إسلام ويب

لقاء الباب المفتوح [209]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بعد أن أعقب الشيخ في مستهل هذا اللقاء بما ذكره في اللقاء السابق من تفسير الآية الثالثة من سورة الحديد شرع الشيخ في موضوع هذا اللقاء وهو تفسير الآية الرابعة من هذه السورة موضحاً معنى (استوى) وكم هي الأرض، وبيان نوع معية الله سبحانه وتعالى لعباده.

    1.   

    تفسير آيات من سورة الحديد

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا هو اللقاء التاسع بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح, التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الثالث من شهر ربيع الأول عام (1420هـ).

    نتكلم فيه كما هي العادة بما ييسره الله عز وجل من تفسير الآيات, وقد سبق أن فسرنا قول الله تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الحديد:1-2].

    تفسير قوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن)

    قال تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3] (الأول) أي: الذي ليس قبله شيء, و(الآخر): الذي ليس بعده شيء, و(الظاهر): الذي ليس فوقه شيء, و(الباطن) الذي ليس دونه شيء, هكذا فسره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن المعلوم أننا لا نرجع إلى قول أحد كائناً من كان من البشر بعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم.

    (وهو بكل شيء عليم) أي: عليم بما كان وما يكون, فلا ينسى ما مضى ولا يجهل ما يأتي, كما قال الله تعالى على لسان موسى صلى الله عليه وسلم حين سأله فرعون: قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى [طه:51-52] (لا يضل) أي: لا يجهل, لأن الضلال يراد به الجهل, كما في قوله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى [الضحى:7] أي: جاهلاً, والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يعلم عن الشريعة الإسلامية شيئاً قبل أن يوحى إليه، لقول الله تعالى: مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ [الشورى:52].

    وقوله: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3] هل يشمل أفعال العباد وأقوال العباد؟ نعم. يشمل هذا, بل إنه يعلم سبحانه وتعالى ما في قلب الإنسان وإن لم يظهره, كما قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ [ق:16-17] فإياك أن تضمر في قلبك شيئاً يحاسبك الله عليه, لكن الوساوس التي تطرأ على القلب ولا يميل الإنسان إليها بل يحاربها, ويحاول البعد عنها بقدر إمكانه لا تضره شيئاً, بل هي دليل على صدق إيمانه؛ لأن الشيطان إنما يأتي إلى القلب فيلقي إليه الوساوس إذا كان قلباً سليماً, أما إذا كان قلباً غير سليم فإن الشيطان لا يوسوس له, لأنه قد انتهى.

    تفسير قوله تعالى: (هو الذي خلق السماوات والأرض...)

    قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الحديد:4] خلق السماوات السبع وكذلك الأرض هي سبع، لقول الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ [الطلاق:12] أي: مثلهن في العدد, ولا يصلح أن تكون في الكيفية؛ لأن هناك فرقاً عظيماً بين السماء والأرض، فيتعين أن يكون المعنى مثلهن في العدد, وقد جاء ذلك صريحاً في السنة, كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع من الأرض شبراً بغير حق طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين).

    وقوله: فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ هذه الأيام هي: الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة, ولو شاء الله لخلقها في لحظة, كما قال عز وجل: وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [القمر:50] ولكنه خلقها في ستة أيام لحكمتين والله أعلم:

    الحكمة الأولى: أن الأشياء المخلوقات يترتب بعضها على بعض, وينشأ بعضها من بعض, فتحتاج إلى مدة.

    الحكمة الثانية: أن يعود عباده التأني في الأمور, وأن العبرة بالإحكام لا بالإسراع, وإن كان هناك حكمة أخرى ثالثة أو رابعة أو خامسة فالله أعلم, المهم أن هذا هو الذي تبين لنا، ومع هذا لا نجزم به, ونقول: الله أعلم.

    ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (ثم): تدل على الترتيب, أي: أن خلق السماوات والأرض سابق على الاستواء على العرش, لا على خلق العرش؛ لأن العرش قبل السماوات والأرض, لكن الاستواء عليه كان بعد خلق السماوات والأرض, ومعنى (استوى) أي: على, لأن (استوى) في اللغة العربية إذا تعدت بـ(على) كان معناها العلو, مثاله قول الله تبارك وتعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ [الزخرف:12-13] أي: تعلوا عليها.

    ومن ذلك قوله تعالى عن نوح: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [المؤمنون:28] فقوله: (استويت على الفلك) أي: علوت عليه.

    إذاً: استوى على العرش، أي: علا على العرش, وإذا رأيتم من يقول: استوى على العرش أي: استولى على العرش فقد كذب على الله عز وجل, لأن الله تعالى نزَّل هذا القرآن العظيم باللغة العربية, واللغة العربية تدل على أن (استوى) إذا تعدت بـ(على) فهي بمعنى العلو لا غير, فيكون الذي يفسرها باستولى كاذباً على الله عز وجل, جانياً على نصوص الكتاب, محرفاً لها, وجنايته عليها من وجهين:

    الوجه الأول: صرفها عن ظاهرها.

    الوجه الثاني: إحداث معنىً لا يدل عليه ظاهرها.

    وهذا قد يوجد كثيراً في كتب الأشاعرة سواء كانوا من المفسرين أو غير المفسرين, لكنهم بهذا -والله والله والله- قد ضلوا ضلالاً مبيناً -نسأل الله العافية- من الذي استولى على العرش حين خلق السماوات والأرض؟

    إذا كان الله لم يستولِ عليه إلا بعد خلق السماوات والأرض فهو لمن من قبل؟ يلزمهم أن يقولوا: إنه لغير الله, وإلا فقد تبين خطؤهم وهم مخطئون والحمد لله واضح.

    قوله: يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا [الحديد:4].

    مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ أي: ما يدخل فيها من جثث الموتى, ومن الحبوب التي تنبت بإذن الله, ومن المياه التي يسلكها الله ينابيع في الأرض ثم يخرجها, وغير ذلك من الحشرات وغيرها, المهم كل ما يلج في الأرض يعلمه الله.

    وسؤالنا الآن: هل يعلم حال الذر إذا ولجت في جحورها؟

    نقول: (ما يلج) (ما) اسم موصول، والاسم الموصول يفيد العموم, أي: كل ما يلج في الأرض.

    وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا من النبات والمياه والمعادن وغيرها.

    وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ من الملائكة والأمطار والشرائع وغير ذلك.

    وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا أي: إليها, لكن جاءت (فيها) بدل (إليها) لنستفيد فائدتين:

    الفائدة الأولى: العروج، أي: الصعود.

    الفائدة الثانية: الدخول, لأن (في) يناسبها من الأفعال الدخول, دخل في المكان.

    أما عرج ويعرج فالذي يناسبها (إلى) لكن الله عز وجل عدل عن قوله (يعرج إليها) إلى قوله: (يَعْرُجُ فِيهَا) ليفيد الصعود والدخول, أي: الأشياء لا تصل إلى السماء الدنيا وتقف, تعرج في السماء الدنيا حتى تصل إلى الله عز وجل.

    إذاً: (يَعْرُجُ فِيهَا) لو قال لك أحد النحاة: لماذا جاءت (في) بدل (إلى) والقرآن فصيح؟ فما الجواب؟

    نقول: ضمن (يعرج) معنى يدخل, والتضمين هذا موجود في القرآن الكريم وفي اللغة العربية, قال الله تعالى: عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً [الإنسان:6] المناسب (يشرب من) كما قال تعالى: يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ [المؤمنون:33] أي: منه: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ [البقرة:249]، وهنا قال: (يَشْرَبُ بِهَا) ما الحكمة؟

    قال العلماء: الحكمة أن (يشرب) هنا ضمنت معنى يروى بها, ومعلوم أنك إذا قلت: (يروى بها) فقد تضمن معنى (يشرب) وزيادة, والتضمين هذا فن مهم في باب البلاغة, ينبغي لطالب العلم أن يدرسه ويحققه حتى يستفيد مما إذا اختلفت الحروف مع عواملها ولا يشكل عليه.

    وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ (هو) الضمير يعود على الله عز وجل, (معكم) أي: مصاحبٌ لكم, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أنت الصاحب في السفر, والخليفة في الأهل).

    لكن هل هذه الصحبة صحبة مكان, بمعنى أننا إذا كنا في مكان كان الله معنا؟ حاشا وكلا, لا يمكن هذا, وكيف يتصور عاقل أن الله معنا في مكاننا وكرسيه وسع السماوات والأرض, هذا مستحيل [الكرسي موضع القدمين] كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه, فإذا كان كذلك هل يعقل أن رب السماوات والأرض الذي يوم القيامة تكون السماوات مطويات بيمينه, والأرض جميعاً قبضته, هل يمكن أن يكون معنا في أماكننا الضيقة أو الواسعة؟ لا يمكن, إذاً (معكم) أي: مصاحب لكم, والمصاحب قد يكون بعيداً عنك, تقول العرب في أسلوبهم: ما زلنا نسير والقمر معنا, ما زلنا نسير والقطب معنا, ما زلنا نسير والجبل الفلاني معنا, وهل هو معهم في مكانهم؟

    معلوم أن القمر في السماء, والنجم في السماء, والجبل قد يكون بينك وبينه مسافة أيام, ومع ذلك فالعرب تطلق عليه المعية مع البعد في المكان, وكوننا نؤمن بأن الله معنا إذاً: هو عالم بنا, سميع لأقوالنا, بصير بأفعالنا, له القدرة علينا والسلطان, مدبر لنا بكل معنى تقتضيه المعية.

    واعلم أن من الضلال من يقولون: إن الله معنا في أمكنتنا -نسأل الله العافية- وينكرون أن يكون الله في السماء عالياً, فأتوا بداهيتين عظيمتين:

    1- إنكار علو الله.

    2- اعتقاد أنه في الأرض.

    سبحان الله! هل يُعقل أن يعتقد عاقل فضلاً عن مؤمن أنه إذا كان في المرحاض كان الله معه؟ أعوذ بالله, الذي يعتقد هذا أشهد بالله أنه كافر, لأن أعظم استهزاء بالله وأعظم حط قدر الله هو هذا, وكما يقولون: الله في كل مكان! يعني أنه في الحجرة وفي السوق وفي المسجد, ثم من الذي يكون مع أناس في الحجرة, وأناس في الشارع, أهما إلهان؟ لا, ولا يمكن أن نقول: إن الله متعدد, إذا لم يكن إلهان هل هو متجزئ بعضه هنا وبعضه هنا, إذاً.. معناه بطل أن يكون معنا بذاته في أمكنتنا؛ لأنه إما أن يكون متعدداً وإما أن يكون متجزئاً, وكلاهما باطل, قررت هذا لأنه يوجد الآن كما لمسناه في الوافدين إلى مكة من يعتقد هذا الاعتقاد.

    يقول الله: وَهُوَ مَعَكُمْ [الحديد:4] المعية: هي المصاحبة, ولا يلزم من المصاحبة المقارة في المكان, أي: أن يكون قاراً في مكان, لا يلزم هذا, وكيف يمكن أن يكون الله تعالى معك في مكانك وهو سبحانه وتعالى وسع كرسيه السماوات والأرض, ولكن هؤلاء الذين يعتقدون هذا ما قدروا الله حق قدره, ولا عظموه حق تعظيمه, ولا عرفوا عظمته وجلاله, قال الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67] فكيف يعتقد أن الله معنا في مكاننا؟ فلهذا يجب على الإنسان أن يعرف نعمة الله عليه لكونه يؤمن بالقرآن على ما هو عليه على ظاهره, معظم لله حق التعظيم.

    وقوله: أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] أي: في أي مكان كنتم؛ لأن (أين) ظرف مكان, قال الله تعالى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة:150] مثل: أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4].

    وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد:4] أي: بما تعملون من الأعمال كلها بصير, وهل البصر هنا بصر علم أم بصر رؤية؟

    يشمل هذا وهذا, فهو بصير بصر رؤية يرانا عز وجل, ولا نخفى عليه, قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: (حجابه النور, لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) هذا بصر رؤية.

    أما بصر العلم: فمن المعلوم أن أعمالنا قد تكون مرئية كالحركات, وقد تكون مسموعة كالأقوال, المسموعة لا ترى بالعين, لكنها تسمع, فرؤية المسموع علم, وعلى هذا نقول: وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد:4] يشمل العلم والبصر بالرؤية.

    1.   

    الأسئلة

    حكم اللحوم المستوردة لا سيما المكتوب عليها: (مذبوح على الطريقة الإسلامية)

    السؤال: ما حكم اللحوم المستوردة؟

    الجواب: حلال, إذا كنا لا نعلم أنها ذبحت على غير الطريقة فهي حلال, كما جاء في صحيح البخاري (أن قوماً جاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يا رسول الله! إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ قال: سموا أنتم وكلوه) ولم يقل: اسألوهم: هل سموا أم لا؟ فمتى وردت اللحوم من بلد أهلها أهل كتاب فهي حلال, ولا تسأل, وقد بحث هيئة كبار العلماء هذه المسألة قبل سنوات وأحضروا وزير التجارة ومن يتعلق بهذا وسألوهم عن اللحوم التي ترد إلى الملكة، وقالوا: ليس فيها شيء, وأن هناك هيئة تلاحظها وتمنع ما لا تقطع رقبته, لكن إذا أردت أن تأكل فسم الله تعالى.

    السائل: بعضها مكتوب عليه مذبوح على الطريقة الإسلامية؟

    الشيخ: هي ليس لها داعٍ, لكن الظاهر أنهم يكتبون: تذبح على الطريقة الإسلامية, لأنهم يفرقون بين الذي يأتي إلى السعودية لأنهم يعرفون تمسكها بالإسلام وغيرها, حتى يصرف هذا إلى السعودية، وأما ما ذكر أنهم رأوا مرة سمكةً في الكرتون فهذا أول من يقوله, يحتاج إلى إثبات, ثم على فرض أنه وقع أليس من الجائز أن تعبأ هذه الحوتة بهذا الكرتون لأن الذين يعبئون لا يعرفون اللغة العربية, هذا جائز, والخطأ وارد.

    حكم تغرير المؤسسات المصرفية بإعطاء مزايا إن زاد رصيد الشخص عن كذا وكذا

    السؤال: إحدى المؤسسات المصرفية وضعت أمراً وهو إذا كان رصيدك مثلاً مائة ألف يكون علاجك بالمجان, وإن كان أكثر علاجك وعلاج زوجتك وهكذا.., فإذا فرضنا أن هذه المؤسسة خالية من الربا، فهل يجوز الإيداع فيها؟

    الجواب: هذا العمل حرام من وجهين:

    الوجه الأول: أنه قد يلجأ بعض السفهاء إلى أن يستدين ليودع في هذه المؤسسة, يستدين ما يبلغ مائة ألف من أجل أن يودعها في هذه المؤسسة ويكون علاجه مجاناً, وهذا غرر على الشعب وعلى المجتمع أن يثقل كاهله بالديون, ولهذا نأسف لتسهيل الديون على الناس الآن, لأن هذا يؤدي بالشباب وغير الشباب إلى أن يتدينوا لأمور تافهة أو كمالية, وهذا ضرر سيرهق كواهل الشباب وغير الشباب في الاستدانة, ويتساهلون الأمر, ثم إذا وقعت الواقعة ظهروا مفلسين وظهرت الشركة التي كانت تدينهم مفلسة أيضاً, فلهذا نرجو الله تعالى أن يوفق الحكومة للتدخل في هذا الأمر, ومنع الاستدانة إلا للضرورة القصوى.

    الوجه الثاني: إذا كان عنده مائة ألف وليس بحاجة أن يستدينها ثم وضعها فهنا لا شك أن الشركة سوف تستفيد من هذه المائة ألف استفادة كبيرة, ربما تمضي مدة طويلة لم يمرض هذا الرجل, وحينئذٍ تكون الشركة غانمة مستفيدة وهذا لم يستفد شيئاً, وربما يقدر الله عليه أمراضاً كثيرة يستهلك أموالاً كثيرة على الشركة فتكون الشركة خاسرة.

    الوجه الثالث: أنا أخشى أن هذا يضعف التوكل على الله عز وجل, وأن الإنسان يقول: الحمد لله مرضي مضمون برؤه, لان هذه الشركة ستقوم بالمعالجة, ويكون اعتماده على الشركة دون الله عز وجل, وربما يبتليه الله عز وجل بأمراض كثيرة لأن من تعلق شيئاً وكل إليه.

    حكم الإتمام خلف من يقضي

    السؤال: إذا دخل شخص المسجد ووجد إنساناً يقضي، هل يجوز أن يأتم به؟

    الجواب: بعض العلماء يقول: إنه جائز؛ لأن غاية ما فيه أن المأموم الأول صار إماماً, ولكن حتى لو قلنا بالجواز فإنه لا ينبغي, لأن هذا غير معروف عند السلف ، فالأفضل ألا يفعل.

    السائل: وإذا فعل؟

    الشيخ: إذا فعل فصلاته صحيحة.

    السائل: لكن لا يستحب؟

    الشيخ: نعم. لا يستحب, الأولى ألا يفعل.

    بيان أن السماء ليس لها عمد

    السؤال: اختلف المفسرون في سورة الرعد أن الله سبحانه وتعالى رفع السماوات بغير عمد, فبعضهم قال: إننا لا نراها, وبعضهم قال: إنها رفعت بغير عمد فقط, فما رأيكم؟

    الشيخ: اقرأ الآية.

    السائل: - اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا [الرعد:2]

    الشيخ: نعم المفسرون اختلفوا, هل قوله: (تَرَوْنَهَا) جملة مستأنفة أم هي صفة لعمد, أي: بغير عمد مرئية, والظاهر أنه ليس لها عمد, وأن المعنى: الله الذي رفع السماوات بغير عمد كما ترونها, ليس لها عمد, والله سبحانه وتعالى قال: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ [الحج:65] ولم يذكر أعمدة تحملها, فالصواب أن السماوات مرفوعة بقدرة الله عز وجل.

    حكم من أراد الصلاة في جماعة فوجد جماعتين في آن واحد

    السؤال: من الملاحظ في بعض المساجد التي على الطرقات تكون فيها جماعتان في آن واحد, فهل هذا صحيح؟

    الجواب: لا الأفضل إذا دخلت وهناك جماعة عليك أن تصلي معهم وعلى نيتك أنت.

    السائل: ولكن إذا كانت هناك جماعتان في آن واحد؟

    الشيخ: إذا وجدت جماعتين فالغالب أن المتقدمة إلى القبلة هي الأولى, فيصلي معها, لأن الظاهر أن الجماعة الثانية هي الطارئة على الجماعة الأولى.

    بيان ما هو الشرك الأصغر

    السؤال: من تعريفات الشرك الأصغر أنهم قالوا: أن تجعل ما ليس سبباً سبباً فما رأيكم؟ وهل هذا على إطلاقه؟

    الجواب: لا ليس هكذا, هذا من الشرك الأصغر وليس هو الشرك الأصغر, الشرك الأصغر كلما أطلق الشرع عليه أنه شرك ولا يخرج من الملة, وهذا كـ (من حلف بغير الله فقد أشرك) ، و(سئل عن الشرك الأصغر؟ فقال: هو الرياء) المهم الضابط هو: أن الشرك الأصغر كل ما جاء في الكتاب والسنة أنه شرك وليس مخرجاً عن الملة, ومنه: أن تجعل ما ليس بسبب سبباً, مثل: القلادة ووضع الأشياء عن العين.

    السائل: تجعل ما ليس سبباً سبباً؟

    الشيخ: هذا صحيح, لأنك إذا جعلت هذا سبباً والله لم يجعله, فقد جعلت نفسك شريكاً مع الله.

    حكم الهدي في العمرة

    السؤال: يستحب للعمرة هدي, هل هناك دليل عليه؟

    الجواب: الدليل: أن الرسول صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية ساق معه الهدي, بل إن الهدي مشروع ولو بغير نسك, كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبعث بالهدي من المدينة وهو في المدينة، فالأصل الاستحباب.

    حكم الترديد بعد المؤذن في حالة الترجيع

    السؤال: هل يردد الشخص مع المؤذن في حالة الترجيع (إذا رجع المؤذن في الشهادتين)؟

    الجواب: إذا رجع فليس يسمعه لكن إذا سمع صوته تابعه, ولهذا الحديث: (إذا سمعتم المؤذن..).

    حكم من طلق امرأته وهي حائض في كونه لا يقع إلا بعد اغتسالها

    السؤال: بالنسبة لحديث ابن عمر رضي الله عنه في طلاق زوجته عندما طلقها وهي حائض, في سنن النسائي قال: (فإذا طهرت من حيضتها الأخرى بعد غسلها فإن شئت فطلق وإن شئت فأمسك), هل معنى هذا أنه لا يجوز الطلاق إلا بعد اغتسال المرأة؟

    الجواب: هذا على سبيل الاستحباب, لا يجوز الطلاق إلا إذا طهرت المرأة من الحيض, كما في رواية الصحيحين : (حتى تطهر).

    السائل: إذا أراد الإنسان ردها هل لا بد من غسلها؟

    الشيخ: تقصد إذا طهرت من حيضها الثالث؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: فله أن يراجعها ما لم تغتسل.

    السائل: يعني: إذا راجعها قبل غسلها يعتبر راجعها؟

    الشيخ: نعم. لقوله تعالى: فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ [الطلاق:2] (أجلهن) إذا انقطع الحيض ويتم الأجل, وتنقطع جميع العلائق فلا ترثه ولا يرثها.

    السائل: حتى ولو لم تغتسل؟

    الشيخ: الجواب: نعم. لا يوجد إلا الرجعة فقط, والطلاق أيضاً إذا راجع قبل الغسل فإن مراجعته صحيحة, لكن العدة انتهت بانقطاع الحيض, لو ماتت بعد انقطاع الحيض لا يرثها, ولو مات لم ترث, لكن الرجعة تختلف وسع الله فيها, ولكن لا يحل لها أن تؤخر الغسل رجاء أن يراجعها زوجها, بل متى جاءت الصلاة تغتسل.

    حكم لزوم تحية المسجد لمن دخل مكتبة المسجد

    السؤال: هل تجب تحية المسجد في مكتبة المسجد في مؤخرة المسجد؟

    الشيخ: هل المكتبة داخل المسجد أم خارجه؟

    السائل: خارج المسجد.

    الشيخ: هل دخلت في سور المسجد؟

    السائل: لا.

    الشيخ: ليس لها تحية, وليس لها حكم المسجد, يجوز فيها البيع والشراء والاستئجار والإجارة, إذا كانت داخل السور فهي منه إلا إذا كانت قد بنيت من قبل فهذه مستقلة.

    حكم قسمة الكفارة بين الإطعام والكسوة

    السؤال: هل تجزئ كفارة اليمين إطعام خمسة وكسوة خمسة؟

    الجواب: تقصد التفريق؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: الظاهر أنه يجوز, أي: يجعل بعض الكفارة إطعاماً وبعضها كسوة, والأفضل أن تكون من نوع واحد, إطعام عشرة أو كسوتهم.

    حكم من دخل في عقد يعلم فساده

    السؤال: سمعتك في الحرم قبل سنتين تقريباً تقول: الإنسان إذا علم بالعقد الفاسد ودخل فيه فتكون تصرفاته كتصرفات الغاصب, ثم نقل إلي أحد الأخوان أنك تفتي بغير ذلك؟

    الشيخ: ما هو؟ مثل ماذا؟

    السائل: يعني إنسان إذا دخل في عقد فاسد يعلم فساده، كأن يكون بعد نداء الجمعة الثاني، فهل تكون تصرفاته تصرفات الغاصب في الضمانة؟

    الشيخ: المذهب: إذا تصرف تصرفاً فاسداً، كما لو باع للإنسان الذي التزمه بعد النداء الثاني فالعقد باطل, ويرون أن تصرفه كتصرف الغاصب.

    السائل: عليه الضمان يا شيخ؟

    الشيخ: كل شيء, كل ما ترتب في الأصل فعليه, لكن هناك قول آخر أنه ليس كذلك.

    السائل: الذي ترجحه يا شيخ؟

    الشيخ: ينظر في كل قضية بعينها, قد يكون من المناسب أن تجعله كغاصب, وإذا تلفت تضمنه الأجرة, وقد يكون من المناسب ألا تفعل، كل قضية بعينها يحكم لها.

    حكم تفضيل بعض الأولاد بالعطايا

    السؤال: ما رأي فضيلتكم فيمن أعطى ابنه مبلغاً من المال ليستعين به على الزواج, وبعد فترة أعطى الابن الآخر مبلغاً آخر ليشتري به سيارة, وبعد فترة أقرض الثاني مبلغاً ليبني له بيتاً, فسدد الابن بعض القرض وسامحه الوالد على الباقي, علماً أن له أولاداً غيرهم لم ينلهم شيء؟

    الجواب: الواجب العدل بين الأولاد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فأما الذي أعطاه ليتزوج فهذا حق تبع النفقة, ولا يلزمه أن يعطي الآخرين مثله إلا إذا بلغوا وأرادوا الزواج زوجهم, وأما الذي أعطاه السيارة فلا يجوز أن يعطيه السيارة, إذا كان الابن محتاجاً للسيارة يعطيه إياها على أنها عاريّة عنده, والملك ملك الأب, وهذا الذي أعطاه القرض لا يجوز أن يسقط منه شيئاً, يجب عليه أن يستوفيه كاملاً, إلا إذا كان الأولاد من بنين وبنات بالغين وراشدين وسمحوا بذلك عن طيب نفس فلا بأس.

    حكم الاشتراك بأسهم مع شركات أمريكية صناعية وتجارية عبر وكلاء في البلدان الإسلامية

    السؤال: ما حكم الاشتراك بأسهم في شركات أمريكية صناعية بواسطة وكيل يوكل من قبل شخص موجود في هذا البلد يعلمه برقم الحساب في أي بنك وبالمبلغ الذي يساهم به, على اتفاق على نسبة للوكيل الذي بـأمريكا ؟

    - الشركة ما عملها؟

    - صناعية.

    - ليس فيها رباً؟

    - لا. صناعية وتجارية.

    - ليس فيها شيء إذا لم يكن فيها رباً ولا غرر، المهم إذا كان يصح بيعه وشراؤه فلا بأس.

    - ما حكم العقد بين الشخص هذا والوكيل الذي في أمريكا ؟

    - لا يوجد إشكال، إذا كان برضاه فلا بأس.

    حد شعر اللحية

    السؤال: ماذا يشمل شعر اللحية؟

    الجواب: اللحية، قالوا العلماء هي: شعر الخدين, وشعر الوجه كله, ما عدا الشارب والحواجب فهذه معروفة, وأما شعر الحلق فليس من اللحية.

    حكم سب الرجل لتدينه أو سب لحيته

    السؤال: ما حكم إنسان سب إنساناً ملتحٍ في لحيته؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إن سبه لالتزامه بالشرع فقد سب الشرع, فعليه أن يتوب إلى الله من هذا.

    - لو قال مثلاً: لعن الله لحيتك!

    الجواب: أعوذ بالله، من الذي خلق اللحية؟ الله سبحانه وتعالى, بمعنى أنه سب الله, عليه أن يتوب, ولكن في ظني أن هذا لا يقع إلا في غضب شديد, بعض الناس الحقيقة إذا غضب لا يدري ما يقول, فهذا ليس عليه شيء, ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بترك الغضب حين جاءه رجل يقول: (أوصني! قال: لا تغضب, قال: أوصني! قال: لا تغضب, قال: أوصني! قال: لا تغضب، فردد مراراً وقال: لا تغضب) لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان, فيفور دمه ولا يدري ما يقول, فالواجب أن الإنسان إذا شعر بالغضب أن يتفل عن يساره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

    بماذا تدرك الجماعة؟

    السؤال: بم تدرك الجماعة؟

    الجواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة) فتدرك بآخر ركعة, لكن لو أتيت والإمام في التشهد الأخير وأنت لا ترجو جماعة أخرى, فالأفضل أن تدخل معهم؛ لأن إدراك بعض الصلاة أهون من فواتها كلها.

    بيان أن القديم ليس اسماً ولا صفة لله

    السؤال: هل (القديم) اسم لله تعالى, أو من صفاته؟

    الجواب: لا, القديم ليس من أسماء الله, وليس من صفاته, لكن المقدم من أسماء الله، كما في الحديث: (أنت المقدم وأنت المؤخر).

    السائل: توجيه الحديث يا شيخ: (وسلطانك القديم).

    الجواب: هذا وصف للصفة وليس وصفاً للموصوف, سلطانه القديم، أي: القديم هو السلطان.

    حث طلاب العلم على نصح جماعة التبليغ

    السؤال: عندما تكلمتم في الدرس الماضي عن جماعة التبليغ سمع أحد الإخوان هذا الكلام، فقال: لو خرج الشيخ لكان له رأي آخر, فما رأيكم في هذا الكلام؟

    الجواب: ما هو الرأي الآخر؟

    - يقول: الشيخ ما قد خرج قبل هذه المرة.

    - لكن ما هو الرأي الآخر الذي يظن أن أقوله؟

    - لا نعلم ما رأيك..

    - على كل حال ليس لنا إلا ما يظهر لنا, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أقضي بنحو ما أسمع).

    - لكن قد خرج طلبة العلم معهم؟

    - خرج معهم طلبة العلم, ليت الطلبة يخرجون معهم حتى إذا رأوا ما يخالف الشرع دلوهم على الحق.

    حكم من قضي عنه دينه حالاً وهو قادر على قضائه مؤجلاً

    السؤال: إذا كان الرجل له مرتب طيب لكن عليه ديون كثيرة, هل يجوز إعطاؤه من الزكاة؟

    الجواب: نعم. إذا كان لا يستطيع قضاء الدين إلا بعد مدة طويلة فلا بأس أن يقضى دينه, ولكن هنا مسألة ينبغي أن نلاحظها وهي: تربية الناس, لو كنا نقضي كل دين قدمه إلينا إنسان, ولشجعنا الناس على الاستدانة وهوناها عليهم, وصار الواحد يقول: أريد أن أستدين عشرة آلاف وإذا جاء رمضان ذهبت لفلان وأعطاني إياها, وهذه مسألة قل من يتفطن لها, لكن إنسان تعرف أنه حصل عليه خسائر أو أنه ذو عائلة كبيرة وتعرف أنه ليس له مورد، هذا لا حرج لو أعطيته, لكن يأتي شاب يشتري السيارة بمائة ألف، ويقول: أنا مدين بمائة ألف, مع أنه يستطيع أن يشتري سيارة بعشرين ألفاً أو بعشرة آلاف, لماذا تشتري بمائة ألف؟ فلهذا يجب أن نلاحظ هذا الشيء, وهي تربية الناس على عدم التهاون بالدين, والدين ليس هيناً, الاستشهاد في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين, وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم إليه رجل عليه دين ليس لو وفاء لا يصلي عليه, ما أكبر شيء من هذا أن تتقدم جنازة للرسول ثم يتأخر، ويقول: (صلوا على صاحبكم) هذا شيء عظيم, كل هذا ليرتدع الناس عن الدين, ولما وهبت إليه امرأة نفسها ولم يكن له بها حاجة, قال بعض الحاضرين: (زوجنيها إن لم يكن لديك حاجة, قال: ماذا تعطيها من الصداق, قال: أعطيها إزاري, قال سهل بن سعد وهو راوي الحديث: ليس له رداء -فقير ما عليه إلا إزار- قالوا: إزارك؟ كيف تعطيها إزارك؟ إن أعطيتها إياه بقيت بلا إزار, وإن بقي عليك بقيت بلا مهر, فبحث فما وجد شيئاً, قال: التمس ولو خاتماً من حديد, ولم يجد ولا خاتماً من حديد -وهل قال له الرسول: استقرض من إخوانك! لم يقل هذا, ولا قال: استدن, ولا قال: يكون المهر مؤجلاً في ذمتك- قال: هل معك شيء من القرآن؟ قال: نعم, سورة كذا وكذا.. قال: فعلمها, وهو مهرها) وهذا يدل على أن المهر يصح أن يكون منفعة لا نقوداً ولا أمتعة, ما هي المنفعة هنا؟ التعليم؛ تعليم القرآن, كما حصل لموسى عليه الصلاة والسلام كان مهره الذي لإحدى البنتين رعي الغنم،فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرشد إلى الاستدانة، فعليكم أنتم الحاضرون أن ترشدوا الناس إلى عدم التهاون بالاستدانة, وتبينوا للمساكين، يأتي شباب الواحد عليه مائة ألف أو ثلاثمائة ألف أو مليون ريال, كلها من أجل أن يستدين، وإن لم يحل الدين ذهب يستدين من الآخر حتى لا يحبس, وإذا حل الدين ذهب واستدان من ثالث وهلم جراً.

    بيان كيفية غسل اليدين ثلاثاً بعد الاستيقاظ من النوم

    السؤال: ورد في السنة غسل اليدين ثلاثاً بعد الاستيقاظ من النوم قبل غمسها في الإناء:

    أولاً: الوضوء من الصنبور -البزبوز- داخل في ذلك؟

    ثانياً: في تطبيق السنة غسل اليدين للوضوء ثلاثاً هل تكون الغسل ست غسلات أو ثلاث غسلات؟

    الجواب: أما من جهة الصنبور -البزبوز- تضع يديك تحته والماء يجري, كل جرة تعتبر غسلة, وأما من جهة ست غسلات فلا, الغسلات الثلاث التي قبل لتنظيف الأيدي لأنها آلة الأخذ والغرف, وليس داخلة في الوضوء, ولهذا لو قدر أن الإنسان لم يفعل وغسل وجهه مباشرة صح وضوءه؛ لأن غسل اليدين ليس من الوضوء, وأيضاً لو فرض أنه لن يتوضأ إما لعدم الماء أو يتعذر استعماله فإنه يغسل يديه من أجل تناول الأكل والشرب.

    سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، نشهد ألا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767952290