إسلام ويب

لقاء الباب المفتوح [166]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يقسم الله سبحانه في أول سورة النجم بمخلوق من مخلوقاته على أن رسول الله صاحب قريش ما كان به ضلال ولا هوى ولا جهل، وإنما ينطق عن حق وعدل وعلم أوحاه الله إليه بواسطة جبريل صاحب القوة المعطاة من رب العزة والجلال. هذا ما تناوله اللقاء ثم أردف ذلك بالإجابة عن الأسئلة.

    1.   

    تفسير آيات من سورة النجم

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا هو اللقاء السادس والستون بعد المائة من اللقاءات الأسبوعية التي تسمى اللقاء المفتوح، التي تتم في كل يوم خميس، وهذا هو الخميس الرابع والعشرون من شهر جمادى الأولى عام (1418هـ).

    نبتدئ هذا اللقاء بما اعتدنا أن نبدأ به لقاءاتنا وهو تفسيرٌ يسير مما تيسر من كتاب الله عز وجل.

    يقول الله تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: وَالنجم إِذَا هَوَى [النجم:1].

    البسملة آية مستقلة من كتاب الله تعالى، ليست تبعاً للسورة التي قبلها ولا التي بعدها، لكنها آية مستقلة، ولهذا لا تحسب من آيات السور، ودليل ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وفي لفظٍ: (بأم القرآن) ورأينا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يجهر بالبسملة حين يقرأ فاتحة الكتاب، وهذا يدل على أنها ليست منها؛ لأنها لو كانت منها لجهر بها كما يجهر ببقية الآيات، ثم إنه قد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قال الله تعالى: أنثى عليَّ عبدي، وإذا قال: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال الله تعالى: مجدني عبدي، وإذا قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال الله: هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) قال الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) وهذا يدل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة، ولهذا لو قرأ الإنسان الفاتحة دون أن يقرأ البسملة فصلاته صحيحة؛ لأنها ليست منها، وعليه فإذا أورد علينا مُورِد سؤالاً: أليست البسملة في الفاتحة قد كتبت آية وكان رقمها واحداً؟ قلنا: بلى، ولكن هذا بناءً على قول آخر في المسألة وهو قولٌ ضعيف، فإذا قال: إذاً: تكون الفاتحة ست آيات إذا لم نعد منها البسملة؟ قلنا: ليس كذلك، بل هي سبع آياتٍ بدونها، فلنقرأ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هذه الأولى، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الثانية، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ الثالثة، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الرابعة، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ الخامسة، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ السادسة، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ السابعة، وبهذا تتناسب آيات الفاتحة لفظاً ومعنىً:

    أما لفظاً: فإنك إذا عددت ثلاث آيات من أولها والرابعة والخامسة وجدت أنها متقاربة في الكلمات، لكن لو جعلت: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ آية واحدة لم تكن الآيات متناسقة، بل كانت هذه الآية الطويلة بالنسبة لما قبلها، فإذا قسمناها إلى آيتين تساوت في الآيات أو تقاربت جداً.

    أما من حيث المعنى فنقول: آيات الفاتحة سبع، ثلاثٌ لله وثلاث للعبد، وواحدة بينهما، الثلاث الآيات التي لله، هي:

    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:2-4]، والآيات الثلاث التي للعبد: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7] والآية التي بينهما هي الآية الوسطى من هذه السبع وهي: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وبهذا يتبين أنه يتعين أن تكون البسملة خارج عداد الفاتحة، وكذلك بقية السور.

    فإن قال قائل: لماذا لم تكتب البسملة بين الأنفال وبراءة؟ قلنا: لأنها لم تنزل بينهما بسملة، ولو نزلت لكانت محفوظة ولكتبها الصحابة رضي الله عنهم.

    فإن قال قائل: إذاً: لماذا يفصل بينهما؟ قلنا: لأن الصحابة رضي الله عنهما ترددوا، هل سورة البراءة بقية سورة الأنفال، أم هي سورة مستقلة؟ فلهذا جعلوا فاصلة ولم يجعلوا بسملة؛ لأنها لم تنزل البسملة بينها وبين سورة الأنفال.

    تفسير قوله تعالى: (والنجم إذا هوى...)

    هنا نعود إلى الدرس قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم وَالنجم إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:1-2] (النجم) اسم جنس يراد به جميع النجوم، وقوله: (إذا هوى) له معنيان:

    المعنى الأول: إذا غاب، والمعنى الثاني: إذا هوى أي: إذا سقط منه شهابٌ على الشياطين التي تسترق السمع: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى هذا جواب القسم: وَالنجم إِذَا هَوَى المقسم به، جواب القسم يعني: المقسم عليه: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (ما ضل): أي: ما جهل، (وما غوى) أي: ما عاند؛ لأن مخالفة الحق إما أن تكون على جهل، وإما أن تكون عن غي، قال الله تعالى: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة:256] فإذا انتفى عن النبي صلى الله عليه وسلم الجهل وانتفى عنه الغي تبين أن منهجه صلى الله عليه وسلم علم ورشد؛ علم: ضد الجهل الذي هو الضلال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ، ورشد: ضد الغي: قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة:256] إذاً النبي عليه الصلاة والسلام كلامه حق، وشريعته حق؛ لأنها عن علمٍ ورشد، وقوله: (ما ضل صاحبكم) يخاطب قريشاً، جاء بهذا الوصف إشارة إلى أنهم يعرفونه، يعرفون نسبه، يعرفون صدقه، يعرفون أمانته، ليس شخصاً غريباً عنهم حتى يقولوا: لا نؤمن به؛ لأننا لا نعرفه، بل هو صاحبهم الذي نشأ فيهم، هذا أمر.

    ثانياً: أنه إذا كان صاحبهم فإن مقتضى الصحبة أن يصدقوه وينصروه، لا أن يكونوا أعداءً له، ففي قوله: (صاحبكم) -إذاً- فائدتان:

    الفائدة الأولى: أنه صاحبهم الذي يعرفونه، ليس مجهولاً بينهم، وليس غريباً عليهم، فكيف بالأمس يصفونه بالأمين والآن يصفونه بالكاذب الخائن؟!!

    الفائدة الثانية: أنه مقتضى الصحبة أن يصدقوه وأن ينصروه، لا أن يكونوا ضده، يعني: هو لم يقل: ما ضل رسول الله، ولا قال: ما ضل محمد، وإنما قال: (ما ضل صاحبكم) فالفائدة من هذا هو ما ذكرنا لكم: أن مقتضى الصحبة أن يكونوا عارفين به، ومقتضى الصحبة أن يكونوا مناصرين له.

    تفسير قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى)

    قال تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [النجم:3] أي: ما يتكلم بشيءٍ صادرٍ عن الهوى بأي حالٍ من الأحوال، فما حكم بشيء من أجل الهوى، ولكنه ينطق بما أوحي إليه من القرآن، وما أوحي إليه من السنة، وما اجتهد به صلى الله عليه وسلم اجتهاداً يريد به المصلحة، فنطقه عليه الصلاة والسلام ثلاثة أقسام:

    الأول: أن ينطق بالقرآن.

    الثاني: أن ينطق بالسنة الموحاة إليه، التي أقرها الله تعالى على لسانه.

    الثالث: أن ينطق باجتهاد لا يريد به إلا المصلحة.

    نحن ننطق عما نريد به المصلحة، وننطق عن الهوى، هل كل إنسان منا سالمٌ من الهوى؟ لا، يميل مع صاحبه، يميل مع قريبه، يميل مع الغني، يميل مع الفقير، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يتكلم عن الهوى.

    إذاً (ما ينطق) ثلاثة أقسام:

    ينطق بالوحي، أو السنة بما يوحى إليه، أو باجتهادٍ منه، يعني: لا يمكن أن ينطق عن الهوى، لمجرد الهوى، وإذا كان لا يمكن أن ينطق عن الهوى صار لا ينطق إلا بحق؛ إن كان بالقرآن فالقرآن، أو من السنة الموحاة فمن السنة، أو من السنة الاجتهادية فهو على كل حال مأجور.

    تفسير قوله تعالى: (إن هو إلا وحي يوحى...)

    قال تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:4] يعني: ما القرآن الكريم إلا وحي يوحى، أو وحي من الله عز وجل، من الواسطة بين الله وبين الرسول؟

    عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى أي: علم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوحي (شديد القوى) أي: ذي القوة الشديدة، وهو جبريل عليه السلام، كما قال تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [التكوير:19-20] فجبريل عليه السلام قوي شديد أمين كريم، لا يمكن أبداً أن يفرط بهذا الوحي الذي نقله إلى محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ [الشعراء:193-194].

    عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم:5] (شديد القوى) معناه: ذو القوى الشديدة، فهو من إضافة الصفة إلى موصوفها.

    1.   

    الأسئلة

    ضابط صلة الرجل لأرحامه وزيارة المرأة لأهلها

    السؤال: كيف تكون صلة الأرحام وربما يتضايقون من كثرة الزيارة، وكيف تكون زيارة البنت المتزوجة لأهلها؟ هل هو على حريتها بحجة صلة أهلها وأرحامها مع كثرتهم، مع أن الزوج له ظروفه الخاصة من أبنائه، وخدمة والديه، وأعمال وارتباطات، وكيف يكون التوفيق بين أرحام الزوج والزوجة مع كثرتهم وتباعدهم؟

    الجواب: أما الفقرة الأولى من السؤال: فهو أن صلة الأرحام لم يبينها الله عز وجل، ولم تبينها السنة، لكن يرجع فيها إلى ما يتعارفه الناس، وهي تختلف باختلاف القربى، وباختلاف الزمان، وباختلاف المكان:

    كونها تختلف باختلاف ذي القربى: ليست صلتك لأخيك الشقيق كصلتك لأخيك من أمك، أيهما أوكد؟ الأول الشقيق، وليست صلتك لعم أبيك كصلتك لعمك، كلما كان منك أقرب فهو أولى بالصلة، هذا باعتبار القربى.

    باعتبار الزمان: قد يكون الزمان زمان رخاء وغنى وكل إنسان غني عن أخيه بما عنده، وقد يكون الزمان زمان فقر وحاجة، فهل صلتك للرحم في حال الغنى كصلتك للرحم في حال الفقر؟ لا، ولهذا ربما يكون لك أخوان أحدهما غني لا يحتاج إلى شيء، والثاني فقير، يجب أن تصل الفقير بالمال أكثر مما تصل الغني، إذاً هذا باختلاف الزمان والأحوال.

    ثالثاً بحسب المكان: صلتك للإنسان البعيد ليست كصلتك للإنسان القريب الذي عندك في البلد؛ الذي في البلد ربما نقول: يجب أن تزوره مثلاً كل أسبوع، كل نصف شهر، لكن البعيد لا يجب عليك هذا، إنما وسائل الاتصال في الوقت الحاضر والحمد لله أغنت عن كثيرٍ من التعب، إذ بالإمكان أن تصل البعيد عن طريق الهاتف، كل أسبوع مرة، أو كل أسبوعين مرة، أو كل شهر مرة، والناس الآن -والحمد لله- يعلمون هذا، يعني: ليس الواحد منا يريد أن يزوره قريبه كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر، لا، متى عرف أنه بخير ولا حاجة عليه فإنه يتصل.

    أما إذا كان يعرف أن أقاربه يسئمون منه من كثرة ترداده فإن المقصود بالصلة هي الإحسان، وتقارب القلوب والائتلاف، فإذا علمت أنهم يسئمون من ترددك، ويكرهونك، ولا يزيدك منهم إلا بعداً، فلا تكثر الترداد، المقصود أن تكون مطمئناً على صحتهم وعلى حاجتهم، وهذا كفاية.

    أما بالنسبة للزوج مع زوجته، فإن الواجب أن يعاشرها بالمعروف، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] فما جرى عرف الناس عليه فإنه يجب عليه أن يمكنها منه، فمثلاً: إذا كان من عادة الناس أن المرأة تزور أهلها كل نصف شهر، وجب عليه أن يمكنها من هذا، أو كل أسبوع وجب عليه أن يمكنها من هذا، وإذا كان أهلها في بلدٍ آخر فإنه لا يلزمه أن يسافر بها كل أسبوع أو كل نصف شهر، حسب الحال، وليعلم أن مالك المرأة هو زوجها، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الله في النساء فإنهن عوانٍ عندكم)، عوانٍ يعني: أسيرات، وقال الله تعالى في سورة يوسف عن امرأة العزيز: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف:25] فجعل الزوج سيداً، وهذا يتضمن أن تكون الزوجة بمنزلة الرقيقة الأمة.

    التفصيل في ثبوت أجر صلاة الجماعة في السفر أو المنتزهات أو الدوائر الحكومية

    السؤال: حديث (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة) وتصلى جماعة في السفر وفي المنتزهات، وفي الدوائر، حتى في بعض المساجد تصلى عدة مرات، هل يرجى هذا الفضل لكل جماعة تقام؟

    الجواب: أما الصلوات التي تصلى في السفر فهي تدخل في الحديث ولا شك، وأما الصلاة في الدوائر فينظر إذا كان لا يمكنه الصلاة في المسجد لبعده، أو لخوف اختلال العمل، أو لخوف هروب بعض الموظفين؛ لأن بعض الموظفين إذا خرج لا يرجع، أو يتأخر، فحينئذٍ نقول: صلاتهم في مكاتبهم تعدل صلاتهم في المسجد لأنهم صلوا جماعة.

    وأما ما تعاد -أي: الصلوات المعادة في المسجد الواحد- فهذه لا يحصل بها أجر الجماعة؛ لأن الأجر إنما هو في الجماعة الأولى.

    حكم من تجاوز الميقات ثم أحرم وحكم صبي أحرم ولم يتم عمرته، وحكم امرأة نفاس أحرمت من حيث طهرت

    السؤال: شاب سافر من القصيم يريد العمرة عن طريق المدينة ومعه زوجته، وكانت في عدة النفاس، واشترطت قالت: إن طهرت -وهي في آخر أيامها- سأؤدي العمرة، ولم يحرم إلا من جدة ، ومعه صبي صغير لبس الإحرام ولم يؤد العمرة صبي عمره ست سنوات يقول: فماذا عليَّ؟

    الجواب: أما بالنسبة للصبي فلا شيء عليه؛ لأن الصبي قد رفع عنه القلم، فلو أحرم ثم بعد ذلك سئم من الإحرام وتحلل فلا حرج.

    وأما بالنسبة له هو، فقد خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإحرام من الميقات؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يحرم من أراد الحج والعمرة من الميقات، والرجل تجاوز الميقات ولم يحرم إلا في جدة ، فعليه عند أهل العلم فدية تذبح في مكة وتوزع على الفقراء؛ لأنه ترك واجباً.

    أما بالنسبة للزوجة فلا شيء عليها ما دامت تخشى ألا تطهر إلا متأخرة، وقالت: إن طهرت أحرمت وإلا لم أحرم، فلا حرج عليها أن تحرم من حيث طهرت.

    ورود الأدعية العامة والخاصة في الصلاة

    السؤال: فضيلة الشيخ: هل الدعاء في السجود والركوع في الفريضة أو السنة عام أم خاص؟

    الجواب: منه عام، ومنه خاص، فما جاءت به السنة بلفظ الخصوص فهو خاص، مثلما بين السجدتين: (رب اغفر لي وارحمني)، ومثل دعاء الاستفتاح: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي) إلى آخره.

    وما جاءت به السنة عاماً فهو عام، مثل: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).

    أما ما لم تأت به السنة فأنت بالخيار إن شئت فعمم، وإن شئت فخصص، وإن شئت فادع الله تعالى بأمور الدنيا، وإن شئت فادع الله تعالى بأمور الآخرة، وإن شئت فادع الله بهم جميعاً، لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).

    حكم خصم اللجنة الخيرية من التبرعات بمقدار (10%) للمشرفين

    السؤال: فضيلة الشيخ: نحن لجنة خيرية يتقدم لنا المتبرعون ببناء -مثلاً- مساجد ومشاريع، فعادة نخصم من كل مشروع عشرة من مائة من قيمة المشروع، فالبعض منهم يعرف هذا الأمر والبعض الآخر ما يعرف، لكن نحن متكفلون في بناء هذه المشاريع.

    الشيخ: لكن العشرة في المائة مقابل ماذا؟

    السائل: مقابل تنفيذ المشروع، كأجرة المراقبين الذين يقومون بالإشراف على هذه المشاريع يأخذون مبلغ ثلاثين ديناراً، أي: بقرابة ثلاثمائة وستين ريالاً يومياً على إشرافهم في هذه الدول، فهل يجوز ذلك خصم العشرة من المائة؟ وهل يجوز أخذ الثلاثمائة والستين ريالاً تقريباً للإشراف يومياً؟

    الجواب: أما تقدير الإشراف بثلاثمائة وزيادة، هذا حسب العادة، لكن لابد أن يكون المتبرع عنده علم بأن هذا الصندوق الخيري يلحقه تبعات، تخصم من أصل ما في الصندوق، لابد من هذا؛ لأن كثيراً من الناس يظن أن جميع ما بذله يصرف إلى المستحقين، وهنا لو تجعلون لافتة مثلاً عند باب مدخل البيت يكتب فيه بيانات الصرف، يصرف مثلاً عشرة من مائة للعاملين في الصندوق، والباقي في طرق الخير.

    السائل: علماً -يا شيخ- أنَّا نكتب في عقد بيننا وبين المنفذ ونعطي نسخة للمتبرع، ونكتب تحت في الأسفل: إذا بقي شيء من المشروع يعني: مبلغ بسيط، فيكون هذا صدقة لوجه الله، فبعض الإخوة هناك اعترض -حقيقة- قال: هذا أمر يحرج المتبرع أو كذا، فهل يجوز هذا الأمر؟

    الشيخ: لا، لا توجد مشكلة، ولا يحرجه هذا مما يطمئنه ويعرف أن القائمين على الصندوق أمناء، إذ لو شاءوا أخذوا وسكتوا، لكن إذا بين يعني: قيل: نأخذ عشرة من مائة لمصلحة العاملين، صار الأمر واضحاً مبيناً.

    السائل: والمتبقي؟

    الشيخ: المتبقي تسعون في المائة يصرف في أعمال الخير.

    السائل: أعني بعد التنفيذ أحياناً يبقى شيء بسيط من المال، فنكتب نحن في العقد: يكون هذا المتبقي من المال صدقة؟

    الشيخ: أليس الصندوق الآن يجمع الأموال جميعاً؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: إذا جاء شخص بعشرة ريالات مثلاً معناه خصم منها عشرة من المائة يعني: باقي تسعة ريالات، هذه تضاف إلى أموال الصندوق والتي قد تبلغ الملايين، معناه: ما يمكن يبقى شيء يسير، أفهمت؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: لأنه ليس المعنى أنه إذا جاء إنسان بعشرة ريالات نصرفها نفسها في عمل؟ لا، نجعلها في الصندوق، والصندوق فيه أموال كثيرة.

    حكم قتل الكافر بعد نطقه بالشهادتين

    السؤال: هل يجوز قتل الكافر إذا نطق بالشهادتين قبل أن يشتد القتال؟

    الشيخ: لا يجوز.

    السائل: وهل يجوز قتله إذا اشتد القتال ونطق بالشهادتين؟

    الشيخ: إذا نطق بالشهادتين فإنه لا يجوز قتله إذا اشتد القتال أو لم يشتد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة بن زيد قتله المشرك بعد أن قال: لا إله إلا الله، وجعل يردد على أسامة : (أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله، حتى قال: إنما قالها تعوذاً) فأنكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام وقال أسامة : [تمنيت أني لم أكن أسلمت] لكن إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وبقي في صف الكفار اقتلوه، لكن إذا قال هذا وخرج فهذا يدل على صدقه، فإن بقي فهو إن كان مسلماً فقد أعان الكفار على المسلمين فيحل قتله، وهو بنيته عند الله، وإن كان مشركاً وقالها بلسانه فقد استحق القتل.

    ضابط القصر والإتمام في السفر

    السؤال: موظف يعمل في حفر الباطن وأهله في جدة هل يجوز له أن يقصر الصلاة إذا فاتته الصلاة في الجماعة بحجة أنه في سفر؟

    الشيخ: إذا فاتته الجماعة في أي مكان؟

    السائل: في المدينة التي يعمل فيها.

    الشيخ: هل عمله فيها على أنه مستقر؟ أو على أنه يعمل فيها لمدة شهرين .. ثلاثة .. أربعة ويرجع؟

    السائل نفسه: هو يريد الرجوع إلى أهله ولكن لا يعلم مقدار المدة التي سيقضيها؟

    الشيخ: معناه: أن الأصل فيه الإقامة، الأصل أن الحكومة لما وضعته في هذا المكان أنه مقيم، أليس كذلك؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: ما يقدر الآن أن يرجع إلى بلده، إلا إذا كان يقول: أنا سأبقى سنة أو سنتين ثم أرجع إلى بلدي إما بوظيفتي وإلا أستقيل، أما إنسان يقول: أنا تبع الوظيفة ثم وضعته الحكومة في مكان فالأصل أنه باقٍ فيه، ولهذا نقول: السفراء لا يجوز أن يقصروا الصلاة؛ لأن الحكومة لما وضعتهم الأصل البقاء.

    السائل: يعني يأخذ حكم المقيم فيها؟

    الشيخ: حكم المقيم في بلده الذي يعمل فيه.

    أفهمت الآن؟ يعني: لا يرد على ذهنك الآن قصة الذين يسافرون للدراسة، ولو بقوا سنة أو سنتين فهؤلاء مسافرون لا يرد على ذهنك هذا لماذا؟ لأن هؤلاء يقولون: إن مدتنا محددة ولو قيل لنا: ابقوا بعد انتهاء الدراسة يوماً واحداً ما بقينا.

    أما الموظف فالأصل أنه ما بقي في هذه الوظيفة إلا على وجه الدوام.

    وقت ابتداء صلاة الكسوف وحكم من فاتته الصلاة

    السؤال: بالنسبة لصلاة الكسوف هل تصلى إذا بدأ الكسوف أو إذا اكتمل؟ وبالنسبة لمن فاتته صلاة الكسوف هل يصليها منفرداً نرجو التوضيح؟

    الجواب: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا رأيتموه) يعني: إذا رأيتموهما كاسفين، فمتى ظهر الكسوف فهنا تشرع الصلاة، وإن لم يظهر كما لو كان الكسوف جزئياً في الشمس ولا يرى إلا بالمنظار فإنه لا يصلى؛ لأننا لم نرها كاسفة، والعبرة برؤية العين لا بالمناظير ولا بالحساب أفهمت؟

    إذاً من حين ينكسر نور الشمس أو القمر حينئذٍ تكون الصلاة.

    وأما من فاتته فإن انجلى الكسوف فإنه لا يصلي، وإن بقي الكسوف يصلي كما يصليها الإمام.

    ما يحرم من الرضاعة وما لا يحرم

    السؤال: فضيلة الشيخ حفظك الله: سائل يسأل ويقول: إن عمي رضع من امرأة وفي نفس الوقت رضع معه شخصٌ آخر من هذه المرأة، فهل يكون هذا الشخص الذي رضع مع عمي عماً لي من الرضاعة، وماذا يكون أولادي بالنسبة لهم من ذكورٍ وإناث؟

    الجواب: أولاً: يجب أن تعلموا بارك الله فيكم أن أقارب الراضع لا علاقة لهم في الرضاعة إطلاقاً، فإذا رضع الإنسان من امرأة فإن إخوانه لا يكونون أولاداً لها ولا علاقة لهم بها، أفهمتم؟ يعني مثلاً: زيد رضع من امرأة تسمى زينب، إخوة زيد ما لهم علاقة بزينب؛ لأنهم ليسوا أبناءً لها، ولا إخواناً، ولا أعماماً، ففي المثال الذي ذكرت الآن لا علاقة لإخوان الراضع بالمرأة التي أرضعته ولا بأولادها، فيجوز لأحد إخوة الراضع أن يتزوج من بنات المرأة التي أرضعت أخاهم؛ لأنه ليس لهم علاقة بها.

    ولكن يجب أن تعلموا أن الرضاعة لا تعتبر إلا إذا كانت خمس رضعات، لما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان فيما أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن فنسخن بخمس رضعات معلومات) فلابد من أن تتيقن المرضعة أو من شهدت بالرضاع أن الرضاعة تمت خمس مرات، فإن قالوا: رضع ولا ندري، فلا عبرة بالرضاعة، وإن قالوا: رضع أربعاً فيها عبرة أو ما فيها عبرة؟ لا عبرة به لابد من خمس، فلو رضع ثلاثاً لا عبرة به، إذا رضع اثنتين لا عبرة به، أو واحدة لا عبرة به، لابد أن يكون خمس رضعات معلومات أيضاً كما جاء في الحديث، فالمشكوك فيهن لا عبرة بهن.

    السائل: بنات الشخص هذا الذي كان أخوه من الرضاعة؟

    الشيخ: الذي رضع هو وإياه من امرأة، إذا رضع شخصان من امرأة صارا أخوين وصار كل واحدٍ منهما عماً لأولاد الآخر الذكور والإناث.

    حكم تجعيد الرأس

    السؤال: ما حكم تجعيد الرأس؟

    الجواب: تجعيد الرأس لا بأس به، أن يوضع على الرأس شيء يجعله متماسكاً وصلباً قوياً، هذا لا حرج فيه؛ لأن هذا من باب التجميل وليس من باب تغيير خلق الله.

    حكم المسافر يصلي خلف المقيم ركعتين ولا يتم

    السؤال: فضيلة الشيخ: مثلاً مررت وأنا مسافر بقرية أهلها مقيمون يصلون صلاة العصر، فأدركت معهم ركعتين هل يلزمني إكمال الأربع ركعات أو أكتفي بالركعتين؟

    الجواب: يعني: مسافر أدرك مقيمين في الركعتين الأخيرتين، هل يسلم مع الإمام فيكون صلى ركعتين، أو يقضي ما فاته؟

    نقول: يقضي ما فاته وجوباً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) وسئل ابن عباس رضي الله عنهما: [ما بال الرجل يصلي -يعني مسافر- ركعتين ومع الإمام أربعاً قال: تلك هي السنة].

    حكم إقامة صلاة الكسوف أكثر من مرة

    السؤال: فضيلة الشيخ: ما حكم إعادة صلاة الكسوف أكثر من مرة؟

    الجواب: القول الراجح أنها لا تعاد؛ لأنها إنما وقعت واحدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الإنسان ينظر إذا كان الكسوف يسيراً وبدأ ينجلي يخفف وإلا يطيل الصلاة؟ فإن قال أنه أطال الصلاة ثم إنه سلم ولم ينجل الكسوف، قلنا له: ادع واستغفر الله، اذكر الله، كبر؛ كما جاء في الحديث.

    حكم لعن الكافر المعين حياً أو ميتاً

    السؤال: ما حكم لعن الكافر المعين؟

    الشيخ: حياً أو ميتاً؟

    السائل: الحي.

    الشيخ: لا يجوز ذلك، لا يجوز لعن الكافر المعين إذا كان حياً؛ لأن الله تبارك وتعالى نهى أفضل المؤمنين أن يدعو على أعتى الكافرين في زمنه، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو على أناسٍ معينين من كفار قريش متمردين، فنهاه الله عز وجل، وقال له: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ [آل عمران:128]، لكن بعد موته هل يلعن؟

    هذا قد يقال: إنه لا يلعن بعد الموت لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الأموات؛ فإنهم أفضوا إلى ما قدموا).

    لكن إذا كان له مبدأ معين كشيوعي يدعو للشيوعية، أو نصراني يدعو للنصرانية ، فهنا نبين ضلاله ونحذر منه، أما لعنه فلا فائدة منه؛ لأنه هو كافر مات على الكفر ملعون ما يحتاج ذلك.

    حج المرأة الحائض

    السؤال: فضيلة الشيخ: هناك بنت حجت مع أعمامها وعندما وصلت مكة جاءتها الدورة، وكملت علينا ولم تخبرنا، وحجت وطافت ورحنا لـعرفات ولا درينا بالكلام هذا كله، ولا طهرت إلا عند الوداع ماذا عليها؟

    الجواب: طواف الإفاضة ماذا صنعت فيه، يعني: طواف الحج؟

    السائل: كانت قد طهرت.

    الشيخ: وطافت بعد طهرها؟

    السائل: أي: في الطواف الأخير كانت طاهرة.

    الشيخ: الطواف الذي بعد عرفة كانت طاهرة؟

    السائل: إي.

    الشيخ: الحمد لله ما فيها شيء.

    السائل: في الأول طافت بالبيت وليست طاهرة.

    الشيخ: على كل حال تجد أنها جاهلة.

    السائل نفسه: طبعاً -يا شيخ- هي جاهلة.

    الشيخ: وإذا كانت جاهلة ما عليها شيء رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] ويكون حجها هذا قراناً لا متعة؛ لأن طوافها الأول غير صحيح، وسعيها المبني عليه غير صحيح، فتكون باقية على إحرامها، وإذا أحرمت في الحج معكم يوم ثمانية صارت أدخلت الحج على العمرة فتكون قاضية، والقاضي مثل المتمتع عليه هدي يذبحه يوم العيد أو ثالث أيام العيد.

    وقل لها: الحمد لله حجها صحيح وذمتها بريئة إن شاء الله.

    القاعدة الفقهية في التفريق بين البلد المسلم والبلد الكافر

    السؤال: فضيلة الشيخ: السفر لبلاد الكفار لا يجوز إلا لضرورة، فما هو الضابط لمعرفة أن هذا البلد بلد كفار أم لا، هل على وجود المسلمين أم ماذا؟

    الجواب: هذا يشكل عليك يا أخي؟ ماذا تقول في أمريكا بلد كفار أو بلد إسلام؟

    السائل: بلد كفار.

    الشيخ: مع أن فيها كثيراً من المسلمين، ماذا تقول في روسيا؟ في فرنسا؟ في بريطانيا؟ في اليابان؟ هذه واضح أنها بلاد كفر.

    الشيخ: وأنا أقول مثلاً في البلاد الأخرى كـالباكستان وسوريا والكويت وما أشبهها، نقول: بلد إسلام.

    السؤال: هناك دولة إسلامية ومع ذلك لا يرفع فيها النداء للصلاة؟

    الجواب: لا أدري ما أظن هذا ما أظن أنه لا يرفع فيها النداء للصلاة، ثم لو فرض أنهم منعوا من رفع الأذان فهؤلاء مكرهين، فإذا كانوا مكرهين فهو كالذي يترك الواجبات إكراهاً.

    السائل: ضابط القاعدة.

    الشيخ: القاعدة هي: ما كانت تقام فيها شعائر الإسلام فهي بلد إسلام، حتى لو فرض أن نفس الحكومة كافرة، وهذه البلاد تقام فيها شعائر الإسلام فهي بلد إسلام.

    حكم إرسال إفطار الصائم من الصدقات العامة ثم تسديدها بعد ذلك

    السؤال: فضيلة الشيخ: بعض اللجان الخيرية ترسل مشروع إفطار الصائم إلى أفريقيا قبل رمضان من الصدقات العامة، ويتم استقبال الأموال من المتبرعين إلى آخر رمضان فهل يعد هذا المتبرع أنه شارك في هذا المشروع؟

    الجواب: هذا المتبرع بعد انتهاء رمضان يكون تبرع لإفطار الصائم في السنة القادمة.

    السائل: يتم تسديد المبالغ من الصدقات العامة خلال أيام رمضان، مع العلم أن المبالغ خرجت قبل رمضان.

    الشيخ: يعني معناه: أنهم يستقرضون لها؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: أرى أنا أنه لا يجوز، ليس هناك حاجة أنهم يستقرضون لها؟!! الصدقات العامة يدخل فيها إفطار الصائم فليصرفوا من الصدقات العامة لإفطار الصائم لا على أنه قرض، بل على أنه جهة مصرفية يصح الصرف إليها.

    حكم الإخبار بخسوف القمر أو الشمس مسبقاً

    السؤال: فضيلة الشيخ: هناك من الناس من يرى بعدم الإخبار مسبقاً لخسوف القمر، كما يحصل في الوقت الحالي عبر الصحف والإذاعة فيرى بعض الناس أنه يكتبها في (الصلاة الجامعة) كي يقبل الناس على الخشوع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى؟

    الشيخ: تقول: من الناس من يرى أنه لا ينبغي الإخبار للكسوف مسبقاً؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: ومن الناس؟

    السائل: ما رأي فضيلتكم؟

    الشيخ: اصبر! أنت قلت: (من الناس) أنت جئت بمن للتبعيض، فما قول البعض الآخر؟

    السائل: سمعت من شخص أو شخصين.

    الشيخ: لكن أنت تقول: بعض الناس، أنا أريد الطرف الثاني.

    السائل: لا أدري.

    الشيخ: أجل لا تقول: من الناس.

    السائل: حسناً.

    الشيخ: على كل حال الذي نرى: أنه لا ينبغي الإخبار عن الكسوف قبل وقوعه؛ لأنه يزيل هيبته، ويصرف الخوف من الله عز وجل، ولهذا ترى الناس الآن إذا قرب وقت الكسوف تجدهم يخرجون إلى الشارع ينظرونه انكسف أو لا، كأنما يتراءون هلال العيد، وهذا لا شك أنه يزيل ما في القلوب من الخوف والرهبة.

    فالذي نرى: أنه لا يخبر، إذا جاء بدون خبر صار أهيب، إذا لم يدر الناس عنه إلا بالنداء: (الصلاة جامعة) يكون له قيمة ورهبة، لكن هذا من البلاء الذي ابتلي به المسلمون اليوم.

    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767944686