إسلام ويب

لقاء الباب المفتوح [226]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • في هذا الدرس تحدث الشيخ عن أمور تتعلق بالمناسك، فذكر أنواع الأنساك بالإضافة إلى ذلك ذكر صفة العمرة وما يتعلق بها. ثم انتقل بعد ذلك إلى صفة الحج وما يتعلق به من أركان وواجبات وسنن. وختم كلمته بوقفات ومسائل مهمة تتعلق بالحج على سبيل الإيضاح، وسبب ذلك يعود إلى أهمية الموضوع لما يقع فيه من مخالفات شرعية. ثم بعد ذلك انتقل الشيخ للإجابة عن الأسئلة المهمة التي تركز أكثرها على مسائل الحج والعمرة.

    1.   

    أنواع أنساك الحج .. وصفتها

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا هو اللقاء السادس والعشرون بعد المائتين من اللقاءات المعروفة بلقاء الباب المفتوح، التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الحادي عشر من شهر ذي القعدة من عام (1420هـ).

    كنا نبدأ هذا اللقاء بتفسير آيات من كتاب الله عز وجل، ونعم الكتاب، شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، ولكن بمناسبة قرب الحج أحببنا أن نتكلم فيما يتعلق بالمناسك، وقد سبق شروط وجوب الحج وأنها خمسة: الإسلام، العقل، البلوغ، الحرية، القدرة، وبينا ما يترتب على هذه الشروط فيما اجتمعت فيه وما اختلفت.

    أما الآن فنتكلم عن أنواع الأنساك، فأنواع الأنساك حسب التتبع ثلاثة: التمتع والقران والإفراد.

    فأما التمتع: فهو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ويحل منها، ثم يحرم بالحج من عامه، وأشهر الحج: شوال، ذو القعدة ذو الحجة. مثال ذلك: رجل أحرم بعد دخول شهر شوال بالعمرة ناوياً الحج، فطاف وسعى وقصر ثم بقي في مكة إلى وقت الحج فحج.

    وأما القران فله صفتان:

    الصفة الأولى: أن يحرم بالحج والعمرة جميعاً، فيقول: لبيك عمرة وحجاً.

    الصفة الثانية: أن يحرم بالعمرة أولاً، ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافه.

    مثال هذا: رجل أحرم بعمرة في أشهر الحج، وفي أثناء الإحرام نوى إدخال الحج على العمرة قبل أن يشرع في طوافها، فلا حرج.

    وأما الإفراد فهو: أن يحرم بالحج مفرداً من أول الأمر، فيقول: لبيك حجاً.

    وأفضل هذه الأنساك هو التمتع؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أصحابه بذلك وحتم عليهم، وقال: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولأحللت معكم).

    والتمتع هو: أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ويحل منها، ثم يحرم بالحج من عامه. هذا هو الأفضل الذي أمر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، وهو أيضاً أيسر للمكلف؛ لأنه يحل حلاً تاماً بين العمرة والحج، وهذا لا شك أنه يعطي الإنسان راحة.

    ثالثاً: أنه يحصل على نسكين مستقلين: العمرة وحدها والحج وحده، فلو وصل إلى مكة في اليوم الثامن، فربما يقال: إما أن يكون مفرداً وإما أن يكون قارناً؛ لأنه ليس هناك زمن يحصل به التمتع بين العمرة والحج.

    ثم يلي التمتع القران؛ لأن فيه جمعاً بين النسكين الحج والعمرة، وفيه الهدي كالتمتع.

    ثم الإفراد.

    1.   

    صفة العمرة

    كيفية الإحرام والتلبية

    إذا وصل الميقات اغتسل اغتسالاً تاماً كما يغتسل للجنابة، لا فرق في هذا بين الرجال والنساء، ولا بين النساء الطاهرات والنساء الحائضات، الكل يغتسل كما يغتسل للجنابة، ثم يتطيب الرجل في رأسه ولحيته بأطيب ما يجد، ويكثر حتى يرى بريق الطيب في رأسه، ثم يلبس إزاراً ورداءً، والأفضل أن يكونا أبيضين نظيفين أو جديدين، ثم يلبي قائلاً: لبيك اللهم عمرة إذا ركب السيارة، وإن شاء بعد الصلاة إن كان هناك صلاة، لبيك عمرة .. لبيك عمرة .. لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك، يصوت بها الرجل وتخفيها المرأة، ويقول: لبيك عمرة، أي: يسمي نسكه في التلبية، فإذا وصل إلى مكة دخل المسجد الحرام، ويقدم رجله اليمنى ويقول: باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.

    صفة الطواف بالبيت

    ثم يتجه إلى الكعبة ليطوف، وإذا شرع في الطواف قطع التلبية، فيبدأ بالحجر الأسود يستلمه، أي: يمسحه بيده اليمنى ويقبله إن أمكن، فإن لم يمكن التقبيل واستلمه باليد قبَّل اليد، فإن لم يمكن أشار إليه، ويقول في ابتداء الطواف: باسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

    ثم يستمر في الطواف، وفي هذا الطواف يسن أن يضطبع في جميع الأشواط، ومعنى الاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، ويُسن أيضاً: أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط.

    والرمل: أن يسرع المشي مع مقاربة الخطا، أي: لا يمد خطوته كما هي العادة أن الإنسان إذا أسرع لا بد أن يمد خطوته، لكن هنا لا يمد خطوته في الأشواط الثلاثة الأولى.

    ويقول في بقية طوافه ما شاء من ذكر أو قراءة قرآن أو دعاء، فإذا وصل إلى الركن اليماني مسحه بيده، فإن لم يستطع مر به ولا يفعل شيئاً لا إشارة ولا غيرها، ولا تكبيراً أيضاً، ويقول بينه وبين الحجر الأسود: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] فإن انتهى من هذا الدعاء قبل أن يحاذي الحجر الأسود فإنه يكرره.

    صلاة ركعتين خلف المقام

    فإذا أتم سبعة أشواط، تقدم إلى مقام إبراهيم وقرأ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً [البقرة:125] فصلى ركعتين خلف المقام لكن يبعد عن الطائفين؛ لئلا يتأذى بهم ويتأذوا به، يقرأ في الأولى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وفي الثانية: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] مع الفاتحة ويخففهما، ولا يبقى بعدهما في مكانه، بل ينصرف فوراً ليدع المكان لمن يحتاجه من الناس.

    السعي بين الصفا والمروة

    يتجه إلى المسعى من ناحية الصفا فإذا أقبل على الصفا ودنا منه قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة:158] ثم يصعد على الصفا ويستقبل القبلة ويرفع يديه يدعو، فيقول: الله أكبر ثلاث مرات (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) ثم يدعو بما أراد، ثم يعيد الذكر مرة ثانية ثم يدعو بما أراد، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة ثم ينزل متجهاً إلى المروة، فإذا مر بالركن الأخضر -العمود- سعى -يعني: ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع- حتى يصل إلى الركن الأخضر الآخر، ثم يمشي طبيعياً حتى يصل إلى المروة، فيصعد عليها ويستقبل القبلة ويرفع يديه يدعو الله تعالى بما دعا به في الصفا. هذا شوط.

    ثم يرجع إلى الصفا يمشي في موضع مشيه ويسعى في موضع سعيه، فيرقى على الصفا ويفعل كما فعل أولاً، وهذا شوط آخر، حتى يتم سبعة أشواط.

    وفي طوافه يدعو بما شاء، ويذكر الله بما شاء ويقرأ القرآن ولا يعيد قراءة الآية: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لا يعيدها لا عند الصفا ولا عند المروة؛ لأن هذه الآية إنما تتلى أول مرة إذا دنا من الصفا.

    التقصير من جميع الرأس

    فإذا أتم سبعة أشواط فإنه يقصر من شعره من جميع الرأس، وبذلك تمت العمرة وحل من إحرامه، الحل كله حتى من النساء، فإذا كان معه أهله فلا حرج أن يباشرهم.

    1.   

    صفة الحج

    ما يفعله القارن والمنفرد

    القارن والمفرد يفعل عند الميقات كما فعل المتمتع، يغتسل ويتطيب ويلبس الإزار والرداء، ويقول: لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك، ويقول إن كان مفرداً: لبيك حجاً، وإن كان قارناً: لبيك عمرة وحجاً. ويستمر في التلبية إلى أن يرمي جمرة العقبة، فإذا وصل إلى الكعبة، فعل كما فعل المتمتع في الطواف وفي السعي، ولكنه لا يقصر بعد انتهاء السعي؛ لأنه لا يحل إلا يوم العيد، ويبقى على إحرامه، فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج إن كان متمتعاً، وإن كان قارناً فهو لا يزال على إحرامه، ويفعل عند إحرامه في الحج كما فعل عند إحرامه في العمرة، فماذا يصنع في اليوم الثامن؟

    يغتسل ويلبس إحرامه ثم يقول: لبيك حجاً يلبي بالحج: لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك.

    النزول بمنى والوقوف بعرفة ومزدلفة

    يخرج الحجاج كلهم -المتمتع والقارن والمفرد- فينـزلون بـمنى، ويصلون فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً بلا جمع، فإذا كان اليوم التاسع، دفعوا بعد طلوع الشمس إلى عرفة، فينـزلون بـنمرة إن تيسر وإلا استمروا إلى عرفة ونزلوا بها، حتى إذا زالت الشمس -يعني: حلَّ وقت صلاة الظهر- صلوا الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ثم شرعوا بعد ذلك في الدعاء إلى غروب الشمس.

    ويدعو الحاج بما شاء من أمور الدين والدنيا، وإذا تعب وملَّ يروح عن نفسه إما بحديث مع أصحابه، وإما بقراءة كتب، وإما بقراءة قرآن، ومما يدفع الملل أن يمسك الإنسان المصحف إن كان لا يحفظ، أو يقرأ إن كان يحفظ، كلما مر بآية رحمة سأل، وبآية وعيد تعوذ، وبآية تسبيح سبح، وهذا في الحقيقة يجمع بين القراءة والدعاء، والغالب أنه إذا سلك هذا لا يمل فليفعل؛ لأنه خير، إلى أن تغرب الشمس من اليوم التاسع فيدفع بعد غروب الشمس من عرفة إلى مزدلفة، ويصلي بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ويبيت بها إلى طلوع الفجر.

    رمي الجمار

    فإذا طلع الفجر صلى الفجر بسنتها، وبقي يذكر الله سبحانه وتعالى بما أحب، إلى أن يسفر جداً، فيدفع قبل أن تطلع الشمس متجهاً إلى منى، ويسلك أقرب طريق إلى الجمرة -جمرة العقبة- لأن النبي صلى الله عليه وسلم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة، فيرمي الجمرة -جمرة العقبة- بسبع حصيات يأخذهن من أي مكان شاء، يكبر مع كل حصاة تذللاً لله عز وجل، وتأسياً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإقامة لذكر الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إنما جعل الطواف بالبيت وبـالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله).

    النحر والحلق

    ثم ينحر هديه، إن كان متمتعاً أو قارناً، فالهدي واجب، وإن كان مفرداً فالهدي تطوع، ثم يحلق رأسه، والحلق أفضل من التقصير؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حلق ودعا للمحلقين ثلاث مرات، وفي الرابعة بعد المراجعة دعا للمقصرين.

    وبالرمي والحلق أو التقصير يحل التحلل الأول وإن لم ينحر؛ لأن النحر لا علاقة له بالتحلل.

    طواف الإفاضة

    ثم ينـزل إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة: وهو طواف الحج بالنسبة للمتمتع والمفرد، وبالنسبة للقارن طواف حج وعمرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة وقد قرنت: (طوافك بالبيت يسعك لحجك وعمرتك).

    السعي بعد طواف الإفاضة

    ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعاً؛ لأن السعي الأول للعمرة، وإن كان قارناً أو مفرداً سعى أيضاً إلا إذا كان قد سعى بعد طواف القدوم فيكفي السعي الأول.

    المبيت بمنى ورمي الجمرات

    ثم يخرج إلى منى فيبيت بها ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر، وبعد الزوال يرمي الجمرات الثلاث الأولى، ثم الوسطى، ثم العقبة، الأولى تسمى الصغرى، والوسطى الوسطى، والعقبة جمرة العقبة، يرمي كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات، يقول عند رمي كل حصاة: الله أكبر.

    فإذا فرغ من الجمرة الأولى، تقدم قليلاً حتى لا يتأذى بالمزاحمة، فوقف مستقبلاً القبلة رافعاً يديه يدعو الله تعالى دعاءً طويلاً فيما أحب، وكذلك أيضاً بعد رمي الوسطى، أما العقبة فلا وقوف بعدها لا يوم النحر ولا الأيام التي بعدها.

    فإذا رمى اليوم الثاني عشر فله الخيار بين أن يبقى إلى الثالث عشر ويرمي، أو ينـزل إلى مكة وينهي الحج، لقول الله تعالى: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203].

    طواف الوداع

    إذا أراد أن يرجع إلى بلده طاف طواف الوداع سبعة أشواط بثيابه المعتادة وبدون سعي ويكون الطواف عند السفر.

    وبذلك تمت صفة الحج والعمرة، والذي يجب على المرء الذي يريد الحج أن يتعلم كيف يعتمر وكيف يحج، وأن يعرف محظورات الإحرام ما هي حتى يتجنبها، فيعبد الله تعالى على بصيرة.

    1.   

    مسائل هامة في الحج

    وهنا وقفات:

    الوقوف بعرفة دون النزول قبلها في منى

    منها: لو أن الإنسان أحرم بالحج اليوم الثامن وسار إلى عرفة دون أن ينـزل إلى منى؟ فهذا جائر، ولكنه خلاف الأصل، ودليل هذا: حديث عروة بن مضرس رضي الله عنه، أنه أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يصلي الفجر في مزدلفة وأخبره أنه من طيء ، وأنه ما ترك جبلاً إلا وقف عنده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من شهد صلاتنا هذه -يعني بـالمزدلفة- فوقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بـعرفة ليلاً أو نهاراً، فقد تم حجه وقضى تفثه) ولم يذكر المبيت في منى ليلة التاسع، فدل هذا على أنه ليس بواجب.

    الوصول إلى عرفة بعد العصر

    ومنها: لو لم يحضر الإنسان إلى عرفة إلا بعد العصر فإنه يجزئه، لكن كلما تقدم فهو أفضل، والوقوف بعد الزوال.

    الدفع من عرفة قبل غروب الشمس

    ومنها: لو وقف بـعرفة ودفع قبل غروب الشمس كان ذلك حراماً عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف حتى غابت الشمس ثم دفع وقال: (خذوا عني مناسككم).

    الوصول إلى عرفة بعد غروب الشمس

    ومنها: لو لم يأت إلى عرفة إلا بعد غروب الشمس فوقف بها ثم دفع فإن حجه صحيح؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـعروة بن المضرس وقد وقف قبل ذلك بـعرفة ليلاً أو نهاراً، وليس عليه دم.

    الدفع من مزدلفة قبل الفجر

    ومنها: لو دفع من مزدلفة قبل الفجر فهل هذا جائز؟

    الجواب: نعم هو جائز، لكن الأفضل أن يبقى حتى يصلي الفجر فيها ويسفر جداً، إلا أنه إذا كان يخشى من الزحام فالأفضل أن يتقدم، ويرمي الجمرة متى وصل إلى منى ولو قبل الفجر؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أذن للضعفة والنساء أن يتقدموا إلى منى فيرموا قبل زحمة الناس.

    تأخير رمي جمرة العقبة من الصباح إلى المساء

    ومنها: لو أخر رمي جمرة العقبة من الصباح إلى المساء فلا بأس، لكنه يبقى على إحرامه؛ لأنه لا يحل التحلل الأول إلا إذا رمى وحلق أو قصر.

    تقديم أعمال اليوم العاشر بعضها على بعض

    ومنها: لو قدَّم النحر على الرمي، أي: أنه وصل إلى منى بعد أن ارتفعت الشمس، ورأى أن المنحر أقرب إليه من الجمرة فنحر قبل أن يرمي، فلا حرج.

    ومنها: لو حلق قبل أن ينحر، يعني: رمى الجمرة ووجد أن الحلاقين قريبون منه فحلق قبل أن ينحر فلا بأس.

    ومنها: لو نزل من مزدلفة إلى مكة رأساً وطاف وسعى ثم خرج إلى منى فرمى ونحر وحلق، فلا بأس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم العيد يسأل في التقديم والتأخير فما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: (افعل ولا حرج) وهذا من تيسير الله عز وجل.

    التعجيل لمن لم يتيسر له الرمي إلا بعد الغروب

    ومنها: لو تعجل الإنسان، أي: أراد أن يخرج من منى يوم الثاني عشر وارتحل لكن لم يتيسر له الرمي إلا بعد الغروب فهل يلزمه أن يبقى في منى ويرمي اليوم الثالث، أو يستمر في سيره؟

    الجواب: يستمر في سيره؛ لأن الرجل تعجل وارتحل وحبسه حابس عن الخروج قبل الغروب فيستمر.

    حكم طواف الوداع قبل رمي الجمار

    ومنها: لو طاف للوداع في صباح اليوم الثاني عشر، ثم خرج إلى منى ورمى الجمرات بعد الزوال ومشى إلى بلده، فهذا لا يجوز؛ لأن طواف الوداع يجب أن يكون آخر شيء، وهذا جعل آخر شيء الرمي فلا يجوز.

    النزول إلى الأبطح ثم الرجوع إلى منى لرمي الجمرات

    ومنها: لو ارتحل من منى في الضحى ونزل في الأبطح ، أو في بيته ولما زالت الشمس خرج إلى منى ورمى الجمرات، فهذا جائز؛ لأن بعض الناس يختارون هذا؛ لأنه أسهل في الزحام أن يتقدم قبل أن ينصرف الناس، فيتقدم وينزل في أي مكان شاء، وإذا زالت الشمس رجع إلى منى فرمى الجمرات الثلاث، ثم يطوف للوداع إذا كان يريد المشي.

    هل يجزئ طواف الإفاضة عن طواف الوداع

    ومنها: لو أخر طواف الإفاضة، فطافه عند الخروج فإنه يجزئه عن طواف الوداع؛ لأن المقصود بطواف الوداع أن يكون آخر عهد الإنسان بالبيت الطواف وقد حصل بالبيت، كما لو دخل المسجد وصلى الفريضة أجزأته عن تحية المسجد.

    عدد طواف النبي عليه الصلاة والسلام بالبيت في حجة الوداع

    ومنها: لو أن الإنسان طاف وسعى وقصر وحل، فهل الأفضل أن يأتي إلى البيت ويطوف، أو الأفضل ألا يطوف؟ الأفضل ألا يطوف، بل يدع المطاف لمن يحتاجه، ولذلك لم يطف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حجة الوداع إلا طوافاً واحداً فقط، الفريضة: طواف الإفاضة والوداع وطواف القدوم، ثلاثة طوافات، ولم يطف طواف تطوع أبداً، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأنت إذا جئت لتطوف ستتأذى من الزحام وتؤذي غيرك وتضيق المكان مع أنه ليس بسنة في هذه الحال، فاعرف هذه الأمور حتى تعبد الله على بصيرة.

    وإلى هنا ينتهي ذكر صفة الحج والعمرة، نرجو الله تعالى أن ينفع به.

    1.   

    الأسئلة

    حكم إحرام من خرج من مكة بعد العمرة بنية الرجوع وهو متمتع

    السؤال: من كان متمتعاً وأتم أعمال العمرة ثم خرج إلى المدينة هل يلزمه الإحرام في مثل هذه الحالة؟

    الشيخ: خرج إلى المدينة بنية الرجوع؟

    السائل: نعم بنية الرجوع.

    الشيخ: لا يلزمه الإحرام؛ لأنه متمتع، ويبقى على حله، وفي اليوم الثامن يحرم بالحج.

    حكم المبيت بمنى لمن يعمل في مصلحة الحجاج

    السؤال: رجل سائق ويشتغل وهو مُحرم هل يلزمه أن يبيت بـمنى، كما إذا كان داخل مكة وفي مكان خارج منها؟

    الجواب: السائق هذا هل هو يسوق بمعني: يستعمل سيارته في مصلحة الحجاج أم لا؟

    إن كان في مصلحة الحجاج فلا بأس؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رخص للرعاة في ترك المبيت في منى، وإن كان لمصلحة نفسه فلا، لا بد أن يبيت في منى .

    الدعاء للوالدين المتوفيين أفضل لهما من الحج والعمرة

    السؤال: بعض الناس يتوفى والده أو والدته فيريد أن يقدم لهم عملاً صالحاً فأول ما يتبادر إلى ذهنه أن يحج عن عنهما وهو قد حج الواجب، فهل الأفضل في هذه الحالة أن يدعو لهما ويكثر الدعاء في الأماكن الطيبة والأزمنة الطيبة، أم أنه يحج عنهما ويعتمر عنهما؟

    الجواب: الأفضل أن يدعو لهما، ويجعل الحج والعمرة لنفسه، ودليل هذا: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) ولم يقل: يحج عنه أو يعتمر عنه، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن ليدع الأفضل ويذكر المفضول، بل لا يذكر للأمة إلا الأفضل؛ لأننا نعلم أنه أنصح الخلق للخلق.

    وأنت أيها الإنسان محتاج للعمل الصالح، وسيأتي يوم تتمنى أن في ميزانك حسنة واحدة.

    حكم دفع المال إلى شخص ليحج به عن شخص متوفى

    السؤال: بعض الناس يدفعون مبلغاً من المال عن شخص متوفٍ ويقول: هذا المبلغ حج به عن أبي أو أمي أو خالي أو كذا، فما حكم هذا؟ وما هو الأفضل؟

    الجواب: الأفضل ألا يفعل، والنقود التي يعطيها هذا الرجل ليحج عن أبيه أو أمه يعطيها إنساناً لم يؤد الفريضة ليؤدي الفريضة، وهذا أفضل بكثير؛ لأنه إذا أدى هذه الدراهم لشخص لم يؤد الفريضة، كان له مثل أجر هذا الذي أدى الفريضة.

    السائل: إذا كان المتوفى لم يؤد الفريضة؟

    الشيخ: إذا كان لم يؤد الفريضة فلا بأس أن يؤدي الفريضة عنه.

    وصية لطالب العلم المبتدئ

    السؤال: هل من وصية لطالب العلم المبتدئ؟

    الجواب: الوصية لكل إنسان أن يخلص النية لله عز وجل، وألا يكون قصده بذلك الرئاسة ولا الجاه ولا المال، بل ويكون مقصده أن يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره، وأن يقيم الملة ويدافع عنها ويحميها، هذا أفضل شيء.

    حكم الزكاة على من كان مديناً

    السؤال: توفي رجل وخلف وراءه عشرة آلاف ريال، فمضى عليها الحول، هل تزكى وهو عليه دين بنحو خمسة عشر ألفاً؟

    الجواب: نعم تزكى، لأن الصحيح أن الزكاة واجبة حتى على المدين، فتزكى أولاً مائتين وخمسين ريالاً على العشرة آلاف، ثم يقضي الدين.

    التحذير من صاحب البدعة ولو كان من أهل الخير

    السؤال: رجل صاحب طريقة من طرق الصوفية يرى التصوف ويقيم بعض البدع، إلا أن هذا الرجل يساعد في إقامة أعمال الخير، فمثل هذا الرجل إذا أُنِكر عليه بدعته وشهر بين الناس انقطع عن مساعدة أهل البر وأهل الخير، فما رأيكم يا شيخ؟

    الجواب: هل هذا الرجل مؤثر في دعوته؟

    السائل: نعم يا شيخ يدعو إلى بدعته.

    الشيخ: إذاً أيهما أعظم: الفقر، أو الضلال؟

    السائل: الضلال.

    الشيخ: الضلال أعظم، فيجب إن كان هذا الرجل داعية ومؤثراً أن يحذر منه حتى لو قطع هو إحسان نفسه فإنما حرم نفسه، أما أن يبقى يضل عباد الله من أجل أن يكسب من ورائه درهماً أو درهمين لا يمكن.

    حكم الأكل من الشيء المنذور به

    السؤال: من نذر أن يذبح لله شاة هل له أن يأكل منها؟

    الجواب: ما هو سبب النذر؟

    السائل: إن شفاه الله.

    الشيخ: لا يأكل منها، إذا نذر الإنسان لله نذراً في مقابلة نعمة أو دفع نقمة فإنه لا يأكل منها؛ لأنها شكر لله عز وجل لهذه النعمة، فمثلاً إذا قال: إن ولد لي ولد ذكر فلله عليَّ نذر أن أذبح شاة، نقول: إذا حصل هذا اذبح شاة وتصدق بها.

    السائل: هل يذبح شاة أخرى وقد أكل من الأولى؟

    الشيخ: لا، لكن يضمن مقدار ما أكل، فكم كيلو أكل؟

    السائل: لا أعلم.

    الشيخ: كيلوين؟

    السائل: تقريباً.

    الشيخ: إذاً يشتري كيلوين لحم ويتصدق بهما.

    حكم نقل القبر المنفرد

    السؤال: هل يجوز نقل القبر إلى المقبرة للمصلحة، حيث وأنها قريبة من البيت؟

    الشيخ: وهل البيت قريب من المقبرة؟

    السائل: لا. القبر لوحده.

    الشيخ: لماذا؟

    السائل: كان قديماً لوحده.

    الشيخ: هذا تراجع فيه جهتان: القضاء ليبين لك الحكم الشرعي، والبلدية لتبين لك موضع القبر.

    حكم الهدية من ولي أمر الطالب للمدرسة

    السؤال: إذا قدَّم ولي أمر طالب للمدرسة هدية، وهذا الطالب متفوق ولا يريد بهذه الهدية إنجاحه ولا زيادة درجاته، وإنما هدية لمدرسة خيرية أو مدرسة تحفيظ قرآن.

    الشيخ: هل هي مساعدة للمدرسة؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: لمصلحة المدرسة؟

    السائل: نعم لمصلحة المدرسة.

    الشيخ: لا بأس، الممنوع أن يكون لشخص من القائمين على المدرسة.

    حكم تأخير طواف القدوم للقارن

    السؤال: بالنسبة لطواف القارن في العمرة هل يلزم أن يكون في البداية، أو يؤجله مع الحج؟

    الشيخ: تعني طواف القدوم.

    السائل: نعم.

    الشيخ: لا. ليس بلازم، لو ذهب الإنسان -مثلاً- في اليوم الثامن إلى منى رأساً فلا حرج، لأن طواف القدوم بالنسبة للقارن والمفرد سنة.

    حكم من نسي الحلق أثناء تأدية المناسك

    السؤال: رجل طاف طواف العمرة وسعى ولم يحلق رأسه إلا عندما قدم إلى بلده أو أثناء الطريق، ثم خلع ثيابه وحلق رأسه وتحلل يعني لبس ثيابه مرة ..

    الشيخ: لماذا؟

    السائل: لم يذكر يا شيخ.

    الشيخ: هل نسي؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: أرجو إن شاء الله أن لا شيء عليه، لأن المشكلة الآن أنه قد طاف طواف الوداع.

    السائل: نعم. طاف وتذكر أثناء الطريق.

    الشيخ: أرجو ألا يكون عليه شيء.

    السائل: لم يطف يا شيخ؛ لأنه طاف وسعى ثم خرج ولم يطف.

    الشيخ: الحمد لله هذه أهون، حلق بعد ذلك؟

    السائل: حلق أثناء الطريق وهو في الطائرة.

    الشيخ: لا بأس.

    حكم الجمع والقصر في الصلاة بمنى للحاج

    السؤال: الحاج إذا جمع وقصر في منى هل ينكر عليه؟

    الجواب: في منى لا يوجد جمع.

    السائل: إذا جمع عن جهل.

    الشيخ: إذا جمع فلا بأس؛ لأنه مسافر، والمسافر يجوز له الجمع، لكن هل يختار الجمع وعنده هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟

    السائل: لا ما يختار لكن لا ننكر عليه.

    الشيخ: لا. تبين له وتقول: هذا خلاف السنة، لكن قد يكون الإنسان معذوراً، إما لأنه يشق عليه الوضوء، أو أن الماء قليل، أو ما أشبه ذلك من الأعذار، فلا بأس أن يجمع.

    حكم من نسي التقصير ثم دخل في الحج وكان متمتعاً

    السؤال: المتمتع إذا نسي التقصير من شعره ثم دخل في الحج، وتذكر بعد ما دخل في الحج؟

    الجواب: هذه مسألة عظيمة، وبعض العلماء يقول: لا حج له؛ لأنه أحرم بالحج في غير موضعه، إذ أنه لو كان يريد أن يكون قارناً لأحرم بالحج قبل الطواف، فهو الآن غير قارن ولا متمتع.

    والذي نرى: أنه متمتع، وأنه يلزمه فدية لترك الحلق، أو لترك التقصير، فإن عمرة المتمتع ليس فيها حلق، فيلزمه فدية لترك التقصير، وحجه صحيح إن شاء الله.

    حكم تقصير المرأة شعرها بنفسها

    السؤال: المرأة إذا قصرت شعرها بنفسها هل يلزمها شيء؟

    الجواب: لا. إذا قصرت المرأة شعرها بنفسها، أو حلق الرجل رأسه بنفسه، أو حلقه له محرم، أو حلقه له محل، كل هذا جائز.

    حكم صيام الست من شوال قبل القضاء

    السؤال: ذكر عن سماحتكم أنك أفتيت في صيام ستة من شوال: أنها تجوز قبل قضاء المرأة لصيامها من رمضان، وهذا انتشر في مدينة الرياض في حي من أحيائها عن سماحتكم؟

    الجواب: أين وجدوا هذه الفتوى؟

    السائل: ذكرتها إحدى المدرسات.

    الشيخ: أين السند من هذه المدرسة إلى الفتوى.

    السائل: أحد طلبة العلم الموجودين حولكم يا سماحة الشيخ.

    الشيخ: أين هو مجهول أو معلوم؟

    السائل: معلوم إلا أنه لا يسعني ذكر اسمه.

    الشيخ: ممنوع.

    السائل: لا. يذكر اسمه إن شاء الله بعد الدرس.

    الشيخ: لا. بلغه سلامي وقل: إنه كذب عليَّ، فعليه إثم الكاذبين، وكذب في حكم شرعي فعليه إثم الحاكمين بغير الشرع، نحن صرحنا في عدة أماكن بأنه: إذا صام الست من شوال ولو بقي عليه يوم واحد من رمضان فإنه لا يثاب عليها ثواب الصائم ستاً، بل يثاب ثواب صيام فقط، على أن بعض العلماء يقول: لا يثاب ولا ثواب صيام؛ لأنه لا يمكن أن يتنفل بالصوم وعليه فريضة.

    بلغه سلامي وقل له: يستغفر الله من كذبه عليَّ، وإذا شاء أن يأتي إليَّ كي يستحلني حتى ننظر كيف نعزره، ويبين لكل من قال لهم: إني أفتيت بهذا يقول: إنه كان متوهماً.

    حكم طواف الإفاضة يوم عرفة

    السؤال: رجل حج خمس حجات وهو مفرد، وكل حجة يأتي يوم عرفة إلى مكة ويطوف طوافاً بنية طواف الإفاضة فما حكم فعله هذا يا شيخ؟

    الشيخ: كل الحجات هذه غير صحيحة، وكلها باطلة؛ لأنه ترك طواف الإفاضة وهو ركن لا يتم الحج إلا به بالإجماع، ووقت طواف الإفاضة بعد الوقوف بـعرفة ومزدلفة .

    إحياء الموتى ليس كرامة للأولياء

    السؤال: هل من كرامات الأولياء: إحياء الموتى؟

    الجواب: هذه من آيات الأنبياء، وليس كل الأنبياء أيضاً، بل لا نعرف أن الله أحيا الأموات على سبيل العموم، إلا لعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وأما كرامات الأولياء فربما تكون قضية معينة يكون الإنسان مثلاً ماتت راحلته فدعا الله أن يحييها حتى توصله البلد، أو ما أشبه ذلك، فهذا يذكر عن بعض التابعين أنه حصل له مثل هذا، وأما على سبيل العموم فلا.

    انتبه! لا يكون في هذا تغرير وخداع، يأتي إنسان من الذين يدعون أنهم أولياء ويقول: أنا أحيي الموتى، كيف؟ فيعطي الشاة إبرة بنج وإذا قارب انتهاء المفعول البنج، قال: أيها الشاة احيي بإذن الله، وإذا انتهى البنج تحركت، لأنه يوجد من هؤلاء الكذبة من قد يصنع مثل هذا.

    حكم زواج التحليل وما يترتب عليه من أحكام

    السؤال: رجل تزوج امرأة بنية تحليلها للزوج الأول، فما حكم رجوعها للزوج الأول؟

    الجواب: أولاً نقول: إن هذا الرجل الذي تزوجها هو تيس، هل تعرف التيس؟

    السائل: ذكر الماعز يا شيخ.

    الشيخ: إذاً هذا يسمى التيس المستعار.

    ثانياً: إذا كان الزوج الأول عالماً بذلك أو مواطئً لهذا الرجل، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لعن المحلل والمحلل له) كلاهما ملعون، مطرود عن رحمة الله.

    ثالثاً: نكاح الثاني نكاح باطل، ووطئه هذه المرأة وطئ زنا.

    رابعاً: هذه المرأة لا تحل للزوج الأول، لأن الله تعالى قال: حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ [البقرة:230] وهذا ليس زوجاً، الثاني هذا غير زوج؛ لأن عقده باطل.

    وإذا كان هذا الأمر واقعاً بلغهم عني: أن الثاني ملعون والأول ملعون، إذا كان باتفاق معه، وعلى الثاني أن يتوب إلى الله عز وجل، والأول لا تحل له الزوجة، بلغهم عني وإن شاء الله تعالى أنت أمين.

    حكم من أفطر رمضان لعذر ولم يقض إلى أن دخل رمضان الثاني

    السؤال: والدتي جاءها مرض في عام (1419هـ) قبل رمضان فلم تصم شهر رمضان كله، واستمر معها المرض تقريباً إلى (1420هـ) الذي هو رمضان (1420هـ) وقبله بأيام شفيت، وأعانها الله وصامت رمضان الذي عام (1420هـ) ما حكم رمضان (1419هـ) الذي ما صامته التي كانت فيه مريضه؟

    الجواب: تستطيع أن تقضيها أو ما تستطيع؟

    السائل: حالياً يعني يمكن وما يمكن.

    الشيخ: ولو يوم وراء يوم.

    السائل: إذا كانت تقدر لو ثلاثة أيام يومين إلى أن ينتهي؟

    الشيخ: يلزمها أن تفعل.

    حكم سجود التلاوة في غير موضعه

    السؤال: إمام في صلاة العشاء قرأ قوله تعالى: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [آل عمران:113] فسجد يا شيخ سجود تلاوة، ظناً منه أنها محل سجدة، فما حكمه؟

    الجواب: هذا صلاته صحيحة؛ لأنه جاهل، فليُعلَّم ويقال: الحمد الله، المصحف الآن فيه بيان مواضع السجود احفظها.

    السائل: المشكلة أنه من طلبة العلم يا شيخ، أي: أنه في جامعة من الجامعات ..

    الشيخ: والله من طلبة العلم كل إنسان عالم بكل شيء، ما أكثر ما يفوت الإنسان من العلم، لكن بلِّغه وقل له: إن هذا ليس محل سجود، وإنما السجود توقيفي، لو قلنا: إذا قرأت قول الله تعالى: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:98-99] لقلنا: يسجد، مثل: كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق:19] لكنه لا يسجد في (وكن من الساجدين).

    فالمهم أنك تقول له: محل السجود -والحمد الله- مبين على هوامش المصاحف فارجع إليه، وقيده في ورقة حتى لا تنسى.

    السائل: هل يسجد سجود سهو؟

    الشيخ: لا. الآن قد مضت من زمان.

    السائل: ما فهمت؟

    الشيخ: أقول: مضت ليس ممكن أن يسجد الآن، متى هم صلوا؟

    مداخلة: يقصد إذا تكرر.

    الشيخ: إذا تكرر يسجد للسهو عن زيادة.

    حكم من حج وعليه دين مقسط

    السؤال: رجل حج وعليه دين مقسط من غير أن يستأذن من صاحب الدين ومتأخر في بعض الأقساط ما حكم حجه يا شيخ؟

    الجواب: هل عنده مال يثق من نفسه بوفائه إذا حل؟

    السائل: لا يا شيخ؛ الدين مقسط.

    الشيخ: أنا فاهم أنه مقسط، لكن -مثلاً- إذا قدم الدين مثل البنك العقاري الآن الدين -مثلاً- يحل في جمادى وجاء وقت الحج وعنده مال، ويعرف من نفسه أنه إذا جاء وقت القسط يوفي، فهذا لا بأس أن يحج وإن لم يستأذن من صاحب الدين، أما إذا كان لا يثق من نفسه أو كما قلت: عليه أقساط ما أوفى بها فلا يحج.

    السائل: ما حكم حجه؟

    الشيخ: هو يكون آثماً لكن حجه صحيح، وكيف الله سبحانه وتعالى يرخص له وهو يذهب يكلف نفسه؟!! أفلا يخشى أن يموت في طريقه إلى الحج أو بعد رجوعه؟!!

    حكم من حل من إحرامه ولم يذبح الهدي

    السؤال: قالت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بال الناس حلوا ولم تحل يا رسول الله؟ قال: لبَّت رأسي وقلَّدت هديي فلم أحل حتى يبلغ الهدي محله) وقلنا: إذا قصر الإنسان رأسه أو حلق ورمى الجمرة هل حل وهو لم يذبح الهدي حتى الآن؟

    الجواب: إي نعم. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا أحل حتى أنحر) لأنه ساق الهدي، أما غيره الذي ما ساق الهدي، فله أن يقدم ويؤخر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن التقديم والتأخير فلم ير في هذا بأساً.

    حكم المسح على الحجر الأسود في جميع الأشواط

    السؤال: بالنسبة للذي يطوف بالبيت قلنا في الطواف الأول: يقبل الركن الأسود إن أمكن وإلا يلمسه أو يكبر، فهذا في الشوط الأول، فما الحكم في بقية الأشواط؟

    الجواب: الحكم نفسه.

    السائل: وإن لم يفعل، يعني: تركها قصداً؟

    الشيخ: إن لم يفعل ليس عليه شيء؛ لأن هذا سنة، والمقصود هو الطواف.

    السائل: والتكبير؟

    الشيخ: التكبير والمسح والتقبيل كل هذا سنة.

    الحج دين مقدم على الوصية والإرث

    السؤال: رجل توفى وله من البقر قرابة الأربعمائة وله أولاد، فتوفي وورثه أبناؤه وهم بعيدون.

    الشيخ: وهل معه زوجاته؟

    السائل: نعم.

    الشيخ: وأمه وأبوه؟

    السائل: أمه وأبوه متوفيان، فهل يجب على هؤلاء الأولاد أن يحجوا عن أبيهم؟

    الشيخ: هل أدى الفريضة؟

    السائل: لا.

    الشيخ: الحج دين مقدم على الوصية وعلى الإرث.

    السائل: وهم أيضاً لم يحجوا بعد.

    الشيخ: ليس لهم من التركة شيء حتى يقضى الدين.

    السائل: حتى يحجوا له.

    الشيخ: نعم، حتى يقضى الدين.

    الجمع بين قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ويوم الجمعة

    السؤال: ورد الأمر بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وليلة الجمعة، هل الأفضل الإكثار من قراءة القرآن، أو من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟

    الجواب: يجمع بين هذا وهذا.

    حكم ركعتي الطواف خلف المقام

    السؤال: هل ركعتي الطواف لا بد أن تكون خلف المقام أو تجوز في أي مكان؟

    الجواب: خلف المقام هو الأفضل، وإن صلى في مكان آخر بعيد وهو أيسر له فهو أفضل؛ لأن المحافظة على ذات العبادة أولى من المحافظة على مكانها.

    حكم المسح على الجورب (الشراب) الخفيف

    السؤال: شاب لبس جورباً (شراباً) من النوع الخفيف يبين البشرة، ومسح عليه ثلاث صلوات، وعلم أن الجورب الخفيف لا يجزئ المسح عليه، هل عليه إثم أم لا؟

    الجواب: أولاً أسألك: لماذا قلت: شاب، وغير الشباب ما يفعل مثل هذا؟

    السائل: يعني وقع.

    الشيخ: أو بيان الواقع؟

    على كل حال: المسح على الجورب الخفيف جائز؛ لأنه لا يوجد دليل على أنه لا بد ألا يصف البشرة، ولا شيء عليه.

    حكم السعي بين الصفا والمروة عرياناً

    السؤال: ينص المذهب الحنبلي: على أن من سعى عرياناً يصح سعيه، أفلا يمكن أن ندخل هذا العمل في حديث رسول الله: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد

    الجواب: إي نعم. لكن السعي ليس له دخل في هذا الموضوع.

    السائل: من العمل.

    الشيخ: لا يشترط، لو يشترط ستر العورة لكان نعم، إذا طاف عرياناً يصح.

    السائل: ما ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم طاف عرياناً.

    الشيخ: على كل حال: هذا ليس له دخل في السعي، هذا حرام عليه، حتى لو فرض أن المسعى لا يوجد فيه أحد وأنه في ظلمة فهذا لا يجوز.

    السائل: لكن الآن إذا سعى عرياناً أمام الناس هل يصح منه؟

    الشيخ: هذا أحسن شيء له أن يغل ويذهب به إلى شهار، هل تعرف شهار؟ شهار هو محبس المجانين.

    حكم شراء الشيء باسم شيء آخر من أجل التخفيض

    السؤال: أعمل في إحدى المكتبات التابعة لإحدى الجامعات، وبعض المطبوعات يكون لها سعرين، سعر للأشخاص والأفراد العاديين، وسعر للمؤسسات والحكومات هل يصح أن نشتري المطبوعات بالسعر الخاص للأشخاص؛ لأنه يكون أقل بكثير من أسعار المكتبات؟

    الجواب: المعروف أن أسعار المكتبات أرخص؛ لأنهم يأخذون بالجملة.

    السائل: بالعكس للأشخاص رخيصة جداً وللمؤسسات تكون الأسعار مرتفعة.

    الشيخ: المهم على كل حال: لا يجوز أن يشترى باسم أحد الشيئين من أجل التخفيض، هذا حرام.

    حكم الجمعية التي تقام بين عدة أشخاص

    السؤال: إذا اجتمع عدة أشخاص على أن يأخذ الراتب كل شهر شخص منهم، فما حكمه يا شيخ؟

    الجواب: لا بأس، هذه يسمونها الجمعية، فهم يكونون -مثلاً- عشرة، فيأخذون من كل شخص ألف ريال لشخص منهم، وفي الشهر الثاني ألف ريال من كلٍ لشخص آخر، وهكذا، فهذا لا بأس به؛ لأنه من باب التعاون.

    مدى صحة الترجيحات التي في الممتع عن الشيخ ابن عثيمين

    السؤال: بالنسبة لكتاب الممتع هل يؤخذ الترجيحات المنقولة عنك فيه، لأننا سمعنا بعض طلبة العلم يقول: إنها ليست ترجيحاتك؟

    الجواب: لا. التي في الممتع صحيحة عني.

    السائل: صحيحة؟

    الشيخ: كلها صحيحة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767965352