أما بعد:
فهذا هو اللقاء السابع بعد المائتين من اللقاءات التي تسمى: (لقاء الباب المفتوح) التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو التاسع عشر من شهر صفر عام (1420هـ).
نبتدئ هذا اللقاء بما اعتدنا أن نبتدئ به وهو تفسير القرآن الكريم, لأن المقصود من إنزال القرآن الكريم هو التدبر -أي: التفكر في معانيه- ثم الاتعاظ به -أي: العمل به- قال الله تبارك وتعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29] فبين الله الحكمة من إنزاله, أنه للتدبر والاتعاظ: وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ[ص:29] أي: يتعظوا به, (أولو الألباب): أي أصحاب العقول.
وكان الذين يقرءون القرآن من الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل, فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً, أما أكثر المسلمين اليوم فإنما يقرءون القرآن تلاوة فقط يرجون به ثواب الله عز وجل ولا شك أن هذا خير, ولكن تمام الخير أن تعرف المعنى، فإن كونك تقرأ كتاباً لا تعرف معناه لا فائدة من قراءته, بل أنت أمي وإن قرأت القرآن, لقول الله تعالى: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ[البقرة:78] أي: إلا قراءة, فسماهم الله تعالى أميين, لأنهم لا يفهمون, ومن ثم أحث إخواني المسلمين ولا سيما طلبة العلم على فهم القرآن الكريم قبل كل شيء، ثم الاتعاظ به، وهو: العمل به تصديقاً بأخباره، وامتثالاً لأوامره، واجتناباً لنواهيه.
فمن ثم آثرنا أن يكون ابتداء هذا اللقاء المبارك هو تفسير ما تيسر من كتاب الله عز وجل, وقد انتهينا من أول المفصل من سورة ق إلى آخر سورة الواقعة.
واليوم نبتدئ بسورة الحديد.
المهم أن التسبيح يعني: تنـزيه الله من كل نقص وعيب وعن مماثلة المخلوقين, دليل ذلك قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
أثبت الله لنفسه وجهاً في قوله تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن:27] فنسأل: هل وجه الله كوجه المخلوق؟
لا. لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
أثبت لنفسه أنه استوى على العرش, والإنسان يستوي على البعير بأن يركب ويستقر ويعلو عليه, فهل استواء الله على العرش كاستواء الإنسان على البعير؟ لا يمكن: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
إذاً: كل صفة يثبتها الله لنفسه وللمخلوق مثلها فإن ذلك موافقة في الاسم فقط, أما في الحقيقة فليس كمثله شيء, أثبت الله لنفسه علماً وأثبت للمخلوق علماً, قال الله تعالى: فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ [الممتحنة:10] فأثبت لنا علماً, وأثبت لنفسه علماً: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة:187] فهل العلم الذي أثبته لنفسه كعلم المخلوق؟ لا. والدليل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
إذاً: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (سبح) بمعنى نزه، والتنـزيه عن شيئين: عن النقص, وعن مماثلة المخلوقين, لا يمكن أن يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته ولا في صفاته, ولهذا لا يمكننا أن ندرك الله عز وجل, نعلمه بآياته وصفاته وأفعاله لكننا لا ندرك حقيقته عز وجل, لأنك مهما قدرت من شيء فالله تعالى مخالف له غير مماثل.
قوله: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [الحديد:1] أي: كل ما في السماوات والأرض فإنه يسبح الله عز وجل وينزهه, يشمل الآدميين والجن والملائكة والحشرات والحيوانات وكل شيء, فكل ما في السماوات والأرض يسبح الله.
وهل يسبحه بلسان مقال؟ بأن يقول: سبحان الله! أم بلسان الحال بمعنى: أن تنظيم السماوات والأرض والمخلوقات على ما هي عليه يدل على كمال الله عز وجل وتنزهه عن كل نقص؟
الجواب: إنه يسبح الله بلسان الحال وبلسان المقال, إلا الكافر فإنه يسبح الله بلسان الحال لا بلسان المقال, لأن الكافر يصف الله بكل نقص، يقول: اتخذ الله ولداً, ويقول: إن معه إلهاً, وربما ينكر الخالق أصلاً! لكن حاله وخلقته وتصرفه تسبيح لله عز وجل.
إذاً: لو سألنا: هل تسبيح ما في السماوات والأرض بلسان الحال أم بلسان المقال؟
الجواب: بلسان حال ولسان مقال, إلا الكافر فإنه بلسان الحال لا بلسان المقال.
سؤال: هل الحشرات والحيوانات تسبح الله بلسان المقال؟
الجواب: نعم. قال الله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44] الذر يسبح الله بلسان المقال, الحشرات كلها تسبح الله بلسان المقال, الحصى يسبح الله, كما كان ذلك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, لكن الكافر لا يسبح الله بلسان المقال بل بالعكس.
أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب ليس الغالب |
إذاً: (العزيز) الغالب في سلطانه وقدرته وقوته وغير ذلك.
(الحكيم): لها معنيان:
المعنى الأول: ذو الحكمة.
والمعنى الثاني: ذو الحكم التام.
فهي مشتقة من شيئين: من الحكمة والحكم, الحكمة هي: أن جميع أفعاله وأقواله وشرعه حكمة وليس فيها سفه بأي حال من الأحوال, ولهذا قيل في تعريف الحكمة: هي وضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها, فما من شيء من أفعال الله أو من شرع الله إلا وله حكمة, إذا قدر الله الحر الشديد الذي يهلك الثمار فهو حكمة بلا شك, وإذا منع الله المطر فهو حكمة, وإذا ألقى الله الموت بين الناس فهو حكمة, كل شيء له حكمة, الشرائع إذا أحل الله البيع وحرم الربا فهو حكمة في تحليله وحكمة في تحريمه, لأنا نعلم أن الله حكيم, ففرق عز وجل بين البيع والربا؛ فالبيع أحله، والربا حرمه، وإذا قال قائل: لماذا؟
قلنا: الله أعلم، الله عز وجل حكيم, ولهذا لما قالت المرأة لـعائشة رضي الله عنها: (يا أم المؤمنين! ما بال الحائض تقضي الصوم إذا حاضت في رمضان ولا تقضي الصلاة؟ -سؤال فيه إشكال- قالت لها -رضي الله عنها-: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) استدلت رضي الله عنها بالحكم على الحكمة, لأنا نعلم أن الله عز وجل حكيم, فلم يوجب عليها قضاء الصوم دون قضاء الصلاة إلا لحكمة, لكننا أحياناً نعرف الحكمة وأحياناً لا نعرفها.
البيع والربا.. لماذا أحل الله البيع وحرم الربا؟
نقول: لأن الله أحل البيع وحرم الربا, ولذلك لما قال أهل الربا: إنما البيع مثل الربا, رد الله قولهم، فقال: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا [البقرة:275].
إذاً.. الحكيم: مشتق من الحكمة وهي: وضع الشيء في موضعه, فإذا حكم الله بشيء شرعاً أو حكم بشيء قدراً فلا يشكل عليك, إن وفقك الله لمعرفة الحكمة فهذا خير, وإن لم تعرف فاعلم أن الله حكيم.
أيضاً: له الحكم عز وجل, قال الله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [يوسف:40] فالحكم لله عز وجل, من يستطيع أن يرفع حكم الله عز وجل فيما إذا نزل به الموت؟ لا أحد. قال الله تعالى: فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الواقعة:83-87] لا يمكن هذا, لأن الله حكم بهذا, إذا حكم عز وجل بحروب وفتن، من يرفع هذا؟ الله عز وجل, الحكم له.
في الأمور الشرعية من الذي يحكم بين الناس بالشرع؟
الله عز وجل، قال الله تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10] فالحكم لله عز وجل, فإذا عرفت أن الله تعالى له الحكمة فيما شرع وفيما خلق وقدَّر حينئذٍ تستسلم ولا تجادل؛ لأن الذي حكم بذلك هو الله, إذا علمت أن الحكم لله عز وجل بين العباد فإلى أي شيء ترجع في الأمور الشرعية؟ إلى الكتاب والسنة, وفي الأمور القدرية ترجع إلى الله, إذا حكم عليك بالمرض تفزع إلى الله عز وجل, إذا حكم عليك بالفقر تفزع إلى الله: اللهم اقض عني الدين وأغنني من الفقر.
فإذا آمن الإنسان بأن الحكم كله لله, إن كان حكماً قدرياً استسلم، وقال: هذا أمر الله وأنا عبد الله ولا يمكن أن يكون سوى ما كان, وإذا كان شرعياً، قال: الله عز وجل أعلم وأحكم بما يصلح للعباد.
الجواب: الراجح عندي, إذا قيل: الراجح أو الصحيح فهو عندي وإن لم أحدد.
