إسلام ويب

السلاح المعطلللشيخ : سعد البريك

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد يسر الله عز وجل لنا أسلحة هي أشد قوة وأكثر نفعاً من أسلحة أعداء الله، ولكننا اعتمدنا اعتماداً كلياً على الإمكانات البشرية الضعيفة، وأهملنا هذه الأسلحة وعطلناها بالرغم من فعاليتها الأكيدة، وهذه الأسلحة لو استخدمها المسلمون بصدق وإخلاص لكان لها الدور الكبير في رفع راية المسلمين وتمكينهم في الأرض، وإعادة ما أخذ منهم. ألا فليعودوا ليسودوا.

    1.   

    الطمأنينة لا تكون إلا بالقرب من الله

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد ربه مخلصاً حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

    معاشر المؤمنين: اتقوا الله تعالى حق التقوى، فهي سبب الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، ويقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].

    معاشر المؤمنين: يقول الله جل وعلا: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10]، ويقول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وتعلمون أن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وقد بيَّن الله جل وعلا أن من صفات المؤمنين الجميلة الإيثار والإخلاص والبذل والتضحية يقول جل وعلا: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9].

    أيها الأحبة: كل يعرض للنكبات والمصائب، وكل ينال حظاً من الجراح والآلام، ولكل شيء ضد، ولكل وجود فناء، ولكل بداية نهاية، ولكل نهاية غاية، وأحوال البشر في الدنيا متقلبة، هذه الدنيا سميت دنيا؛ لأنها دانية دنية وضيعة،

    طبعت على كدر وأنت تريدها     صفو من الأقذاء والأكدار

    ومكلف الأيام ضد طباعها     متطلب في الماء جذوة نار

    واعلموا أنه ليس لأحدٍ من البشر أن ينال حظاً من الاستقرار على وجه هذه البسيطة إلا بقدر قربه وصلته ودنوه من الله جل وعلا، فمن كان إلى الله أقرب كان حظه من التوفيق والطمأنينة والاستقرار أوفر، ومن أعرض عن ذكر الله وكان بعيداً عن شرع الله فإنه يلقى جزاءه: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:118].. وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طـه:124-126].

    والحاصل -يا عباد الله- أن البشر لا يمكن أن ينالوا حظاً مستقراً مستمراً أبدياً أزلياً إلا بقدر قربهم من الله جل وعلا: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف:96].

    معاشر المؤمنين: إياكم والركون إلى الدنيا، إياكم والطمأنينة بها، إياكم والخلود إليها، وإياكم والثقة بما فيها، فإن هذه الدنيا شاهدة على الأمم الغابرة والأمم السالفة أنها قلبت فيها أحوالاً وأوضاعاً ودولاً.

    لكل شيء إذا ما تم نقصان     فلا يغر بطيب العيش إنسان

    هي الحياة كما شاهدتها دول     من سره زمن ساءته أزمان

    وهذه الدار لا تبقي على أحد     ولا يدوم على حال لها شان

    يا راتعين وراء البحر في دعة     لهم بأوطانهم عز وسلطان

    أعندكم نبأ من أمر إخوتنا     فقد سرى بحديث القوم ركبان

    يا رب طفل وأم حيل بينهما     كما تفرق أرواح وأبدان

    وغادة ما رأتها الشمس إذ بزغت      كأنما هي ياقوت ومرجان

    يقودها العلج للمكروه مكرهة      والعين باكية والقلب حيران

    لمثل هذا يذوب القلب من كمد      إن كان في القلب إسلام وإيمان

    فيا معاشر المؤمنين: لا شك أن الطمأنينة في هذه الدنيا، وأن القرار والبقاء على عز وطمأنينة لا يمكن أن يكون لأحد أبداً إلا بقدر قربه وحظه من الله، ولكن:

    أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا      حنانيك بعض الشر أهون من بعض

    إن المصائب بعضها أهون من بعض، فهناك من المصائب ما هو في الزلازل والبراكين، وهناك من المصائب ما هو في الأموال والتجارة، ومن أعظم بل أشد المصائب مصيبة كسر الدين:

    وكل كسر فإن الله يجبره      وما لكسر قناة الدين جبران

    ويليها مصيبة الناس في العرض:

    أصون عرضي بمالي لا أدنسه      لا بارك الله بعد العرض في المال

    معاشر المؤمنين: المصائب مختلفة ودرجاتها متفاوتة، لكن إذا حلت جملة واحدة فليس للعباد في قليلها وكثيرها إلا أن يفزعوا إلى الله وأن يتضرعوا إلى الله: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ [الذاريات:50] الفرار الفرار، والنجاة النجاة، والعودة العودة، والأوبة الأوبة، والتوبة التوبة بالرجوع إلى الله جل وعلا، عند ذلك يكون شأن المسلم أعظم مما هو عليه، وأما من يصاب بمصيبته ولا يلتفت في أمر وقيعته فذلك قد يكون من الذين قال الله فيهم: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19].

    1.   

    واجب الأمة عند نزول الكوارث والمصائب

    معاشر المؤمنين! نسوق هذه النصوص والأحاديث عن الأخوة لكي نعرف دورها في أحوال الكوارث، ولنعرف قدرها وفاعليتها وطبيعة فعلها وعملها حال الكوارث والنكبات والمصائب، وعند ذلك -أيها الأحبة- حينما تحل كارثة بأي أمة من الأمم فإن من أول واجباتها أن تضرع إلى الله، وتفزع إليه، وأن تعلم أن هذه الأبدان وهذه الأرواح خلقها الله ورزقها على الله، وآجالها بيد الله، ونواصيها بيد الله وقلوبها بيد الله، فالذي خلقها يحفظها، والذي أحياها يميتها، والذي أماتها يبعثها، والذي بعثها يحشرها، والذي حشرها ينشرها، وهو أعلم بكل أحوالها وأفعالها، فالفرار الفرار إلى الله، ما من أحد تفر منه إلا إلى غيره، إلا الله فإنك تفر منه إليه، تفر من الله إلى الله.

    فيا معاشر المؤمنين! حينما تحل كارثة بأمة من الأمم فإن أول واجباتها الفرار إلى الله جل وعلا، والعودة إليه؛ لأن هذا مقتضى العقيدة، ومقتضى التوكل، ومقتضى الثقة بالله جل وعلا، أول ما يصيب المؤمن من أي فتنة أو بلاء من قليل أو كثير، أول ما يلزمه العودة إلى الله، يعود إلى الله بماذا؟ بتفقد حاله، هل هو عزيز على الله أم ذليل على الله؟ إذا أصابتك مصيبة ينبغي أن تفزع وأن تضرع إلى الله.

    هل أنت مستهين بشرع ربك؟ وعند ذلك إذا عرفت موقعك من ربك بين العز والذل، وبين الكرم والإهانة، إذا عرفت موقعك من هذه المنازل عليك أن تحاسب نفسك حساباً شديداً: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا [آل عمران:165] من أين جاء لنا هذا؟ من أين أصابنا هذا؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165] بل إن رحمة الله ومنة الله وفضل الله وسعة جود الله جل وعلا تجعلنا في نعم ونحن لا نستحقها، لكن: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ [فاطر:45]، وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ [يونس:11] لو حصل لهم هذا ما بقي أحد يدب على الأرض أبداً.

    فيا معاشر المؤمنين: اعلموا أن من أول واجبات أي أمة من الأمم حينما يصيبها أي أمر من الأمور والأقدار أن تفزع إلى الله، وأن تضرع إلى الله، وأول درجات الفزع والضراعة إلى الله أن تعرف موقعها هل هي قريبة أم بعيدة من الله؟ فإن كانت قريبة فلتزدد في القرب درجات، وإن كانت بعيدة فلتتب إلى الله من الخطايا والسيئات، ولتتقرب إلى الله بترك المعاصي والمنكرات، فإن ما عند الله لا يستجلب بمعصيته، وإن ما عند الله لا يستدر بمخالفة أمره، وإن ما عند الله لا يستنزل بارتكاب ما نهى عنه، بل إن ما عند الله يستدر ويستنزل ويطلب ويستجلب بطاعة الله جل وعلا.

    1.   

    قصة أصحاب الغار

    إن التوسل إلى الله يكون بالأعمال الصالحة، وبأسمائه وصفاته، وكثير من البشر يتوسلون إلى الله بالسفر إلى الخارج، ويتوسلون إلى الله بالسهر في الليل، ويتوسلون إلى الله باستعمال نعم الله من بصر وسمع في رؤية وسماع ما حرم ونهى، ويتوسلون إلى الله برؤية الأفلام والمسلسلات، ويتوسلون إلى الله بالسكوت على المنكرات، أم يتوسلون إلى الله بترك الصلوات مع الجماعة في المساجد.

    إن التوسل يكون إلى الله بالأعمال الصالحة، ويكون بالصدقات وبالصيام وبالصلوات وبتقوى الله جل وعلا، وبمراقبتة جل وعلا، وبترك ما نهى الله عنه، وبفعل ما أمر به، عند ذلك يكون التوسل مشروعاً.

    إن الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فانحدرت الصخرة من الجبل، فانطبق الغار عليهم بهذه الصخرة، التفت بعضهم إلى بعض يدفعون هذه الصخرة ومع ذلك لم يستطيعوا أن يدفعوها عنهم، هل عندهم اتصالات لا سلكية حتى يقولوا: أرسلوا لنا النجدة فإن الصخرة أطبقت الغار علينا؟ ليس ذلك عندهم، ولم يفكروا في ذلك، بل قال أعقلهم وأنبلهم: (إنه لن ينجيكم مما أنتم فيه إلا أن تتوسلوا إلى الله بصالح أعمالكم).

    في هذه الكربة وفي هذه المحنة والشدة وفي ظلمة الغار وانطباق بابه وانسداد فوهته، إنه لن ينجيكم إلا أن تتوسلوا إلى الله بصالح أعمالكم، فقال الأول: اللهم إنه كان لي أبوان وكنت لا أغبق قبلهما أحداً، حتى يغتبقان أو يشربان، وإني جئت ذات ليلة والصبية يتضاغون -أي يصيحون من العطش والجوع- فما أردت أن أسقي الصبية قبل والدي، فانتظرت حتى بات الصبية على بكاء وجوع، ولما استيقظ أبواي ولم أشأ أن أوقظهما من نومهما جعلتهما يغتبقان ويشربان فلما شربا ناولت فضلتهما للذرية والولد، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء ما عندك ورغبة فيما عندك ففرج عنا ما نحن فيه، تقرب إلى الله ببره بوالديه، البر بالوالدين من أعظم القربات -يا عباد الله- فما الذي كان؟ انفرجت الصخرة شيئاً قليلاً.

    وجاء الآخر وقال: اللهم إنه كان لي ابنة عم وكنت شغوفاً بها شغف الرجال بالنساء، وكنت أراودها عن نفسها فتأبى، وإنها أصابتها سنة -أي قحط وجدب- ثم جاءت إلي شاكية باكية محتاجة، فقلت: لا أعطيك من المال حتى تمكنيني من نفسك، ثم إنها تحت وطأة الحاجة والجوع والألم قبلت ورضيت أن تمكنه، فلما أعطاها المال، ثم جلس منها أو دنى منها مجلس الرجل في الجماع من زوجته، وأراد أن يبدأ بفعله، قالت: اتق الله، ولا تفضن الخاتم إلا بحقه، فانتفض وقام عنها وهو يقول: اتقيت الله، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك وطلباً فيما عندك، اللهم فرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئاً قليلاً أكبر من ذي قبل، إلا أنهم لا يمكنهم الخروج.

    ثم جاء الثالث وقال: اللهم إني كنت استأجرت أجيراً فذهب ولم يقبض أجرته، ثم إني نميت ماله فتنامى المال بالشاء والنعم والغنم، ثم جاءني ذات يوم يطلب ماله، فقلت له: أترى هذه النعم التي في الوادي؟ قال: نعم. قال: هذه أجرتك، فاذهب وخذها، قال: أتهزأ أو تسخر بي؟ قال: لا والله إنما هي أجرتك نميتها لك، وكل هذا من مالك اذهب فاخذ أجرتك، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاءً فيما عندك وابتغاء وجهك، اللهم فرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا أحياء بعد أن عدوا في عداد الأموات.

    نعم يا عباد الله! يتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، وترفع الأكف بالضراعة إلى الله بالعمل الصالح.

    فيا معاشر المؤمنين إن أول أمر حينما تحل مصيبة بأمة الإسلام أن نضرع إلى الله، وأن نفزع إلى الله، وأن نتقرب إلى الله، الذي خلقنا من العدم فهو قادر على أن ينجينا وينجي أمة الإسلام مما هي فيه.

    1.   

    الدعاء وأثره

    معاشر المؤمنين! ثم ماذا بعد ذلك؟ الدعاء:

    أتهزأ بالدعاء وتزدريه      ولا تدري بما فعل الدعاء

    الدعاء شأنه عظيم، قال صلى الله عليه وسلم: (يرتفع الدعاء وينزل القضاء فيعتلجان في السماء فأيهما غلب على الآخر غلب عليه) ولا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يدفع البلاء إلا الدعاء، ولكن كثيراً من المسلمين تركوا سلاحهم هذا.

    سلاح الدعاء تركناه وراءنا ظهرياً، والبعض لا يرفع يديه ألبتة، وبعضهم يظن أو يرفع يديه وهو موقن أنه لم يسمع، أو موقن أنه لا يأبه بدعائه، لماذا هذا اليأس وهذا القنوط؟ لماذا يا عباد الله؟ وأنتم يا من في هذا المسجد لو وقفتم على باب أحد البشر تسألونه شيئاً استحى أن يرد ألفين أو ثلاثة آلاف خائبين أو أن يرد واحداً منهم، والله لو وقف هذا الجمع على باب واحد من الناس يسألونه أمراً من الأمور أو يستشفعون بين يديه في حاجة من الحوائج، ولو في قود الدماء وإزهاق النفس لعفا قبولاً لشفاعة هذا الجمع، فما بالكم لو رفعتم أيديكم إلى الله الذي هو أجود الأجودين وأكرم الأكرمين يستحي أن يرد عبده خائباً، ويستحي أن يرد يد عبده خاوية أو أن يرده خائباً.

    عباد الله!

    وإذا بليت ببذل وجهك سائلاً      فابذله للمتفرج المفضال

    الله يغضب إن تركت سؤاله      وبني آدم حين يسأل يغضب

    لا تسألن بني آدم حاجة      وسل الذي أبوابه لا تحجب

    من يسأل الناس يحرموه      وسائل الله لا يخيب

    يا معاشر المؤمنين: والله إن عندنا سلاحاً من أقوى الأسلحة ما جربناه وما استعملناه، ألا وهو الدعاء، فيا للأسف! ويا للمصيبة! أن يكون أعداؤنا الكفار يثقون بربهم في باب الدعاء أعظم من ثقة المسلمين بربهم.

    أقول لكم أمراً من الأمور: في بلد من البلدان وليست بعيدة جماعة من النصارى أصابهم قحط وجدب فاجتمعوا وجمعوا نساءهم وأطفالهم وصبيانهم ودخلوا الكنائس، ثم أخذوا يدعون ربهم أن ينزل عليهم الماء، فما خرجوا إلا وقد سقوا الماء، نصارى كفار يسألون الله الغيث فيغيثهم.

    نعم. إن رحمة الله واسعة ولولا أن رحمته واسعة ما جعل الكافر حياً على الأرض، وما جعل للكافر عيناً ولا سمعاً ولا رجلاً ولا يداً، لكنه سبحانه سنته ماضية: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] أي: مضطر ولو كان كافراً حينما يلجأ إلى الله فإن الله يجيبه، فهل نحن معاشر المسلمين معاشر المؤمنين الموحدين! هل لجأنا إلى الله لجوء الاضطرار؟ هل فزعنا إلى الله فزع المحتاج؟ الذي يعلم أن السبل إذا انقطعت به ليس له سبيل إلا سبيلاً وحبلاً بينه وبين ربه، وهذا قليل في المسلمين هداهم الله.

    واعلموا -أيضاً- أن قائداً نصرانياً كان يرسل فرقة عسكرية وقبل أن يرسلها طلب من البابوات والرهبان والقسس أن يجمعوا الناس في الكنائس وأن يدعوا الرب لهذه الفرقة العسكرية المقاتلة، هذا ثقة أعداء الإسلام بربهم، هذه ثقة أمم كافرة بربها، فما حد ثقتكم أنتم بالله جل وعلا؟! إذا كان الدولار مكتوب عليه كلمة إنجليزية معناها نحن نثق بالله، فاعلموا يا معاشر المؤمنين! أن حاجتنا إلى الثقة والفزع والقرب واللجوء، والاضطرار إلى الله أحوج من أولئك الكفار، فيا معاشر المؤمنين! أين حظنا من هذا؟! أين حظنا من الله جل وعلا؟!

    يوم أن غزا نابليون مصر ماذا حصل؟ قام العلماء بجمع الناس في الأزهر وفي المساجد، وجمعوا طلبة العلم وحفظة القرآن حتى من الصبيان الصغار، وقالوا لهم: اقرءوا القرآن واقرءوا صحيح البخاري، وادعوا الله وتضرعوا حتى انقلبت المصيبة على ذلك الغازي الفاجر ورده الله مهزوماً.

    يا معاشر المؤمنين: الدعاء سلاح معطل، الدعاء في الوتر، والدعاء في الفجر، والدعاء في القنوت، وفي السجود، وفي كل الأحوال، لماذا نعطل سلاحنا؟! هل بلغ بنا الهوان إلى حد نجد معنا سلاحاً ثم نعجز أن نرفعه ونحمله؟! هل بلغ بنا الهوان أن نجد في قلوبنا دعاء فلا نرفع أيدينا لنتلفظ به؟! هذه مصيبة عظيمة، أسأل الله ألا نكون من الذين قال الله فيهم: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67] ولا حول ولا قوة إلا بالله!

    إن كفار قريش، وكفار الأمم السالفة كانوا يعرفون صدق اللجوء إلى الله جل وعلا، يقول الله سبحانه: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ [العنكبوت:65] دلت أنهم لما دعوا الله مخلصين نجاهم من أمواج البحر المتلاطمة: (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65] مع ذلك استجاب الله فزعهم ولجوءهم واضطرارهم، فهل تفزعون إلى الله؟

    هل تلجئون إلى الله؟

    هل تدعون الله دعوة المضطر؟!

    أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62].. وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي [غافر:60] الله الذي خلقكم يقول لكم: ادعوني، وأنتم تقولون: لا. مستحيل! نستحي ندعوك يا رب؟ لا نستطيع أن ندعو، إذا كان الكفار دعوه فأجابهم، أفلا تدعون أنتم يا معاشر المسلمين؟ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي [غافر:60] فدل على أن من ترك الدعاء خشية أن يكون قد تركه كبراً والعياذ بالله: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60].

    ويقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] لكن أين من يدعو؟

    عطايانا سحائب مرسلات      ولكن ما وجدنا السائلين

    وكل طريقنا نور ونور      ولكن ما رأينا السالكين

    عجباً للخلق والعباد في هذا الزمان.

    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    بماذا يدفع البلاء؟

    الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

    اللهم يا من بيده مقاليد السموات والأرض، اللهم يا من الأرض يوم القيامة في قبضته، والسموات مطويات بيمينه، اللهم يا من وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما، اللهم يا من لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، اللهم يا من يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، اللهم يا فرج المكروبين، اللهم يا نصير المستضعفين، اللهم يا إله الأولين والآخرين، نسألك اللهم أن تدفع البلاء عن أمة المؤمنين، اللهم إنا نسألك ونحن نثق أن مقاليد الأمر بيدك، وأن نواصي العباد بيدك، وأن قلوب العباد بيدك، وأن الأمر إليك أولاً وآخراً، يا من تعز من تشاء وتذل من تشاء، يا من تخفض وتبسط، يا من ترزق وتمنع، يا ربنا يا خالقنا يا مولانا، يا من خلقتنا من العدم، يا من أوجدتنا من العدم وخلقتنا نطفاً ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة، ثم إلى هذا الوجود بأمرك خرجنا، وترعرعنا على ما رزقتنا، اللهم إنا خلق من خلقك وعبيد من عبيدك، نسألك اللهم أن تحمي حوزة الدين، اللهم احم حوزة الدين، اللهم احم الشريعة والكتاب والسنة، اللهم احم حوزة الدين، اللهم إنا نسألك أن تديم هذا الدين على قلوبنا رأفة ونعمة، اللهم اجعلنا جنوداً لدينك وأنصاراً لكلمتك وجنوداً لرايتك، اللهم احفظنا بلا إله إلا الله، اللهم إنك تعلم وفي علمك أن تزول السماوات والأرض أهون عليك من أن يسفك دم مسلم، اللهم لا تعذبنا وأنت بنا راحم، اللهم لا تعذبنا وأنت علينا قادر، اللهم لا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله عدد ما مشى بين الأراضين ودرج، والحمد لله أولاً وآخراً، والحمد لله الذي بيده مفاتيح الفرج، ربنا إليك لجأنا ربنا إليك فزعنا، وعند بابك أنخنا، اللهم لا تسلمنا، اللهم احفظنا، اللهم اكلأنا برعايتك واحفظنا بحفظك يا رب العالمين يا أرحم الراحمين.

    اللهم إنا نسألك بمنك وجودك وكرمك وفضلك؛ أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، وأنت على كل شيء قدير، لا يكون في هذا الكون أمر إلا بعلمك وقدرتك ومشيئتك، نسألك اللهم أن تحفظ أعراض المؤمنين والمؤمنات، اللهم احفظ أعراض المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.

    معاشر المؤمنين! تقربوا إلى الله بالبكاء بين يديه، تقربوا إلى الله باللجوء إليه، تقربوا إلى الله بالصدقات وترك المنكرات، يقول الله جل وعلا: فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنعام:43] إن من العباد من لا يزال في غفلته، وإن من الشباب من لا يزال في ضلالته، وإن من الناس من لا يزال في لهوه.

    عباد الله! نحن نرى المصائب تحل بالمسلمين تترا وما منا من أخرج اللهو عن بيته، والغناء عن بيته، والفساد عن بيته، يا عباد الله! ألا نخشى أن نكون من الذين قال الله فيهم: فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس:88] أو من الذين قال الله فيهم: وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ [يونس:101].

    لا حول ولا قوة إلا بالله! إن من رأى ما يحل بالمسلمين حوله ولا يزال في غفلته وفي ضلالته، فذلك دليل على موت بصيرته وعلى هلاك قلبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    معاشر المؤمنين: يقول صلى الله عليه وسلم: (لئن تزول السماء والأرض أهون عند الله من أن يراق أو يسفك دم مسلم) ولكن من هو هذا المسلم؛ أهو الذي يملأ سهره بالعبث ونهاره بترك الصلوات، وتجارته بالربا والمحرمات؟ أم ذلك المسلم الذي يتقرب إلى الله بالطاعات؟

    أيها المسلم! قيمتك عند الله غالية: لئن تزول السماء والأرض أهون عند الله من أن يراق دمك، إذاً فارفع يدك إلى الله والجأ إلى الله، واعلموا يا معاشر المؤمنين! أن الصدقة وإطعام الطعام وإفشاء السلام وتصفية القلوب من الضغائن والإحن والحسد والعداوات، من أعظم الأمور التي يدفع بها البلاء، يقول الله جل وعلا في وصف المؤمنين: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان:8] ويقول سبحانه في بيان شأن أولئك الذين دخلوا النار قالوا: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ [المدثر:42-45].

