إسلام ويب

تقوى الله غاية مطلوبة، ومنقبة للأولياء مكتوبة، وعن المحرومين من ذوي الغفلة محجوبة، ولا سبيل للعبد إليها إلا ببذل الأسباب الموصلة إليها، كمحبة الله الغالبة على قلب العبد، ودوام مراقبة الرقيب، والاتعاظ بالنكال والآلام وعاقبة السوء للشرور والفجور والآثام، ومعرفة كيد الشيطان للإنسان واتخاذه عدواً، ثم تعويد النفس على التقى بمخالفة الهوى وتذكيرها بعظمة الله جل جلاله، وتهديدها بكشف الله ستره عن عبده وفضيحته بين الخليقة.

أسباب تقوى الله عز وجل

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

كيف تتقي الله عز وجل؟

هذا باب شريف، وقصر منيف، لا تدخل فيه إلا النفوس الأبية، التي لا ترضى بالدون، ولا تبيع الأعلى بالأدنى بيع الخاسر المغبون.

والمؤمن إذا رغب في الخير رغب، وإذا خوف من الشر هرب، ولا خير في من إذا أمر لا يأتمر، وإذا زجر لا ينزجر.

فكيف نصل إلى تقوى الله عز وجل بعد أن عرفنا شرف التقوى؟

هناك خمسة أسباب توصل بإذن الله تعالى إلى تقوى الله عز وجل.

السبب الأول: محبة الله عز وجل تغلب على قلب العبد فيدع لها كل محبوب، ويضحي في سبيلها بكل مرغوب.

السبب الثاني: أن يستشعر العبد مراقبة الله عز وجل، وأن يحس باطلاع الله عز وجل على قلبه.

السبب الثالث: أن يدرس ما في سبيل المعاصي والآثام من الشرور والآلام.

السبب الرابع: أن تتدرب كيف تخالف هواك وتطيع مولاك.

السبب الخامس: أن تدرس مكائد الشيطان ومصائده، وأن تحذر من وساوسه ودسائسه.

محبة الله عز وجل

السبب الأول: هو محبة الله عز وجل، وإن كانت المحبة غاية، إلا أن العبد إذا وصل إلى محبة الله عز وجل، فلا شك أن هذا يدفعه إلى تقوى الله عز وجل ومراقبته.

فما هي الأسباب الموصلة إلى محبة الله عز وجل؟

من ذلك: معرفة أسماء الله عز وجل وصفاته، وتقلب القلب في رياض معانيها؛ فإن العبد إذا عرف ربه عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وإلهيته وربوبيته؛ فإنه لا شك يزداد حباً لله عز وجل، فأعرف الناس لله عز وجل أكثرهم حباً له، وأكثرهم خشية منه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أعلمكم بالله، وأشدكم له خشية) .

ومن ذلك: أن يتدبر العبد نِعم الله عز وجل عليه، قال تعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ [النحل:53]، وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، فمهما تدبر العبد نعم الله عز وجل عليه فإنه لا شك يزداد حباً لله عز وجل، فإن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.

ومن ذلك: الخلوة بالله عز وجل في وقت الإذن العام والنزول الإلهي: (في ثلث الليل الآخر ينزل ربنا جل وعز إلى سماء الدنيا يقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟) .

فالخلوة بالله عز وجل في هذا الوقت مما يزيد العبد حباً لله عز وجل ومراقبة له.

ومن ذلك: قراءة القرآن مع التدبر والتفكر في معانيه، قال الله عز وجل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2].

أيضاً من أسباب محبة الله عز وجل: التفكر في مخلوقات الله عز وجل فإن معرفة عظمة المخلوق يدل كذلك على عظمة الخالق عز وجل.

ومن ذلك: كثرة النوافل بعد استكمال الفرائض، كما في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) .

ومن ذلك: تقديم محابه على محابك عند غلبة الهوى.

ومن ذلك: أن يترك العبد كل سبب يحول بينه وبين محبة الله عز وجل.

ومن ذلك: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب كلامهم، فإذا أردت أن تحب أحداً فجالس من يحبه، فإنه يذكر لك من صفاته ومن أياديه ما يدعو قلبك إلى محبته.

فهذه جملة أسباب تعين على زيادة محبة الله عز وجل.

استشعار العبد قرب الله عز وجل منه ومراقبته إياه

السبب الثاني مما يوصل إلى تقوى الله عز وجل: أن يستشعر العبد قرب الله عز وجل منه، ومراقبته لأقواله وأفعاله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4].. مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [المجادلة:7]، فاستشعار مراقبة الله عز وجل مما يدعو القلب إلى الخوف من الله عز وجل.

وقد ضرب العلماء لآيات المعية مثلاً حتى يكون كالمحسوس، قالوا: هب أن ملكاً سفاكاً قتالاً، وسيافه قائم على رأسه، والسيف مرفوع يقطر دماً، والنطع مبسوط، وهذا الملك أمامه بناته وجواريه، فهل يهم أحد بريبة تجاه بنات الملك وجواريه والملك ناظر إليه؟

يقول: لا شك أن الله عز وجل أعظم من هذا الملك، وأشد بطشاً، وأكثر غيرة من هذا الملك على نسائه وبناته، وهو سبحانه عليم بما في الصدور، فينبغي للعبد أن يتقي محارم الله عز وجل.

معرفة ما في سبيل المعاصي والآثام من الشرور والآلام

السبب الثالث مما يوصل إلى تقوى الله عز وجل: معرفة ما في سبيل المعاصي والآثام من الشرور والآلام، فسبيل المعاصي كله شرور وآلام وأحزان في الدنيا قبل الآخرة، بل ليس في الدنيا والآخرة شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي، فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى الدنيا دار الشرور والآلام والمصائب؟

وما الذي مقت إبليس ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه، وجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، وبدل بالقرب بعداً، وبالرحمة لعنة، وبالجنة ناراً تلظى، فهان على الله غاية الهوان، وسقط من عينه غاية السقوط، وصار قواداً لكل فاسق وظالم ومجرم، رضي لنفسه بتلك القيادة بعد تلك العبادة والسيادة؟ فعياذاً بك اللهم من مخالفة أمرك وارتكاب نهيك.

وما الذي أغرق قوم نوح حتى علا الماء رءوس الجبال؟

وما الذي أهلك عاداً بالريح العقيم: سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7].

وما الذي أرسل على ثمود الصيحة فقطعت قلوبهم في أجوافهم، وماتوا عن آخرهم؟

وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب، فلما صار السحاب فوق رءوسهم أمطرهم ناراً تلظى؟

وما الذي حمل قرى اللوطية إلى السماء حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها، ثم أمطرهم حجارة من سجيل منضود مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ [الذاريات:34]، ولإخوانهم أمثالها وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ [هود:83]؟

وما الذي أرسل على بني إسرائيل قوماً أولي بأس شديد، فقتلوا الرجال وسبوا النساء والذرية، وتبروا ما علوا تتبيراً؟

وما الذي أغرق فرعون وجنوده، ثم أرسلت أرواحهم إلى النار، فالأجساد للغرق، والأرواح للحرق؟

وما الذي أهلك القرون من بعد نوح ودمرها تدميراً؟

كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار

تبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار

وكم من معاص نال منهن لذة ومات فخلاها وذاق الدواهيا

تصرم لذات المعاصي وتنقضي وتبقى تباعات المعاصي كما هيا

فيا سوأتا والله راء وسامع لعبد بعين الله يغشى المعاصيا

فإذا تدبر العبد الشرور والآلام التي تترتب على الذنوب والمعاصي في الدنيا قبل الآخرة،لا شك أنه سوف يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على معصية الله عز وجل، وعلى خلاف تقوى الله عز وجل.

التدرب على كيفية مخالفة الهوى وطاعة المولى عز وجل

السبب الرابع مما يوصل إلى تقوى الله عز وجل: أن تتدرب كيف تخالف هواك وتطيع مولاك؟ قال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله عز وجل فذكرها بالله عز وجل، فإذا لم تنزجر فذكرها بمروءة الرجال؛ لأن المعاصي تخالف المروءة.

كما قال عنترة :

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها

وعنترة شاعر جاهلي لم يسمع قول الله عز وجل: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30]، ولكنه علم بفطرته أن إطلاق البصر خلاف المروءة.

فيقول: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله عز وجل فذكرها بالله؛ فإن الله عز وجل أهل لأن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر؛ فإن أبت فذكرها بأخلاق الرجال، فإن أبت فذكرها بالفضيحة، كيف إذا علم الناس به -وهو مستور الحال- أنه يقع في هذا الذنب.

يقول: فإن أبت فاعلم أنك انقلبت الساعة إلى حيوان.

أي: لا تستحق أن تكون إنساناً متقياً، ولا تستحق أن تكون مجرد إنسان عنده مروءة وإن لم يكن عنده دين، واعلم أنك انقلبت الساعة إلى حيوان.

يقول ابن القيم كلاماً أقيم وأنفس من ذلك، يقول: ملاك الأمر كله في محبة الله عز وجل والشوق إليه وإرادة وجهه الكريم، فإن لم تكن لك همة عاليه تدعوك إلى ذلك فتذكر ما في الجنة من نعيم مقيم للأبرار، وأن من شرب الخمر في الدنيا لن يشربها في الآخرة، ومن لبس الحرير في الدنيا لن يلبسه في الآخرة، فإن لم تكن لك همة تدعوك إلى ذلك، فتذكر ما في النار من الجحيم ومن الأغلال ومن الحميم.

يقول: فإن لم تكن لك همة تدعوك إلى ذلك فاعلم أنك خلقت للجحيم لا للنعيم، والعياذ بالله.

فينبغي للعبد أن يتدرب على كيفية مخالفة هواه، وأن يسأل نسفه: لماذا يغلبه الشيطان دائماً ويقع في معصية الله عز وجل؟

ولماذا لا ينتصر هو على الشيطان، ويفعل ما يتقي به ربه عز وجل، ويفعل ما يحبه الله عز وجل؟

والله تعالى جعل للعبد سبيلين اثنين لا ثالث لهما، إما أن يكون متبعاً لشرع الله عز وجل، وإما أن يكون متبعاً للهوى،فقال عز وجل: يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص:26]، وقال: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ [القصص:50]، وجعل الله عز وجل اتباع الهوى هو سبيل الوصول إلى النار، فقال عز وجل: فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:37-41].

والهوى كما قال العلماء: هوان سرقت نونه.

نظمه الشاعر فقال:

نون الهوان من الهوى مسروقة فإذا هويت فقد لقيت هوانا

فالنفس إذا استعملت التقوى تقوى بها، وإذا اتبعت الهوى هوى بها.

قال الإمام أحمد :

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن اللّه يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب

راود رجل أعرابية عن نفسها وقال لها: والله ما يرانا إلا الكواكب. فقالت: فأين مكوكبها؟!

وسئل الجنيد : بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.

فالعبد إذا استحضر أن الله عز وجل ينظر إليه فإنه عند ذلك يستحيي من الله عز وجل.

ضرورة معرفة مكائد الشيطان ومصائده والحذر من وساوسه ودسائسه

السبب الخامس من أسباب التقوى: أن تعلم مكائد الشيطان ومصائده، وأن تحذر من وساوسه ودسائسه، وأن تتخذ الشيطان عدواً كما أمرك الله عز وجل: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6]، لا تتخذه صديقاً ولا حميماً ولا ناصحاً أميناً، بل تتخذه عدواً كما أمرك الله عز وجل، والشيطان يقف لابن آدم عند سبع عقبات: عند عقبة الكفر فإن أسلم وسلم، وعند عقبة البدعة فإن لم يجبه وقف له عند عقبة الكبيرة، ثم عند عقبة الصغيرة، ثم يشغله بالعمل المباح، ثم يشغله بالعمل المفضول عن الفاضل؛ فإن خالفه في كل هذه العقبات وسلم منه فإنه لا يسلم منه في العقبة السابعة، وهو أن يسلط عليه أولياءه من شياطين الجن والإنس بألوان الأذى، ولو سلم من ذلك أحد لسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فينبغي للعبد إذا وسوست له نفسه بالمعصية أن يستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأن يدافع الخطرات، كما قال ابن القيم : دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة فدافعها، فإن لم تفعل صارت إرادة فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة فحاربها؛ فإن لم تفعل صارت فعلاً.

فالعبد ينبغي له أن يشغل نفسه دائماً بطاعة الله عز وجل حتى لا يكون محلاً للوساوس، كما قال ابن القيم رحمه الله: إذا غفل القلب ساعة عن ذكر الله جثم عليه الشيطان، وأخذ يعده ويمنيه، فمهما كان العبد مشغولاً بالطاعة والعبادة لا يكون عند ذلك محلاً للوساوس.

فينبغي أن يشغل العبد نفسه دائماً بطاعة الله، وأن يكون دائماً مع الله عز وجل، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]؛ فإن حصلت منه غفلة ووسوس له الشيطان بمعصية؛ فينبغي له أن يتذكر الاستعاذة فيحتمي بجناب الله العظيم من الشيطان الرجيم، ثم ينبغي له أن يتحصن بالتحصينات الشرعية، ومن ذلك: أن يقرأ آية الكرسي عند النوم، والآيتين من آخر سورة البقرة.

ومن ذلك في أذكار الصباح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

ومن ذلك: أن يقرأ سورة البقرة، أو تقرأ في بيته، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة يفر منه الشيطان. ومن ذلك: أن يحافظ على أذكار الوضوء دائماً، وتجربته تغني عن الاستدلال له.

ومن ذلك: أن يترك فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول المخالطة.

فهذه أسباب خمسة إذا عمل بها العبد فإنه يصل بإذن الله إلى تقوى الله عز وجل: أولاً: محبة لله عز وجل تغلب على القلب يدع له كل محبوب، ويضحي في سبيلها بكل مرغوب.

ثانياً: أن يستشعر في قلبه مراقبة الله عز وجل والخوف منه.

الثالث: أن يعلم ما في سبيل المعاصي والآثام من الشرور والآلام.

الرابع: أن يعرف كيف يخالف هواه ويطيع مولاه.

الخامس: أن يدرس مكائد الشيطان ومصائده، وأن يحذر من وساوسه ودسائسه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , كيف تتقي الله؟ للشيخ : أحمد فريد

https://audio.islamweb.net