أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والثلاثون بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الثاني والعشرون من شهر محرم عام (1421هـ).
نفتتح هذا اللقاء بما جرت به العادة من تفسير آيات من كتاب الله عز وجل.
(أَلَمْ تَرَ) أي: ألم تعلم؟ والمراد بذلك كل من يتوجه إليه الخطاب، فكل أحد يعلم هذا، إلا من أعمى الله بصيرته، والهمزة هنا للتقرير، وهكذا كلما وجدت همزة الاستفهام داخلة على (لم) فهي للتقرير، مثاله: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح:1] المعنى: قد شرحنا لك صدرك أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ [المجادلة:7] المعنى: قد رأيت أن الله.
يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ من صغير وكبير، يعلم ذلك قبل وبعد وقوعها عز وجل، فلا يضل الله ولا ينسى سبحانه وتعالى.
واعلم أيها الأخ المسلم! أن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلاً قبل أن يكون، علم متى يكون، وأين يكون، وكيف يكون، ثم كتب في اللوح المحفوظ -وهو لوح عظيم واسع- كتب فيه مقادير كل شيء إلى قيام الساعة، (لما خلق الله سبحانه وتعالى القلم قال له: اكتب. قال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة، فما كُتب على الإنسان فلا يخطئه، وما لم يكتب عليه لم يصبه، جفت الأقلام، وطويت الصحف) إذا آمنت بهذا اطمأننت واستقررت ولم تندم على فعل، ولا تحزن على مستقبل؛ لأن الإنسان إذا آمن بالقدر اطمأن، ولا حياة سعيدة إلا بالإيمان بالقدر، لو أن إنساناً سافر وأصابه حادث، وكان مؤمناً تمام الإيمان بالقدر ماذا يصنع؟
نقول: هذا قدر الله، فيرضى ويسلم ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فيطمئن وينشرح صدره، إذا أصيب بمرض يعلم أن هذا مكتوب عليه، ثم إذا ذكر الأجر هان عليه؛ لأن الأمراض والآلام في الدنيا مآلها إلى الزوال، والأجر ثابت، ولهذا قالت بعض النساء العارفات لما أصيبت إصبعها ولم تحزن ولم تتحدث بشيء قيل لها في هذا، قالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها. انظر الإيمان! كتب الله عز وجل في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة.
ثم هذا الذي يكون أيكون بمشيئة الله أم بغير مشيئة الله؟
الجواب: يكون بمشيئة الله، ما من شيء يحدث إلا بمشيئة الله، هو الذي شاء من قبل وشاءه عند وقوعه، ثم هذا الذي حصل مخلوق لله عز وجل، كل شيء مخلوق لله، حتى حركات الإنسان مخلوقة لله، أفعال الإنسان مخلوقة لله، حركاتي الآن وحركاتكم أنتم مخلوقة لله، كيف هذا؟ لأن هذه الحركة حدثت مني بأمرين: بإرادة وقدرة. لولا أني أردت أن أتحرك ما تحركت، ولو كنت عاجزاً ما تحركت، من خلق هذه الإرادة والقدرة؟ الله عز وجل هو الذي أودع فيك الإرادة وأودع فيك القدرة، فكل شيء مخلوق لله عز وجل، إذا علمت أن الله يعلم ما في السماء والأرض وأن كل شيء مكتوب، أوجب لك ذلك أن تتقي الله في سرك وعلانيتك؛ لأن الله يعلم حتى ما توسوس به نفسك، ما يخفى عليه شيء.
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، اخش الله في غيبك وشهادتك؛ لأن الله يعلم ما في قلبك، اللهم أخلص نياتنا وأصلح أعمالنا.
إذاً.. كيف نُخرِّج قوله: (إلا هو معهم)؟
نخرج هذا: على أن المعية لا تستلزم الحلول والإحالة في المكان، العرب يقولون: ما زلنا نسير والقمر معنا. وأين مكانه؟ في السماء، يقول: ما زلنا نسير وسهيل معنا. وسهيل في السماء، هذا وهي مخلوقات صغيرة في جنب الله عز وجل، ومع ذلك تكون مع الإنسان وهي فوق.
إذاً.. الله معنا وهو فوق كل شيء، لا يخفى عليه شيء من أعمالنا، يجب أن تعتقد هذا الاعتقاد، فإن مت على العقيدة الأولى: إن الله معك في المكان، فلا أدري أتموت كافراً أم مؤمناً؛ لأن هذا تنقص لله تعالى غاية التنقص.
فالله سبحانه وتعالى يخلو بعبده المؤمن يوم القيامة ويقرره بذنوبه، ثم يقول: (سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) أما الكافر فإنه لا يحاسب هذه المحاسبة ولا ينظر الله إليه، لكن تحصى أعمالهم وتكشف وينادى على رءوس الأشهاد: هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود:18] ولهذا لم يقل عز وجل: ثم يعاقبهم بما عملوا، قال: (ينبئهم) والإنباء قد يكون معه عقوبة وقد لا يكون.
أنت -يا أخي- إذا آمنت أن الله عليم بكل شيء حتى الذي في قلبك لا بد أن تخشى الله.
