أما بعد:
فهذا هو اللقاء الرابع والستون بعد المائة من اللقاءات التي تسمى (لقاء الباب المفتوح) والتي تتم في كل يوم خميس، وهذا الخميس هو العاشر من شهر جمادى الأولى عام (1418هـ) وبه نفتتح اللقاءات هذا العام، بعد انقطاع اللقاءات في أيام الإجازة.
وبما أن هذا هو وقت ابتداء تلقي المتعلمين علومهم فإنه ينبغي أن نتكلم عما يتعلق بهذا الموضوع.
فنقول: لا شك أن طلب العلم الشرعي من أفضل الأعمال الصالحة، بل هو معادلٌ للجهاد في سبيل الله، كما قال الله تبارك وتعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة:122] فبين الله عز وجل أن المؤمنين لا يمكن أن ينفروا جميعاً للجهاد في سبيل الله؛ لأن ذلك يؤدي إلى تعطل المنافع الأخرى التي لا بد للإسلام من القيام بها، وبهذا نعرف أن الجهاد لا يمكن أن يكون فرض عين على كل واحدٍ من المسلمين، كما ادعاه بعض المعاصرين الذين يقولون: إن الجهاد فرض عين على كل مسلم، وهذا خطأ مخالفٌ للقرآن؛ لأن الله قال: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً [التوبة:122] أي: لا يمكن هذا، ثم أرشد أن ينفر بعضهم ويقعد بعضهم ليتفقه القاعدون في دين الله وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لكن الجهاد يكون فرض عين في مسائل معينة خاصة.
فطلب العلم الشرعي لا شك أنه معادل للجهاد في سبيل الله.
واختلف العلماء أيهما أفضل: العلم أو الجهاد؟
ولا شك أن منفعة العلم أعم من منفعة الجهاد؛ لأن منفعة الجهاد إذا تحققت فإنما هي في جزءٍ معين من الأرض، لكن العلم ينتفع به كل الناس، فالعلم من حيث المنفعة هو أفضل من الجهاد، لكن مع ذلك قد نقول لبعض الناس: الجهاد في حقهم أفضل، ونقول لآخرين: العلم في حقهم أفضل، ويظهر هذا بالمثال: فإذا كان هناك رجل شجاع قوي عالمٌ بأساليب الحرب، ولكنه في طلب العلم رديء الحفظ صعب عليه والفهم قليل، فهذا نقول: الجهاد في حقه أفضل لأنه أنفع.
وآخر ليس بذاك في الشجاعة ومعرفة أساليب الحرب، لكنه قوي في الحفظ، قوي في الفهم، قوي في الحجة، قوي في الإقناع، فهذا نقول: طلب العلم في حقه أفضل.
إذاً.. الخطوط التي نفهمها الآن: طلب العلم معادل للجهاد في سبيل الله.
أيهما أفضل؟
يختلف هذا باختلاف الناس، فبعض الناس نقول له: الجهاد في حقك أفضل، وبعض الناس نقول له: العلم في حقك أفضل، حسب ما يقتضيه الحال.
الأول: أن ينوي بذلك التقرب إلى الله، وأنه ما من سطرٍ يقرؤه حفظاً أو فهماً إلا وهو يقربه إلى الله عز وجل، حتى تكون مراجعته للكتب ومباحثته مع أصحابه وتأمله في نفسه، تكون عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل.
ثانياً: أن ينوي بطلب العلم حفظ شريعة الإسلام.
لأن حفظ الشريعة يكون إما بالكتب وإما بالرجال؛ لأن العلم إما مكتوب وإما محفوظ، فينوي بطلب العلم حفظ الشريعة؛ لأن الشريعة لا تحفظ إلا برجالها.
الأمر الثالث: أن ينوي حماية الشريعة والدفاع عنها.
لأن الشريعة لها أعداء؛ أعداء باسم الإسلام، وأعداء باسم الكفر، فمن أعدائها باسم الإسلام: أصحاب البدع؛ لأنهم يدعون إلى بدعهم باسم الإسلام، ويرون أن ما هم عليه هو الإسلام، وربما يضللون غيرهم ويقولون: إن هؤلاء ضالون؛ إما فاسقون وإما كافرون، فيجب أن نحمي الشريعة من هؤلاء وبدعهم، وهذا لا يمكن إلا بالعلم: أولاً العلم بالسنة، وثانياً: العلم بهذه البدعة وشبهاتها، لا بد أن نعلم هذه البدع وشبهاتها وعلى أي شيء ركبت، حتى نتمكن من الرد عليها، إذ لا يمكن أن ترد على شيءٍ وأنت لا تدري ما هو.
