أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثامن عشر بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الثاني عشر من رجب عام 1420هـ.
اعْلَمُوا فعل أمر بالعلم لهذه القضية الهامة، وهي أن الله يحيي الأرض بعد موتها، أي: أن الأرض تجدها يابسة ليس فيها نبات، فينزل الله عليها المطر فتنبت وتحيا وتنمو، إذا علمنا هذا ونحن عالمين به نشاهده فإننا نستدل به على قدرة الله تبارك وتعالى على إحياء الموتى، فإن الناس أحياءٌ الآن ثم يموتون ثم يبعثون يوم القيامة، فالقادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الأجسام بعد موتها من أجل الحساب والجزاء؛ لأنه ليس من الحكمة أن يخلق الله تبارك وتعالى خلقاً يأمرهم وينهاهم ويبيح دماء وأموال من لم يستجب، ثم تكون النتيجة أن يموت الإنسان فقط.
بل لا بد -أيها الإخوة- من حياة هي الحياة الحقيقية، كما قال عز وجل: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ [العنكبوت:64] معنى (الحيوان): أي: الحياة الحقيقية التي ليس بعدها موت، وليس المراد بالحيوان الحيوانات الدواب، المراد بالحيوان أي: الحياة التامة الكاملة.
أنتم الآن تشاهدون الأرض يابسة ليس فيها ورقة خضراء، فينزل الله المطر ثم تنبت وتنمو، فالقادر على أن يجعل هذه العيدان اليابسة خضراء نامية قادر على أن يحيي الموتى، وبكلمة واحدة قال الله تعالى: فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ [النازعات:13-14] وقال عز وجل: إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ [يس:53].. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82].
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ أي: أظهرناها لكم، والآيات هي العلامات الدالة على كمال قدرة الله جل وعلا وعلى كمال رحمته، وأضرب لكم مثلاً: إذا أنزل الله المطر، ونبتت الأرض، وشبعت البهائم، وطابت الأجواء، فهذا من آثار رحمته، نستدل بهذا على رحمة الله، ونستدل بما خلق الله في الكون من الشمس والقمر والنجوم وما خلق الله تعالى في الأرض من الجبال والأنهار وغيرها على كمال حكمة الله عز وجل؛ لأنك إذا تدبرتها وجدت فيها من الحكمة ما يبهر العقل.
إذاً.. (الآيات) جمع آية وهي العلامة، أي: العلامات الدالة على كمال قدرة الله عز وجل وسلطانه.
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ لعل هنا للتعليل وليست للرجاء مع أنها في اللغة العربية تأتي للرجاء كثيراً لكنها هنا للتعليل، لأن الرجاء لا يمكن بحق الله، إذ أن الرجاء طلب شيء فيه نوع من العسر، لكن الله عز وجل لا يتصور في حقه الرجاء، لكن تأتي (لعل) للتعليل، أي: لأجل أن تعقلوا، والمراد بالعقل هنا عقل الرشد، أي: تعقلوا عقلاً ترشدون به، ويكون دليلاً لكم على ما فيه الخير.
إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ أصلها (إن المتصدقين) لكن قلبت التاء صاداً لعلة تصريفية معروفة عند أهل النحو، يعني: إن المتصدقين والمتصدقات.
قوله: وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً أي: أنفقوا في سبيل الله إنفاقا حسناً، والإنفاق الحسن ما جمع شرطين:
الأول: الإخلاص لله عز وجل.
والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فالمرائي الذي ينفق رياءً هل أقرض الله قرضاً حسناً؟! لا، فأي إنسان تصدق على فقير من أجل أن يراه الناس، فيقولون: فلان كثير الصدقة، هذا مرائي وصدقته لا تنفعه ولا تقبل منه؛ لأن كل عمل يراد به غير الله فهو غير مقبول، قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)إنسان آخر صار يتعبد لله تعالى بعبادات غير مشروعة، صاحب بدعة، لكنه مخلص لو سألته: لم فعلت هذا؟ قال: أريد ثواب الله، أريد التقرب إلى الله. هل تنفعه العبادة؟ لا، لعدم المتابعة.
