إسلام ويب

لقاء الباب المفتوح [224]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بإرسال الرسل إلى بني البشر ليقيموا عليهم الحجج والبراهين الدالة على صدقهم من آيات ومعجزات شرعية وكونية، وما ذلك إلا لأجل أن يقوم الناس بالقسط والعدل وعبادة الله سبحانه، وليعلم الله أولياءه وأصفياءه من أعدائه المحاربين لهذا الدين.

    1.   

    تفسير آية من سورة الحديد

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا هو اللقاء الرابع والعشرون بعد المائتين من اللقاءات التي تسمى لقاء الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس الحادي والعشرون من شهر شوال، عام (1420هـ).

    نبتدئه بالكلام على قول الله تبارك وتعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحديد:25].

    تفسير قوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات)

    قال الله عز وجل: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ [الحديد:25] هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات حسب قواعد اللغة العربية:

    المؤكد الأول: القسم المقدر.

    المؤكد الثاني: اللام.

    المؤكد الثالث: قد.

    لأن تقدير اللام: والله! لقد أرسلنا رسلنا بالبينات. والتوكيد هنا ليس منصبَّاً على إرسال الرسل؛ لأن إرسال الرسل معلوم: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر:24] لكنه منصبٌّ على قوله: (بالبينات) أي: أن الرسل جاءوا بالبينات، والبينات صفة لموصوف محذوف، والتقدير: بالآيات البينات. أي: العلامات البينة الدالة على صدق رسالتهم وصحتها، فإن الله تعالى ما بعث نبياً إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، وهذا من الحكمة والرحمة.

    أما كونه من الحكمة فلأنه ليس من الحكمة أن يأتي رجل من بني آدم ويقول للناس: أنا رسول الله إليكم بدون آية وبدون بينة.

    وأما من الرحمة فلأن الناس لو كلفوا بالإيمان برسل الله دون بينات معهم لكان في ذلك مشقة عظيمة، فمن رحمة الله أن الله أيد الرسل بالآيات البينات الظاهرة.

    قال العلماء: والله تعالى من حكمته ورحمته جعل لكل نبي من الآيات ما يتبين به رسالته، وقالوا: إن موسى عليه الصلاة والسلام أتى بآيات بينات تعجز عنها السحرة مع قوة علم السحرة وانتشار السحر، لكن عجزوا أن يأتوا بمثل ما جاء به، ولا يخفى أن موسى عليه الصلاة والسلام كان معه عصا إذا ألقاها صارت حية، وإذا حملها صارت عصاً يهش بها على غنمه، ويتوكأ عليها، وله فيها حاجات أخرى.

    عيسى عليه السلام قالوا: إنه انتشر في وقته الطب وارتقى ارتقاءً بالغاً، فأتى بآية يعجز عنها الأطباء، ألا وهي: إحياء الموتى وإخراجهم من القبور، إبراء الأكمه والأبرص، وهذا يعجز عنه الطب.

    أما محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه أتى في زمن فشت فيه البلاغة باللسان العربي، وارتقت إلى أعلى مستوياتها البشرية فأنزل الله تعالى عليه هذا القرآن الذي أعجز هؤلاء العرب الفصحاء أن يأتوا بمثله، وتحدوا عدة مرات، فمرة قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88] ومعنى (ظهيراً) أي: معاوناً. وقال عز وجل: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ [هود:13] وقال عز وجل: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ [يونس:38] وقال عز وجل: أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ [الطور:33-34] أي حديث، وعجزوا عن ذلك.

    فالمهم أن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جاءوا بالآيات البينات حتى لا يبقى للناس عذر.

    تفسير قوله تعالى: (وأنزلنا معهم الكتاب والميزان)

    قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ [الحديد:25] (وأنزلنا معهم الكتاب) المراد به: الكتب، فهو اسم جنس، لأن موسى عليه السلام نزلت عليه التوراة، وعيسى الإنجيل، وداود آتاه الله زبوراً، وإبراهيم آتاه الله صحفاً، فالكتاب هنا اسم جنس يشمل الكتب كلها، ما من رسول إلا ومعه كتاب فيه الأمر والنهي، والخبر والقصص، وغير ذلك مما تقتضيه الحال.

    (والميزان) يعني: العدل، كما قال الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ [النحل:90] العدل الذي توزن به الأشياء في كل شيء، حتى في الموازنة بين الأصنام ورب العباد، انظر إلى قول الله تعالى: آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:59] يوازن (آلله خير أما يشركون) والجواب: الله خير، هذا عدل: قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ [البقرة:140]وأشياء كثيرة فيها العدل؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً، فأحكامه كلها عدل، وأخباره كلها أصول، ولهذا قال: (الميزان) وقد استدل العلماء رحمهم الله بهذه الآية: على أن القياس دليل شرعي، وهو حق، القياس في الأحكام الفقهية دليل شرعي لا إشكال فيه، وله أدلة ليس هذا موضع ذكرها.

    تفسير قوله تعالى: (ليقوم الناس بالقسط ...)

    قال تعالى: لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ [الحديد:25] أي: بالعدل، يعني: ما دام أنزلت كتب بوحي الله عز وجل نوزنه بالعقل إذاً لابد أن يقوم الناس بالقسط، فاللام في قوله (ليقوم) للتعليل، يعني: أرسلنا الرسل وأنزلنا معهم الكتاب، وأنزلنا معهم الميزان لهذه الحكمة: (ليقوم الناس بالقسط) ولهذا لا تجدوا أعدل من دين الله تعالى في كل زمان ومكان، وكل ما خالف دين الله عز وجل فهو جور وظلم، ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: أن أظلم الظلم أن تجعل لله نداً وهو خلقك، حين سئل: (أي الظلم أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك) فلو مشى الناس على شريعة الله لقاموا بالقسط، لكن كل من لم يتمشَ على شريعة الله فهو جائر، قال الله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ [النحل:9] يعني: ومن السبيل ما هو جائر وهو سبيل الظالمين.

    تفسير قوله تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ...)

    قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ [الحديد:25] (أنزلنا الحديد) أي: خلقناه لهم من المعادن، واستنبط بعض العلماء من قوله: (أنزلنا الحديد) على أن المعدن إذا كان في قمم الجبال فهو أقوى وأنفع مما كان في الأسفل، لأن النزول إنما يكون من أعلى، فالله أعلم، هذا يرجع إلى علم الجيولوجيا، لكن (أنزلنا) بمعنى: وضعنا لهم الحديد، وهو معدن معروف من أقوى المعادن.

    قوله: فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ بأس شديد في الحرب، تصنع منه السيوف والخناجر وجميع آلات الحرب، وإنما ذكره بعد ذكر الكتب؛ لأن الدين لا يقوم إلا بهذا، بالدعوة والقتال، فإذا أبى الكفار أن يكون دين الله هو العالي حينئذ يقاتلون، وبماذا؟ بالحديد، (فيه بأس شديد) أي: في الحرب.

    تفسير قوله تعالى: (ومنافع للناس)

    قال تعالى: وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ [الحديد:25] جمع المنافع؛ لأنها لا تحصى أجناسها، فضلاً عن أنواعها وأفرادها، من يحصي لي المنافع التي تحصل في الحديد؟ نعطيكم مهلة أسبوع، لا تستطيعوا أن تحصوه، ولهذا جاءت بالجمع المعروف بصيغة منتهى الجموع، (ومنافع للناس) دينية ودنيوية، فردية واجتماعية.

    تفسير قوله تعالى: (وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب)

    قال تعالى: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ [الحديد:25] معطوفة على (ليقوم الناس بالقسط).

    وقوله: (ليعلم من ينصره) المراد علم الظهور الذي يترتب عليه الثواب أو العقاب، أما علم أنه سيكون فهذا سابق على إرسال الرسل وإنزال الكتب؛ لأن الله لم يزل ولا يزال عالماً بكل شيء، فلا يشكل عليك الأمر لا تقل: إن الله لا يعلم إلا بعد هذا، نقول: نعم. العلم علمان: علم بالشيء قبل وجوده، وعلم بالشيء بعد وجوده، ما هو العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب؟ الثاني أو الأول؟ الثاني؛ لأن العلم السابق لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب حتى يمتحن الناس.

    إذاً: (ليعلم الله) أي: علم ظهور، أي: أنه ظهر ووقع بالفعل، هذه واحدة، وعلماً يترتب عليه الثواب والعقاب، أما العلم بأنه سيكون فهذا معلوم من الأزل.

    قوله: مَنْ يَنْصُرُهُ أي: ينصر دينه، وليس المعنى: ينصر نفس الله، لا، لأن الله غني عن العالمين، ولهذا قال الله تعالى: ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد:4]إذاً: ينصره بماذا تفسرها؟

    ينصر دينه، فلو قال القائل: كيف ينصر دينه والله يقول: مَنْ يَنْصُرُهُ ؟!

    هذا تفسير مخالف للفظ، وأنتم تنكرون على من يفسر القرآن بما يخالف ظاهر اللفظ فما الجواب؟

    الجواب: نحن لا ننكر على الناس إذا فسروا القرآن بما يخالف ظاهر اللفظ إذا كان ذلك بدليل، إذا كان هذا بدليل فإننا لا ننكر عليهم، ولهذا إذا قال قائل في قوله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل:98] إذا قال قائل: إن المعنى: إذا قرأت القرآن أي: أردت قراءته، فهذا فسره بخلاف ظاهره، هل نقول: هذا التفسير صحيح أو غير صحيح؟ صحيح؛ لأن الإنسان يستعيذ بالله إذا أراد أن يقرأ ما هو إذا أتم القراءة، بدليل فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ولأن هذا هو الذي يفيد أن يستعيذ الإنسان بالله قبل أن يقرأ ليقرأ والشيطان بعيد عنه.

    على كل حال: إذا قال لك قائل: كيف تفسر قوله تعالى: مَنْ يَنْصُرُهُ أي: من ينصر دينه، وأنت تنكر على من يفسر القرآن بخلاف ظاهره؟

    فالجواب: أننا لا ننكر من يفسر القرآن بخلاف ظاهره إذا كان في ذلك دليل صحيح، والدليل على أن المراد ينصر دينه قوله: إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحديد:25] لا يحتاج إلى أحد، فهو قوي عزيز غالب بقوة لا يلحقها ضعف.

    وقوله عز وجل: مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ [الحديد:25] نصر الرسل هل المراد أن ينصر الرسول نفسه أو أن ينصر الشريعة التي جاءت بها؟ الأمران إذا كان الرسول حياً فالمراد ينصر الرسول نفسه وشريعته، وبعد موته ينصر شريعته، وفي هذا دليل على أن نصر الشريعة نصر لمن جاء بها، فلا يشكل على هذا أن الله سبحانه وتعالى قد يميت الرسول قبل أن يرى النصر الواسع له، فنحن نقول: نصر شريعته نصر له.

    وقوله: بِالْغَيْبِ أي: أنه ينصر الله عز وجل، وينصر رسله وهو لم ير الله؛ لأن الله تعالى يُنْصَر ولا يُبْصَر، لا يرى في الدنيا، ولهذا قال بعض السلف : ينصرونه ولا يبصرونه، تفسيراً لقوله: (بالغيب) ينصرونه ولا يبصرونه، والمراد لا يبصرونه في الدنيا أما في الآخرة فنسأل الله تبارك وتعالى، فنظر الله تعالى حق، ثابت في القرآن والسنة وإجماع الصحابة.

    إذاً: (بالغيب) أي: ينصرون الله وهو غائب، ويحتمل أن يكون المعنى (بالغيب) أي: بغيبتهم عن الناس، فيكون في هذا دليلاً على إخلاصهم، وأنهم ليسوا ممن يعبدون الله إذا كانوا بين الناس بل يعبدون الله تعالى في الغيب والشهادة.

    تفسير قوله تعالى: (إن الله قوي عزيز ...)

    قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحديد:25] هذه الجملة استئنافية لبيان أن نصر الله عز وجل ليس عن ضعف ولا عن قهر، بل هو قوي عزيز لا يحتاج إلى أحد ينصره بنفسه ولكن النصر لدينه.

    نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه، إنه على كل شيء قدير.

    1.   

    الأسئلة

    أفضلية صلاة العيد داخل البلد لوجود عذر أو مشقة

    السؤال: لا شك أن صلاة العيد في المصلى هي أفضل، لكن إذا كان هناك عذر من برد شديد أو أمطار فهل الأفضل ننصب الخيام في المصلى، أو نصلي في البلد؟

    الجواب: الأفضل أن نصلي في البلد، لأن إقامة صلاة العيد في البلد عند العذر جاءت بها السنة، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يصلي بالعاجزين عن الصلاة في المصلى في نفس البلد، ولأن هذا أقل تكلفاً، ولأنه قد يكون مشقة على الناس قبل أن يصلوا إلى الخيام، فالمصلى ليس بين البيوت حتى نقول: يخرج الإنسان من بيته إلى الخيمة مباشرةً لابد من مسافة، هذه المسافة يلحق الناس منها أذىً ومشقة.

    كيفية تقدير وقت صلاة الفجر على الطائرة

    السؤال: رجل سيسافر من الرياض إلى أمريكا الساعة الواحدة ليلاً فكيف يقدر وقت صلاة الفجر؟

    الشيخ: يمشي فإذا طلع الفجر صلى ولو طالت المدة بين العشاء والفجر؛ لأنه إذا كان سيسافر غرباً فستطول المدة، المهم أنه لا يلزمه أن يصلي إلا إذا طلع الفجر، فإذا قال مضيف الطائرة: إنه طلع الفجر صلى.

    حكم مس الصبي للمصحف من غير طهارة

    السؤال: حكم مس المصحف للأطفال على غير طهارة؟

    الجواب: رخص به بعض العلماء بحجة: أن الطفل غير مكلف وغير ملزم، فالتكليف ساقط عنه فليمسه ولو بغير طهارة، لكن هذا التعليل عليل بل ميت؛ لأننا نقول لهذا الرجل: أرأيت لو صلى بلا طهارة هل تقول: إنه غير ملزم بالوضوء؟ لا. نقول: يجب عليه الوضوء وإلا فلا يصلي.

    كذلك مس المصحف نقول: إذا دلت الأدلة على أنه لا يجوز مس المصحف إلا بطهارة فليتطهر الصبي، لكن رخص بعض العلماء ترخيصاً أهون من هذا، قال: بالنسبة للصغار لهم أن يمسوا المصحف بشرط: ألا تقع أيديهم على الحروف، بل يمسه من الجانب وبشرط: أن يكون هذا من قطع الألواح التي يحملها الصغار عادة، فأجازوها والعمل على هذا القول.

    أما إذا كان الصبي يقرأ في المصحف فلابد من الوضوء.

    جواز دخول مدائن صالح لمن دخلها باكياً

    السؤال: هل يجوز زيارة مدائن صالح للعظة؟

    الجواب: يجوز بشرط: ألا يدخلها الإنسان إلا وهو يبكي. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا وأنتم باكون) أما أن يذهب إليها لينظر مدى قوة القوم فيما سبق فهذا لا يجوز، والفرق ظاهر، لأن هذا الذي يذهب إليها من أجل أن ينظر قوة هؤلاء ذهابه إليها نزهة وترف ولا كأنه وقع بهم من العذاب ما وقع، أما الذي يذهب إليها وهو يبكي ويخاف فهذا لا حرج فيه.

    ولهذا لما مر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذه الديار في سفره إلى تبوك قنع رأسه وأسرع في السير.

    حكم حراسة البنوك الربوية

    السؤال: ما حكم عمل حارس في بنك الراجحي؟

    الجواب: لا بأس أن يحرس بنك الراجحي، والبنك الأهلي، والبنك السعودي الأمريكي، والبنك السعودي البريطاني، والبنك السعودي الهولندي، وكل البنوك لا بأس أن يحرسها؛ لأنه يحفظ أموال الناس؛ ولأنه مأمور من الدولة، والدولة عليها حفظ أموال الناس المعاهدين والمسلمين.

    السائل: حتى لو كان في هذا البنك رباً يا شيخ؟!

    الشيخ: هو غالب معاملة البنوك بالربا، فنقول: لا بأس أن يحرسه ولا إثم عليه.

    حكم كشف المرأة رأسها لعذر مرضي

    السؤال: سائلة تسأل في إحدى الدول العربية فتقول: إنها بدأت ترتدي الحجاب في سن الخامسة عشرة وبعد سنتين تقريباً أصيبت بمرض السرطان في أذنها اليسرى، واحتاجت إلى عملية جراحية وتم استئصال هذا المرض، ثم أشار الطبيب وقال: إنه لابد من نزع الحجاب حتى يتعرض الرأس لأشعة الشمس، وبعده بسنة أصيبت بهذا المرض مرة أخرى وأصيبت بانتفاخ في الرأس، وذهبت إلى طبيب آخر وأشار إليها بمثل كلام الطبيب الأول وإزالة شعر رأسها حيث أن شعرها طويل وأنه يمنع وصول أشعة الشمس لتنفس شعر الرأس، فما هو قولكم في هذا؟

    الجواب: قولنا: ألا يطاع هؤلاء، يجب عليها أن ترتدي الحجاب وأن تغطي رأسها ووجهها، وأنا أسأل: هل هي دائمة في السوق؟ ليست دائماً في السوق، أكثر الوقت في بيتها، وإذا كانت أغلب الوقت في بيتها تخرج إلى السطح وتخلي رأسها يبين للشمس ساعة أو ساعتين أو ما شاءت، وكل هذا إما تخرص من هؤلاء الأطباء، وإما لغرض سيئ من أجل أن يذهب عنها الحياء؛ لأن المرأة إذا ذهب عنها الحياء صارت كأنها رجل أو أردى من الرجل.

    وذهاب الحياء له أسباب:

    منها: الاختلاط، ومنها: أن ترتدي المرأة من صغرها ألبسة بعيدة عن الحشمة وعن الحياء فتألف هذا الشيء.

    المهم قل لها: لا تطع هؤلاء، تحتجب، وما يدريها لعلها تطيعهم ثم يعود المرض فتكون آثمة والمرض باقٍ.

    توجيه حديث ابن عباس: (إن القرآن أنزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا)

    السؤال: توجيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما: [إن القرآن أنزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا

    الجواب: هذا الأثر لا تطمئن إليه النفس لا من جهة سنده ولا من جهة معناه، القرآن الكريم تكلم الله به حين إنزاله، وهو في اللوح المحفوظ هذا الذي جاء به القرآن: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [البروج:21-22] وقال: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ [الواقعة:77-79] وهذا اللوح المحفوظ، إما أنه نزل إلى بيت العزة إلى السماء الدنيا فهذا يحتاج إلى نص صريح من الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه.

    لزوم رفع من يستهزئ بالدين إلى المحاكم

    السؤال: هناك كُتَّاب يستهزئون بالدين ويستهزئون بسنن النبي صلى الله عليه وسلم وبالحدود الشرعية، وببعض قضايا الدين الغيبية، فما حكم رفع القضاء عليهم في بلد لا يحكم شرع الله ولا يقيم حد الردة بل يكتفي بتغريمهم أو سجنهم شهراً أو إيقاف حكم التنفيذ، فهل يجوز رفع قضايا عليهم؟

    الجواب: أسألك الآن: لو كانوا في بلد يقيمون الحدود هل يرفعون إلى الحاكم، أم لا؟

    السائل: نعم يرفعون.

    الشيخ: لو كانوا في بلد لا يقيمون الحدود أبداً ولا يتعرض الفاعل لا بحبس ولا تغريم يرفعون أو لا يرفعون؟

    السائل: لا يرفعون.

    الشيخ: بلد يعطيهم شيئاً من العقوبة ولكن ليست العقوبة التامة يرفعون أو لا يرفعون؟

    السائل: قد يرفعون وقد لا يرفعون.

    الشيخ: (قد) ليس بصحيح بل يرفعون؛ لأن في هذا من المصلحة أن يعرف أن شعائر الله محترمة ودين الله محترم بدليل أنها أنزلت العقوبة بهذا.

    فالآن عندك ثلاثة أقسام:

    قسم يطبق الشريعة ويعطي هذا حقه من العقوبة كاملاً، فهذا لا شك أنه يجب رفعه.

    قسم آخر لا يبالي، ولا يرفع بهذا رأساً، ولا يرى في هذا بأساً هذا لا يرفع! ما الفائدة؟!

    الثالث: يعطي نوعاً من العقوبة فيرفع.

    السائل: حتى لو كان مخالفاً لحكم الشرع؟

    الشيخ: لكنها عقوبة فأيهما أولى أن يعاقب عقوبة ويشتهر عند الناس: أنه عوقب لأنه فعل كذا وكذا، أو أن يسكت عنه يفعل ما شاء ويقتدي به من شاء، أيهما أولى؟

    السائل: يعاقب.

    كراهية فرقعة الأصابع في الصلاة

    السؤال: ما حكم فرقعة الأصابع في الصلاة؟

    الجواب: هي عمل أو غير عمل؟

    السائل: عمل.

    الشيخ: لمصلحة الصلاة، أو لغير مصلحة الصلاة؟

    السائل نفسه: لغير مصلحة الصلاة.

    الشيخ: إذاً هذا مكروه، كل عمل لغير مصلحة الصلاة فهو مكروه، وأما العمل لمصلحة الصلاة كما لو تقدم الإنسان للصف، أو قرب إلى الصف فهذا لا بأس به.

    كيفية التعامل مع جماعة التبليغ

    السؤال: نسب إليكم أحد الأشخاص أنكم تؤيدون جماعة التبليغ ، ما قولكم في هذا؟

    الجواب: كيف نؤيدهم ماذا نقول؟

    السائل: يقول: بأنك تقول: جائز الذهاب معهم.

    الشيخ: نعم. أنا أقول: جائز، وقد يتعين على طالب العلم الذي إذا خرج معهم أرشدهم إلى الحق، الجماعة ليسوا يفعلون المنكرات الظاهرة، لكن صحيح أنه ثبت عنهم قصور ويحتاجون إلى من يعلمهم ويرشدهم، وإلا فمن عرف حالهم وعرف إيثارهم وأخلاقهم وآثارهم يقول: هذه جماعة لا يوجد لها نظير.

    فهم أسلم على أيديهم كثير من الناس، وصلح على أيديهم كثير من الفساق، وهذا أمر لا ينكر، وفيهم من الإيثار واللطافة وحسن الخلق ما لا يوجد في غيرهم، لكن عندهم جهل لا شك، فإذا خرج الإنسان معهم ليرشدهم ويقول: يا إخواني! هذه مثلاً بدعة، هذه لم تأت بها السنة، فهذا خير، أنا أحب أن طلاب العلم يأتون بهم ويرشدونهم أو يخرجون معهم ويرشدونهم.

    أما أن نبقى نتلاعن فيما بيننا، ونبدع أو نكفر أو ما أشبه ذلك، فهذا غلط، ولا مجال لذكر الوقائع التي وقعت من تأثير هؤلاء في فساق وكفار وملحدين.

    لكن لو قال شاب: هل الأفضل أن أخرج معهم، أو أطلب العلم؟

    قلنا: الأفضل تطلب العلم لا شك؛ لأنهم هم ليس عندهم زيادة علم، أكثر ما عندهم النظر في الأخلاق والفضائل وما أشبه ذلك، وهم كثير منهم لا يميز بين الصحيح والضعيف.

    حكم زراعة الشعر

    السؤال: ما حكم استزراع الشعر؟

    الجواب: أنا أتوقف في هذا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة، واستأذنته امرأة في أن تصل شعر ابنتها لأنه مزقته الحصبة فمنع من ذلك.

    والحمد لله الإنسان إن كان عنده نشاط فذهاب الشعر لا يضره، وإن كان ضعيفاً لو زرع الشعر لا ينفعه.

    حكم من قال: إن إبليس ليس بكافر

    السؤال: ما حكم من قال: إن إبليس ليس بكافر، وأنه أقسم بعزة الله؟

    الجواب: وقول الله: إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة:34] الذي يقول ليس بكافر يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأنه كذب القرآن، وإقسامه بعزة الله لأنه يعرف أن الله عزيز، فأقسم بعزة الله عز وجل، وهو قال أيضاً: إني أخاف الله رب العالمين: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [الحشر:16] لكن هذا ليس خوف عبادة، هذا مثلما نحن نخاف الآن من الذئب والسبع وما أشبه ذلك.

    قل لهذا الأخ الذي قال لك: يتوب إلى الله عز وجل، ولا يكذب كلام الله عز وجل: إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة:34].

    السائل: يا شيخ هذا في كتاب؟

    الشيخ: ما أظنه في كتاب أين الكتاب؟

    حكم صلاة الكسوف في أوقات النهي

    السؤال: بأمر الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة الماضي خسف القمر بعد أذان الفجر، واختلف الناس هل يصلون أو لا يصلون، بعضهم صلى وبعضهم لم يصل، وإذا كان القمر طالعاً في النهار في الصباح أو في المساء وخسف فهل يصلي الناس أم لا؟

    الجواب: هو القمر كما تفضلت خسف بعد طلوع الفجر، فعلى من يرى أن ذوات الأسباب من النوافل لا تفعل في وقت النهي ورأى أن النهي يدخل من طلوع الفجر يقول: يحرم أن يصلي لأن هذا وقت نهي، وهذا هو المشهور في مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.

    ومن يرى أن ذوات الأسباب تفعل في أوقات النهي يقول: يصلي ولو بعد طلوع الفجر، بل ولو بعد صلاة الفجر، لكن بشرط: ألا يخفي النهار ضوء القمر، فأما إذا انتشر النهار وصار وجود القمر وعدمه سواء فإنه لا يصل، لقول الله تعالى: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً [الإسراء:12] وآية الليل هو القمر كما فسره بذلك مجاهد وغيره.

    وهو لا يمكن أن يكون له أثر إلا إذا كان الجو مظلماً، أما إذا ارتفع ضوء النهار فلا يصلى، هذا القول هو أرجح وأعدل الأقوال.

    على أن بعض أهل العلم يقولون: إن صلاة الكسوف فرض كفاية. وهذا هو القول المتعين، أنه لا يجوز للمسلمين تركه، والأفضل: أن تصلى في الجوامع أيضاً، ولذلك صلاتها يجهر فيها حتى لو كان ذلك في النهار إذا كسفت الشمس، لأنها صلاة اجتماع، وصلاة الاجتماع كلها أن يجتمع الناس في مكان واحد.

    حكم الشرب من ماء زمزم بعد ركعتي الطواف

    السؤال: بعض الكتب لم تذكر بعد الطواف وصلاة ركعتي الطواف الذهاب إلى زمزم، فهل ورد في الحج أم في العمرة أم في كليهما؟

    الجواب: هذه اختلف فيها العلماء: هل إن الرسول صلى الله عليه وسلم شرب ذلك تعبداً، أو إنه احتاج إلى الشرب وقام يشرب؟ ما ندري، فما دامت المسألة مشكوك فيها هل هي عبادة أو طبيعة لا نشرعها إلا لو أمر الرسول بهذا، فقال: من طاف فليشرب من ماء زمزم، أليس من الممكن أن الرسول لما طاف احتاج إلى الشرب؟ هذا ممكن لا شك، ولهذا لم يبلغني الآن أنه شرب حين طاف للعمرة عمرة الجعرانة ولا عمرة القضاء، وعلى هذا فيه احتمال قوي جداً: أنه شربه لحاجته إليه، فالذين لم يذكروه لأنهم لا يرون هذا، يرون أن هذا احتاج الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يشرب فشرب.

    إنما الشرب من ماء زمزم من حيث الأصل أمر مطلوب؛ لأنه (لما شرب له) كما جاء ذلك في حديث حسن عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكن لما شرب له لأي شيء؟ قيل: إنه لما شرب له لإزالة العطش أو لإزالة الجوع أو لإزالة المرض العضوي البدني، وأما تعميمه لكل شيء حتى الواحد يشرب لأجل أنه يتزوج، والله! في النفس من هذا شيء، أو يشرب لكي يصير ابن هشام في النحو وابن تيمية في الدين والعلم، ما أظن هذا، لكن نعم هو ينتفع به البدن بإزالة العطش وإزالة الجوع وإزالة السقم، كما جاء في حديث آخر أنه (شفاء سقم وطعام طعم).

    حكم من فاته الركوع الأول من الركعة الأولى من صلاة الكسوف

    السؤال: من فاته الركوع الأول من الركعة الأولى في صلاة الكسوف فهل يقضيها؟

    الجواب: يقضي الركعة كاملة، الكسوف في كل ركعة ركوعان والذي تدرك به الركعة هو الركوع الأول، أما الركوع الثاني فلا تدرك به الركعة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) ولابد أن يصلي ركعة كاملة بركوعيها بعد سلام الإمام.

    عدم إثم الشخص إذا لم يأمر أهله بالخروج لصلاة العيد

    السؤال: هل يأثم ولي أمر الأسرة بعدم أمره لأهله بالخروج لصلاة العيد؟

    الجواب: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل للناس: مروا أهلكم؛ لكنه أمر أن يخرج الناس حتى العواتق وذوات الخدور والحيض، إلا أن الحيض يعتزلن المصلى؛ لأن مصلى العيد مسجد، ولذلك يسن للإنسان إذا دخل مسجد العيد أن يصلي ركعتين إذا لم يكن الإمام قد حضر يصلي ركعتين تحية المسجد.

    تشجيع الطلاب على الصلاة في الصف الأول

    السؤال: في المدارس تقام صلاة الظهر ويتفاوت الطلاب بإدراكهم لأهمية الصلاة وفعلها على الكيفية المطلوبة، ويتسابقون على الصف الأول، فهل ممكن جعل الصف الأول للأكبر سناً، وكذلك الصف الثاني للذين يلونهم، حتى يتم تدريبهم على السنة القبلية قبل الظهر والسنة البعدية بعد الظهر لإدراكهم لذلك؟

    الجواب: هذا يتطلب أن نقول: أعطونا شهادة المواليد، ما دام أنه سنقدم الأكبر فالأكبر لازم يحضرون شهادة المواليد، لأنه ما يدري كثير من الناس تراه تقول: هذا عمره -مثلاً- عشرون سنة وإذا عمره أربعون سنة.

    السائل: المرحلة الابتدائية يا شيخ!

    الشيخ: المرحلة الابتدائية لو قيل: إنك تقدم الصغار لم يكن بعيداً لأنه أحفظ لهم، إذا تأخر الصغار فإنهم يلعبون، لكن نقول: نشجع الجميع نقول: الأسبق هو الأحق، من سبق إلى ما لم يسبق إليه فهو أحق به.

    حكم أخذ بدل الوديعة صرفاً من عملة أخرى

    السؤال: عندي بطاقة سحب (اكترون) صادر من دولة الكويت .

    الشيخ: أيش؟

    السائل: بطاقة سحب (اكترون) فيزة صادرة من دولة الكويت هل يجوز أن أسحب بها من لجنة الصرف الآلي في السعودية بالعملة السعودية، علماً بأنه يتم الحجز على المبلغ ثم يستقطع بعد أيام؟

    الجواب: إذا دعت الحاجة لهذا فلا بأس، وإلا فاصرفها دنانير كويتية ثم اصرف الدنانير ريالات سعودية.

    استحباب رفع اليدين في تكبيرات العيد والجنازة

    السؤال: بالنسبة لصلاة العيد وصلاة الجنازة هل يجب على المأموم أن يرفع يديه، أم فقط يكبر بالصوت؟

    الجواب: يرفع يديه عند كل تكبيرة في الجنازة وفي تكبيرة العيد؛ لأنها تكبيرات في حال القيام فاستحب فيها رفع اليدين، كما جاء هذا في السنة أيضاً وهي الأصل.

    جواز الجمع في الصلوات لشدة البرودة

    السؤال: هل يجوز جمع الصلاة في البرد الشديد وتكرار ذلك وخاصة في الظهر والعصر؟

    الجواب: والله! هذا ينظر: هل في هذا البرد الشديد هواء يلفح الناس ويؤذيهم فنعم يجوز الجمع، ودليل هذا: حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (جمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة من غير خوف ولا مطر، قالوا له: ما أراد إلى ذلك؟ -يعني لماذا صنع هذا- قال: أراد ألا يحرج أمته) وهذا يدل على أنه كلما وجدت المشقة جاز الجمع.

    حكم سداد الضامن للدين عمن ضمنه بزكاة ماله

    السؤال: رجل اشترى سيارة وضمنه ضامن وتأخر هذا المشتري في السداد، فهل لهذا الضامن أن يسدد عن هذا بزكاة ماله؛ لأنه إن لم يسدد فسوف تقوم الشركة باستقطاع من مال الضامن؟

    الجواب: أرأيت إذا سدد من زكاة ماله أليس يدفع عن نفسه؟

    بلى هو يدفع عن نفسه، والزكاة يجب أن تكون خالصة لله، ما للإنسان فيها شيء، لكن له أن يعطي الرجل دراهم من الزكاة إذا كان فقيراً ويقول: اقض دينك، أما أن يدفع عن نفسه المطالبة بزكاته فهذا لا يجوز.

    حكم تحية المسجد إذا خرج من المسجد بنية الرجوع

    السؤال: هل يلزم تكرار تحية المسجد بتكرار الخروج من المسجد؟

    الجواب: لا يلزم، إذا كان الإنسان من نيته أن يرجع عن قرب فلا يلزم كما لو خرج وتوضأ، أو خرج يكلم أحداً، فلا يلزم أن يكررها، أما لو خرج بنية عدم الرجوع، فهذا إذا رجع ولو بخطوة واحدة يصلي تحية المسجد، فيفرق بين من رجع عن قرب وبين من خرج لا ليرجع عن قرب، فالأول لا يحتاج إلى صلاة تحية المسجد، والثاني: يصلي تحية المسجد ولو لم يخط إلا خطوة واحدة.

    وفي تعبيرك: كلمة (يلزم) لا تظن أنها واجبة بمعنى: أن الإنسان يأثم بتركها، فإن الظاهر أن تحية المسجد ليست واجبة، لكنها سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعها.

    عدم جواز وضع الدين عن المدين المعسر على حساب الزكاة

    السؤال: رجل أقرض شخصاً ثم عجز المدين عن السداد لحاجته وفقره، فهل يجوز أن يتنازل عن هذا الدين ويعتبره من زكاة ماله؟

    الجواب: لا يجوز، يعني: لا يجوز للإنسان إذا كان عليه زكاة وله غريم معسر أن يسقط عنه من دينه بقدر زكاته، قال شيخ الإسلام : هذا لا يجوز بلا نزاع. ووجهه ظاهر، لأن الزكاة أخذ وإعطاء، قال الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً [التوبة:103] وقال النبي صلى الله عليه وسلم لـمعاذ بن جبل : (أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم) والدين ليس كذلك.

    ثالثاً: الدين على المعسر مال تالف في الواقع لأنه ربما يموت بلا وفاء، والمال الذي بيدك مال حاضر، لا يمكن أن تجعل التالف زكاة عن الحاضر، فإن هذا يشبه إخراج الزكاة الرديئة عن الزكاة الطيبة، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ [البقرة:267] يعني: لا تقصدوا الرديء فتخرجوا منه الزكاة.

    أهمية العدل بين الأولاد في العطية

    السؤال: بالنسبة للوالد أحياناً يعطي بعض أبنائه مالاً لحاجته، وهذه نقطة قد يرضى بها بقية الأبناء لكن على مضض مثلاً، وقد يعطي هبة هكذا يعني: للصغير مثلاً يراه احتاج دون غيره لأنه صغير كون عندهم بعض المال وهو ليس عنده شيء، هذه الأمور كثير منا يتحرج منها، قد يقع فيها ظلم، لكن هذا يحدث يفضل ولد على ولد لحاجته أو غير ذلك، ما قولكم في ذلك؟

    الجواب: الواجب في عطية الأولاد أن تكون بالعدل، لحديث بشير بن سعد حين أعطى ابنه النعمان بن بشير ولم يعط بقية أولاده، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) والعدل بين الأولاد: أن يعطي كل واحد منهم ما يحتاج إليه، فمثلاً: هذا الولد طالب يحتاج إلى الكتب يحتاج إلى أجرة للمعلم، فنعطيه وإن لم نعط إخوانه؛ لأن إخوانه لا يحتاجون، هذا ابن يحتاج إلى تزويج ما عنده فلوس فزوجه أبوه لا يلزم أن يعطي إخوانه مثلما أعطاه للزواج، يلزمه إذا بلغ إخوانه النكاح أن يزوجهم إذا كان عنده شيء، ألم تر أن الإنسان يكون له ابن وبنت الابن يحتاج إلى غترة وطاقية والبنت تحتاج إلى خروص وإلى أسورة وإلى خواتم يعطي الولد قيمة الغترة والطاقية والبنت قيمة الخروص والأسورة والخواتم، أيهم أكثر؟ الثاني أكثر، لكن لأنها تحتاج.

    ولهذا من الخطأ الفادح والجهل الفاضح: أن بعض الناس إذا زوج أولاده الكبار الذين لا يستطيعون الزواج لأنفسهم وله أولاد صغار أوصى لأولاده الصغار بقدر ما أعطى الكبار للنكاح، وهذا غلط، حتى لو مات فالوصية لا تنفذ، ويعطى ما أوصى به للصغار يدخل في التركة ويقسم على فرائض الله.

    حسناً ما تقول: فيما لو كان له ولدان احتاج كل منهم إلى سيارة، فأعطى واحد أعلى السيارات والثاني الوسط، يجوز أو لا يجوز؟

    السائل: يجوز، إذا كان هذا يحتاج إلى سيارة كبيرة ....

    الشيخ: لا، كلهم يقرءون في مدرسة سواء.

    السائل: هذا لا يجوز إذا كانوا سواء.

    الشيخ: إذا قال: أنا أعطي لهذا ما يوصله إلى المدرسة ويرده سيارة، نقول: لا يجوز، لأن السيارة تختلف هذه مثلاً بستين ألفاً وهذه بأربعين ألفاً، كذلك لو ألبس أحد الأولاد لباساً فاخراً والآخر دون ذلك فإنه لم يعدل، لا يقول: أنا أعطيتهم ما يستر العورة، نقول: لا، هذا لا يجوز لابد أن يكونوا سواء أو متقاربين؛ لأن التسوية من كل وجه قد تكون متعذرة لكن متقارب.

    حسناً: لو أعطى الصبي الصغير حلوى لأنه صاح فأعطاه حلوى يسكته نقول: أعط الكبير حلوى؟

    السائل: لا أعطيه.

    الشيخ: لا تعطيه، حتى لو أعطيته ينقد عليك، لأنه هذا يرضى به عادة.

    السائل: بالنسبة للسيارة -يا شيخ- أحياناً يحتاج الأخ أو الأخوان إلى سيارة رحلات بعيدة مثلاً بخلاف الثاني.

    الشيخ: ما يضر، على كل حال: إذا أعطى كل واحد ما يحتاج فلا بأس.

    حكم امرأة خرجت للحج فسمعت بوفاة زوجها

    السؤال: إذا خرجت المرأة حاجة وبعد وصولها إلى جدة سمعت بوفاة زوجها، فهل لها أن تتم الحج، أو أن تجلس للحداد؟

    الجواب: تتم الحج؛ لأن الآن إن رجعت سترجع بسفر، وإن بقيت بقيت في سفر مستمر، فتتم الحج لا سيما إذا كان فريضة ثم بعد ذلك ترجع، وحتى لو كان نافلة لها أن تستمر.

    وجوب المهر الجديد والعقد الجديد على الزوج إذا انتهت عدة زوجته المطلقة

    السؤال: رجل طلق زوجته لأول مرة طلاقاً رجعياً ولم يراجعها حتى انتهت مدة المراجعة فيقول: هل ترجع لي الآن بعقد جديد، أم يكتفى بالشهود، مع العلم: أنه لو كان بعقد جديد ربما طمعوا بي وتعسرت المراجعة؟

    الجواب: إذا تمت العدة حرمت على الزوج وصار الزوج كسائر الناس، يخطبها من جديد ويعقد لها من جديد ويسلم المهر الذي يتفق الطرفان عليه، ولابد، قال الله تعالى: فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ [الطلاق:2].

    الفرق بين وسائل الدعوة ووسائل التأليف

    السؤال: ما رأي فضيلتكم هل وسائل الدعوة توقيفية، أم اجتهادية كالأناشيد الإسلامية تعطى للشباب لغرض هدايتهم؟

    الشيخ: هو على كل حال: الدعوة إلى الله عز وجل بأي طريقة، لكن المعلوم أن أفضل ما يدعى به الناس كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57] هذا أفضل شيء.

    لكن إذا كان هناك شباب بعيدون وأردنا أن نتألفهم تألفاً إما بإحداث رياضة مباحة، وإما بأناشيد غير محرمة فلا بأس.

    إذا كان الآن التأليف على الإسلام لا يكون بالدراهم، المؤلفة قلوبهم يعطون من الزكاة يزاحمون الفقراء ويعطون من الزكاة وهي مال لتأليفهم، فما يقال: إنه وسائل دعوة فهذا فيه إيهام في الواقع، الدعوة لا تكون إلا بالكتاب والسنة، لكن التأليف بأي سبب بأي طريقة غير محرمة ألِّف الناس، وكثير من الشباب مثلاً قد ينفر من الدعاة لأن بعض الدعاة لا يلينون لهم، فإذا أراد أن يجذب شباباً بأن يخرج مثلاً بعد العصر للعب الكرة أو للمسابقة على الأقدام أو ما أشبه ذلك هذا طيب من باب التأليف.

    السائل: ما هي شروط الأناشيد حتى تكون مشروعة؟

    الشيخ: ما أستطيع لأنه الآن تنوعت الأناشيد، حتى أصبحت تشبه في أدائها أداء الأغاني الهابطة هذه.

    حكم الحج على من عليه دين

    السؤال: هل الدين يمنع من الحج، وإذا كان مانعاً من الحج فما الحكم بالنسبة لديون البنوك الطويلة، لا سيما بنك التسليف فالديون فيه ربما تستغرق العمر كله، ولا نستطيع سدادها إلا ..؟

    الجواب: الدين إذا كان حالاً مقدم على الحج لسبقه وجوب الحج، فيوفي الدين ويحج، فإذا لم يكن عنده شيء وبعد وفاء الدين ينتظر حتى يغنيه الله، وإذا كان مؤجلاً نظرنا: إن كان الإنسان واثقاً من نفسه أنه إذا حلَّ الأجل يسدده فإن الدين هنا لا يمنع وجوب الحج سواء أذن له الدائن أم لم يأذن، وإن كان لا يضمن من القدرة على الوفاء فإنه ينتظر حتى يحلَّ الأجل ويوفي، وبناء على ذلك نقول: من عنده لصندوق التنمية العقارية ديون إذا كان يعرف من نفسه أنه إذا حلَّ الأجل أوفاه يجب عليه الحج ولو كان عليه دين.

    عدم جواز الاستنابة لمن لا يقيم الحروف في الإمامة

    السؤال: شخص استناب في الإمامة لإقامة الصلاة عنه رجلاً، لكن هذا الشخص النائب لا يقيم الحروف مثل القاف والغين وهكذا، فهو يسأل هل يجوز له علماً بأن الحضور من المأمومين لا يستطيعون الصلاة، وهو الآن في حرج يا شيخ؟

    الجواب: أقول: إنه لا يحل للإمام أن ينيب عنه من لا يقيم الحروف، وإذا لم يجد إلا هذا يبقى لا يذهب لا يميناً ولا يساراً، أو يستقيل من الوظيفة. هذا أمر.

    بالنسبة للمأمومين يرفعون الأمر إلى الجهات المسئولة ويطلبون من الجهات المسئولة بأن ينظروا شخصاً يقيم القراءة.

    السائل: هي منطقة سوق.

    الشيخ: حتى منطقة السوق لا يصلون خلف من لا يقيم القراءة مع القدرة على غيره، أما لو تعذر إلا هذا فاتقوا الله ما استطعتم.

    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767950020