اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , أشراط الساعة رواية ودراية [6] للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تقدم معنا الكلام على أشراط الساعة وعلاماتها الصغرى، وذكرنا جل ذلك، وبينا شيئاً مما يتعلق بدراية الأخبار التي جاءت في ذلك من كلام الله عز وجل وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء أيضاً من الموقوف عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومما ينبغي أن يشار إليه هو أن يعلم أن أشراط الساعة وأماراتها منها ما يتعلق بالكبائر وملتصق بها، يعني: بعد قيام الساعة، وإذا علم هذا علم أن الصغائر بعضها يتداخل مع قيام الساعة، وبعضها منفصل ومنفك عنه، وإنما أطلق على الصغار وأشراط الساعة الصغيرة هذا الاسم باعتبار أن الأغلب فيها أنها قبل ورود علامات الساعة الكبرى.
وقد تقدم معنا الكلام على ظهور المهدي ، وأنه تمهيد لخروج المسيح الدجال، ثم لخروج عيسى ابن مريم عليه السلام، وهذا فيه تداخل مع الكبرى، ثم ما يلي ذلك من بعض أشراط الساعة التي تقدم الإشارة إليها، واختلافها كذلك في جملة من الأزمنة وتباينها وقوعاً، منها: ظهور الجهل وقبض العلم.
ومعلوم أن الدجال لا يخرج إلا في حال قبض العلم وظهور الجهل، وكذلك بالنسبة للقحطاني يكون بعد ظهور المهدي على الصحيح كما تقدم الكلام عليه، وفي هذا جملة فيما تقدم إطلاقه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة الزلازل والخسوف، فإن هذا إجمال، ويرد تحت هذا الإجمال جملة من التقييدات لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها ما يتعلق بأشراط الساعة الكبرى الثلاثة الخسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب وداخلة تحت ذلك العموم.
وسنتكلم على أشراط الساعة الكبرى، وذكرنا في السابق التقسيم الأرجح في ذلك؛ أن أشراط الساعة على قسمين: أشراط تسبق قيام الساعة وهي كبرى وصغرى، وأشراط تأتي بعد قيام الساعة، وقيام الساعة يعلم ظهوره عند طلوع الشمس من مغربها، وهي أظهر العلامات السماوية، فإذا ظهرت هذه العلامة علم أن الساعة قد قامت، ويندرج فيها بعض الأشراط التي تكون امتداداً للصغرى، والكبرى تكون كالعقد تنفرط انفراطاً.
وأما الكبرى التي تسبق قيام الساعة وتقبل فيها التوبة، فهي ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك جملة: منها خروج المسيح الدجال ، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى ابن مريم ، هذا تقبل فيه التوبة، وإذا طلعت الشمس من مغربها كانت هذه أبرز العلامات السماوية.
وينبغي أن يعرج على مسألة مهمة قبل ذكر أشراط الساعة، وهي مسألة الترتيب والوقوع.
ترتيب هذه العلامات يجتهد فيها العلماء بحسب ورود الأخبار عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم فيها، ويقولون في ذلك جملة من الدلالات، منها: الترتيب الذهني، والترتيب الذهني لا يفيد ترتيب الوقوع، وهذا إذا كان على سبيل العطف بالواو، والعطف بالواو لا تفيد الترتيب، كقول الإنسان: (مررت بزيد وعمرو) لا يفيد أنه مر بزيد أول الأمر، ثم تلاه بعد ذلك عمرو، وإنما قد مر بالجميع، فقد يسبق هذا وهذا، وقد يكون هذا مصاحباً لهذا؛ ولهذا وقع خلاف عند العلماء بحسب السياق: أي أشراط الساعة وقوعاً؟
ولهذا منهم من يجتهد في هذا الباب ويجعل أشراط الساعة الكبرى تكون بعد طلوع الشمس من مغربها، ويجعل أول أشراط الساعة طلوع الشمس من مغربها، ومنهم من يجعل أول أشراط الساعة هي النار التي تحشر الناس كما جاء في بعض الإطلاقات من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينبغي أن يعلم أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما ذكر أشراط الساعة يصاحب ذلك جملة من الإشكالات في باب الرواية والدراية: منها ما يتعلق في أبواب الرواية، فيكون الراوي قد روى هذا الخبر على سبيل التجوز، فقدم هذه وأخر هذه، كما جاء هذا في حديث أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى في الصحيح من حديث محمد بن فضيل بن غزوان ، عن أبيه عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ثلاث إذا طلعت لم تقبل من أحد أو من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدابة )، وجاء في بعض الروايات ( الدجال، وطلوع الشمس، والدابة )، فبعضهم أخذ الترتيب على حسب الرواية، وأرجح الروايات في هذا هي رواية وكيع بن الجراح ، وقد روى هذا الخبر جماعة عن محمد بن فضيل ، ورواه أيضاً جماعة عن فضيل بن غزوان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، يختلفون في مسألة الترتيب.
وهذا الترتيب لو ثبت واتفق الرواة عليه لا يلزم من ذلك هو ترتيب الوقوع فعلاً، وإنما يعني أنها مصاحبة.
ويؤكد هذا ويؤيده أن ما كان متتابعاً وممتزجاً بعضه مع بعض يتجوز الناس في نقل خبره من جهة الترتيب، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسند من حديث عبد الله بن عمرو قال: ( إن أشراط الساعة كخرزات في عقد، إذا انقطع العقد تتابعت )، وقد جاء أيضاً من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه الأحاديث تدل على التتابع، والتتابع لا يستطيع معه الإنسان أن يميز هذه المعاني، خاصة أنه دل الدليل على تداخلها، ومن ذلك مسألة إمام المسلمين الذي يصلي بالناس في نزول عيسى ابن مريم، وكذلك المسيح الدجال الذي ينزل ويقتله عيسى، وقتل عيسى له دليل على أنه جاء بعده، وأدرك شيئاً من زمنه، وكذلك يأجوج ومأجوج هو مصاحب لعيسى ابن مريم؛ ولهذا عيسى ابن مريم يلجأ بالمسلمين إلى الطور، ويأجوج ومأجوج لا يقاتلون، وهم مما سلطهم الله عز وجل على عباده، فلا يأمر الله عز وجل المسلمين بقتالهم مع أنهم يفسدون، وهذه متتابعة ومتداخلة من جهة الوقوع، فترتيبها من جهة الأصل خاضع لمسائل الاجتهاد، وخاضع أيضاً لبعض صيغ الرواية التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في ذلك جملة من الروايات، جاء في ذلك حديث حذيفة بن أسيد ، وجاء في ذلك أيضاً حديث أبي هريرة ، وحديث سلمان الفارسي و أنس بن مالك وغيرها من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر علامات الساعة الكبرى.
وإذا علم هذا علم أن الإطلاقات التي يطلقها من يتكلم في أشراط الساعة هي خاطئة في الظن، ولا يقين في ذلك، وأما ما دل عليه الدليل على التداخل فإنه يقطع به، كمثل المسيح الدجال يخرج قبل عيسى ابن مريم، ثم يتبعه عيسى ابن مريم، وهم في زمن واحد، وهذا قد دل الدليل عليه.
ثم خروج يأجوج ومأجوج، هل هو كان من إرهاصاته قبل عيسى ابن مريم، ثم ظهر مع عيسى ابن مريم، فانصرف عيسى عليه السلام بالمسلمين إلى الطور فلا يقاتل يأجوج ومأجوج؟ وهل كان ذلك قبل ذلك فتركهم حتى يقتلوا المسيح الدجال أم كان بعد ذلك؟ هذا محتمل، وكل هذا من مسائل الظن، إلا أن الذي يقطع به أن المهدي والقحطاني وعيسى ابن مريم و المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج هي في وقت واحد، تشترك في أيام واحدة، لكن أيها خرج أولاً وأيها آخرها اضمحلالاً؟ هذا يفتقر إلى اجتهاد وظن، ولا يتكئ على يقين.
وأما ما يكون في هذه المسائل مما يتعلق بمسألة العبادة، من مسائل طلوع الشمس من مغربها وانقطاع التوبة جاء في ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة أن النفس لا ينفعها إيمانها إذا ظهرت هذه الآيات لم تكن آمنت من قبل، وذكر منها طلوع الشمس من مغربها، و الدجال ، والدابة، هل يلزم من ذلك أن الدجال والدابة يكون بعد طلوع الشمس من مغربها؟ أم أن الشمس إذا ظهرت من مغربها تلاها بعد ذلك خروج الدابة وخروج الدجال؟ أم أن الدجال قبل ذلك ثم بعد ذلك طلوع الشمس من مغربها؟ هذا لا يظهر.
ولكن المراد من هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما ذكر هذه الآيات، وأنه لا ينفع النفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، أن المراد من ذلك أن النفوس تنصرف عن الحق إذا لم تكن قد تشربته قبل ذلك من المسيح الدجال ممن تبعه ولو كان صاحب إيمان؛ ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالفرار من الدجال عند السماع به، كما جاء في حديث عمران بن حصين وغيره؛ لما يبعث من الفتن والشبهات، فما يكون من أهل الإيمان ينفعهم إيمانهم قبل الشبهات، ومن كان في حال الشبهات فهو أشد انصرافاً إلى الباطل.
وأما طلوع الشمس من مغربها فهذا مقطوع به وهو محل اتفاق؛ أنه إذا طلعت الشمس من مغربها لا ينفع النفس إيمانها، ويكون حينئذٍ قد قامت الساعة.
ومن العلماء من يقسم أشراط الساعة الكبرى ما يتعلق بالأمور السماوية، وما قد اعتاد الناس عليه، وما يتعلق بالأمور الأرضية، ويحمل ما جاء من بعض الإطلاقات من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول أشراط الساعة وعلاماتها كذا، وأول علاماتها كذا، قال: ما جاء من أول علامات الساعة من طلوع الشمس من مغربها فيه إشارة إلى علامة من العلامات السماوية.
وأما ما يذكر من أول علامات الساعة وهو ظهور النار التي تحشر الناس إلى المحشر، وهي أول أشراط الساعة كما جاء في حديث سلمان ، قالوا: هي العلامات الأرضية، وقالوا: هذا بحسب المعنى الذي أريد من ذكره في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل هذا من الأمور المحتملة.
وكلمة (أول) لا تعني من ذلك الأسبقية على الإطلاق أنه لا يسبقه، ولكن يعني من ذلك أن أول ما يشد الناس ويذهلهم، هذا في الأغلب.
وينبغي لطالب العلم أن يعلم أن الرواة في غالب أمرهم في نقلهم للأخبار يطرأ عليهم من الوهم، ويطرأ عليهم أيضاً من التقديم والتأخير مما يسوغ إذا كان ذلك لا يغير حكماً، وذلك أن هذه أشراط الساعة في حال تقديمها وتأخيرها لا تغير من دين الله عز جل شيئاً في أبواب الأحكام، فالشريعة قائمة، والأعمال الناس قد أمروا بها، ولا يكلف الإنسان زائداً عن ذلك، حتى عيسى عليه السلام حينما ينزل يتبع ويحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤم المسلمين منهم، ويصلي بهم ويقتدي بذلك عيسى عليه السلام، فلما كان كذلك كان الرواة من جهة الضبط لا يعتنون بذلك عناية فائقة، كما يعتنون بضبط الألفاظ التي إذا تغير لفظ منها غير حكماً شرعياً.
وبهذا يعلم أن ما يذكره العلماء من هذا هو اجتهادات خارجة عن القيد الذي ذكرنا في مسألة التزامن والاشتراك في بعض الأيام كما تقدم الكلام عليه كما تدل عليه سائر النصوص من حديث أبي هريرة ، ومن حديث سلمان ، وحديث حذيفة بن أسيد ، وحديث عبد الله بن عمرو ، و النواس ، وغيرها من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بعد خروج المهدي ، وقد تقدمت الإشارة إليه، ويصلح الله عز وجل به صلاحاً ظاهراً بعد انتشار البغي والفساد في الأرض، ويجعل الله عز وجل فتحاً على يديه، ويكون هذا بعدما تقدم الكلام عليه من مثل (عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية).
والقسطنطينية هي حديثاً ما تسمى بإسلام بول، وهذا أول ما سميت به، ثم قلبها أتاتورك إلى الاسم الحالي ما يسمى باسطنبول، وكانت عاصمة للمملكة الرومية، وقد أنشأها وأسسها قسطنطين وهو ملك الروم، وقد فتحها محمد الفاتح .
وهذا الفتح هل هو الفتح النهائي الذي أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام الذي يسبق قيام الساعة، وقد فتحت قبل قرون أم أن ثمة فتحاً آخر؟
قد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنها تفتح بالتكبير والتهليل كما جاء عند ابن ماجه في سننه، ولعل المراد بذلك أنها تفتح دعوة وذكراً وتعليماً، وإدخال الناس في الإسلام سلماً من غير حرب، وهذا محتمل.
وبلاد تركيا كما لا يخفى بلاد ينتسب أهلها للإسلام مع وجود الشركيات فيها، وانتشار التصوف الغالي فيها، إلا أن جل السكان أو كلهم من المسلمين، وسكانها قرابة (99%) من المسلمين أو أكثر من ذلك، وإن كانت كذلك فلعل الله عز وجل أن يقيض من ينشر الإسلام فيها إسلاماً صحيحاً نقياً من الشرك والوثنية، ويفتح الله عز وجل على يديه فتحاً ينتشر فيه الإسلام الحق النقي بعيداً عن البدعيات والشركيات.
ما يخرج من أشراط الساعة الكبرى هي بعد هذه الأمور، لكن هل يلزم مما تقدم ذكره من عمران بيت المقدس وخراب يثرب هو العمران الذي يتبع قتال المسلمين لبلاد فلسطين ويفتحون بذلك القدس؟
هذا هو الظاهر؛ ولهذا لم يظهر جملة من أشراط الساعة الصغرى إلى الآن، منها: عمران بيت المقدس، وخراب يثرب، ونفي المدينة لخبثها كما ينفي الكير خبث الحديد، وقتال المسلمين لليهود حتى يختبئ اليهودي خلف الشجر والحجر، فيقول: (يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله)، وهذا فيما لم يظهر، وكذلك نطق البهائم وكلامها، وتكلم الحجر والشجر، فهذا كله مما لم يظهر من أشراط الساعة وعلاماتها التي صنف عند العلماء على أنها من الصغرى، وإن كان على سبيل الاحتمال أنها تندرج تبعاً لأبواب الكبرى، فتكون في زمن المسيح، فهذا مما يحتمل، ولكن الذي يظهر والله أعلم أنها تسبق ذلك.
ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام من خروج المسيح الدجال هو أعظم الفتن منذ أن خلق الله آدم إلى يومنا هذا، كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( ما بين آدم وقيام الساعة أمر أعظم من فتنة المسيح الدجال )، وهذا من النبي عليه الصلاة والسلام بيان لخطر هذه الفتنة العظيمة التي ينبغي للمسلمين أن يكونوا على حذر منها، وهذا قد جاء تفصيله في بيان المسيح الدجال في حديث عامر بن شراحيل عن فاطمة بنت قيس في حديث تميم الداري في صحيح مسلم ، لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رآه تميم حينما ركب ومعه ثلاثون رجلاً سفينة، فنزلوا في جزيرة، فوجدوا دابة أهلب، يعني: فيها شعر كثيف، فقادتهم إلى المسيح الدجال ، فوجدوه مقيداً كأعظم ما يكون الرجال، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يدل هذا على أن المسيح الدجال موجود، وأن الله عز وجل لم يأذن بخروجه. وفتنة المسيح الدجال فتنة عظيمة، وله علامات.
وسمي مسيحاً لأنه ممسوح العين، يعني: ليس عين، فلا توجد عين طائفة أصلاً، أو لا يرى بها، وإنما له عين من جهة أصل الخلقة، هي عين واحدة؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن المسيح الدجال أعور، وإن الله ليس بأعور )، وذلك أنه يدعي الربوبية.
وفي حال خروجه ينبغي بل يجب على من كان في قلبه إيمان ألا يأتيه وألا يراه، وكثير من الناس يرغبون النظر في الفتن عند ظهورها؛ إشباعاً لرغبات النفوس، وينساقون خلف هذه الفتن انسياقاً، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عمران ( إن الرجل ليسمع بالدجال فيأتيه وهو يحسب أنه مؤمن )، يعني: لثقة إيمانه ( فيتبعه لما يرى من الشبهات ).
وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة من ذكر أخباره وأحواله، منها: ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يمكث في الناس أربعين يوماً، كما جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، ويوم كساعة، قالوا: يا رسول الله! اليوم الذي هو كسنة أتكفينا فيها صلاتنا هذه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، اقدروا لها قدرها ).
ولكن مع قصر مدته بالناس قد جعل الله له خصيصة وهي سرعته؛ ولهذا قد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إن سرعته كالغيث تدبره الريح )، فالغيث إذا نزل والريح خلفه تسيره فإنه ينزل في الناس، فيسير مسيرة لا يسيرها البشر عادة.
ويخرج في خلة بين الشام والعراق كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح، وهذا الخروج يخرج قاصداً مكة والمدينة، ولكنه لا يمكن من دخول مكة والمدينة، فإنه يصادفه على أطرافها ملائكة معهم سيوف، كما جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث فاطمة بنت قيس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا فيه أن الإنسان ينبغي أن يطلب في حال الفتن الأراضي التي فيها مأمن، وأعظم مأمن هو التحصين بالعلم.
وأعظم ما ينبغي للمؤمن أن يكون حذراً في هذا الزمن من أمور:
أولها: أن يكون من أهل العلم والمعرفة، فإن العلم إذا حواه الإنسان في صدره وكان من أهل الإيمان والعبادة؛ عصمه الله عز وجل بإذن الله عز وجل بعصمته من الوقوع في الفتن.
ثانيها: أن يعرف أسباب الوقاية من ذلك، فمن ذلك ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام بقراءة العشر الأوائل من سورة الكهف كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح.
ثالثها: الاستعاذة من فتنته كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح وغيره بالاستعاذة قبل التسليم في الصلوات.
رابعها: أن يكون عالماً بحاله ووصفه وفتنته، ومن أعظم فتنته أنه يحيي الموتى في الظاهر للناس، فيخيل للناس أنه أحيا هذا من الموت، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في المسند من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن من فتنته أن يأتي الرجل الأعرابي فقال: إن أحييت أباك وأمك أتؤمن بأني ربك؟ قال: نعم، قال: فيحيي أباه وأمه، فيقولان له: يا بني! إن هذا ربك فاتبعه، فيتبعه )، وهذا دليل على عظم الفتنة، وأن الإنسان إذا كان منصرفاً عن العلم؛ وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى ذلك بقوله: (حتى يأتي الأعرابي) والأعراب يغلب عليهم الجهل، فلما كان كذلك كان أكثر أتباعه من اليهود؛ لأنهم أشد الناس بعداً عن الوحي كما جاء النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح قال: ( يتبع المسيح الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة )، وأصفهان هي في إيران، واليهود في أصفهان ما زالوا موجودين إلى يومنا هذا.
ومن أكثر ما يتبعه النساء كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في المسند من حديث جابر أنه قال: ( إنه خارج فيكم، وأكثر ما يتبعه النساء، وإن الرجل لينصرف إلى أهله، فيربط حبيبه وأمه وأخته وعمته خشية أن تتبع المسيح الدجال )، وهذا يدل على أن الجهل في اليهود، والجهل فيمن حق فيه الجهل ممن بعد عن مواضع العلم من أهل البادية، وكذلك من كان ضعيف القلب يتعلق بالشبهات، ويتأثر ببعض الفتن والعوارض من النساء هم أكثر الخلق اتباعاً للمسيح الدجال ، وهي فتنة عظيمة ينبغي للإنسان أن يبتعد عنها؛ وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث عائشة قالت عليها رضوان الله تعالى: ( ليفرن الناس من المسيح الدجال إلى الجبال، قالت: يا رسول الله! والعرب أين هم حينئذٍ؟ قال: هم حينئذٍ قليل ).
ويجب عند السماع بفتنة المسيح عدم الالتقاء به، وعدم رؤيته؛ لأن فتنته فتنة عظيمة؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث عمران بن حصين : ( إن الرجل ليأتيه ويحسب أنه مؤمن، فيتبعه لما يرى أو يبعث من الشبهات ).
وفي هذا أمر مهم جداً أن الإنسان إذا وفقه الله إلى الحق، ووفقه إلى اليقين، واطمأن قلبه على ذلك بأمر بينة وحجة ظاهرة من كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه أن لا يعرض نفسه للشبهات والأقوال والقيل؛ لأن قلب الإنسان ضعيف، فإذا عرضه للشبهات والفتن انطوت، ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بأنه إذا سمع بالمسيح الدجال أن ينصرف عنه، فلا يقول الإنسان: لعلي أطمئن، أو لعله ليس هو المسيح، وإنما هو رجل آخر ونحو ذلك، هذه من التسويلات التي تدخل قلوب العباد حتى يصرفهم الشيطان عن الحق.
بعد خروج المسيح الدجال يخرج يأجوج ومأجوج.
ويأجوج ومأجوج هم من نسل آدم عليه السلام، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسند من حديث عبد الله بن عمرو قال: ( يأجوج ومأجوج من ولد آدم )، ولا أعلم نصاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة، ولا عن التابعين، ولا عن الأئمة المتبوعين في القرون الثلاثة من نفى أن يكون يأجوج ومأجوج من غير نسل آدم، مما يدل على أنهم من البشر.
ومن أوصاف يأجوج ومأجوج ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وجوههم كالمجان المطرّقة، وهي كالترس المستدير، والمطرّقة يعني السميكة، مطروقة حتى سمكت، يعني: ذوو وجوه سميكة كحال الترس التي يحتمي بها الإنسان.
وحالهم ومخرجهم هذا مما هو في علم الله سبحانه وتعالى، ولكنهم كثير، وقد كانوا في زمن ذي القرنين ، وقد حال بين فسادهم وإطلاقهم عن إفساد بني آدم بأن وضع بينهم سداً وردماً من حديد، وبه يعلم أن ما يشتبه فيه من السدود من غير الحديد أنه ليس بسد يأجوج ومأجوج.
وأما بلادهم وحالهم وموضع خروجهم، وتحديدهم بأعيانهم فهذا مما يعلق بعلم الله عز وجل، والاجتهاد في ذلك أمر واسع ما أنيط بذلك عمل.
ومن علاماتهم أنهم يمرون ببحيرة طبرية؛ فيمر أولهم ببحيرة طبرية فيشربها، ويقوم آخرهم فيها فيقول: قد كان في هذه ماء، وهذا من كثرتهم واستيعابهم عدداً، وقد تكون بحيرة طبرية في الزمن الذي يخرجون فيه قليلة، فيستوعبها ناس قليل، ولكن الذي يظهر أنها جاء في سياق الكثرة، وطبرية هي بحيرة في بلاد الشام، وفيه إشارة إلى أن خروجهم من تلك النواحي، ويريدون بلاد المسلمين وأرض الوحي.
وينبغي أن يعلم أن يأجوج ومأجوج لا يقاتلون، وهذا ما يأمر الله عز وجل به عيسى ابن مريم عليه السلام كما جاء في الصحيح من حديث النواس بن سمعان قال: ( إني مخرج عباداً لي لا يدان بقتالهم )، يعني: لا يتكلف الإنسان بقتالهم، وإنما يتركون، ومعنى ذلك أن الله عز وجل يسلط عليهم من خلقه من يهلكهم، ويسلط الله عز وجل عليهم الأوبئة فتهلكهم.
وأما ما يذكره بعض الذين يتكلمون عن الفتن وأشراط الساعة من مشروعية قتالهم ونحو ذلك، فهم يعيثون فساداً كما جاء في المسند وغيره قال: ( إن من عبادي يأجوج ومأجوج، ولو أخرجتهم لأفسدوا الخلق )، وهذا قد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام في ألفاظ متنوعة في المسند والطبراني بأسانيد يعضد بعضها بعضاً، فهم مفسدون من جهة الأصل، ولكن لا يقاتلون؛ لأنه لا قبل لأحد بذلك، فإذا كان الله عز وجل قد منع المسيح عيسى ابن مريم من قتالهم، وكذلك من كان دونه، وهذا ظاهر في قوله عليه الصلاة والسلام: ( لا يدان بقتالهم )، يعني لا قدرة على الإنسان في قتالهم، فقتالهم في ذلك فتنة.
وبه يعلم أيضاً أن المسلمين إذا كانوا في حال ضعف وكان عدوهم ذا قوة، وإذا تسلط عليهم عدوهم استأصل شوكتهم، وحاز على بيضتهم فإنه لا يجوز لهم ولا يدان لهم بقتالهم كما في قصة يأجوج ومأجوج في قوله عليه الصلاة والسلام: ( لا يدان بقتالهم ).
ويخرج عيسى ابن مريم عليه السلام بين دمشق وبيت المقدس، ويقتل المسيح الدجال ، ويظهر أن يأجوج ومأجوج هو مصاحب لذلك.
وهل يكون خروج يأجوج ومأجوج هو بعد مقتل المسيح الدجال أم يكون مصاحباً له فهو فتنة وتزول؟
كل هذا مفتقر إلى دليل بين، ولا دليل في ذلك، إلا أن الدليل أنها مصاحبة، فلما كان مصاحباً لعيسى ابن مريم دل على مصاحبته أيضاً، وقربه من المسيح الدجال ، ويقتل عيسى ابن مريم عليه السلام المسيح الدجال بباب لد، وهو موضع قرب بيت المقدس، وذلك يدل على أنه لا يدخل مكة والمدينة، ويدخل ما عداها حتى بيت المقدس، وهذا يدل على فضل هذين الموضعين؛ ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها )، فينبغي للإنسان في حال الفتن أن يلتمس المواضع التي فيها عصمة لدينه، وأن يتحصن بالعلم الشرعي، وأن يبتعد عن مواضع الفتن، وأن يلتحق بأهل الحق ما وجد في ذلك راية، كما يلتحق المؤمن بالمهدي حال ظهوره، وكذلك بعيسى ابن مريم حال ظهوره.
وفيه إشارة إلى مسألة مهمة أن المسلمين حال تعدد راياتهم ينبغي أن يندرج أحدهم مع الآخر كما حال إمام المسلمين لما ينزل عيسى ابن مريم يندرج تحته أميرهم، ويكون أمرهم بأمر عيسى ابن مريم، وتقدمهم بالصلاة من خصيصة هذه الأمة، وألا يستأتر بعضهم على بعض، فتقع حينئذٍ فتنة، وكما تقدم الإشارة إليه عندما جاء في حديث عبد الله بن عمرو من الأخبار عن أشراط الساعة، وأنها كالخرزات في العقد، فإذا انقطع العقد تتابعت الخرزات، يعني: أنها متلازمة بعضها مع بعض.
أما خروج الدابة فيكون في زمن يسير في ظاهر سياق الأدلة، ولكن موضع الخروج ومدة المكث، وانتقالها من بلد إلى بلد، كل هذا مما لا يثبت فيه شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر أنها مصاحبة للمسيح الدجال، وخروجها مع خروجه، كما جاء في حديث تميم الداري أنها هي وإياه في جزيرة واحدة، وهذا محتمل، والعلم في ذلك عند الله سبحانه وتعالى.
ومن أراد أن يلتمس موضع الدابة من جهة الخروج لا يستطيع أن يحدد ذلك من جهة الفردية بأشراط الساعة إلا أنها متضمنة لذلك، وقد تكون مصاحبة لعيسى، إلا أن هذه الدابة لا يظهر فيها أذى للناس في دينهم وصدهم عن ذلك كما في المسيح.
وهي دابة لا يعلم وجهها من قفاها كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح من حديث عامر عن فاطمة بنت قيس في قصة تميم الداري ، قال: (رأيناها أهلب، لها شعر لا يعرف وجهها من قفاها)، وهي الدابة التي يخرجها الله عز وجل في آخر الزمان تكلم الناس، وقيل: إنها تسمهم على خراطيمهم، وقد جاء أنها تسمهم على خراطيمهم في قراءة لبعض السلف، وقد جاء هذا عن سعيد بن جبير وفسره بهذا المعنى، أي: أنها تجعل الناس على فريقين، وتسمهم بهذا الوسم؛ حتى يرجع بعضهم إلى بعض فيقول: ممن ابتعت هذه الدابة؟ فيقول: قد ابتعتها من الموسوم الفلاني، يعني: ممن وسمته الدابة؛ لشدة فتنتها واستيعابها للناس، إلا أنه لا يكون لها صد عن دين الله سبحانه وتعالى.
تكون الدابة كالمنبه بأمر الله جل وعلا، وهي من العلامات التي لم تكن مألوفة، وما لم يؤلف في أشراط الساعة هو الذي يفزع يفجع، ويدخل في كلام بعض الناس الذين ليس لديهم إيمان قوي وتصديق بأشراط الساعة ودلائل النبوة، فيتهمون أمثال هذه النصوص بأنها دخيلة على الوحي، أو يتهمونها بتأويلات بعيدة، ومن ذلك ما يتكلم عليه بعض المتأخرين من الكلام على مسألة الدابة وأنها من الخرافات، ويتكلمون على مسألة المسيح الدجال، وأنه من الخرافات، ويتأولونه تأولاً وتعسفاً، ويقولون: نحن أمام نص وثبت بالوحي، وتأوليه بالتأويلات، وربما يكون هذا من الأوبئة والأمراض ونحو ذلك، وهذا من الخرافات، حتى ذكر أحد المفسرين من المتأخرين ما هو أبعد من ذلك في الطير الأبابيل التي أرسلها الله عز وجل على أصحاب الفيل، قال: هي الجراثيم والبكتيريا التي تصيب الناس فتهلكهم، وهذا من التعسف، وأطر النصوص، وإخراجها عن مرادها.
وهذه التأويلات قد يتضمن ضعف إيمان بالإنسان بأن الله عز وجل ليس بقادر أن يخرج شيئاً عما يألفه الناس، والله عز وجل قادر على ذلك، وما زال الناس يرون من الأحوال ومن خلق الله ما لم يعرفه السابقون من الكائنات البرية والبحرية مما يطرأ عليهم، وكذلك الفضائية مما لم يره السابقون، ومما ينبغي للإنسان أن يكون من أهل التسليم في مثل هذا، وأن يمرها على ظاهرها إيماناً كما هو ظاهر من إرادة الشارع.
ومن أشراط الساعة الكبرى: الدخان.
والدخان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة بن أسيد ، وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو وغيره هل خرج أم لا؟
ذكر بعض العلماء أنه خرج، وهذا مروي عن عبد الله بن مسعود ، وقد جاء عن عبد الله بن مسعود كما عند الطحاوي وغيره من حديث أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: خمسة قد مضين من أشراط الساعة، وذكر منها الدخان. وجاء عن عبد الله بن مسعود رواية أخرى أنهما دخانان: دخان قد مضى، ودخان يأتي.
ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في صفة الدخان شيء معلوم، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه الذي يخرج منه شيء، ولم يثبت في نوع أذيته للناس شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل هو مما يؤذي الناس فتهلك به نفوسهم، أو يحبس أنفاسهم ونحو ذلك؟ لم يثبت في تفصيل هذا من الأخبار شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبه يعلم أن الذي يذكره العلماء في هذا الباب ممن تكلم في أشراط الساعة أن هذا متعلق بجملة من الأخبار المعلولة، أو يتكلمون عن بعض الاجتهادات التي جاءت عن بعض السلف في هذا المعنى، وقد تحمل على أن لها أصلاً، أو تحمل على أنها من جملة الإسرائيليات التي لا يعول عليها.
ومن أشراط الساعة التي هي أعظم الأشراط السماوية ظهوراً: هي طلوع الشمس من مغربها، وطلوع الشمس من مغربها بها تنقطع التوبة، ولا ينفع النفس إيمانها.
ويظهر أن طلوع الشمس من مغربها بعد خروج المسيح الدجال ، وبعد خروج عيسى ابن مريم، وكذلك ما يتبعه من قتل عيسى ابن مريم للمسيح الدجال ، وخروج يأجوج ومأجوج فإن هذا يكون بعده، فإذا خرجت الشمس من مغربها على الحقيقة لا ينفع النفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل، وبه يحجب الناس عن التوبة.
ومن المعلوم أن الإنسان إذا كان من أهل الإيمان والثبات قبل انفراط عقد أشراط الساعة ثبته الله سبحانه وتعالى، وإذا كان الإنسان من أهل الاضطراب والنفاق، أو أهل الضلال، فخرجت عليه هذه الأشراط وانفرطت كالعقد ازداد حيرة؛ مما يرى من فتن عظيمة مدلهمة في الناس، فيضطرب ولا يستوعبها بحثاً ولا تفكيراً، ولا يجد من الوقت ما يتأمل فيه العبادة، وكذلك ما يجد من الفتن أو المقاتل، والشر، وما يجده أيضاً من اتباع الناس للمسيح الدجال مما يصرف الإنسان عن اتباع الحق، وكأنه ينتظر وينتظر حتى تخرج الشمس من مغربها؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو ظاهر من كلام الله عز وجل: لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ [الأنعام:158].
والمؤمن قد يثبته الله عز وجل إن لم يزغ كما جاء في حديث عمران إن اتبع المسيح الدجال ؛ وينبغي للإنسان أن يبتعد عن الفتن كما تقدمت الإشارة إليه، وأن يحرص على التزود بالإيمان، وإن رأى علامة من علامات الساعة فليعلم أن ما بعدها هو أشد منها.
ومن أشراط الساعة: هي ثلاثة خسوف التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة قال: ( وثلاثة خسوف: خسف في المشرق، وخسف في المغرب، وخسف في جزيرة العرب )، وهذه الخسوف لم تظهر، وتحديد موضعها في الجزيرة هل هي في وسطها أو في أولها أو في آخرها؟ في أقصاها أو في أدناها؟ لا حد لذلك، وتحديدها أيضاً في المشرق والمغرب لا حد لها.
ولم تقع هذه الخسوف، ولكن قد يقع جملة من الزلازل، لكن لا يليق أن توصف بأنها هذه الخسوف؛ لأن هذه مقرونة بأشراط الساعة الكبرى، فناسب أن تكون معها؛ والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( هي كالخرزات في العقد، إذا انقطع العقد تتابعت )، مما يدل على أنها تأتي بعدها، ومما يدل على أن هذه الخسوف أيضاً تكون متتالية.
وموضعها أن تكون بعد طلوع الشمس من مغربها، أو تكون مصاحبة للمسيح الدجال وعيسى ابن مريم، هذا محتمل، وسواء كانت هنا وهنا، فإن الإنسان مرده في هذا إلى التسليم بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فحسب، وهي إن وقعت تزيد صاحب الإيمان إيماناً، وتزيد صاحب الحيرة والنفاق حيرة، وربما إعراضاً عما أمر النبي عليه الصلاة والسلام باتباعه.
وبه يعلم أن الفتن التي تظهر في آخر الزمان منها ما يملك فيه الإنسان أمراً، سواء ما يملك فيه صداً ومنعاً كمسألة المسيح الدجال بمقاتلته ومن معه، وكذلك ما يحدث من الفتن من مقاتلة الروم، وذلك قبيل خروج المسيح الدجال ، ومنها ما لا يملك فيه الإنسان أمراً كمسألة الخسوف، وطلوع الشمس من مغربها، والدابة، وظاهر الأمر أن الناس لا يتعرضون لها قتلاً، ويقفون أمامها في حيرة منها.
وهنا إشارة إلى أمر مهم جداً قد يستلهمه الإنسان من هذه الأشراط، وهو أن هذه الأشراط إذا كانت متتابعة بمثل هذه الكثرة، وقد أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الأمر، فلماذا صاحب النفاق يزداد نفاقاً؟ ومن في قلبه مرض يزداد مرضاً؟ وصاحب الإيمان والثبات يعصمه الله عز وجل وإن لم يتعرض لهذه الفتن، أليس من الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟
تقدم مراراً أن ملك الإنسان للنص، وعدم فهمه له على فهم النبي عليه الصلاة والسلام وفهم السلف الصالح قد يكون مضلة له من المضلات التي تضله عن الصراط المستقيم والمنهج القويم، ولكن إذا كان من أهل الفهم والدراية لمواضع الفتن، وكذلك تبعاتها عليه وعلى الناس فإنه يكون حينئذٍ من أهل العصمة، فالفتنة إذا أقبلت وجب على المؤمن أن يصد عنها، وألا يعترضها.
ومن أشراط الساعة: ظهور النار من اليمن تسوق الناس إلى أرض المحشر، وأرض المحشر هي بلاد الشام، تلك الأرض المباركة جعلها الله عز وجل محشراً للناس وموضعاً للأمن، فبها ينزل عيسى، وبها يقتل المسيح الدجال ، وبها يكسر الصليب، وبها يفتح الله عز وجل على المؤمنين الفتوح، وبها تكون الملحمة، وينتصر أهل الإسلام على أهل الشرك والوثنية، فهي أرض مباركة، وقد دل الدليل على فضلها في جملة من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه النار قد تقدم الإشارة إليها أنها ليست هي النار التي تضيء لها أعناق الإبل ببصرى، وتقدم الكلام معنا صفة هذه النار: أن تلك النار أضاءت ووقعت في القرن السابع كما نص عليه أبو شامة والإمام النووي ، وهي نار قد بقيت شهراً في الحرة من نواحي المدينة، وكان الناس يستضيئون بها في مسير الليل مسيرة شهر كامل، لقوتها ولهبها، حتى إذا سافروا إلى تيماء وما وراءها فإنهم يستضيئون بها عند ذهابهم، وهذا قد يكون من آثار ما يسمى بالبراكين ونحو ذلك، وسيلان الصخور وانتهت، قيل إنها على أميال وكيلو مترات، ولكنها تطايرت، وجزموا على أن تلك النار قد خرجت.
ولكن هذه النار هي تختلف عن الأخرى من جهة الخروج، ومن جهة المقصد منها، من جهة خروجها تخرج من اليمن، وتحشر الناس إلى أرض المحشر، وخروجها من اليمن يعني من أدنى جزيرة العرب حتى تبلغ أقصاها من جهة الشام، فلا تبقي في جزيرة العرب أحداً، وخروجها من اليمن ليس على سبيل السرعة.
وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أن الناس يكونون في ذلك على طرائق وطباق، والناس في ذلك يخافون منها سراعاً، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( رجل على بعير، ورجلان على بعير، وثلاثة على بعير، وعشرة على بعير )، أي: كل منهم يريد أن يصل أرض المحشر؛ خوفاً من هذه النار، وهذه تكون بعد طلوع الشمس من مغربها؛ ولهذا إذا ظهرت في هذا الموضع، هذا الحشر للناس هل يكون لأهل الإيمان وأهل الكفر أم لا؟
تقدم معنا الكلام على أحد أشراط الساعة، وهي الريح التي يرسلها الله فتقبض أرواح المؤمنين، هل هذه الريح تكون في مثل هذا الموضع فتقوم عليهم الساعة؟ أم أن الريح تكون بعد طلوع الشمس وقبل هذه النار؟ لا دليل على ذلك، والمقطوع به أن الريح تكون بعد طلوع الشمس، ولكن هل تكون هي بعد حشر الناس أم تكون قبل ذلك؟ إلا أن الذي عليه الاتفاق أن الساعة لا تقوم على أحد من أهل الإيمان إلا وقد أرسل الله عز وجل الريح التي تقبض أرواح المؤمنين.
ومن أشراط الساعة المتعلقة بهذا الباب ما يحدث من كوارث سماوية من سقوط النجوم والكواكب واضطرابها في السماء، وهذا يكون بعد حشر الناس في الأرض في أرض المحشر من بلاد الشام، وهذا يكون فيما يظهر بعد قبض أرواح أهل الإيمان، وقيام الساعة على شرار الخلق، والمراد بشرار الخلق هم الكفرة، وقد يحتمل إذا قلنا بأن خروج النار بعد الريح التي تقبض أرواح المؤمنين أنه يوجد في جزيرة العرب من المشركين والمنافقين الخلص من تحشرهم النار؛ فإذا قيل: إن الشمس إذا ظهرت من مغربها أنه لا ينفع النفس إيمانها، وقلنا: إن الريح على الترجيح أنها تخرج بعد ذلك وقبل خروج النار فتقبض أرواح المؤمنين.
إذاً من تحشر من جزيرة العرب؟
تحشر الكفار والمنافقين مما يدل على أن لهم كثرة؛ وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( رجل على بعير، ورجلان على بعير، وثلاثة على بعير، وعشرة على بعير )؛ لكثرتهم فلا يجدون ما يركبون من كثرتهم في جزيرة العرب، مما يدل على وجود الكفرة والمنافقين الخلص فيها، فتحشرهم النار إلى أرض المحشر، فتقوم عليهم الساعة.
وبهذا يستنبط إلى أن ما يشاهد مما يسمى بالحضارة المدنية من المركوبات أن هذا يندثر؛ ولهذا يركبون على البعير، ويمتطونها للوصول إلى أرض المحشر، بل يقال: إن هذا يندثر قبل ذلك كله، وقبل وجود أول أشراط الساعة الكبرى، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قتال المسلمين للروم أنهم يقاتلونهم بالسيوف على نهر الأردن، كذلك جاء في حديث أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى في نطق الشجر والحجر: ( يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله )، فهذا الخبر أن أسلحتهم فيها من الأسلحة ما تسمى بالأسلحة باليدوية أو الأسلحة البيضاء من السهام والرماح، والسيوف، وهذا فيه إشارة إلى زوال الحضارة الحديثة وقرب ذلك، وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه (ما من شيء ارتفع إلا وضعه) كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، بل إنه مكن للأمم السابقة ما لم يمكن لهذه الأمة، فسليمان بنى صروحاً من زجاج لا يشركها فيها شيء.
ولم تستطع الحضارة الحالية أن تصنع أبراج من الزجاج لا يشركها فيها شيء، ربما صنعت من المعادن الخالصة والثقيلة ولم تستطع هذا، مما يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد مكن لأهل الأرض السابقين من الحضارة، والقدرة ما لا يخطر على بال أحد، وهذا قد جعله الله عز وجل سنة في كل الخلق، فأنت ترى الرجل صبياً، ثم يكون شاباً، ثم يكون كهلاً، ثم يكون هرماً، فيرجع إلى أرذل العمر، وأنت ترى النار توقد من شرر أو توقد من فتيل ثم تلتهب، ثم ترجع ما كانت عليه، وأنت ترى كذلك العين تنبع من الأرض كأحسن ما يكون، ثم تنضب حتى تجف، وكذلك ترى الشجرة ينبت من الحب، فيخرج كأجمل ما يكون، ثم يرجع إلى ما كان عليه، فهذه سنة قد جعلها الله عز وجل في خلقه، كما أنها في الأفراد كذلك في مجموع الحضارة، وما جعل الله عز وجل شيئاً مرتفعاً إلا وضعه.
ومما ينبغي أن ينبه له أن خروج المسيح الدجال ، وهو من أوائل أشراط الساعة الكبرى، وهو بعد الملحمة والمقتلة التي تكون بين المسلمين والروم، يسبق ذلك علامة من العلامات وأمارة من الأمارات التي لا يذكرها من يتكلم على أشراط الساعة على أنها من أشراطها، وقد تكون من أماراتها، وهي ثلاث سنين جدب وقحط متتالية.
وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان في ملأ من أصحابه فذكروا المسيح الدجال، فقال: (ثلاث سنين يأمر الله السماء بأن تمسك ثلث مائها، والأرض ثلث نباتها، وفي السنة الثانية يأمر الله عز وجل السماء بأن تمسك ثلثي مائها، ويأمر الله عز وجل الأرض بأن تمسك ثلثي نباتها، وفي الثالثة يأمر الله عز وجل السماء بأن تمسك كل مائها، والأرض أن تمسك كل نباتها )، وفي هذا إشارة إلى القحط وهي ثلاث سنوات، وتحمل على ثلاثة أعوام.
وقد سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما يعمل الناس؟ قال: التكبير والتسبيح والتهليل )، أي: أن عليهم أن يلجئوا إلى ذكر الله عز وجل والاستغفار والتوبة، ثم يكون بعد ذلك خروج المسيح الدجال ، وتكون في ذلك فتنة.
ولعل في هذا حكمة عظيمة أن الله سبحانه وتعالى حينما جعل هذا الجدب والقحط في الناس، فيخرج المسيح وفي يده الخيرات، يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، ويحيي الموتى، وتتبعه كنوز الأرض كجذوع النخل كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من الذهب والفضة، وكفى بذلك فتنة.
النبي عليه الصلاة والسلام ما ذكر هذه الأشراط وعلم بها أصحابه إلا ليبادر الناس بالتوبة، وأن يستبدروا أمر الله عز وجل، وقد جاء في جملة من الأخبار أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( بادروا بالأعمال ثلاثاً )، وقال: ( بادروا بالأعمال ستاً )، يعني: بادروا قبل أن تأتيكم هذه العوارض، فلا تستطيعون معها عملاً، مما ينبغي للإنسان أن يبادر بالأعمال لماذا؟ حتى يتمكن من ربط قلبه فيعصمه الله عز وجل من الفتن، فإذا تمكن العمل من الإنسان وقوي إيمانه عصمه الله سبحانه وتعالى من الانحراف عن طريق الحق؛ ولهذا يعصم الله عز وجل العالم العامل من الوقوع في الفتنة، وأما الذي يتعذر بلا عمل فهو أقرب إلى الوقوع في الفتنة من غيره، وكذلك من يعمل ويتعبد بلا علم فهو أقرب من جميعهم.
وفي هذا كفاية، والله أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
السؤال: كيف نجمع بين حديث تميم الداري بأن المسيح الدجال موجود الآن، وما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ( لا يبقى على ظهرها أحد بعد مائة عام ) ممن هو موجود الآن؟
الجواب: الحديث الذي ذكره ( لا يبقى على ظهر الأرض أحد ) هو في الصحيحين، وهو (أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بأصحابه صلاة العشاء، فالتفت إلى أصحابه وقال: أرأيتكم ليلتكم هذه لا يبقى على ظهرها ممن هو عليها أحد على مائة سنة )، يعني: أن بعد مائة سنة لا يبقى على ظهرها أحد، ويأخذ بعض العلماء من هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد بذلك البشر قطعاً؛ لأنه على ظهرها من الشجر ما هو يعمر، فمن النبات ما هو يعمر، ولا يتبادر إلى الذهن أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد كل من على البسيطة، وإنما أراد من بني آدم، ومن هذا يؤخذ: هل المسيح الدجال من ذرية آدم أم لا؟ هذا احتمال يخرجه، والأمر الآخر أن المسيح الدجال قد يكون مستثنى إلا أن الاستثناء بعيد؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ( لا يبقى على ظهرها ممن هو عليها أحد )، ويحتمل أيضاً أن من هو على ظهرها لم يكن حينئذٍ المسيح الدجال على ظهرها، فيكون في باطنها في كهف أو في بئر كما جاء في ظاهر حديث تميم الداري .
السؤال: كما تعلم أن غالب أحاديث الفتن وأشراط الساعة ضعيف، فهل يمكن أن يعول عليها خصوصاً أن بعض الأحاديث الضعيفة قد توافق وتطابق الواقع؟
الجواب: ما كان ضعيفاً نبينه في الأغلب، وما كان منكراً وموضوعاً لا نورده، وهذا شرط قد بيناه في السابق، وما كان محتمل القبول وله طرق تعضده فإنا نورده، وأكثر أشراط الساعة هي من الصحيح لذاته، أو لغيره، أو الحسن لذاته أو الحسن لغيره بمجموع الطرق، ومنها الضعيف والواهي.
السؤال: هل يقال بأن يهود أصفهان الذين سيتبعون المسيح هم الشيعة؟
الجواب: اليهود يهود، والشيعة شيعة، وبينهم تشابه، إلا أن النص صريح بأنهم اليهود.
السؤال: ما حكم القول: إن الجزيرة ليس عليها خطر من اليهود والنصارى؛ وذلك بسبب دعاء النبي عليه الصلاة والسلام وحفظها أم أن ذلك من أشراط الساعة؟
الجواب: ليس بصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام دعا لجزيرة العرب على وجه العموم، ثم ما هي جزيرة العرب؟ هل هي نجد أو الشرقية أو الجنوب؟ لا ينبغي أن نأخذ إطلاقات مما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من فضائل مكة والمدينة، ثم نعممها، لا يمكن عصمة لبلد من البلدان إلا ما خصه الدليل من حفظ مكة والمدينة من المسيح الدجال ، والنبي عليه الصلاة والسلام لما نظر إلى المدينة أخبر أن الفتن في بيوتنا كمواضع القطر، وهي في المدينة، وذكر أنه يأتي ذو السويقتين فيهدم الكعبة، وهذا في الصحيحين وغيرهما، فإذا كان هذا في الكعبة فكيف بغيرها، ولا يوجد عصمة لبلد من البلدان إلا ما خصه الدليل في صور مخصوصة أيضاً، إلا أن الله عز وجل تكفل لهذه الأمة ألا يسلط عليها من أعدائها من يستبيح بيضتها، فيأخذها عن بكرة أبيها، لا، ولكن يسلط عليها الفتن فمن يقتل منها ويصيب ويؤذي، ويأخذ الأموال، ويسلب الخيرات ويقتل الأنفس.
السؤال: هناك دكتور عندنا في الجامعة يقول: إن خروج الشمس من مغربها ليس بمعجزة؟
الجواب: يقول الشاعر:
بدلوا لفظ الفقيه بغيرهومن العجيب محدثون دكاترة
والله لو علم الجدود بفعلنالتناقلوها في المجالس نادرة
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , أشراط الساعة رواية ودراية [6] للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
https://audio.islamweb.net