إسلام ويب

إن قصة إبراهيم عليه السلام تمثل جانب التوحيد والإخلاص في أنصع صوره وأبهى حلله، فقد كان عليه السلام عظيم التوكل على ربه، صابراً على كل ما يناله في طريقه إلى مولاه، فجعل له ربه عز وجل لسان صدق في الآخرين، ومنحه شرف الإمامة والخلة، فكان أبو الأنبياء، وصاحب الحنيفية السمحاء، وأورثه ربه جنة النعيم.

تفسير قوله تعالى: (رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين)

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده )، وها نحن مع سورة الشعراء المكية، فتأملوا الآيات!

قال تعالى: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ [الشعراء:83-95].

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [الشعراء:83]، هذه دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام، إذ ما زال السياق الكريم مع إبراهيم، هذا القصص الذي قص الله على نبينا وعلينا ألا يدل على أن الله موجود ؟ بلى. عليم، حكيم، لا إله غيره، ولا رب سواه.

ألا يدل على أن محمداً رسول الله؟!

ألا يدل على أن هذه الشريعة يجب أن نعيش عليها وأن نطبقها على حياتنا؟

كيف لا؟ من يقص هذا القصص؟ من يقدر عليه؟ من يحفظ هذا الكلام ويحكيه بعد أن تمضي عليه آلاف السنين؟

خلاصة القول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن البعث الآخر حق؛ من أجل الجزاء على العمل في هذه الدنيا، فهيا ندعو بهذه الدعوة: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [الشعراء:83].

رَبِّ [الشعراء:83]، أي: يا رب! يا خالقي! يا رازقي، يا معبودي الذي ليس لي معبود سواه، يا رب، هَبْ لِي [الشعراء:83] من فضلك وإحسانك أعطني بجودك وكرمك حُكْمًا [الشعراء:83].

والمراد من الحكم هنا: العلم النافع الذي يحكمك دون الباطل والشر والظلم والفساد!

المراد من الحكم هنا: العلم النافع الذي يقودك إلى ميادين الخير والهدى ويصرفك عن ميادين الشر والضلال!

هذا هو الحكم: وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [الشعراء:83] في الدنيا لنكون مثلهم وفي الآخرة للنزل منازلهم في الجنة دار السلام.

نعم الدعوة هذه!! من منكم يستغني عنها؟ لا أحد.

إذاً: ادعوا الله في صلاتكم.. في سجودكم.. بعد صلاتكم.. في كل أوقاتكم عسى الله أن يهبكم هذا الهدى ويعطيكم هذا لخير، ومن سأل الله أعطاه!

هذا إبراهيم الخليل نبي الله ورسوله ومصطفاه وخليله يسأله هذا السؤال: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [الشعراء:83]. وقد عرفتم أن المراد من الحكم هنا: العلم النافع الذي ينفعكم في حياتيكم الدنيوية والأخروية، وينفعكم أيضاً بأن تتجنبوا ما يغضب الله وتفعلون ما يرضى الله عز وجل.

والصالحون من عباد الله هم الذين أدوا حقوق الله الواجبة فما بخسوها ولا نقصوها، وأدوا حقوق الخلق والناس كذلك فما بخسوها ولا نقصوها.. أولئك هم الصالحون.

لو قيل لك: فلان عبد صالح، فقد تقول: كيف؟ يقال: نعم. أدى حقوق الله فما نقصها أبداً وأدى ما عليه من الحقوق للعباد وما نقصهم، فبذلك هو صالح، وهو مع مواكب الصالحين مع النبيين والصديقين والشهداء، إذ قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء:69]، فهي درجة عالية ومقام سام وإلا كيف يسأل إبراهيم الله أن يجعله منهم ومعهم وأن يلحقهم بهم فيقول: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [الشعراء:83]؟!

ربنا هب لنا حكماً وألحقنا بالصالحين!

تفسير قوله تعالى: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين)

ثم قال الخليل: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ [الشعراء:84]، طلب آخر كالأول.

