إسلام ويب

الوقت نعمة من الله عز وجل على عباده، مغبون فيه كثير من الناس، أقسم الله به في كتابه لعظيم خطره، فمن فاتته طاعة الله عز وجل في وقت من أوقاته تحسر على الوقت الذي ضيعه يوم القيامة، فيا فوز من قضى أوقاته في طاعة الله، ويا خسران من أضاع أوقاته في معصية الله.

أهمية الانتفاع بالوقت وخطر تضييعه

الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية، المتعزز بعظمة الربوبية، القائم على نفوس العالم بآجالها، العالم بتقلبها وأحوالها، المان عليهم بتوافر آلائه، والمتفضل عليهم بسوابغ نعمائه، الذي خلق الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وأنشأ البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، فمضت فيهم بقدرته مشيئته، ونفذت فيهم بحكمته إرادته، وألهمهم حسن الإطلاق، وركب فيهم تشعب الأخلاق، فهم على طبقات أقدارهم يمشون، وفيما قُضي وقُدِّر عليهم يهيمون، وكل حزب بما لديهم فرحون.

وأشهد أن لا إله إلا الله خالق السماوات العلى، ومنشئ الأرضين والثرى، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

وأشهد أن محمداً عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى، بعثه بالنور المضي، والأمر المرضي على حين فترة من الرسل، ودروس من السبل، فدمغ به الطغيان، وأظهر به الإيمان، ورفع دينه على سائر الأديان.

فصلى الله عليه وسلم وبارك ما دار في السماء فلك، وما سبح في الملكوت ملك، وسلم تسليماً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى:إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [الأنعام:134].

إني أريد أن أنبه لأمرين:

الأمر الأول: نعمة الوقت والعمر، كيف تنفق الأوقات وعلى المقاهي؟ وكيف تنفق الأوقات على نواصي السكك؟ يتمتعون برؤية الغاديات والرائحات، بل كيف تنفق الأوقات أمام العجل الفضي، وأمام الشاشة الفضية شاشة التلفاز والفيديو واستقبال البث المباشر؟

والأمر الثاني: خاص بفصل الصيف كذلك وهي نصيحة بغض البصر، فكم تكشف في الصيف من عورات وكم تنتهك من حرمات.

أما الوصية الأولى عباد الله! التي أنصح نفسي وإياكم بها: أن نعلم خطر الوقت وخطر العمر، وأن نعلم أن عمر العبد خطاه إلى قبره.

يا من بدنياه اشتغلوغره طول الأمل

الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

تفضل الله عز وجل علينا بالعمر والوقت

يعرف الناس نعمة الطعام والشراب والملابس والزينة والمراكب والمنازل، فهل علموا أن نعمة الوقت أعظم من هذه النعم بأسرها؟ فقد من الله عز وجل علينا بنعمة العمر، وبنعمة الأوقات واللحظات، وبنعمة الليل والنهار، فقال عز وجل: وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:33-34]، فكما سخر لنا الدواب سخر لنا الليل والنهار، من أجل أن نسابق في الأوقات بالطاعات، ومن أجل أن نعمر ساعات الليل والنهار بطاعة العزيز الغفار.

وقال عز وجل: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [الفرقان:62] .

قال بعض السلف: من فاته طاعة الله عز وجل بالليل كان له من النهار مستعتب، ومن فاته طاعة الله عز وجل بالنهار كان له من الليل مستعتب.

الأدلة من الكتاب على أهمية الوقت

أقسم الله عز وجل بالفجر وليال عشر والشفع والوتر، وأقسم الله عز وجل بالضحى والليل إذا سجى، وأقسم الله عز وجل بالعصر، وأقسم الله عز وجل بالليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، وكل هذا قسم بالزمن، والله عز وجل رب كل شيء وخالقه، يقسم بما يشاء من خلقه؛ من أجل أن يلفت أنظارنا إلى خطر المقسوم به، أما العبد فإذا أراد أن يقسم فلا يجوز له أن يقسم إلا بالله عز وجل: (ومن حلف بغير الله فقد أشرك) فمن كان حالفاً فليحلف بالله عز وجل.

