إسلام ويب

وضحت الأدلة الشرعية أعمال الحج في منى، وأين يصلي الإمام الظهر يوم التروية، وكيف يكون الغدو من منى إلى عرفة، وما يقال في ذلك، وبينت حكم صيام يوم عرفة، وأيام التشريق، ومتى يكون الرواح من عرفة، وما يقال فيه، وأن الخطبة مشروعة في عرفة قبل الصلاة.

ما ذكر في منى

شرح حديث ابن عمر فيما ذكر في منى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ما ذكر في منى.

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم حدثني مالك عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه، أنه قال: (عدل إلي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وأنا نازلٌ تحت سرحة بطريق مكة، فقال: ما أنزلك تحت هذه الشجرة؟ فقلت: أنزلني ظلها، قال عبد الله: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كنت بين الأخشبين من منى -ونفخ بيده نحو المشرق- فإن هناك وادياً يقال له: السربة -وفي حديث الحارث يقال له: السرر- به سرحة سر تحتها سبعون نبياً)].

يقول النسائي رحمه الله: ما ذكر في منى، أي: أراد بهذه الترجمة شيئاً مما يذكر متعلقاً بمنى، وأورد النسائي تحت هذه الترجمة حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما الذي ذكر فيه: [ (أن عمران الأنصاري كان نازلاً تحت سرحة، أي: دوحة شجرة عظيمة في طريق مكة، قال: فعدل إليّ ابن عمر، يعني: كان ماشياً في الطريق، فلما رآه عدل إليه، واتجه إليه وهو تحت تلك السرحة، وهي الشجرة الكبيرة، فجاء إليه وقال: ما الذي أنزلك تحت هذه الشجرة؟ يعني: ما الذي دفعك إلى النزول تحت هذه الشجرة؟ قال: ظلها، يعني: إرادة الاستظلال بظلها، فذكر بالمناسبة شجرة في منى، قال: إذا كنت بين الأخشبين من منى -ونفخ بيده نحو المشرق- فإن هناك وادياً يقال له: السربة -وفي حديث الحارث يقال له: السرر- به سرحةٌ) ].

وفي حديث الحارث يعني ابن مسكين : (السرر)، أي: ذلك الوادي سرحة، أي: شجرة كبيرة، (سرة تحتها سبعون نبياً)، أي: ولد تحتها سبعون نبياً وقطعت فررهم.

ومقصود النسائي من هذه الترجمة، يعني: ذكر شيء يتعلق بمنى، وعبد الله بن عمر ذكر السرحة بمناسبة السرحة العظيمة، التي كان تحتها ذلك الرجل في طريق مكة، والشيء بالشيء يذكر كما يقولون، فذكر السرحة التي تكون بمنى، والتي تكون في ذلك الوادي، لكن الحديث ليس بصحيح؛ لأن فيه رجلاً مجهولاً، ورجلاً يحتاج إلى متابعة، ولا يحتج بهذا الحديث، ولا يعول عليه؛ لأن هذا إخبار بأمور مغيبة، وأنه ولد تحت هذه الشجرة سبعون نبياً، ومثل هذا لا يثبت، وكذلك غيره لا يثبت إلا بالطرق الصحيحة، وهذا الطريق الذي جاء فيه الحديث لا يحتج به؛ لأن فيه مجهولاً لا يعول على حديثه، وفيه أيضاً مقبولاً، لا يعول على حديثه إلا عند المتابعة، فالحديث غير صحيح وغير ثابت.

تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر فيما ذكر في منى

قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين].

هو: محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. والحارث بن مسكين المصري، أيضاً ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي.

[عن ابن القاسم].

هو: عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.

[حدثني مالك].

هو: مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن محمد بن عمرو بن حلحلة].

هو: محمد بن عمرو بن حلحلة، وهو ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.

[عن محمد بن عمران الأنصاري].

وهو مجهول، أخرج حديثه النسائي وحده.

[عن أبيه].

هو: عمران الأنصاري، وهو مقبول، وأخرج حديثه النسائي وحده.

[عن عبد الله].

هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح حديث عبد الرحمن بن معاذ فيما ذكر في منى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن عبد الوارث ثقة حدثنا حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي عن رجل منهم يقال له: عبد الرحمن بن معاذ رضي الله عنه أنه قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنى، ففتح الله أسماعنا حتى إن كنا لنسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار، فقال: بحصى الخذف، وأمر المهاجرين أن ينزلوا في مقدم المسجد، وأمر الأنصار أن ينزلوا في مؤخر المسجد)].

أورد النسائي حديثاً يتعلق بمنى أو مما يذكر في منى، ويتعلق بخطبة النبي صلى الله عليه وسلم، بمنى، وقد أورد فيه النسائي حديث عبد الرحمن بن معاذ التيمي: أن النبي عليه الصلاة والسلام، خطبهم في منى، ففتح الله أسماعهم، فسمعوا صوته وخطبته صلى الله عليه وسلم، وهم في منازلهم، وكان مما ذكره في هذه الخطبة أنه بين لهم حصى الجمار ومقداره، وأنه مثل حصى الخذف، وهو الذي يخذف به بين الإصبعين؛ لصغره، وهو فوق الحمص، ودون البندق، ليس بالصغير جداً ولا بالكبير، وإنما هو حصى متوسط أكبر من الحمصة، ودون البندقة، فحجمه قال: [(مثل حصى الخذف)]، وهو الحصاة التي يخذف بها بين الإصبعين، وهذا إشارة إلى صغره، لكنه ليس الصغر المتناهي، فليس بالصغير ولا بالكبير، وهذا مقدار حصى الجمار.

والنبي صلى الله عليه وسلم، لما انصرف من مزدلفة ومعه الفضل بن عباس، أمره بأن ينزل وأن يلقط له حصى، فلقط سبع حصيات بهذا الحجم، فجعل يقلبهن بيده ويقول: (بمثل هذا فارموا، وإياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)، يعني: ما تزيدوا على هذا المقدار، ولا ترموا بحصى كبار، ولا ترموا بشيء آخر سوى ذلك؛ لأن هذا غلو ومجاوزة للحد، بل الواجب الاقتصار على ما جاءت به السنة، فلا يزاد ولا ينقص.

فـ عبد الرحمن بن معاذ بين أن هذه الخطبة فتح الله أسماعهم فيها، ووصلهم صوت الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى وصل إليهم وهم في منازلهم، وكان ذلك يتعلق بالمناسك، والذي ذكره في هذا الحديث هو مقدار حصى الجمار الذي ترمى به الجمار.

ثم قال: وأمر المهاجرين أن يكون منازلهم في مقدم المسجد، وأمر الأنصار بأن يكونوا في مؤخر المسجد، والمراد من ذلك: أن المهاجرين أمروا بأن تكون منازلهم أمام المسجد، قريبةً من المسجد من جهة الأمام، والأنصار من وراء المسجد، يعني من جهة الخلف، وليس المقصود في نزولهم في المسجد؛ لأنه يتحدث يقول: سمعنا من منازلنا، وأن الله فتح أسماعنا، ثم بين المنازل وأنها حول المسجد، أو أشار إلى أنهم قد أمروا أن تكون منازلهم حول المسجد، فالمهاجرون من جهة الأمام، والأنصار من جهة الخلف، من ورائه وخلفه.

وقد أوضح ذلك أبو داود في سننه، حيث روى الحديث وقال: إن نزول المهاجرين كان في مقدم المسجد، والأنصار من وراء المسجد، وغيرهم وراء ذلك، وغيرهم أي: غير المهاجرين والأنصار وراء المهاجرين والأنصار، يعني: هذا الكلام الذي قاله أمر الناس، أن يكون منازلهم كذا، إشارةً إلى ذكر المنازل التي قال: إن الله فتح أسماعنا حتى سمعنا ونحن في منازلنا، فبين أن المنازل منها ما هو مقدم المسجد، أمامه، ومنها ما هو مؤخر المسجد وراءه، وأن المهاجرين كانوا أمام المسجد، والأنصار كانوا وراء المسجد، ومنازل غير المهاجرين والأنصار كانت وراء ذلك.

تراجم رجال إسناد حديث عبد الرحمن بن معاذ فيما ذكر في منى

قوله: [أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم].

هو: محمد بن حاتم بن نعيم المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

[أخبرنا سويد].

هو: سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.

[أخبرنا عبد الله].

وهو: ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن عبد الوارث].

وهو: عبد الوارث بن سعيد العنبري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا حميد الأعرج].

وهو: حميد بن قيس الأعرج، وهو لا بأس به، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكلمة لا بأس، أو ليس به بأس تعادل صدوق.

[عن محمد بن إبراهيم التيمي].

وهو: محمد بن إبراهيم التيمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن عبد الرحمن بن معاذ].

وهو: عبد الرحمن بن معاذ التيمي، وهو صحابي صغير، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

أين يصلي الإمام الظهر يوم التروية

شرح حديث أنس في صلاة الإمام الظهر يوم التروية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أين يصلي الإمام الظهر يوم التروية؟

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم وعبد الرحمن بن محمد بن سلام قالا: حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع سألت أنس بن مالك رضي الله عنه فقلت: أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أين صلى الظهر يوم التروية؟ قال: بمنى، فقلت: أين صلى العصر يوم النفر؟ قال: بالأبطح)].

أورد النسائي أين يصلي الإمام الظهر يوم التروية، يعني: هل يكون في منى، أو في غير منى؟ هو في منى؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام، كان نازلاً بالأبطح، من اليوم الرابع من شهر ذي الحجة، ولما جاء اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ذهب من الأبطح متجهاً إلى منى، ونزل فيه وصلى الظهر بمنى، فكان عليه الصلاة والسلام صلى خمسة أوقات في منى قبل يوم عرفة: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، وأول صلاة صلاها في منى هي الظهر، وهكذا السنة للحجاج أن يكونوا بمنى وقت الظهر، وأن تكون صلاتهم الظهر بمنى، وإذا كانوا موجودين في منى قبل ذلك من أجل النزول فلا بأس، لكن لا يكون نزولهم في منى قبل اليوم الثامن تسنناً، وتقرباً إلى الله عز وجل بهذا العمل؛ لأنه لم تأت السنة بالنزول أو بنزول الحجاج في منى إلا في اليوم الثامن، ويكون ذلك ابتداءً من صلاة الظهر، أو قرب صلاة الظهر، بحيث يكونوا موجودين في منى، قبل وقت الظهر فيصلون بها الظهر، وأما إذا أرادوا أن ينزلوا بمنى قبل يوم التروية فلا بأس أن ينزلوا، لكن هذا النزول لا علاقة له بالحج، مثل لو أن إنساناً ذهب في أي وقت من السنة، ونزل في عرفة، أو نزل في منى يستريح أو يجلس، فهذا نزول لا علاقة له بالنسك، ولا علاقة له بالقربة، بل هو نزول كالنزول في البر أو في أي مكان، ما له علاقة في الأنساك، لا بأس لهم أن ينزلوا، ولكن إذا جاء وقت الظهر يكونون محرمين بالحج، ويصلون الظهر وهم محرمون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بمنى هو وأصحابه الذين كانوا معه بالأبطح، ولهذا يتبين أن السنة هي: الصلاة بمنى الظهر، وأن يكون الإنسان من الظهر موجود في منى، ويكون محرماً.