وَاجْعَلْ لِي [الشعراء:84] يا رب لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ [الشعراء:84] من ذريتي إلى يوم الدين.

واستجاب الله له فاليهود كالنصارى ككل البشرية تعظم إبراهيم وتجله وتذكره بخير.. إبراهيم حتى المشركون في مكة كانوا يجلونه ويكبرونه ويعظمونه ويعتزون بالنسبة إليه، استجاب الله لإبراهيم دعوته: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ [الشعراء:84]، فما من ذي علم أو بصيرة إلا ويذكر إبراهيم بالخير ولا يذكره بالشر أبداً على اختلاف الأجناس والأديان والملل، إبراهيم محمود عند الأمم كلها استجابة لدعوته وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ [الشعراء:84]، ينطقون به فِي الآخِرِينَ [الشعراء:84].

ونحن نسأل الله أن يجعل لنا لسان صدق في الآخرين فنموت ونذكر بخير إن شاء الله!

إذا مت وذكرت بخير ودعي لك واستغفر لك وترحموا عليك فأنت في خير وقد استجاب الله لك وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ [الشعراء:84].

تفسير قوله تعالى: (واجعلني من ورثة جنة النعيم)

الدعوة الثالثة: وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ [الشعراء:85]، بعد الجهاد الطويل.. بعد العبادة التي دامت عشرات السنين إبراهيم يسأله ربه ويقول: واجعلني من ورثة الجنة.

وهل للجنة ورثة؟ وهل هم ذكور أم إناث؟ أشراف أم وضاع؟ عرب أم عجم؟

الجواب: نعم. للجنة ورثة يرثونها وهم أهل الإيمان والتقوى، فكل مؤمن تقي هو من الوارثين، فاللهم اجعلنا منهم.

هيا نحقق إيماننا ونتقي ربنا فننهض بما وجب علينا النهوض به، ونتخلى عما نهانا عنه، وبذلك نصبح من ورثة الجنة: تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا [مريم:63].

ولماذا التقي هو الذي يرثها؟ لأن الجنة دار السلام لا يدخلها الأخباث الأنجاس أبداً، والتقي ذاك الذي نفسه مشرقة كهذا النور ما تلطخت ولا تعفنت بأوضار الشرك والنفاق والكفر والذنوب والآثام.. مشرقة نيرة كأرواح الملائكة.. هذا الذي يدخل الجنة.

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ [الشعراء:85] الجنة دار النعيم وكلمة: نعيم تعني كل ما يتنعم به من طعام، من شراب، من لباس، من حياة، كلها تدخل تحت مسمى النعيم.

تفسير قوله تعالى: (واغفر لأبي إنه كان من الضالين)

وواصل الخليل دعاءه فقال: وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ [الشعراء:86]، أبوه آزر كان واعده بأن يسلم ويقبل دعوة الإسلام وظن إبراهيم أنه وفي له، ولما تبين له بعد ذلك أنه أصر على الكفر لم يدع له، ونهاه الله عز وجل عن الدعاء لأبيه؛ لأنه كان من المشركين الكافرين: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113] إلا ما كان من إبراهيم كان يدعو لأبيه ويستغفر له فلما تبين له أنه من أصحاب والجحيم ترك ذلك، قال تعالى: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة:114].

مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ [التوبة:113] محمد صلى الله عليه وسلم وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ [التوبة:113]، أصحاب قرابة كالآباء والأمهات مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ [التوبة:113-114] هذا لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة:114].

قوله: إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ [التوبة:114]، طلب منه أن يقبل دعوة الإسلام ويستغفر له، فلما أصر على الكفر وتبين لإبراهيم كفره تركه ولم يدع له.

هل كان الرسول يدعو لأمه وأبيه من المشركين؟ والله ما كان يدعو، نعم قبل نزول هذه الآية كان بعض المؤمنين يرى أن يدعو لأبيه أو أمه أو قريبه، لكن لما نزلت: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113] تركوا.

والنبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه في طريق مكة ووقف عليها وقال: ( استأذنت ربي في أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ). لأن الله إذا أصدر حكمه على العبد لا يأتي من ينقضه بحال من الأحوال.

إي: وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ [الشعراء:86]، أي: المشركين، الكافرين، الفاسقين، الفاجرين، الضلال، الذين أخطئوا طريق الهدى والصلاح.

تفسير قوله تعالى: (ولا تخزني يوم يبعثون)

ثم قال تعالى: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ [الشعراء:87]، يسأل ربه ألا يخزيه يوم القيامة مع أنه خليل الرحمن والوحي ينزل عليه وهو باني البيت، وهو هو.. ومع هذا يسأل ربه فيقول: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ [الشعراء:87]، للحساب والجزاء في ساحة فصل القضاء في ذلك اليوم.

ومن هنا كان أول من يكسى إبراهيم.. أول من يكسى في عرصات القيامة، يبعث الناس حفاة عراة وأول من يكسى إبراهيم عليه السلام.

وَلا تُخْزِنِي [الشعراء:87] لا تذلني ولا تهينني يَوْمَ يُبْعَثُونَ [الشعراء:87]، كما تفعل ذلك بأعدائك الكافرين والمنافقين والفاجرين والمنافقين.

وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ [الشعراء:87] أين يبعثون؟ ومتى يبعثون؟ ولم يبعثون؟ ثلاثة أسئلة!

يبعثون لما تنتهي هذه الحياة فلا سماء ولا أرض، ثم ننبت نبتاً جديداً كما ينبت البصل والثوم وتكتمل أجسادنا تحت التراب.. غير هذا التراب وينفخ إسرافيل فيه نفخة البعث فكل روح تدخل في جسدها، كل روح ما تخطئ جسدها الذي كانت فيه.. الذي أعد لها، ويبعثون قياماً هكذا إلا أنهم حفاة عراة.

هذا البعث سببه الحساب في هذا المقام، ثم الجزاء إما بالنعيم المقيم أو بالعذب الأليم، إما بالجنة وإما بالنار، ثم يخزى الإنسان ويذل أو ينصر ويعز، فإبراهيم عليه السلام يقول: ولا تخزني في ذلك اليوم يوم يبعث الله الخلائق للحساب والجزاء.

تفسير قوله تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون)

قال تعالى: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء:88].. يوم القيامة، يوم البعث، يوم الجزاء لا ينفع المال.

لو عندك الدنيا كلها وكانت في جيبك لا تنفعك!

هل المال والبنون ينفعون؟ لو كنت أباً لجيل كامل ما ينفعوك أبداً، والله لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولكن ينفع الإيمان وصالح الأعمال فقط، فمن بعث ونفسه زكية طيبة طاهرة نفعه ذلك وأسكنه الله الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ومن كانت نفسه خبيثة عفنة بأوضار الشرك والظلم والشر والفساد فهو من الخاسرين، ولو كان له ألف ولد ومليار دينار.

يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء:88] في الدنيا ينفع المال وقد ينفع الأولاد وليس دائماً، قد يكون له أولاد ولا ينتفع بهم، وقد يكون له مال فيضره ولا ينتفع به، لكن حسب سنة الله أن المال والولد ينفعون في الدنيا لا في الآخرة، وهذه دعوة إبراهيم عليه السلام.

وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ [الشعراء:87]، أي: من قبورهم، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء:88]، اللهم إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:89]، هذا الذي ينفعه.

تفسير قوله تعالى: (إلا من أتى الله بقلب سليم)

قال تعالى: إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:89].

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ [الشعراء:89] جاء الله يوم القيامة بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:89]، أتى الله ساعة ما مات وأدخل القبر ثم أتى الله بقلب سليم ما فيه عفن ولا وسخ ولا وضر ولا ولا.. أي: ما كان مشركاً ولا كافراً، ما كان منافقاً ولا فاسقاً ولا فاجراً، قلبه سليم سلامة كاملة ما فيه أوضار الكفر والشرك والنفاق والذنوب والآثام، فقد يكون القلب سليماً، وقد يكون متسخاً كالثوب يكون نظيفاً ويكون مسوداً عفناً والعبرة بالقلوب: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهو القلب )، فهيا نحافظ على قلوبنا، فلا نسمع باطلاً ولا نرضى به، ولا ننطق بالسوء ولا نظفر به، ولا نتناول طعاماً ولا شراباً حرمهما الله علينا، ولا نمشي مشية لا يرضاها الله، ولا نجلس مجلساً لا يقبله الله، وبذلك نحافظ على سلامة قلوبنا.

أما مع الخبط والخلط، نسمع الباطل ونضحك مع الضاحكين، نشاهد المنكر ولا ننكره، نرى المعروف متروكاً ولا نعبأ بذلك ولا نحزن.. وهكذا، وقد نؤخر الصلاة عن أوقاتها، وقد نعق والدينا وقد وقد وقد..

الذنوب صاحبها كيف يسلم قلبه؟

ومن باب البيان معاشر المؤمنين والمؤمنات! لا يحل لنا نحن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذين نريد أن نسكن الملكوت الأعلى لا يحل لنا أن نسمع أصوات المغنيات والعواهر في بيوتنا، والله لا يحل لمؤمن أن يدخل بيته ويرى عاهرة تغني في شاشة التلفاز وهو يضحك وينظر إليها.. مات قلبه، فهيا نطهر بيوتنا؛ لأننا ليسنا يهوداً ولا نصارى، ولا بوذاً ولا مشركين ولا مجوس ولا كافرين.

من نحن؟ نحن المسلمون.

هل تكون حياتنا كحياة الكافرين نقتدي بهم ونأتسي بهم ونكون مسلمين؟!

القاعدة وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته خالدة إلى يوم الدين وهي قوله: ( من تشبه بقوم فهو منهم )، فالذي يريد أن يكون كالنصراني كاليهودي في كل شيء والله لا يلبث أن يكون مثلهم.. سنة الله لا تتبدل.

إذاً: إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:89]، يموت وقلبه مشرق طاهر نقي ما فيه وسخ ولا دنس.

من هو هذا؟ الذي يحفظ قلبه.. يحفظ جوارحه التي يصل بها السوء إلى القلب، فلا ينظر إلى ما حرم الله، ولا يسمع ما حرم الله، ولا يأكل ولا يشرب ما حرم الله، ولا يلبس ما حرم الله، ولا يتخل عما أوجب الله، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويصوم ويحج بيت الله، ويجاهد إن قام الجهاد، ويرابط إن وجد الرابط ذلكم هو المؤمن الذي قلبه سليم، أما الذي أكله، شربه، لباسه، مشيه، كل حياته كاليهود والنصارى، فكيف يسلم قلبه؟

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:89]، معافى ما فيه وسخ ولا دنس ولا ظلمة ولا نتن ولا عفن.

والله عندما تمر بك امرأة أو تمر أنت بها أو تطل من نافذة بيتها وتتعمد النظرة إليها والله لينعكس ذلك ظلمة على قلبك.

الكلمة.. ما قيمة الكلمة؟ كلمة تقولها مما يغضب الله ينكث بها في قلبك نكتة سوداء وينعكس عليها ظلمة وعفن.

تفسير قوله تعالى: (وأزلفت الجنة للمتقين)

ثم قال تعالى وقد انتهت قصة إبراهيم: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ [الشعراء:90].

أزلفت: قربت، أدنيت.

(الْجَنَّةُ): في ساحة فصل القضاء دنت وأدنيت وقربت ممن؟ من المتقين، ما قال بني هاشم، ولا قال أشراف، ولا قال سادة، ولا قال الفلانيين أو الفلانيين، بل قال: لِلْمُتَّقِينَ [الشعراء:90]، أزلفت الجنة لهم.. قربت منهم وهم في ساحة فصل القضاء.

من هم المتقون يرحمكم الله؟ وما هي الوقاية التي تقينا؟

الوقاية التي تقينا عذاب الله وغضبه وسخطه هي أن نحب الله تعالى ونحب ما يحب، ونكره ما يكره!

تريد أن تكون ولياً لله إذاً آمن واتق، فالمؤمنون المتقون هم أولياء الله.

إذاً: المتقون الذين اتقوا العذاب والسخط من الله عز وجل.

بم اتقوه؟ بإيمانهم وطاعتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وهنا باختصار نقول: أحبب ما يحب ربك، واكره ما يكره مولاك فأنت وليه، وإن كنت تريد أن تكون عدواً له فعاكس أمره، يحب كذا فتكره، يكره ذا فتحبه. هذه هي العداوة والعياذ بالله.

والناس ما بين ولي لله، وعدو لله، وليس هناك حالة ثانية، إما أن تكون ولياً لله أو تكون عدواً لله.

بم تتحقق لنا هذه الولاية يرحمكم الله؟!

تتحقق لنا بفعل ما يحب الله فعله، وترك الله ما يكره الله تركه، فهيا نحب الله فننظر فقط إلى وجودنا في هذه النعم التي نعيش فيها: من وهبني بصري هذا؟ من وهبني سمعي؟ من وهبني لساني ومنطقي؟ من وهبي يدي أبطش بها، ورجلي أمشي عليها؟ من وهب هذا الكون لي؟ من من..؟

لا جواب إلا: الله.. الله.. الله.. فكيف لا يحب إذاً؟!

الذي يعطيك ديناراً فقط في جيبك تحبه، والذي يبتسم في وجهك فقط تحبه، والذي أعطاك كل شيء ووهبك كل شيء من أجلك لا تحبه؟!

وخلاصة القول: ولاية الله تتحقق بالإيمان وطاعة الله ورسوله.

هذه الطاعة في أي شيء.. معلوم أنها في الأوامر والنواهي، فما أمرنا الله ورسوله به فعلناه، وما نهانا الله عنه الله ورسوله تركناها.

والله لهذه هي التقوى، لكن يجب أن نعلم أنه لابد من معرفة أوامر الله ونواهيه، وكيف نفعل هذه الأوامر، وما هي أسباب التخلي عنها والبعد منها، فلابد إذاً من العلم، ومن لم يكن عالماً فلن يكون ولياً أبداً.

قال الحكماء: ما اتخذ الله ولياً جاهلاً إلا علمه.

أي: أراد أن تكون وليه وفقك ويسر لك أمر طلب العلم وعلمت فأصبحت ولي لله.

وخلاصة القول: يجب أن نعرف ما يحب الله من الاعتقادات والأقوال والأفعال والصفات ، نعرفها من كتابه ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونعمل بجهدنا وطاقتنا على أن نمتثل أمر الله ورسوله فيما يأمران به، ويجب أن نعرف ما يكره الله من الأقوال والاعتقادات الباطلة والأعمال السيئة غير الصالحة ونتجنبها، وبذلك تتحقق لنا ولاية الله عز وجل.

والناس صنفان: صنف أولياء لله، وصنف أعداء لله.

من هم أولياء الله؟ المؤمنون المتقون.

من هم أعداء الله؟ الكافرون الفاجرون.

بم نحقق هذه الولاية؟ وكيف نكون مؤمنين أتقياء؟

الجواب: لابد من العلم، وطلب العلم، فهو فريضة على كل مسلم ومسلمة وليس شرطاً أن تطلبه في الكلية والجامعة ولا المدرسة، بل تسأل أهل العلم وتعمل فقط.

تسأل: يا شيخ! أريد أن أتوضأ فيقول لك: توضأ كذا واثبت على ذلك.

تقول: يا شيخ! ما الذي يحب الله من الكلمات؟ فيقول: يحب كلمة كذا.. لازمها واذكرها.

وهكذا تسأل وتعلم.. أما حلق العلم في بيوت الرب فهذا منزلة عالية وشرف كامل، وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم طول حياته في المدينة يجلس لأصحابه يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم طول العام في هذا المسجد، والذي ما يجلس جلسة كهذه طول عمره وهو من عمل إلى عمل أو لهو أو باطل، أسألكم بالله كيف يعلم؟ والله لا يعلم.

تفسير قوله تعالى: (وبرزت الجحيم للغاوين)

ثم قال تعالى: وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ [الشعراء:91]، من هم الغاوون؟

الجواب: هم أصحاب الغواية والضلال والفساد والشر والكفر والنفاق.

الفاسدين نفوسهم مظلمة عفنة منتنة؛ لأنهم ما زكوها ولا طهروها لا بإيمان ولا بصالح الأعمال، بل عاشوا على الفسق والفجور والكفر والشر والنفاق. إذاً: غووا فهم غاوون فالجحيم تبرز لهم.

وَبُرِّزَتِ [الشعراء:91] تجر بسبعين ألف زمام حتى يشاهدوها هكذا.. كما أزلفت الجنة للمتقين في ساحة فصل القضاء وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ [الشعراء:91]، وهي النار والعياذ بالله.. دركة من دركاتها تسمى: الجحيم وهي أشد حرارة من النار.

تفسير قوله تعالى: (وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون ...)

ثم قال تعالى: وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ [الشعراء:92-93].

من القائل؟ الملائكة، يكلفهم الله فيقول لهم: قولوا لهؤلاء الأشقياء الذي برزت الجحيم لهم: أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ [الشعراء:92]؟ أين هم الذي كنتم تبعدونهم مِنْ دُونِ اللَّهِ [الشعراء:93]، عز وجل وتتقربون إليهم وتحلفون بهم وتنذرون لهم، وتعكفون على قبورهم أو على أصنامهم وتماثيلهم؟ أين هم؟ هاتوهم؟ وهذا توبيخ يقتل إذ لا حد له.

أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ [الشعراء:92]؟ أين هم وقد عبدتموهم عشرات السنين؟

وهذا جزاء المشركين الذين ما عبدوا الله وحده وعبدوا معه غيره، أو لم يعبدوا الله لا وحده ولا مع غيره، هؤلاء في عرصات القيامة في ساحة فصل القضاء يقال لهم: أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ [الشعراء:92-93]؟ والله لا ذا ولا ذاك.

فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ [الشعراء:94-95]، والعياذ بالله.

معاشر المؤمنين والمؤمنات! هيا نصحح موقفنا، نطهر أرواحنا ونزكي أنفسنا بالإيمان وصالح الأعمال وإبعادها عن الشك والوهم، والخطأ والسوء، وكل منكر وكل باطل، فلا كذب ولا ظلم، ولا جور ولا حيف، ولا.. ولا.. حتى تأتي الساعة وتؤخذ الروح ويعرج بها والله إلى الله، والله تعالى أسأل أن يثبتنا.

قراءة في كتاب أيسر التفاسير

معنى الآيات

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [ معنى الآيات: هذا آخر قصص إبراهيم وخاتمته لما ذكّر إبراهيم قومه ووعظهم رفع يديه إلى ربه يسأله] ما سمعتم من أدعيته [ ويتضرع إليه فقال: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا [الشعراء:83]، أي: علماً نافعاً يمنعني من فعل ما يسخطك عني ويدفعني إلى فعل ما يرضيك عني.

وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [الشعراء:83]، في أعمالهم الخيرية في الدنيا وبمرافقتهم في الجنة.

وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ [الشعراء:84]، أي: اجعل لي ذكراً حسناً اذكر به فيمن يأتي من عبادك المؤمنين.

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ [الشعراء:85]، الذين يرثونها بالإيمان والتقوى بعد فضلك عليهم ورحمتك بهم.

وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ [الشعراء:86]، أي: الجاهلين بك وبمحابك ومكارهك فما عبدوك ولا تقربوا إليك. وكان هذا من إبراهيم قبل العلم بأن أباه عدو لله حيث سبق له ذلك أزلاً] قضاءً وقدراً [ إذ قد تبرأ منه بعد أن علم ذلك.

وقوله: وَلا تُخْزِنِي [الشعراء:87]، أي: لا تذلني يَوْمَ يُبْعَثُونَ [الشعراء:87]، أي: من قبورهم للحساب والجزاء على أعمالهم في الدنيا.

يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء:88] وهو يوم القيامة إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:89]، أي: لكن من أتى الله أي: جاء يوم القيامة وقلبه سليم من الشرك والنفاق فهذا ينفعه عمله الصالح لخلوه مما يحبطه وهو الشرك والكفر الظاهر والباطن.

وقوله تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ [الشعراء:90]، أي: قربت وأدنيت للمتقين لله ربهم فلم يشركوا به في عبادته ولم يجاهروا بمعاصيه.

وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ [الشعراء:91]، أي: أظهرت وارتفعت. لِلْغَاوِينَ [الشعراء:91]، أي: أهل الغواية والضلالة في الدنيا من المشركين والمسرفين في الإجرام والشر والفساد.

وَقِيلَ لَهُمْ [الشعراء:92]، أي: سئلوا في عرصات القيامة: أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ [الشعراء:92-93]؟ أروناهم] بينوهم لنا؟ [ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ [الشعراء:93]، عما أنتم فيه فيدفعون عنكم العذاب، أَوْ يَنْتَصِرُونَ [الشعراء:93]، لأنفسهم فيدفعون عنها العذاب؛ لأنهم رضوا بأن يعبدوا ودعوا الناس إلى عبادتهم وذلك كالشياطين والمجرمين من الإنس والجان والعياذ بالله تعالى. ]

هداية الآيات

قال: [ من هداية الآيات:

أولاً: بيان أن الجنة تورث، ويذكر تعالى سبب إرثها وهو التقوى في قوله: تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا [مريم:63] ].

أول ما في الآيات من هداية هو أن الجنة تورث والله العظيم كما تورث الأموال في الدنيا بالنسب أو بالصهر، فالجنة تورث وبين لنا سبب إرثها وأنه يكون بالإيمان والعلم الصالح والبعد عن الشرك والكفر.

[ ثانياً: مشروعية الاستغفار للوالدين إن ماتا على التوحيد ].

مشروعية الاستغفار للوالدين فهذا إبراهيم استغفر لأبيه قبل أن يتبين له أنه من أهل النار، ونحن آباؤنا أمهات وآباء نرجو الله أن يكونوا من المؤمنين فنستغفر لهم كما كان إبراهيم يستغفر، بل نستغفر والله للمؤمنين والمؤمنات أعداداً في اليوم والليلة.

[ ثالثاً: بطلان الانتفاع يوم القيامة بغير الإيمان والعمل الصالح بعد فضل الله ورحمته ].

يوم القيامة ليس هناك ما ينفع لا مال ولا بنون، لا دولة ولا سلطان، لا عرش ولا قبيلة ولا.. والله ما ينفع إلا شيئان: الإيمان الصحيح، والعمل الصالح. وهذا وقت اكتسابهما، فهيا نكتسب إيماناً صحيحاً وعملاً صالحاً فننتفع بهما يوم القيامة.

[ رابعاً: الترغيب في التقوى والتحذير من الغواية ] وقد رغبنا الله في التقوى فقال: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ [الشعراء:90]أي: قربت لهم.

ومعنى هذا: أنه يرغبنا في تقواه، وتقوى الله كما علمتم: الخوف منه خوفاً يحملنا على طاعته وطاعة رسوله، فنفعل ما أمرنا بفعله، ونترك ما نهانا عن فعله.. تلكم والله هي التقوى.

اللهم اجعلنا من أهل التقوى، اللهم اجعلنا من أهل التقوى، وأدخلنا الجنة معهم يا رب العالمين.

وصل اللهم على نبينا محمد.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة الشعراء (7) للشيخ : أبوبكر الجزائري

https://audio.islamweb.net