أقسم الله عز وجل بالفجر، فقال: وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ [الفجر:1-4] وقالوا: الفجر هنا: هو فجر يوم النحر، أعظم فجر في السنة إشراقاً.

والليالي العشر هي الأيام العشر الأول من ذي الحجة، والشفع قيل: هو يوم النحر. أي: العاشر من ذي الحجة، والوتر هو يوم عرفة، وأقسم بالليل فقال: وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ [الفجر:4] .

كما أقسم الله عز وجل بالضحى والليل إذا سجى، فقال عز وجل: وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [الضحى:1-3] .

كما أقسم الله عز وجل بالعصر، فقال: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] .

وقال عز وجل: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى [الليل:1-3].

الأدلة من السنة المطهرة على أهمية الوقت

دلت السنة المشرفة على ما دلت عليه هذه الآيات الكريمات من خطر العمر وخطر الوقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به) .

فيسأل العبد سؤالين: سؤال عن العمر عامة، وسؤال عن وقت القوة والفتوة والحركة والنشاط وهو وقت الشباب، فيسأل عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) فأكثر الناس لا يعرف قدر هاتين النعمتين، بل إن أكثر الناس يضيع صحته في غير طاعة الله عز وجل، وفي غير ما يقربه إليه سبحانه، كما أن أكثر الناس يضيع وقت الفراغ في غير طاعة الله عز وجل، فكم من أوقات تنفق في المباحات، بل كم من أوقات تنفق في المعاصي، ويبارز بها رب الأرض والسماوات.

وكما يقولون: إضاعة الوقت من علامة المقت، أي: من علامة مقت الله عز وجل للعبد أن يضيع العبد أوقاته.

يقولون: لنقتل الوقت. هل الوقت عدو حتى تقتله؟! الوقت نعمة من أعظم نعم الله عز وجل علينا، فمن عرف هذه النعمة واستعملها في طاعة الله عز وجل أدرك جنة الله عز وجل، ونال رحمته.

قال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس) والمغبون: من باع شيئاً بأقل من ثمنه، أو اشترى شيئاً بأكثر من ثمنه، فهو مغبون؛ لأنه أضاع حظه، وأكثر الناس مغبون في شيئين: في الصحة والفراغ، ومن أسماء يوم القيامة يوم التغابن؛ لكثرة المغبونين فيه، ولم يكن هذا الغبن يوم القيامة، وإنما كان الغبن في الدنيا.

تضييع كثير من الناس لأوقاتهم وقلة من يوفق للانتفاع بها

أكثر الناس يضيعون أعمارهم في غير طاعة الله عز وجل، وفي غير ما يعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة، ومن علامة خذلان الله عز وجل للعبد: أن يجعل شغله فيما لا يعنيه، ومن حسن إسلام المرء شغله فيما يعنيه، أي: فيما يعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة.

فأكثر الناس يبيعون أعمارهم وأوقاتهم وأنفسهم بثمن بخس دراهم معدودة وهم فيها من الزاهدين، إما في تحصيل العرض الزائل وهو عرض الدنيا، وإما في إنفاق الأنفاس في طلب المال، ولا يأتيه إلا ما قدر له منه، أو ينفق عمره في المعاصي، أو في المباحات، ولا يتقرب بذلك إلى رب الأرض والسماوات.

وقليل من الناس الموفق الذي يعرف قيمة الوقت وقيمة العمر، وينفق ذلك في طاعة الله عز وجل، ومن بذل عمره في غير طاعة الله عز وجل تقول له الملائكة يوم القيامة: ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ * ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [غافر:75-76] .

والذي ينفق وقته في طاعة الله عز وجل تقول له الملائكة: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل:32].

وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف:43].

كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:24].

من يضيع عمره في غير طاعة الله عز وجل يندم حين لا ينفع الندم، فإن من عجائب الأمور إفاقة المحتضر، فإنه يفيق عند احتضاره إفاقة عجيبة، ويتذكر كل ما مضى من جناياته ومخالفاته، ويكاد أن يموت حسرة على نفسه قبل أن تخرج روحه؛ لأنه لم يغتنم وقته في طاعة الله، وإنما ضيع وقته في معصية الله عز وجل، يفيق إفاقة عجيبة عند احتضاره، ويتمنى لو أنه أجل ساعة واحدة، فيقول لملك الموت: يا ملك الموت! أخرني شهراً، فيقول: فنيت الشهور فلا شهر. فيقول: يا ملك الموت! أخرني يوماً، فيقول: فنيت الأيام فلا يوم. فيقول: يا ملك الموت! أخرني ساعة، فيقول: فنيت الساعات فلا ساعة، ثم تخرج روحه، قال عز وجل: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:99-100] .

