إسلام ويب

أبواق الغرب ما زالت تنشر بين المسلمين دعوى السلام الزائفة، وما زال يكرر هذه الدعوى بعض من غابت عقولهم، وانطمست بصائرهم. لكنها! سراب صحراء، وأضغاث أحلام، وواقعنا اليوم أكبر شاهد ودليل على ذلك.

جنون ظاهر

اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، ولك الثناء كله، وإليك يُرْجَع الأمر كله، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد على حمدنا إياك، لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

أيها الإخوة: لا أعتقد أن أحداً منكم شكَّ يوماً في عقله أو في رشده.

ولا أعتقد أيضاً أن أحداً منكم اعتبر نفسه يوماً مجنوناً فاقداً للأهلية الشرعية.

ولا أعتقد أيضاً أن أحداً منكم يوماً فكر في أن يمسك بتلابيب نفسه معتبراً إياها خصماً يجب طرحها، وإزهاقها، وتخليص الناس والمجتمع من شرها وفسادها، معتبراً ذلك بطولة يستحق عليها أرفع الأوسمة وأعلاها.

لا أحد كذلك؛ وإلا لكان فاعله مجنوناً يستحق أن يقضي بقية عمره في مصحة نفسية.

ولكن لو رأيتم رجلاً يريد أن يشعل ناراً في وسط البحر، وعلى سطح الماء مباشرة، بل ويستخدم الماء كوقود لإشعال النار، ألا ترون أن هذا مجنون جنوناً بيِّناً؟!

بلى، إنه كذلك، فإذا جاءكم من يقول لكم: أبداً! إنه رجل عاقل! وهو يسعى لإيقاد النار بطريقته الصحيحة والمنطقية، ولعلمكم! لا يمكن أن يوقد أحدٌ النار إلا في البحر، وعن طريق صب الماء على الأخشاب التي يريد أن يشعل بها النار! هكذا يقول.

أعتقد -أيها الإخوة- أنكم حينئذٍ سوف تضربون كفاً بكف، وتقولون: لا حول ولا قوة إلا بالله! ما هذا الجنون المركب؟! وما هذا الخبل المطبق؟!

إنني أوافقكم تماماً، وأعتقد أن كل عاقل راشد يجب أن يوافقكم، وأن يحترم عقولكم الرشيدة.

والآن لعل البعض يريد أن يقول: ما هذه المقدمة التي لا معنى لها؟! وما هذا الكلام الذي يتصدر خطبة الجمعة؟! إن هذه المقدمة فيها نوع من الجنون الذي تتحدث عنه!

ودعوني أصدقكم القول وأقول لكم: نعم، إنها مقدمة غريبة؛ ولكنني مُكْرَه عليها إكراهاً، وملزم بها إلزاماً، أكرهني على ذلك عصري الذي أعيش فيه، وألزمتني بذلك الأحداث التي أراها بعيني، وأسمعها بأذني، ويكاد عقلي أن لا يستوعب منها شيئاً.

أيها الإخوة: أليس من الجنون أن تسعى بعض أمم اليوم للحرب المدمرة المهلكة، ثم تقول: إن هذا من أجل السلام المنشود؟!

مَن هو الذي لديه مسحة من عقل يؤمن بهذا الكلام؟!

هل يُعقل أن يَجرؤ أحد على سطح هذه الأرض أن يؤكد أن الحرب مثلاً التي يشنها اليهود في فلسطين هدفها النهائي هو السلام، وأنهم يبحثون عن الأمن من خلال كل تلك الحالات التي تبرز فيها صفات الجبروت والغطرسة؟!

للأسف! نعم. هناك من يقول: إن هذه الحرب مشروعة من أجل السلام.

فمن الذي يقول ذلك؟!

إنها أمريكا .

هل هناك من يستطيع أن يقول: إن السلام مع اليهود يمكن تحقيقه؟!

نعم. هناك من يقول هذا.

من الذي يقول ذلك؟

إنهم أبطال الحلول السلمية والمفاوضات الماراثونية من أبناء العرب والمسلمين.

هل هناك من يستطيع أن يقول بعد تقرير الأمم المتحدة عن مذابح جنين : إن الأمم المتحدة حَكَمٌ عدل، وجهة محايدة، يمكن الاحتكام إليها؟!

نعم. هناك من يقول هذا.

من يقوله؟!

إنهم الحجاج إلى الأمم المتحدة ، الطائفون حول مقرها الدائم في عاصمة الحرية.

هل هناك من يستطيع أن يقول: إن أمريكا بمبعوثيها الدائمين المهذبين الأنيقين الذين يتجولون في عواصم الشرق الأوسط يتفهمون مأساة الفلسطينيين، ويتألمون لأحوالهم وظروفهم الصعبة؟!

نعم. هناك من يقول هذا.

إنهم الذين تعرفونهم دائماً، إنهم أصحاب المؤتمرات والبيانات، أصحاب الشجب والإدانة والاستنكار، الذين مللنا من بياناتهم ومن مؤتمراتهم.

هل هناك -أيها الإخوة- مَن يشكك في أن الغرب قد كشف القناع الذي كان يضعه على وجهه الصليبي الكالح؟!

نعم. هناك من يقول هذا، هناك من يدافع عن فلتات اللسان كما يرى، هناك من المسلمين من يقول: إن كل الكلمات التي صدرت عن القادة الأمريكان والتي تبين الروح الصليبية المتغلغلة في أعماق نفوسهم هي عبارة عن فلتات غضب وزلات لسان غير مقصودة.

أيها الإخوة: هل تصدقون أن أمريكا ستضرب العراق حباً فيكم، أو من أجل عيونكم، أو خوفاً على أنفاسكم وأجسادكم من أسلحة العراق النووية الفتاكة؟!

إياكم أن تصدقوا هذا! وإذا أردتم أن تعرفوا لماذا تريد أمريكا أن تضرب العراق، ولماذا تسمح لصحفها وقنواتها ومراكز الاستشارات عندها أن تهاجم المملكة، فعليكم بقراءة ما نشر في الصحف السعودية فقط، ولا تتعدوها إلى غيرها، اقرءوا الردود، والتعقيبات، والتحليلات الرائعة التي كتبت في تلك الصحف؛ لتكتشفوا ما هو الهدف النهائي.

وللعلم والإحاطة أيها الإخوة: تقول بعض الإحصاءات العسكرية القديمة: إن لدى إسرائيل أكثر من (200) رأس نووي، ويعرف ذلك من له أدنى خبرة بالشئون العسكرية.

ولكن والحق يقال حتى لا نظلم أحداً ومن باب الإنصاف: هذه المعلومات لم تصل إلى أمريكا بعدُ، وإلا لاتخذت موقفاً مشرفاً يشهد لها به محبوها، والمعجبون بها في عالمنا العربي المقدام، وما أكثرهم!

رسالة إلى محبي أمريكا

وللمدافعين عن أمريكا المثنين على مواقف ساستها الصليبيين الحاقدين الذين لا يختلف على صليبيتهم عاقلان، أقول لهم: في يوم أمس، وبعد كل هذا الهجوم الصارخ على بلادنا، وعلى ديننا، وعلى مكتسباتنا أيضاً خرجت علينا مجموعة جديدة من ضحايا من يسمَّون ببرجَي مركز التجارة العالمي، ليقولوا: إنهم يطالبون بتعويضات تزيد على ثلاثة آلاف ترليون دولار، رقم فلكي خرافي لا يُصَدَّق، يطالبون بهذا الرقم عدداً من الدول العربية والإسلامية، ويطالبون عدداً من المنظمات والهيئات والمراكز الإسلامية الدعوية والخيرية، كما يطالبون عدداً من الشخصيات المهمة بحجة أن كل أولئك قاموا بتمويل منظمة القاعدة المسئولة عن أحداث الحادي عشر كما يدعون.

وقد قال أحد المحامين: إن السعودية كدولة ليست من الدول المطالَبة بالتعويضات؛ ولكن إذا ثبت لدينا بالبينات أنها دعمت تنظيم القاعدة فسوف نرفع عليها الدعوى، وسوف ندخلها ضمن من أدخلنا.

فهل بعد هذا -أيها المسلمون- يقول قائل: إن أمامنا فرصة للتعايش؟! إن أمامنا فرصة للتحاور الحضاري؟! للجلوس إلى بعضنا البعض في أمن وأمان وسلام عالمي، يرفرف على أرجاء الأرض؟!

مَن هو المجنون الذي يقول ذلك؟!

إنهم -بكل أسف!- كُثر في عالمنا العربي والإسلامي، لا يعدهم عاد، ولا يرصدهم راصد.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: من سيدفع التعويضات لضحايا اليهود في فلسطين عبر أكثر من نصف قرن؟!

من سيدفع التعويضات لضحايا الغطرسة الأمريكية في أفغانستان ؟!

من سيدفع التعويضات لمئات الطلاب السعوديين والعرب الذين أوذوا وتعرضوا للسجن وللتعذيب وللإهانة في بلاد الحرية بعد تلك الأحداث؟!

من سيدفع التعويضات لأسرى غوانتانامو الذين لم يثبت عليهم أي شيء، ولم يعترفوا بأي شيء، باعتراف المسئولين عنهم في ذلك المعتقل؟!

من سيدفع التعويضات للتهم الباطلة، والهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين، وعلى بلادنا على وجه أخص؟! من سيطالب بذلك؟! ومن سيجرؤ على ذلك؟! ومن سيتحمل المسئولية؟!

أيها الإخوة: إننا كأمة لا نعادي أحداً هكذا، ولا نسعى للحرب اعتباطاً، ولا نقاتل الناس أشَراً وبطَراً، وإنما نرفع راية الجهاد للدفاع عن الأمة ومقدساتها ومكتسباتها، ونرفع أيضاً راية الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله، ونشر كلمة التوحيد فوق كل أرض وتحت كل سماء، ولا نبدأ بالقتال، وإنما نخير مَن أمامنا، وندع له الفرصة الكاملة في أن يختار واحدة من ثلاث:

إما الإسلام وهو الدين الحق.

وإما الجزية.

وإما القتال.

فهو ثالث الاختيارات، بل آخرها، نضطر إليه اضطراراً؛ لكي نواجه به الطواغيت، ونحطم به الأغلال والأسوار التي يفرضونها على عباد الله.

فإذا فعلنا ذلك تركنا للناس فرصة الاختيار بين الإسلام وبين البقاء على دينهم، لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة:256]، هكذا كان المسلمون في تاريخهم الطويل.

ماذا يريد منا الأعداء؟

أما الآن: فأعداؤنا الذين لا يزالون يعلنون علينا العداوة والبغضاء:

يريدون أن نقبل بكل ما يطالبوننا به.

يريدون أن يجففوا منابع التديُّن عندنا.

يريدون أن يغيروا مناهج التعليم.

يريدون أن نمسك أيدينا عن مساعدة إخواننا في كل مكان.

يريدون أن يأخذوا أموالنا، ويسلبوا كنوزنا.

يريدون أن يفسدوا أخلاقنا، وأن يخرجوا نساءنا عاريات كاشفات.

يريدون أن نسير في ركابهم في كل شيء.

يريدون أن نسكت عن كل ما يفعله اليهود.

يريدون منا أن نشجعهم على ضرب العراق ، فإن لم نفعل ذلك فالحياة لا تتسع لنا ولهم، إما نحن وإما هم، وهم يريدون أن يكونوا هم الأعلى، وهم الأقوى، ولهم الغلبة.

فهل بعد هذا يدعو إلى السلام داعٍ؟!

هل بعد هذا يدعو إلى الحوار معهم -ما داموا كذلك- أحدٌ؟!

أم نختار الطريق الذي اختاره الله لنا؛ لكي نثبِّت به دعائم أمتنا التي اهتزت، ثم نعود مرة أخرى لنستلم منهم الراية الجلية، والمكانة العلية.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ [الممتحنة:1].

بل يقول الله عز وجل: إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ [الممتحنة:2].

أرأيتم هذه الآية؟! أليسوا يبسطون لنا أيديهم وألسنتهم بالسوء في كل يوم، ويودُّون لو نتغير، وأن نلين، وأن نسلِّم، وأن نكفر كما كفروا، فنكون وإياهم على السواء؟!

إنهم يسعون لذلك، ومع ذلك -أيها الإخوة- لا يزال هناك من المسلمين مَن يصدِّق أن هناك مَن يستطيع أن يشعل النار في الماء، ويدافع عنه.

وفي هذه الحالة إما أن تشك يا أخي المسلم في عقلك! وإما أن تخشى على نفسك الجنون بسبب هذا الباطل الذي يرى، ويرى الساسة والكبراء، ويرى الإعلام، ويرى المرتزقة وهم يدافعون عن أولئك الذين نكَّلوا بالإسلام والمسلمين، أطاعوا أعداءهم، ونسوا أن الله يقول: إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ [آل عمران:100]!

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

آيات ناطقات تعبر عما يدور في هذه الأيام

الحمد لله وحده.

والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد:

أيها الإخوة الكرام: تأملوا في هذه الآيات البينات، يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:118-120].

إنها آيات ناطقات تعبر عما يدور في هذه الأيام!

إن مِن المسلمين مَن يتخذ منهم بطانة، وهم قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ [آل عمران:118]: لقد بدت البغضاء من أفواههم حين قالوا: إن الحروب الصليبية قد عادت من جديد، وحين قالوا: إن الإسلام هو الدين الْمُزيف.

وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:118]: والله يبين الآيات لعل في المسلمين مَن يعقل، ومَن يتعظ.

هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [آل عمران:119]: إن هناك من يحبهم، ويموت حباً فيهم، وهم لا يحبونهم.

وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا [آل عمران:119]: آمَنَّا بالحوار .. آمَنَّا بالسلام .. آمَنَّا بمكافحة الإرهاب .. آمَنَّا بحقكم في الحياة .. آمَنَّا بكل شيء تريدونه.

وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ [آل عمران:119-120]: إن يرسل الله لكم الخير، ويفتح عليكم أبواب الرزق يسوءُهم ذلك، ويسعون سعياً حثيثاً لإفقاركم، ولتركيعكم، ولإدانتكم، وتهوين أمركم وشأنكم.

وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا [آل عمران:120]: يحبون لكم الشر.

وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً [آل عمران:120]: إن تصبروا وتتقوا! أين الصبر؟! وأين التقوى يا أحفاد محمد صلى الله عليه وسلم؟! إن تصبروا وتتقوا! فأين التقوى يا أمة الإسلام؟! لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120].

لا مجال اليوم أمامنا أيها الإخوة إلا أن نعود إلى الله، قُلْتُها لكم مراراً، وأقولها لكم اليوم، وأقولها غداً، وأقولها إلى أن تنقضي الساعة، يقولها كل مسلم: ليس أمامنا إلا أن نعود إلى الله، وهو الكفيل بأن يغير ما نكره إلى ما نحب، ونحمد، إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]، لنغير ما بأنفسنا، وثقوا أن الله جل وعلا سيغير الحال إلى أحسن حال، وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69].

عباد الله، صلوا وسلموا على رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم فقال عزَّ مِن قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على دربه واستن بسنته إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام، وانصر المسلمين، اللهم أعز الإسلام، وانصر المسلمين، اللهم أعز الإسلام، وانصر المسلمين.

اللهم عليك باليهود والصليبيين، اللهم عليك باليهود والصليبيين، اللهم عليك باليهود والصليبيين، فإنهم لا يعجزونك.

اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً،اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين.

اللهم أصلح ولاة أمورهم، اللهم وفقهم للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم،اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك، واهدِه بهدايتك،اللهم أصلح له البطانة، اللهم أصلح له البطانة، اللهم أصلح له البطانة،اللهم اغفر لنا ذنوبنا كُلَّها، دِقَّها وجُلَّها، أوَّلَها وآخِرَها، علانيتَها وسِرَّها،اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير.

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , جنون السلام للشيخ : إبراهيم الحارثي

https://audio.islamweb.net