إسلام ويب

لقد عظم الله رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن وأمر بتعظيمه، وألا نجعل دعاءه كدعاء بعضنا، فليس من الأدب مناداته بالاسم المجرد (محمد) دون ذكر النبوة والرسالة، وليس من توقيره ذكره دون الصلاة والسلام عليه فعل الأجلاف من الأعراب، وليس من تبجيله إيذاؤه بالنداء من وراء الحجرات. ومن آداب المسلم أنه إذا جاءه فاسق بنبأ أن يتثبت من ذلك النبأ ولا يرتب عليه الأحكام قبل التثبت فيندم.

تفسير قوله تعالى: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ...)

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحجرات:4-5].

هذه آداب أخر مضافة إلى عدم التقدم بين يدي الله ورسوله، وعدم رفع الأصوات على رسول الله حياً وميتاً.

وهاتان الآيتان كان سبب نزولهما: أن أعراباً من بني تميم جاءوا وهم لا يزالون على دينهم الوثني وقد أسر منهم أسرى، فوصلوا إلى المسجد النبوي والنبي صلى الله عليه وسلم قائل، إذ قد جاء في الآثار النبوية: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل).

فجاءوا فسألوا عنه، فعلموا أنه في إحدى حجرات نسائه، فأخذوا يصيحون: يا محمد، يا محمد، إلى أن أيقظوه، فخرج إليهم، فقال له عيينة بن حصن : يا محمد! إن مدحنا زين وإن ذمنا شين، فقال: (ذاك الله الذي مدحه زين وذمه شين).

قال: جئنا نفاخرك بشعرائنا وخطبائنا، فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: لم آت للشعر ولم آت للمفاخرة، ولكن هاتوا ما عندكم، فخطب خطيبهم وتربع في القول، فالتفت النبي عليه الصلاة والسلام إلى أحد خطبائه - وهو ثابت بن قيس الأنصاري - فخطب، فكان خطيب رسول الله البليغ الفصيح الذي إذا خطب رفع صوته هز الأركان، وكاد يصم الآذان، وفعل ذلك بأمر رسول الله.

ثم عادوا فأتوا بشاعرهم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لـحسان: أجبهم، فأجابهم حسان رضي الله عنه، فإذا بـعيينة يقول: والله إن خطيبهم لأخطب من خطيبنا، وإن شاعرهم لأشعر من شاعرنا، وإن هذا الرجل لمأتي. أي: محظوظ.

وقال قوم: سبب نزول الآية أن قوماً جاءوا وقد سمعوا بأن قرشياً هاشمياً يدعي النبوة، فقال قوم منهم: يطلب ملكاً، وقال آخرون: هو نبي الله ورسول الله.

فتداعوا وقالوا: هيا بنا نذهب إلى هذا الرجل، فإن كان نبياً فسنكون أسعد الناس به، وإن كان ملكاً فلعلنا نعيش تحت جناحه وتحت سلطانه فنستفيد منه، فجاءوا يصيحون: يا محمد يا محمد، فنزل قوله تعالى مؤدباً لهم ومقرعاً لهم ومؤدباً لعموم المسلمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ومن سيأتي بعد إلى عصرنا بأنه لا ينادى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه، ولا يرفع الصوت عليه في حياته وفي مماته كذلك، فلا يقال: يا محمد، أو: محمد من غير ذكر الرسالة والنبوة والصلاة، كرسول الله، ونبي الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنزل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ [الحجرات:4].

أي: إن هؤلاء البدو الأجلاف الأعراب غير مؤدبين ولا مهذبين، هؤلاء الذين ينادونك برفع أصواتهم وبتسميتك مجرداً عن الرسالة والنبوة من وراء الحجرات ومن وراء حيطان بيتك أكثرهم لا يعقلون، أي: الذين نادوا والذين أقروا هذا النداء، أما القلة التي استنكرت ذلك وكانت مهذبة ولو لم تكن مسلمة فليست كذلك.

تفسير قوله تعالى: (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم ...)

قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحجرات:5].

أي: ولو أن هؤلاء صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم، فلو انتظروا إلى أن تقوم من قيلولتك وتخرج إليهم فيكلموك لكان ذلك خيراً لهم في أدبهم وخيراً لهم في معاملتهم وفيما جاءوا من أجله، فقد قيل: إن قبيلة أُسِر بعض رجالها من قبل سرية إسلامية، فجاء أهلوهم يطلبون فك أسر أولئك الذين أسروا، فقال الله جل جلاله: وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ [الحجرات:5]، فلو جاءوا بأدب للنبي صلى الله عليه وسلم لنفذ رغبتهم وأطلق سراح جميع أسراهم؛ فهذا بالنسبة لما جاءوا من أجله.

أما بالنسبة للآخرة فذلك أقرب لأن يكونوا مؤمنين ولأن يكونوا مسلمين، ولعل ذلك يكون خيراً وبركة، فيهدهم الله ويشرح صدروهم للإسلام.

قال تعالى: وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحجرات:5]، غفر الله هذه الزلة لأول مرة، ورحمهم لعلهم يؤمنون ولعلهم يسلمون، وستكون الكبيرة وسيكون إحباط الأعمال بعد هذا الأمر الإلهي والتأديب الإلهي، وبعد أن علموا ما يحل ويحرم، أما قبل ذلك فكانوا على أخلاقهم، وليس كل العرب كذلك، بل البدو فقط.

وذلك الفعل كان مغايراً لما كان عليه الصحابة تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك لما قدم النبي عليه الصلاة والسلام إلى مكة عام الحديبية يريد عمرة وصده كفار مكة أخذت الرسل تتوارد بينه وبين أهل مكة، فقال بعض رسل أهل مكة: رأينا الملوك على الأسرة، ورأينا قيصر على عرشه، وكسرى في ديوانه، وما رأينا قوماً يجلون كبيرهم ويعظمونه كإجلال المؤمنين لمحمد صلى الله عليه وسلم، لا يرفعون رءوسهم في حضرته، ولا يكلمونه إلا سراً، ولا يتكلم بكلام إلا ويسمعون له وكأنما على رءوسهم الطير، هكذا كان أدبهم، وكان المهاجرون والأنصار أهل حضارة وأهل مدنية.

تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...)

سبب نزول الآية

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات:6].

هذه الآية كذلك لها سبب في نزولها، وسبب نزولها: ما ذكر في شأن الوليد بن عقبة بن أبي معيط القرشي، وهو ابن عقبة بن أبي معيط الكافر عدو الله والرسول، المؤذي للرسول صلى الله عليه وسلم، المأخوذ أسيراً في غزوة بدر، والمقتول صبراً، وعندما جيء به ليقتل قال: يا محمد! من للصبية؟ يريد أن يجعله يرق لأولاده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النار، وكان الوليد من أولاده، والآية نزلت بسببه.

وذلك أن بني المصطلق كانوا قد أسلموا، فقالوا لرسول الله: ابعث لنا عند تمام الحول رسولك لنعطيه زكاة أموالنا. وفي الميعاد لم يأت رسوله؛ إذ إن الوليد بن عقبة لما بلغ نصف الطريق خاف على نفسه فرجع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسله لأخذ الزكاة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: منعوا الزكاة وأرادوا قتلي.

فلما انتظر أولئك مقدم رسول رسول الله فلم يأت خافوا وقالوا: لم يأتنا رسول رسول الله إلا لأن به سخطاً علينا، فذهب وفد منهم إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإذا بجيش رسول الله - وعلى رأسه خالد - يأتي لقتالهم بعد أن أمر بالتبين والانتظار؛ ليعلم حقيقة دعوى الوليد وإذا بـخالد يقف في باب محلتهم فيسمع أذان المغرب ويسمع أذان العشاء، والأذان وهو شعار المسلمين، وهو العلامة على أن أهل القرية مسلمون.

فلما رأى القوم الجيش خافوا، فقال لهم خالد : بلغنا أنكم ارتددتم وأنكم أردتم قتل رسول رسول الله ومنعتم إعطاء زكاتكم لرسول رسول الله! فأنكروا ذلك، فنزلت الآية.

المعنى الإجمالي للآية

قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ [الحجرات:6]، أي: بخبر: فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6]، أي: تحققوا في الأمر ليبين ويظهر الحق من الباطل، والصدق من الكذب.

أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ [الحجرات:6]، كي لا تصيبوا ولا تؤذوا قوماً بظلم: فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات:6].

فعندما يظهر لكم الحق الصراح وكذب هذا الفاسق تكونون قد بادرتم إلى الجهالة، فتصبحون نادمين، فلا تستعجلوا لمجرد سماع القول، بل تريثوا وانتظروا ليظهر الحق من الباطل، ومن هنا كان يقول عليه الصلاة والسلام: (التأني من الرحمن، والعجلة من الشيطان) .

وقوله تعالى: فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6]، أي: لا تبادروا بالعقوبة حتى يتبين لكم صدق هذا الفاسق من كذبه، وكأنه بعد الروية تَحُل العقوبة بمن يستحقها، والإحسان بمن يستحقه، ولا خير في العجلة، فالعجلة من الشيطان.

ولو أن بني المصطلق قتلوا وأخذت أموالهم لندم بعد ذلك الأصحاب، ولندم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم سيكونون قد قتلوا إخوانهم المسلمين وصادروا أموالهم وهي عليهم حرام، وفي الحديث: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه) .

فأنزل الله هذه الآية التي بقيت دستوراً وحكماً عاماً شاملاً في كل من جاء بنبأ في العصر النبوي وبعده إلى يوم القيامة، سواء أكان ذلك في الأمور الخاصة أم في الأمور العامة، كأن يأتيك فاسق فينقل لك شيئاً باطلاً عن زوجتك أو عن ولدك أو عن صديقك أو عن شريكك، وكأن يأتي جاسوس من المخابرات فيكتب عن زيد أنه قال كذا وفعل كذا وصنع كذا قبل أن يتبين الحق من الباطل، والصدق من الكذب، ويأخذ المال على هذا الكذب.