فيطلبون الكرة -أي: الرجعة- عند معاينة ملك الموت، وعند معاينة أمور الآخرة، كما يطلبون الرجعة إلى الدنيا إذا وقفوا على النار وعرضوا عليها، قال تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27] .

ويطلبون الرجعة كذلك إذا عرضوا على الملك الجبار، قال تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ [السجدة:12] .

ويطلبون الرجعة وهم بين طبقات النيران، قال تعالى: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر:37] .

يذكرهم الله عز وجل عند ذلك بنعمة العمر وهم يصرخون بين طبقات النيران، فهم لم يعرفوا قدر عمرهم، ولم يعرفوا قدر زمانهم، ولم يعرفوا قدر اللحظات والساعات والأيام التي عاشوها في الدنيا، عاش خمسين سنة أو مائة سنة ولكنه لم يقف مع نفسه وقفة صادقة، ولم يحاسب نفسه لله عز وجل، ولم يستقم على طريق الله عز وجل ولم يصدق ربه عز وجل، ولم يبذل عمره في طاعته فهم يصرخون بين طبقات النيران، ويقولون: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:37] .

أين الأوقات التي كانت أمام الشبكة العنكبوتية في المواقع الإباحية؟ أين الأوقات التي أنفقت أمام استقبال البث المباشر؟ أين الأوقات التي بذلت أمام لوحة النرد أو الشطرنج؟ أين الأوقات التي بذلت في معصية الله عز وجل؟ بل أين الأوقات التي أنفقت في الصد عن سبيل الله وفي تزيين الشهوات والشبهات؟

قال تعالى: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر:37] والنذير: قيل: هو الشيب، وقيل: هو الموت، وقيل: هو من يذكر بالله عز وجل ومن يدعو بدعوة الرسل، قال تعالى: وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [فاطر:37].

الأمور التي يتبين بها خطورة الوقت وأهميته

وإنما تكمن قيمة الزمن وقيمة العمر في ثلاثة أشياء عباد الله:

الأمر الأول: أن كل نفس من أنفاس العمر جوهرة ثمينة، تستطيع أن تشتري بها كنزاً لا يفنى أبد الآباد، فكل يوم تعيشه هو غنيمة، بل كل لحظة من لحظات عمرك هي غنيمة؛ لأنك لو تاجرت بها مع الله عز وجل لربحت أعظم الأرباح.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بني له قصر في الجنة).

وقال: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب) .

وقال: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) .

وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له بها نخلة في الجنة) فانظر إلى مضيعي الساعات كم يفوتهم من النخيل.

الأمر الثاني: أن الأوقات التي قدرها الله عز وجل لنا مغيبة عنا، وأن عدد الأنفاس التي قدرها الله عز وجل لنا مغيبةٌ عنا، فالعبد قد يملك مالاً بالمليارات، فإذا أنفق بالآلاف أو بالملايين فهو يعلم أن هذا لا يؤثر كثيراً في رأس المال، فإذا كان العبد لا يعلم رأس المال فكل وقت ينفقه في غير طاعة الكبير المتعال نوع من المخاطرة.

قال الحسن البصري : المبادرة المبادرة -أي: بادروا بطاعة الله عز وجل وبالأعمال الصالحة- فإنما هي أنفاس، لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل، رحم الله امرأً نظر في نفسه ثم بكى على عدد ذنوبه، ثم قرأ: إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا [مريم:84] يعني: الأنفاس، فإن آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراقك أهلك، آخر العدد دخولك في قبرك، أي: أن الله عز وجل قدر لنا عدداً وحدد لنا أنفاساً، فمهما تنفس العبد نفساً سجل عليه حتى يصل إلى آخر العدد، فلكل عبد منا عد تنازلي، ولا يدري متى يكون آخر العدد، ولا يدري متى ينتقل العبد من دار العمل ولا حساب إلا دار الحساب ولا عمل، فبعد أن كان يتحرك على ظهر الأرض بطاعة الله عز وجل أو بمعصية الله صار محبوساً في باطن الأرض في برزخ إلى يوم يبعثون.

الأمر الثالث: أن آخر نفس تتنفسه وآخر عمل تعمله تتعلق به العاقبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) أي: مهما كانت الأعمال موافقة لشرع النبي عليه الصلاة والسلام فإنها لا تكون مقبولة، ولن ينتفع العبد بها في الآخرة حتى تتوفر النيات الصالحة.

كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالخواتيم) أي: مهما كان عمل العبد، فمن ختم له بعمل من أعمال أهل الجنة دخل الجنة، ومن ختم له بعمل من أعمال أهل النار دخل النار، ألا تخشى أن النفس الذي تتنفسه في غير طاعة الله عز وجل يكون آخر الأنفاس وتتعلق به العاقبة؟

ما أصعب العمى بعد البصيرة، وأصعب منه الضلالة بعد الهدى، والمعصية بعد التقى، كم من وجوه خاشعة وقع على قصص أعمالها: عاملة ناصبة، كم من قارب مركبه ساحل النجاة، فلما هم أن يرتقي لعب به موج فغرق، فكل العباد تحت هذا الخطر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء) فليس العجب ممن هلك كيف هلك، إنما العجب ممن نجا كيف نجا.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فوالذي نفسي بيده! إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) فالأعمال بالخواتيم.

وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: إن الرجل ليعمل زماناً بعمل أهل الجنة وهو من أهل النار.

أحوال السلف الصالح وانتفاعهم بأوقاتهم

كان السلف رضي الله عنهم أحرص الناس على أوقاتهم، وكانوا يبخلون بالوقت والنفس أن ينفق في غير طاعة الله عز وجل أكثر مما يبخل البخيل في إنفاق ماله.

قيل لأحدهم: قف أكلمك. قال: أوقف الشمس.

وكان أحد العلماء إذا ذهب عنده أناس وجلسوا وأطالوا الجلوس يقول: أما تريدون أن تقوموا؟ إن ملك الشمس يجرها لا يفتر، فقد كانوا يعدون خصال الخير ويبكون على أنفسهم إن فاتهم شيء منها.

دخلوا على عابد مريض فنظر إلى قدميه وبكى وقال: ما اغبرتا فيّ سبيل الله.

وقال بعضهم: أعد ثلاثين خصلة من خصال الخير ليس فيّ شيء منها.

ملئوا الحياة طاعة وعبادة لله عز وجل، وتمنوا لو أنهم استمروا على العبادة بعد الموت، فكان ثابت البناني يقول: يا رب! إن أذنت لأحد أن يصلي في قبره فأذن لي.

ودخلوا على الجنيد وهو في النزع وكان يصلي، فقالوا له: الآن؟ قال: الآن تطوى صحيفتي.

ودخلوا على أبي بكر النهشلي وهو في النزع وكان صائماً، فقالوا له: اشرب قليلاً من الماء، قال: حتى تغرب الشمس.

وبكى أحد السلف عند موته فسئل عن سبب بكائه؟ فقال: أبكي لأن يصوم الصائمون ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم، فهو يبكي لأنه يفارق الدنيا فيصوم الصائمون وليس هو فيهم، ويصلي المصلون وليس هو فيهم، ونحن في الدنيا يا عباد الله! يصوم الصائمون ولسنا فيهم، ويصلي المصلون ولسنا فيهم، ولا نبكي على أنفسنا!

كان يزيد الرقاشي يبكي ويقول: يا يزيد ! من يبكي بعدك لك؟ من يترضى ربك عنك؟

بكى أحد السلف عند موته، فسئل عن سبب بكائه؟ فقال: إنما يتقبل الله من المتقين.

ولما نزل الموت بـمحمد بن المنكدر بكى بكاءً شديداً، فأحضروا له أبا حازم من أجل أن يخفف عنه، فسأله أبو حازم عن سبب بكائه؟ فقال: سمعت الله عز وجل يقول: وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر:47] فأخاف أن يبدو لي من الله عز وجل ما لم أكن أحتسب، فأخذ أبو حازم يبكي معه، فقالوا: أتينا بك من أجل أن تخفف عنه فزدت في بكائه.

قرئ على الإمام أحمد وهو في مرض الوفاة: أن طاوساً كان يكره الأنين، فما أنَّ حتى مات.

أين وصفك من هذه الأوصاف؟ أين شجرة الزيتون من شجر الصفصاف لقد قام القوم وقعدنا، وجدوا في العمل وهزلنا، ما بيننا وبين القوم إلا كما بين اليقظة والنوم.

لا تعرضن بذكرنا في ذكرهم ليس السليم إذا مشى كالمقعد

يا ديار الأحباب! أين السكان؟ يا منازل العارفين! أين القطان؟ يا أطلال على الوجد أين البنيان؟ أماكن تعبدهم باكية، ومواطن خلواتهم لفقدهم شاكية، زال التعب وبقي الأجر، ذهب ليل النصب وطلع الفجر.

إن كنت تنوح يا حمام بانيللبين فأين شاهد الأحزان

أجفانك للدموع أم أجفاني لا يغبن مدع بلا برهان

وإنما ينطبق علينا عباد الله! قول القائل: يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد، وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد! يا من يسمع ما يلين الجوامد وطرفه جامد، وقلبه أقسى من الجلامد! إلى متى تدفع التقوى عن قلبك؟ وهل ينفع الطرق في حديد بارد؟!

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

غض البصر ومنافعه في الدنيا والآخرة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. أما بعد:

عباد الله! النصيحة الثانية هي غض البصر؛ لكثرة العورات المكشوفات في هذا الوقت، فالواجب على المسلم أن يلجأ إلى الله عز وجل، وأن يستعين به، كما استعان يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بالله على النساء لما كثر عليه الكيد منهن، وقال: وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ [يوسف:33-34].

فعلى المؤمن عباد الله! أن يلجأ إلى العبادات التي شرعها الله عز وجل من أجل أن تزكو نفسه في الدنيا، ومن أجل أن يسعد بمجاورة الله عز وجل في الآخرة.

الأمر للمؤمنين بغض البصر

قال الله عز وجل: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .

وقوله عز وجل: يَغُضُّوا [النور:30] فعل مضارع لم يسبقه ناصب ولا جازم، ولكن حذفت النون بسبب أداة شرط مقدرة، وهي: إن قلت للمؤمنين: غضوا يغضوا؛ لأن هذا مقتضى الإيمان أن المؤمن يمتثل أمر الله عز وجل.

أما غير المؤمنين فإنهم يستمرون في إطلاق البصر؛ لأنه ليس في قلوبهم من الإيمان ما يدفعهم إلى طاعة الرحمن، وإن وجد إيمان فإيمان ضعيف لا يحجب صاحبه عن معصية الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن) أي: عنده إيمان ضعيف لا يحجزه عن معصية الله عز وجل.

فأمر الله عز وجل بغض البصر، وقرن الله عز وجل غض البصر بحفظ الفرج؛ لأن غض البصر وسيلة إلى حفظ الفرج.

ألم تر أن العين في القلب رائد فما تألف العينان فالقلب آنف

فالعين رائد القلب، فإذا ألفت العين ألف القلب.

ونفر النبي صلى الله عليه وسلم من إطلاق البصر؛ وسمى إطلاق البصر زناً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما الخطى، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) فهو زنا وإن كان دون زنا الفرج ولكن نفر النبي صلى الله عليه وسلم من إطلاق البصر فسماه زنا العينين.

وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، أي: عندما يقع نظر العبد على عورة مكشوفة أو على شيء يحرم النظر إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اصرف بصرك) .

فوائد غض البصر ومضار إطلاقه

وقالوا في فوائد غض البصر: إن غض البصر استجابة لأمر الله عز وجل وتنفيذ لأمر الله عز وجل، وما استجلب العبد خيراً في الدنيا والآخرة بمثل امتثال أمر الله عز وجل.

قالوا كذلك: إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه، وغض البصر لله عز وجل يقوي القلب ويفرحه.

قالوا كذلك: إطلاق البصر يشتت القلب ويجلب له الحزن، وهذا مشاهد معروف؛ لأن القلب يكون مشغولاً بما يرد عليه من صور محرمة، فلا يتفرغ لطاعة الله عز وجل محبته وعبادته، إذ يصير القلب كالمزبلة فكيف يصلح لمحبة الله عز وجل؟

قالوا كذلك: إطلاق البصر يقسي القلب ويسد عليه أبواب العلم، فيصعب على العبد مع إطلاق البصر أن يحفظ من القرآن أو من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

قالوا كذلك: إطلاق البصر ظلمة على القلب، وإذا أظلم القلب أقبلت عليه سحائب الشر والبلاء من كل جانب، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى واجتناب هدى، فإذا أظلم القلب صار موئلاً لكل شر ولكل ما يغضب الله عز وجل، وإذا غض العبد بصره لله عز وجل استنار قلبه؛ ولذلك ذكر الله عز وجل آيتي غض البصر: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:30-31]، ثم ذكر بعد آيتي غض البصر عدة آيات: اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ [النور:35] .

قالوا: سبب نوره في قلب عبده المؤمن امتثال أوامره واجتناب ما نهى الله عز وجل عنه، الناظر عباد الله! يرمي بسهام غرضها قلبه، فإذا نظر نظرة محرمة فكأنما رمى قلب نفسه بسهمه.

يا رامياً بسهام اللحظ مجتهداًأنت القتيل بما ترمي فلا تصب

وباعث الطرف ترتاد الشفاء لهتوقه إنه يأتيك بالعطب

وكل نظرة هي جرح لقلب العبد، والنظرة تستدعي غيرها.

ما زلت تتبع نظرة في نظرة في إثر كل مليحة ومليح

وتظن ذاك دواء جرحك وهو في الـ تحقيق تجريح على تجريح

فقتلت قلبك باللحاظ وبالبكا فالقلب منك ذبيح أي ذبيح

النظرة عباد الله! سم للقلب وشرارة في العشب اليابس، إما أن تحرقه كله أو تحرق بعضه.

كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر

والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الناس موقوف على خطر

يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

فالنظر المحرم عباد الله! يورث الحسرات والزفرات، فيرى العبد ما لا يقدر عليه ولا يصبر عليه.

وكنت متى أطلقت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر

رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

النظرة عباد الله! توقع في أسر الهوى والشهوة، والعبد إذا وقع أسيراً للهوى والشهوة صار كعصفورة في كف طفل يسومها حياض الردى والطفل يلهو ويلعب.

غض البصر يورث العبد فراسة ويطلق نور بصيرته، كما قال شاه بن شجاع الكرماني : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة واكتفى بالحلال واجتنب الحرمات وغض بصره لا تخطئ له صلاته، وكان شاه هذا لا تخطئ له صلاته.

إطلاق البصر كذلك يجعل العبد يقع في اتباع الهوى، وفي الغفلة والإعراض عن شرع الله عز وجل، قال تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28] .

والنظرة يا عباد الله! كأس من الخمر من شرب منه وقع في سكر الهوى، وقد يصاب الناظر بداء بلا عوض وهو داء العشق، كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الشاعر:

وما في الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق

تراه باكياً في كل حالمخافة فرقة أو لاشتياق

فيبكي إن نأوا شوقاً إليهمويبكي إن دنوا حذر الفراق

فتسخن عينه عند التنائيوتسخن عينه عند التلاقي

فنسأل الله عز وجل أن يستر عورات المؤمنين، ونسأله تعالى أن يرزقنا غض البصر له عز وجل، ونسأله تعالى أن يبارك في أوقاتنا وأعمارنا.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأعل راية الحق والدين، اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده يا رب العالمين! ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه.

اللهم أعزنا بالإسلام قائمين، وأعزنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين.

اللهم عليك باليهود الغاصبين، والأمريكان الحاقدين، ومن والاهم من العلمانيين والمنافقين، والذين يشيعون الفواحش في بلاد المسلمين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، اللهم لا ترفع لهم في الأرض غاية، واجعلهم لسائر خلقك عبرة وآية، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والربا والزنا، وردهم إليك رداً جميلاً.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , غض البصر ونعمة الوقت للشيخ : أحمد فريد

https://audio.islamweb.net