ولهذا لو أن رجلاً أتى إلى مكتبة مملوءة بكتب أهل السنة ، وصار يقرر البدعة في هذه المكتبة وليس عنده أحدٌ يعلم كيف يرد عليه، فهل تنفع هذه الكتب؟ لا تنفع، لا يمكن عنده أي كتاب أن يقفز ليرد عليه، لكن لو كان هناك عالم بالسنة لأمكن أن يرد على هذا ويدحر حجته.
إذاً.. فهيأ نفسك الآن أيها الطالب لتكون بطلاً في رد الباطل.
هناك أناس لا ينتسبون إلى الإسلام، أعداء للإسلام ولا ينتسبون إلى الإسلام.
أيضاً نحتاج إلى فهم ما هم عليه من الباطل والرد عليهم، كل هذا داخل في إخلاص النية لله عز وجل أن ينوي الإنسان الدفاع عن شريعة الله بهذه الأمور وبغيرها أيضاً من الأساليب الأخرى التي لا تحضرنا الآن.
أيضاً: لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك، لا بد من هذا، ومن لم يكن كذلك فإن علمه وبال عليه، أعاذنا الله وإياكم من هذا.
اللهم لا تجعل ما علمنا علينا وبالاً، انتبه عليك مسئولية أمام الله عز وجل، الجاهل قد يعذر بجهله لكن العالم بأي شيء يعذر؟! لا بد أن يظهر عليك أثر العلم في العبادة من خشية الله ومراقبته والتعلق به والاستعانة به والتعبد له بكثرة الطاعات، العلماء الذين هم أئمة في العلم نسمع من أخبارهم أنهم أهل عبادة.. أهل تهجد في الليل.. أهل تسبيح دائماً.. أهل قراءة قرآن، ففتش عن نفسك هل أنت بهذه المثابة أم لا؟
إننا نرى الآن جحافل كثيرة تدخل الكليات والمعاهد والمدارس لا نرى عليهم أثراً في طلب العلم، إننا نرى الطلاب أنفسهم يتقابلون وهم في فصلٍ واحد لا يسلم بعضهم على بعض، نجدهم أيضاً لا يسلمون على العامة، هل هذا من خلق المسلم فضلاً عن خلق طالب العلم؟!!
الجواب: لا، وإذا كنتم تقولون: لا، فاعلموا أنها ستشهد عليكم جوارحكم يوم القيامة إذا لم تطبقوا، الآن يمر الإنسان بأخيه لا يسلم عليه وليس بينه وبينه إلا متر أو أقل.. لماذا؟
أليس كل تسليمة فيها عشر حسنات؟!! لو أن الإنسان يعطى درهماً واحداً على التسليمة لوجدته يسلم حتى في غير موضع التسليم لينال هذا الدرهم، فكيف لا يسلم في موضع التسليم لينال عشر حسنات تكون باقية ويزداد إيمانه ويحصل المحبة بينه وبين أخيه، ولقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).
أين نحن من هذه النصائح ونحن طلبة علم نعرفها؟!! كيف لا ننفذها؟!! سيكون هذا الحديث وغيره من أدلة الكتاب والسنة حجة علينا إذا لم نقم بما يدل عليه من التوجيه والإرشاد.
لا، إذاً.. إذا رأيت أخاك قد منَّ الله عليه بتميز في الحفظ أو الفهم أو الحرص فقل: اللهم كما أنعمت عليه فأنعم عليَّ، ألسنا نقول في التشهد: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) أي: كما مننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم بالصلاة عليهم فمنَّ على محمد وآله.
فهكذا خلق طالب العلم يجب أن يكون متخلياً عن الحسد قليله وكثيره.
الجواب: على كل حال قال الله عز وجل: وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:6] وأرى أن تذهب إلى القاضي وتأخذ ولاية شرعية إن كان ما عندك شيء، وتقول للقاضي: افرض لي شهرياً نسبة من المال، حتى لا يلحقك ضرر بعد ذلك، أخشى إذا كبروا قاموا يطالبونك: أين أموالنا؟ فخذ ولاية شرعية من القاضي واجعله يفرض لك أجرة شهرية أو بالنسبة.
الجواب: أرى أن القصة إذا كانت تعالج مشاكل ولم تنسب لشخصٍ معين، حتى نقول: إنها كذب، أنه لا بأس بها؛ لأنها ضرب لمثال للاعتبار ليس به بأس.
الجواب: إذا كان رئيسك كافراً وحضر قبلك، فإذا دخلت عليه فعليك أن تقول: صباح الخير فقط، وصباح الخير تقولها لنفسك وإخوانك المسلمين، لا تنويها له، أو تقول: السلام بدون أن تقول: عليكم، وتنوي السلام عليك أنت وعلى عباد الله الصالحين، وبهذا يحصل المقصود إن شاء الله بدون ضرر.
الجواب: لا يجوز لولي أمر الصغار الذين يحدثون إزعاجاً للمصلين أو إفساداً في المسجد أن يصطحبهم، إلا أن يحميهم حماية تامة، وإذا قدر أنهم يأتون بدون إبلاغ ولي أمرهم، فإن الواجب على الإمام أو على المسئولين في المسجد أن ينبهوا ولي أمرهم حتى يمنعهم.
والذين يستشهدون باصطحاب الحسن والحسين، فنقول لهم: ما حصل منهم أذية، نحن نتكلم عن الذين يحصل منهم أذية على المصلين أو على المسجد، أما إذا لم يكن أذية فتعويد الصبيان الحضور إلى المساجد لا شك أنه خير.
الجواب: نرى أن العمليات الانتحارية التي يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرام، بل هي من كبائر الذنوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن من قتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم، ولم يستثن شيئاً بل هو عام، ولأن الجهاد في سبيل الله المقصود به حماية الإسلام والمسلمين، وهذا المنتحر يدمر نفسه ويفقد بانتحاره عضواً من أعضاء المسلمين، ثم إنه يسبب ضرراً على الآخرين، لأن العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أمماً إذا أمكن، ولأنه يحصل من التضييق على المسلمين بسبب هذا الانتحار الجزئي الذي قد يقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، يحصل ضرر عظيم، كما هو الواقع الآن بالنسبة للفلسطينيين مع اليهود.
وقول من يقول: إن هذا جائز ليس مبنياً على أصل، إنما هو مبني على رأي فاسد في الواقع، لأن النتيجة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا، ولا حجة لهم في قصة البراء بن مالك -رضي الله عنه- في غزوة اليمامة حيث أمر أصحابه أن يلقوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب، فإن قصة البراء ليس فيها هلاك (100%) ولهذا نجا وفتح الباب ودخل الناس، فليس فيها حجة.
بقي أن يقال: ماذا نقول في هؤلاء المعينين الذين أقدموا على هذا الفعل؟
نقول: هؤلاء متأولون، أو مقتدون بهؤلاء الذين أفتوهم بغير علم، ولا يلحقهم العقاب الذي أشرنا إليه؛ لأنهم كما قلت لك: متأولون أو مقتدون بهذه الفتوى، والإثم في الفتوى المخالفة للشريعة على من أفتى.
الجواب: الذي نعلمه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل المعراج في الصباح والمساء بكرة وعشياً، وكيف كان يصلي؟ الله أعلم.
ولا شك أنه كان يصلي إما باجتهاد أو بوحي، إن كان بوحي فهو منسوخ، وإن كان باجتهاد فقد تبين الشرع.
الجواب: أموال اليتامى عليها زكاة، إذا كانت من الأموال الزكوية.
الجواب: زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه وسلم يرى بعض العلماء أنها ليست زيارة؛ لأن بيننا وبين قبر الرسول ثلاثة جدر، وزيارة الميت: هي التي يقف الإنسان فيها على قبره، وعلى هذا فلا تعتبر زيارة، وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما أعلم في قوله: إن المقبرة المحجر عليها أو التي بينك وبينها جدار لا يعتبر زيارتك لها زيارة من وراء الجدار، وبهذا أجاب بعض أهل العلم عن قول الفقهاء رحمهم الله: تسن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى للنساء، قالوا: إن هذه ليست زيارة حقيقية؛ لأن بين الواقف خارج الحجرة وبين القبر ثلاثة جدر.
أما عرفاً فإنها تسمى زيارة بلا شك، ويقال: المرأة زارت قبر النبي، لهذا نرى أن من الاحتياط ألا تزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكتفي بالسلام عليه ولو من بعد؛ لأن الله تعالى قد وكل ملائكة كراماً أمناء يتلقون السلام من الأمة يبلغونه الرسول عليه الصلاة والسلام.
أما زيارة المرأة للمقابر الأخرى فهي حرام، بل من كبائر الذنوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم (لعن زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج) إلا إذا مرت بالمقبرة ووقفت أمام القبور ودعت فلا بأس؛ لأن هذه لم تخرج من بيتها للزيارة فلا تدخل في الحديث.
الجواب: الذي أرى أنه إذا نسخ الإنسان لنفسه فقط لا لتجارة فلا بأس؛ لأن هذا لا يضر، أما الذي ينسخها للتجارة ويوزعها فهذا عدوان، هذا يشبه بيع المسلم على بيع أخيه، وبيع المسلم على بيع أخيه حرام.
الجواب: يرد عليهم بنفس الحديث: (من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه) أتظن أحداً يقول: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ولا يعبد الله؟! لأن معنى لا إله إلا الله أي: لا معبود بحق إلا الله، فهل يمكن أن يكون الرجل يقول: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ولا يصلي، وهو يعلم أن ترك الصلاة كفر؟!! هذا لا يمكن، فالحديث يرد عليهم، وإلا لكان المنافقون ما دخلوا النار؛ لأنهم يقولون: لا إله إلا الله، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قيده بهذا فإنا نقول: لا يمكن لإنسان يقول: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه إلا ويصلي.
الجواب: أرى أنه لا بأس أن تودع دراهمك في هذا البنك، ولا سيما أن له لجنة شرعية تطلع على أعماله، لكن ما شككت فيه فالورع أن تتصدق به، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثيرٌ من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) فما دمت محتاجاً إلى أن تضع فلوسك في هذا البنك فضعها، وإذا أتاك الربح فالورع أن تتصدق بما ترى أنه من الفوائد الربوية.
الجواب: الكافر ادع الله له لا تدع الله عليه، قل: اللهم اهده؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أعيان قومٍ من المشركين فنهي عن ذلك، قل: اللهم اهده، والله قادر أن يهديهم كما هو قادر على أن يعاقبه، وهدايته خير لنا من عدم هدايته، فادع الله له بالهداية، لكن لا تدعو الله له بالرحمة لو مات؛ لأنه يحرم على الإنسان أن يدعو لكافرٍ بالرحمة أو بالمغفرة إذا مات، بل من دعا لكافرٍ مات على الكفر برحمة أو مغفرة فقد خالف في هذا سبيل النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ لأن الله قال: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113] ثم أجاب الله تعالى عن استغفار إبراهيم لأبيه، فقال: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة:114].
ولا يجوز أن تدعو عليهم، إلا إذا بارزوا بالكفر وعارضوا المسلمين فنعم، لكن أن تدعو عليهم بشيء يضرهم في الدنيا ليس بشيء يضرهم في الآخرة، تقول: الله يلعنهم مثلاً لا، في الدنيا لا بأس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا على قريش حين آذوه، فقال: (اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) فأصيبوا بالجدب والقحط.
الجواب: إذا ثبت أن المزرعتين كانتا ملكاً للمتوفى فلهما نصيبهما، لهما الثمن جميعاً؛ لأن حق الزوجة من الميراث لا يسقط إذا تزوجت.
الشيخ: وأين أنتم؟
السائل: في الرياض .
الشيخ: يدخل الوقت الساعة الثالثة وخمس وعشرين.
السائل: تخرج من الفصول الساعة الثالثة وخمس وعشرين، والوقت يكون دخل الساعة الثالثة أو أقل.
الشيخ: لا ما يدخل الساعة ثلاثة في الرياض.
السائل: في الشتاء يحصل يا شيخ
الشيخ: المهم أنكم تصلون بعد دخول الوقت.
السائل: بعد دخول الوقت نخرج من الفصول جميعاً نحو أربعمائة طالب، وبعض الطلاب يخرج من الفصول يستأذن من المدرس ويخرج من الفصل يؤدونها جماعة في غير الوقت الذي حدده المركز لخروج الطالب، فهل فعلهم هذا جائز أنهم يخرجون يصلون بغير استئذان من المدرس.
الشيخ: في المساجد؟
السائل: لا يستأذنون من المدرس ..
الشيخ: يصلون في المساجد يعني؟
السائل: في المسجد حق المركز، يخرجون جماعة في كل مسجد فيه نحو ست جماعات أو سبع، والجماعة الرسمية لم تصل؟
الجواب: هذه بارك الله فيك يستدعي الجواب عليها أن يأتينا كتاب من مدير المركز حتى نبين له.
السائل: مدير المركز كافر..
الشيخ: كافر!!
السائل: إيه.
الشيخ: هذا لا يمكن؛ لأنه لو قلت: إن هذا حرام مثلاً، وإن تأخير الصلاة لكثرة الجماعة والاتفاق أفضل، أي: هؤلاء يريدون أن يتعجلوا في أول الوقت هذا طيب، لكن إذا كان في تأخيرهم لآخر الوقت مصالح وهي:
أولاً: عدم الشذوذ.
والثاني: كثرة الجمع، فهو أفضل.
السائل: خروجهم ليس للمحافظة على الوقت
الشيخ: الوقت لا ينتهي بهذا، وقت العصر إلى أن يبقى على الغروب نصف الساعة تقريباً، ولا أرى خروجهم من الفصول؛ بل أرى أنهم يبقون ويصلون مع إخوانهم ويدعون الشذوذ ويقومون بالحصة الواجبة عليهم، لأن الحصة هذه واجبة عليهم.
الجواب: سلم على من تظن أنه مسلمٌ، فمثلاً: إذا كانت العمالة في هذه الشركة أكثرها مسلمون فسلم، وإذا كان أكثرها كفاراً فلا تسلم، لكن بعض العلماء يقول: إنك إذا قلت: صباح الخير، أو مرحباً بفلان، فهذا ليس بسلام؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا تبدءوهم بالسلام) والسلام دعاء، بخلاف مرحباً بفلان، أهلاً بفلان، فهذا تحية ولكنه ليس سلاماً، فإذا خفت أن يكون مسلماً ويقع في نفسه شيء، فقل له: مرحباً بفلان، وحينئذٍ لا تقع في المعصية، حتى لو تبين أنه كافر، لكن هل تقول: هل أنت مسلم أسلم عليك، أم كافر فلا أسلم؟
لا فهذا غلط.
الجواب: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة:22] لا تواد الكافر، ألم تعلم أن إبراهيم وقومه قالوا لقومهم: إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4] المسألة ليست هينة، ما يقع في قلبك مودة لهم.
أما مداراتهم مع كراهتك في قلبك فهذا شيء آخر، أما أن تودهم وتداهنهم وتفهمهم أنهم على دين وأنه لا حرج عليهم إذا استمروا فيما هم عليه، فهذا عين المحرم.
الجواب: قول الرسول عليه الصلاة والسلام عن الوضوء بماء البحر: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) يشمل كل ميتات الماء، كل شيء لا يعيش إلا في الماء فميتته طاهرة، هذا الظاهر، سواء كان في بركة أو في نهر أو في غدير أو في غير ذلك، كل شيء يعيش في الماء فإن ميتته طاهرة.
السائل: البرمائية؟
الشيخ: أما الذي يعيش في البر والبحر فلا بد من ذكاته.
الجواب: هل الذي يقرأ الكفر وآراء الكفار يعتبر كافراً؟!! لا يعتبر، في القرآن: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ [الفرقان:4] هذه نظريتهم ألسنا نقرؤها في الصلاة وأنت تتعبد الله بقراءتها.