    ويقول تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [الماعون:1-3] فأطعموا المساكين وتصدقوا وصوموا وتوبوا، ومن الليل قوموا وتهجدوا، واسألوا الله أن يرفع البلاء عن الأمة، فوالله ثم والله لو اجتمعت قوى الأرض وكان بعضها لبعض ظهيراً ما استطاعت أن ترد من قدر الله أمراً، إلا الدعاء فإنه بفضل من الله وبرحمة ومنة من الله فإن الله بقدره يجعل الدعاء قدراً يدفع هذا القدر النازل بالبلاء، فادعوا الله وتضرعوا واحرصوا على تفريج كربات المسلمين، وإياكم والشماتة بأحوال المسلمين.

    معاشر الشباب! معاشر الرجال! معاشر الآباء والإخوان! لا بد لكل مسلم أن يكون له دور ومجهود في هذا الأمر، فينبغي لكل شاب ولكل رجل وليست هذه مسئولية من يعد نفسه ملتزماً أو متديناً وأن من ليس كذلك معفىً عن المسئولية، إننا نبدأ الحليق والمسبل بهذه المسئولية قبل الملتحي والمتدين، أقول للأول: عد إلى الله وأنت من جنود الله ومن أنصار دين الله، بادر بخدمة المسلمين وتفقد أحوالهم، وعليك بالصدقة والدعاء فإن الله جل وعلا يجعل لهذا أثراً، ولا يكون الكفار أفضل منكم يا عباد الله، الله جل وعلا يقول: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [الأنفال:73].

    يوم أن بدأ سور برلين يهدم ثم بدأ الناس يتسللون منه وقف الألمان الغربيون على أبواب الطرقات وأفواه السكك يقفون بالملابس والأطعمة والأشربة والأموال يعطونها الذين يهاجرون من ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية، فأنتم يا معاشر المؤمنين! تفعلون ذلك لوجه الله، ابذلوه لإخوانكم، وقفوا مع المسلمين في مصائبهم وفي نكباتهم، واعلموا أن لهذه البلاد -أسأل الله ألا يكلها إلى نفسها وألا يكلها إلى جهودها وألا يكلها إلى ما عندها- لهذه المملكة ولله الحمد والمنة، دور طيب في إطعام الطعام وأعمال الإغاثة، نسأل الله جل وعلا أن يجعلها سبباً لدفع البلاء عن المسلمين.

    يا شباب الأمة! يا رجال الأمة! إياكم والترف فإنه مصيبة وهو سبب البلاء الهوان، يقول الله جل وعلا: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء:16] إياكم والترف والإسراف في الولائم وفي المناسبات، فإن من أسرف وجاوز حده في الطغيان في أي أمر من الأمور كان حرياً بالعقوبة والعقوبات إذا نزلت تعم، نسأل الله أن يدفع البلاء عن المسلمين.

    ما رأيكم -يا عباد الله- لو أن المسلمين اقتصدوا في مناسباتهم وأفراحهم وولائمهم وجميع أعمالهم، وما زاد من ذلك يدفع صدقة لله، ولوجه الله جل وعلا، فإننا والله ندفع عن أنفسنا بلاءً عظيماً.

    ثم اعلموا يا عباد الله! أن ليس لكم إلا الله، وليس لكم مفر ولا منجى ولا ملجأ إلا إلى الله وحده، فثقوا بالله ثقة حقيقة، ولا تعلقوا آمالكم بشرق أو غرب، بل علقوا ثقتكم بالله، واسألوا الله جل وعلا أن يسخر لكم من هو فوقكم ومن هو دونكم، نسأل الله أن يسخر لنا من هم أقوى منا ومن هم دوننا، وليس هناك أحد أقوى منا إذا كنا آمنا بالله حق الإيمان واليقين.

    فيا معاشر المؤمنين! عليكم بالثقة بالله والتوكل على الله، والفزع إلى الله، إن من الشباب هداهم الله من يتتبعون أموراً حينما يحدث في الكون ما يحدث يسألون: ماذا فعل أولئك؟ وماذا قدم أولئك؟ لا. ينبغي أن تكون ثقتنا بالله، وضراعتنا إلى الله، وفزعنا إلى الله، وعند ذلك -يا معاشر المؤمنين- لن نكون عند الله في حظ من الهوان، بل إن الله جل وعلا لن يخيبنا.

    1.   

    إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم

    وإني أرجوكم وأطلب منكم من هذا المقام أن تتبعوا كبار السن من العجائز والشيوخ وأن تخصوا بالصدقات المحتاج منهم، ومن ليس محتاجاً، ابحثوا عنهم وتتبعوهم في منازلهم وقولوا لهم: اسألوا الله أن يحمي حوزة الدين.

    ابحثوا عن الناس في بيوتهم، ابحثوا عن العجائز والشيوخ، ليس في هذه المدينة فحسب، بل في القرى والحواضر والبوادي، رب عجائز هم أفضل عند الله من خلق كثير، رب شيوخ هم أفضل عند الله من أمم كثيرة، فتتبعوا الناس الذين تعرفون فيهم الصلاح، واسألوا إن كنتم لا تعرفون، هل تعرفون أناساً منقطعين للعبادة من كبار السن من الصالحين والصالحات، من القانتين والقانتات، من العابدين والعابدات؟ تتبعوهم في مختلف مدن المملكة واطرقوا عليهم الأبواب، وقبلوا رءوسهم وما بين أعينهم، وإن كانوا محتاجين فتصدقوا عليهم، واطلبوا منهم أن يسألوا الله للإسلام والمسلمين وأن يحفظ هذا الدين، وأن يحمي حوزة الدين، وأن يحفظ أعراض المؤمنين، اطلبوا منهم ذلك فإن الله لن يخيبنا ولن يخيبهم، وربما أجيب دعاء بعضنا ببركة بعض.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم كما جعلت هذه البلاد آمنة مطمئنة وهي الآن تعيش في طمأنينة قال تعالى: أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً [القصص:57] وما حولها في تخطف وهلاك، نسأل الله أن يديم الطمأنينة علينا وألا يَجرُؤ الأعداء علينا، وأن يرفع البلاء عن جيراننا وعن إخواننا، اللهم انصر المسلمين، اللهم ارحم المستضعفين، وأجب دعاء المؤمنين، اللهم لا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، لا حول ولا قوة لنا إلا بك.

    نسألك اللهم أن تنصر المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان، اللهم انصر المؤمنين في كل مكان، اللهم انصر إخواننا المؤمنين، اللهم أهلك الكفار والمجرمين، اللهم عليك بمن أرادوا بالمسلمين سوءاً، نسألك اللهم أن تفرق شملهم وأن تشتت جمعهم، اللهم أرسل عليهم ريحاً كريح عاد وثمود، اللهم إنا نسألك يا من لا يرد أمره شيء، نسألك اللهم أن تعجل البلاء بالفجرة والمجرمين، اللهم اجعل الفرقة والخلاف في دورهم وفي بيوتهم وفي بلدانهم وفي مدنهم وفي أنفسهم، اللهم اضربهم بالرعب، اللهم اضربهم بالفزع، اللهم اضربهم بالهلاك، اللهم خرب بيوتهم بأيديهم، اللهم كما خرب اليهود بيوتهم بأيديهم في زمن نبيك نسألك اللهم أن تسلط على هؤلاء بلاءً يجعلهم يدمرون بيوتهم بأنفسهم، وأن تخرج المؤمنين الصالحين المتقين من بينهم سالمين يا رب العالمين.

    اللهم عليك بالفجرة الذين يريدون العدوان على أراضي المسلمين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، اللهم اجعلهم صرعى ومجانين، اللهم إن زرع الباطل قد نمى ودنا حصاده؛ اللهم هيئ له يداً من الحق حاصدة تستأصل شروره وتجتث جذوره.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768031461