إسلام ويب

إذا مات المسلم لزم من حوله من أهله القيام بشأنه وتجهيزه، وللجنائز في الإسلام أحكام يجب أن تراعى، ومن ذلك الصلاة عليه كبيراً كان أو صغيراً، وصف الصفوف خلف الإمام في الصلاة عليه، والتكبير عليه أربع تكبيرات، والدعاء له خاصة، ثم الصلاة عليه في المسجد أو غيره، قبل الإسراع به إلى المقابر لدفنه.

باب ما جاء في عيادة المريض

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الجنائز.

باب ما جاء في عيادة المريض.

حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للمسلم على المسلم ستة بالمعروف: يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه ).

حدثنا أبو بشر بكر بن خلف و محمد بن بشار ، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن حكيم بن أفلح عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( للمسلم على المسلم أربع خلال: يشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا مات، ويعوده إذا مرض ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله ).

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال: حدثنا سفيان قال: سمعت محمد بن المنكدر يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: ( عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشياً وأبو بكر، وأنا في بني سلمة ).

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا مسلمة بن علي قال: حدثنا ابن جريج عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضاً إلا بعد ثلاث ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عقبة بن خالد السكوني عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب نفس المريض ).

حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا صفوان بن هبيرة قال: حدثنا أبو مكين عن عكرمة عن ابن عباس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً، قال: ما تشتهي؟ قال: أشتهي خبز بر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اشتهى مريض أحدكم شيئاً فليطعمه ).

حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك ، قال: ( دخل النبي صلى الله عليه وسلم على مريض يعوده، فقال: أتشتهي شيئاً؟ أتشتهي كعكاً؟ قال: نعم. فطلبوا له ).

حدثنا جعفر بن مسافر قال: حدثني كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران: ( عن عمر بن الخطاب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة ) ].

لا يثبت في تخصيص المريض لقبول دعائه شيء، ولكن هو يدخل في دائرة المضطرين.

باب ما جاء في ثواب من عاد مريضاً

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في ثواب من عاد مريضاً.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من أتى أخاه المسلم عائداً، مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساءً صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يوسف بن يعقوب قال: حدثنا أبو سنان القسملي عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عاد مريضاً، نادى مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً ) ].

باب ما جاء في تلقين الميت: لا إله إلا الله

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في تلقين الميت: لا إله إلا الله.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله ).

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سليمان بن بلال عن عمارة بن غزية عن يحيى بن عمارة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا كثير بن زيد عن إسحاق بن عبد الله بن جعفر عن أبيه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، قالوا: يا رسول الله! كيف للأحياء؟ قال: أجود، وأجود ) ].

باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و علي بن محمد ، قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق: ( عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون.

فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إن أبا سلمة قد مات، قال: قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة، قالت: ففعلت، فأعقبني الله من هو خير منه، محمد صلى الله عليه وسلم ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي عثمان -وليس بـالنهدي - عن أبيه عن معقل بن يسار ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اقرءوها عند موتاكم. يعني: يس ) ].

ولم يثبت في فضل سورة يس خبر، بل كل الأحاديث في فضلها مطلقاً، أو الأحكام المتعلقة بها ضعيفة.

قال: [ حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح)

وحدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا المحاربي ؛ جميعاً عن محمد بن إسحاق عن الحارث بن فضيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه ، قال: ( لما حضرت كعباً الوفاة، أتته أم بشر بنت البراء بن معرور ؛ فقالت: يا أبا عبد الرحمن ! إن لقيت فلاناً فاقرأ عليه مني السلام. قال: غفر الله لك يا أم بشر ، نحن أشغل من ذلك. قالت: يا أبا عبد الرحمن ! أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أرواح المؤمنين في طير خضر، تعلق بشجر الجنة؟ قال: بلى. قالت: فهو ذاك ).

حدثنا أحمد بن الأزهر قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا يوسف بن الماجشون قال: حدثنا محمد بن المنكدر ، قال: دخلت على جابر بن عبد الله وهو يموت، فقلت: اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام ].

باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع.

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي عن عطاء: ( عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها حميم لها يخنقه الموت، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما بها قال لها: لا تبتئسي على حميمك، فإن ذلك من حسناته ).

حدثنا بكر بن خلف أبو بشر قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( المؤمن يموت بعرق الجبين ).

حدثنا روح بن الفرج قال: حدثنا نصر بن حماد قال: حدثنا موسى بن كردم عن محمد بن قيس عن أبي بردة عن أبي موسى ، قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى تنقطع معرفة العبد من الناس؟ قال: إذا عاين ) ].

باب ما جاء في تغميض الميت

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في تغميض الميت.

حدثنا إسماعيل بن أسد قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة ، قالت: ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر ).

حدثنا أبو داود سليمان بن توبة قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا قزعة بن سويد عن حميد الأعرج عن الزهري عن محمود بن لبيد عن شداد بن أوس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر، فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيراً، فإن الملائكة تؤمن على ما قال أهل البيت ) ].

باب ما جاء في تقبيل الميت

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في تقبيل الميت.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و علي بن محمد قالا: حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة ، قالت: ( قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون وهو ميت، فكأني أنظر إلى دموعه تسيل على خديه ).

حدثنا أحمد بن سنان و العباس بن عبد العظيم و سهل بن أبي سهل ، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس و عائشة: أن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت ].

باب ما جاء في غسل الميت

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في غسل الميت.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أم عطية ، قالت: ( دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته أم كلثوم ، فقال: اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور، فإذا فرغتن فآذنني. فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه، وقال: أشعرنها إياه ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، حدثتني حفصة عن أم عطية بمثل حديث محمد ، وكان في حديث حفصة : ( اغسلنها وتراً )، وكان فيه: ( اغسلنها ثلاثاً أو خمساً )، وكان فيه: ( ابدءوا بميامنها ومواضع الوضوء منها ) وكان فيه: ( أن أم عطية قالت: ومشطناها ثلاثة قرون ) ].

والمرأة يغسلها النساء، أولى من محرمها الرجل القريب.

قال: [ حدثنا بشر بن آدم قال: حدثنا روح بن عبادة عن ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة: ( عن علي، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت ).

حدثنا محمد بن المصفى الحمصي قال: حدثنا بقية بن الوليد عن مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليغسل موتاكم المأمونون ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الرحمن المحاربي قال: حدثنا عباد بن كثير عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من غسل ميتاً وكفنه وحنطه وحمله، وصلى عليه، ولم يفش عليه ما رأى، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه ) ].

ومن الغرائب ما نقله ابن حزم الأندلسي في كتابه المحلى عن أنس بن مالك في أن الفخذ ليس بعورة، قال: ولا مخالف له من الصحابة وهو إجماع، يعني: أن الفخذ ليس بعورة، وهو ليس بوجيه.

قال: [ حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من غسل ميتاً فليغتسل ) ].

باب ما جاء في غسل الرجل امرأته وغسل المرأة زوجها

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في غسل الرجل امرأته وغسل المرأة زوجها.

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت، ما غسل النبي صلى الله عليه وسلم غير نسائه.

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة ، قالت: ( رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع، فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي، وأنا أقول: وارأساه. فقال: بل أنا -يا عائشة - وارأساه، ثم قال: ما ضرك لو مت قبلي، فقمت عليك فغسلتك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك ) ].

باب ما جاء في غسل النبي صلى الله عليه وسلم

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في غسل النبي صلى الله عليه وسلم.

حدثنا سعيد بن يحيى بن الأزهر الواسطي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو بردة عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه ، قال: ( لما أخذوا في غسل النبي صلى الله عليه وسلم ناداهم مناد من الداخل: لا تنزعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ).

حدثنا يحيى بن خذام قال: حدثنا صفوان بن عيسى قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب ، قال: ( لما غسل النبي صلى الله عليه وسلم ذهب يلتمس منه ما يلتمس من الميت، فلم يجده، فقال: بأبي الطيب، طبت حياً وطبت ميتاً ).

حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب، من بئري بئر غرس ) ].

باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب بيض يمانية، ليس فيها قميص ولا عمامة. فقيل لـعائشة: إنهم كانوا يزعمون أنه قد كان كفن في حبرة. فقالت عائشة: قد جاءوا ببرد حبرة، فلم يكفنوه ).

حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، قال: هذا ما سمعت من أبي معيد حفص بن غيلان عن سليمان بن موسى عن نافع عن عبد الله بن عمر ، قال: ( كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث رياط بيض سحولية ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس ، قال: ( كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب: قميصه الذي قبض فيه، وحلة نجرانية ) ].

باب ما جاء فيما يستحب من الكفن

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء فيما يستحب من الكفن.

حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء المكي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير ثيابكم البياض، فكفنوا فيها موتاكم، والبسوها ).

حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا هشام بن سعد عن حاتم بن أبي نصر عن عبادة بن نسي عن أبيه عن عبادة بن الصامت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( خير الكفن الحلة ) ].

وإذا لم يوجد من الإنسان إلا قطعة، كالذين يموتون في الحوادث، أو في حرائق، وينهون ولا يبقون إلا أجزاء، أو يقطعون أو نحو ذلك، فهؤلاء يغسل ما وجد منهم ولو لم توجد إلا الكف أو الإصبع، ويصلى عليه بالاتفاق، وقد حكى ابن قدامة رحمه الله في المغني إجماع الصحابة على أنه إن وجد منه يد أو قدم أو رأس وحده، فإنه يغسل ويكفن كهيئة البدن الكامل، ويصلى عليه.

قال: [حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عمر بن يونس قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا: هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي قتادة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه ) ].

باب ما جاء في النظر إلى الميت إذا أدرج في أكفانه

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النظر إلى الميت إذا أدرج في أكفانه.

حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو شيبة عن أنس بن مالك ، قال: ( لما قبض إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه، فأتاه فانكب عليه وبكى ) ].

باب ما جاء في النهي عن النعي

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النهي عن النعي.

حدثنا عمرو بن رافع قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن حبيب بن سليم عن بلال بن يحيى قال: ( كان حذيفة إذا مات له الميت قال: لا تؤذنوا به أحداً، إني أخاف أن يكون نعياً، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين ينهى عن النعي ) ].

باب ما جاء في شهود الجنائز

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في شهود الجنائز.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و هشام بن عمار قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أسرعوا بالجنازة، فإن تكن صالحة، فخير تقدمونها إليه، وإن تكن غير ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم ).

حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا حماد بن زيد عن منصور عن عبيد بن نسطاس عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله بن مسعود : من اتبع جنازة فليحمل بجوانب السرير كلها، فإنه من السنة، ثم إن شاء فليتطوع، وإن شاء فليدع.

حدثنا محمد بن عبيد بن عقيل قال: حدثنا بشر بن ثابت قال: حدثنا شعبة عن ليث عن أبي بردة عن أبي موسى: ( عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رأى جنازة يسرعون بها، قال: لتكن عليكم السكينة ).

حدثنا كثير بن عبيد الحمصي قال: حدثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً ركباناً على دوابهم، في جنازة، فقال: ألا تستحيون أن ملائكة الله يمشون على أقدامهم وأنتم ركبان؟! ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية قال: حدثني زياد بن جبير بن حية قال: سمع المغيرة بن شعبة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الراكب خلف الجنازة، والماشي منها حيث شاء ) ].

باب ما جاء في المشي أمام الجنازة

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في المشي أمام الجنازة.

حدثنا علي بن محمد و هشام بن عمار و سهل بن أبي سهل ، قالوا: حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه ، قال: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم و أبا بكر و عمر يمشون أمام الجنازة ).

حدثنا نصر بن علي الجهضمي و هارون بن عبد الله الحمال قالا: حدثنا محمد بن بكر البرساني قال: أخبرنا يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك ، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر و عمر و عثمان يمشون أمام الجنازة ).

حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا عبد الواحد بن زياد عن يحيى بن عبد الله التيمي عن أبي ماجدة الحنفي عن عبد الله بن مسعود ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الجنازة متبوعة وليست بتابعة، ليس معها من تقدمها ) ].

باب ما جاء في النهي عن التسلب مع الجنازة

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النهي عن التسلب مع الجنازة.

حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرني عمرو بن النعمان قال: حدثنا علي بن الحزور عن نفيع عن عمران بن الحصين و أبي برزة ، قالا: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فرأى قوماً قد طرحوا أرديتهم يمشون في قمص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبفعل الجاهلية تأخذون؟! أوبصنيع الجاهلية تشبهون؟! لقد هممت أن أدعو عليكم دعوة ترجعون في غير صوركم، قال: فأخذوا أرديتهم ولم يعودوا لذلك ) ].

باب ما جاء في الجنازة لا تؤخر إذا حضرت ولا تتبع بنار

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الجنازة لا تؤخر إذا حضرت ولا تتبع بنار.

حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني سعيد بن عبد الله الجهني أن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثه عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تؤخروا الجنازة إذا حضرت ).

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال: أخبرنا معتمر بن سليمان ، قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز أن أبا بردة حدثه، قال: ( أوصى أبو موسى الأشعري حين حضره الموت، فقال: لا تتبعوني بمجمر، قالوا له: أوسمعت فيه شيئاً؟ قال: نعم، من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ].

باب ما جاء فيمن صلى عليه جماعة من المسلمين

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء فيمن صلى عليه جماعة من المسلمين.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله قال: أخبرنا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى عليه مائة من المسلمين، غفر له ).

حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا بكر بن سليم قال: حدثني حميد بن زياد الخراط عن شريك عن كريب مولى عبد الله بن عباس ، قال: ( هلك ابن لـعبد الله بن عباس فقال لي: يا كريب! قم فانظر هل اجتمع لابني أحد؟ فقلت: نعم. فقال: ويحك، كم تراهم؟ أربعين؟ قلت: لا، بل هم أكثر. قال: فاخرجوا بابني، فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من أربعين من مؤمن يستغفرون لمؤمن، إلا شفعهم الله ) ].

وأولى الناس بالصلاة على الميت هو الذي أوصى به، وهو أولى من الإمام الراتب، وبعض الأئمة يحكي عدم الخلاف، كما حكاه ابن قدامة في المغني، يقول: ولا يختلف الصحابة عليهم رضوان الله في أن أولى الناس بالصلاة على الميت الموصى به.

قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و علي بن محمد ، قالا: حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن مالك بن هبيرة الشامي ، وكانت له صحبة قال: ( كان إذا أتي بجنازة، فتقال من تبعها، جزأهم ثلاثة صفوف، ثم صلى عليها، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلا أوجب ) ].

باب ما جاء في الثناء على الميت

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الثناء على الميت.

حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك قال: ( مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثني عليها خيراً، فقال: وجبت، ثم مر عليه بجنازة، فأثني عليها شراً، فقال: وجبت، فقيل: يا رسول الله، قلت لهذه: وجبت، ولهذه: وجبت! فقال: شهادة القوم، والمؤمنون شهود الله في الأرض ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال: ( مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة، فأثني عليها خيراً في مناقب الخير، فقال: وجبت، ثم مروا عليه بأخرى، فأثني عليها شراً في مناقب الشر، فقال: وجبت، إنكم شهداء الله في الأرض ) ].

باب ما جاء في أين يقوم الإمام إذا صلى على الجنازة

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في أين يقوم الإمام إذا صلى على الجنازة.

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو أسامة ، قال: الحسين بن ذكوان أخبرني عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن سمرة بن جندب الفزاري : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على امرأة ماتت في نفاسها، فقام وسطها ).

حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا سعيد بن عامر عن همام عن أبي غالب ، قال: ( رأيت أنس بن مالك صلى على جنازة رجل، فقام حيال رأسه، فجيء بجنازة أخرى، فقالوا: يا أبا حمزة! صل عليها، فقام حيال وسط السرير، فقال العلاء بن زياد: يا أبا حمزة! هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الجنازة مقامك من الرجل، وقام من المرأة مقامك من المرأة؟ قال: نعم. فأقبل علينا، فقال: احفظوا ) ].

باب ما جاء في القراءة على الجنازة

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في القراءة على الجنازة.

حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب ) ].

يقرأ بالفاتحة من غير استفتاح، ولا يثبت في صلاة الجنازة دعاء استفتاح، وإنما يكبر ويستعيذ ويسمي ثم يبدأ بالفاتحة، وبعض الفقهاء يأخذ بالقياس في العموم، يقول: وهي صلاة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، وهي داخلة في هذا الباب.

قال: [ حدثنا عمرو بن أبي عاصم النبيل و إبراهيم بن المستمر قالا: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا حماد بن جعفر العبدي قال: حدثني شهر بن حوشب حدثتني أم شريك الأنصارية ، قالت: ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب ) ].

باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة.

حدثنا أبو عبيد محمد بن عبيد بن ميمون المديني قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ).

حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة، يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده ).

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا مروان بن جناح قال: حدثني يونس بن ميسرة بن حلبس عن واثلة بن الأسقع ، قال: ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين، فأسمعه يقول: اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك، وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم ).

حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا فرج بن الفضالة قال: حدثني عصمة بن راشد عن حبيب بن عبيد عن عوف بن مالك ، قال: ( شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على رجل من الأنصار، فسمعته يقول: اللهم صل عليه واغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله بداره خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وقه فتنة القبر وعذاب النار ).

قال عوف: فلقد رأيتني في مقامي ذلك أتمنى أن أكون ذلك الرجل.

حدثنا عبد الله بن سعيد ، قال: حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن أبي الزبير عن جابر ، قال: ( ما أباح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ، ولا عمر في شيء ما أباحوا في الصلاة على الميت؛ يعني لم يوقت ) ].

باب ما جاء في التكبير على الجنازة أربعاً

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في التكبير على الجنازة أربعاً.

حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال: حدثنا خالد بن إلياس عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص عن عثمان بن عبد الله بن الحكم بن الحارث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عثمان بن مظعون رضي الله عنه وكبر عليه أربعاً ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الرحمن المحاربي قال: حدثنا الهجري ، قال: ( صليت مع عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ابنة له، فكبر عليها أربعاً، فمكث بعد الرابعة شيئاً، قال: فسمعت القوم يسبحون به من نواحي الصفوف، فسلم ثم قال: أكنتم ترون أني مكبر خمساً؟ قالوا: تخوفنا ذلك. قال: لم أكن لأفعل، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر أربعاً، ثم يمكث ساعة فيقول ما شاء الله أن يقول، ثم يسلم ).

حدثنا أبو هشام الرفاعي و محمد بن الصباح و أبو بكر بن خلاد ، قالوا: حدثنا يحيى بن اليمان عن المنهال بن خليفة عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر أربعاً ) ].

وهذا الذي استقر عليه عمل الصحابة، أربع تكبيرات، ولهذا روى ابن أبي شيبة في كتابه المصنف عن إبراهيم النخعي قال: اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التكبيرات على الجنازة ثم اتفقوا على الأربع، يعني: اتفق أمرهم ومال إليه العمل على أربع تكبيرات.

باب ما جاء فيمن كبر خمساً

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء فيمن كبر خمساً.

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة (ح)

وحدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا ابن أبي عدي وأبو داود عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ( كان زيد بن أرقم يكبر على جنائزنا أربعاً، وأنه كبر على جنازة خمساً، فسألته فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها ).

حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا إبراهيم بن علي الرافعي عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر خمساً ) ].

باب ما جاء في الصلاة على الطفل

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الصلاة على الطفل.

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية قال: حدثني عمي زياد بن جبير قال: حدثني أبي جبير بن حية أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الطفل يصلى عليه ).

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الربيع بن بدر قال: حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا استهل الصبي صلي عليه وورث ).

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صلوا على أطفالكم فإنهم من أفراطكم ) ].

يصلى عليه إذا استهل صارخاً ولا خلاف، ولكن لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام الدعاء بنص معين، وجاء في ذلك بعض الأحاديث المعلولة، وأمثل ما جاء في هذا ما جاء عن أبي هريرة وكذلك عن الحسن: ( اللهم اجعله سلفاً وفرطاً وذخراً ).

باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر وفاته

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر وفاته.

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، قال: قلت لـعبد الله بن أبي أوفى: رأيت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: مات وهو صغير، ولو قضي أن يكون بعد محمد نبي لعاش ابنه، ولكن لا نبي بعده.

حدثنا عبد القدوس بن محمد قال: حدثنا داود بن شبيب الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان قال: حدثنا الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ( لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن له مرضعاً في الجنة، ولو عاش لكان صديقاً نبياً، ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي ) ].

والحكمة لله عز وجل أنه لم يبق لرسوله صلى الله عليه وسلم ابناً حياً، وهذا من رحمة الله عز وجل بالأمة، أن الله جل وعلا قد أبقى له من ذريته البنات، ولما أبقى من ذريته البنات جاء لهن الذكور، فغلا فيهم من غلا، وعبدوا من دون الله عز وجل، مع أن النسب يتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بناته، ومعلوم أن البنات وإن كن من الذرية ولهن الفضل، إلا أن المعروف أنها دون مرتبة نسب الأبناء، ولهذا يقول الشاعر:

بنونا بنو أبنائنا وبناتنابنوهن أبناء الرجال الأباعد

ومع ذلك انشق صف الأمة بتعظيم ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابنته، فكيف لو كان له ولد، ما الأمر الصائر إليه، ولهذا لله عز وجل في ذلك حكم ولطف، يأخذ من شيء ويعطي ويهب أمراً أعظم منه لنبيه وللأمة.

قال: [حدثنا عبد الله بن عمران قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا هشام بن أبي الوليد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي ، قال: ( لما توفي القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت خديجة: يا رسول الله! درت لبينة القاسم، فلو كان الله أبقاه حتى يستكمل رضاعه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تمام رضاعه في الجنة، قالت: لو أعلم ذلك يا رسول الله! لهون علي أمره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت دعوت الله تعالى فأسمعك صوته، قالت: يا رسول الله! بل أصدق الله ورسوله ) ].

باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم.

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس ، قال: ( أتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فجعل يصلي على عشرة عشرة، وحمزة هو كما هو، يرفعون وهو كما هو موضوع ).

حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين والثلاثة من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهم قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء، وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا ) ].

وهذا خاص بشهداء المعركة، بخلاف الذين يأخذون أجر الشهيد من الحريق والغريق والمبطون وميت الهدم، وكذلك الجريح من المعركة الذي قفل إلى أهله ومات عندهم، فأصل جراحته في الغزو، يرجى له أجر الشهادة لكن لا يأخذ أحكام الشهيد من جهة التغسيل والصلاة.

قال: [حدثنا محمد بن زياد قال: حدثنا علي بن عاصم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود، وأن يدفنوا في ثيابهم بدمائهم ).

حدثنا هشام بن عمار و سهل بن أبي سهل قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس سمع نبيحاً العنزي يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى أحد أن يردوا إلى مصارعهم، وكانوا نقلوا إلى المدينة ) ].

باب ما جاء في الصلاة على الجنائز في المسجد

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الصلاة على الجنائز في المسجد.

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى على جنازة في المسجد، فليس له شيء ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا فليح بن سليمان عن صالح بن عجلان عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ( والله ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد ).

قال ابن ماجه: حديث عائشة أقوى ].

باب ما جاء في الأوقات التي لا يصلى فيها على الميت ولا يدفن

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الأوقات التي لا يصلى فيها على الميت ولا يدفن.

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع (ح)

وحدثنا عمرو بن رافع قال: حدثنا عبد الله بن المبارك جميعاً عن موسى بن علي بن رباح ، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: ( ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف للغروب حتى تغرب ).

حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا يحيى بن اليمان عن منهال بن خليفة عن عطاء عن ابن عباس : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل رجلاً قبره ليلاً، وأسرج في قبره ).

حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي قال: حدثنا وكيع عن إبراهيم بن يزيد المكي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا ).

حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صلوا على موتاكم بالليل والنهار ) ].

باب في الصلاة على أهل القبلة

قال المصنف رحمه الله: [ باب في الصلاة على أهل القبلة.

حدثنا أبو بشر بكر بن خلف قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ، قال: ( لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أعطني قميصك أكفنه فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آذنوني به، فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه، قال له عمر بن الخطاب : ما ذاك لك، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنا بين خيرتين: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ [التوبة:80]، فأنزل الله سبحانه: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة:84] ) ].

وفي هذا إشارة إلى أن من ظهر شره وظهر ظلمه فإنه لا يصلي عليه أهل القدوة والإمامة والصلاح؛ تأديباً لأمثاله، وزجراً لسلوك طريقته، وهذا من نظر فيه وجد أنه عليه أيضاً عمل السالفين، وقد حكي اتفاق عمل الصحابة على هذا، قد حكاه الكاساني رحمه الله.

قال: [حدثنا عمار بن خالد الواسطي و سهل بن أبي سهل ، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد عن مجالد عن عامر عن جابر رضي الله عنه قال: ( مات رأس المنافقين بالمدينة، وأوصى أن يصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكفنه في قميصه، فصلى عليه وكفنه في قميصه وقام على قبره، فأنزل الله: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة:84] ).

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الحارث بن نبهان قال: حدثنا عتبة بن يقظان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صلوا على كل ميت، وجاهدوا مع كل أمير ).

حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة قال: حدثنا شريك بن عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة : ( أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جرح فآذته الجراحة، فدب إلى مشاقص فذبح بها نفسه، فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وكان ذلك منه أدباً ) ].

باب ما جاء في الصلاة على القبر

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الصلاة على القبر.

حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا حماد بن زيد قال: حدثنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة : ( أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها بعد أيام، فقيل له: إنها ماتت، قال: فهلا آذنتموني، فأتى قبرها، فصلى عليها ) ].

وفي هذا أنه ينبغي للوجيه والسيد أن يتفقد الفقراء والمحتاجين والضعفاء، وذلك من تربية النفوس، ومما يغرس في النفس الزكاء والتواضع ونبذ الكبر، ولهذا ترجم البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح قال: (باب الكبر)، وأورد فيه حديث أنس بن مالك: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت الأمة من إماء المدينة تأخذ بيد النبي عليه الصلاة والسلام حيث شاءت )، وهذا دلالة على أن مثل هذا الأمر إشارة إلى تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعناية والسؤال عن الفقراء والمحتاجين والضعفاء وأهل الضعة من الناس.

قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا عثمان بن حكيم قال: حدثنا خارجة بن زيد بن ثابت عن يزيد بن ثابت- وكان أكبر من زيد- قال: ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ورد البقيع فإذا هو بقبر جديد، فسأل عنه فقالوا: فلانة. قال: فعرفها وقال: ألا آذنتموني بها، قالوا: كنت قائلاً صائماً، فكرهنا أن نؤذيك، قال: فلا تفعلوا، لا أعرفن ما مات منكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا آذنتموني به، فإن صلاتي عليه له رحمة، ثم أتى القبر، فصفنا خلفه، فكبر عليه أربعاً ).

حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه: ( أن امرأة سوداء ماتت، ولم يؤذن بها النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر بذلك، فقال: هلا آذنتموني بها، ثم قال لأصحابه: صفوا عليها، فصلى عليها ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس ضي الله عنهما، قال: ( مات رجل- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده- فدفنوه بالليل، فلما أصبح أعلموه، فقال: ما منعكم أن تعلموني؟ قالوا: كان الليل وكانت الظلمة، فكرهنا أن نشق عليك. فأتى قبره فصلى عليه ).

حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري و محمد بن يحيى قالا: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا غندر عن شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ثابت عن أنس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعدما قبر ).

حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا مهران بن أبي عمر عن أبي سنان عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ميت بعدما دفن ) ].

في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( ألا آذنتموني ) إشارة إلى أن الصلاة على الميت إن أمكن قبل الدفن فهي آكد، وأنه ليس للإنسان أن يخير بين الصلاة قبل الدفن وبعده، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام لامهم في عدم إيذانه، أي: أن الأنسب أن تكون قبل دفنه، وهذا يدل على التباين بين الصلاة قبل الدفن وبعده.

وفي قصة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يصفوا للصلاة على المرأة إشكال في صلاة بعضهم عليها وقد صلوا عليها من قبل، فنقول: ليس بالضرورة أن جميع من كان معه صلى عليها، هذا لفظ عام، والأصل في صلاة الجنازة كالمواقيت، تؤدى مرة واحدة، إلا لموجب، كما في صلاة النبي على أهل البقيع.

وهل النبي عليه الصلاة والسلام دعا أم صلى صلاة كاملة، يحتاج إلى نظر.

قال: [ حدثنا أبو كريب قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ، قال: ( كانت سوداء تقم المسجد فتوفيت ليلاً، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بموتها، فقال: ألا آذنتموني بها؟ فخرج بأصحابه، فوقف على قبرها، فكبر عليها والناس من خلفه، ودعا لها، ثم انصرف ) ].

باب ما جاء في الصلاة على النجاشي

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الصلاة على النجاشي.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن النجاشي قد مات، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى البقيع فصفنا خلفه، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر أربع تكبيرات ).

حدثنا يحيى بن خلف و محمد بن زياد ، قالا: حدثنا بشر بن المفضل (ح)

وحدثنا عمرو بن رافع قال: حدثنا هشيم ؛ جميعاً عن يونس عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن الحصين: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه، قال: فقام فصلينا خلفه، وإني لفي الصف الثاني، فصلى عليه ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثنا سفيان عن حمران بن أعين عن أبي الطفيل عن مجمع بن جارية الأنصاري: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخاكم النجاشي قد مات، فقوموا فصلوا عليه، فصفنا خلفه صفين ) ].

تقدم الكلام على مسألة التكبيرات، أما بالنسبة للتسليم فهذا أيضاً محل اتفاق عند الصحابة، على أن التسليم هو تسليمة واحدة وهي السنة التي تتم بها الصلاة، وأما الثانية فهي التي طرأ فيها الخلاف، وقد حكى الاتفاق في هذا ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار، وكذلك ابن قدامة رحمه الله في المغني.

وأيضاً الميت الغائب يصلى عليه سواء في المسجد أو في فلاة من الأرض.

قال: [ حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بهم فقال: صلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم، قالوا: من هو؟ قال: النجاشي ) ].

والبقيع ليس بالضرورة أن كلها مقبرة، بل هي موضع فسيح منه مقبرة، وخروج النبي عليه الصلاة والسلام لأداء الصلاة فيها كخروجه لأداء الصلاة من العيدين والاستسقاء أو غير ذلك.

ثم أصبحت البقيع عند المتأخرين علماً على مقبرة.

قال: [حدثنا سهل بن أبي سهل قال: حدثنا مكي بن إبراهيم أبو السكن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي ، فكبر أربعاً ) ].

نقف على هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , أبواب الجنائز [1] للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

https://audio.islamweb.net