إسلام ويب

أحاط الكفار بالمدينة في غزوة الأحزاب إحاطة السوار بالمعصم، واشتد الأمر على المسلمين حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وحينئذ ظهر ضعفاء النفوس فظنوا بالله الظن الذي لا يليق، وإذا بهم يقولون يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا، ويعتذرون بأن بيوتهم عورة، وما هي بعورة، إن يريدون إلا فراراً!

تفسير قوله تعالى: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم...)

قال الله تعالى: إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا [الأحزاب:10].

الذين جاءوا من قريش كانوا من أسفل الوادي، والذين جاءوا من نجد كانوا من فوقكم، واليهود من الخلف، فأحاطوا بالنبي صلى الله عليه وسلم إحاطة السوار بالمعصم.

ثم وصف الله حال المؤمنين بأبلغ صفة فقال: وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ أي: مالت وتزلزلت، حتى صار بصر المدهوش المرعوب الخائف لا يكاد يزول عن المكان الذي يأتيه منه الخوف، من أسفل الوادي ومن أعلاه ومن فوقه، فأبصارهم زاغت وصارت مصوبة تجاه مكان الخوف من المشرق والمغرب.

وقوله: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ يقولون في وصف الجبان: إذا استبدى خوف الجبان تنتفخ رئته، فإذا انتفخت الرئة صعد القلب حتى يكاد أن يخرج من مكانه ويصل إلى الحلقوم.

أي: أن القلوب كادت أن تصل إلى الحناجر من شدة الخوف والجبن والهلع.

وهكذا كان الأصحاب بين خوف وهلع، فالمؤمن منهم ينتظر أمر الله في رضا وطواعية، أما المنافق فينتظر سبباً ليقوم وينقلب على النبي صلى الله عليه وسلم مع أعدائه.

ويقوم المنافقون فيأتون إلى ضعاف الأنفس وضعاف القلوب من المؤمنين فيخوفونهم، يصفهم الله تعالى في الآية: وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ [الأحزاب:10] أي: بلغت ووصلت قلوب المقاتلين والمجاهدين إلى الحناجر؛ لشدة الهلع والخوف على أرضهم وعيالهم وأموالهم.

وقوله: وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ، كان المنافقون يقولون: مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب:12]، وكرر ذلك معهم ضعاف النفوس وضعاف القلوب، وظنوا كذلك، فعوتبوا وقيل لهم: أتظنون أن الله سيترك نبيه والمؤمنين؟!

انظروا إلى من سبقكم فقد مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214].

فالنصر مع الصبر، والصبر معه الفرج، ولذلك ورد الصبر في كثير من آي الكتاب الكريم، وخصص بسورة هي: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3].

فالمؤمنون مع صلاتهم وصلاحهم وتقواهم لا بد لهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الصبر، فقد قص الله علينا قصة لقمان عندما أمر ولده بالصبر، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين له أنه ما من داعية إلا أصيب في نفسه، وأصيب في شيء عزيز عليه.

تفسير قوله تعالى: (هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً)

قال الله تعالى: هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا [الأحزاب:11].

قوله: هُنَالِكَ ، يقال للإشارة البعيدة: (هنالك)، وللوسطى (هناك)، وللقريبة (هنا).

هذه الآية نزلت بعد غزوة الأحزاب؛ لأن الإشارة أصبحت إليها بعيدة، يعني: عند تلك الحالة وإتيان الجنود بما زاغت به الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وكثرت الظنون السيئة من المنافقين، أو من المسلمين الصالحين، وظنوا بأن الله متخل عن عبده وجنده، ويفعل الله ما يشاء، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا [الأحزاب:11].

أي: بعد أن بلغت الحال ما بلغت إليه ابتلى الله المؤمنين واختبرهم وامتحنهم بهجوم الأحزاب من أعداء الإسلام من مشرق الجزيرة ومغربها، حتى يفوضوا أمرهم إلى الله، وحتى يستسلموا لقضاء الله، أو يظهر منهم ما لا يليق بمؤمن صادق ويتأثروا بالمنافقين وبضعاف القلوب.

قوله: هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ أي: اختبروا وامتحنوا.

وقوله: وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا أي: اهتزت نفوسهم وقلوبهم، ومالت أبصارهم، وتغيرت نياتهم، فالمنافق قد أعلن نفاقه، والضعيف قد كاد يفعل ذلك، والمؤمن الثابت قال: لعلها القاضية، مع استسلامه لقضاء الله وقدره.

تفسير قوله تعالى: (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ...)

قال الله تعالى: وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب:12].

