إسلام ويب

ورد النهي عن النياحة على الميت، وهي رفع الصوت، أما البكاء فجائز، وجاءت الأحاديث أن من نيح عليه وهو راض بذلك فإنه يعذب ببكاء أهله عليه.

النياحة على الميت

شرح حديث قيس بن عاصم: (لا تنوحوا علي فإن رسول الله لم ينح عليه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [النياحة على الميت.

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا شعبة عن قتادة عن مطرف عن حكيم بن قيس أن قيس بن عاصم رضي الله تعالى عنه قال: (لا تنوحوا علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه، مختصر)].

يقول النسائي رحمه الله: النياحة على الميت.

أي أنها غير سائغة وغير جائزة، وقد جاءت الأحاديث في تحريمها ومنعها، وبيان أن في ذلك خطورة، وقد عرفنا من قبل أن البكاء الذي ليس معه رفع صوت، وليس معه نياحة لا بأس به، وقد فعله الرسول صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم، وكذلك لما ماتت ابنة لإحدى بناته، وكذلك فعل بين يديه كما جاء عن جابر رضي الله عنه أنه بكى عندما توفي أبوه في سبيل الله عز وجل، فالبكاء الذي ليس معه صوت هذا جاءت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو الذي فيه حزن القلب، ودمع العين كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما مات ابنه إبراهيم: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون).

وأما النياحة التي فيها رفع صوت وفيها إظهار التفجع على الميت، فهذا ورد فيه أحاديث تدل على منعه، بل ورد ما يدل على اللعن لمن هي الصالقة؛ وهي: التي ترفع صوتها عند المصيبة: (لعن الله الصالقة، والحالقة، والشاقة) كما سيأتي في الأحاديث، والنياحة من الكبائر، وأما البكاء فإنه سائغ وجائز للأدلة التي عرفناها من قبل.

وقد أورد النسائي في هذه الترجمة عدة أحاديث أولها: حديث قيس بن عاصم التميمي رضي الله تعالى عنه، أنه قال: [لا تنوحوا عليّ فإن النبي عليه الصلاة والسلام لم ينح عليه] فهو ينهى عن النياحة، ويخبر بأن النبي عليه الصلاة والسلام وهو خير البشر وهو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ما نيح عليه؛ لأن أصحابه رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم يعلمون ما جاء عنه من النهي عن النياحة والتحذير منها، وهذا يدلنا على منع النياحة، ويدلنا على فضل هذا الرجل الذي نهى أن يناح عليه، وقد عرفنا من قبل أن ما جاء في بعض الأحاديث: (إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) أن المقصود من ذلك: إذا كان برغبة منه، وبوصية منه، وكونه يعجبه ذلك ويسره، ويريده من الناس أن ينوح عليه، فهذا هو الذي يعذب؛ لأنه متسبب وهم يفعلون ذلك تحقيقاً لرغبته، فهو يأثم ويعاقب على ذلك ويعذب في قبره؛ لأنه متسبب في ذلك.

أما قيس بن عاصم رضي الله عنه فإنه ينهى أن يناح عليه حتى لا يحصل العذاب للذين ينوحون، والذين يحصل منهم المخالفة لما جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في ذلك.

تراجم رجال إسناد حديث: (لا تنوحوا علي فإن رسول الله لم ينح عليه)

قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].

هو البصري، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود في القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

[حدثنا خالد].

هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا شعبة].

هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن قتادة].

هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن مطرف].

هو مطرف بن عبد الله بن الشخير البصري، وهو ثقة أيضاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن حكيم بن قيس].

هو حكيم بن قيس بن عاصم المنقري قيل: إنه ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وعده بعض من ألف في الصحابة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والنسائي.

[عن أبيه].

هو قيس بن عاصم بن سنان المنقري التميمي وهو صحابي، مشهور بالحلم، ومعروف بالفضل، وهو الذي رثاه أحد الشعراء بأبيات منها البيت المشهور الذي يعتبر بمثابة حكمة، ومثلاً يضرب في عظم منزلة الرجل، وعلو شأنه، وهو قول الشاعر يرثيه لما مات يقول:

وما كان قيس هلكه هلك واحدولكنه بنيان قوم تهدما

فهو يصف هذا المصاب، وأن موت هذا الرجل ليس موت رجل واحد، ولكنه بمثابة البنيان للناس الذي تهدم، ومعناه: أن شأنه كبير، ومنزلته عالية رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقد قال عنه الحافظ أنه صحابي مشهور بالحلم، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

شرح حديث: (أن رسول الله أخذ على النساء حين بايعهن أن لا ينحن ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ على النساء حين بايعهن أن لا ينحن، فقلن: يا رسول الله! إن نساء أسعدننا في الجاهلية أفنسعدهن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا إسعاد في الإسلام)].

هنا أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أن النبي عليه الصلاة والسلام لما بايع النساء كان من جملة ما بايعهن عليه [أن لا ينحن]، أي: أن لا تحصل منهن النياحة، وقد خصت النساء بذلك؛ لأنهن اللاتي يغلب عليهن الجزع، ويختلفن عن الرجال في ذلك؛ فالرجال أكثر منهن صبراً، وأشد منهن قوة على الصبر، بخلاف النساء فإن عندهن ضعف، ولهذا جاءت السنة في نهي النساء عن زيارة القبور؛ لأنه يحصل منهن عدم الصبر، وقد يحصل منهن عند تذكر الميت، وعند رؤية القبر ما يعود عليهن بالمضرة، وجاء في بعض الأحاديث التنصيص على النساء في لعن من حصل منهن ذلك: (لعن الله الصالقة، والحالقة، والشاقة) مع أن الرجال كذلك وجد منهم، لكن لما كان الغالب أن مثل هذه الأمور تحصل من النساء لضعفهن، وقلة صبرهن، وعدم قدرتهن على ما يقدر عليه الرجال جاء تخصيصهن في بعض الأمور؛ مثل كونهن عند البيعة أن لا ينحن، مع أن الرجال ما كان معروف أنه يؤخذ عليهم هذا عند البيعة؛ لأن الرجال عندهم قوة وعندهم صبر بخلاف النساء لا يصبرن كما يصبر الرجال، فأخذ عليهن أن لا ينحن، فلما أخذ عليهن أن لا ينحن قال بعضهن: [إن نساء أسعدننا]، معناه: أنه حصل مصيبة وجئن ونحن معنا، يعني: تضامناً معنا ومشاركةً لنا في المصاب، وإظهار الحزن على المصاب، وكان عندهم في الجاهلية أن الواحدة إذا عملت هذا مع الأخرى ترد عليها ذلك إذا حصل لها مصيبة، يعني: واحدة جاءت عند واحدة لما مات لها ميت، وناحت معها تلك التي أتي إليها وشوركت في النياحة، فإذا مات شخص للتي جاءت إليها جاءت ترد عليها ذلك الذي فعلته من قبل، فقالت: إن النساء أسعدننا أفلا نسعدهن؟ معناه: أنه حصل منهن أن نحن معنا وبكين معنا أفلا نرد عليهن ذلك الذي فعلنه معنا بأن ننوح عليهن ونقضي ما حصل منهن لنا، بأن نكافئهن عليه بمثله، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: [لا إسعاد في الإسلام] معناه: هذا الإسعاد الذي هو النياحة؛ الذي كان يفعل في الجاهلية قد انتهى في الإسلام فلا يفعل، فقد دل على منع ذلك، وأن النياحة لا تجوز.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله أخذ على النساء حين بايعهن أن لا ينحن ...)

قوله: [أخبرنا إسحاق].

هو ابن إبراهيم بن مخلد المروزي المشهور بـابن راهويه، وهو ثقة، ثبت، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو محدث، فقيه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.

[حدثنا عبد الرزاق].

هو ابن همام الصنعاني اليماني، وهو ثقة، حافظ، مصنف له كتاب المصنف في الحديث من الكتب المشتملة على الآثار الكثيرة عن الصحابة وغير الصحابة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا معمر].

هو معمر بن راشد الأزدي البصري نزيل اليمن روى عنه عبد الرزاق، وأكثر الرواية عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن ثابت].

هو ثابت بن أسلم البناني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن أنس].

هو أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخادمه الذي خدمه عشر سنوات منذ قدم المدينة إلى أن توفى الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر، وأنس، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عن هؤلاء السبعة وعن الصحابة أجمعين.

شرح حديث: (الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه عن عمر رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه)].

أورد النسائي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: [الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه] وهذا يدلنا على تحريم النياحة، وأن من فعلها فإنه آثم، ومن فعلت في حقه، وقد رضي بذلك وعرف منه الرضا بذلك، والرغبة بذلك، والمحبة في ذلك، أو الوصية بذلك، فإنه يأثم، ويصله العذاب في قبره لتسببه، أما إذا كان لا يرغب، ويكره، ويمنع من ذلك، مثل ما حصل من قيس بن عاصم رضي الله عنه، حيث قال: (لا تنوحوا عليّ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه)، فهذا لو نيح عليه لا يناله شيء بسبب فعل النائحين؛ لأنه لم يرض ذلك، وكما جاء في القرآن قوله تعالى وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [فاطر:18].

تراجم رجال إسناد حديث: (الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه)

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

هو الفلاس، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة وهو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

[حدثنا يحيى].

هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة، ثبت، ناقد، متكلم في الرجال جرحاً وتعديلاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا شعبة].

قد مر ذكره.

[عن قتادة].

هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن سعيد بن المسيب].

ثقة، فقيه، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين باتفاق؛ لأن السبعة ستة متفق على عدهم، وواحد مختلف فيه، وهو من السبعة الذين اتفق على عدهم في الفقهاء السبعة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن ابن عمر].

هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، وهو صحابي جليل، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أشرت إليهم آنفاً.

[عن عمر].

رضي الله عنه هو: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، الخليفة الثاني من الخلفاء الراشدين، الهادين، المهديين، وصاحب المناقب الجمة، والفضائل الكثيرة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (الميت يعذب بنياحة أهله عليه ...) من طريق ثانية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا سعيد بن سليمان أخبرنا هشيم أخبرنا منصور هو ابن زاذان عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: (الميت يعذب بنياحة أهله عليه فقال له رجل: أرأيت رجلاً مات بخراسان وناح أهله عليه هاهنا، أكان يعذب بنياحة أهله؟ قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبت أنت)].

هنا أورد النسائي حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه، الذي فيه أنه قال: [الميت يعذب بنياحة أهله عليه فقال له رجل: أرأيت رجلاً مات بخراسان وناح أهله عليه هاهنا، أكان يعذب بنياحة أهله؟ قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبت أنت]، يعني: صدق رسول الله فيما قال أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، أو بنياحة أهله عليه، وكذبت أنت في كونك تستغرب هذا أو تستبعد هذا، وتقول: أكان يصل لو كان أحد نيح عليه، وهو في مكان، وأهله في مكان؟ فقال: [صدق رسول الله وكذبت أنت].

قوله: [عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: الميت يعذب بنياحة].

هنا ما ذكره مرفوعاً، ولكنه في آخره قال: [صدق رسول الله]، وهذا يفيد الرفع، وقد سبق أن مر بنا الحديث نفسه، وأن عمران بن حصين لما بلغه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الميت يعذب ببكاء أهله عليه) قال: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مرفوع، وهنا قوله في آخره: (صدق رسول الله) يفيد بأنه مرفوع.

والحديث تكلم فيه الألباني وقال: إنه ضعيف الإسناد، وقال: إن المرفوع قد تقدم، وقد حكم له بالصحة من قبل، ولعل ما ذكره الشيخ الألباني حول هذه القصة وما جرى نحوها، وأما من حيث الحديث وثبوت الحديث فإنه ثبت من طرق كثيرة عن عمران وغير عمران، وقد جاء من طريق أخرى غير هذه الطريق في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه أنه لما ذكر محمد بن سيرين قال: قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنا من طريق الحسن بن أبي الحسن فلا أدري هل كلام الألباني فيه حول رواية الحسن، أو أنه جاء من طريق الحسن وهو معروف بالتدليس، أما من حيث المتن فهو ثابت من غير طريق الحسن، وثابت عن جماعة من الصحابة غير عمران بن حصين، وثابت عن عمران بن حصين من طريق أخرى، وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق عمران بن حصين.

تراجم رجال إسناد حديث: (الميت يعذب بنياحة أهله عليه ...) من طريق ثانية

الملقي: [أخبرنا إبراهيم بن يعقوب].

هو الجوزجاني، وهو ثقة، حافظ، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي.

[حدثنا سعيد بن سليمان].

هو سعيد بن سليمان الضبي البزار لقبه: سعدوية، وهو ثقة، حافظ، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[أخبرنا هشيم].

هو هشيم بن بشير الواسطي، وهو ثقة، ثبت، كثير التدليس، والإرسال الخفي، وقد عرفنا أن التدليس هو: رواية الراوي عن شيخه ما لم يسمعه منه بلفظ موهم للسماع كعن أو قال، أما التدليس الخفي فهو: أن يروي عن شخص عاصره ولم يعرف أنه لقيه، فروايته عنه من قبيل المرسل الخفي، وقيل له: مرسل خفي؛ لأنه لو كان ما أدرك زمن المروي عنه وروى عنه يصير مرسلاً واضحاً، لكن لما كان مدركاً لزمانه، ومعاصراً له وروى عنه بلفظ موهم للسماع فإن هذا يقال له: مرسل خفي؛ لأن فيه خفاء، وفرق بينه وبين التدليس؛ التدليس يختص بمن روى عمن عرف لقاؤه إياه، أما إن عاصره ولم يعرف أنه لقيه فهو المرسل الخفي، وحديث هشيم بن بشير الواسطي أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن منصور هو ابن زاذان].

ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن الحسن].

هو الحسن بن أبي الحسن البصري، وهو ثقة، فقيه، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عمران بن حصين].

هو عمران بن حصين أبو نجيد صحابي مشهور، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ...) من طريق ثالثة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن آدم عن عبدة عن هشام عن أبيه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، فذكر ذلك لـعائشة فقالت: وَهِلَ، إنما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبر فقال: إن صاحب القبر ليعذب، وإن أهله يبكون عليه، ثم قرأت وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164])].

أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وهو: أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، فذكر ذلك لـعائشة فقالت: وَهِلَ]، يعني: أنه حصل منه خطأ، وقالت: [إن النبي صلى الله عليه وسلم مر في قبر، وهو يعذب] يعني: صاحبه، فقال: [إنه ليعذب وإن أهله لينوحون عليه]، وتريد عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على عذاب ذلك الشخص الذي كان يعذب في الوقت الذي كان أهله ينوحون عليه، وهذا لا يدل على أنه يعذب بسبب النياحة، وإنما يخبر أنه هو نفسه في عذاب، وأهله حزينون عليه؛ لأنهم فقدوه ولأنه فارقهم، فتريد عائشة من وراء هذا أنه لا يعذب بسبب البكاء عليه، وإنما يعذب لأمر آخر، ولكن الحال والواقع أنه مع كونه يعذب وأن أهله يبكون عليه، ثم جاءت بالآية وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ [الأنعام:164] وتريد من وراء هذا أنه كيف يعذب الإنسان بفعل غيره، وبذنب غيره، وهو لم يكن متسبباً في ذلك، لكن كما هو معلوم: الحديث جاء من طرق عديدة وهو صحيح، ولكنه محمول على شيء آخر غير كون الإنسان يعذب بذنب غيره، فهو محمول إذا كان متسبباً، وكونه راغباً وراضياً، وأوصى بذلك، ولا يختلف عما جاء في الآية.

إذاً: ما جاء في الحديث فهو محمول على ما إذا كان متسبباً، فإنه يعذب بتسببه في كون أهله ينوحون عليه تحقيقاً لرغبته في ذلك، وأما الآية فتكون محمولة على ما إذا كان غير متسبب لذلك.

وعلى هذا فإن عائشة رضي الله عنها فهمت أنه لما حصلت تلك القصة التي تعلمها، وابن عمر روى ذلك الحديث وغيره روى ذلك الحديث ظنت أنه على هذا النحو الذي علمته، ولكن الحديث ثابت كما سبق.

تراجم رجال إسناد حديث: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ...) من طريق ثالثة

قوله: [أخبرنا محمد بن آدم].

هو محمد بن آدم الجهني، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي.

[عن عبدة].

هو عبدة بن سليمان البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن هشام].

هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، ربما دلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبيه].

هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن ابن عمر].

رضي الله تعالى عنهما وقد مر ذكره.

[عائشة].

هي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله براءتها في آيات تتلى في سورة النور، وقد روت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا سيما فيما يتعلق في أمور البيت، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد مر ذكرهم.

شرح حديث: (إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه ...) من طريق رابعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة عن مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة أنها أخبرته أنها سمعت عائشة رضي الله تعالى عنها وذكر لها: أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما يقول: (إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: يغفر الله لـأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب، ولكن نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها فقال: إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب)].

هنا أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وهذا يبين الحديث السابق، وأن الذي يبكى عليه هنا يهودية، وأن أهلها يبكون عليها وهي تعذب في قبرها، فلما بلغها حديث عبد الله بن عمر : (أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه قالت: يغفر الله لـأبي عبد الرحمن أخطأ أو نسي، إنما مر النبي صلى الله عليه وسلم بيهودية، وهي تعذب في قبرها وقال: إنها لتعذب وأهلها ليبكون عليها) يعني: أهلها حزينون عليها، وهي كافرة، يعني: تعذب في قبرها كما يعذب الكفار في قبورهم كما قال الله عز وجل: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، فالكفار يعذبون في قبورهم وكذلك من شاء الله تعذيبه من أصحاب الكبائر، فإنه يعذب في قبره مثل ما جاء في حديث صاحبي القبرين اللذين يعذبان أحدهما: في النميمة، والثاني: في كونه لا يستبرئ من البول.

فـعائشة رضي الله عنها وأرضاها تروي هذا الحديث وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك، لكن الذي جاء عن عمر، وعن عمران بن حصين، وعن ابن عمر، وعن غيرهم أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وذلك محمول على ما إذا رضي به، ورغب به، وأوصى به.

تراجم رجال إسناد حديث: (إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه..) من طريق رابعة

قوله: [أخبرنا قتيبة].

هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن مالك بن أنس].

إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن عبد الله بن أبي بكر].

هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبيه].

هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو أيضاً ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن عمرة].

هي عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، وهي ثقة، أخرج حديثها أصحاب الكتب الستة، وقد أكثرت من الرواية عن عائشة.

[عن عائشة].

قد مر ذكرها.

شرح حديث: (إن الله عز وجل يزيد الكافر عذاباً ببعض بكاء أهله عليه) من طريق خامسة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار عن سفيان قصه لنا عمرو بن دينار سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل يزيد الكافر عذاباً ببعض بكاء أهله عليه)].

أورد النسائي حديث ابن عباس عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال: [إن الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه] والكافر معذب، وأهل للعذاب بكفره، ولكن هذا كما جاء عن عائشة أنه يزاد في عذابه ببكاء أهله عليه، ومن المعلوم أن الكافر إذا عذب في النار، فهو عذاب والعياذ بالله، ولو كان عذابه من أخف أهل النار عذاباً فإنه يعتبر نفسه أشد أهل النار عذاباً والعياذ بالله، كما جاء في حق أبي طالب أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما شفع له، وخفف له العذاب، فصار في ضحضاح من نار، عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، وإذا زيد في عذابه وحصل الزيادة في العذاب فهذا عذاب فوق عذاب، والعياذ بالله.

تراجم رجال إسناد حديث: (إن الله عز وجل يزيد الكافر عذاباً ببعض بكاء أهله عليه) من طريق خامسة

قوله: [أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار].

هو عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار البصري، وهو لا بأس به، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي، ولا بأس به معناها صدوق.

[عن سفيان].

هو سفيان بن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، حجة، إمام، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[قصه لنا عمرو بن دينار].

هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، ثبت أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[سمعت ابن أبي مليكة].

هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[قال ابن عباس].

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[عن عائشة].

عائشة قد مر ذكرها.

شرح حديث: (إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه...) من طريق سادسة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سليمان بن منصور البلخي حدثنا عبد الجبار بن الورد سمعت ابن أبي مليكة يقول: (لما هلكت أم أبان حضرت مع الناس، فجلست بين عبد الله بن عمر، وابن عباس، فبكين النساء، فقال ابن عمر: ألا تنهى هؤلاء عن البكاء، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه، فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قد كان عمر رضي الله تعالى عنه، يقول بعض ذلك: خرجت مع عمر حتى إذا كنا بالبيداء رأى ركباً تحت شجرة فقال: انظر من الركب، فذهبت فإذا صهيب وأهله، فرجعت إليه فقلت: يا أمير المؤمنين! هذا صهيب وأهله، فقال: عليّ بـصهيب، فلما دخلنا المدينة أصيب عمر، فجلس صهيب يبكي عنده يقول: وا أخياه وا أخياه، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: يا صهيب! لا تبك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه، قال: فذكرت ذلك لـعائشة فقالت: أما والله ما تحدثون هذا الحديث عن كاذبين مكذبين، ولكن السمع يخطئ، وإن لكم في القرآن لما يشفيكم أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [النجم:38]، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه)].

أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن عائشة وكذلك عن عمر رضي الله تعالى عنه، وأن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان عمر يقول: بعض ذلك، ثم ذكر قصة صهيب، وأنه لما وصلوا المدينة أصيب عمر لما طعنه المجوسي تلك الطعنة، فجعل صهيب يبكي ويقول: وا أخياه، ثم قال عمر: لا تبك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه.

قوله: [إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه] هذا يرويه عبد الله بن عباس عن عمر رضي الله تعالى عنه وكان يقوله لـصهيب لما بكى، ثم قال: [فذكرت ذلك لـعائشة]، يعني: ما قاله عمر، فقالت: [إنكم لا تحدثون عن كاذبين ومكذبين، ولكن السمع يخطئ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إن الكافر يزاد عذاباً].

قوله: [وإن لكم في القرآن لما يشفيكم أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [النجم:38]، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه] وهذا هو الذي مر في الإسناد الذي قبل هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال: (إن الله عز وجل يزيد الكافر عذاباً ببعض بكاء أهله عليه) لكن كما عرفنا من قبل ما جاء عن عائشة لا يعارض ما جاء عن الصحابة الآخرين، وما قالته عائشة: [وإن لكم في القرآن لما يشفيكم] لا يعارض ما جاء عن الصحابة الآخرين رافعين ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الذين يعذبون إذا كانوا مسلمين متسببين في ذلك، أما إذا كانوا غير متسببين فإنه لا يضرهم وزر غيرهم، وإنما الوزر إثمه على من حصل منه.

تراجم رجال إسناد حديث: (إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه...) من طريق سادسة

قوله: [أخبرنا سليمان بن منصور البلخي].

هو لا بأس به، أخرج له النسائي وحده.

[حدثنا عبد الجبار بن الورد].

صدوق يهم، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[عن ابن أبي مليكة].

قد مر ذكره.

[عن عبد الله بن عمر وابن عباس وعمر وعائشة].

قد مر ذكر هؤلاء جميعاً.

الأسئلة

حكم سماع القرآن للجنب والحائض

السؤال: فضيلة الشيخ! هل يصح سماع القرآن الكريم من الراديو أو المسجل إذا كان الشخص جنباً أو المرأة كذلك إذا كانت حائضاً؟

الجواب: نعم يصح، كون الإنسان يسمع القرآن من القارئ وهو جنب ليس عليه بأس، ولا مانع من كونه يسمع القرآن سواء من الراديو، أو من المسجل، أو من قارئ يقرأ بنفسه بدون تسجيل، وإنما المحذور فيما إذا كان جنباً؛ لأن جنابته بيده يستطيع أن يغتسل في أي وقت شاء، ويبادر، ويقرأ القرآن، لكن كونه يسمع وهو على جنابة ما فيه بأس ولا إشكال في ذلك.

حكم الجمع والقصر في الصلاة للمريض

السؤال: فضيلة الشيخ! هل يجوز للمريض أن يصلي الصلاة خارج وقتها مع الجمع والقصر؟

الجواب: المريض له أن يجمع بين الصلاتين وليس له أن يقصر، وإنما له الجمع إذا احتاج إلى ذلك، فيجمع بين الصلاتين بأن يقدم صلاة أو يؤخر صلاة، وأما كونه يقصر فلا، ما فيه قصر للمريض، وإنما يأتي بصلاته تامة دون قصر.

وليس للإنسان أن يؤخر الصلوات عن أوقاتها إلا الصلاتين يجمع بعضهما إلى بعض، مثل: الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، أما كونه يجمع خمس صلوات، ويصليها في وقت واحد لا أبداً، يصلي على حسب حاله كل صلاة في وقتها.

توجيه لمن يغلب عليه النوم أثناء صلاة الفجر

السؤال: من يغلب عليه النوم، وحاول أن يقوم ولم يستطع، فهل يجوز له أن يجمع في الصلاة في غير وقتها؟

الجواب: الإنسان النائم أو الذي يحصل له النوم، عليه أن يعمل الوسائل التي تجعله يتنبه؛ بأن يجعل عنده الساعة المنبهه أو يوصي أحد يوقظه في وقت الصلاة، وليس له أن يتساهل في أمر الصلاة، ثم يصلي إذا استيقظ، ثم عليه أن يأخذ بالأسباب التي تجعله يستيقظ؛ وهو أن ينام مبكراً، ولا يضيع الليل كله في السهر، وشغل وقته فيما ينفع أو فيما يضر، ثم ينام عن صلاة الفجر، فعليه أن يأخذ بالأسباب؛ لأن من الأسباب كون الإنسان يأخذ حاجته من النوم قبل أن يأتي وقت الصلاة، أما كونه يضيع الوقت، ثم إذا جاء وقت الصلاة إذا النوم غالب عليه، هذا قد تسبب في تفويت الصلاة على نفسه، ثم أيضاً الإنسان يعرف من نفسه أنه لو كان عنده موعد طائرة، أو موعد مهم، أو شيء يتعلق بعمل يحسب حسابه ويتنبه في ذلك الوقت، وعلى الإنسان أن يكون اهتمامه بالصلاة أعظم من اهتمامه في أمور الدنيا أو الأمور الدنيوية التي يحسب لها حساب ويحرص عليها.

حكم استقبال الكعبة أثناء الطواف

السؤال: فضيلة الشيخ! مشى خطوات أثناء الطواف في الكعبة، وجسمه متجه بالكامل إلى جهة الكعبة، هل يصح طوافه؟

الجواب: إذا كان حصل بسبب زحام فهو معذور، وأما كونه يستقبل الكعبة أو يستدبرها وهو يطوف، وهو قادر على ذلك، فهذا لا يصح طوافه؛ لأن الواجب أن تكون الكعبة عن يساره ماشياً، وليست عن يساره مستدبراً إياها، ولا عن يساره مستقبلاً إياها.

حكم الوصال في رمضان

السؤال: فضيلة الشيخ! هل الوصال في رمضان جائز؟

الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال، لكنه لما روجع في ذلك قال: (أيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر) معناه: ما يواصل بين يومين، لا يأكل بينهما شيئاً، وإنما من أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر، وترك الوصال أولى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه، ولكنه رخص فيه إلى السحر.

حكم استعمال القطرة والحبوب والكحل للصائم

السؤال: يا شيخ! استعمال القطرة والحبوب والكحل هل يفطر؟

الجواب: القطرة في العين ما تؤثر، والكحل لا يؤثر في العين، أما الحبوب إذا بلعه فإنه يفطر، أو أكل أي شيء، فإنه يفطر بذلك.

كيفية الجمع بين حديثي عائشة وابن عمر في النهي عن النياحة

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، كيف نجمع بين حديث عائشة وإنكارها على ابن عمر، وروايتها رضي الله تعالى عنها أن الله عز وجل يزيد الكافر عذاباً بعد بكاء أهله عليه؟

الجواب: ما فيه إشكال، لأن الكافر معذب وهو في عذاب، لكن المسلم أو المؤمن كونه يعذب بسبب عمل غيره هذا هو الذي فيه إشكال، وبعد أن يتبين المعنى يتضح فإنه لا إشكال فيه، وأن ذلك محمول على ما إذا كان متسبباً.

مدى صحة حديث أبي هريرة: (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك)

السؤال: فضيلة الشيخ، حفظكم الله، حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) رواه الترمذي، والنسائي، ما مدى صحة هذا الحديث؟

الجواب: لا أعرف عنه شيئاً.

مدى صحة حديث: (من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة)

السؤال: حديث: (من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة) ما صحة الحديث هذا؟

الجواب: ما أعرف عنه شيئاً، لكن الأحاديث في فضائل السور أكثرها وأغلبها غير صحيح، وإنما الذي ثبت في الفضائل أشياء محدودة بخلاف سائر السور؛ لأن بعض الوضاعين وضع لكل سورة حديثاً في فضلها، فما أعرف شيئاً عن الحديث هذا.

المقصود بالأمرين والأبيضين والخافقين

السؤال: ما هو الأمران والأبيضان والخافقان؟

الجواب: لا أدري، ولكن هناك كتاب اسمه: جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنين، فهو يتعلق بالمثنيات، ويرجع إليه في معرفة مثل هذه الأمور.

حكم الصلاة على النبي في صلاة النافلة والفريضة

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، ما مدى صحة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في سجود الصلاة المكتوبة أو النافلة؟

الجواب: بالنسبة للنوافل يمكن أن يصلي عليه عندما يأتي ذكره صلى الله عليه وسلم، مثل ما يسأل الإنسان عند آية الرحمة، ويستعيذ عند آية العذاب، وأما بالنسبة للفرائض لا يفعل شيئاً من ذلك فيها، ولو فعله في السجود كدعاء ما فيه بأس، لكن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تشرع في التشهد، ويكثر الدعاء في السجود؛ لأن الرسول يقول: (أكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).

الواجب على من نام قبل الصلاة ثم لم يتوضأ

السؤال: حفظك الله يا شيخ! تذكرت أني نمت بعد صلاة العصر تقريباً بخمس دقائق أو عشر دقائق، وذكرت في نصف صلاة المغرب، أو أثناء صلاة المغرب فهل يجوز إتمام صلاتي أو أقطعها؟

الجواب: لا أبداً، إذا كان الإنسان قد نام مضطجعاً فقد انتقض وضوءه أو جالساً متمكناً بمعنى: أنه مستند واستغرق في النوم، فإنه ينتقض وضوءه وعليه أن يتوضأ، أما إذا كان نومه خفقان بأن يكون جالس، ثم يخفق رأسه، فيتنبه، فإن هذا لا ينتقض وضوءه؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كانوا يفعلون ذلك، لكن كون الإنسان نام مضجعاً أو مستنداً، يعني: جالساً وهو مستند، فإن هذا قد انتقض وضوءه عليه، وإذا تنبه وهو في صلاة المغرب فإن عليه أن يقطع الصلاة ويذهب ويتوضأ، ويصلي العصر ثم يصلي المغرب.

حكم الاستقراض من البنك بنية المساعدة

السؤال: فضيلة الشيخ! يوجد في بلادنا بنك يقرض أموالاً بقصد المساعدة على البناء، ولكن يشترط عند التسديد زيادة على المال المقترض؟

الجواب: هذا هو الربا، ولا يجوز الاستقراض بهذه الطريقة.

حكم الجهاد في البوسنة والهرسك

السؤال: حكم الجهاد في البوسنة والهرسك؟

الجواب: المسلمون في البوسنة والهرسك في الحقيقة أوذوا، واعتدى عليهم أعداؤهم، وإذا ذهب أحد لمساعدتهم ونصرتهم فهو على قدر نيته، يرجى له الخير إذا كان قصده مساعدة المسلمين على أعدائهم، الذين ألحقوا بهم أنواعاً عظيمة من الأذى والعذاب.

تحقيق القول في مسالة أين الله

السؤال: فضيلة الشيخ، يريد من فضيلتكم تحقيق القول في مسألة أين الله، والرد على المخالف لأهل السنة؟

الجواب: أين الله، (سأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم الجارية -التي كان يريد أن يتعرف على إيمانها- فأشارت إلى السماء، فقال: من أنا؟ فقالت: أنت رسول الله -وأشارت إلى السماء وإليه أنه رسول الله- فقال: أعتقها، فإنها مؤمنة)، فالذي سأل عن ذلك هو أعلم الناس بالله، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا سئل عنه كما سأل عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وأجيب كما أجابت الجارية، فإن ذلك حق، لكن ما هي السماء؟ وما المراد بكون الله في السماء؟ هل هو في السماء المبنية؟ أبداً، الله تعالى منزه ولا يحويه شيء مخلوق، والسماوات مخلوقة، وهي صغيرة أمام عظمة الله عز وجل وجلاله، ولكن المقصود بالسماء هو: العلو، والله تعالى فوق العرش، وهو في العلو، فهذا هو معنى الحديث، وهذا هو الذي يقتضيه الحديث، والسؤال عنه جاء في الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما دام جاء ذلك عن رسول الله فليس لأحد كلام مع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن لا يجوز أن يتصور التشبيه أبداً، بل يثبت لله عز وجل ما ثبت عنه على ما يليق به، ومعنى الله في السماء أي: فوق العرش في السماء؛ لأن السماء هي كل ما علا، فكل ما علا هو سماء، وفوق العرش سماء علو، والله تعالى فوق العرش سبحانه وتعالى، فهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك.

مدى صحة حديث ابن عباس في الكرسي موضع القدمين لله عز وجل

السؤال: فضيلة الشيخ، حديث ابن عباس في تفسير الكرسي هل هو صحيح، والحديث رواه الثوري عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسي موضع القدمين، أما العرش فلا يقدر قدره إلا الله، وبارك الله فيكم؟

الجواب: الحديث هذا فيما أذكر أنه ثابت، وهو موضع القدمين، وهو الذي يستدل به العلماء على إثبات القدمين لله عز وجل على ما يليق بكماله وجلاله يعني: من حيث التسمية.

إذا تعود الشخص على صيام يوم بعينه ثم نسيه

السؤال: يا شيخ! حفظكم الله، رجل تعود أن يصوم يوماً معيناً، ونسي هذا اليوم، ثم ذكر بعد صلاة الصبح فكيف يعمل؟

الجواب: إذا تعود أن يصوم يوماً معيناً، مثلاً: الإثنين أو الخميس، إذا كان ما أكل فليصم؛ لأنه يجوز في صيام النفل أن ينوي الإنسان من أثناء النهار إذا لم يأكل شيئاً بعد طلوع الفجر، أما إذا أكل فإنه لا مجال للصيام.

كيفية صلاة الجالس

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، كيف يصلي الجالس هل يصلي متربعاً أو مفترشاً؟

الجواب: سبق أن مر بنا الحديث الذي ورد في ذلك، وذكرت أن للعلماء فيه ثلاثة أقوال؛ منهم من قال: إنه يصلي متربعاً، ومنهم من قال: إنه يصلي متوركاً، ومنهم من قال: إنه يصلي مفترشاً، والحديث الذي سبق أن مر بنا في ذكر التربع.

إثبات سماع عكرمة من ابن عباس

السؤال: حفظك الله يا شيخ! هل ثبت سماع عكرمة من ابن عباس بدون خلاف أهل العلم في ذلك؟

الجواب: ما أدري، فهو مولى ابن عباس وهو مشهور بالرواية عنه، ولا أدري هل أحد خالف في سماعه ما أعلم، والحافظ ابن حجر ترجم له ترجمة واسعة في مقدمة الفتح، وقد حصر ما قيل فيه من أقوال، وأجاب عنها وردها، أما قضية هل هناك خلاف أو أحد خالف في سماعه ما عندي علم هل أحد قال بذلك، أما السماع عنه والرواية عنه فهي مشهورة.

حكم نسيان النية في رمضان

السؤال: حفظك الله يا شيخ! إذا نسي نية الصوم من رمضان ثم صام فما الحكم؟

الجواب: معلوم أن الإنسان عند دخول الشهر ينوي أنه صائم رمضان، وهذه النية تكون بتحقق دخول شهر رمضان، وإذا لم يبلغه خبر دخول الشهر إلا بعد طلوع الفجر فإنه غير مدرك لصيام ذلك اليوم، ولو كان نوى أن غداً من رمضان فأنا صائم فإن ذلك لا ينفعه ولو لم يأكل شيئاً؛ لأنه لا بد أن يكون عنده علم بدخول الشهر قبل طلوع الفجر، فيكون ناوياً قبل بدء الصيام أو عند بدء الصيام، هذا بالنسبة للأول، أما بالنسبة لسائر الأيام فالمؤمن ينوي أنه صائم الشهر، وتلك نية كافية لجميع الشهر، ولو أن الإنسان نام بعد العصر وما استيقظ إلا من الضحى من بكرة فهو على صيامه، ما يقال: إنه ما استيقظ في الليل حتى ينوي؛ لأن نيته من أول يوم وكونه صائم شهر رمضان هذه موجودة، ولا يلزم أن تكون النية في كل ليلة، نعم هو ناوي في كل ليلة، لكن يمكن أن يكون الإنسان يأتي الليل وهو غير مستيقظ بأن ينام في نهار ثم يأتي الليل وينتهي الليل ويأتي النهار من الغد وهو غير مستيقظ، لو كان ما تصح إلا بالنية من الليل في كل ليلة، فمعناه: أن هذا الشخص ما حصل له نية، لكن إذا نوى الإنسان من أول الشهر فتلك النية سارية على جميع أيام الشهر، ولكن الذي لا ينفع هو في أول يوم؛ لأنه لا بد أن يكون عنده علم بأن الشهر دخل قبل بدء الصيام في ذلك اليوم الأول.

حكم التقنع والتلثم للبرد في الصلاة

السؤال: فضيلة الشيخ! هل يجوز التقنع للبرد أو غيره في الصلاة؟

الجواب: مسالة التقنع يعني: كون الإنسان يجعل الشيء على رأسه لا بأس بذلك، المهم أن وجهه يبدو للصلاة، ويديه تبدو، ويسجد عليها، وأما كونه يجعل شيئاً على رأسه أو على كتفه الأمر في ذلك واسع.

وأما التلثم فالإنسان ليس له أن يغطي وجهه، بل يكشفه ولا يغطيه، إلا إذا كان هناك أمر لا بد منه لتغطية وجهه فلا بأس بذلك، وأما من خوف البرد وما إلى ذلك كما هو معلوم لا يستدعي الأمر التلثم، وليس بضرورة.

حكم الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة

السؤال: إذا كان الرجل في الصلاة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فهل يصلي عليه وهو في الصلاة؟

الجواب: بالنسبة للصلاة المفروضة ليس للإنسان أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ولا أن يأتي بالاستعاذة وغير ذلك؛ لأنه ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، وأما بالنسبة للنافلة فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستعيذ عند آية العذاب، ويسأل عند آية الرحمة، ومثل ذلك الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم إذا جاء ذكره في مثل قوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [الأحزاب:56].

حكم أخذ المال من السلطان من دون مسألة

السؤال: الحديث الذي معناه: (ما جاءك من مال السلطان من غير إشراف ولا مسألة، فخذه وتموله).

يقول: على هذا هل يجوز طلب المساعدة من السلطان أو المسئول عند حدوث الفاقة؟

الجواب: الحديث صحيح وأن الإنسان لا يسأل، وإذا أعطي شيء فإنه يأخذه، فإذا كان مضطراً إلى ذلك فله أن يسأل.

الفرق بين قولهم رواه مسلم في المقدمة ورواه مسلم في صحيحه

السؤال: ما الفرق بين قوله: رواه مسلم في صحيحه ورواه مسلم في المقدمة؟

الجواب: المقدمة كما هو معلوم: مقدمة الصحيح التي هي أحاديث قليلة أوردها مسلم في مقدمته، والصحيح هو ما يبدأ من كتاب الإيمان، إذا قال: ورواه مسلم في صحيحه يعني: أنه في كتاب الإيمان، ولهذا يقولون عن الحديث رواه في المقدمة، ويقولون عن الشخص يرمزون له مسلم في المقدمة، أو مسلم في الصحيح، وكأن الرواية في المقدمة ليست مثل ما جاء عن الصحيح نفسه، وأن العلماء يميزون بينها لا من حيث العزو للحديث ولا من حيث الرجل الذي خرج له في المقدمة، ولم يخرج له في نفس الصحيح، فيرمز له بـ(م ق).

حكم من كان عليه صيام ودخل عليه رمضان الثاني

السؤال: فضيلة الشيخ! امرأة أفطرت في رمضان نصف شهر بسبب النفاس، وعندما جاء رمضان الآخر لم تصم في الفترة الماضية وذلك بسبب مرضها، فماذا تفعل؟ وكيف تقضي؟

الجواب: إذا كان المرض مستمراً معها وجاء رمضان الثاني وهي مريضة فهي معذورة، وأما إذا كانت قادرة على القضاء ولكنها لم تقض فإنها تقضي بعد رمضان الآخر، ولكنها تطعم عن كل يوم مسكيناً مع القضاء.

حكم عمل المرأة إذا اشترطت قبل الزواج وأثناء العقد

السؤال: رجل يقول: إن زوجته جاءها خطاب من عمل أو كذا، وهي مصممة على القبول فماذا يعمل؟

الجواب: على كل إذا كان هناك شرط بأنها تعمل، فالمؤمنون على شروطهم، إذا كان فيه موافقة أو شرط عند العقد بأنها تعمل العمل الذي هو سائغ، والعمل الذي يجوز لها أن تعمله شرعاً، أما العمل الذي لا يجوز لها أن تعمله فله أن يمنعها ولو حصل اتفاق على أصل العمل؛ لأنه ليس أي عمل تعمله، ولكن إذا حصل عند العقد اشترط أنها تدرس فعليه أن يفي بالشرط، وأما إذا كان ليس هناك شرط، فله أن يمنعها.

النية في صيام رمضان بدخول شهر رمضان

السؤال: حفظك الله يا شيخ! في معظم الأحيان تتأخر رؤيا شهر رمضان إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً، فإذا انتظر الإنسان الرؤيا ثم غلبه النوم فما الحكم؟

الجواب: إذا بات ولم يعلم بدخول الشهر إلا بعد ما دخل اليوم فإنه يعتبر غير صائم، ولكنه يجب عليه أنه يمسك ذلك اليوم ويقضيه؛ لأن النية ما وجدت من أول النهار الذي هو طلوع الفجر، لم يكن عنده علم بحيث ينوي الصيام من أول وقت الصيام.

القول الراجح في حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، ما هو القول الراجح في القراءة للفاتحة خلف الإمام في الصلاة الجهرية أتقرأ مع الإمام أو تقرأ آية آية بعد انتهاء الإمام أو بعد انتهاء القراءة؟

الجواب: الذي يظهر إذا كان هناك سكتات للإمام بعد الفاتحة فإنه يقرأ فيها، وإن لم يكن هناك فليقرأ والإمام يقرأ السورة وهذه مستثناة.

حكم زوج الرجل من امرأة خاله

السؤال: شاب أراد أن يتزوج امرأة خاله بعد أن توفي فما حكم هذا؟

الجواب: ما فيه بأس، امرأة خالك أجنبية.

وكذلك امرأة عمه أجنبية، فامرأة خاله أجنبية، وامرأة عمه أجنبية، إذا لم يكن هناك قرابة أخرى غير هذه القرابة، يعني: بين هذا الشخص وبينهن مانعة، أما إذا كان ما فيه إلا كونها امرأة عم أو امرأة خال، فتلك أجنبيات منه له أن يتزوجهن.

رأي الشيخ العباد في كتاب الأسماء والصفات للبيهقي

السؤال: فضيلة الشيخ! ما رأيكم في كتاب الأسماء والصفات للإمام البيهقي؟

الجواب: كتاب الأسماء والصفات للإمام البيهقي -كما هو معلوم-: اشتمل على أحاديث كثيرة، والإمام البيهقي رحمه الله عنده سلامة في كثير من النواحي، وعنده خطأ في بعض النواحي في العقيدة، وهو من الكتب التي فيها الرواية بالأسانيد، وإذا عرف الإسناد وعرف رجاله، وثبوته، وصحته، فالحديث يكون ثابتاً من تلك الطريق إذا صح الإسناد، وأما كلام البيهقي إذا تكلم فأحياناً يكون كلاماً حسناً، وأحياناً يكون كلامه فيه خلل؛ فهو عنده حق وباطل.

كيفية الصلاة قبل الجمعة وبعدها من النوافل

السؤال: فيما يتعلق بصلاة الراتبة ثنتي عشرة ركعة، كيف يكون ذلك في يوم الجمعة وليس هناك راتبة قبلها؟

الجواب: ليس هناك راتبة قبل الجمعة، ولكن الإنسان إذا دخل المسجد يصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم يجلس ولا يقوم إلا للصلاة؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كانوا يفعلون ذلك، وليس هناك عدد معين قبل الجمعة، أما بعد الجمعة فجاء فيه ركعتان أو أربع؛ ركعتان لمن صلى في البيت وأربع لمن صلى في المسجد، وقد مرت بنا تلك الأحاديث.

وعلى كلٍ الإنسان -كما هو معلوم-: إذا دخل المسجد في يوم الجمعة وصلى أكثر من أربع ركعات فقد وجدت الأربع وزيادة، وإن اقتصر على أربع ركعات فهو قد حافظ على الرواتب.

صحة حديث: (الضعيف أمير الركب)

السؤال: فضيلة الشيخ، حديث: (الضعيف أمير الركب) هل هو صحيح؟

الجواب: لا أدري.

مدى تساهل أحمد المصري في التوثيق

السؤال: هل أحمد بن صالح المصري متساهل في التوثيق؟

الجواب: لا أدري.

حال القاسم بن عبد الرحمن

السؤال: في بعض طبعات التقريب في القاسم بن عبد الرحمن صدوق يرسل كثيراً؟

الجواب: يرسل كثيراً نعم هو كذلك، وهذا موجود في النسخة المصرية أنه صدوق ويرسل كثيراً.

وفي بعض النسخ يغرب كثيراً، وهذا لا أدري، هذا الذي في نسخة التقريب المصرية يرسل كثيراً، ولعلها هي الصواب؛ لأنه من المتقدمين، وقضية ذكر الإرسال هو الذي يغلب على المتقدمين، وإن كان غيرهم يذكر الإرسال الذي هو الإرسال الخفي، أو الإرسال عمن لم يلقه، وليس الإرسال المشهور عند المحدثين الذي هو قول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فهو إرسال عمن لم يلقه، أو من لم يدركه بالمعنى الأعم.

حكم السكنى في بلاد الكفار

السؤال: سائل ينقل عبارة من فتاوى شيخ الإسلام من الجزء الرابع صفحة (114) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: كما يجوز السكنى في ديارهم، يقصد الكفار، فهل يرى شيخ الإسلام جواز السكنى في ديار المشركين مطلقاً؟ مع العلم أن فيه أحاديث تمنع من ذلك.

الجواب: أنا لا أدري كلام شيخ الإسلام، لكن السكنى في بلاد الكفار إذا كان هي بلد الإنسان ويستطيع أن يقيم فيها شعائر دينه فإنه يقيم، وفي إقامته مصلحة له ولغيره إذا دعا إلى الله عز وجل، وأدى ما عليه، وسعى في الدعوة إلى الله، وفي هداية الناس إلى الخير، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) كما قال ذلك لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه عام خيبر، وإذا كان أنه لا يستطيع أن يقيم شعائر دينه، وأنه لا يمكن من ذلك، فعليه أن يهاجر إلى بلد يستطيع أن يقيم شعائر دينه، هذا في الإقامة المستمرة، وأما الإقامة المؤقتة والإنسان يذهب للتجارة أو ما إلى ذلك فهذه سائغة.

حكم من تجاوز الميقات إلى ميقات آخر ليحرم منه

السؤال: ما حكم من غير ميقات بلده إلى ميقات آخر؛ كأن يمر على ميقات بلده ولا يحرم، ويأتي إلى المدينة ويحرم من ميقات أهل المدينة؟

الجواب: ما فيه بأس، كون الإنسان يتجاوز الميقات ولكنه لم يحرم، ثم يخرج إلى المدينة مثل ذلك: الذين يأتون بالطائرة من المغرب إلى جدة، وإذا نزلوا جدة جاءوا إلى المدينة، وأحرموا من ميقات المدينة ما فيه بأس أبداً؛ لأن ليس فيه تغيير، فكونه يريد أن يأتي إلى المدينة قبل أن يذهب إلى مكة يحرم من ميقات المدينة.

مثل ذلك: إنسان جاء من الجنوب يريد يأتي إلى المدينة أولاً، ثم يحرم منها ما فيه بأس؛ لأن دخول مكة غير محرم وهو ما أراد حجاً وعمرة ما عليه شيء؛ لأنه دخلها ماراً وفي نيته أنه إذا جاء المدينة يحرم منها، هذا ما فيه بأس ولو دخل مكة نفسها غير محرم.

فإذا كان نيته أنه يتجاوز الميقات غير محرم، وأنه يروح إلى جدة ويقضي حاجته، ثم يخرج إلى الجحفة ويحرم منها ما فيه بأس.

ما معنى قول ابن عمر حين صلب عبد الله بن الزبير فقال لأمه: لأمة أنت شرها أمة خير

السؤال: ما معنى قول ابن عمر حين صلب عبد الله بن الزبير فقال لأمه: لأمة أنت شرها أمة خير؟

الجواب: أنا ما أذكر، فعبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه له كلام جيد وهو في الصحيح الحديث، لكن بهذا اللفظ ما أدري، فكونه وصف بهذا الوصف معناه: أنها بخير، ما دام أنت الذي يقال أنك شرها وأنت من أنت فهي أمة خير، ما أدري هل اللفظ هذا هو موجود في الصحيح، وكان الحجاج قد جاء إلى أمه وتكلم معها وأجابته بجواب في غاية القوة، وفي غاية الحسن قالت عبارة جميلة في حق عبد الله وفي حقه هو، يعني: سيئة في حقه وجميلة في حق عبد الله بن الزبير ما أتذكرها.

مدى احتياج من قيلت فيه: لين إلى الاعتضاد

السؤال: حفظك الله يا شيخ! الصدوق الذي فيه لين هل يحتاج لمن يعضده؟

الجواب: الذي يبدو أنه ما يحتاج، إذا كان فيه لين معناه: توهين يسير.

وهي أقل من درجة مقبول، إذا قيل: لين، أو قيل: فيه لين، وفيه لين أهون من لين.

حكم من أدى الفرائض دون النوافل ثم مات

السؤال: فضيلة الشيخ! من لم يفعل شيئاً من النوافل لا صيام ولا غيره، ثم مات مع تأديته الفرائض فما حكمه؟

الجواب: على كل يرجى له الخير، ما دام أنه أدى الواجبات فهو على خير، ولكنه قصر كثيراً، ومن المعلوم: أن النوافل هي كالسياج للفرائض، والذي يتهاون في النوافل يتهاون في الفرائض، وإذا كان ترك تلك رغبة على السنة فهو آثم، وأما إذا كان كسلاً فهذا أدى ما عليه، فهو على خير إن شاء الله.

حكم القطرة في العين والأنف للصائم

السؤال: فضيلة الشيخ! القطرة في العين والأنف هل تفطر وكذلك الحجامة؟

الجواب: القطرة في العين ما تفطر، لكن بالسنبة للأنف كما هو معلوم من المنافذ، فإذا وصل إلى حلقه وابتلع شيئاً من ذلك فهو مثلما لو أدخله من فمه الصعوط والوجور، الصعوط: ما يوضع في الأنف، والوجور: ما يوضع في الفم، وأما الحجامة فهي تفطر؛ لقوله: (أفطر الحاجم والمحجوم)، والحاجم إذا كان بالطريقة القديمة التي فيها مص المحاجم، وأما إذا كان بدون مص فيفطر المحجوم دون الحاجم.

ماهية الأراضين السبع

السؤال: هل الأراضين سبع وكيف كنهها ومن يسكنها؟

الجواب: الأراضين سبع، كما جاء في الحديث: (من ظلم شبراً من الأرض طوقه من سبع أراضين) جاء في هذا الحديث نفسه طوقه من سبع أراضين، هذا يدل على أنها متلاصقة، وأنه متصل بعضها ببعض؛ لأنه لو كانت كل طبقة لها سكان، إذا ظلم الإنسان يكون عليه الطبقة التي ظلمها، وأما الطبقات التي تحت فهي تبع السكان الذين يكونون تحت تلك الطبقة، لكن قوله: (طوقه من سبع أراضين) معناه: كله يحمله على كتفه، وعلى رقبته يوم القيامة لأنه ظلم، فالعلماء استنبطوا من هذا الحديث أنها متلاصقة، وأنها متصلة بعضها ببعض، وأنها ليست كالسماوات كل سماء مستقلة، وفيه فضاء بينهما وفيه سكان لكل سماء، وإنما تلك الأراضين متلاصقة، وجاء في حديث ضعيف أنه قال: كل أرض فيها آدم كآدم، وموسى كموسى، وما إلى ذلك، ولكن غير صحيح، لكن الصحيح الذي جاء في الحديث هذا الحديث الذي ورد في الصحيحين (من ظلم شبراً..).



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - باب النياحة على الميت للشيخ : عبد المحسن العباد

https://audio.islamweb.net