وقد أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: [ (أنه سئل أو سأله عبد العزيز بن رفيع عن شيءٍ عقلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين صلى الظهر يوم التروية؟ قال: في منى؟ قال: وأين صلى العصر يوم النفر؟ قال: بالأبطح) ]، يعني معناه: أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء إلى منى قبل صلاة الظهر في اليوم الثامن وصلى فيها الظهر، ولما رمى الجمار في اليوم الثالث عشر وصلى الظهر، اتجه إلى الأبطح وصلى فيه العصر، أي: أنه خرج من منى بعد صلاة الظهر وبعد رمي الجمار في اليوم الثالث عشر، وصلى العصر بالأبطح، المكان الذي كان يلزم به قبل الحج، وعلى هذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تأخر، وما تعجل؛ لأنه جلس في منى اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، ورمى الجمار في اليوم الثالث عشر، وصلى الظهر، ثم ذهب إلى الأبطح ونزل فيه.

فإذاً بين أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان في الأبطح قبل الحج، وخرج منه وصلى الظهر في منى، وكان ساكناً بمنى في يوم العيد وأيام التشريق، وخرج منه بعدما رمى الجمار وصلى الظهر، وأتى إلى الأبطح وصلى فيه العصر.

تراجم رجال إسناد حديث أنس في صلاة الإمام الظهر يوم التروية

قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].

هو: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، المشهور أبوه بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

عبد الرحمن بن محمد بن سلام].

لا بأس به، وهو بمعنى صدوق. أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[حدثنا إسحاق الأزرق].

وهو: إسحاق بن يوسف الأزرق، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن سفيان الثوري].

هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ثقة، فقيه، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن عبد العزيز بن رفيع].

وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[سألت أنس بن مالك].

وهو: أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

الغدو من منى إلى عرفة

شرح حديث ابن عمر في الغدو من منى إلى عرفة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [الغدو من منى إلى عرفة.

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا حماد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن أبي سلمة عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من منى إلى عرفة، فمنا الملبي ومنا المكبر) ].

أورد النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الترجمة وهي: الغدو من منى إلى عرفة، يعني: الذهاب في الغداة، أي: في صباح يوم عرفة وبعد طلوع الشمس خرج النبي صلى الله عليه وسلم، من منى متجهاً إلى عرفة.

أورد النسائي حديث ابن عمر، وهو أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال: [(غدونا)]، يعني: ذهبنا في الغداة؛ لأن ما قبل الظهر يقال له: غداة، وما بعد الظهر يقال له: رواح، ويقال له: عشي، ولهذا يقال إحدى صلاتي العشي، يعني: الظهر والعصر، قال: [ (غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني يوم عرفة في الصباح- فمنا الملبي ومنا المكبر) ]، معناه: أن فيهم من يلبي، وفيهم من يكبر، لكن ليس معنى هذا أنهم منقسمون إلى قسمين: قسم يلبون فقط، وقسم يكبرون فقط، وإنما يسمع منهم التكبير والتلبية، ولا يعني هذا أن الإنسان له أن يلبي فقط ولا يكبر، أو يكبر فقط ولا يلبي، بل يجمع بين التلبية والتكبير، ويسمع منهم التكبير والتلبية، ومعنى هذا: أن الإنسان يجمع بينهما فيلبي كثيراً، ويتخلل تلبيته تكبيراً، فيكون كل واحد يلبي ويكبر، وهذا هو معنى قوله: [(منا الملبي ومنا المكبر)]، يعني معناه: أنهم يسمعون الذي يلبي ويسمعون الذي يكبر، لكن ليس معنى ذلك أن الناس مخيرون، إما هذا وإما هذا، إما تلبية وإما تكبير، لا، بل تكبير وتلبية، والتلبية تكون أكثر، ويتخللها تكبير.

تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر في الغدو من منى إلى عرفة

قوله: [أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي].

وهو: يحيى بن حبيب بن عربي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[حدثنا حماد].

وهو: حماد بن زيد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن يحيى بن سعيد الأنصاري].

وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن عبد الله بن أبي سلمة].

وهو: عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.

[عن ابن عمر].

ابن عمر، وقد مر ذكره.

حديث ابن عمر في الغدو من منى إلى عرفة من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا يحيى عن عبد الله بن أبي سلمة عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: (غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلى عرفات، فمنا الملبي ومنا المكبر)].

أورد النسائي حديث ابن عمر، وهو مثل الذي تقدم: [ (غدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفات، يعني في الغداة، وفيهم الملبي وفيهم المكبر) ].

قوله: [أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي].

وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

[حدثنا هشيم].

وهو: هشيم بن بشير الواسطي، وهو ثقة، كثير التدليس، والإرسال الخفي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[أخبرنا يحيى عن عبد الله بن أبي سلمة عن ابن عمر].

وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.

التكبير في المسير إلى عرفة

شرح حديث أنس فيما يفعل في المسير إلى عرفة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [التكبير في المسير إلى عرفة.

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الملائي يعني: أبا نعيم الفضل بن دكين حدثنا مالك حدثني محمد بن أبي بكر الثقفي قال: (قلت لـأنس رضي الله عنه، ونحن غاديان من منى إلى عرفات: ما كنتم تصنعون في التلبية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم؟ قال: كان الملبي يلبي فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه)].

أورد النسائي هذه الترجمة وهي: التكبير في المسير إلى عرفات، وأورد حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد سئل: كيف كنتم تصنعون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا اليوم؟ يعني عندما يذهبون إلى عرفات، فقال: كنا نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، منا من يكبر ولا ينكر عليه، ومنا الذي يلبي ولا ينكر عليه، معنى هذا: أنهم يسمعون التكبير ويسمعون التلبية ولا ينكر أحد على أحد، ومعناه: أن كل ذلك سنة، لكن الأمر كما ذكرت هو كون الإنسان يلبي ويكبر، ويجمع بين التلبية والتكبير، لا يترك التكبير ولا يترك التلبية، وتكون التلبية أكثر من التكبير.

تراجم رجال إسناد حديث أنس فيما يفعل في المسير إلى عرفة

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

وهو: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، إلا ابن ماجه.

[أخبرنا الملائي].

وهو: الفضل بن دكين الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا مالك].

وهو: مالك بن أنس، مر ذكره،

[حدثني محمد بن أبي بكر الثقفي].

وهو: محمد بن أبي بكر الثقفي، وهو حجازي ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه.

[قلت لـ أنس].

وهو: أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

التلبية فيه

شرح حديث أنس فيما يفعل في المسير إلى عرفة من طريق أخرى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [التلبية فيه.

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن رجاء حدثنا موسى بن عقبة عن محمد بن أبي بكر وهو الثقفي قال: (قلت لـأنس رضي الله عنه غداة عرفة: ما تقول في التلبية في هذا اليوم؟ قال: سرت هذا المسير مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه، وكان منهم المهل، ومنهم المكبر، فلا ينكر أحد منهم على صاحبه)].

أورد النسائي التلبية فيه، أي: في المسير إلى عرفات؛ لأنه ذكر الأحاديث المتعلقة بالتكبير، والتلبية، والغدو، وذكر شيئاً من أجل الغدو وأنه في الصباح، وذكر أحاديث من أجل التكبير، وأحاديث من أجل التلبية، وأورد حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو أنهم غدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، (وكان منهم المهل ومنهم المكبر).

قوله: [(منهم المهل)]، المهل يعني: الذي يلبي، والمكبر.

[ (فلا ينكر أحدٌ منهم على صاحبه) ].

تراجم رجال إسناد حديث أنس فيما يفعل في المسير إلى عرفة من طريق أخرى

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

إسحاق بن إبراهيم، مر ذكره.

[أخبرنا عبد الله بن رجاء].

هو: عبد الله بن رجاء المكي، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

[حدثنا موسى بن عقبة].

وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن محمد بن أبي بكر الثقفي قال: قلت لـ أنس].

وقد مر ذكرهما.

ما ذكر في يوم عرفة

شرح حديث عمر فيما جاء في نزول قوله: (اليوم أكملت لكم دينكم) في يوم عرفة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ما ذكر في يوم عرفة.

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنه قال: (قال يهودي لـعمر رضي الله عنه: لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذناه عيداً: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3]، قال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والليلة التي أنزلت، ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرفات)].

أورد النسائي ما ذكر في يوم عرفة، يعني: ما يتعلق به، وأورد فيه حديث طارق بن شهاب، حديث طارق بن شهاب عن عمر رضي الله تعالى عنه، (أنه قال له يهودي: إن آيةً نزلت عليكم لو أنها أنزلت علينا معشر اليهود، لاتخذنا ذلك اليوم الذي أنزلت فيه عيداً، فقال عمر رضي الله عنه: إنني لأعرف اليوم الذي نزلت فيه)، وجاء في بعض الأحاديث: (والمكان الذي نزلت فيه)، (نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة)، يعني فهو عيد من أعيادنا، أو مناسبة عظيمة من مناسباتنا، وذلك أن يوم عرفة هو خير الأيام، و(خير يومٍ طلعت عليه الشمس يوم عرفة)، كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصيامه مستحب لغير الحجاج، وهو خير صيام التطوع لغير الحجاج؛ لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه (يكفر السنة الماضية والآتية)، فأفضل يومين يصام تطوعاً هو يوم عرفة، فهو يوم عظيم لأهل الإسلام.

أما بالنسبة للحجاج فإن الأفضل في حقهم ألا يصوموا، وأن يكونوا مفطرين في ذلك اليوم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام، كان مفطراً كما سبق أن مر بنا: أن بعض الصحابة تحدثوا: هل الرسول مفطر أو غير مفطر؟ هل هو صائم أو غير صائم؟ فأخذت لبابة بنت الحارث الهلالية قدحاً من لبن وقالت: ناولوه إياه؛ ليتبين أنه صائم أو غير صائم، فأعطوه إياه فشرب وهو على ناقته، فعرف الناس أنه مفطر عليه الصلاة والسلام.

ثم أيضاً جاء في الحديث: (أن يوم عرفة والنحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)، ويوم عرفة هو يوم أكل وشرب بالنسبة للحجاج، وبالنسبة لغير الحجاج الأفضل لهم أن يصوموه، وهو خير يوم يصام تطوعاً، وأما العيد وأيام التشريق فهي أيضاً لا يصومها أحد، إلا في حق من لم يجد الهدي، فله أن يصوم أيام التشريق، وقد جاء في الحديث أنها: (عيدنا أهل الإسلام)، يعني: يوم عرفة، فهو يوم عظيم، ومناسبة عظيمة لنا، وهو خير الأيام، وأفضل الأيام، وخير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تراجم رجال إسناد حديث عمر فيما جاء في نزول قوله: (اليوم أكملت لكم دينكم) في يوم عرفة

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

إسحاق بن إبراهيم، مر ذكره،

[أخبرنا عبد الله بن إدريس].

هو: عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبيه].

وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن قيس بن مسلم].

وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن طارق بن شهاب].

وهو صحابي صغير، وهو صحابي رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن عمر].

وهو: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين الهادين المهديين، ذو المناقب الجمة، والفضائل الكثيرة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

دلالة الآية: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3]؟

فالآية تدل على أن الله عز وجل أكمل الدين وأتم النعمة، فدين الإسلام كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وشريعة الله عز وجل كملت، ومن المعلوم أنه نزل بعد ذلك اليوم إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات، لكن هذا اليوم حصل فيه إكمال الدين، وإتمام النعمة، لكن ليس معنى ذلك أن الوحي انتهى في ذلك اليوم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه قرآن، ونزل عليه وحي، وشرع للناس تشريعاً بعد تلك الفترة التي هي من يوم عرفة إلى حين وفاته صلى الله عليه وسلم.

شرح حديث: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبداً أو أمةً من يوم عرفة...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عيسى بن إبراهيم عن ابن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه سمعت يونس عن ابن المسيب عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبداً أو أمةً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة ويقول: ما أراد هؤلاء؟) قال أبو عبد الرحمن: يشبه أن يكون يونس بن يوسف الذي روى عنه مالك].

أورد النسائي حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها: [ (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً أو أمةً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟) ]؟ فهذا فيه ذكر يوم عرفة، وفيه ذكر فضل يوم عرفة، وأنه يوم يكثر الله تعالى فيه العتق من النار، وأن الله تعالى يدنو من أهل الموقف، ويباهي الملائكة بهم فيقول: (ما أراد هؤلاء).

وفي الحديث ذكر الدنو، وهو صفة لله عز وجل يدنو كيف يشاء، وهو عال في دنوه، قريب في علوه، هو عال مع دنوه، ومع وصفه بأنه قريب هو عال، فهو حيث يوصف بأنه قريب هو عال، وحيث يوصف بأنه يدنو فهو عال، فهو عال في دنوه، قريب في علوه، يعني: مع وصفه بأنه يدنو هو عال، ومع وصفه بأنه عال فهو قريب سبحانه وتعالى، وهذه الكلمة ذكرت عن شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكنها ذكرت أو جاءت عمن قبله وهو الزجاج اللغوي، له كتاب اسمه الملاحم، وذكر في مقدمته أوصافاً لله عز وجل في مطلع الكتاب، وفي الثناء على الله عز وجل، فقال: العالي في دنوه، القريب في علوه، يعني: يصف الله، ويمجده، ويعظمه، وكان من جملة ما عظم الله عز وجل ومجده فيه بأن قال: القريب في علوه، العالي في دنوه.

تراجم رجال إسناد حديث: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبداً أو أمةً من يوم عرفة...)

قوله: [أخبرنا عيسى بن إبراهيم].

وهو: عيسى بن إبراهيم بن مثرود المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[عن ابن وهب].

وهو: عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[أخبرني مخرمة].

وهو: مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.

[عن أبيه].

وهو: بكير بن عبد الله الأشج، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[سمعت يونس].

وهو: يونس بن يوسف، وهو ثقة، أخرج مسلم، والنسائي، وابن ماجه.

[عن ابن المسيب].

وهو: سعيد بن المسيب، وهو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن عائشة].

عائشة أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، التي أنزل الله براءتها مما رميت به من الإفك في آيات تتلى من سورة النور، وحفظ الله تعالى بها الكثير من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، الشيء الكثير، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، ستة رجال وامرأة واحدة.

[قال أبو عبد الرحمن: يشبه أن يكون يونس].

قال أبو عبد الرحمن: بأن الإسناد جاء فيه يونس وهو غير منسوب، فقال: يشبه أن يكون يونس بن يوسف الذي يروي عنه الإمام مالك.

النهي عن صوم يوم عرفة

شرح حديث: (إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ النهي عن صوم يوم عرفة.

أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم أخبرنا عبد الله وهو ابن يزيد المقرئ حدثنا موسى بن علي سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)].

ذكر النسائي هذه الترجمة وهي: النهي عن صوم يوم عرفة، أي: بعرفة، معناه: أن الحجاج لا يصومون يوم عرفة وهم حجاج بعرفة، لكن غير الحجاج يستحب لهم أن يصوموا يوم عرفة، بل صيامه خير الصيام؛ لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (يكفر السنة الماضية والسنة الآتية)، فهو أفضل يوم يصام تطوعاً، وهذا بالنسبة لغير الحجاج، أما بالنسبة للحجاج فالذي ينبغي في حقهم أن يكونوا مفطرين لا صائمين؛ حتى ينشطوا في ذلك اليوم على الذكر، والدعاء، والابتهال إلى الله عز وجل، فلا يكونوا صائمين ويصيبهم كسل، وقد يحصل عندهم نوم فيغفلون في هذه الدقائق، وهذه الساعات الثمينة النفيسة، وإنما يكونون مفطرين ليكون أنشط لهم وأقوى.

وقد أورد النسائي حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب) ]، وهذا بالنسبة للحجاج، يعني لا يصومون يوم عرفة، والحجاج وغير الحجاج لا يصومون يوم العيد ولا أيام التشريق، إلا من لم يجد الهدي من الحجاج فإنه يجوز له أن يصوم أيام التشريق؛ لأنه قد ثبت أنه لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي، وهو الذي قال الله عز وجل: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ [البقرة:196]، يجوز للإنسان أن يصوم يوم أحد عشر، واثني عشر، وثلاثة عشر، لكن لا يصوم يوم العيد، والأفضل أن يكون صيام من لم يجد الهدي قبل يوم عرفة، يوم ستة، سبعة، ثمانية، أو قبل ذلك، يعني: قريباً من الحج، لكن من لم يصم قبل الحج جاز له أن يصوم أيام التشريق الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، وأيضاً فأطلق على يوم عرفة بأنه يوم عيد، وأنه من أعيادنا، وهو خير الأيام، إلا أن الحجاج لا يصومونه؛ ليكون أنشط لهم وأقوى، وأما غير الحجاج فالأفضل في حقهم أن يصوموه، بل صيامهم إياه، أي: هذا اليوم، خير يوم يصام تطوعاً.

تراجم رجال إسناد حديث: (إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام...)

قوله: [أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم].

وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

[أخبرنا عبد الله وهو ابن يزيد المقرئ].

وهو: عبد الله بن يزيد المقرئ المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا موسى بن علي].

وهو صدوق ربما أخطأ، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[سمعت أبي].

وهو: علي بن رباح اللخمي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن عقبة بن عامر].

وهو: عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

الرواح يوم عرفة

شرح حديث ابن عمر في الرواح يوم عرفة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [الرواح يوم عرفة.

أخبرنا يونس بن عبد الأعلى أخبرني أشهب أخبرني مالك: أن ابن شهاب حدثه عن سالم بن عبد الله قال: (كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف يأمره أن لا يخالف ابن عمر في أمر الحج، فلما كان يوم عرفة جاءه ابن عمر حين زالت الشمس وأنا معه فصاح عند سرادقه: أين هذا؟ فخرج إليه الحجاج وعليه ملحفة معصفرة، فقال له: ما لك يا أبا عبد الرحمن ؟! قال: الرواح إن كنت تريد السنة، فقال له هذه الساعة؟ فقال له: نعم، فقال: أفيض عليّ ماءً، ثم أخرج إليك، فانتظره حتى خرج فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت تريد أن تصيب السنة فأقصر الخطبة، وعجل الوقوف، فجعل ينظر إلى ابن عمر كيما يسمع ذلك منه، فلما رأى ذلك ابن عمر قال: صدق)].

أورد النسائي الرواح يوم عرفة، يعني: الرواح هو الذهاب بعد الزوال؛ لأن الغدو هو الذهاب في الصباح؛ ولهذا من منى قال: غدونا، يعني: ذهبوا في الغداة يعني في الصباح، وبعدما زالت الشمس يقال له: رواح، والمقصود من هذا أنهم ذهبوا إلى عرفة ونزلوا قبلها، يعني نزلوا قبل أرض عرفة، وعندما زالت الشمس، [ (وكان عبد الملك بن مروان، قال للحجاج: يمتثل الشيء الذي يرشده به عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه، فلما كانوا نازلين قرب عرفة، جاء إليه بعدما زالت الشمس، وقال: أين هذا؟ يعني يخاطبه ويناديه، فخرج إليه قال: ما لك يا أبا عبد الرحمن ؟! قال: الرواح إن كنت تريد السنة) ]، الرواح معناه: أننا نسير وننتقل، [ فقال: هذه الساعة؟ قال: نعم، قال: دعني أفيض على نفسي ماءً]، فأفاض على نفسه ماءً، ثم خرج وذهبوا وهم يمشون.

وكان سالم بن عبد الله بن عمر وأبوه الحجاج بينهم، فقال له سالم أيضاً: [ ((إن كنت تريد السنة فأقصر الخطبة، وعجل الوقوف) ]، معناه: أنه يقصر الخطبة ويصلي، ثم بعد ذلك يبدأ الوقوف؛ لأن الوقوف يبدأ بعد الخطبة التي تسبق الصلاتين، ثم الجمع بين الظهر، والعصر جمع تقديم في أول وقت الظهر، وبعد ذلك يبدأ الوقوف، و[ (عجل الوقوف) ]، يعني: أنه يعجل الصلاتين بعد دخول الوقت، ثم بعد ذلك يبدأ الوقوف، فلما قال سالم هذا الكلام، التفت إلى ابن عمر كأنه يريد منه أن يسمع شيئاً حول هذا الكلام الذي قاله سالم، [فقال: صدقت]، قال سالم: صدقت، هذه هي السنة، فهو أرشده إلى أن السنة هي الذهاب بعد الزوال، وأيضاً أن السنة أنه يقصر الخطبة، ويعجل الوقوف، وفي بعض الروايات: (يعجل الصلاة)، معناه: أنه يأتي بها في أول الوقت، فيجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم، وبعد أداء صلاة الظهر والعصر يبدأ الوقوف إلى الغروب، من صلاة الظهر والعصر في أول وقت الظهر فيبدأ وقت الوقوف إلى غروب الشمس، حيث يكون الانصراف في حق الواقفين.

أما الذين جاءوا متأخرين فإنه إلى طلوع الفجر كله وقت للوقوف، يعني من جاء متأخراً ولم يصل إلى عرفة في النهار، يمكنه الوقوف بالليل إلى طلوع الفجر، وإذا طلع الفجر خلاص انتهى ليس هناك وقوف، فمن فاته الوقوف فاته الحج، فمن حج ولم يصل إلى عرفة إلا بعد طلوع الفجر فقد فاته الحج، وعليه أن يحول إحرامه إلى عمرة، ويطوف، ويسعى ويتحلل، فـابن عمر أرشد الحجاج إلى أن يقصر الخطبة ويقدم الصلاة حيث يبدأ الوقوف.

تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر في الرواح يوم عرفة

قوله: [أخبرنا يونس بن عبد الأعلى].

وهو: يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي، وابن ماجه.

[أخبرني أشهب].

وهو: أشهب بن عبد العزيز، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[أخبرني مالك].

مالك، قد مر ذكره.

[أن ابن شهاب].

وهو: محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن سالم بن عبد الله].

وهو: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو تابعي ثقة، من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

التلبية بعرفة

شرح أثر ابن عباس في التلبية بعرفة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [التلبية بعرفة.

أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي حدثنا خالد بن مخلد حدثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال: (كنت مع ابن عباس بعرفات، فقال: ما لي لا أسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون من معاوية رضي الله عنه، فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك، فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي رضي الله عنه)].

ثم أورد النسائي التلبية في عرفات، فالمحرم من حين يحرم بالحج فإنه يلبي في جميع أحواله إلى أن يرمي جمرة العقبة، كل هذا وقت للتلبية من حين يحرم إذا كان متمتعاً وأحرم من مكة، فيبدأ بالتلبية، فيلبي في منى في اليوم الثامن وليلة التاسع، ويلبي في عرفة يوم عرفة، ويلبي في مزدلفة ليلة مزدلفة، ويلبي في طريقه إلى الجمرة يوم العيد، وإذا رمى الجمرة أو جاء عند رمي الجمرة قطع التلبية، فكل هذا وقت للتلبية، عرفة أو غير عرفة، ومزدلفة ومنى من حين الإحرام إلى رمي جمرة العقبة، كل هذا وقت للتلبية، وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أورد النسائي أثر ابن عباس عن سعيد بن جبير: [ (أن ابن عباس قال: ما لي أرى الناس لا يلبون؟ قال: يخافون من معاوية ) ]، ولا أدري ما وجه هذا الخوف؟ السنة التلبية، وكلام سعيد بن جبير هذا لا أدري ما وجهه؟ وأي شيء يخاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التلبية في جميع الأوقات، في عرفة وفي غير عرفة، من حين يحرم إلى أن يرمي جمرة العقبة.

[ (فقام ابن عباس وخرج من فسطاطه يقول: لبيك اللهم لبيك) ]، ثم ذكر بعد ذلك في الآخر، وهو يبدو أنه كلام سعيد بن جبير تابع لكلام سعيد بن جبير، وإنما الذي حصل من ابن عباس هو التلبية فقط، [ (وقال: إنهم تركوا السنة من أجل بغض علي )]، وهذا كلام غير مستقيم، وعلي رضي الله تعالى عنه، هو خير هذه الأمة بعد أبي بكر، وعمر، وعثمان، وحبه علامة الإيمان، وبغضه علامة النفاق، وكذلك الأنصار، وقد جاء في ذلك الحديث: (فلا يحب الأنصار وكذلك علي إلا مؤمن، ولا يبغض الأنصار وكذلك علي إلا منافق)، وبهذا جاءت الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، بالنسبة للأنصار، وبالنسبة لـعلي رضي الله عنه وأرضاه، لكن ذكر هذا البغض، وذكر ما إلى ذلك، هذا غير مستقيم، وغير واضح، ولا وجه لما ذكر من جهة ترك السنة، فالسنة تفعل، ولا علاقة لأحد من الناس فيها، ولا علاقة للحب والبغض.

ثم أيضاً البغض الذي يوصف أهله بالنفاق، هو البغض الذي يكون بسبب النصرة؛ لأنه كما جاء في الحديث: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)، يعني من أجل وصفهم بالنصرة، من أجل أنهم نصروا الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمنافقون هذا شأنهم، هم كفار في الباطن، ومسلمون في الظاهر، ويبغضون من يظهر الإسلام، وسبباً في إظهار الإسلام، والأنصار هم الذين نصروا الإسلام وأظهروا، وكانوا سبباً في ظهور الإيمان؛ لأنهم نصروا الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن يبغضهم من أجل نصرتهم فهو كذلك، وكذلك علي ممن نصر الله تعالى به الدين، فمن بغضه لذلك فإنه أيضاً منافق.

لكن إذا حصل خلاف بين أحد من الناس، ووجد شيء في النفوس من أجل خلاف يجري بين الناس في أمور دنيوية وما إلى ذلك، فإن هذا البغض ليس من جنس البغض من أجل النصرة، ومن أجل القيام بدين الله عز وجل، لكن ذكر البغض والحب وما إلى ذلك هنا في هذا المكان لا وجه له، وعلي رضي الله تعالى عنه يجب محبته، فيحب لأنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكونه أمير المؤمنين وأحد الخلفاء الراشدين، ويحب أيضاً لقربه من رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ورضي الله تعالى عن علي وعن الصحابة أجمعين.

وهذا الذي ذكرته قد ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح حديث: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)، يعني ذكر أن الذي يكون نفاقاً هو: ما يتعلق بسبب النصرة، وأما إذا كان في أمور دنيوية، وأمور خلاف تجري بين الناس، وشيء يكون في النفوس من أجل أمور دنيوية تجري بين الناس، فهذا لا علاقة له بالنفاق، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن القرطبي صاحب كتاب المفهم في شرح صحيح مسلم.

تراجم رجال إسناد أثر ابن عباس في التلبية بعرفة

قوله: [أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي].

وهو ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه.

[حدثنا خالد بن مخلد].

هو: خالد بن مخلد القطواني، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود في مسند مالك، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

[حدثنا علي بن صالح].

وهو: علي بن صالح بن حي، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن ميسرة بن حبيب].

وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

[عن المنهال بن عمرو].

وهو صدوق ربما وهم، خرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن.

[عن سعيد بن جبير].

وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن ابن عباس].

رضي الله تعالى عنهما، وهو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

الخطبة بعرفة قبل الصلاة

شرح حديث نبيط بن شريط: (رأيت رسول الله يخطب على جمل أحمر بعرفة قبل الصلاة)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [الخطبة بعرفة قبل الصلاة.

أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى عن سفيان عن سلمة بن نبيط عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يخطب على جمل أحمر بعرفة قبل الصلاة)].

أورد النسائي هذه الترجمة وهي الخطبة قبل الصلاة، يعني: الخطبة ليوم عرفة قبل الصلاة، يعني: أن الإمام يخطب، ثم يصلي بالناس الظهر ركعتين، ثم العصر ركعتين، فالخطبة تكون قبل الصلاة، ولا تكون بعدها، وهي خطبة واحدة، وليست كالجمعة خطبتين، وإنما هي خطبة واحدة تبين فيها المناسك، ويبين فيها شيئاً من أمور الدين.

(رأيت رسول الله صلى الله وسلم يخطب على جملٍ أحمر بعرفة قبل الصلاة).

فهو يدل على أن الخطبة تكون قبل الصلاة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، خطب وهو على جمل أحمر.

تراجم رجال إسناد حديث نبيط بن شريط: (رأيت رسول الله يخطب على جمل أحمر بعرفة قبل الصلاة)

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

وهو: عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

[حدثنا يحيى].

وهو: يحيى القطان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن سفيان].

وهو: سفيان الثوري، وقد مر ذكره.

[عن سلمة بن نبيط].

وهو: سلمة بن نبيط بن شريط، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي في الشمائل، والنسائي، وابن ماجه.

[عن أبيه].

وهو صحابي صغير، أخرج حديثه نفس الذين أخرجوا لابنه.

الخطبة يوم عرفة على الناقة

حديث نبيط بن شريط: (رأيت رسول الله يخطب يوم عرفة على جمل أحمر) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [الخطبة يوم عرفة على الناقة.

أخبرنا محمد بن آدم عن ابن المبارك عن سلمة بن نبيط عن أبيه رضي الله عنه، أنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب يوم عرفة على جمل أحمر)].

أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو الخطبة على الراحلة، وأورد فيه نفس حديث نبيط بن شريط: [ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على جمل أحمر].

قوله: [أخبرنا محمد بن آدم].

وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[عن ابن المبارك عن سلمة بن نبيط عن أبيه].

وهؤلاء مر ذكرهم.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب مناسك الحج - (باب ما ذكر في منى) إلى (باب الخطبة يوم عرفة على الناقة) للشيخ : عبد المحسن العباد

https://audio.islamweb.net