أما بعد:
فهذا هو اللقاء السادس والثمانون بعد المائة من اللقاءات التي يعبر عنها بلقاء الباب المفتوح، التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو السادس والعشرون من شهر جمادى الأولى عام (1419هـ) نبتدئ هذا اللقاء كما كنا نعتاد بتفسير شيءٍ من كلام رب العالمين عز وجل.
انتهينا إلى قول الله جل وعلا: وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآياتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ [القمر:41-42].
(جاءتهم النذر) النذر قيل: إنه بمعنى الإنذار، وهو التخويف، وقيل: إنه جمع نذير وهو كل ما ينذر به العبد، والمراد به الآيات التي جاء بها موسى، كما قال الله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ [الإسراء:101] وهذا الأخير هو الصحيح: أن النذر جمع نذير وليست بمعنى الإنذار، ويدل لهذا قوله: (كذبوا بآياتنا كلها) أي: بكل الآيات الدالة على صدق رسالة موسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم كذبوا بها، وقالوا: إن موسى مجنون، وإنه ساحر، حتى إن فرعون من كبريائه قال: قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ [الشعراء:27].
ولما كذبوا بالآيات أخذهم الله جل وعلا أخذ عزيزٍ مقتدر، (عزيز) أي: غالب (مقتدر) أي: قادر، ولكنها أبلغ من كلمة قادر لما فيها من زيادة الحروف، وكما قيل: (إن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى) وهذا في الغالب وليس دائماً، وإنما ذكر الله تعالى أن أخذه إياهم أخذ عزيزٍ مقتدر؛ لأن فرعون كان متكبراً وكان يقول: (أنا ربكم الأعلى) وكان يسخر من موسى وممن أرسله، فناسب أن يذكر الله تعالى أخذه أخذ عزيزٍ مقتدر، وهو الله عز وجل.
وقد أجمل الله تعالى هذه القصة في هذه الآية، ولكنه بينها في آياتٍ كثيرة، وأن أخذهم كان بإغراقهم في البحر، فأغرقه الله عز وجل بمثل ما كان يفتخر به؛ لأنه كان يقول لقومه: يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي [الزخرف:51] يقررهم بهذا، وسيقولون: بلى أَفَلا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ [الزخرف:51-52] يعني بذلك موسى، أغرقهم الله باليم حين جمع فرعون جنوده واتبع موسى ومن اتبعه ليقضي عليهم، ولكن الله بحمده وعزته قضى عليه.
إما أن يكون كفارهم خيرٌ من الكفار السابقين، وإما أن يكون لهم براءة من الله عز وجل كتبها الله لهم ألا نعاقبكم، وكل هذا لم يكن، فليس كفارهم خيراً من الكفار السابقين وليس لهم براءة في الزبر.
فماذا كان جوابهم من الله؟
هذه -يا إخواني- ليست أساطير الأولين، وليست قصصاً تقال، هذه حقيقة نشهد بها -والله- كأننا نراها رأي العين، لابد أن يكون هذا، لكل مجرم (يوم يسحبون في النار على وجوههم) والساحب: هم الملائكة الموكلون بهم؛ لأن للنار ملائكة موكلين بها، ويقال: (ذوقوا مس سقر).
انظر يا أخي! إلى الإذلال الجسدي والقلبي، الجسدي: هو أنهم يسحبون على وجوههم، والقلبي: أنهم يوبخون ويقال: (ذوقوا مس سقر) أي: صلاها، وسقر من أسماء النار -نسأل الله العافية لنا ولكم-.
وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الإنسان مخلوقٌ لله تعالى، وأن أفعاله مخلوقة لله، وأن كل شيءٍ قد قدر وانتهى، وإذا كان كذلك فلمن يلجأ الإنسان إذا أصابته الضراء؟ إلى الله الخالق، وإذا أراد السراء أيضاً يلتجئ إلى الله الخالق، لا يفخرنّ ويعجبنّ بنفسه لما حصل له المطلوب، ولا يبأس إذا أصابه مكروب، فالأمر بيد الله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف) القوي في إيمانه، القوي في إرادته وهمته ونشاطه، وليس المراد القوي في بدنه، قوة البدن إما لك وإما عليك، إن استعملتها في العمل الصالح فهي لك، وإن عجزت عنه مع فعلك إياه في حال القوة كتب لك، وإن استعملت هذه القوة في معصية الله كانت عليك، لكن المراد بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (القوي) أي: في إيمانه وإرادته، أما قوة البدن فهي إما لك أو عليك، قال: (وفي كلٍ خير) في كل من القوي والضعيف خير، وهذه الجملة يسميها علماء البلاغة جملة احترازية؛ لأنه لما قال: (المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف) يظن الظان أن المؤمن الضعيف ليس فيه خير فقال: (وفي كلٍ خير) ولها نظائر، قال الله تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ [الحديد:10] يعني: من قبل صلح الحديبية قال تعالى: أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ [الحديد:10] كلاً من هؤلاء وهؤلاء، يعني: فلا تظنوا أن هذا التفاوت يحط من قدر الآخرين ويحرمهم الخير، وقال تعالى: لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى [النساء:95] فهنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) فإذا فعلت ذلك حرصت على ما ينفع واستعنت بالله، وكنت حازماً نشيطاً قوياً في مرادك، قال: (فإن أصابك شيء فلا تقل: لو إني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله -يعني: هذا قدر الله- وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) أنت عليك أن تسعى للخير، وليس عليك أن يتم لك ما تريد، المهم أن كل شيءٍ بقدر حتى العجز والكيس، فمن قدر الله له الهداية فبالقدر، ومن قدر له الشقاء فهو بقدر، ولكن ما السبب لتقدير الله الشقاء على العبد؟ هو نفس العمل لقول الله تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [الصف:5].
انظر إلى ما هو أعظم من ذلك، الموتى في قبورهم والحشرات والحيوانات، وكل الأشياء، تبعث يوم القيامة بكلمةٍ واحدة كما قال جل وعلا: إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ [يس:53] أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يحضر إلى الخير (صيحة واحدة) فقط (فإذا هم جميعٌ كلهم لدينا) أي: عندنا (محضرون) فصدق الله عز وجل وعده، وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [القمر:50] مثل لمح البصر.
ثم قال عز وجل: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:51] نقف على هذه الآيات الكريمة ونسأل الله تعالى أن يجعل القرآن لنا ولكم شافعاً عنده يوم القيامة، وأن يكون قائدنا إلى جناته إنه على كل شيءٍ قدير.
الله.. الله.. أيها الإخوة! بالقرآن العظيم، لتَفَهُّم معناه والعمل به، فإنه الشفاء لما في الصدور، والموعظة للمؤمنين، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57].
الجواب: إذا دخل المسجد بعد أذان الفجر وأراد أن يصلي، إن كان في الوقت متسع فإنه يصلي تحية المسجد أولاً، ثم الراتبة، وإن كان ليس في الوقت متسع فإنه يصلي الراتبة وتغني عن تحية المسجد، هذا هو القول الراجح، بناءً على أن وقت النهي لا يكون إلا بعد صلاة الفجر، أما على قول بعض العلماء يقولون: إن النهي يدخل من حين طلوع الفجر فإنهم لا يسمحون لك بتحية المسجد، ويقولون: انوها راتبة؛ لأنهم لا يسمحون بالنفل بعد دخول وقت النهي ولو كان له سبب، لكن القول الراجح ما ذكرناه أولاً، وإن اقتصر على الراتبة مع سعة الوقت فلا بأس.
مداخلة: ما المراد بالرغيبة يا شيخ؟!
الشيخ: يريد الرغيبة، يعني: الراتبة، هم يسمون الراتبة الرغيبة، وهذه لغة إفريقية الظاهر.
الجواب: لا يؤثر أبداً إذا دخل الرجل ووجد اثنين يصليان جماعة وأراد أن يصلي معهم، فإنه يدخل معهم، فإن شاء قدم الإمام وصف إلى جنب المأموم وإن شاء أخر المأموم وبقي الإمام في مكانه سواءً قبل أن يكبر أو بعده، بل قبل أن يكبر أولى؛ ليتفادى الحركة في الصلاة التي ليس لها داعٍ.
الجواب: لا، الأرحام الذين تجب صلتهم من تجتمع بهم في الجد الرابع، هؤلاء هم الأرحام، حتى القرابة من جهة الأم تجب صلتهم كما تجب صلة الأم، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم من بر الوالدة أن تصل أقاربها.
الشيخ: يعني: إنه يشتري بضاعة من بلد آخر.
السائل: من بلد آخر، ويحضرها له عن طريق هذا المحل، ولكن يقدم المبلغ ويأتي له بعد يوم أو يومين بهذا الطلب.
الشيخ: يعني: أتيت إلى رجل صاحب دكان، وقلت: أريد السلعة الفلانية، قال: ليست عندي، لكني أحضرها لك من بلدٍ آخر، وأعطاه الثمن مقدماً، فلا بأس على أن يكون صاحب الدكان وكيلاً له، يعني: يشتري له من البلد الآخر، وأما أن يشتريها من صاحب الدكان مباشرة وهي لم تصل إليه فلا يجوز.
لكن لنفرض أنك صاحب الدكان وأنا أحتاج السلعة الفلانية وليست عندك، بعتها عليَّ على إنك ستجلبها من البلد الآخر، فهذا لا يجوز؛ لأنك بعت ما لا تملك، ولا تدري ربما تبيعها عليَّ بمائة وتكون قيمتها في البلد الآخر قد ارتفعت وبلغت مائتين، أو تبيعها عليَّ بمائة بناءً على أنها بخمسين، ثم تقول: نزلت إلى ثلاثين، هذا لا يجوز، أما إذا قلت: أنت وكيلي اشتر لي من البلد الفلاني ولك أجرة المثل، فهذا لا بأس به، فتشتريها من هناك على أنها نصيبـي، وإذا حضرت سلمتني إياها وأعطيتك عليها أجرة الوكالة.
السائل: يعني الأجرة لا آخذها إلا بعدما تحضر السلعة؟
الشيخ: نعم، وأيضاً لا تبع عليه، تقول: أنا -والله- ما عندي، لكن أخبرنا أناس أن في البلد الآخر هذه السلعة، فأقول لك: إذاً أنت وكيلي اشترها لي ولك أجرة المثل.
السائل: لكن إذا كنت وكيل شركة معتمدة، والسلعة نفسها التي تبيعها هذه الشركة -مثلاً- في المدينة أو في أي مكان أنا أبيعها بالسعر نفسه، لكن أنا أحضرها فقط؟
الجواب: لا بأس إذا كنت وكيلاً للشركة، فلا بأس أن تبيع باسم الشركة.
السائل: يا شيخ! المسألة السابقة ألا تكون من باب السلم؟
الجواب: لا، السلم لابد أن يكون مؤجلاً لأجلٍ معلوم له وقع في الثمن.
الجواب: لا بأس به، يرثه حلالاً له؛ لأننا لا نعلم أن أحداً من المسلمين قال: إنه يجب على الورثة أن يبحثوا كيف اكتسب مورثهم هذا المال، نعم إذا علمنا أن في هذا المال شيئاً مسروقاً، فهنا يجب علينا أن نرد المسروق إلى صاحبه إن علمناه أو نتصدق به تخلصاً منه، أما الكسب فالكسب إثمه على الكاسب لا على الوارث.
الجواب: لا. يدخل معهم بنية العصر؛ لأن القول الراجح أن اختلاف النية بين الإمام والمأموم لا يؤثر، فهو يدخل بنية العصر وإذا سلم الإمام من المغرب يقوم فيأتي بالرابعة إن كان دخل مع الإمام في أول الصلاة.
الجواب: ظاهر الحديث إذا فعلها في اليوم كله: 30×5= 150.
الجواب: إذا دخل مع الإمام الذي يصلي العشاء وهو يريد صلاة المغرب، إن دخل معه في الثانية سلم معه؛ لأنه صلى ثلاثاً، وإن دخل معه في الثالثة أتى بعده بركعة، وإن دخل معه في الأولى فإن الإمام إذا قام إلى الرابعة في صلاة العشاء يجلس وهو ناوٍ الانفراد فيتشهد ويسلم، ثم يدخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، هذا هو القول الراجح، ومن العلماء من قال: يصلي المغرب أولاً ثم يدخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، لكن القول الأول أحسن؛ لئلا ينفرد الإنسان عن الجماعة.
السائل: لو قدم وصلى العشاء؟
الجواب: لو قدم إن كان جاهلاً فلا شيء عليه، وإن كان عالماً فلا يجوز؛ لأنه إذا فعل هذا فقد أخل بالترتيب، وهنا لا حاجة للإخلال بالترتيب؛ لأنه يستطيع أن يصلي المغرب ويفعل كما ذكرت لك.
الجواب: لا، المراد بذلك صلح الحديبية، كما جاء ذلك في الحديث، فإنه في الحقيقة فتح، أولاً: لأنه كان في مقدمة الفتح؛ لأن الفتح مبنيٌ على الصلح، وفتح مكة مبني على الصلح.
ثانياً: أنه سمي فتحاً؛ لأن الناس صار بعضهم يداخل بعضاً، وانقطع التقاطع الذي بين قريش وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، وإنما كان سبباً للفتح الأعظم؛ لأن سببه -يعني الفتح الأعظم- أن قريشاً نقضت العهد الذي بينها وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صلح الحديبية، حيث أعانت حلفاءها على حلفاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنقضت العهد، فصار الفتح الأعظم.
الجواب: إذا كنت ملزماً بهذا من قبل ولاة الأمر فليس عليك شيء.
السائل: مثل صلاة المغرب أحياناً أتأخر عشر دقائق أو ربع ساعة.
الشيخ: أجبتك أنا، إذا كنت من قبل ولي الأمر فلا بأس؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم انطلق برجالٍ معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الجماعة أو لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار) فهنا ترك الجماعة التي أقامها هذا الرجل بأمره إلى المتخلفين، فإن كنت تعمل تبعاً لولي الأمر فلا بأس، أما إذا كنت ليس لك عمل وظيفي من ولي الأمر فلا تترك الصلاة من أجل أن تأمر الناس؛ لأنك إذا فعلت صار كالذي يحرق نفسه ليضيء للناس.
الجواب: يسأل ويقول: متى تكون أذكار الصباح والمساء؟ فأسأله أنا: متى يكون المساء والصباح؟
السائل: بداية الصباح من طلوع الفجر.
الشيخ: إذاً من طلوع الفجر.
السائل: لكن المساء يا شيخ؟!
الشيخ: والمساء من بعد صلاة العصر، لكن ما ورد في كونه في الليل فهو في الليل، فآية الكرسي من قرأها في ليل لابد أن تكون في الليل، والأمر في ذلك واسع والحمد لله.
الجواب: طلق رجلٌ امرأته مرتين ثم تزوجت بآخر، ثم طلقها الآخر أو مات عنها ثم عادت للأول، فهل تستأنف العدد من جديد، أو تبني على ما مضى؟
فالجواب: أنها تبني على ما مضى، وليس للزوج الأول إلا طلقة واحدة في النكاح الجديد؛ وذلك لأن نكاح الزوج الثاني لم يؤثر شيئاً بخلاف ما إذا طلقها ثلاثاً، ثم تزوجت بآخر ودخل بها، ثم مات عنها أو طلقها فإنها تعود للأول على ثلاث طلقات يعني: من جديد؛ لأن نكاح الثاني أحلها للأول بعد أن كانت حراماً عليه، أما إذا كان قد طلقها مرتين فإن نكاح الثاني لم يحلها له؛ لأنها حلالٌ له سواء تزوجت أم لم تتزوج.
الجواب: يعذر بكل شيء، لكن بشرط ألا يكون قد فرط في طلب الحق.
والشرط الثاني: ألا يعرف نفسه أنه مشرك، أي: أنه لا ينتسب إلى الإسلام، ولذلك المشركون الآن مشركون لا شك، لكن الذين لم يبلغهم عن الإسلام شيء أو كانوا مسلمين ولكنهم مشركون ولا يدرون فهؤلاء معذورون.
السائل: الشرط الثاني.
الشيخ: الشرط الثاني: ألا يعرف نفسه أنه مشرك، فإذا عرف نفسه أنه مشرك فهو غير معذور.
الجواب: لا بأس به، يعني: كمادة القرآن، مادة الفقه، ليس فيها شيء، والمعني بالمادة هنا الحصة.
الجواب: هو على كل حال إذا خاطبك الإنسان بلغته أجب عليه بلغته، لكن الأفضل أن تبقى الألفاظ الشرعية على ما كانت عليه، فيقال: سنة الفجر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يغلبنكم الأعراب على صلاتكم العشاء فإنهم يدعونها العتمة) لأن الأعراب يعتمون بالإبل، وهي في كتاب الله العشاء، فنهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يغلبنا الأعراب على لغتنا مع أنهم عرب، لكن مع الأسف الآن أن المسلمين غلبتهم البربر والعجم على لغتهم، فصاروا الآن يتعاملون باللغة الإنجليزية عندنا، حتى بلغني أن بعض الناس من جهلهم في مجالسهم العادية يتكلمون باللغة الإنجليزية وهم عرب، وهذا يدل على الضعف الشخصي إلى أبعد الحدود، وعلى عدم الفقه في دين الله، وكان عمر رضي الله عنه من حرصه على اللغة العربية التي هي لغة القرآن والحديث يضرب من يتكلم بالفارسية أو بالأعجمية.
المهم أن الرغيبة إن شاء الله من اليوم السائل يسميها سنة الفجر.
الجواب: هل يجوز أن يذهب إلى بلدٍ لإقامة الجمعة فيه؟
إن كان قصده تعظيم المكان فهو حرام؛ لأنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، أما إذا كان قصده الانتفاع بخطبة الخطيب؛ لأنها خطبة مفيدة فلا بأس، وهذا سافر للعلم، ولم يسافر للمسجد، ولهذا لو انتقل الخطيب إلى بلدٍ آخر تبعه.
السائل: لكنه يسافر فيكون هو الخطيب نفسه؟
الشيخ: ليس هناك بأس، هذا سفر لطلب العلم.
الجواب: المعنى: أن الأَمَة التي لا تملك شيئاً تلد امرأة تكون لها بمنزلة الرب، يعني: أن هذه البنت -بنت الأَمَة- تكون غنية حتى تكون بمنزلة ربة هذه في الغنى، فهو مناسبٌ تماماً لقوله: (وترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان).
الجواب: لا. مسألة هو في الهواء لا يجوز، ولا ندري هو في الهواء أو مستقرٍ على السماء، ثم إنا ننصح إخواننا شبابنا الطلبة ألا يتعمقوا في مسائل أمور الغيب؛ لأن أمور الغيب ليس لنا إلا ما علمنا، والباقي يجب السكوت عنه، هذه طريقة السلف.
الجواب: المعنى: أن الإنسان لا يبول في المكان الذي يغتسل فيه أو يستحم؛ لأنه يتولد منه الوسواس، فيقول مثلاً: قد يكون أصاب ثوبي أو بدني، أو هل هو كذا، فيعطي له الوسواس؛ لأنه لن يتيقن أن النجاسة أصابته برشاش.
السائل: يقصد الحمام الذي يريد الغسل فيه؟
الشيخ: أما حماماتنا الآن فليس فيها إشكال؛ لأن حماماتنا الآن يبول الإنسان في الحوض، وهو محصور، وإذا استنجى طهر الحوض كما يطهر محل النجاسة من أعضائه.
الجواب: أولاً إذا كان يعرف أيهم أتقن وأعلم يتبعه تقليداً للضرورة.
ثانياً: يجب أن تعلم أن الحديث النبوي عليه نور، وله طلاوة وحلاوة، ربما أن الإنسان يحكم عليه وإن لم يعرف رواته، فإذا جاء اللفظ ركيكاً بعيد المعنى، فإنه يغلب على الظن أنه ليس من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، وإن كان الراوي قد يكون غيَّره ورواه بالمعنى، لكن هذه من العلامات.
كذلك من العلامات: أن يكون الحديث مخالفاً لما علم من قواعد الشريعة العامة، فأنت إذا رأيت أحدهم يحكم بأنه ضعيف وأنت ترجح ذلك لركاكة لفظه أو معناه أو مخالفته لقواعد الشريعة فاتبعه.
الجواب: نجمع بينهما بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (خذوا عني خذوا عني، فقد جعل الله لهن سبيلاً) فبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله جعل لهن سبيلاً في قوله: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2] فتكون هذه الآية ناسخة لآية النساء، وإن شئت فقل: مبينة؛ لأن آية النساء ليس فيها جزم أن هذه هي العقوبة؛ لأن الله قال: أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً [النساء:15] فجعل الله لهن سبيلاً.
الشيخ: يعني الهواجيس، أو الوسوسة هل كبر أو ما كبر؟
السائل: لا. بل أن تذكر حاجة في الصلاة.
الشيخ: يتفل عن يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
الجواب: الذين خلفه هم بنو إسرائيل؛ لأن فرعون أرعب بني إسرائيل، وأقض مضاجعهم، وأرعب قلوبهم، ولو لم يروا بدنه هالكاً لكان قدَّر لهم كل تقدير، لقالوا: ربما أنه نجا، فإذا رأوه بأعينهم عين اليقين تأكدوا ذلك، أتظن أن فرعون يبقى ببدنه وبنو إسرائيل يرثون أرضه ويجعلونه متحفاً؟ أنا لا أقول لك: الناس.. أسألك عقلياً، هل يمكن هذا؟ لو أنهم تمكنوا من بدنه لقطعوه إرباً إربا، وهذا كله كذب، لكن مع الأسف الآن الدول الإسلامية صارت تحتفل أو تفخر بفرعون، على زعمهم أنه فرعون موسى عليه الصلاة والسلام يفخرون به، وما نظير ذلك من بعض الوجوه إلا فخر النصارى بالصليب الذي صلب عليه عيسى عليه الصلاة والسلام بعد أن قتل، وكان على النصارى لو كانوا يعقلون أنهم إذا رأوا الصليب كسروه، لكن الجهل.
المهم أن تعتقد أن هذا الرجل ليس فرعون موسى، لكنه فرعون من الفراعنة أو تمثال مصنوع باليد، نسأل الله أن يجيرنا من فرعون وقومه وطريقه، وأن يهدي أصحابنا لما فيه الخير والصلاح.
الجواب: حرام، هذا لا يجوز ولا يعقل، الرحمن يؤتى إليه عز وجل، ويأتي لمن يأتي إليه، (من أتاني يمشي أتيته هرولة) هكذا جاء في الحديث الصحيح، أما يزورك الرحمن فمن أنت؟ هل أنت الرحمن الذي تزور؟! -هو يعني نفسه- لا يجوز هذا، ويجب أن ينهى عنه.
والحمد لله رب العالمين، وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر