إسلام ويب

إن النار التي أعدها الله لمن كفر به وكذب رسله حرها شديد وقعرها بعيد، وفيها من ألوان العذاب وصنوفه ما لا يخطر على بال، وقد جعل الله لها زبانية يقومون عليها من الملائكة الأشداء، الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وقد بين سبحانه في القرآن أن عددهم تسعة عشر؛ ليفتتن بذلك المشركون، ويستمروا في غيهم يلعبون، فلا يفيقون حتى يروا العذاب الأليم.

تفسير قوله تعالى: (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ...)

الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه, ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: ها نحن ما زلنا مع سورة المدثر المكية.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ * كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ [المدثر:31-37].

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا [المدثر:31], الآية. تقدم في الآيات السابقة: أن الزبانية الملائكة المكلفين بالنار تسعة عشر ملكاً، مالك وثمانية عشر معه.

وقال تعالى هنا: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً [المدثر:31]. وكونهم ملائكة أي: ليس بينهم وبين البشر ولا بين الجن مناسبة حتى يرحموهم أو يعفوا عنهم؛ لأن جنس الملائكة غير جنس الإنس والجن، فلهذا جعلهم الله ملائكة, وهم تسعة عشر ملكاً. وقد قال تعالى: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً [المدثر:31], أي: أصحاب النار الذين يُدخلون الناس النار, ويعذبونهم فيها، ومن بين هؤلاء التسعة عشر ملك يسمى مالكاً، كما في قوله: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ [الزخرف:77].

سبب جعل الله عدد زبانية جهنم تسعة عشر

قال تعالى: وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ [المدثر:31], أي: عددهم تسعة عشر إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا [المدثر:31]. وقد كان أبو جهل يتبجح، وكان أبو الأشدين يتبجح ويقول: أنتم اكفوني واحداً, وأنا أكفيكم ثمانية عشر. وهذا من الكفر والجهل، وإلا فالملك الذي ما بين منكبيه كما بين المشرق والمغرب لا يمكن أن يقهره إنسان آدمي بشر, بل هذا مستحيل. ولكن هذا بسبب الجهل والكفر والتبجح. وهم والله كاذبون.

وقوله تعالى: إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا [المدثر:31], أي: ابتلاءً وامتحاناً لهم؛ ليزداد كفرهم, والعياذ بالله تعالى. هذا أولاً.

وثانياً: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ [المدثر:31], أي: القرآن والتوراة والإنجيل. فأهل التوراة والإنجيل ما إن سمعوا بهذا حتى آمنوا, وعرفوا أن القرآن وحي، ففي التوراة والإنجيل عدد الزبانية تسعة عشر. وهذا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ [المدثر:31], أي: ليزداد يقينهم بما يرونه في كتبهم. وكذلك وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا [المدثر:31]. والحمد لله. فهذه هي العلة وهذا هو السبب في جعل الله تعالى الزبانية تسعة عشر، وهذه هي الحكمة.

وجند الله من الملائكة, وليس هناك لفظ ولا عبارة ولا غير ذلك يتم وصفهم به أبداً، بحيث يدرك الإنسان معناه ومغزاه وعددهم به أبداً. واسمعوا الرسول يقول: ( أطت السماء وحق لها أن تئط، ما يوجد موضع أربعة أصابع فيها إلا وعليها ملك ساجد ). فهذه السماوات كلها ملائكة.

إذاً: قال تعالى هنا: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا [المدثر:31]. والحمد لله! فالمؤمنون ازداد إيمانهم لما أخبر تعالى بهذا؛ إذ هذا موجود في القرآن وفي التوراة والإنجيل.

قال تعالى: وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ [المدثر:31]. فمن الحِكم لهذا العدد وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ [المدثر:31], ولا يشكون ولا يقع في نفوسهم شك أبداً، إذ بين تعالى هذا العدد في كتابه العزيز القرآن الكريم.

معنى قوله تعالى: (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً ...)

قال تعالى: وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا [المدثر:31]؟ فأهل الكتاب والمؤمنون ازدادوا إيماناً ويقيناً، كما قال تعالى: وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ [المدثر:31]. وأما المشركون والكافرون والمنافقون -وإن لم يكن يومها بمكة منافقون، ولكنهم قالوا هذا في المدينة، فالمنافقون قالوا وكذبوا في المدينة- فيقولون ما قاله تعالى عنهم: وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ [المدثر:31], أي: مرض الشرك والكفر, والعياذ بالله. فهم يقولون: مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا [المدثر:31]. فأجاب تعالى بقوله: كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [المدثر:31]. وما إن أنزل الله هذه الآيات ظهر المؤمنون وأمنوا, وظهر الكافرون وكفروا, وأيقن المؤمنون, وكذب المنافقون.

وهكذا يقول تعالى: وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ [المدثر:31]. وهذا المرض مرض النفاق والكفر والشك, والعياذ بالله. فهم يقولون: مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا [المدثر:31]؟ ولذلك قال تعالى: كَذَلِكَ [المدثر:31], أي: هكذا يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [المدثر:31]. وقد أضل أقواماً وهدى أقواماً بهذه الآية. وهكذا يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء.

معنى قوله تعالى: (وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر)

قال تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31]. فجند الله من الملائكة والله لا يستطيعون معرفتهم لا بالآلات ولا بغيرها إلى قيام الساعة, ولا يمكن أن يحصى عددهم أحد أبداً، وقد بين لنا الرسول مثلاً لذلك, فقال: ما بين كل أربعة أصابع في السماء ملك ساجد. إذاً: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31], كما قال تعالى.

ثم قال: وَمَا هِيَ [المدثر:31], أي: جهنم أو سقر إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ [المدثر:31]. أو ما هذا العدد وهذه الآيات إِلَّا ذِكْرَى [المدثر:31]، أي: موعظة لِلْبَشَرِ [المدثر:31], أي: لمن يتعظ. فذكر تعالى هذا للذكرى وللموعظة ولهداية البشر، فقال: وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ [المدثر:31].

تفسير قوله تعالى: (كلا والقمر ...)

قال تعالى: كَلَّا [المدثر:32], أي: ليس الأمر كما يزعمون ويدعون، وأنهم يقدرون على أن يقاوموا هؤلاء التسعة عشر وينفونهم ويقتلونهم، فكل ذلك باطل، ولذلك قال: كَلَّا [المدثر:32].

ثم حلف تعالى فقال: وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ [المدثر:32-33]. فحلف بضوء القمر، وبالليل إذا أدبر وذهب، وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ [المدثر:34], وطلع وأشرق. وهو هنا يحلف على قوله: إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ [المدثر:35-36].

وقوله: إِنَّهَا [المدثر:35], أي: جهنم أو سقر لَإِحْدَى الْكُبَرِ [المدثر:35], أي: واحدة من الكُبر. فدركات جهنم سبع دركات، وسقر أو جهنم واحدة منها. فدركات جهنم أو النار سبع، وهن واحدة فوق واحدة.

فسقر هذه أو جهنم لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ [المدثر:35-36], أي: تنذر وتخوف وتبين للبشر؛ حتى يهتدوا ويقيموا عبادة الله ويعبدوه؛ حتى يسعدوا وينجوا من عذاب النار. هذه هي الحكمة في ذلك.

والبشر هم بنو آدم؛ لأن بشرتهم مكشوفة، فهي ليس عليها صوف ولا وبر ولا شعر. فسمي الإنسان بشراً؛ لأن بشرته ليست مغطاة، لا بالصوف ولا بالريش ولا بالوبر كالحيوانات.

تفسير قوله تعالى: (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)

قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ [المدثر:37], أي: لمن شاء منكم أن يتقدم إلى الإيمان وصالح الأعمال؛ لينجو ويسعد، ومن شاء فليتأخر إلى الشرك والكفر والنفاق؛ ليخسر ويهلك، والعياذ بالله تعالى. فبعد ما بين الطريق الناس يختارون أن يسلكوا طريق السعادة أو طريق الشقاء، ولا بد من هذا. وأنتم لستم ملزمون بشيء منهما، وإنما هذا على سبيل الاختيار، كما قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ [المدثر:37]. فمن أراد أن يكمل ويسعد فيطيب ويطهر ويدخل الجنة فليؤمن وليعمل الصالحات، وليتجنب الشرك والذنوب, والآثام والسيئات، ومن أراد الشقاء والعذاب والهوان في الدار الآخرة فيستمر على غيه من الكفر والشرك, والنفاق والكذب.