السائل: إذا قال الشيخ ابن عثيمين: لا ينبغي، هل ترتقي للتحريم؟
الجواب: لا.
السائل: أو لا أرى ذلك؟
الجواب: أيضاً ليست للتحريم, لأنه -حقيقة- أحياناً يكون الأمر مشتبهاً فأقول: لا أرى ذلك، ولا أقول: حراماً أو مكروهاً؛ لأن هذا يحتاج إلى دليل, ولهذا كان الأئمة الذين نحن أصغر من خناصرهم يقولون: لا ينبغي.. أو لا أراه, الإمام أحمد يسأل عن شيء يقول: لا أراه.. أكره ذلك.. لا ينبغي.. لأن التحريم ليس بهين, التحريم والتحليل صعب, وكان بعض العلماء لا يقول عن شيء محرم إلا ما صرحه القرآن بأنه حرام أو السنة.
السائل: وقولك لا يجوز؟
الجواب: لا يجوز يعني: حرام, عندي وعند غيري.
الجواب: للمخلوق والخالق, حتى الإنسان الحكيم إذا كان يتصرف ولا يتصرف إلا حيث كان التصرف خيراً فهو حكيم, يقول الشاعر:
إذا كنت في حاجة مرسلاً فأرسل حكيماً ولا توصه |
الجواب: لماذا لا يقولون: أجرتك السيارة لمدة ثلاث سنوات, وبعد تمام ثلاث سنوات تشتريها أنت أو غيرك؟ لماذا لا يكون هذا؟ إذا أجرني السيارة لا يمكن أأجرها, لكن أتعرف ما هو السبب.
أولاً: هم أذكياء، هم يريدون أنها إذا تلفت في هذه المدة تكون عليك أنت, لأنها ملكي أبيعها عليك.
ثانياً: إذا كانت تؤجر في الشهر بألف ريال يكون عليك بألفي ريال, لأنك في النهاية ستملكها, ولهذا كانت هذه المعاملة قيد البحث والمناقشة في هيئة كبار العلماء، وربما إن شاء الله يصدرون فيها فتوى عن قريب, فأنت لا تستعملها حتى تخرج الفتوى.
الجواب: فليس له حكم المسجد, إن شئت فاجلس, لكن كيف تحرم نفسك الركعتين سوف تحتاجها أشد الحاجة بعد الموت, متى كانت فرصة للصلاة فأكثر.
الجواب: الناس يختلفون, أحدهم يسافر مكة والمدينة, وأحدهم يسافر لصلة الرحم وزيارة الأقارب, وأحدهم يبقى في طلب العلم, ولا شك أن أفضل ما يكون طلب العلم, أفضل من الذهاب إلى مكة والمدينة؛ لأن طلب العلم لا يعدله شيء, لكن ربما يكون الإنسان عنده ملل ويحب أن يرفه عن نفسه بعض الشيء ويسافر أسبوعاً ثم يرجع إلى بلده.
الجواب: التثبت يحتاج الإنسان إليه من جهتين:
الأول: من جهة الأمانة, وهذا هو الذي يعنيه قوله تعالى: إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ [الحجرات:6] لأن الفاسق ليس بأمين.
الثاني: من جهة القوة, وهو قوة الحفظ تلقياً وأداءً من حيث السرعة والعجلة, فأنا إذا قلت: سأتثبت. لا أقول: إنك فاسق، أنت عندي عدل, لكن قد تفهم الشارع خلاف ما يراد به وقد تتعجل وقد تنسى.
ولا ينبغي للإنسان إذا أخبره شخص ظاهره العدالة أن يقرأ الآية، لا يجوز, لأنه إذا قرأها عندما يخبره يعني أن الرجل فاسق وهذا لا يجوز, لكن تقول: أنا الآن سمعت ما تقول، وسأبحث في الموضوع إذا كان في شك.
الجواب: نصيحتي بارك الله فيك: أولاً: إخلاص النية لله عز وجل, هذا أهم شيء؛ ألا يريد بطلب العلم إلا رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، وحفظ الشريعة والدفاع عنها, لا يريد جاهاً ولا يريد مرتبة ولا راتباً.
ثانياً: أن يعمل بما علم, حتى لو لم يتعلم إلا مسألة في اليوم يطبقها مباشرة لكي يستفيد, أما أن يكدس العلوم بدون عمل ويصير كأنه نسخة كتاب, فهذا الغالب عليه أنه لا يوفق.
ثالثاً: أن يتخذ شيخاً يثق به في علمه وأمانته, فلا بد من شرطين: علمه وأمانته, لأن من لا تثق بعلمه ربما يقول عن جهل, ومن لا تثق بأمانته ربما يتكلم في بدع وضلالات يقصد بذلك إضلال الناس والعياذ بالله.
ثم ليختار من العلوم الأقل فالأقل, بمعنى إذا أراد أن يقرأ في الفقه ينظر إلى الكتب المختصرة في الفقه, ويتدرج شيئاً فشيئاً, لأن الإنسان لو أراد أن يصعد إلى السطح أول خطوة يخطوها عبر الدرج واحدة ثم الثانية فالثالثة.. حتى يصل إلى السطح, وهذا مع توفيق الله للعبد.
الجواب: هي صحيحة، تعبير الرؤيا ليس مكتسباً, لكنه شيء يقذفه الله في قلب الإنسان, ولهذا تجد بعض المعبرين جهالاً لا يعرفون شيئاً من الدين ومع ذلك يعبرون, ومع التمرن يكون مكتسباً, وليس هناك قواعد يمشي عليها الإنسان, لأنه قد يخطئ خطأً كثيراً في التطبيق, إذ قد تكون صورة الرؤيا واحدة وتختلف اختلافاً عظيماً بحسب الرائي وبحسب الحال، ولكن الذي أنصح به إخواننا ألا يهتموا بهذا الأمر كثيراً, لأنهم إذا اهتموا بهذا كثيراً لعب بهم الشيطان في منامهم, فيأتيه كل ليلة يريه رؤيا تفزعه, ثم يطلب من يؤولها أو من يعبرها, والإعراض عن هذا أحسن بكثير, وإذا رأى ما يكره فلا يحاول أن تعبر له, بل يفعل كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم: يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويقول: (أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت) ولا يخبر أحداً بهذا, وحينئذٍ لا تضره شيئاً, قال الصحابة رضي الله عنهم: [كنا نرى الرؤيا في المنام ونمرض منها, فلما حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث استرحنا] إذا رأيت ما تكره فافعل هذا, ولا تحرص على ملاحقة الرؤى.
الجواب: المقصود من ضرب الدف والغناء شيئان:
1/ إعلان النكاح وإظهاره, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعلنوا النكاح, واضربوا عليه بالغربال) أي: بالدف.
2/ الفرح, لأن النفس إذا فرحت تحب أن تطرب بعض الشيء, فلهذا رخص لها من المعازف بالدف والغناء, الغناء المناسب ليس غناء المجون والغزل, والأشياء التي تثير الشهوة, وما عدا الدف من آلات اللهو كالطبل والمزمار والربابة وما أشبه ذلك هذا لا يجوز.
السائل: ولكنها تستنبط من أشرطة غنائية؟
الجواب: لا يجوز السماع لها, لكن الحمد لله هناك أناشيد كثيرة فيها الترحيب والتحية للقادمين إلى مكان الزفاف يستن بهم ذلك.
السائل: حتى وإن كان جلبهن غالي الثمن لأن أقل شيء بثلاثة آلاف ريال؟
الجواب: مسألة المغالاة هذه خطأ, نبحث عن واحد بثلاثمائة ريال, الله ييسر, وأما المغالاة بعض الأحيان الواحدة بثلاثة آلاف وبعضهن بعشرة آلاف وبعضهن بأكثر, فهذا إضاعة للمال.
السائل: ما يجب على ولي المرأة؟
الجواب: يجب عليه أن يمنع هذا, ويجب أيضاً على أهل الرجل أن يوافقوا على منعه, لأن المشكلة أحياناً أن أهل الزوجة لا يرغبون هذا الشيء, لكن أهل الزوج يقولون: لا بد أن يفعل بولدنا مثلما فعل بولد فلان, أحياناً أهل الزوج لا يرغبون وأهل الزوجة يقولون: يجب، بنتنا ليس فيها قاصر لا بد أن نفعل كما فعل ببنت فلان, لكن العاقل يعرف كيف يتحكم.
السائل: بعض النساء تقول: إني أذهب ولكن لا أهتم؟
الجواب: لا تذهب.
الجواب: إذا منعوه بالقوة فهو معذور, ويصلي ظهراً.
الجواب: نعم. الوتر يغني عن الركعتين, وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم الركعتين؛ لأن هذا هو الغالب, متى يأتي شخص يدخل من أجل أن يوتر بركعة, والنادر فيما يقول العلماء تابع للكثير.
الجواب: يتابعوه, لكن الواجب أن المأموم إذا قام إلى الثالثة يسبح به, ثم الواجب على الإمام أن يرجع ويسجد للسهو بعد السلام.
الجواب: ليس بجائز.
السائل: هو يقول: أفعل هذا وأضعه في وجوه الخير؟
الجواب: هذا من وجوه الخير، نشرها بين الناس من وجوه الخير, أفضل من أن تتصدق بها على فقير.
السائل: بعض المشايخ لا يأخذون مبالغ مقابل حفظ حق الشريط ويحفظ حقوق الطبع لتسجيلات معينة, والتسجيلات هذه لا توفر الشريط هذا لكل المناطق, كأن يصعب توفيره لبعض المناطق وبعض القرى التي في الشمال أو الجنوب, ويصعب وجود الشريط في تلك المنطقة, هل هذا صحيح؟
الجواب: الواجب على من اتفق مع صاحب المحاضرات أن يوفر هذا للكل, فإن كان لا يستطيع فليفسح المجال لغيره.
السائل: دروسكم قليل ما أن توجد في القرى, لأن حقوق الطبع محفوظة؟
الجواب: لا. أنا أخبرك أن تسجيلات الاستقامة التي اتفقنا معها أنه مشروط عليها أن تؤديها إلى بيت من الشعر فيه عجوز, المهم إذا أخذت بشيء أبلغونا.
السائل: تسجيلات واحدة في منطقة عنيزة لا تستطيع أن توفر للمنطقة الجنوبية كامل الأشرطة؟
الجواب: هم يدعون أنه يمكن.
السائل: هذا صعب يا شيخ! بعض الشباب ذهبوا بعض القرى فلم يجدوا أشرطتك, فقالوا: هذه حقوق الطبع محفوظة للاستقامة؟
الجواب: أنا أقول: إذا وجدتم شيئاً قدموه لنا, وبيننا وبينهم عقد مكتوب على أنها توفر للقرى كلها, وللداخل والخارج وبسعر معقول اتفقنا عليه, ولكن لا نريد أن تكون هذه الأشرطة فوضى, وتسجل في أشرطة رديئة, لا تبقى إلا زمناً قليلاً وتخرب, وهم ملتزمون لنا بالشريط القوي, وإيصالها إلى كل مكان, وأنت جزاك الله خيراً تعاون على البر والتقوى, إذا ما كانت تصل إلى بعض الأماكن قدمها لنا.
الجواب: أو قد يقول: كل حرام فإنه يحرم الاستماع إليه, هذا صحيح, كل حرام فإنه يحرم الاستماع إليه.
الجواب: والله أنا رأيي ألا يفعل, لأنها في قرب موت العالم أو الداعية تعتبر من النعي, ولهذا تهيج الناس ويبكون, أما لو كان بعد مدة طويلة وبعد ما تنسى المصيبة وتذكر مآثره كتاريخ له فهذا لا بأس به, لأن العلماء كلهم يكتب عنهم مآثرهم وآثارهم, أما أن يقصد بهذا التهييج والتحزن على فقد هذا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النعي، وهو من النعي, وإذا جاءت برنة معينة صار من الندب أيضاً.
السائل: يستشهد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ذُكر في بعض الغزوات أنه نعى بعض الصحابة؟
الجواب: نعم. نعاهم لسبب, نعى النجاشي من أجل أن يخرج الناس يصلون عليه, ونعاه وأثنى عليه وقال: (أخ لكم صالح -وفي رواية-: عبد صالح) من أجل الصلاة عليه.
السائل: ما ورد خطبة بعد أحد الغزوات كـجعفر ؟
الجواب: لا, هذا أخبر بموته فقط, في غزوة مؤتة أخذها فلان فقتل, وأخذها فلان فقتل, هذا خبر بموتهم.
الجواب: يا إخواننا! الجهاد يحتاج أولاً: إلى راية من خليفة أو إمام, وهذا مفقود في الواقع.
ثانباُ: الجهاد يحتاج إلى أن ذهاب الإنسان ليجاهد يكون فيه نفع وغنائم, ومعلوم أن في الوقت الحاضر لا يحصل فيه ذلك, طائرات تأتي من فوق, والذين تحتها كلهم تحت قوة الطائرات, لا يوجد غنم, كان في الأول الحرب برية الناس يحاربون بالسيف والرمح ويحصل فائدة وغنم.
ثالثاً: أنه يشترك في هذه الحروب أناس جاءوا لينفسوا عن أنفسهم لأنهم في بلادهم مكبوتين, فيأتون لينفسوا عن أنفسهم ثم يبثون السموم في الآخرين, ويكرهون ولاتهم لهم, فيرجع هؤلاء إلى بلادهم وهم قد مقتوا البلاد رعيتها ورعاتها, ويحصل بذلك مفاسد كثيرة, والأمثلة لا أحب أن أذكرها, لكن تأملوا في عدة بلاد.
ثم إذا استتب الأمن في البلاد ونجت من الغزو، وأراد أحد الدعاة أن يدعو على حسب منهجه وطريقته، هناك مشيخة في البلاد معروفة معتمدة عندهم، أي إنسان يدعو على خلاف ما هم عليه يمنعونه, بمعنى أن الدعوة الصحيحة لا تقوم هناك, وهذه مشكلة, لكن موقفنا مع إخواننا هؤلاء نسأل الله لهم النصر والتأييد, وهذا الذي نقدر عليه, وكذلك إذا أمكن أن نبذل بالمال فلنجاهد بالمال.
السائل: قد سبق لك أن أفتيت بالجواز أو بالذهاب إلى بعض تلك الأماكن؟
الجواب: لكن الأمور تتغير باختلاف النتائج, فأول ما ظهرت الحرب في أفغانستان كنا نؤيد هذا, ونقول: اذهبوا، لكن النتائج صارت عكس ما نريد, الراجعون من هناك معروف حالهم إلا من سلمه الله عز وجل, والباقون هناك لا يخفاكم الآن الحروب الطاحنة فيما بينهم يتقاتلون.
السائل: بلغنا أن لكم فتوى متداولة بين المجاهدين في كشمير أنكم تنصحون بالجهاد في كشمير وأنها راية صحيحة؟
الجواب: ليس بصحيح.
الجواب: النبي عليه الصلاة والسلام حرم ما أحل الله له, وقال له الله: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ [التحريم:2] هل نقول: إن الرسول حلف بغير الله؟ لا. الحلف أن يقسم الإنسان بحروف القسم المعروفة، وهي ثلاثة: الواو والباء والتاء, لكن هناك ألفاظ يكون حكمها حكم اليمين وليست يميناً, كأن تقول: حرام علي أن أتكلم مع فلان, هذا ليس حلفاً بالحرام, هذا بمعنى الحلف؛ لأن الحلف يراد به تأكيد المحلوف عليه, وهذا الذي حرم يريد بذلك تأكيد المنع, ولهذا لا يعتبر حلفاً بغير الله ولكن يعتبر حكمه حكم اليمين, وكذلك إذا قال: علي الطلاق! إذا قصد المنع ولم يقصد الطلاق حقيقة فهو في حكم اليمين وليس حلفاً بالطلاق.
السائل: أليس شركاً أصغر بالحلف: علي الطلاق! أو علي الحرام؟!
الجواب: لا. ليس شركاً أصغر.
الجواب: لا بأس به, وسأدلك على فائدة: كل صلاة لها سبب فليس فيها نهي؛ كركعتي الطواف تصلي ولو طفت العصر, وسنة الوضوء لها سبب إذا توضأت بعد العصر صلِ سنة الوضوء, صلاة الكسوف لو كسفت الشمس بعد العصر صلِ صلاة الكسوف, صلاة الاستخارة في أمر يفوت قبل زوال النهي صلِ أيضاً, المهم القاعدة عندنا هي: أن كل صلاة لها سبب فليس فيها نهي, والدليل على هذا:
أولاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى ذات يوم صلاة الفجر في منى, ولما سلم وجد رجلين لم يصليا, فقال: (لماذا لم تصليا؟ قالا: صلينا في رحالنا, قال: إذا أتيتما المسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة).
الجواب: لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خشي أحدكم الصبح صلّى واحدة فأوتر ثم صلّى) فدل هذا على أنه لا وتر بعد الفجر, لكن ماذا يصنع إذا كان قد غلبه النوم؟
نقول: إذا صار الضحى فصل الوتر شفعاً؛ فإذا كان من عادتك أن تصلي الوتر ثلاث ركعات فاجعلها أربعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غلبه نوم أو وجع صلّى من النهار اثنتي عشرة ركعة, فيأخذ صلى الله عليه وسلم بالأكثر ويصلي اثنتي عشرة ركعة.
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء, نفعنا الله وإياكم بما علمنا.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر