أما بعد:
فهذا هو اللقاء المتمم للعشرين بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو السادس والعشرون من شهر رجب عام (1420هـ).
ثم ضرب الله لنا مثلاً لأن الأمثال تقرب المعاني، إذ أن المثل يعني قياس المعنى على المحسوس كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ [الحديد:20] (غيث) أي: مطر تنبت به الأرض، وتزول به الشدة، أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ [الحديد:20] أي: النبات الناشئ عنه، وأعجبهم -أي: استحسنوه- والكفار هم الكافرون بالله عز وجل؛ لأن الكافر تعجبه الدنيا، ويفرح بها، ويسر بها، وقلبه متعلق بها، ليس له هم إلا ما يراه من زينتها ولهوها، فهو قد (أعجب الكفار) أي: الكفار بالله.
نَبَاتُهُ أي: نبات هذا الغيث، ولماذا خص الكفار؟ لأن الكفار هم الذين يستحسنون الدنيا، ويعجبون منها، وتتعلق قلوبهم بها، أما المؤمنون فهم على العكس لا يهمهم إلا ما فيه مصلحة الآخرة، وقيل: إن المراد بالكفار هنا الزراع، ولكن هذا ليس بصحيح، لأن إطلاق الكفار على الزراع نادرٌ جداً هذا إن صح، والذين يقولون: إن المراد بهم الزراع يقولون: لأن الكافر يكفر الحب -أي: يستره في الأرض ويحرث الأرض عليه- لأجل أن يخرج، ولكن ما قررناه أولاً هو الصواب أن المراد هم الكفار بالله.
أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ [الحديد:20] بعد ما يظهر ويعجب الكفار ويستحسنونه ويتعجبون منه يَهِيجُ [الحديد:20] أي: ييبس ويجف فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً [الحديد:20] بعد أن كان أخضر نامياً يكون مصفراً ذائباً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً [الحديد:20] أي: يتحطم ويتكسر؛ لأنه يبس فماذا كانت النتيجة لهذا الزرع؟ التلف والزوال، هذه حال الدنيا، تزهو للإنسان بنعيمها وقصورها ومراكبها وأموالها وأولادها وزوجاتها وغير ذلك، وإذا بها تتحطم.
كم من غني كان مسئولاً في أهله منعماً في بيته وفي مركوبه وفي ثيابه وفي كل أحواله وإذا به يعود فقيراً، فتتحطم دنياه، فإن لم يكن مات وتحطمت دنياه بفراقه هذه الدنيا فلا بد من أحد أمرين: إما أن تفارقك الدنيا، وإما أن تفارقها، هذه حال الدنيا وهذا أمرٌ لا يشك فيه بالواقع، لكن النفوس معها غفلة، يسهو بها الإنسان عن مثل هذا الأمر الواقع، فيظن أن كل شيء على ما يرام ويستبعد زوال الدنيا أو زواله هو عن الدنيا.
أما الآخرة فاستمع إليها قال: وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ [الحديد:20] للكافرين وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ [الحديد:20] للمؤمنين، فأيهما أحق: أن يؤثر الإنسان الدنيا التي مآلها الفناء والزوال أم الآخرة؟
يؤثر الآخرة هذا العقل، لأنك إن آثرت الدنيا ففي الآخرة عذاب شديد، وإن آثرت الآخرة ففيها مغفرة من الله ورضوان، مغفرة للذنوب ورضوان بالحسنات وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد:20] هذه الجملة فيها حصر طريقه: النفي والإثبات وهو أعلى طرق الحصر، ما الحياة الدنيا إلا متاع لا غير، ومتاع الغرور يغتر بها الإنسان فيلهو ويلعب ويفرح ويبطر ثم تزول.
كل هذه الجمل وهذه الأوصاف يريد بها الله عز وجل -وهو أعلم- أن يزهد الإنسان في الدنيا ويرغب في الآخرة.
وإني سائلكم: مَن زَهِدَ في الدنيا ورغب في الآخرة هل يفوته شيء من نعيم الدنيا؟
الجواب: لا، حتى وإن افتقر، فإنه لا يفوته نعيم الدنيا، ودليل هذا من القرآن والسنة قول الله عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97] حياة مطمئنة مستريح البال فيها، لم يقل: لنكثرن ماله وأولاده وقصوره وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97] وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك في قوله: (عجباً لأمر المؤمن إنه أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له).
إِلَّا فِي كِتَابٍ وهذا الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه مقادير كل شيء (لما خلق الله سبحانه وتعالى القلم قال له: اكتب. قال: رب! وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) سبحان الله! ما أعظم هذا اللوح الذي يسع كل شيء إلى يوم القيامة، ولكن ليس هذا بغريب على قدرة الله عز وجل، لأن أمر الله إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82] ولقد كان الإنسان يتعجب من قبل ولا يستبعد أن يكتب في هذا اللوح مقادير كل شيء، والآن ظهر من صنع الآدمي قطعة صغيرة مسجل فيها آلاف الكلمات، أليس كذلك؟ بلى وتسمى الليزر، وهو عبارة عن لوحة صغيرة كالقرص تسجل فيها آلاف الكلمات، قد يسجل فيها جميع كتب الحديث المؤلفة، أو جميع التفاسير، أو جميع كتب الفقهاء وهي من صنع الآدمي، فكيف بصنع من يقول للشيء: كن فيكون، لما قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فالمصائب التي تصيب الناس هل هي في أمر سابق؟ أو هي مستأنفة؟
الجواب: الأول، ولهذا قال: إِلَّا فِي كِتَابٍ [الحديد:22].
قوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا [الحديد:22] (الهاء) في قوله: (نبرأها) قيل: إنها تعود على مصيبة، وقيل: على الأرض، وقيل: على الأنفس، وقيل: على الجميع، والصحيح أنها على الجميع، أي: من قبل أن نبرأ كل هذه الأشياء، أي: أن نخلقها، وذلك أن الله كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وخمسين ألف سنة مدة طويلة وهذا مكتوب.
إذاً.. مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا الضمير يعود على ماذا؟ أن نبرأ الأرض؟ أن نبرأ المصيبة؟ أن نبرأ الأنفس؟ أن نبرأ الجميع؟ الجميع. و(نبرأها) أي: نخلقها، بكم مدة؟ قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22] أي: إن كتابة هذه المصائب يسير على الله عز وجل، كيف يسره؟ لأنه قال للقلم: اكتب فكتب، وهذا يسير أم صعب؟ يسير، كلمة واحدة حصل بها كل شيء إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22] كل شيء فهو يسير على الله، لأن الأمر كلمة واحدة (كن فيكون) أرأيتم الخلائق يوم القيامة تبعث بكلمة واحدة، قال الله عز وجل: إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ [يس:53] وقال عز وجل: فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ [النازعات:13-14] أي: على وجه الأرض خرجوا من القبور، هذا يسير والله.
ولما قال زكريا لله عز وجل حين بشره بالولد: قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً [مريم:8] قال الله عز وجل: كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً [مريم:9] فأنا أوجدتك من قبل أن تكون، فبقدرتي أن يكون لك ولد بعد المدة الطويلة.
والله عز وجل لا يعجزه شيء، ولا يستعصي عنه شيء، ولا يتأخر عن أمره الكوني شيء إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22].
إذا علمت أن الشيء مكتوب من قبل فهل تندم على ما فات لأنه مكتوب والمكتوب لا بد أن يقع؟ هل تفرح فرح بطر واستغناء إذا آتاك الله الفضل؟ لا، لأنه من الله مكتوب من قبل فكن متوسطاً، لا تندم على ما مضى، ولا تفرح فرح بطرٍ واستغناء فيما أتاك الله من فضله؛ لأنه من الله، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) القوي في إيمانه، وليس القوي في بدنه، أصحاب الرياضة يجعلون هذا عنواناً (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) ويقولون: المراد المؤمن القوي في بدنه وهذا غلط، القوي هنا وصف يعود على ما سبقه وهو الإيمان، (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) هذا يسميه البلاغيون احتراس بمعنى أنه قد يظن الظان أن الضعيف لا خير فيه، فقال: (وفي كلٍّ خير)، ثم قال: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان) والإنسان إذا علم أن كل شيء مقدر ولا بد أن يقع رضي بما وقع، وعلم أنه لا يمكن رفع ما وقع أبداً، ولهذا يقال: دوام الحال من المحال، وتغيير الحال بمعنى رفع الشيء بعد وقوعه من المحال.
نعود إلى الآية لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد:23] مختال في فعله، فخور في قوله، ومن الاختيال في الفعل أن يجر ثوبه، أو مشلحه، أو عباءته، أو غير ذلك مما يدل على الخيلاء، حتى وإن لبس ثوباً وإن لم يكن نازلاً لكنه يعد خيلاء. الفخور والمعجب بنفسه هو الذي يقول: فعلت وفعلت وفعلت، يفخر به على الناس، لأنك ما دمت فاعلاً للشيء تريد ثواب الله، ما حاجة أن تفخر به على الناس! بل اشكر الله عليه وحدث به على أنه من نعمة الله عليك.
الجواب: أهل السنة هم المتمسكون بها تمسكاً واضحاً، ولهذا يسمون أهل السنة ، فإن قيل: أهل السنة في مقابلة الرافضة الشيعة دخل في هذا الأشعرية وغيرهم ممن ينتسب إلى السنة، ولهذا يقال: سنة وشيعة.
وإن أريد بـأهل السنة المتمسكون بها فهنا يخرج من خرج عن السنة بعدم التمسك بها، فـالأشاعرة مثلاً في باب الصفات ليسوا من أهل السنة لأن أهل السنة هم المتمسكون بها عقيدة وقولاً وعملاً، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين من بعدهم.
ولهذا تجد بعض المصنفين يجعلون أهل السنة ثلاثة أقسام: أشعرية وماتريدية وسلف وهذا غلط، إلا أن يراد في مقابلة الرافضة فلا بأس هم سنة، ولكن الصواب أن أهل السنة هم المتمسكون بها، ولهذا يقال: أهل السنة والجماعة، الجماعة: بمعنى الاجتماع، أي: متمسكون بالسنة مجتمعون عليها.
وأما هذه الشروط التي ذكرها في السؤال فلا وجه لها، بل يقال: من تمسك بالسنة عقيدة وقولاً وعملاً فهو من أهل السنة.
الشيخ: كم قيمته؟
السائل: قيمته مائة وثلاثة وسبعون ريالاً.
الشيخ: مائة وثلاثة وسبعون ريالاً فقط؟!
السائل: إي نعم.
الشيخ: فقط؟!
السائل: فقط هذا مقابل السلامة.
الشيخ: يعني مائة ألف ريال؟
السائل: لا، مائة وثلاثة وسبعون ريالاً.
الشيخ: فقط؟!
السائل: إي نعم.
السائل: هذا الشيك يا شيخ.
الشيخ: مقابل ماذا السلامة؟
السائل: يعني من الحوادث ومن المخالفات المرورية ولا تُسحب فيه فلوس ولكن مشتروات من شركة سابكو.
فالسؤال: هل يجوز بيع هذا الشيك بسعر أقل عن مائة وعشرين وهل يعتبر سلعة أم فلوساً؟
الشيخ: لا يجوز أبداً، لأنك أنت معطاه على أنه دراهم، لكن أنا في شك من هذه المعاملة، على أي أساس أعطوك؟ مسألة السلامة ليس لهم فيها دخل، لكن إذا سلمك الله من الحوادث هل هذا من فعلك؟
السائل: لا. ليس من فعلي.
الشيخ: من الله عز وجل. كيف يعطونك عوضاً على شيء ليس من فعلك. ثم إذا كان مكافئة فكيف تكون المكافئة مائة وسبعة وثلاثون ريالاً.
السائل: هذا الشيك يا شيخ معي؟
الشيخ: هذه شهادة مكتوب عليها وتخول حاملها الحصول على بضائع بقيمة مائة وثلاثة وسبعين ريالاً ولا أدري والله، لا أعرف الجواب عنه.
السائل: ما الحكم إذا بعته بأقل؟
الشيخ: لا، لا تبعه، رده عليهم.
السائل: يا شيخ أنا إذا انتظمت بالمرور فإن هذا يكون حافزاً لي وجائزة من الشركة نفسها.
الشيخ: لكن مائة وثلاثة وسبعين ريالاً ماذا يشتري الإنسان بها؟ كرتون تفاح!
السائل: نعم، هل أرده يا شيخ؟
الشيخ: إي والله، أرى الأحوط أنك ترده؛ لأنه والله في شك من هذا، إن كانت الأمور هذه عظيمة عندهم فليست جائزة مائة وثلاثة وسبعين ريالاً، ثم مائة وثلاثة وسبعون ريالاً هي مصلحة لهم؛ لأنه يقول: لابد أن تشتري بها حوائج منهم.
السائل: لا، ليس منهم من شركة أخرى.
الشيخ: أو من شركة أخرى ما عليهم هم، ما دام أنها ملكي أفعل بها ما أريد.
السائل: هناك موظفون كثر يمكن عشرة آلاف..