وقوله: كَلَّا [المدثر:32], هذا رد لما قاله أبو جهل وأبو الأشدين . فكلامهما باطل. ثم حلف تعالى فقال: وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ [المدثر:32-34]. هذه أيمان من الله, فقد حلف بهذه الآيات العظيمة، فقال: وَالْقَمَرِ [المدثر:32]. والقمر أمره ليس هيناً, واخرج وانظر إليه كما هو، وتأمل من أوجده ومن خلقه, ومن ملأه بالنور وجعله في الفلك.

ثم قال تعالى: وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ [المدثر:33-34]. وإدبار الليل وخروجه وإسفار الصبح من آيات الله الدالة على قدرته وعلمه, وجلاله وكماله. وقد حلف بها من أجل أن يقول: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ [المدثر:37].

وباب الله مفتوح، فمن قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله وآمن بالدار الآخرة وأقبل على عبادة الله, وعبده بفعل ما أمره بفعله، وترك ما نهاه عنه فهذا قد تقدم وفاز ودخل الجنة، ومن أدبر وأعطى دبره وأعرض عن الإيمان والصالح من الأعمال فهو خاسر، وخسرانه بين, ويخلد في جهنم, والعياذ بالله.

هكذا يقول تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ [المدثر:37]. فيا ربنا! إنا نشاء أن نتقدم، وإنا نريد أن نتقدم، وقد آمنا بك وبكتابك, وبرسولك وبلقائك يا رب العالمين!

قراءة في كتاب أيسر التفاسير

هداية الآيات

قال: [ هداية الآيات ] الآن مع هداية الآيات:

[ من هداية الآيات ] التي تلوناها وتدارسناها:

[ أولاً: بيان الحكمة من جعل عدد الزبانية تسعة عشر، والإخبار عنهم بذلك ] وهذه الحكمة هي: أن يؤمن المؤمنون ويوقن الموقنون، ويكفر الكافرون ويكذب المكذبون. وهذه هي الحكمة.

[ ثانياً: موافقة التوراة والإنجيل للقرآن من شأنها أن تزيد إيمان المؤمنين من الفريقين ] فهذه الآيات من شأنها أن تزيد في إيمان المؤمنين؛ ليستيقنوا ويزدادوا إيماناً، وبالفعل حصل لهم هذا.

[ ثالثاً: في النار من الزبانية ما لا يعلم عددهم إلا الله تعالى خالقهم ] فقد قال تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31]. فهؤلاء التسعة عشر مكلفون بدفع الناس إلى جهنم، وجهنم فيها من الملائكة المعذبين ما لا يعرف عددهم إلا الله.

[ رابعاً ] وأخيراً: [ جهنم نذير للبشر، أي: عذابها نذير للبشر، لمن شاء أن يتقدم بالطاعة، أو يتأخر بالمعصية ] وأنتم تعرفون النار, فأنتم تطبخون عليها. ولا أحد يستطيع أن يدخل إصبعه فيها أبداً, ولا أحد يقوى أن يخلع ثيابه ويدخل في جهنم. إذاً: فلا نقبل على الكفر والشرك, والذنوب والآثام, ولا نعرض عن الإيمان وصالح الأعمال. فهذه ذكرى وموعظة للمتعظين.

وهناك موعظة سمعناها قديماً, وهي: أن أحد الشباب كان عنده مصباح إلى جنبه أيام المصابيح عندما لم يكن يوجد كهرباء، فكان إذا حدثته نفسه أن يقوم فيعصي الله يدخل أصبعه في تلك النار فتحرقها, فيتوب إلى الله. فكان يفعل هذا حتى ما يعصي ربه، ولا يخرج عن طاعته.

هذه النار بكاملها يدخلون فيها، ويعيشون فيها ملايين السنين بعداء عن غيرهم، فلا يراهم أحد ولا يرونه. نعوذ بالله من جهنم وأهلها. فيا عباد الله! الطريق الطريق! والسبيل السبيل إلى رضا الله ودخول الجنة! فعلينا أن نحقق إيماننا بالله وبلقائه، وأن نعمل بما أمرنا الله بعمله، وأن نترك ما أمرنا الله بتركه ونهانا عنه، وأن نعرف المحاب والمكاره لله من طريق العلم والكتاب، وبذلك ننجو بحمد الله, ونسعد بحمد الله، ووالله ما إن تخرج الروح إلا وهي في جنات عدن.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة المدثر (3) للشيخ : أبوبكر الجزائري

https://audio.islamweb.net