إسلام ويب

خلق الله البشر من نفس واحدة هي آدم، ومع هذا تجدهم مختلفين في ألسنتهم وألوانهم بحيث يتميز كل إنسان عن غيره، ومن آيات الله في هذا الإنسان أن جعل له أوقاتاً ينام فيها، وأخرى يكدح فيها ويعمل، وتجده إذا رأى البرق يطمع في المطر الذي به حياته ويخاف منه أن يكون عقوبة نازلة، وكما رأينا هذه الآيات سنرى الآية العظمى؛ يوم القيامة حقيقة واقعة.

تفسير قوله تعالى: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ...)

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

فهيا بنا نصغي مستمعين إلى تلاوة هذه الآيات من سورة الروم ثم نتدارسها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ [الروم:22-25].

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَمِنْ آيَاتِهِ [الروم:22] أي: ومن آيات الله عز وجل الدالة على وجوده، وعلى علمه، وقدرته، ورحمته، المستوجبة لعبادته وحده دون من سواه، وما أعظم هذه الآيات وما أكثرها:

منها: خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الروم:22]. أية آية أعظم من هذه؟

من خلق السماوات السبع؟ ومن خلق الأرض؟ بنو فلان؟ من؟ لا جواب إلا الله وحده.

الذي يخلق هذه السماوات والأرض ويوجدها كيف تكون ذاته؟

كيف تكون صفاته؟

كيف تكون قدرته؟

كيف يكون علمه؟

كيف تكون رحمته؟

إذاً: هو الذي لا إله إلا هو، ولا رب سواه، ويجب أن يعبد، ولا يعبد غيره!

يجب أن يطاع! يجب أن نسلم له قلوبنا ووجوهنا!

يجب أن نعرض عن كل من سواه من سائر المخلوقات، ونلهج بكلمة: لا إله إلا الله.

خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الروم:22] أولاً وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ [الروم:22] ثانياً.

أصلنا واحد؛ آدم وحواء، فكيف اختلفت ألواننا؟!

لم لسنا على شكل أبينا أو أمنا؟ لم اختلفنا: هذا أبيض.. هذا أسود.. هذا أصفر.. هذا أحمر؟

اختلاف الألوان أمر عجب، وأعجب منه اختلاف الألسن، وهي لغات .. أكثر من سبعين لغة في العالم.

من علم هذه اللغات؟ من جاء بها؟ كيف عرفها البشر؟ كيف نطقوا بها؟ لا إله إلا الله!

إن في هذا المذكور من خلق السماوات والأرض واختلاف الألسن والألوان فيه آيات. لمن؟ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [الروم:22]، قراءة سبعية: للعالَمين، بفتح اللام، فيشمل العالم والجاهل، وكل من ينظر ويبصر يعرف.

و لِلْعَالِمِينَ [الروم:22] لطفية أخرى: وهي ما قررناها وكررناها: ها نحن في هذا المجلس أبيضنا وأصفرنا .. لكن السمات والعلامات التي تميز بعضنا بعضاً من يخلقها؟

لو تقف البشرية كلها في صعيد واحد، والله لن تجد اثنين لا يفرق بينهما، هذا أعظم شيء.

ها نحن فيما بيننا: أعيننا.. أسماعنا.. أبصارنا.. ألسنتنا.. أيدينا.. ذواتنا.. واحدة، أليس كذلك؟ بلى.

فهل يتحد اثنان في السمات والعلامات، ولا يفرق بينهما؟ لا.

هذه وحدها أعظم آية، ولو أن أهل قرية سماتهم واحدة لا يفرق بينهم فهذا يدخل على امرأة هذا.. وهذا يدخل على أم هذا، وهذا بيته، وهذا كذا.. ألوانهم واحدة، لكن لهذه السمات المفارقة المميزة عجب .. وهذه من الآيات وهي أعظم من آية البياض والسواد، ولهذا قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [الروم:22]، الذين يعلمون هذه ويعرفونها، والناس كما علمتم صنفان: عالِم وعالَم، ولهذا قرئ للعالَمين وللعالِمين، للعالِمين بحسب السمع والبصر و.. و.. والعالَمين بحسب هذه الصفات وهذه السمات المميزة والمفرقة بين شخص وآخر.

تفسير قوله تعالى: (ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله...)

قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [الروم:23].

وَمِنْ آيَاتِهِ [الروم:23] الموجبة لعبادته، المقتضية لتوحيده، المستلزمة للإيمان به وقدرته، وعلمه.

من آياته، وما أكثرها، وما أعظمها: مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ [الروم:23]. خذ مليون ريال ونم. هل تستطيع؟ لا.