قوله: وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ أي: الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، وكبيرهم عبد الله بن أبي ابن سلول في جماعة من اليهود، فهؤلاء ظنوها القاضية والفاصلة، وخرجوا عن الجيش المحمدي، بل ودعوا غيرهم أن يتركوا يثرب وأنه لا مقام لهم فيها.

وبدءوا يشككون في وعود النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بالنصر، فقالوا: أين الوعود السابقة من أنكم تفتحون أرض قيصر وكسرى وتبع؟ وأخذوا يلغطون في أقوالهم، مما جعل ضعاف القلوب والذين لم يستقر الإسلام بعد في قلوبهم، يصدقونهم ويقولون بقولهم.

وقوله: وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ [الأحزاب:12] أي: شك ورعب، فهؤلاء يحسبون كل صيحة عليهم، ويشعرون بزلزلة الأرض تحت أقدامهم.

قولهم: مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب:12.

وكان النبي عليه الصلاة والسلام وعدهم عندما ضرب الصخرة في الخندق وكسرها ثلاث قطع، فبشرهم في الضربة الأولى بفتح أرض الروم والشام، وفي الثانية بأرض فارس، وفي الثالثة بأرض اليمن، فاعتبر هؤلاء المنافقون كل هذه الوعود مجرد أماني وغرور، وذكروا ذلك صفة لله، وصفة لرسوله، خابوا وخاب فألهم، وصدق الله ورسوله، وتلك شنشنة من المنافقين علمت عنهم قبل وبعد في التاريخ القديم والحديث، وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب:12].

تفسير قوله تعالى: (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا...)

معنى قوله تعالى: (وإذ قالت طائفة منهم ...)

قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب:13].

قوله: وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ .

هذه هي الطائفة المنافقة، الطائفة المظهرة للإسلام كذباً وزوراً، والمبطنة للكفر، فهي عندما وصلت الحالة في غزوة الأحزاب ما وصلت إليه، أعلنت هذه الجماعة المنافقة كفرها وقالت: يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ وعادوا للاسم الجاهلي، وتركوا الاسم المحمدي المدينة النبوية الذي أمر به النبي عليه الصلاة والسلام اسماً دائماً ليثرب.

فقوله: وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا [الأحزاب:13].

أي: اتركوا محمداً وأصحابه في الخندق وارجعوا إلى بيوتكم في المدينة.

أو: لن يكون لكم بعد اليوم في هذه البلدة مقام ولا استقرار ولا استيطان، فقد غلبكم عليها محمد وأصحابه فاتركوه واتركوها له، وإلا فستبقون ملاحقين من محمد وأصحابه، فأنتم إذا لم تموتوا في هذه المعركة فسيطالبكم في حروب ومعارك آتية، إذ أنصبته العداء فارس والروم وجميع سكان جزيرة العرب من العرب ومن فيها.

قوله: يَا أَهْلَ يَثْرِبَ يثرب: اسم المدينة النبوية قبل الهجرة، وسميت باسم رجل من العماليق وهم سكان المدينة القدامى، وكان اسمه يثرب ، ويثرب من التثريب، كما قال يوسف لإخوته عندما غدروا به وتآمروا عليه، قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ [يوسف:92] أي: لا ملام ولا عتب ولا مؤاخذة عليكم.

والتثريب مأخوذ من هذا المعنى، وهو فعل السوء الذي يستوجب المؤاخذة والعتاب.

والنبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المدينة مهاجراً قال: (هي طابة، هي طابة).

وقال: (لا تقولوا: يثرب، هي طابة، هي طيبة، ومن قال: يثرب فليستغفر الله) حديث رواه الإمام أحمد في المسند عن البراء بن عازب.

فإذاً قال المسلم غلطاً وسبق لسان عن المدينة: هي يثرب، فليستغفر الله ولا يعد، إنما هي طابة، إنما هي طيبة.

والمدينة النبوية هي عاصمة الدنيا، وبها استقر الإسلام ورسالة محمد عليه الصلاة والسلام، وكانت دار هجرته صلى الله عليه وسلم، ومنها انتصر الإسلام النصر العزيز الساحق في غزوة الخندق، وقبلها في غزوة بدر، وفي فتح مكة، وأصبحت بذلك عاصمة الدنيا جميعها، مما استحقت أن يقول النبي عليها الصلاة والسلام لأهلها: (المحيا محياكم والممات مماتكم، ولو لم أكن من قريش لكنت امرأً من الأنصار).

وكان الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فإنه منذ هاجر للمدينة أصبحت موطنه، ودار سكنه، وأصبحت مرقده وقبره صلى الله عليه وعلى آله، فهي داره مدة حياته إلى أن لقي الله، وهي داره إلى يوم البعث والنشور.

معنى قوله تعالى: (ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة ...)

وقوله: وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب:13].

هؤلاء جماعة ضعيفة قلوبهم، مزعزعة نفوسهم، ولكنهم ليسوا من المنافقين، استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم بترك المعركة، بعد أن اشتد بهم الحال لمدة شهر كامل، وبلغت القلوب الحناجر، وزاغت الأبصار، فزعموا ما ليس بصحيح، زعموا أن بيوتهم عورة مكشوفة للعدو وللسراق وللمهاجمين، فهم يريدون حماية أولادهم وأموالهم، ولكن الله كذبهم وقال: (وما هي بعورة) أي: ليست مكشوفة، وليست عرضة للعدو وللسارق وللغازي، فإن بين الغزاة الكفار والمجاهدين المؤمنين في المعسكر النبوي الإسلامي خندقاً، ولا يكاد يريد واحد من جيش العدو تجاوزاً إلا تعرض للقتل أو السقوط في الخندق فيهلك.

إذاً: رد الله عليهم وكذبهم بقوله: (وما هي بعورة) أي: ليست بمكشوفة ولا مفتوحة، ويقال: عورة، أي: لا يليق أن يكون على مرأى من الناس.

ومن هنا سمي القبل والدبر من الرجل والمرأة عورة، وسمي ما تريد أن تكتمه عورة، وسميت الدور والأمكنة المفتوحة والمكشوفة للعدو عورة.

وهكذا كان تعبير القرآن الكريم عن الدور في زعم هؤلاء.

فقوله: وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب:13].

كشف الله مقاصدهم، وأظهر أن بيوتهم ليست بعورة حتى عند أنفسهم، وهم لم يقولوا الصدق، أو قالوا ما أوحى لهم به الهلع والرعب الذي به زاغت أبصارهم وبلغت قلوبهم الحناجر، وابتلوا وزلزلوا زلزالاً شديداً، حتى ظنوا بالله الظنون، رعباً وهلعاً، فأخذوا يستأذنون النبي عليه الصلاة والسلام في ترك المعركة، معتذرين بأن بيوتهم مكشوفة للعدو، فكذبهم الله وقال: وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ [الأحزاب:13]، ثم كشف مقصدهم وقال: إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب:13]، أي: يريدون الفرار من الزحف ومن المعركة، والفرار من المعركة كبيرة من الكبائر يستحق الفار به القتل.

فهذا خالد بن الوليد القائد لمعارك الشام والعراق قبل أبي عبيدة عامر بن الجراح سلم نساء المجاهدين سيوفاً وعمداً وأخشاباً وقال لهن: إذا رأيتن أحداً ترك المعركة ويريد الفرار فاقتلنه.

وكم قتل نساء المسلمين من هؤلاء الذين فروا من المعركة، وكان الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه هو القائد الأعلى للمعركة، وهو الخليفة المحمدي النبوي، ولم يستنكر على خالد أمره النساء بقتل الفارين من المعركة، بل ولا عمر الذي كان شديداً على خالد حتى عزله وولى مكانه أبا عبيدة عامر بن الجراح؛ لكنه لم يقل فيما قال عن خالد : إنه قتل أناساً لا يستحقون القتل من هؤلاء الفرارين.

وفي معركة أحد فعل هذا نساء المقاتلين من كفار مكة في جيش أبي سفيان وهو قائد الكفر إذ ذاك، فقد أوقف النساء خلف جنده وذلك عندما رأى البعض يفرون، وكانت المعركة في أوائلها في صالح المسلمين، إلى أن خالف الرماة أمر النبي عليه الصلاة والسلام وتركوا التلال والجبال التي هم عليها، فتركوها فكان ما كان من تمحيص المسلمين، فكان نساء قريش خلف مقاتليهن ومحاربيهن وهن يقلن:

نحن بنات طارق نمشي على النمارق

إن تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق

فراق غير وامق

وبنات طارق هن بنات النجم، أي: لسنا من سكان الأرض، بل نحن أعلى شأناً، كما هو حال الكفار في كل عصر، فهم يمشون على السجاد؛ لأنهم أغنياء رأسماليين مترفين.

فقولهن: إن تقبلوا نعانق.

يرغبن أزواجهن في القتال وعدم الرجوع والفرار.

وقولهن: أو تدبروا نفارق.

أي: إن تحاولوا الفرار والإدبار نفارقكم ونهجركم ونخالعكم.

وقولهن: فراق غير وامق.

أي: فراق غير محب، فالفراق طلاق الخلع، وليس فراق الدلال والدلع.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة الأحزاب [10-13] للشيخ : المنتصر الكتاني

https://audio.islamweb.net