فإذاً.. يكون قوله عز وجل: وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً [الحديد:18] أي: المخلصين فيه لله ومتبعين لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وهنا سؤال: (أقرضوا الله) هل الله فقير حتى يقرض؟! حاشا وكلا ليس فقيراً، (لقد كفر الذين قالوا إن الله فقيرٌ ونحن أغنياء) إذاً.. كيف يقول: أقرضوا الله؟ يقول هذا جل وعلا ليبين أن أجرهم مضمون كما أن القرض مضمون، أنا لو أقرضت شخصاً ألف ريال ثبت في ذمته ولا بد أن يوفيني، كذلك جعل الله عز وجل التعبد له بمنزلة القرض، أي: أنه مضمون سيرد عليك. الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
لكن كيف تكون الواحدة بعشرة وهذا ربا في القرض؟!
الجواب: أولاً: لا ربا بين العبد وبين ربه.
ثانياً: إذا أعطاك المقترض شيئاً بدون شرط فهو حلال، أي: لو استقرض منك ألف ريال وأعطاك ألفاً ومائة بدون شرط فهو حلال؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استقرض بكراً -البكر أي: بعيراً صغيراً- ورد خيراً منه، وقال: (أحسنكم أحسنكم قضاءً) هل المقرض استفاد أم لا؟ استفاد، لكنه استفاد بلا شرط، ولهذا تجدون عبارة الفقهاء: (كل شرطٍ جر نفعاً للمقرض فهو ربا) انظر (كل شرط) ولم يقولوا: كل زيادة.
إذاً: إذا قال قائل: إن الله عز وجل يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد سمى الله تعالى الإنفاق في سبيله قرضاً فكيف يصح أن يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف؟
قلنا: الجواب من وجهين:
الأول: أنه ليس بين العبد وبين ربه ربا.
ثانياً: أن الزيادة إذا لم تكن شرطاً فهي جائزة وهذه تدل على كرم الموفي.
قال تعالى: يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ هذه خبر إنَّ، أي: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ [الحديد:18] أي: يعطون أجرهم مضاعفاً، عشرة إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
قال تعالى: وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:18] أي: ثوابٌ كريم، والكريم هو الحسن الطيب، وذلك أن الجنة فيها ما لا عين رأيت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. هذا كريم، وأصل الكرم الحسن، ودليل هذا: قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن : (وإياك وكرائم أموالهم) أي: إذا أخذت الزكاة اجتنب كرائم الأموال، أي: أحاسنها: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ [ الإيمان بالله يتضمن أربعة أشياء.
أولاً: الإيمان بوجوده.
والثاني: الإيمان بربوبيته.
والثالث: الإيمان بألوهيته.
والرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته.
الأول: الإيمان بوجود الله لا ينكره إلا مكابر في الواقع، لا ينكره أحدٌ من قلبه إطلاقاً؛ لأن كل إنسان يعرف أن هذا الكون المستقر المنظم لا بد له من موجد ومنظم من الموجد والمنظم؟ الله عز وجل، لأن كل إنسان يعلم أنه لا يستطيع أحدٌ من البشر أن يتصرف في هذا الكون، من الذي يأتي بالليل مع وجود النهار؟
من الذي يأتي بالنهار مع وجود الليل؟
لا أحد يقدر.
إذاً.. كل إنسان عاقل فهو مؤمن بقلبه وإن أنكر بلسانه فهو مؤمن بوجود الله عز وجل، ووجه ذلك: أن هذه الخليقة العظيمة لا بد لها من مدبر.
لو قال قائل: إنها جاءت هكذا صدفة؟ لقلنا: من جاء بها؟ ثم الشيء إذا جاء صدفة لا يكون منظماً.
- لو قال قائل: هي أوجدت نفسها؟
نقول: هذا أيضاً محال عقلاً! كيف توجد نفسها وهي عدم؟! هذا لا يمكن، إذاً: لا بد لها من موجد، ولهذا قال الله تعالى في سورة الواقعة: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ [الواقعة:58-59] ما الجواب؟ بل أنت يا ربنا ونحن لا نقدر أن نخلق، الإنسان لا يقدر أن يخلق جنيناً في بطن أمه أبداً، قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ [الحج:73] استمع يَا أَيُّهَا النَّاسُ [الحج:73] خطاب للناس كلهم الكافر والمؤمن ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ [الحج:73] ولهذا إذا قرأت الآية يجب أن تستمع إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الحج:73] كلهم. لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ [الحج:73] هذا الذباب المهين لا يمكن أن يخلقوه ولو اجتمعوا له، كل المعبودات لا يمكن أن تخلق ذبابة، وهو من أصغر الحيوانات وأذلها وأهشها، وزد على هذا وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ [الحج:73] أي: لو أن الذباب أخذ من هذه الأصنام شيئاً ما استطاعت أن تستنقذه منهم.
قال أهل العلم: المعنى لو وقع الذباب على أحد هذه الأصنام وامتص من الطيب الذي فيها -لأنهم يطيبون أصنامها- ما استطاعت الأصنام أن تستنقذه ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ [الحج:73].
أقول مرة ثانية: لا يمكن لأحد أن ينكر من صميم قلبه وجود الله عز وجل أبداً، لأنه باتفاق العقلاء أن كل حادث لا بد له من محدث، ولا أحد يحدث هذا الكون إلا الله عز وجل.
الثاني: الإيمان بربوبيته، أي: بأنه وحده الخالق المالك المدبر لجميع الأمور، هو الله وحده، هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور فلا خالق إلا الله، ولا مدبر للكون إلا الله، ولا مالك للكون إلا الله عز وجل حتى ملك الإنسان ما في يده ليس ملكاً حقيقياً، والدليل: أنه لا يمكن أن يتصرف فيما في يده كما يشاء، الآن هذا قلمي ملك لي، لكن ليس لي أن أتصرف فيه كما أشاء، لو أردت أن أحرقه أو أكسره منعت، شرعاً حرام علي؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن إضاعة المال.
إذاً.. ملك الإنسان لما في يده ليس ملكاً حقيقياً، بل إنه يختص به عن غيره فقط.
الثالث: أنه وحده المنفرد بتدبير الأمور ولا أحد يستطيع أن يدبر الأمور أبداً، فالألوهية هي أن تؤمن بأنه لا إله إلا الله، ليس في الكون شيء يعبد بحق إلا الله عز وجل أبداً، عبادة الأصنام حق أم غير حق؟ غير حق، الأصنام نفسها تسمى آلهة فهل هي إله حق؟ لا، كما قال عز وجل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62] إذاً.. الألوهية: أن تؤمن بأنه لا إله إلا الله، أي: لا معبود حق إلا الله عز وجل، وما عبد من دونه فهو باطل، وعليه فلا تصرف العبادة إلا لله.
الرابع: الإيمان بالأسماء والصفات. هل لله أسماء؟ نعم، هل له صفات؟ نعم، أسماؤه حسنى، قال الله عز وجل: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الأعراف:180] وصفاته كذلك عليا، ليس هناك صفة نقص، قال الله تعالى: لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى [النحل:60] أي: الوصف الأعلى.
إذاً.. علينا أن نؤمن بأسماء الله وعلينا أن نؤمن بصفات الله.
أسماء الله تعالى كثيرة لا يمكن حصرها مهما أردت، ولا يمكن أن تحصيها، والدليل: حديث عبد الله بن مسعود (ما من إنسان يصيبه هم أو غم أو حزن ثم يقول: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمه أحداً من خلقه، أو استأثرت به في علم الغيب عندك) فجعل الله الأسماء ثلاثة أقسام: ما أنزله في كتابه مثل: الرحمن. أو علمته أحداً من خلقك، مثل: الرب. الشافي، هذه ليست في القرآن لكن جاءت في السنة، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) وقال عليه الصلاة والسلام: (أما الركوع فعظموا فيه الرب) هذا أنزله في كتابه أو علمه أحداً من خلقه؟ الثاني.