الشيخ: أما أنا ما عندي فيها جواب، والأسلم لك أن ترده فقط.
الجواب: أحسن شيء إما تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي لأنه واضح وليس فيه تكلف ولا شيء، أو تفسير ابن كثير، والباقي من التفاسير كلها طيبة إن شاء الله، لكن بعضهم غلب عليه مذهب الأشاعرة.
الشيخ: ما معناه؟
السائل: أنا أسألك.
الشيخ: تسألني عن فن هو تخريج الفروع على الأصول وما معناه؟
أنا أرى -بارك الله فيك- أن طلب العلم لا بد يكون على أصول، أولها: الكتاب والسنة، ثم المعاني الشرعية التي تعتبرها الشريعة؛ لأن معرفة الأصول مهم، وطالب العلم الذي لا يعرف العلم إلا مسائل فقط ناقص بلا شك، لأنه لو خرج قيد أنملة عن هذه المسائل التي يعرفها وقف، فأنت اعرف الأصول حتى تقيس عليها ما يتفرع عنها.
أما تخريج الفروع على الأصول فهذه بعض الناس قد يغالي فيها، فيدخل في الأصل ما ليس منه، وبعض الناس قاصر فيها فيخرج عن الأصل ما هو منه.
الشيخ: ذهبت إلى أين؟
السائل: ذهبت إلى هذا الرجل.
الشيخ: وهو ميت؟
السائل: وهو ميت.
الشيخ: تدعوه؟
السائل: نعم.
الشيخ: هي الآن بانت منك ليس بالطلاق؛ لأنها أشركت وارتدت عن الإسلام، الذي يدعو القبور مشرك شركاً أكبر، فالآن انظر هل تابت أو لم تتب؟ فإن انقضت العدة قبل أن تتوب فلا بد أن تجدد العقد، وإن تابت قبل انقضاء العدة فذلك المطلوب، وإن كانت جاهلة لا تدري أن هذا شرك فهي معذورة، ويبقى طلاقك أنت يميناً تكفره كفارة يمين، ولا تتعود على هذا، المرأة ليست رخيصة.
الجواب: أرى أن تعاملوهم كما يعاملونكم، حذو القذة بالقذة، لقول الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86].
السائل: ما الحكم إذا رأيته سجد على شيء؟
الشيخ: انصحه.
السائل: هل أرد عليه السلام؟
الشيخ: نعم لا بد إذا سلم أن ترد عليه السلام، كذلك إذا تبادلتم أنتم وإياهم العزائم فلا بأس، لكن كما قلت لك: لا بد من مراعاة المصلحة.
الشيخ: من الذي توفي؟
السائل: الرجل الذي لا يستطيع أن يحج أعطى رجلاً فلوساً يحج عنه وذهب ذاك الذي معه الفلوس يحج عنه فتوفي.
الشيخ: هل توفي قبل الحج أم بعده؟
السائل: توفي في الحج.
الشيخ: هل توفي في أثناء الحج؟
السائل: نعم، فمن يعتبر الشهيد الذي أعطى الفلوس ..؟
الشيخ: الشهيد؟
السائل: نعم.
الشيخ: ما في شهادة.
السائل: الذي توفي.
الشيخ: هل توفي في الحريق؟
السائل: نعم.
الشيخ: الذي احترق هو الشهيد.
السائل: وهل الذي أعطى الفلوس يعتبر حجه قد انتهى؟
الشيخ: نعم قد انتهى.
الجواب: أما وضع العباءة على القبر حين تنـزيل المرأة فهذا حسن، وقد ذكره العلماء وقالوا: إن قبر المرأة يسجى عند وضعها فيه -يعني: يغطى- وأما كونه لا يدخله إلا المحرم فليس بشرط، يجوز أن يدخلها محرمها أو غيره، ولهذا لما خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في جنازة إحدى بناته قال: (أيكم لم يقارف الليلة؟ فقال
الجواب: وأسمعك أن الإمام مالك رحمه الله قال: ينبغي أن يؤدب من يحلق شاربه.
أي: يقول الإمام مالك : الذي يحلق شاربه يؤدب؛ لأن السنة إنما وردت في قص الشارب أو حف الشارب أما حلقه بالكلية فيقول: إنه ينبغي أن يؤدب فاعله.
وليس هناك شيء اسمه مناسبات، فالشارب لا يحلق.
الشيخ: أولاً: بارك الله فيك الذي يحتاج إلى الغسيل هل يمكن أن يغسل في الليل أم لا؟
السائل: لكنهم يغسلون في النهار.
الشيخ: أسألك: هل يمكن أن يقول للأطباء: سأكون أغسل في الليل، إذا كان يمكن فلا يجوز في رمضان أن يغسلها في النهار، وإذا كان لا يمكن فإنه يفطر في النهار لأنه مريض، ويقضي فيما بعد.
الجواب: سب العلماء أشد إثماً؛ لأن سب العالم لا يكون الضرر فيه على شخص العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم؛ لأن العالم إذا سبه أحد نزل قدره في أعين الناس، وإذا نزل قدره في أعين الناس لم يتقبلوا منه، فيكون في ذلك ضرر على الشرعية التي يحملها، مع أن السب حرام سواء من العالم أو من العامي؛ قال الله عز وجل: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات:12].
الجواب: لا. ليس في ذلك شيء.
السائل: ما الحكم إذا تأخر الجمع أي: فصل بين الصلاتين؟
الشيخ: إذا كان الجمع جمع تأخير فالفصل لا يضر، وإذا كان جمع تقديم فالعلماء اختلفوا رحمهم الله: هل يضر الفصل أم لا يضر؟
فاختار شيخ الإسلام رحمه الله أن الفصل لا يضر في جمع التقديم كالتأخير، وقال: إن معنى الجمع الضم بأن يصلي الصلاتين في وقت إحداهما ولا فرق بين أن تتوالى الصلاتان أو لا تتوالى.
الشيخ: لا.
السائل: وحديث المسيء صلاته ما تأويله؟
الشيخ: المسيء في صلاته ذهب ورجع.
السائل: لكن كان في مرأى من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الشيخ: لا يضر، ما دام ذهب ورجع فليعد السلام، أما إذا كان في نفس المكان فما عهدنا أن الصحابة كانوا إذا أرادوا أن يسألوا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم سلموا أولاً.
الجواب: لا، هذا لا يجوز، هذه المسألة صورتها أن شخصاً احتاج سيارة وليس عنده دراهم فذهب إلى تاجر وقال: أنا أريد السيارة الفلانية اشترها لي وآخذها منك إلى أجل بزيادة، هذا محرم، لأنه حيلة؛ فالتاجر إنما اشتراها من أجل الرجل الذي جاء يطلبها وليست عنده من الأول، فإذا كان اشتراها من أجل أن يبيعها عليه بمؤجل مع الزيادة فهذا هو عين الربا، لكنه بدل ما يكون صريحاً صار خداعاً وحيلة، فبدلاً من أن يقول: يا أيها المحتاج إلى السيارة! هذه خمسون ألف ريال اشتر بها السيارة وهذه الخمسون عليك بستين إلى سنة، قال: أنا أشتري السيارة ثم أبيعها لك. فقد اشتراها التاجر من أجل المحتاج هذا ولم يشترها من أجل المحتاج رأفة به، ولهذا يبيعها بزيادة، وهذه لا شك أنها أخبث مما لو قال خذ خمسين ألف ريال وهي عليك بستين ألف ريال، وإنما كانت أخبث لأنها مبنية على الخداع، ومفسدة الربا متحققة فيها، ولا يمكن للربا العظيم الذي رتب الله عليه من العقوبة ما لم يرتب على ذنب دون الكفر، لا يمكن أن يكون حلالاً بمثل هذه الطريقة، لا يمكن للشخص أن يقول هكذا.
مثلما قال بعضهم: أنا سأشتري مثلاً ذهباً زنته مائة غرام بذهب زنته ثمانون غراماً، وأنوي العشرين الغرام أنها هبة وتبرعاً. هل هذا معقول؟
ليس بمعقول؛ لأننا لو قلنا: هذا جائز كان كل شخص يقدر على الربا ولا يهمه، ولا تغتر بفتوى من قال بالجواز في المسألة الأولى، فإنه لو تأمل المسألة حق التأمل لوجد أنها حيلة واضحة جداً على الربا، وأنه لا يمكن لهذه الشريعة العظيمة العزيزة الجانب أن تتنزل حتى تحل هذه المعاملة مع تحريم الربا.
السائل: إذا كان صاحب السيارة يحتج بأنه لا يجبر المشتري؟
الشيخ: كلمة (لا يجبر) لغو لا فائدة لها، هل هذا الذي جاء يطلب السيارة هل يمكن يهون هو الذي محتاج إلى السيارة، ما يمكن يهون، وقوله: لو هون ما أجبره. هذه كلها كلمة لا يمكن أن ينخدع بها المؤمن أبداً، ولهذا يقال لي: إن هذا الرجل إذا هون يأخذونه على إغماضه ويكتبون اسمه في القائمة السوداء، فلا يعاملونه بعد ذلك، مع أنه ما يهون، وهناك شروط تكتب عليه ما يمكنه من التهوين.
والمهم أنه يجب علينا قبل أن نعمل الأعمال أن ننظر من سنعامل، ألسنا نعامل رب العالمين، يجب أن نعلم أنه سبحانه وتعالى عليم بالسرائر، وأن نبيه محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات) وانظر إلى اليهود لما حرمت عليهم الشحوم، أذابوا الشحم ثم جعلوه ودكاً ثم باعوه وأكلوا ثمنه، ما أكلوا الشحم ولا أكلوا الودك، ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (قاتل الله اليهود) وصدق رسول الله حيث قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم) نحن بهذه المعاملات وأشباهها ارتكبنا ما ارتكبت اليهود، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل).
الجواب: أولاً: يجب أن نعلم أن السلفي ليس محصوراً على فئة معينة، كل من تمسك بمذهب السلف فهو سلفي، هذا السلفي سواءً تقدم زمنه أو تأخر.
وأما أن نجعله في فئة معينة نقول: هؤلاء سلفيون وهؤلاء عقلانيون فهذا غلط، ولكن ليعلم أن من العلماء من يغلب جانب العقل ومنهم من يغلب جانب الشرع، ولهذا تجد في كتب الخلاف الفقهية إذا أرادوا أن يتكلموا عن أصحاب أبي حنيفة رحمهم الله يصفونهم بأنهم أصحاب الرأي؛ لأن عندهم أصحاب الدليل وأصحاب الرأي.
فخذ هذه القاعدة: السلفي من تمسك بمذهب السلف ولا يختص بطائفة معينة، ولا يجوز أن نصنف الناس ونقول: هؤلاء سلفيون وهؤلاء عقلانيون، أو ما أشبه ذلك.
أقول: السلفي من أخذ بمذهب السلف عقيدة وقولاً وعملاً في أي مكان، ولا يصح أن نقسم المسلمين ونقول: هذا عقلاني، وهذا سلفي وما أشبه ذلك، بل يجب على الجميع أن يكونوا سلفيين، لا على أنها مسألة حزبية لا، على أنها هي الحق، قال الله عز وجل: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [التوبة:100].
الشيخ: الذي فيه هذا الرف؟
السائل: نعم.
الشيخ: والله أنا أكرهه لسببين:
السبب الأول: أنه عادة حادثة وأنا أحب من المسلم ألا يتغير عن عادته إلا إلى عادة أحسن، ولم تخالف الشرع.
والسبب الثاني: أن هذا الرف يؤثر على العين بحيث تضعف عن مقاومة شعاع الشمس، دع المسألة الآن على طبيعتها ولا يضر، ولقد أمسكت شاباً عليه هذا (الرف) في الليل بعد العشاء وقلت له: ماذا تريد بهذه الطاقية؟ لماذا لا تلبس (طاقيات) مثل الناس؟ قال: هي تقي من الشمس. نحن الآن بعد العشاء أين الشمس؟! انظر التقليد الأعمى. فأنا أكرهها لهذين السببين.
وأقول: ينبغي لنا أن نكون أعزة في أنفسنا، أقوياء الشخصية، وألا نتحول عن عاداتنا إلا إلى ما هو أحسن منها بشرط ألا يكون مخالفاً للشرع، أما كوننا نتلقى كل شيء منهم فهذا غلط.
الجواب: النظارة الشمسية لا أراها إلا لإنسان تحتاج عينه إليها، أما بدون حاجة فغلط؛ لأنه لا يتحمل فيما بعد أن ينظر إلى الشمس بدون النظارة، حاول ألا تلبس النظارة لا الشمسية ولا غيرها إلا إذا احتاجت العين لهذا، بحيث أنك إذا تركت النظارة الشمسية دمعت العين وسخنت فهذا لا بأس.
وهناك شيوخ كبار جداً ينظرون إلى الهلال ولا ينظر إليه الشباب الذين عندهم النظارات الشمسية، لكن العين ترى مثل الجسد، إذا رأيتها تعبانة من مطالعة أو تحديق في شيء توقف، كما أنك إذا قصرت توقف عن المشي، فهي عضو من الأعضاء.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر