اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , كتاب الصلاة [19] للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
الحمد لله رب العالمين، وبأسانيدكم إليه رحمنا الله تعالي وإياه.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب صلاة النهار.
حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي بن عبد الله البارقي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ).
حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا شعبة قال: حدثني عبد ربه بن سعيد عن أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الصلاة مثنى مثنى أن تشهد في كل ركعتين وأن تبائس وتمسكن وتقنع بيديك وتقول: اللهم اللهم فمن لم يفعل ذلك فهي خداج ).
سئل أبو داود عن صلاة الليل مثنى قال: إن شئت مثنى وإن شئت أربعاً].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب صلاة التسبيح
حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري قال: حدثنا موسى بن عبد العزيز قال: حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته، عشر خصال: أن تصلى أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة ) ].
بسم الله الرحمن الرحيم، صلاة التسابيح منكرة ليس لها إسناد يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، وقد حكم بعض الأئمة بوضعها وبعض المتأخرين يحسنها.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن سفيان الأبلي قال: حدثنا حبان بن هلال أبو حبيب قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: حدثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال: ( حدثني رجل كانت له صحبة يرون أنه عبد الله بن عمر قال: ائتني غداً أحبوك وأثيبك وأعطيك، حتى ظننت أنه يعطيني عطيةً قال: إذا زال النهار فقم فصل أربع ركعات، فذكر نحوه قال: ترفع رأسك - يعني: من السجدة الثانية - فاستو جالساً، ولا تقم حتى تسبح عشراً، وتحمد عشراً، وتكبر عشراً، وتهلل عشراً، ثم تصنع ذلك في الأربع ركعات، قال: فإنك لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غفر لك بذلك، قال: قلت: فإن لم أستطع أن أصليها تلك الساعة؟ قال: صلها من الليل والنهار ).
قال أبو داود: حبان بن هلال خال هلال الرائي .
قال أبو داود: رواه المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو موقوفاً، ورواه روح بن المسيب وجعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قوله، وقال في حديث روح فقال: حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال: حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم قال: حدثني الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـجعفر بهذا الحديث فذكر نحوهم قال: في السجدة الثانية من الركعة الأولى كما قال في حديث مهدي بن ميمون].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ركعتي المغرب أين تصليان
حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال: حدثني أبو مطرف محمد بن أبي الوزير قال: حدثنا محمد بن موسى الفطري عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهل فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها فقال: هذه صلاة البيوت )].
ولا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: ( هذه صلاة البيوت )، يعني: أنها تصلى في البيوت، بل الثابت خلافه، أنه أقره الصحابة كما جاء في مسلم من حديث أبي موسى الأشعري عليه رضوان الله.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرجائي قال: حدثنا طلق بن غنام قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد ).
قال أبو داود: رواه نصر المجدر عن يعقوب القمي وأسنده مثله.
قال أبو داود: حدثناه محمد بن عيسي بن الطباع قال: حدثنا نصر المجدر عن يعقوب مثله.
حدثنا أحمد بن يونس وسليمان بن داود العتكي قالا: حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه مرسل.
قال أبو داود: سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول: كل شيء حدثتكم عن جعفر عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مسند عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الصلاة بعد العشاء
حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا زيد بن الحباب العكلي قال: حدثنا مالك بن مغول قال: حدثني مقاتل بن بشير العجلي عن شريح بن هانئ عن عائشة قال: ( سألتها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل علي إلا صلى أربع ركعات أو ست ركعات، ولقد مطرنا مرة بالليل فطرحنا له نطعاً فكأني أنظر إلي ثقب فيه ينبع الماء منه، وما رأيته متقياً الأرض بشيء من ثيابه قط )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه
حدثنا أحمد بن محمد المروزي ابن شبوية قال: حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل: قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [المزمل:2]، نِصْفَهُ [المزمل:3]، نسختها الآية التي فيها: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ [المزمل:20]، وناشئة الليل: أوله وكانت صلاتهم لأول الليل، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله أَقْوَمُ قِيلًا [المزمل:6]، هو أجدر أن يفقه في القرآن، وقوله إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا [المزمل:7]، يقول: فراغاً طويلا.
حدثنا أحمد بن محمد -يعني المروزي- قال: حدثنا وكيع عن مسعر عن سماك الحنفي عن ابن عباس قال: لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها سنة].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب قيام الليل
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعقد الشيطان علي قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ).
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس يقول قالت عائشة: ( لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا ).
حدثنا ابن بشار قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء ).
حدثنا ابن كثير قال: أخبرنا سفيان عن علي بن الأقمر، ح وحدثنا محمد بن حاتم بن بزيع قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن علي بن الأقمر -المعنى- عن الأغر عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصلى أو صلى ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات ) ولم يرفعه ابن كثير ولا ذكر أبي هريرة جعله كلام أبي سعيد.
قال أبو داود: رواه ابن مهدي عن سفيان قال: وأراه ذكر أبا هريرة.
قال أبو داود: وحديث سفيان موقوف].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب النعاس في الصلاة
حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه ) ].
وليس المراد من ذلك أن الله عز وجل يستجيب دعائه إذا كان على نفسه، ولكن المراد بذلك: أنه لا يليق أن يستقبل ربه بكلام غير مفهوم، وكلام ليس له معنى.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن علي لسانه فلم يدر ما يقول، فليضطجع ).
حدثنا زياد بن أيوب وهارون بن عباد الأزدي أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم قال: حدثنا عبد العزيز عن أنس قال: ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ فقيل: يا رسول الله هذه حمنة بنت جحش تصلي فإذا أعيت تعلقت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتصلي ما أطاقت فإذا أعيت فلتجلس ) قال زياد: ( قال: ما هذا؟ قالوا: لـزينب تصلي فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، فقال: حلوه، فقال: ليصلي أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من نام عن حزبه
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، ح وحدثنا سليمان بن داود ومحمد بن سلمة المرادي قالا: حدثنا ابن وهب -المعنى- عن يونس عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد وعبيد الله أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد قالا: عن ابن وهب بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من نوى القيام فنام
حدثنا القعنبي عن مالك عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن رجل عنده رضي أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب أي الليل أفضل
حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل
حدثنا حسين بن يزيد الكوفي قال: حدثنا حفص عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوقظه الله عز وجل بالليل فما يجيء السحر حتى يفرغ من حزبه ).
حدثنا إبراهيم بن موسى قال: حدثنا أبو الأحوص، ح وحدثنا هناد عن أبي الأحوص -وهذا حديث إبراهيم- عن أشعث عن أبيه عن مسروق قال: ( سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لها: أي حين كان يصلي؟ قالت: كان إذا سمع الصراخ قام فصلى ).
حدثنا أبو توبة عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة قالت: ( ما ألفاه السحر عندي إلا نائماً تعني: النبي صلى الله عليه وسلم ).
حدثنا محمد بن عيسي قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله الدؤلي عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة عن حذيفة قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى ).
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الهقل بن زياد السكسكي قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال: سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي يقول: ( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آتيه بوضوئه وبحاجته فقال: سلني، فقلت: مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك، قلت: هو ذاك، قال: فأعني علي نفسك بكثرة السجود ).
حدثنا أبو كامل قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك في هذه الآية: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [السجدة:16] ].
في هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام حثه على العمل وما اكتفى بالدعاء له عليه الصلاة والسلام، وإنما أرشده إلي السبب وذلك حتى لا يتعطل الناس، وأن الجنة لا بد لداخلها من عمل يعمله، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى كثرة الصلاة، وعبر عن ذلك بكثرة السجود؛ لفضل السجود من الصلاة.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال: كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون وكان الحسن يقول: قيام الليل.
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس في قوله: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات:17]، قال: كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء، زاد في حديث يحيى: وكذلك تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ [السجدة:16] ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب افتتاح صلاة الليل بركعتين
حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة قال: حدثنا سليمان بن حيان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قام أحدكم من الليل فليصل ركعتين خفيفتين ).
حدثنا مخلد بن خالد قال: حدثنا إبراهيم -يعني: ابن خالد- عن رباح بن زيد عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( إذا...، بمعناه زاد: ثم ليطول بعد ما شاء ).
قال أبو داود: روى هذا الحديث حماد بن سلمة وزهير بن معاوية وجماعة عن هشام أوقفوه على أبي هريرة، وكذلك رواه أيوب وابن عون أوقفوه على أبي هريرة، ورواه ابن عون عن محمد قال: فيهما تجوز.
حدثنا ابن حنبل - يعني: أحمد - قال: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أخبرني عثمان بن أبي سليمان عن علي الأزدي عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي الخثعمي ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: طول القيام )].
وقد اختلف العلماء أي الصلاة أفضل التي فيها طول قيام أم فيها كثرة سجود، أم فيها طول قيام مع كثرة السجود من جهة الاعتدال؟ والصواب في ذلك هو التوسط في الصلاة: وفرة سجود مع طول قيام، ولهذا نقول: إن الإنسان إذا أراد أن يصلي مثلاً في زمن واحد متقارب ركعتين من جهة الطول طويلة، ولكن إذا أراد أن يصلي في هذا الزمن أربع ركعات بطول مع سجود يطيل فيه ولا يخل، نقول: إن الثانية أفضل من الأولى، وأما إذا كان في ذلك شيء من العجلة ونحو ذلك فيقال: إن الطول ولو كان في ركعتين أفضل من أربع وأفضل من ست شريطة أن يكون في ذلك شيء من الخشوع والسكينة والطمأنينة.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب صلاة الليل مثنى مثنى
حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر ( أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ).].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل
حدثنا محمد بن جعفر الوركاني قال: حدثنا ابن أبي الزناد عن عمر بن أبي عمر مولى المطلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت ).
حدثنا محمد بن بكار بن الريان قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن عمران بن زائدة عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة أنه قال: ( كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طوراً ويخفض طوراً ).
قال أبو داود: أبو خالد الوالبي اسمه: هرمز.
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن ثابت البناني عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثنا الحسن بن الصباح قال: حدثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة فإذا هو بـأبي بكر يصلي يخفض من صوته، قال: ومر بـعمر بن الخطاب وهو يصلي رافعاً صوته، قال: فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض صوتك، قال: قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله، قال وقال لـعمر: مررت بك وأنت تصلي رافعاً صوتك، قال فقال: يا رسول الله أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان ).
زاد الحسن في حديثه: ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئاً، وقال لـعمر: اخفض من صوتك شيئاً ).
حدثنا أبو حصين بن يحيى الرازي قال: حدثنا أسباط بن محمد عن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة لم يذكر ( فقال لـأبي بكر: ارفع من صوتك شيئاً، ولا لـعمر: اخفض شيئاً ).
زاد: ( وقد سمعتك يا بلال وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة، قال: كلام طيب يجمع الله بعضه إلى بعض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم قد أصاب ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة: ( أن رجلاً قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن، فلما أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله فلاناً كأين من آية أذكرنيها الليلة كنت قد أسقطتها ).
حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: ( اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر فقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال: في الصلاة ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة الحضرمي عن عقبة بن عامر الجهني قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة ) ].
وفي قراءة النبي عليه الصلاة والسلام وهو في البيت ويسمعه من في الحجرة وذلك في حجرات أمهات المؤمنين ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في بيت عائشة ويسمع النبي عليه الصلاة والسلام من في الحجرة )، وذلك أن بيوت أمهات المؤمنين كانت على قسمين: قسم مسقوف وهو الذي يكون فيه المنام، وقسم غير مسقوف وهو الذي يكون بابه على الخارج بحيث يجلس النبي عليه الصلاة والسلام مع أضيافه، فإذا قرأ النبي عليه الصلاة والسلام في حجرته المسقوفة التي فيها زوجه يسمعه من كان في تلك الحجرة التي يجلس فيها الناس، وهذا بالنسبة لصلاة الإنسان منفرداً فإنه يقرأ بما هو أخشع له، إذا كان يخشع برفع الصوت يرفع صوته شريطةً ألا يكون ذلك فاحشاً، أوما لم يؤذ أحداً بجهره إذا قرأ جهراً، وإذا كان الأخشع له أن يسر فيقرأ بالسر.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , كتاب الصلاة [19] للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
https://audio.islamweb.net