القسم الثالث: ما استأثر الله به في علم الغيب -استأثر بمعنى انفرد- لكن ما انفرد الله بعلمه فلم ينزله في الكتاب ولم يعلمه أحداً من الخلق، هل يمكن الإحاطة به؟ لا يمكن، إذاً.. أسماء الله لا يمكن الإحاطة بها أو حصرها بعدد لأننا لا نعلمها، وأما قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن لله تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) فالمعنى أن من الأسماء تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة، ومن أحصاها أي: عرفها لفظاً وعرفها معنى، وتعبد لله بمقتضاها، وليس المراد أن تحفظها فقط، لا، بل لا بد من حفظ اللفظ، والثاني: فهم المعنى، والثالث: التعبد لله بها وبمقتضاها، فمثلاً: إذا علمت أن الله سبحانه وتعالى غفور تعرض للمغفرة، لا تقل: الله غفور وتفعل الذنب كل ما شئت، تعرض للمغفرة واستغفر الله، تجد الله غفوراً رحيماً، إذا علمت أن الله عزيز تتعبد لله بمقتضى هذا وتخاف منه وتحذر .. وهلم جراً.
الشيخ: مثل ماذا؟
السائل: مثل أي شيء يؤذي.
الشيخ: مثل ماذا؟
السائل: طيور أو أي شيء.
الشيخ: حمام؟
السائل: حمام أو أي شيء.
الشيخ: ما حكم قتل الحشرات في الحرم؟ وأردت منه مثالاً للحشرات ولكنه عجز وقال: الطيور.
السائل: أي شيء.
الشيخ: قتل الآدمي؟!
السائل: آدمي؟!
الشيخ: أنت تقول: أي شيء.
السائل: قتل الحشرات.
الشيخ: حشرات مثل ماذا؟!!
السائل: إذا كان داخل الحرم مثلاً نمل أو أي شيء؟
الشيخ: مثل النمل! أنا ما رأيت نملة في الحرم.
السائل: حكم قتل الحمام.
الشيخ: حدد لي الآن، انظر أن فهمت الآن أن من الحشرات الحمام!
السائل: هذا مثال.
الشيخ: البعوض؟
طيب على كل حال الحشرات ونحوها ثلاثة أقسام: القسم الأول: قسم أمر الشرع بقتله فهذا يقتل في الحل والحرم، حتى لو تجده في وسط الكعبة، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (خمس من الدواب يقتلن في الحل والحرم: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور) والوزغ أيضاً مأمور بقتله، أتعرف الوزغ؟
السائل: البريص.
الشيخ: يسمى السام والأبرص والوزغ والضاطور، المهم لكثرة وجوده بين الناس كثرت أسماؤه، على كل حال أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقتل الأوزاغ وقال: إنه كان ينفخ النار على إبراهيم، سبحان الله! هذه الحشرة الضعيفة سلطت لتنفخ النار على إبراهيم، لذلك نحن الآن نقتلها امتثالاً لأمر الله تعالى، وانتصاراً لأبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأنها تنفخ النار عليه.
هذا القسم الأول: ما أمر الشرع بقتله فهذا يقتل في الحل والحرم ولا إشكال.
القسم الثاني: ما نهى عن قتله، فهذا لا يقتل لا في الحل ولا في الحرم، مثل: النملة والنحلة والهدهد والصرد. هذا لا يقتل لا في الحل ولا في الحرم إلا إذا آذى، فإنه يدافع بالأسهل فالأسهل، فإن لم يندفع إلا بالقتل قتل.
القسم الثالث: ما سكت الشرع عنه كالصراصير والجعلان والخنفساء وما أشبهه، هذه قال بعض العلماء: إنه يحرم قتلها، وقال بعضهم: إنه يكره، وقال بعضهم: إنه يباح، لكن تركه أولى، وهذا القول الثالث هو الصواب أن قتلها مباح، والدليل: أنه لم ينه عنها -أي: عن قتلها- ولم يؤمر بها -أي: بقتلها- مسكوت عنه لكن الأولى ألا تقتل، لماذا؟ لأن الله تبارك وتعالى قال: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44] فدعها تسبح الله عز جل ولا تقتلها، لكن لو قتلتها عليك إثم؟ لا.
انتهينا الآن من الحشرات المحرمة، بقينا في الأشياء الحلال ومعروف أن مكة شرفها الله عز وجل لا يجوز فيها قتل الصيد، كالحمام والبط والأرانب والغزلان وما أشبه ذلك، انتهى.
- لكن البعوض من أي الأقسام؟
نقول: إنه ممن أمر بقتله قياساً على الخمس؛ لأن البعوض مؤذٍ بلا شك، أذيته واضحة، أحياناً تقرصك البعوضة وينتفخ الجلد، وربما يسبب جروحاً فهي مما أمر بقتله، لكن إذا لم نتوصل إلى قتله إلا بصعوبة كما يوجد الآن مما يعلق في المقاهي والدكاكين والمساجد أيضاً فهل نفعل أم لا نفعل؟ نفعل. ونضع هذه الصاعقات حتى تجذبها وتصعقها.
الجواب: بشرط أن يكون الإنسان عنده علم، وتفسير الرؤيا لا يتبع العلم الشرعي، قد يكون بعض الناس عنده علم شرعي ولا يستطيع يعبر الرؤيا، وقد يكون بعض الناس ليس عنده علم شرعي ويعبر تعبيراً تاماً، ولكني أنصح من يبلغه كلامي هذا ألا يحرص على تتبع الرؤى؛ لأن الشيطان إذا علم من الإنسان تتبعه للرؤى صار يؤذيه بأن يريه ما يكره، حتى يحزن بل يتناساها ولا يهتم بها؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يرون الرؤيا فتزعجهم ويمرضون منها، حتى أرشدهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم إذا رأوا ما يكرهون استعاذوا بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأوا، ولا يخبرون أحداً، ثم لا تضرهم.
الشيخ: أقول: لأي شيء يفعل هذا؟
السائل: عبادة يا شيخ.
الشيخ: ما هي العبادة؟
السائل: يجلي البصر.
الشيخ: نقول: هذا بدعة من وجه، ونوع من الشرك من وجه آخر، مسح العين عند الأذان لا سيما إذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله بدعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول المؤذن)ولم يذكر فعلاً، ما ذكر أن تمسح على عينك أو أذنك أو رأسك، فيكون هذا الفعل بدعة.
ثانياً: نوع من الشرك؛ لأنه اعتقد أنه ينفع وهو لا ينفع، فهو مثل التمائم التي يعلقونها في الجاهلية، يرون أنها تنفع المرضى وهي لا تنفعهم، فإذا رأيت أحداً يفعل هذا؛ فانصحه بلطف ورفق وقل له: هذا لم تأت به السنة وانصحه.
الجواب: رأيي أن إنكار المنكر إذا كان مستمراً أن تنصح أول مرة وتبين كل ما تستطيع أن تبينه من أن هذا منكر، ويكفي ولكنك لا تجلس معهم، فمثلاً لو رأينا شخصاً يشرب الدخان نهيناه أن هذا حرام ولا يجوز ولكنه مستمر، ليس من الواجب علينا أننا كلما رأيناه أن نقول له: إن هذا منكر، أحياناً نعرف أن الرجل معاند ولكن نعم بعد مدة ربما تقول: لعله تغير وتنصحه، وكذلك يقال في إسبال الثوب وفي حلق اللحية.
الجواب: لا شك أن هذا خطأ فاحش؛ لأن كونه يقسم السورة الواحدة بين الركعتين، معناه: أن فعل الرسول ليس بصواب نسأل الله العافية!
هل هو أعلم بما يرضي الله من رسول الله؟
الجواب: لا.
هل هو أرفق بعباد الله من رسول الله؟!
الجواب: لا.
إذاً.. لماذا يتعدى الحدود؟! إن كان يريد أن يقرأ السورتين كاملتين كما جاءت به السنة فهذا لا شك أنه حسن وطيب ويدعى له، وإن كان لا يريد قراءتهما فيقرأ ما تيسر من القرآن، أما أن يأتي ليقسم السنة ويوزعها سبحان الله! كيف يلاقي الله عز وجل يوم القيامة؟! أنا لا أدري ماذا يجيب؟! وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص:65] والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) فأنت إما أن تصلي كما صلى الرسول تقرأ سورة (السجدة) في الأولى و(هل أتى) في الثانية، وإلا فاعدل إلى السور الأخرى، ومن رأيت من هؤلاء فانصحه، وقل له: يا أخي لا تكن يوم القيامة خصماً للرسول تخالفه بصراحة واضحة.
قد يقول: إنه يشق على الناس؟
نقول: نعم هو يشق على الناس لأنكم ما عودتموهم، لو اعتادوا هذا لهان، ثم إنكم لستم أرفق بالناس ممن قال: (إذا أم أحدكم الناس فليخفف) قد يقول: عندي شيبان وعندي مرضى؟
نقول: يقعد الشايب -الحمد لله- إذا تعب يجلس.
الجواب: أقول: إن هذا ليس من الورع، الورع اتباع السنة، ليس الورع أن الإنسان يتعنت ويتعمق ويتنطع بل هذا من الهلاك، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (هلك المتنطعون) ثلاث مرات، قالت عائشة رضي الله عنها: (إن قوماً أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالوا: يا رسول الله! إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا؟ قال: سموا أنتم وكلوا، قالت: وكانوا حديثي عهد بكفر) توهم مسلمين يمكن تخفى عليهم الأمور، فقالوا: (سموا أنتم وكلوا) ما قال: اسألوهم هل سموا أم لا، ولو سلكنا طريق هؤلاء لقلنا حتى في مطاعمنا: نسأل ربما يكون الذي ذبح هذه الدجاجة أو الشاب لا يصلي، والإنسان الذي لا يصلي كافر ولا تحل ذبيحته، فهل معنى ذلك أن نأتي عند المطعم ونقول: من الذي ذبحه؟ أخذته من السوق، ما سألت: هل هو يصلي أم لا يصلي؟ سأله وقالوا: يصلي.
نقول: هل أنهر الدم أو خنقها خنقاً؟ إذا قال: أنهر الدم.
نقول: باقي هل سمى الله أم لا؟ إذا قال: سمى الله.
نقول: هل هذه الدجاجة والشاة ملك له وليس سارقها ولا ناهبها؟! هذه حقيقة إذا ضل واحد يتعمق، قال: لا. اشتراها، من أين؟ الذي باعها عليه هو سرقها أم ماذا؟ إلى ما لا نهاية له.
فالحقيقة أن الإنسان إذا فتح على نفسه هذه الأبواب مع أنها مسدودة شرعاً تعب. فنقول: الحمد لله أنا أخبركم هذه القضية عرضت على مجلس كبار العلماء، ودعي إلى المجلس المسئولون في الدولة من وزير التجارة وعضو وزير المالية وسئلوا سؤالات من أكابر العلماء في المملكة، وقالوا: كل ما يرد إلى المملكة فإنه مذبوح على الطريقة الإسلامية والحمد لله نحن على ذمة هؤلاء.
إذاً.. عليه أن يأكل حتى لو قال: برازيلي أو إنجليزي أو أمريكي.. المهم ما دام هؤلاء المسئولون عندنا فهم مسئولون عن الأمة كلها.
السائل: هناك من يقول: إنه لا يجوز أكل اللحوم المستوردة.
الشيخ: على كل حال إذا قالوا: لا يجوز، قل له: ائت به وأنا آكله وانتهى الموضوع.
الجواب: لا، ما صار إجماع لا في حلق اللحى ولا في سماع الأغاني، ولكن هل كل حكم يلزمنا لا بد أن نكون مجمعين عليه؟!
- لا.
- إذا كان هناك نزاع؛ فمرجعنا إلى شيئين فقط، الكتاب والسنة؛ لقوله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] وأما ما وقع فيه بعض أهل الأهواء الذين إذا جاءتهم مسألة فيها خلاف؛ قال: هذه مسألة فيها خلاف، حتى الربا -الآن يستجيزونه- يقولون: لا بأس به لأن فيه خلافاً، الأغاني والمعازف إذا قال: حرام قال: هذه فيها خلاف، حلق اللحية قال: هذا فيه خلاف، هذا ليس بصحيح، ولن ينفع الإنسان يوم القيامة عند الله هذا العذر، لأن الله حدد ماذا يسأل عن الإنسان وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص:65] ولو أننا ذهبنا نحلل كل مسألة فيها خلاف تبعاً لأهوائنا لانفلتنا من الدين.
الشيخ: من علامات ماذا؟
السائل: من علامات الساعة أن تفعل كذا.
الشيخ: أي ساعة؟
السائل: القيامة.
الجواب: إذا كان هذا الفعل من أشراط الساعة قلناه وإلا فلا يحل أن نقوله، مثلاً: نزع العلم من علامات الساعة، مقرون بالأصح: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم) هكذا لأنه قد يكون قريباً من الساعة وقد يكون بعيداً، إذا جاء مثل هذا الحديث: لا تقوم الساعة حتى يكون كذا، بعض العلماء يجعلها من الأشراط وليس كذلك، لكن لا تقوم الساعة حتى توجد، وقد يكون بينها وبين الساعة أزمان لا يحصيها إلا الله (لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً) هل نقول: إنها إذا عادت مروجاً وأنهاراً؛ نقول: هذا علامة على قرب الساعة؟ لا، لكن حقيقة الأمر أن أشراط الساعة موجودة منذ زمان، لكن أشراط بعيدة، مثلاً: بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أشراط الساعة، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار إلى السبابة والوسطى).
الجواب: هو على كل حال القول المرجوح لا بد أن يبينه، ثم يبين القول الراجح عنده ويبين أدلته، ثم يبين القول المرجوح ويذكر أدلته ويرد عليها؛ لأنك إذا أردت أن ترجح قولاً يلزمك أن تأتي بأدلة، ثم بالنسبة للمرجوح تذكر أدلته وترد عليه، هذا بالنسبة للعالم الذي يستدل ويجتهد، أما بالنسبة للعامي أو لطالب العلم الصغير، فهذا يجب عليه أن يقلد أقرب ما يراه صواباً ويقلده.
السائل: ولكن يا شيخ هذا يتكلم عن كلام القول الآخر هو اتبع..
الشيخ: لا يخالف، مثلاً: تحريم وتحليل، اتبع القول بالتحريم مثلاً، لا يخالف إذا كان مجتهداً وبحث في الأدلة ورأى أنها تدل على التحليل فليقل بالتحليل، ثم يقول: ومن قال بالتحريم فقد استدل بكذا وجوابه كذا من أجل أن تتم المسألة.
الشيخ: الغسل من ماذا؟
السائل: الغسل كغسل الجمعة.
الجواب: غسل الجمعة لا؛ لأن غسل الجمعة ليس عن حدث، أما غسل الجنابة فيجزي عن الوضوء، والدليل على أنه يجزئ عن الوضوء قول الله تبارك وتعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6] ولم يذكر الوضوء.
الشيخ: هل التجليدة متصلة أم غير متصلة؟
السائل: متصلة به.
الجواب: المصحف لا يجوز مسه إلا بوضوء، سواء الورق أو الكتابة أو الجلد الذي يحفظ به المصحف إذا كان متصلاً بالمصحف، أما الجلد الذي يدخل فيه المصحف، فلا بأس به على أن يمسه بلا طهارة ولو كان المصحف في وسطه.
الجواب: سنة، حتى في الفاتحة الصحيح أنها ليست من الفاتحة، وأنه يسر بها في الصلاة الجهرية ولا يجهر بها، وأن الإنسان لو تركها عمداً فصلاته صحيحة.
الشيخ: متون ماذا؟
السائل: مثل الأصول الثلاثة وعمدة الأحكام وغيرها.
الشيخ: والله أنا أرى أن يعتني بكتب السنة من الكتب المؤلفة في هذا، أما الصحيحان فنعم لا شك أنها مهمة، لكن كما تعلم هناك أحاديث في الصحيحين لا يحتاجها الناس كثيراً كالمعاملات والمزارعة وغيرها، فليحفظ مثلاً بعد ذلك بلوغ المرام، أو عمدة الأحكام، ثم بعد هذا يأتي إلى التوحيد والعقيدة والمتون الفقهية.
الجواب: هذا غير صحيح، أي: لم يرد تقديم القرآن بين الخطب .. لا خطب الجمعة، ولا مجالس الذكر، ولا المحاضرات مثلاً، ما ورد هذا، لكن الناس تلقوها أخيراً عن بعضهم بعضاً، نعم لو فرضنا أن موضوع المحاضرة يتعلق بآيات من القرآن وأتى بالآيات التي تتعلق بالمحاضرة هذا لا بأس وتكون المحاضرة كالتفسير، مثلاً يتكلم عن الصيام يقرأ آيات الصيام قبل المحاضرة لا بأس به، أما تعمد ملازمة قراءة آيات من القرآن قبل البدء بالحديث والمحاضرة فهذا لا أصل له.
السائل: أنا قصدي إذا قرأ كتاباً عادياً بين نفسه أن يقرأ آيات من القرآن ثم يقرأ الكتاب.
الشيخ: أبداً لا يقرأ شيئاً، ولا يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، حتى إذا أراد أن يقرأ الحديث لا يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن الله خص هذا بالقرآن، فقال: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل:98].
الجواب: الذي أرى في حجز الأماكن في المسجد أنه إذا كان الإنسان في المسجد فلا بأس بشرط ألا تكثر الصفوف فيتخطاها فيما بعد، وأما الذي يضع الحجز ويخرج فهذا لا يجوز؛ لأنه حجر ما لا يستحقه، وقال بعض أهل العلم: إنه جائز وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة رحمهم الله، قالوا: لا بأس أن الإنسان يحجز مكاناً له ليصلي فيه، لكن هذا قول ضعيف بلا شك، إذ أن المسجد لله وأحق به من سبق.
الجواب: نقول: كل هذا حق النساء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلين وليس بينهن وبين الرجال حاجز، ولكن النبي صلى عليه وعلى آله وسلم ندب إلى شيئين:
الشيء الأول: أنه قال: (بيوتهن خير لهن) مع سلامة الناس في ذلك الوقت، فالصحابة هم خير القرون ومع ذلك قال: (وبيوتهن خير لهن) وهذا يعني أن صلاة المرأة في بيتها أفضل.
ثانياً: أنه قال: (خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) وهذا يدل على أن الأفضل أن تبتعد المرأة عن مخالطة الرجل هذه واحدة.
أما أنه ليس بينهما من حاجز، فهل المساجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كمساجدنا اليوم في الإضاءة والإنارة؟ لا، وهل نساء الصحابة كنساء اليوم؟ لا، نساء الصحابة لما أمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالصدقة جعلن يلقين من أخراصهن وأسوارهن في ثوب بلال، الآن لو تصيح ملء أذانك وفمك تقول: تصدقن لوجدت واحدة تتصدق وعشر لا يتصدقن، ففرق.
وأما الرجوع إلى النساء في الفتيا فمن قال: إنه لا يجوز أن تستفتى المرأة؟! إذا كانت المرأة عندها علم تستفى حتى إلى وقتنا هذا، لكن هل تستفتى وهي متبرجة متطيبة متمكيجة أمام الرجال؟ لا.
ولا نمنع -لو فرضنا- امرأة متحجبة تماماً مغطية وجهها ويديها ورجلها وكل شيء وجالسة في مصلاها وجاء رجل يستفتيها بلا خلوة، نقول: نعم ليس هناك مشكلة.
وأما مشاركتهن في الرأي والجهاد فنعم لكن هل شاركن الرجال في أمور السياسة؟! لا أعلم هذا أبداً، وعمر رضي الله عنه لما جعل أمر الخلافة شورى هل أشرك فيهم امرأة؟! ما أشرك ولا علمنا أحداً أنه يشرك المرأة، وكيف يمكن أن نشرك المرأة في أمور هامة سياسية مصيرية والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن) نحن عقلاء نعرف، وإذا أصابت واحدة من مائة من النساء، فلدينا من يصيب 99% من الرجال، وفيهم كفاية.
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر