إسلام ويب

من فضائل الإسلام ومميزاته أنه شامل لجوانب الحياة كافة، ومن ذلك أن قضاء الحاجة اشتمل على جملة آداب بعضها واجب وبعضها مندوب، ومن هذه الآداب: البعد عند قضاء الحاجة، وما يقوله المسلم عند دخول الخلاء، وألا يستقبل القبلة.. وغيرها.

رواية الشيخ سنن أبي داود بإسناده

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فأخبركم إجازة محمد بن عبد الله الصومالي، ويحيى بن عثمان المدرس كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن الحمدان عن أحمد الله الدهلوي الهندي عن نذير حسين، قال: أخبرنا محمد إسحاق الدهلوي سماعاً لجميعه، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي إجازة إن لم يكن سماعاً عن والده سماعاً لأغلبه، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن إبراهيم الكوراني الكردي عن أبيه عن أحمد بن محمد المدني عن .. محمد بن أحمد بن حمزة الرمي عن زكريا الأنصاري (ح) وعن أبي طاهر، قال: أخبرنا الحسن العجيمي، قال: أخبرنا البابلي سماعاً لغالبه وإجازة لباقيه عن سالم السنهوري، قال: أخبرنا النجم الغيطي، قال: أخبرنا زكريا الأنصاري بجميعه إلا يسير .. فإجازة عن ابن الفرات عبد الرحيم بن محمد عن أبي حفص عمرو بن الحسن المراغي عن فخر بن البخاري علي بن أحمد عن أبي حفص عمرو بن محمد بن طبرزد البغدادي، قال: أنبأنا الشيخان أبو الوليد إبراهيم بن محمد بن مصون الفرخي، وأبو الفتح المفلح بن أحمد بن محمد الدوني سماعاً عليهما ملفقاً، قالا: أنبأنا بها الحافظ أبو بكر بن أحمد بن علي ثابت الخطيب البغدادي، قال: أنبأنا أبو عمرو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: أنبأنا بها أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد الأزدي السجستاني رحمنا الله وإياهم جميعاً، قال: [ كتاب الطهارة ].

باب التخلي عند قضاء الحاجة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب التخلي عند قضاء الحاجة

حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني: ابن محمد- عن محمد -يعني: ابن عمرو- عن أبي سلمة عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب المذهب أبعد ).

حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد ) ].

باب الرجل يتبوأ لبوله

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب الرجل يتبوأ لبوله

حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا أبو التياح، قال: حدثني شيخ، قال: ( لما قدم عبد الله بن عباس البصرة، فكان يحدث عن أبي موسى، فكتب عبد الله إلى أبي موسى يسأله عن أشياء، فكتب إليه أبو موسى: إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأراد أن يبول، فأتى دمثاً في أصل جدار فبال، ثم قال صلى الله عليه وسلم: إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعاً ) ].

الأصل في ذلك: أن الإنسان يبتعد عن رؤية الناس في حال قضاء الحاجة، ويشدد في ذلك عند البراز والغائط، أما بالنسبة للبول فإنه أهون؛ ولهذا نقول: إنه جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام الابتعاد وهذا هو الأصل، وجاء عن النبي عليه الصلاة والسلام القرب في البول، وأما في الغائط فلم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام القرب إلا في طلب الحجارة، حينما طلب الحجارة وهو على الغائط عليه الصلاة والسلام، أو كان ذلك عارضاً ممن يأتيه بلا قصد كمن جاءه وهو يبول عليه الصلاة والسلام فسلم عليه.

وحديث أبي موسى فيه جهالة.

باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا حماد بن زيد، و عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: عن حماد، قال: اللهم إني أعوذ بك ). وقال: عن عبد الوارث قال: ( أعوذ بالله من الخُبُث والخبائث ).

حدثنا الحسن بن عمرو -يعني: السدوسي- قال: أخبرنا وكيع عن شعبة عن عبد العزيز هو: ابن صهيب عن أنس بهذا الحديث، قال: ( اللهم إني أعوذ بك ). وقال شعبة: وقال مرة: ( أعوذ بالله ).

حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن هذه الحُشُوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخُبُث والخبائث ) ].

وهذا في كل شيء نجس، كلما كان أنجس وأقذر فهو أقرب إلى الشيطان، وكذلك في الأبدان، كلما كان الإنسان أطهر فإنه أبعد عن الشيطان، وإذا كان أنجس فإن الشيطان أقرب إليه.

والنجاسة على معنيين: المعنى الحسي والمعنوي.

باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة

حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال: ( قيل له: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة، قال: أجل، لقد نهانا صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، وألا نستنجي باليمين، وألا يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار، أو نستنجي برجيع أو عظم ).

حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا ابن المبارك عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطب بيمينه، وكان يأمر بثلاثة أحجار، وينهى عن الروث والرِّمة ) ].

مقام النبوة أعظم، ومع ذلك قال: ( إنما أنا لكم بمنزلة الوالد )، والمراد بذلك أمور:

منها: أن مثل هذه المواضع وهذه الأشياء تتعلق بالأبوين، ويستحى من إظهارها، فأراد النبي عليه الصلاة والسلام تلطيفاً للنفوس وتقريباً أنه بمنزلة الوالد، وإلا فمقام النبوة من جهة الأصل أعظم وأشرف من أي لقب، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام لما كانت مثل هذه الأمور إنما تخص الإنسان بتربية أهله ووالديه له أراد أن يبين ذلك الأمر. وفي هذا تلطف النبي عليه الصلاة والسلام وتودده لأصحابه، واحترام نفوسهم ومشاعرهم ألا يأتي ببيان حكم من خصائصهم إلا بمقدمة تبين رحمته وشفقته وقربه منه؛ ولهذا إذا أراد الإنسان أن يخاطب أحداً من الناس بشيء خاص فيقول له: أنا كالأخ لك وكالوالد؛ لأن فتح أمثال هذه الأمور ربما تنفر الإنسان، وربما يقول الإنسان ما سبب صلة الناس بهذا الشيء؟ وما علاقة فلان بمثل هذا القول؟ فإذا لطف الأمر بقوله: أنا بمنزلة الوالد، أو بمنزلة الأخ، أو بمنزلة الصديق.. أو غير ذلك، وكان بعيداً عنه ونحو ذلك، فهذا يلطف القلب ويرققه لقبول الحق، وهذا أسلوب نبوي من النبي عليه الصلاة والسلام، فمع علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ومقامه إلا أنه فعله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في التدخل في خصائص الناس وتعليمهم من الأشياء التي ربما يتحفظون عن ذكرها إلا بشي من المقدمة.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب رواية، قال: ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، ولكن شرقوا أو غربوا، فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت قبل القبلة فكنا ننحرف عنها ونستغفر الله ).

حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عمرو بن يحيى عن أبي زيد عن معقل بن أبي معقل الأسدي، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط ). قال أبو داود : وأبو زيد هو مولى بني ثعلبة ].

وأبو زيد لا يعرف، قال هنا: المديني.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا صفوان بن عيسى عن الحسن بن ذكوان عن مروان الأصفر، قال: ( رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة، ثم جلس يبول إليها، فقلت: يا أبا عبد الرحمن! أليس قد نهي عن هذا؟ قال: بلى إنما نهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس ) ].

باب الرخصة في ذلك

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب الرخصة في ذلك

حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن عبد الله بن عمر، قال: ( لقد ارتقيت على ظهر البيت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على لبنتين مستقبل بيت المقدس لحاجته ).

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر بن عبد الله، قال: ( نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول، فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها ) ].

وهذا الحديث صحيح، وإن ضعفه ابن عبد البر وابن حزم؛ لأن فيه أبان، فـابن حزم يرى أنه مجهول، ويضعفه ابن عبد البر رحمه الله، وهذا الحديث صحيح، صححه جماعة كـالبخاري وابن خزيمة وغيره، وبه نعلم أن بعض الأئمة ربما يجهل الراوي ويحكم عليه بالجهالة وغيره يعرفه، وربما لبعد بلد ابن حزم عن معاقل الوحي والرواية قد جهل بعض الرواة، وربما خلط بعضهم ببعض وهو يسير.

باب كيف التكشف عند الحاجة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب كيف التكشف عند الحاجة

حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن رجل عن ابن عمر رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد حاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض ). قال أبو داود : رواه عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس بن مالك، وهو ضعيف ].

باب كراهية الكلام عند الحاجة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب كراهية الكلام عند الحاجة

حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن عياض، قال: حدثني أبو سعيد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان، فإن الله عز وجل يمقت على ذلك ). قال أبو داود : هذا لم يسنده إلا عكرمة بن عمار ].

باب أيرد السلام وهو يبول

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب أيرد السلام وهو يبول

حدثنا عثمان، وأبو بكر ابنا أبي شيبة، قالا: حدثنا عمر بن سعد عن سفيان عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر، قال: ( مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه ). قال أبو داود : وروي عن ابن عمر وغيره: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تيمم ثم رد على الرجل السلام ) ].

الكلام عند قضاء الحاجة يكره، وتشتد الكراهة إذا كان بذكر فيه اسم الله سبحانه وتعالى، فينهى عن ذلك؛ ولهذا نقول: إن ذكر الله عز وجل في الخلاء على حالتين:

الحالة الأولى: أن يكون في الخلاء وهو على غير حال قضاء الحاجة، فهذا يكره.

والحالة الثانية: أن يكون في حال قضاء الحاجة وهذا يحرم بذكر الله، ويكره بغير ذكر الله ولا يحرم.

قال: [ حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر أبي ساسان عن المهاجر بن قنفذ: ( أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر، أو قال: على طهارة ) ].

وفي هذا أيضاً: الاعتذار من النبي عليه الصلاة والسلام لمن سلم عليه ولم يرد عليه، ولو كان ذلك بعد وقت.

وفيه أيضاً: أن الإنسان إذا لم يتمكن من السلام كأن سلم عليه وهو في صلاة فإذا قضاها فإنه يرد السلام بعد ذلك. كذلك في أصل الاعتذار فإنه في حال عدم علم الإنسان بالعذر فعليه أن يبين له العذر.

وقد يؤخذ من هذا: أن النبي عليه الصلاة والسلام لم ينه عن السلام عليه، ولكنه بيّن عذره، وكذلك بالنسبة للمصلي: هل الإنسان يسلم عليه؟ نقول: يسلم عليه؛ لأن في هذا نوعاً من التسكين والتطمين بأن الذي أتى لا يخوف ولا يوجل منه، كذلك في قضاء الحاجة يسلم عليه، ويعذر في عدم رده، وفي الصلاة يسلم ويعذر في عدم رده، فإذا تمكن رده أو اعتذر.

باب في الرجل يذكر الله تعالى على غير طهر

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الرجل يذكر الله تعالى على غير طهر

حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة -يعني: الفأفاء- عن البهي عن عروة عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله عز وجل على كل أحيانه ) ].

باب الخاتم يكون فيه ذكر الله تعالى يدخل به الخلاء

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب الخاتم يكون فيه ذكر الله تعالى يدخل به الخلاء

حدثنا نصر بن علي عن أبي علي الحنفي عن همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه ). قال أبو داود : هذا حديث منكر، وإنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس قال: ( إن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من ورق ثم ألقاه ). والوهم فيه من همام ولم يروه إلا همام ].

وسائر الأئمة على إعلاله، فقد أعله النسائي والدارقطني وابن حبان وابن رجب وغيرهم.

باب الاستبراء من البول

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب الاستبراء من البول

حدثنا زهير بن حرب، وهناد، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، قال: سمعت مجاهداً يحدث عن طاوس عن ابن عباس، قال: ( مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير: أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة، ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين، ثم غرس على هذا واحداً، وعلى هذا واحداً، وقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ). قال هناد : ( يستتر ) مكان (يستنزه).

حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال: ( كان لا يستتر من بوله ). وقال أبو معاوية : ( يستنزه ).

حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة، قال: ( انطلقت أنا وعمرو بن العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ومعه درقة ثم استتر بها، ثم بال، فقلنا: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة، فسمع ذلك، فقال: ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم فنهاهم فعذب في قبره ). قال أبو داود : قال منصور : عن أبي وائل عن أبي موسى في هذا الحديث قال: ( جلد أحدهم )، وقال عاصم: عن أبي وائل عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( جسد أحدهم ) ].

باب البول قائماً

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب البول قائماً

حدثنا حفص بن عمر، ومسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا شعبة.

(ح) وحدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، وهذا لفظ حفص عن سليمان عن أبي وائل عن حذيفة، قال: ( أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائماً، ثم دعا بماء فمسح على خفيه ). قال أبو داود : قال مسدد قال: ( فذهبت أتباعد فدعاني حتى كنت عند عقبه )].

باب في الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده

حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة عن أمها أنها قالت: ( كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل ) ].

باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها

حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اتقوا اللاعِنَين قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟! قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم ) ].

والمراد بهذا: الأشياء التي تتسبب بلعن الإنسان، (اتقوا اللاعنين) أو (اتقوا الملاعن الثلاثة) التي تتسبب بأن يلعن الإنسان إذا فعلها.

قال: [حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، وعمر بن الخطاب أبو حفص وحديثه أتم: أن سعيد بن الحكم حدثهم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد، قال: حدثني حيوة بن شريح: أن أبا سعيد الحميري حدثه عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل ) ].

باب في البول في المستحم

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في البول في المستحم

حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، و الحسن بن علي، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال أحمد : حدثنا معمر، قال: أخبرني أشعث، وقال الحسن : عن أشعث بن عبد الله عن الحسن عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه )، قال أحمد : ( ثم يتوضأ فيه فإن عامة الوسواس منه ).

حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير عن داود بن عبد الله عن حميد الحميري -وهو: ابن عبد الرحمن- قال: ( لقيت رجلاً صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبو هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم، أو يبول في مغتسله ) ].

في هذا أنه ينبغي للإنسان أن يبتعد عن المواضع التي تجلب له الوسواس، فإذا بال في مغتسله ثم توضأ فإنه يغلب، أو ترد عليه خطرات من الشيطان أنه ربما وصل إليك شيء من هذا البول، فهذه تجلب الوسواس، فيبتعد الإنسان عن أسباب الوسوسة، وهي مواضع النجاسة من باب الاحتياط حتى لا يدخل الشيطان عليه.

باب النهي عن البول في الجحر

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب النهي عن البول في الجحر

حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن سرجس: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر ). قالوا لـقتادة : ما يكره من البول في الجحر؟ قال: كان يقال: إنها مساكن الجن ].

وقتادة لم يسمع من سرجس قاله الإمام أحمد رحمه الله، وابن المديني يثبت السماع.

باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء

حدثنا عمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه، قال: حدثتني عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال: غفرانك ) ].

وهذا أصح شيء جاء في دعاء أو ذكر الخروج من الخلاء، وبعض العلماء يعله بالتفرد أي: إنه تفرد بروايته، إسرائيل عن يوسف، وقد أعله بذلك الدارقطني رحمه الله كما في كتاب الأفراد، و أبو الفرج ابن الجوزي، والصواب أنه جيد.

باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء

حدثنا مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا أبان، قال: حدثنا يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه، وإذا أتى الخلاء فلا يتمسح بيمينه، وإذا شرب فلا يشرب نفساً واحداً ).

حدثنا محمد بن آدم بن سليمان المصيصي، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، قال: حدثني أبو أيوب -يعني: الأفريقي- عن عاصم عن المسيب بن رافع، ومعبد عن حارثة بن وهب الخزاعي، قال: حدثتني حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل شماله لما سوى ذلك ).

حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: حدثني عيسى بن يونس عن ابن أبي عروبة عن أبي معشر عن إبراهيم عن عائشة، قالت: ( كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه، وما كان من أذى ).

حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه ].

باب الاستتار في الخلاء

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب الاستتار في الخلاء

حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى بن يونس عن ثور عن الحصين الحبراني عن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه فليبتلع، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيباً من رمل فليستدبره، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ). قال أبو داود : رواه أبو عاصم عن ثور، قال حصين الحميري: ورواه عبد الملك بن الصباح عن ثور فقال: أبو سعيد الخير ].

وحصين الحميري لا يعرف، وبه يعل الحديث.

باب ما ينهى عنه أن يستنجى به

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب ما ينهى عنه أن يستنجى به

حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، قال: حدثنا المفضل -يعني: ابن فضالة المصري- عن عياش بن عباس القتباني: أن شييم بن بيتان أخبره عن شيبان القتباني، قال: إن مسلمة بن مخلد استعمل رويفع بن ثابت على أسفل الأرض، قال شيبان : فسرنا معه من كوم شريك إلى علقماء، أو من علقماء إلى كوم شريك -يريد علقام- فقال رويفع : ( إن كان أحدنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ نِضو أخيه على أن له النصف مما يغنم، ولنا النصف، فإن كان أحدنا ليطير له النصل والريش، وللآخر القدح. ثم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رويفع! لعل الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمداً صلى الله عليه وسلم منه بريء ).

حدثنا يزيد بن خالد، قال: حدثنا مفضل عن عياش: أن شييم بن بيتان قال: أنه أخبره بهذا الحديث أيضاً عن أبي سالم الجيشاني عن عبد الله بن عمرو يذكر ذلك وهو معه مرابط بحصن باب أليون. قال أبو داود : حصن أليون بالفسطاط على جبل. قال أبو داود : وهو شيبان بن أمية يكنى: أبا حذيفة.

حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: ( نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتمسح بعظم أو بعر ).

حدثنا حيوة بن شريح الحمصي، قال: حدثنا ابن عياش عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن مسعود قال: ( قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد! انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حُممة؛ فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقاً، قال: فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ) ].

باب الاستنجاء بالحجارة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب الاستنجاء بالحجارة

حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن مسلم بن قرط عن عروة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليذهب معه بثلاثة أحجار يستطيب بهن، فإنها تجزئ عنه ).

حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن عمرو بن خزيمة عن عمارة بن خزيمة عن خزيمة بن ثابت، قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستطابة، فقال: بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع ). قال أبو داود : كذا رواه أبو أسامة وابن نمير عن هشام ].

باب في الاستبراء

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الاستبراء

حدثنا قتيبة بن سعيد، وخلف بن هشام المقرئ، قالا: حدثنا عبد الله بن يحيى التوأم.

(ح) وحدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا أبو يعقوب التوأم عن عبد الله بن أبي مليكة عن أمه عن عائشة، قالت: ( بال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عمر خلفه بكوز من ماء، فقال: ما هذا يا عمر؟! فقال: ماء تتوضأ به، قال: ما أمرت كلما بلت أن أتوضأ، ولو فعلت لكانت سنة ) ].

باب في الاستنجاء بالماء

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الاستنجاء بالماء

حدثنا وهب بن بقية عن خالد -يعني: الواسطي- عن خالد -يعني: الحذاء- عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً، ومعه غلام معه ميضأة، وهو أصغرنا فوضعها عند السدرة، فقضى حاجته، فخرج علينا وقد استنجى بالماء ).

حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا معاوية بن هشام عن يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( نزلت هذه الآية في أهل قباء: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [التوبة:108] قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه الآية ) ].

وتحديد النبي عليه الصلاة والسلام الاستطابة بثلاثة أحجار، لا يعني ذلك عدم الزيادة، فلو زاد الإنسان فلا حرج عليه، وإذا احتاج إلى الزيادة فيجب عليه، فليس تحديد ذلك بثلاثة أحجار هو الحد الأعلى، ولكن الأدنى في ذلك يجزئ، فإذا استجمر بحجر واحد يقوم مقام الثلاثة كالذي له ثلاثة أطراف فإن هذا يجزئ عنه كذلك. ولم يثبت خبر عن النبي عليه الصلاة والسلام في الجمع بين الاستنجاء والاستجمار -يعني: بين الحجارة والماء- والأحاديث الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك كلها ضعيفة، وأشهر وأصح ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في مسائل الاستنجاء والاستطابة هو بالحجارة، وكذلك عن الصحابة عليهم رضوان الله، جاء عنهم مسألة الماء، وأما عن النبي عليه الصلاة والسلام فالنصوص في ذلك محتملة وليست بصريحة.

باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى

حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك وهذا لفظه.

(ح) وحدثنا محمد بن عبد الله -يعني: المخرمي- قال: حدثنا وكيع عن شريك عن إبراهيم بن جرير عن أبي زرعة عن أبي هريرة، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى الخلاء أتيته بماء في تور أو ركوة فاستنجى ). قال أبو داود : في حديث وكيع : ( ثم مسح يده على الأرض، ثم أتيته بإناء آخر فتوضأ ). قال أبو داود : وحديث الأسود بن عامر أتم ].

باب السواك

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب السواك

حدثنا قتيبة بن سعيد عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يرفعه، قال: ( لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بتأخير العشاء وبالسواك عند كل صلاة ).

حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن زيد بن خالد الجهني، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ). قال أبو سلمة : فرأيت زيداً يجلس في المسجد وإن السواك من أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، فكلما قام إلى الصلاة استاك.

حدثنا محمد بن عوف الطائي، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، قال: قلت: ( أرأيت توضؤ ابن عمر لكل صلاة طاهراً وغير طاهر، عم ذاك؟ فقال: حدثتنيه أسماء بنت زيد بن الخطاب: أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر حدثها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهراً وغير طاهر، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة، فكان ابن عمر يرى أن به قوة، فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة ). قال أبو داود : إبراهيم بن سعد رواه عن محمد بن إسحاق عن عبيد الله بن عبد الله ].

الوضوء لكل صلاة سنة ومستحب وليس بواجب، ومنهم من قال بوجوبه، وهذا مروي عن سعيد بن المسيب رواه أبو داود الطيالسي في كتابه المسند بإسناد صحيح عنه، ولعله رجع عنه، والله أعلم، ولكن إجماع السلف على أنه سنة، وهذا ظاهر الأدلة.

باب كيف يستاك

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب كيف يستاك؟

حدثنا مسدد وسليمان بن داود العتكي، قالا: حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه قال مسدد: قال: ( أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نستحمله، فرأيته يستاك على لسانه ). قال أبو داود: وقال سليمان: قال: ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستاك، وقد وضع السواك على طرف لسانه، وهو يقول: أُه أُه. يعني: يتهوع ). قال أبو داود : قال مسدد : فكان حديثاً طويلاً اختصرته ].

باب في الرجل يستاك بسواك غيره

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الرجل يستاك بسواك غيره

حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الواحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فأوحى الله إليه في فضل السواك، (أنْ كبرِّ) أعط السواك أكبرهما ).

قال أحمد -هو: ابن حزم- قال لنا أبو سعيد -هو: ابن الأعرابي- هذا مما تفرد به أهل المدينة ].

وهذا فيه تفضيل الكبير في العطية وفي الضيافة والإكرام والإدخال والهبة والحديث والسلام، فالبداءة تكون بالأكبر، وهذا في سائر الناس وفي الأبناء والإخوة أولى.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: حدثنا عيسى بن يونس عن مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه، قال: قلت لعائشة: ( بأي شيء كان يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك ) ].

باب غسل السواك

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب غسل السواك

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا عنبسة بن سعيد الكوفي الحاسب، قال: حدثني كثير عن عائشة أنها قالت: ( كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله وأدفعه إليه ) ].

باب السواك من الفطرة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب السواك من الفطرة

حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا وكيع عن زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن ابن الزبير عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق بالماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء. يعني: الاستنجاء بالماء ). قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة ].

وهذا الحديث مع أنه في مسلم وظاهر إيراد مسلم له أنه يصح مرفوعاً، إلا أن الإمام أحمد ينكره.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا موسى بن إسماعيل، وداود بن شبيب، قالا: حدثنا حماد عن علي بن زيد عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال موسى: عن أبيه، وقال داود: عن عمار بن ياسر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن من الفطرة: المضمضة والاستنشاق )، فذكر نحوه ولم يذكر إعفاء اللحية، وزاد: ( والختان )، قال: ( والانتضاح ). ولم يذكر انتقاص الماء، يعني: الاستنجاء.

قال أبو داود: وروي نحوه عن ابن عباس، وقال: ( خمس كلها في الرأس )، وذكر فيها الفرق، ولم يذكر إعفاء اللحية.

قال أبو داود : وروي نحو حديث حماد عن طلق بن حبيب ومجاهد وعن بكر بن عبد الله المزني قولهم، ولم يذكروا إعفاء اللحية.

وفي حديث محمد بن عبد الله بن أبي مريم عن أبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ( وإعفاء اللحية ). وعن إبراهيم النخعي نحوه، وذكر: ( إعفاء اللحية، والختان ) ].

باب السواك لمن قام من الليل

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب السواك لمن قام من الليل

حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان عن منصور وحصين عن أبي وائل عن حذيفة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك ).

حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا بهز بن حكيم عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوضع له وضوءه وسواكه، فإذا قام من الليل تخلى ثم استاك ).

حدثنا محمد بن كثير، حدثنا همام عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ ) ].

السواك في سنة النبي عليه الصلاة والسلام للأسنان واللسان، وليس للأسنان فحسب، والأدلة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يشوص فاه أسناناً ولساناً، وهذا معاني ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس قال: ( بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما استيقظ من منامه أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك ثم تلا هذه الآيات: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ [آل عمران:190] حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ فأتى مصلاه فصلى ركعتين، ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين ثم أوتر ).

قال أبو داود : رواه ابن فضيل عن حصين قال: ( فتسوك وتوضأ وهو يقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [آل عمران:190] حتى ختم السورة ) ].

والحمد لله رب العالمين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , كتاب الطهارة [1] للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

https://audio.islamweb.net