقد الشيء لا يعطيه، فإذا احتجتم إلى قضية أسرية أو اجتماعية أو غيرها فاسألوا أهل الذكر، أي: فاسألوا علماءكم، واسألوا من علمهم الله فهم كتابه، وشريعته، والكل يسأل من يطمئن إليه، ثقة بدينه وعلمه.

ومن هنا نشأت المذاهب، فليس كل أحد يستطيع أن يدرس القرآن أو يدرس السنة أو الشريعة، وليس كل واحد يمكنه أن يتفرغ لذلك، وليس كل صغير اعتنى به أولياؤه وآباؤه ففرغوه للدراسة وقت الطلب صغيراً ووقت الكبر، فمن هنا جاءت المذاهب، فكان على كل عامي لم يستطع معرفة الحلال من الحرام أن يلتزم إماماً عالماً، وأن يسأل من يعلم.

وليس لكل أحد مع جهله باللغة، وجهله بالقرآن والسنة، وجهله بالوسائل الموصلة لذلك من نحو ولغة وبلاغة وأصول أن يستقل بالفهم، ولو حاول فلن يأتي إلا بالطوام والكوارث مما لا يقره عقل قبل أن يقره علم، وما أكثر ما يحدث ذلك من جهلة لا يكادون يبينون الكوع من البوع! فيتخرج عنهم أقوام في تحليل الحرام وتحريم الحلال، والبهتان على الله بما لم يقله، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بما لم يصدر عنه، ويقول: أنا مجتهد، فهو مجتهد في الجهل وبالهوى، مجتهد بما لا يعود على العقول إلا بالجنون والأوهام.

تفسير قوله تعالى: (وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام...)

قال تعالى: وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ [الأنبياء:8].

يقول عن هؤلاء البشر الذين اختارهم أنبياء ورسلاً إنه ما جعلهم جسداً، والجسد هنا: الجنس الذي يعم الكل، أي: لم يجعلهم أجساداً وأبداناً لا يأكلون الطعام ولا يشربون، ولا يتناكحون ولا يلدون ولا يمرضون، وبالتالي: لا يموتون، وكان هذا جواباً أيضاً عن سخافات هؤلاء المشركين وما أكثر سخافاتهم قبل وبعد! وإلى عصرنا الحاضر.. وإلى يوم القيامة لا يزالون رجعيين في أنفسهم، يرجعون إلى الشبهة والمقولة التي كفر بها أسلافهم، وأئمة الكفر بينهم، فهم يتصورون أن الملك ينبغي أن يكون ملكاً، لا يأكل ولا يشرب، ولا يمرض ولا يموت، فأخذوا يتساءلون: مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ [الفرقان:7] عجبوا! واستكثروا على نبيهم أن يأكل الطعام، ويتجول في الأسواق، ويكون بشراً مثلهم في كل خصائص البشرية، بل ومن تمام النعمة أن أرسل الله للبشر أنبياء منهم؛ ليستطيعوا أن يفهموا عنهم ويعوا، قال تعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ [التوبة:128] أي: من البشر، ومن نفس العشيرة والقوم، يعلمون جنسه، وأبوته وأمومته، ونشأته وتربيته، لو لم يكن كذلك لتساءلوا كما فعلوا، لم كان بشراً ولم يكن ملكاً؟ من هو هذا؟ نحن لا نعرفه، متى كان؟ ومن أين جاء؟

قال تعالى: وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ [الأنبياء:8] أي: بل جعلناهم جسداً يجوع ويشبع، ويمرض ويصح، ويتزوج ويلد، فهو واحد من البشر، ولكن الله أكرمه بالعصمة وبالنبوة والرسالة: وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ [الأنبياء:8] ولم يجعلهم الله أقواماً مخلدين، لا يموتون كما يموت كل حي، لا حي إلا الحي الدائم جل جلاله: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27].

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول

الخلود لله، هو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي لا نهاية له، ومن عداه ما هم إلا خلق كانوا عدماً فأوجدهم ربهم، وسيعودون إلى العدم، إلى أن يبعث الله يوم القيامة من يشاء من خلقه للعدل، حتى يقتص للجماء من القرناء.

تفسير قوله تعالى: (ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم...)

قال تعالى: ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ [الأنبياء:9].

يخبر تعالى عن عباده المكرمين والرسل الطيبين أنه ابتلاهم ليزدادوا رفعة وكرامة، ولتتم البشرية بينهم وبين عشائرهم وأقوامهم، فابتلوا بهؤلاء الكفرة من أقوامهم، فجحدوهم، وكذبوهم، واتهموهم وآذوهم، ولكن العاقبة كانت لهم، فدمر الله أعداءهم، ونصرهم عليهم نصراً عزيزاً مؤزراً، والعاقبة للمتقين.

قال تعالى: ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ [الأنبياء:9] والوعد الذي صدق الله به عباده المكرمين من رسله وأتباعه: أن يجعل العاقبة والنصر لهم.

قال تعالى: ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ [الأنبياء:9] أنجينا هؤلاء الرسل الكرام من أعدائهم، مما بيتوا لهم من ذلاقة لسانهم، ومن وقاحة قولهم، ومؤامراتهم عليهم، وقد فعلوا كل ذلك بالخاتم عليه الصلاة والسلام، فشتموه وقذفوه وأدموا القدمين، وكسروا رباعيته، ثم تآمروا على القتل والنفي والسجن، وأبى الله إلا أن ينصره ويذل عدوه، وأن يمكنه من رقابهم يوم بدر، ثم دخل فاتحاً إلى القرية التي طالما وقفت في وجهه من بين عشيرته من قريش في مكة، فكان النصر له ولمن شاء الله من أتباعه المؤمنين.

ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ [الأنبياء:9] صدق رسله فَأَنجَيْنَاهُمْ [الأنبياء:9]، أنقذناهم من عداوة أعدائهم، وعداوة الجاحدين الكافرين ومن نشاء ممن تبعهم وآمن بهم، كما نص الله على أسمائهم في القرآن الكريم، وكان الإيمان الكامل لخاتم الأنبياء إيماناً به عبداً نبياً رسولاً، وبتصديقه في كل ما جاء به كتاباً وسنة وأمراً ونهياً، وإقراراً كذلك.

وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ [الأنبياء:9] والمسرف: المشرك الكافر الذي أسرف على نفسه، فلم يكتف بالجرائم والمعاصي الجزئية، بل أسرف على نفسه فكفر بالله الخالق، وكفر بصاحب الشريعة صل الله عليه وسلم، فهذا هو المسرف، وهذا الذي لا ينتظر رحمة ما لم يؤمن بالله، فيهلك على غير إيمان: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:116].



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة الأنبياء [5-9] للشيخ : المنتصر الكتاني

https://audio.islamweb.net