اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب الأذان - (باب أذان المنفردين في السفر) إلى (باب هل يؤذنان جميعاً أو فرادى؟) للشيخ : عبد المحسن العباد


شرح سنن النسائي - كتاب الأذان - (باب أذان المنفردين في السفر) إلى (باب هل يؤذنان جميعاً أو فرادى؟) - (للشيخ : عبد المحسن العباد)
إن الأحق بإقامة الصلاة هو الأقرأ ثم الأفقه بالسنة ثم الأقدم هجرة ثم الأكبر سناً، وأما بالنسبة للأذان فإنه إذا حضرت الصلاة يشرع للرجل أن يؤذن لها حتى ولو كان منفرداً، ويكفي الجماعة أن يؤذن لهم أحدهم.
أذان المنفردين في السفر

 تراجم رجال إسناد حديث: (إذا سافرتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما)
قوله: [أخبرنا حاجب بن سليمان].هو المنبجي، وهو صدوق يهم، وحديثه أخرجه النسائي وحده، ومنبج بلدة من بلاد الشام، نسب إليها، فيقال له: المنبجي، وهو صدوق يهم، خرج حديثه النسائي. [عن وكيع].وهو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن سفيان].وسفيان غير منسوب هنا، ولكنه محمول على الثوري؛ لأنه إذا جاء ذكر وكيع يروي عن سفيان، وسفيان غير منسوب فإنه يحمل على الثوري، وهذا هو الذي ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري، قال: إذا جاء وكيع عن سفيان فالمراد به الثوري، وليس المراد به ابن عيينة، والثوري ووكيع من بلد واحد، وهي الكوفة.وسفيان الثوري هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، المحدث، الفقيه، الحجة، الذي وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهذه من الأوصاف الرفيعة والألقاب العالية التي لم يظفر بها إلا عدد قليل جداً من المحدثين، ومنهم سفيان الثوري رحمة الله عليه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن خالد الحذاء].وهو خالد بن مهران الملقب الحذاء، ولم يكن تلقيبه بالحذاء لأنه كان حذاء يصنع الحذاء أو يبيعها، لم يكن كذلك، ولكنه قيل: إنه كان يجالس الحذائين، فقيل له: الحذاء، أو إنه كان يقول للحذاء: احذ على كذا، أي: قف على كذا، واحذي حذو كذا، فقيل له: الحذاء لهذا، وهذه نسبة لغير ما يتبادر إلى الذهن؛ لأن الذي يتبادر إلى الذهن -إذا قيل: الحذاء- أنه صانع الأحذية أو بائع الأحذية، وأما أن يكون يجالس الحذائين أو يقول: احذ على كذا، فهذا ليس متبادراً إلى الذهن. وهو ثقة، يرسل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن أبي قلابة].وهو عبد الله بن زيد الجرمي، وهو ثقة، كثير الإرسال، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبي قلابة.[عن مالك بن الحويرث].مالك بن الحويرث، صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
اجتزاء المرء بأذان غيره في الحضر

 تراجم رجال إسناد حديث (... إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً)
قوله: [أخبرني إبراهيم بن يعقوب].وهو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه الترمذي، والنسائي، وأبو داود.[حدثنا سليمان بن حرب].هو: سليمان بن حرب الأزدي البصري، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا حماد بن زيد].هو:حماد بن زيد بن درهم، وهو بصري، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.[عن أيوب].هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، وقد تقدم.[عن أبي قلابة].وقد تقدم أيضاً.[عن عمرو بن سلمة].هو عمرو بن سلمة بن قيس الجرمي، وهو صحابي صغير، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي. وهو الذي جاء عنه في البخاري أنه لما جاء بهذا الخبر عن أبيه، بحثوا ووجدوه أنه أقرأهم، فقدموه، أي: قدموا عمرو بن سلمة الجرمي، وكان صغيراً، فقدموه في الإمامة لكونه أقرأهم لكتاب الله عز وجل، وكان إذا جاء أحد من عند الرسول صلى الله عليه وسلم لقيه وتعلم منه شيئاً من القرآن، فكان أقرأ قومه، أو أكثرهم معرفة بالقرآن، أو حفظاً للقرآن وحملاً للقرآن فقدموه. وعمرو بن سلمة يروي عن أبيه.وهو سلمة بن قيس الجرمي، وهو صحابي من أصحاب رسول الله، وهو الذي وفد على الرسول يخبر بإسلام قومه كما في الحديث الذي معنا، وحديثه أخرجه البخاري، وأبو داود، والنسائي، مثل ابنه عمرو بن سلمة.وأيوب يروي عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة، يعني: هذا الحديث كان يرويه عنه بإسناد نازل، ثم إنه قال: إن عمرو بن سلمة حي، لو أنك لقيته وأخذت عنه، فلقيه أيوب وروى عنه مباشرة، فصار الإسناد عالياً؛ لأنه أسقط أبا قلابة بعد أن لقي عمراً؛ لأنه يكون بهذا أيوب عن عمرو بن سلمة الجرمي عن أبيه سلمة بن قيس الجرمي.
المؤذنان للمسجد الواحد

 تراجم رجال إسناد حديث: (إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن أم مكتوم) من طريق أخرى
قوله: [أخبرنا قتيبة].هو قتيبة بن سعيد وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا. [حدثنا الليث].هو الليث بن سعد المصري، المحدث، الفقيه، محدث مصر وفقيهها، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، [عن ابن شهاب].وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، مشهور بنسبته إلى جده زهرة بن كلاب فيقال له: الزهري، ومشهور بالنسبة إلى جده شهاب، فيقال له: ابن شهاب، وهو محدث، فقيه، ومكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قام بجمع السنة بتكليف من الخليفة عمر بن عبد العزيز، وهو الذي قال فيه السيوطي في ألفيته:أول جامع الحديث والأثرابن شهاب آمر له عمروحديث ابن شهاب أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو من صغار التابعين الذين رووا عن صغار الصحابة، وقد روى عن أنس بن مالك، وقد مر بنا بعض الأحاديث التي رواها الزهري عن أنس بن مالك. [عن سالم].هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، ثبت، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة المشهورين في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال في السابع منهم؛ لأن الفقهاء السبعة هم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، فهؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال:أحدها: أنه سالم بن عبد الله بن عمر الذي معنا.والثاني: أنه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.والثالث: أنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.ويروي عن أبيه عبد الله بن عمر، وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
هل يؤذنان جميعاً أو فرادى

 شرح حديث: (إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يعقوب بن إبراهيم عن هشيم أخبرنا منصور عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا)].وتحت هذه الترجمة كذلك أورد النسائي حديث أنيسة بنت خبيب الصحابية التي روت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا)، وهذا الحديث يخالف الأحاديث المتقدمة من أن بلالاً هو الذي يؤذن بالليل، وأن الناس يأكلون ويشربون حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فمن العلماء من قال: إن فيه قلب، وأن الأصل هو كما جاء في الروايات الأخرى: (إذا أذن بلال فكلوا واشربوا، وإذا أذن ابن أم مكتوم فلا تأكلوا ولا تشربوا)، فيكون مقلوباً، والصحيح أنه ليس بمقلوب، بل هو ثابت، ولكن هذا كان في بعض الأحوال، وقيل: إنه كان في أول الأمر كان ابن أم مكتوم يؤذن أولاً، وبلال يؤذن أخيراً، ثم صار الأمر على أن بلالاً هو الذي يؤذن في الأول، وابن أم مكتوم هو الذي يؤذن في الآخر.

 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب الأذان - (باب أذان المنفردين في السفر) إلى (باب هل يؤذنان جميعاً أو فرادى؟) للشيخ : عبد المحسن العباد

http://audio.islamweb.net