من يستطيع أن يقول: نم فينام؟ هل هناك من يقدر؟ مستحيل. كيف ننام؟ والاستيقاظ كيف نستيقظ؟

إذاً: هذا في منامنا بالليل والنهار فلم ننكر البعث والحياة الثانية، وهي متمثلة يومياً فينا، ننام.. نحيا .. نستيقظ .. نموت.

النوم موت أو لا؟ موت. نموت ونحيا، فكيف ننكر البعث -إذاً- والدار الآخرة؟

نقول: كيف إذا متنا نحيا؟ ها نحن نموت كل يوم، ونحيا كل ليلة؟ لا إله إلا الله.

وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ [الروم:23]، نبتغي رزقنا من فضل الله، هذا صانع، وهذا زارع ، وهذا خياط، وهذا ضابط، وهذا كناس، ونطلب هذا الرزق في النهار بالحياة التي وهبنا الله، ولو بقينا نائمين فلن نعمل شيئاً، لكن يحيينا لنعمل، وهكذا سر الحياة: العمل. وسر الحياة في الدار الآخرة: الجزاء.

هذه دار عمل، وتلك دار جزاء، وكأنما هنا نموت، وهنا نحيا.

قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ [الروم:23] الذي سمعتم لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [الروم:23]، أما الذين لا يسمعون الهدى، ولا يستجيبون له، فلا يجدون في هذا آية، ولا في غيرها، لكن أصحاب الأسماع التي دائماً على الهدى، وتسمع الحق، وتسمع ما يقال يستفيدون من هذا .. يجدون الآيات فيها.

وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ [الروم:23]. فكيف نكذب بالبعث والدار الآخرة وهي متمثلة لنا يومياً؟ يومياً نموت ونبعث.

تفسير قوله تعالى: (ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماء...)

ثم قال تعالى أيضاً: وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الروم:24].

وَمِنْ آيَاتِهِ [الروم:24] الموجبة لتوحيده، المستلزمة لعبادته، المستلزمة لوجوده وربوبيته، وألوهيته، وقدرته، وعلمه، وحكمته.. كل هذا تستلزم هذه الآيات، وهي أن يرينا الْبَرْقَ [الروم:24] كما تشاهدون خَوْفًا وَطَمَعًا [الروم:24]، المسافرون يخافون من البرق، والرعد، والمطر، والمقيمون ينتظرونه للغيث، والسقي، والماء.

خَوْفًا وَطَمَعًا [الروم:24]، (خَوْفًا): من الغرق والطوفان. (وَطَمَعًا): في أن نسقي زرعنا وبساتيننا، ونشرب، ونغتسل بالماء.

إذاً: وَمِنْ آيَاتِهِ [الروم:24] الدالة على قدرته، وعلمه، والمستوجبة لعبادته: أنه يرينا البرق بأعيننا؛ من أجل الخوف والطمع، ويحصل بالبرق الخوف والطمع، خوف من جهة الغرق والصواعق، وفرح من جهة الماء، نسقي به زرعنا.

وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً [الروم:24] وينزل هو وحده لا شريك له أبداً مِنَ السَّمَاءِ [الروم:24] من العلو مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [الروم:24].

أما كانت الأرض ميتة وإذا أنزل الماء يحييها؟ لماذا ننكر الحياة الثانية؟ بأي حق؟ بأي منطق؟ بأي ذوق؟

الذي يحيي الأرض وهي ميتة بما ينزله، أما يحيينا إذا متنا بما ينزله من السماء، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله ينزل علينا من السماء ماء كمني الرجال، فينزل، فيقع على القبر، على عظم صغير، والعظم الصغير هو عجب الذنب، فننبت منه كما ينبت البقل من الثوم والبصل، فإذا استوت الأجسام وتم خلقها حينئذٍ ينادى: يا أهل القبور قوموا، فيقومون لله ينظرون بنفخة إسرافيل عليه السلام.

هذا دليل قاطع على أن الحياة الثانية حتمية، وأن الموت في الحياة الدنيا لا يمنع أن نحيا حياة أخرى؛ لأننا نشاهد الحياة والموت في دنيانا.

وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [الروم:24] بعد يبسها وجدبها إِنَّ فِي ذَلِكَ [الروم:24] الذي سمعتم لَآيَاتٍ [الروم:24] وليست آية واحدة، بل علامات وحجج ظاهرة قطعية. ولكن لمن؟ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الروم:24]، أما الذين لا عقول لهم كالبهائم لا يستفيدون من شيء، ولا يشاهدون آية، ولا يعرفون.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ [الروم:24] لمن؟ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الروم:24] أما الذين لا يعقلون، ولا يميزون بين الحق والباطل، والخير والشر، والصحيح والفاسد، والنافع والضار فهم كالبهائم، هؤلاء هم الكفار، فكيف يعقلون هذا أو يفكرون فيه.

تفسير قوله تعالى: (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون)

قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ [الروم:25] تعالى وحججه القاطعة الظاهرة أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ [الروم:25].

السماء والأرض من أوجدهما؟ أوجدهما الله.

من أبقاهما آلاف السنين، فما غارت الأرض، ولا خسفت، ولا سقطت السماء؟

من أمسكهما عشرات الآلاف، ومئات الآلاف من السنين، فما سقطت السماء، ولا غارت الأرض، ولا خسفت؟ من أمسكهما؟ أيدي الجن أو أيدي البشر؟ لا أبداً، ولكن الله عز وجل هو الذي أمسكهما، يمسك السماء أن تقع على الأرض.

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ [الروم:25] لولا أن الله أمرهما بالبقاء لما بقيا، لهبطت الأرض إلى الأسفل، وتحطمت السماء وتشتتت، لكن أمر الله لهما أن يبقيا كما خلقهما عشرات الآلاف أو مئات الآلاف من السنين، فسبحان الله العظيم! أية آيات هذه؟ أية حجج؟ أية براهين؟!

ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ [الروم:25] بعد موتكم واستقراركم في قبوركم، بعد فناء هذا الكون يدعوكم تعالى: يا أهل القبور! قوموا، فيقومون لله رب العالمين، ثم إذا دعاكم دعوة واحدة، نفخة إسرافيل من الأرض إذا أنتم تخرجون منها، كما خلقكم أول مرة يخلقكم ثاني مرة، وتخرجون أحياء؛ لتقفوا بين يديه، ويسألكم، ويحاسبكم ثم يجزيكم، إما بالنعيم المقيم في دار السلام، وإما بالعذاب الأليم في دار البوار والهلاك والعياذ بالله تعالى.

قراءة في كتاب أيسر التفاسير

هداية الآيات

قال: [ هداية الآيات: من هداية هذه الآيات:

أولاً: بيان مظاهر قدرة الله تعالى، وعلمه، وحكمته، ورحمته الموجبة لعبادته وحده، وترك عبادة من سواه ].

من هداية هذه الآيات: بيان مظاهر قدرة الله وعلمه، ورحمته، وحكمته، الموجبة لعبادته وحده دون من سواه، والمقتضية للإيمان باليوم الآخر، والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

[ ثانياً: مشروعية طلب الرزق بالمشي في الأرض، واستعمال الوسائل المشروعة لذلك ].

مشروعية طلب الرزق بالعمل والسعي في الأرض، بالزراعة، بالصناعة، بالتجارة، بالعمل، بالاستئجار بكذا.. والله عز وجل هو الذي شرع هذا، قال تعالى: وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ [الروم:23]، نبتغي من فضل الله تعالى، نطلب الرزق من فضله، بما شرع لنا من هذه السنن في الأرض والأسباب.

[ ثالثاً: تقرير أن الذين ينتفعون بأسماعهم وعقولهم هم أهل حياة الإيمان، إذ الإيمان روح متى دخلت جسماً حيي وأصبح صاحبه يسمع ويبصر ويفكر ويعقل ].

نعم. الذين آمنوا فحيوا هم الذين ينتفعون بهذه الآيات ومظاهرها، وما تدل عليه، أما الذين لا يسمعون ولا يبصرون لموتهم وموت قلوبهم فلا يجدون في هذه الآيات أبداً ما يدلهم على أنه لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن البعث الآخر حق؛ لأنهم أموات.

ولهذا نعيد القول: العقيدة الإسلامية؛ عقيدة لا إله إلا الله، محمداً رسول الله؛ هذه العقيدة بمنزلة الروح، وبمثابة الروح، صاحبها قل فيه: حي. اطلب منه يعطك، وفاقدها -والله- ميت، لا يسمع النداء، ولا يجيب.

[ رابعاً: تقرير عقيدة البعث والجزاء التي عليها مدار الإصلاح البشري بعد عقيدة الإيمان بالله رباً وإلهاً ].

عقيدة البعث والجزاء، أما قال: تنامون وتستيقظون؟ كل يوم تموتون وتبعثون.

لم -إذاً- نقر بالموت ولا نقر بالبعث؟ لأن الملاحدة والكفار لا يعترفون بالحياة الثانية.

من أوجد هذه الحياة؟ من أوجدها كيف لا يستطيع أن يوجد غيرها؟

التكذيب بالبعث الآخر عمى في القلوب، ضلال في النفوس، صاحبه كالبهيمة، وإلا بأي معنى ينفيه، ونحن نشاهد أنفسنا نموت كل ليلة ونحيا.

أليس النوم موتاً؟ بلى.

ثم قلت لكم: من العجيب من يستطيع أن ينام بدون إذن الله! أغمض عينيك وقل: أنا أنام. مستحيل، كالموت، لن تموت إلا بإذن الله.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة الروم (5) للشيخ : أبوبكر الجزائري

https://audio.islamweb.net