فمعرفة نظرية الكفار إذا لم يؤمن بها الإنسان إذا كانت مخالفة للشريعة ليس به بأس، فنقول لهذا الرجل: جزاك الله خيراً أنت محسن لكن لا تمنع إخوانك من الدراسة، دعهم يدرسون ينفعون أنفسهم وينفعون غيرهم إذا خرجوا، الآن يا إخواننا هل يمكن لأحد مهما بلغ علمه أن ينال تدريساً في جامعة أو في مدرسة إلا بشهادة؟ لا يمكن، وإذا كان لا يمكن، فكيف نصل إلى تدريس الناس؟ كيف نصل إلى أن نوجه الناس للخير؟ إلا بالشهادة، ولذلك من طلب العلم للشهادة لأجل أن يتوصل إلى أمور قيادية من تعليمٍ أو غيره فإن نيته سليمة، ما فيها دخن.
لكن دعنا نقرأها وننظر ما هي، ونعرف الباطل لنرده، ثم نحن لم ندخل المدرسة من أجل أن نقرأ نظريات عاد، إنما دخلنا لأجل أن نقرأ القرآن والحديث والتوحيد والفقه.
الجواب: لا يجوز من أجل التسوية، والناس إذا عرفوا أثر العملية عذروه، هذا بالنسبة للناس، أما بالنسبة للرب عز وجل فهو عالم، فيبقيها، وإن شاء الله هذا الذي حلق اليوم لا يمضي شهر إلا وقد تكامل نموه.
الجواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) النداء أي: الأذان، وهذا عام، فنقول: كن في الصف الأول، وإذا كنت تحب أن تقرب من الإمام من أجل الخطبة فكثير من الناس الآن نشاهدهم يكون في الصف الأول ثم إذا جاء الخطيب قام وسرى حول المنبر واستمع، على أن الآن ولله الحمد المساجد غالبها فيها مكبرات الصوت في كل جهة يسمعه الإنسان تماماً، فالمهم أن السنة تكميل الصف الأول فالأول بكل حال.
لكن هناك شيء آخر ينبغي التنبيه عليه: هل الأولى أن أحافظ على يمين الصف ولو بعدت عن الإمام، أو إذا بعد اليمين صرت مع اليسار؟
الجواب: الثاني، بعض الناس يقول: الأيمن أفضل بكل حال، ولو كان في طرف الصف، ولو كان الأيسر ما بينه وبين الإمام إلا واحد وهذا غير صحيح.
الأيمن أفضل من الأيسر مع التساوي أو التقارب، أما إذا بعد الأيمن فإن الأيسر أفضل لدنوه من الإمام، ومن أجل أن يتوسط الإمام في الصف، ولا أظن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا جاءوا ودخلوا المسجد أكملوا الأيمن أولاً ثم جاءوا وبدءوا بالأيسر، ما أظن هذا، أظنهم يريدون أن يقربوا من الإمام.
الجواب: يعطيه ماله، الحلاق عمل وتعب ولم يجبر هذا الرجل على حلق اللحية، فيعطيه ماله نظير عمله، وقد يقال مثلاً: لا يعطيه المال ولكن يتصدق به، لكن سوف يطالبه الحلاق ويؤذيه باشتراط، خصوصاً إذا كانت الأجرة كثيرة، بأن يكون حلق في الشهر مرة، وتكون في السنة اثنتا عشرة مرة، فالسلامة أن يعطيه ويقول: هذه حرام عليك، ويكفي.
الجواب: اعلم بارك الله فيك أن صفات الأفعال ليس لها حد، كل ما دل على الفعل فهو جائز، ولهذا نقول مثلاً: اعتنى الله بكذا وكذا، حث على كذا وكذا، مع أن هذا اللفظ لم يرد، لكن أفعاله ليس لها منتهى، فكل شيء يضاف إلى الله من الإخبار عن أفعاله كله صحيح، إلا إذا تضمن معنىً فاسداً فهذا يمنع منه.
فلا يضر أن نقول: إن الله هو الزارع لهذا الزرع، بمعنى: أنه المنبت له، أو نقول: إن الله رفيق، مع أن الرفيق يقرب أن يكون من أسماء الله.
مثلاً إذا قلت: الله أجرى الوادي، أين الفعل؟ ليس في القرآن أنه أجرى كذا، لكن هذا صحيح؛ لأن الوادي جرى بأمر الله.
فالأسماء ما ورد به الشرع، والصفات قسمان:
1- صفات ذاتية ليس لنا فيها تدخل، لا نثبت إلا ما ثبت في الشرع.
2- صفات فعلية ليس لها منتهى، كل شيء في الكون فهو بفعل الله عز وجل.
وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر