إسلام ويب

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإشارة بأصبعين عند التشهد، وورد من فعله أنه كان يحني السبابة شيئاً، كما نهى عن رفع المصلي بصره إلى السماء.

النهي عن الإشارة بأصبعين وبأي إصبع يشير

شرح حديث: (أن رجلاً كان يدعو بأصبعيه فقال رسول الله: أحّد أحّد)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [النهي عن الإشارة بأصبعين وبأي إصبع يشير.

أخبرنا محمد بن بشار حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (أن رجلاً كان يدعو بأصبعيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحد أحد)].

يقول النسائي رحمه الله: باب النهي عن الإشارة بأصبعين وبأي أصبع يشير، المقصود من هذه الترجمة: أن المصلي في تشهده عندما يقبض الخنصر، والبنصر، ويحلق الإبهام مع الوسطى ويشير في تشهده فإنه يشير بإصبع واحدة وهي السبابة، ولا يشير بأصابع أخرى غير أصبع السبابة من اليمنى، هذا هو المقصود من الترجمة، النهي عن الإشارة بأصبعين وبأي أصبع يشير، أي: أنه يشير بأصبع واحدة هي السبابة من اليد اليمنى، ولا يجوز له أن يشير بغيرها، وإنما الإشارة بها وحدها.

وأورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً يدعو بأصبعيه، يعني: يشير بأصبعيه عند الدعاء، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال له: (أحد أحد) أي: أشر بأصبع واحدة؛ لأنك تدعو الله وحده لا شريك له، فهو يدعو إلهاً واحداً فيشير بأصبع واحدة إشارة إلى هذا الإله الواحد الحق، وهو الله سبحانه وتعالى، قوله: (أحد أحد) يعني: أمر بأن يستعمل أصبعاً واحدة، والثانية تأكيد للأولى، أحد الثانية هي تأكيد للأولى أي: أنه يشير بأصبع واحدة لا يشير بأكثر منها، وهذا الرجل مبهم لم يأت ذكره، أي: الرجل الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام.

والحديث الثاني قد يكون بياناً له، وأن المراد به: سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حيث أنه قال: أنه رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشير بأصابعه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أحد أحد) ويحتمل أن يكون هو المراد، وأن أبا هريرة رضي الله عنه أشار إليه وأبهمه، وسعد تحدث عن نفسه في الحديث الذي بعد هذا، وأنه كان يفعل هذا الفعل، ويعمل هذا العمل وهو الإشارة بأصابعه، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال له: (أحد أحد) .

تراجم رجال إسناد حديث: (أن رجلاً كان يدعو بأصبعيه فقال رسول الله: أحّد أحّد)

قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].

محمد بن بشار هو: الملقب بندار وهو مصري ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري وكانت وفاته سنة (252هـ) أي: قبل وفاة البخاري بأربع سنوات، يشارك محمد بن بشار في الوفاة في سنة (252هـ) وأيضاً مشيخة أصحاب الكتب الستة وكونهم رووا عنه مباشرة وبدون واسطة اثنان آخران هما محمد بن المثنى الملقب الزمن، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، فهؤلاء ثلاثة من صغار شيوخ البخاري روى عنهم أصحاب الكتب الستة، وهم شيوخ لأصحاب الكتب الستة، وكانت وفاتهم أي: هؤلاء الثلاثة في سنة واحدة، وهي سنة (252هـ) أي: أنهم ماتوا قبل وفاة البخاري بأربع سنوات.

[حدثنا صفوان بن عيسى].

وهو القسام وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن ابن عجلان].

وهو محمد بن عجلان المدني وهو صدوق، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، أي: أن الذين خرجوا له مثل الذين خرجوا لتلميذه صفوان بن عيسى، كل من الاثنين خرج له البخاري تعليقاً ومسلم وأصحاب السنن الأربعة.

[عن القعقاع].

هو القعقاع بن حكيم الكناني وهو ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن أبي صالح].

وهو ذكوان السمان كنيته أبو صالح مشهور بها واسمه ذكوان ولقبه السمان، فكنيته أبو صالح واسمه ذكوان ولقبه السمان، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته، ومعرفة كنى المحدثين لها أهمية، وذلك أن الشخص إذا عرفت كنيته، ثم ذكر باسمه في موضع وذكر بكنيته في موضع آخر لا يلتبس على من يعرف أن الكنية لصاحب هذا الاسم، لا يلتبس عليه الأمر فلا يظنهما شخصين، وإنما يعرف أنهما شخص واحد ذكر باسمه في بعض المواضع، وذكر بكنيته في بعض المواضع، ويروي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق؛ لأن الذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه الكرام سبعة هم: أبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن عباس، وعائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فهؤلاء سبعة عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جمعهم السيوطي في ألفيته بقوله:

والمكثرون في رواية الأثرأبو هريرة يليه ابن عمر

وأنس والبحر كالخدريوجابر وزوجة النبي

وأبو هريرة رضي الله عنه أكثر هؤلاء السبعة حديثاً على الإطلاق، وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهذا الإسناد فيه أبو هريرة، وأبو صالح، ومحمد بن عجلان هؤلاء مدنيون.

شرح حديث سعد ابن أبي وقاص: (مر علي رسول الله وأنا أدعو بأصابعي فقال: أحّد أحّد وأشار بالسبابة)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن سعد رضي الله عنه قال: (مر علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو بأصابعي فقال: أحد أحد وأشار بالسبابة) ].

أورد النسائي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام مر به وهو يدعو بأصابعه، يحتمل أن يكون بأصبعين وبأكثر، والإصبعان يطلق لفظ الجمع عليهما؛ لأن المثنى قد يطلق عليه لفظ الجمع، وجاء ذلك في القرآن الكريم في قول الله عز وجل: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا [التحريم:4] فإن المراد به امرأتان وقد ذكرت قلوبهما بالتثنية، وهما قلبان فذكر القلبان بصيغة الجمع، وكذلك أيضاً بالنسبة للضمائر قد يأتي لفظ الجمع يراد به الاثنين كما قال الله عز وجل: وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ [الأنبياء:78] وهما اثنان، فإن لفظ الجمع يطلق على الاثنين، وأقل الجمع في اللغة العربية يطلق على الاثنين، وأما عند النحاة فإن أقل الجمع ثلاثة؛ لأن اللفظ مفرد ومثنى وجمع، فأقل الجمع عند النحاة ثلاثة، وأقل الجمع في اللغة اثنان، وكذلك عند الفقهاء، وقد جاء في القرآن الكريم إطلاق لفظ الجمع على الاثنين، كما في المثالين من القرآن الذي ذكرتهما، وكذلك إطلاق لفظ الإخوة في المواريث، فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ [النساء:11] فإن المقصود بذلك أن اثنين من الإخوة يحجبان الأم من الثلث إلى السدس؛ فإن لفظ إخوة لفظ جمع ويطلق على الاثنين، وكذلك عند الفقهاء، يطلق الجمع على الاثنين، ولهذا يقول الجماعة أقلها اثنان إمام ومأموم، فقوله: بأصابع، هذا الحديث قد يكون هو مفسر، أو معين المبهم في حديث أبي هريرة، وأنه سعد بن أبي وقاص، ويحتمل أن يكون غيره، وذكر الإصبعين في حديث أبي هريرة، وذكر الأصابع في حديث سعد، لا يدل على التنافي وأن القصة قد تكون قصتان، لكن يمكن أن يكون المراد بذلك الرجل المهمل في حديث أبي هريرة هو سعد بن أبي وقاص، ولكن النفي بين ذكر المثنى أو التثنية بالأصابع في حديث أبي هريرة والجمع، جمع الأصابع في حديث سعد؛ لأنه كما قلت يمكن أن يطلق لفظ الجمع على المثنى فيكون قوله: بأصابع أي: بأصبعي، وأطلق على الأصبعين أنهما جمع.

فيكون على هذا لا تنافي بين الاثنين إذا كان مراد أبي هريرة رضي الله عنه، بالرجل المبهم المراد به سعد، ويحتمل أن يكون غيره، وتكون قصتان، أي: ويحتمل أن يكون الرجل المبهم غير سعد، وتكون قصتان، وحديث سعد دال على ما دل عليه حديث أبي هريرة، من جهة أن المصلي عندما يشير في تشهده يشير بأصبع واحدة، يريد بذلك أن الله تعالى واحد، ويشير إليه سبحانه وتعالى وأنه الإله الحق الذي لا معبود بحق سواه سبحانه وتعالى.

تراجم رجال إسناد حديث سعد بن أبي وقاص: (مر علي رسول الله وأنا أدعو بأصابعي فقال: أحّد أحّد وأشار بالسبابة)

قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله].

هو محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

[حدثنا أبو معاوية].

هو محمد بن خازم الكوفي وهو ثقة، هو أحفظ الناس لحديث الأعمش، وهو هنا يروي عن الأعمش وهو مشهور بكنيته أبو معاوية، واسمه محمد بن خازم ،كنيته أبو معاوية وهو مشهور بها وهو ثقة، هو أحفظ الناس لحديث الأعمش، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن الأعمش].

هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، والأعمش لقب اشتهر به سليمان بن مهران، ومعرفة ألقاب المحدثين مهمة، وذلك أن فائدة معرفتها أن لا يظن الشخص الواحد شخصين، فيما إذا ذكر في بعض الأحايين باسمه وفي بعضها بلقبه، فإن من لم يعرف أن اللقب لصاحب الاسم يظن أن الأعمش شخص، وأن سليمان بن مهران شخص آخر، لكن من عرف أن الأعمش لقب لـسليمان بن مهران لا يلتبس عليه الأمر إذا ذكر أحياناً باسمه، وأحياناً يجده مذكوراً بلقبه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي صالح].

هو ذكوان السمان الذي مر ذكره بالإسناد الذي قبل هذا، وسعد هو: ابن أبي وقاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة الذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث واحد، سردهم وسماهم وقال: إنهم في الجنة، وقال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وطلحة بن عبيد الله في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة) سردهم في حديث واحد وقال: إنهم من أهل الجنة، ولهذا اشتهروا بلقب العشرة المبشرين بالجنة، وليست الشهادة بالجنة لهؤلاء العشرة فقط، بل جاءت الشهادة لغيرهم، لكن غلب على هؤلاء لفظ العشرة المبشرين بالجنة؛ لأنهم بشروا بالجنة في حديث واحد، سردهم النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا قد شهد لآخرين كما شهد لـبلال، وشهد للحسن والحسين، وشهد لـثابت بن قيس بن شماس، ولـعكاشة بن محصن، ولعدد كبير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم وأرضاهم، جاءت الأحاديث بالشهادة بالجنة لعدد منهم، لكن هؤلاء غلب عليهم هذا الوصف الذي هو العشرة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام سردهم بحديث واحد وبشرهم بالجنة.

وسعد رضي الله تعالى عنه وأرضاه، هو الذي جعله عمر رضي الله عنه من الستة، الذين هم أصحاب الشورى الذين وكل إليهم اختيار خليفة للمسلمين، بعد أن طعنه المجوسي الطعنة التي أودت بحياته ونال الشهادة بها، وجعل الأمر إلى ستة منهم: سعد بن أبي وقاص، ولمكانة سعد رضي الله عنه وأرضاه أمره عمر على الكوفة، وحصل بينه وبين أهل الكوفة شيء من الوحشة، وآذوه وتكلموا فيه وقدحوا فيه حتى جاء في بعض الأحاديث أنهم شكوه إلى عمر، وقالوا: أنه لا يحسن الصلاة، وهو رجل من أهل الجنة يمشي على الأرض، والناس يعلمون أنه من أهل الجنة، ومع ذلك يصل البغض والكلام بغير حق بأن يتكلم بعض أهل الكوفة فيه بمثل هذا الكلام، لكن عمر رضي الله عنه وأرضاه لم ينس أن ينبه إلى فضله بعد أن اختاره وجعله من الستة، فخشي أن ينظر إلى الماضي وأن يقال: كيف يعزله عمر من الكوفة ويتولى الخلافة، نبه رضي الله عنه وأرضاه إلى فضل سعد، فقال رضي الله تعالى عنه، كما في صحيح البخاري: فإن أصابت الإمارة سعد فذاك يعني: فهو أهل لها، وإلا فليستعن به من أمر، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة.

أشار رضي الله تعالى عنه وأرضاه إلى أن العزل لم يكن لسبب عجز، ولا خيانة، وإنما كان سببه ما خشيه من الفتنة وأنه قد يعتدي عليه بعض السفهاء فينالون منه، ويصيبه مضرة بسبب ذلك، فرأى أن المصلحة أن يعزله لكنه لم ينس أن ينبه إلى فضله وإلى أنه أهل للخلافة إن اختير لها، وأيضاً كذلك أهل لأن يستشار إن لم يتم اختياره للخلافة، وهذا من فضل عمر رضي الله عنه، وحكمته، وإنصافه، ومعرفته الفضل لأهل الفضل؛ فإنه قال: فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة؛ لأن العجز والخيانة هما السبب الذي ينبغي أن يتم العزل بسببه؛ لأن العجز يترتب عليه الفوضى وانفلات الأمور، وإن كان الرجل طيباً وصالحاً لكنه إذا كان ضعيفاً تنفلت منه الأمور فهو لا يصلح للولاية، وكذلك لو كان قوياً وحازماً، ولكنه خائن وليس بأمين لا يصلح للولاية، بل من الأمور التي تلاحظ في الوالي الذي يولى ويختار الولاية أن يكون قوياً أميناً، وخلاف ذلك أن يكون خائناً عاجزاً، فالعجز والخيانة ضد القوة والأمانة، وقد قالت إحدى ابنتي الرجل الصالح في سورة القصص: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ [القصص:26].

فـسعد رضي الله عنه وأرضاه قوي أمين، وليس بخائن ولا عاجز، ولكن عمر رضي الله عنه، عزله عن الكوفة لما جرى من شدة الوحشة التي جرت بينه وبينهم حتى وصل بهم الأمر إلى أن قالوا: أنه لا يحسن الصلاة، وأنه لا يحسن يصلي، مع أن الجميع يعلمون بأنه من أهل الجنة، ولكن هكذا يفعل الحقد إذا ملأ النفوس يجعل بعض الذين لا يوفقون للصواب يتكلمون بغير الحق يعني: كما حصل من أهل الكوفة في حق هذا الرجل العظيم، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو آخر العشرة المبشرين بالجنة موتاً.

إحناء السبابة في الإشارة

شرح حديث نمير الخزاعي في إحناء السبابة في الإشارة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب إحناء السبابة في الإشارة.

أخبرني أحمد بن يحيى الصوفي أخبرنا أبو نعيم حدثنا عصام بن قدامة الجدلي حدثني مالك بن نمير الخزاعي من أهل البصرة أن أباه حدثه: (أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً في الصلاة واضعاً ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى رافعاً أصبعه السبابة قد أحناها شيئا وهو يدعو).

أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب إحناء السبابة في الإشارة يعني: عند الإشارة، المقصود بالإحناء هو الإمالة، وقد أورد النسائي حديث نمير الخزاعي رضي الله تعالى عنه أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام واضعاً ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ورفع أصبعه وقد أحناها، (رفع أصبعه السبابة قد أحناها شيئاً وهو يدعو)، يعني: أحناها شيئاً إحناءً خفيفاً، والمقصود بالإحناء هو الإمالة، والإشارة بالسبابة جاءت فيها أحاديث كثيرة وقد مرت، ولكن ذكر الإحناء جاء في هذه الرواية، وقد ذكر الشيخ الألباني أن هذه الزيادة التي هي زيادة الإحناء غير صحيحة وغير ثابتة؛ لأنها ما جاءت إلا من هذا الطريق، وهذا الطريق فيه رجل مقبول، وهو الذي يعتمد على حديثه عند المتابعة، ولم يتابع على ذكر الإحناء، فتكون هذه الزيادة غير ثابتة، أما التشهد وتحريك الإصبع بالتشهد عند الإشارة بها، وعند الدعاء بها فهذا جاء في بعض الأحاديث.

تراجم رجال إسناد حديث نمير الخزاعي في إحناء السبابة في الإشارة

قوله: [أخبرني أحمد بن يحيى].

هو أحمد بن يحيى الصوفي، وكلمة أخبرني يؤتى بها بالإفراد، فأحياناً يقول المحدث: أخبرني وأحياناً يقول: أخبرنا، والفرق بينهما أن أخبرني إذا كان أخذ عن الشيخ وحده ليس معه أحد فيعبر بالإفراد فيقول: أخبرني، وإذا كان أخذ ومعه غيره يقول: أخبرنا، لكن كلمة أخبرني تدل على أنه أخذ وحده، وأنه تحمل وحده لم يتحمل معه أحد عند الأخذ من الشيخ، وأحمد بن يحيى الصوفي هو: الكوفي وهو ثقة، عابد، أخرج له النسائي وحده.

[أخبرنا أبو نعيم].

وهو الفضل بن دكين الكوفي وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبو نعيم، وهو: من شيوخ البخاري من كبار شيوخ البخاري الذين روى عنه مباشرة، والنسائي روى عنه بواسطة؛ لأن النسائي متأخر، فهو يروي عن أبي نعيم بواسطة، والبخاري يروي عنه مباشرة، فهو من كبار شيوخ البخاري، وهو مشهور بكنيته أبو نعيم، وممن اشتهر بـأبي نعيم شخص آخر متأخر وهو صاحب الحلية أبو نعيم الأصبهاني المتوفى سنة (430هـ) فهو مشهور أيضاً بهذه الكنية، ولكن هذا متأخر كثيراً عن ذاك؛ لأن هذا توفي في أوائل القرن الثالث، وأما ذاك ففي أوائل القرن الخامس سنة 430هـ، وأبو نعيم الفضل بن دكين هو شيخ البخاري، وشيخ مسلم، هو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

وقد ذكره الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري من جملة الرجال الذين لمزوا بشيء لا يقدح ولا يؤثر، وقال: إن الذي ذكر عنه أنه كان يتشيع، هذا هو الذي أورده الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح، من أجل أنه تكلم فيه بالتشيع، لكنه نقل عنه ما يدل على سلامته من هذا السوء الذي هو مذهب الشيعة وطريقة الشيعة أو التشيع، أي: التشيع الضار الذي يؤثر، نقل عنه كلمة عظيمة في ترجمته في مقدمة الفتح أنه قال: ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية، ما كتبت علي الحفظة أي: الملائكة، أنني سببت معاوية، ومن المعلوم أن سب معاوية من أسهل الاشياء عند الشيعة، بل إن الزيدية الذين هم أحسن حالاً من الرافضة الإمامية يتكلمون في معاوية ويسبونه، ولا يسبون الشيخين أبا بكر، وعمر، ولكنهم يسبون معاوية، فسب معاوية سهل عند المنتمين إلى هذا المنهج الذي هو التشيع، لكن قوله: ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية تدل على سلامته؛ لأن معاوية رضي الله عنه، الكلام فيه عند الشيعة قدر مشترك وسهل ميسور، وأبو نعيم يقول: ما كتبت عليّ الحفظة أنني سببت معاوية، وهذا يدل على سلامته مما رمي به ومما أضيف إليه.

لكن هناك شيئاً قد يضاف إلى الشخص التشيع بسببه وهو لا يؤثر، وهو: تفضيل علي على عثمان رضي الله عنه؛ لأن بعض علماء أهل السنة نقل عنهم تفضيل علي على عثمان يعني: في الفضل لا في الخلافة، ومنهم: ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن أبي حاتم صاحب الجرح والتعديل الإمام ابن الإمام، ومنهم عبد الرزاق بن همام، ومنهم الأعمش، ومنهم ابن خزيمة، هؤلاء نسب إليهم القول بتفضيل علي، على عثمان، ولكن هذه لا تؤثر ولا تقدح، ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر العقيدة الواسطية أن تفضيل علي، على عثمان، قال به جماعة من أهل السنة ولا يبدع من قال بذلك، وإنما الذي يبدع به القول بتفضيله عليه في الخلافة؛ لأن من قال ذلك فإنه يعترض على عمل الصحابة، الذين قدموا عثمان، على علي، رضي الله تعالى عنه.

إذاً: فالتشيع قد يضاف إلى بعض الأشخاص بسبب هذا، ومن المعلوم أن مثل ذلك لا يؤثر.

[حدثنا عصام بن قدامة].

هو عصام بن قدامة الجدلي وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

[حدثني مالك بن النمير].

هو مالك بن النمير الخزاعي البصري وهو مقبول، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه أيضاً يعني: مثل الذين خرجوا لـعصام بن قدامة الجدلي، الاثنان كل منهما خرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

[عن أبيه].

هو نمير الخزاعي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة

شرح حديث: (... وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة.

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى عن ابن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه عن أبيه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته)].

ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة أي: في التشهد، وهو أنه يكون إلى السبابة، وأورد فيه حديث عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما (أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته).

(وأشار بالسبابة) يعني: السبابة من اليمنى. (لا يجاوز بصره إشارته) يعني: أنه ينظر إلى أصبعه عندما يشير بها.

تراجم رجال إسناد حديث: (... وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته)

قوله: [أخبرنا يعقوب بن إبراهيم].

هو يعقوب بن إبراهيم الدورقي وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة بدون واسطة، وهو الذي ذكرت آنفاً أن وفاته سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وأنه مثل محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، في أن الثلاثة ماتوا بسنة واحدة، وأن كل واحد منهم شيخ لأصحاب الكتب الستة.

[حدثني يحيى].

وهو يحيى بن سعيد القطان المحدث، الناقد، الثقة، البصري، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن ابن عجلان].

ابن عجلان وقد مر ذكره.

[عن عامر بن عبد الله بن الزبير].

عامر بن عبد الله بن الزبير، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبيه].

وهو عبد الله بن الزبير بن العوام صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله تعالى عنه، وعن أبيه، وعن الصحابة أجمعين، وعبد الله بن الزبير هو أحد العبادلة الأربعة من الصحابة الذين هم من صغار الصحابة، وهم عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، هؤلاء الأربعة أطلق عليهم لقب العبادلة من الصحابة، فإذا جاء في مسألة قال بها العبادلة الأربعة، فإن المراد بهم هؤلاء الأربعة الذين هم من صغار أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعبد الله بن الزبير هو أول مولود ولد بعد الهجرة من المهاجرين، وذلك أن أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنها ولدته بعد ما وصلوا إلى قباء مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكان نزولهم في قباء قبل أن يصلوا إلى وسط المدينة وإلى هذا المكان الذي بنى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مسجده وحجره، كان نزل أياماً في قباء، وكانت أسماء معهم فولدت هناك، ولدت ابنها عبد الله، فحنكه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

النهي عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء في الصلاة

شرح حديث: (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب النهي عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء في الصلاة.

أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح عن ابن وهب حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم) ].

أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: النهي عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء في الصلاة، أي: أنه لا يجوز للمصلي أن يرفع بصره إلى السماء يدعو وإنما يكون بصره إلى موضع سجوده حيث يكون قائماً، وكذلك ينظر إلى أصبعه كما مر في الحديث الذي قبل هذا، وأما رفع البصر إلى السماء فإنه لا يجوز، وقد جاء النهي عنه في هذا الحديث الذي أورده النسائي وهو دال على التحذير من هذا العمل، وأنه قد يعاقب صاحبه بأن يسلب بصره إذا رفع بصره إلى السماء فقال: (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الدعاء أو لتخطفن أبصارهم)، يعني: إذا لم ينتهوا قد يعاقبوا بهذه العقوبة وهي خطف أبصارهم، لم؛ لأنهم يسلبوها ويفقدوها بسرعة كما يحصل فقدان البصر عند حصول شيء مفاجئ مثل البرق يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ [البقرة:20] يعني: أنه يسلبها من شدة لمعانه وإضاءته، فإذا لم ينتهوا فإنهم يعرضون أنفسهم لهذه العقوبة العاجلة التي يفقدون معها أبصارهم فتكون العقوبة معجلة في الدنيا، وهو يدل على الوعيد، وأن الإنسان قد يعاقب على الذنب بعقوبة عاجلة في الدنيا، بأن يحصل له شيء يضره في جسده أو يضره في نفسه أو ماله أو ولده، أو ما إلى ذلك، والحديث دال على أنه قد تحصل له العقوبة بأن يفقد بصره الذي رفعه إلى السماء، فهو دال على التحذير من ذلك، وعلى المنع من ذلك وأن ذلك حرام لا يسوغ ولا يجوز.

تراجم رجال إسناد حديث: (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة ...)

قوله: [أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح].

هو أبو طاهر المصري وهو ثقة، خرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

[عن ابن وهب].

وهو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن الليث].

وهو ابن سعد المصري وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو محدث، فقيه كان فقيه مصر ومحدثها في زمانه.

[عن جعفر بن ربيعة].

هو جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة المصري وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن الأعرج].

وهو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، والأعرج لقب، واسمه عبد الرحمن بن هرمز، وقد ذكرت عند الأعمش، أن معرفة ألقاب المحدثين مهمة، فائدتها أن لا يظن الشخص الواحد شخصين إذا ذكر باسمه مرة وبلقبه أخرى، وحديث الأعرج عند أصحاب الكتب الستة.

عن أبي هريرة وقد مر ذكره، وهذا الإسناد أكثر رجاله مصريون كلهم إلا الأعرج وأبو هريرة، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وعبد الله بن وهب، والليث بن سعد، وجعفر بن ربيعة، هؤلاء الأربعة مصريون، وأما الأعرج، وأبو هريرة فهما مدنيان .

الأسئلة

فضل الصلاة في المسجد النبوي

السؤال: هل ثبت في السنة أن من صلى في المسجد النبوي أربعين صلاة أعتق من النار، أو غفر له ما تقدم من ذنبه؟

الجواب: لم يثبت في ذلك شيء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإنما ورد فيه حديث ضعيف لا يعول عليه، لكن المسلم كلما صلى في هذا المسجد، فأي صلاة يصليها فهي بألف صلاة، الفريضة بألف فريضة والنافلة بألف نافلة، كقوله عليه الصلاة والسلام: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) لكن لا تحديد بعدد معين، ولا تحديد بأيام معلومة، بل الأمر في ذلك واسع، وكلما زاد الإنسان فهو خير له؛ لأن الصلاة بألف صلاة، لكن تحديد أيام معلومة أو صلوات معلومة لم يثبت في ذلك شيء، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف لا يعول عليه.

حكم سحب الدم من المريض وهو صائم

السؤال: هل سحب الدم من المريض يفطر إن كان صائماً؟

الشيخ: سحب الدم إذا كان خفيفاً لا يؤثر على جسده فإنه لا يؤثر على صيامه، وأما إذا كان كثيراً يحصل معه ضعفه فهذا يكون مثل الحجامة، أما إذا أخذ لتحليل الدم يعني دم يسير وليس بكثير يترتب عليه ضعفه مثل ما يحصل بالنسبة للحجامة فإن اليسير لا يؤثر، خروج الدم اليسير لا يؤثر على الصيام.

انتقاض الوضوء بخروج الدم

السؤال: وهل يؤثر على الوضوء؟

الجواب: بعض العلماء يقول: أنه إذا خرج من الجسد دم كثير فإنه يؤثر في الوضوء، ومنهم من يقول إن خروج الدم مطلقاً لا يؤثر يعني: في نقض الوضوء.

مدى تأثير الغبار على الصيام

السؤال: هل الغبار أو التراب يفطر الصائم؟

الجواب: لا، الشيء الذي يأتي خارج عن إرادة الإنسان كأن يدخل غبار مع أنفه ويصل إلى حلقه لا يؤثر، لا يؤثر على صيامه شيء.

حكم الحديث الذي رواه التابعي عن الصحابي دون سماعه منه

السؤال: إذا روى التابعي عن الصحابة ولم يسمع منهم فمن أي أقسام الحديث؟

الجواب: إذا روى التابعي عن الصحابي ولم يسمع منه يعتبر منقطع لأن فيه واسطة.

نعم، إذا روى التابعي عن الصحابي وهو لم يسمع منه معناه أن فيه انقطاعاً، معناه: أن فيه واسطة محذوفة ما دام أنه لم يسمع منه يعني: معناه أن فيه انقطاع.

القول الراجح في عدد مرات الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم

السؤال: ما صحة من يقول بتعدد الإسراء بالرسول عليه الصلاة والسلام، وما هو الراجح عندكم؟

الجواب: الراجح أنه ليس بمتعدد وأنه أسري به مرة واحدة؛ لأن أحاديث الإسراء على اختلاف ألفاظها كلها جاء فيها فرض الصلوات الخمس، وحصول التردد بين موسى وبين ربه، ويطلب التخفيف، فلو كان تعدد مرات كيف يفرض عليه في المرة الأولى ثم يرجع ويعاد له الفرض ويكون هناك مراجعة للتخفيف، يعني: هذا يدل على عدم التعدد، يعني: كون الأحاديث التي جاء فيها الإسراء مع اختلاف ألفاظه أنها مشتملة على حصول فرض الصلوات الخمس.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب السهو - (باب النهي عن الإشارة بأصبعين، وبأي إصبع يشير) إلى (باب النهي عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء) للشيخ : عبد المحسن العباد

https://audio.islamweb.net