وهنا ما حرمه الله وأكد عليه في هذه الآية، حيث حكم على الكاذب في الخبر بأنه فاسق.

دلالة الآية على النظر في حال ناقل الرواية وغيرها

وهذه الآية أصل الجرح والتعديل عند أهل الحديث، فهم لا يقبلون رواية المجهول؛ إذ قد يكون المجهول لم يخلق بعد، ولا وجود له، ولكن الراوي عنه اخترعه ليصل السند ويقال عنه: هو صحيح ومتصل، وذاك من فسقه ومن ضلاله ومن كذبه على الله ورسوله.

أو يكون ذلك المجهول معلوم الوجود، ولكن لا يعلم أصادق هو أم كاذب، فإذا وجد في سند الحديث مجهول لم يقبل، ويكون هو سبب الطعن في الحديث؛ لأن هذا المجهول قد يكون فاسقاً، وقد حرم الله علينا قبول خبر فاسق، سواء في الشهادة أو في الرواية أو في الفتوى أو في القضاء، فالفاسق على أي حال مرفوض الرواية النبأ بأي حال من الأحوال.

يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ [الحجرات:6]، أي: خوفاً من أن تصيبوا قوماً فتقتلوا المظلوم والبريء، وتقاتلوا المؤمن، وتغنموا أموال المسلمين.

فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات:6]، فيصير العمل بعد ذلك ندماً، وهيهات هيهات أن يفيد الندم بعد وقوع الزلل، فلذلك كان عليه الصلاة والسلام يؤدب المؤمنين ويقول: (التأني من الرحمن، والعجلة من الشيطان).

فلا يعجل من بلغه خبر - خاصة إن كان عن حميم أو قريب - لمجرد قوله ذلك، فكم حدث في التاريخ القديم والحديث نتيجة أنباء الفسقة الكاذبين من قتل بظلم، وسجن بظلم، وأخذ مال بظلم، وحصل الندم، ولكن بعد فوات الأوان، فإن كان الأذى موتاً فلا حيلة في إحيائه مرة أخرى، وإن كان ضرباً وإيذاءً فلا حيلة في زوال ذلك الضرب وقد أوذي المرء وأهين.

وهذه الآية ستبقى دستوراً للأخبار والمعاملات للرواة وللمحدثين ولأهل العلم وللحكومات وللقضاة وللمتتبعين للأخبار، بحيث يستوثقون من أي خبر جاء، خاصة إذا كان المخبر يأخذ مالاً ويأخذ راتباً على هذه الأخبار، فهو عندما لا يجد خبراً ولا يسمع نبأ يذهب ويكذب ويخترع ليحوز المال، فهو كاذب، ولا يفرح لمثل هذا، فانتقام الله منه يكون عظيماً في الدنيا قبل الآخرة.

تفسير قوله تعالى: (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ...)

قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ [الحجرات:7] .

يقول الله جل جلاله لمن عاصر رسول الله من الأنصار والمهاجرين وغيرهم: وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ [الحجرات:7]، وهم يعلمون أن رسول الله فيهم، ولكن هذه الجملة قيلت تمهيداً لما سيأتي بعدها، وهو قوله تعالى: لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ [الحجرات:7]، فيأتي الكثير من الأصحاب فيقول كل منهم: أَمِّر فلاناً، واعزل فلاناً، وقاتل فلاناً، وأعط فلاناً، وامنع فلاناً، وقد يستشيرهم وإذا بهم يشيرون بالكثير من الآراء المتضاربة.

وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يستشير أصحابه؛ لقول الله له: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ [آل عمران:159]، وليست الاستشارة ملزمة، وقد يكثرون عليه من الإشارات: افعل كذا، اصنع كذا، وكان البعض ممن لا يعمل بمشورتهم ولا يقبل رأيهم يغضبون وينزعجون ويقولون: قبل رأي فلان ورفض رأي فلان، وفلان لا يزال شاباً صغيراً وهذا كان زعيماً في الجاهلية وكبير السن، فهو أعقل وأدرى وأعلم.

قوله تعالى: لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ [الحجرات:7]، فلو أطاعهم رسول الله في كثير من إشاراتهم ومطالبهم لعنتوا، أي: لوجدوا مشقة وإثماً وعظيمة من العظائم، وذلك بما سيكون في اقتراحاتهم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم، والله جل جلاله يرعاه مهما أكثروا عليه من الإشارة، فلا يفعل إلا ما أوحي إليه به وألهمه الله عمله ورآه الحق والصواب: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4].

فقوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ [الحجرات:7]، معناه أن الآراء والأوامر والإشارات لو أطاعكم فيها حسب رغبتكم لانقلب ذلك عليكم مشقة وإثماً وبلاءً ومحنة، وهو أعلم بما يصلحكم في دنياكم وأخراكم، إذ هو معصوم ومعه تأييد إلهي، فلا يليق أن تكثروا عليه ولا أن تقترحوا عليه، فإذا استشاركم فكلمة أو كلمتان، فإن قبل ذلك فذاك، وإلا فدعوا الأمر له مفوضين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة الحجرات [4-7] للشيخ : المنتصر الكتاني

https://audio.islamweb.net