قال الله عز وجل: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً [النساء:108] فاحذر احذر احذر! أن يعلم الله منك ما يكون مغضباً لله عز جل، واعلم أن لديك رقيب، ما من إنسان إلا لديه رقيب عتيد، رقيب مراقب وعتيد حاضر مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] يكتب كلما يلفظ، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ونسألك ألا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وأن تهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
العجيب أن بعض الطوائف انحرفت انحرافاً شديداً في مسألة المعية! بعضهم قال: إن الله معنا حال في الأمكنة! وهذا كما علمت خطير جداً، إذا مات الشخص على هذا الحال فلا ندري أمات كافراً أم مسلماً حتى وإن كان يصلي؛ لأنه تنقص الله عز وجل؟ والعجب أن هؤلاء لو قلت لهم: ادعوا الله، أين يرفعون أيديهم؟ إلى السماء، يقولون: يا الله، لا يحرفونها يميناً ولا يساراً ولا أسفل، إنما إلى السماء، فهم بفطرتهم يقرون بأن الله في السماء ولكن بأهوائهم لا يقرون بهذا، حجتهم يقولون: لو كان فوق لكان محدوداً ولكان جسماً، وما أشبه ذلك من إلهامات الشيطان، فنقول: لا. لا يكون محدوداً، هو فوق وليس شيء يحده، فوق كل شيء، كل شيء تحته، ولا شيء يحده، يقولون: يلزم أن يكون جسماً. نقول: إن كان يلزم من إثبات ما أثبته الله جسماً فليكن، وإذا لزم أن يكون جسماً وهو مما يستلزمه كلام الله ورسوله فليكن، ولكننا نطهر ألسنتنا أن نقول: إنه جسم أو غير جسم، مالنا حق أن نتكلم بهذا، نؤمن بما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر به عنه رسوله، ولا نقدر جسم غير جسم .. عرض! ليس لنا حق؛ لأن الله تعالى بذاته يفارق كل ذات، فهو ليس من جنس المخلوقات في أي حال من الأحوال، قال الله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
فوصيتي لمن يسمعني: أن يثبت لله ما أثبته لنفسه، ولا يقول: كيف ولا لم؟ لأن الله أعظم مما تحيط به العقول، وأن ينفي ما نفاه الله عن نفسه، وأن يسكت عما سكت الله عنه ورسوله، هذه حقيقة الإيمان، أما الذي يحكم على الله بعقله فهذا ضال متبع لهواه، لا ينفعه إيمانه.
وعكس هذا طائفة أخرى ضالة تقول: لا تقل: إن الله فوق ولا تحت، ولا هو يمين ولا شمال، ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم، أين يذهب؟ ما في شيء! إذا وصفنا الله بهذه الأوصاف السلبية يعني: أن الله لم يكن شيئاً، ولهذا قال محمود بن سبكتكين رحمه الله وهو من أمراء الدولة العباسية العظماء، سأل أحد أئمة الكلام وهو أبو بكر ابن فورك سأله عن الله عز وجل.. فقال: إنه ليس فوق ولا أسفل، ولا يمين ولا شمال، ولا متصل ولا منفصل. فقال له محمود: فرِّق لي بين العدم وبين ما تقول؟ هل صحيح أم غير صحيح؟ صحيح، إذا كان هكذا معناه معدوم، فرِّق لي بين إلهك الذي تدعيه وبين العدم؟ فبهت الذي كفر -عجز على أن يتكلم- فانظر إلى انحرافين باطلين:
الأول: الانحراف الحلولي.
والثاني: الانحراف السلبي.
أما السلف والأئمة فقالوا: نؤمن بأن الله فوق كل شيء، وحاشاه أن يكون في الأسفل، ولكنه مع الخلق محيط بهم عالم سميع بصير .. إلخ.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وإلى هنا ينتهي التفسير.
الجواب: إذا حج الإنسان بنفقة من غيره وهي الفريضة فإنها مجزئة ولا يلزمه شيء.
الجواب: على كل حال: الإقامة حديثها ضعيف، والأذان حديثه مقبول.
وأما التحنيك فإن كانت العلة أن يكون أول ما يصل إلى معدة الطفل التمر فهو مشروع لكل أحد، وإن كان مقصود التبرك بالريق فهذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وما دمنا الآن في شك: هل هي على سبيل السنة أو التبرك؟ فإننا نتركه ولا نحنكه، وإن حنكناه فلا بأس لاحتمال أن يكون كذلك.
السائل: هل يكون الأذان والإقامة في أذن واحدة؟
الشيخ: الأذان في اليمنى والإقامة في اليسرى على القول بأنها مستحبة.
كيفية التحنيك: أن الإنسان يمضغ التمرة ويخرجها من فمه ويجعلها في فم الصبي، والصبي إذا استطعم هذه يبلع الطعام.
الجواب: القدرية يعني: نفاة القدر، وهذا من النسبة السلبية؛ لأن العادة أن المنسوب للشيء متصف به، ولكن هؤلاء بالعكس، هؤلاء منسوبون للقدر وليسوا يؤمنون به.. القدري يزعم أن الإنسان مستقل بعمله ما لله فيه تدخل، وبعضهم يغلو حتى يقول: إن الله لا يعلم من فعل العبد إلا ما وقع، هؤلاء يسمون عند أهل السنة المجوسية، فيقولون: القدرية مجوس هذه الأمة، كيف ذلك؟ القدرية يقولون: هذا الكون له خالقان: نور وظلمة، فما فيه من شر فخالقه الظلمة، وما فيه من خير فخالقه النور، فجعلوا للكائنات والحوادث خالقين، القدرية كذلك أفعال العباد وما يحدث منهم للعبد مستقل به، وما يفعله الله فهو لله، فشابهوا المجوس من هذه الناحية، فسموا مجوس هذه الأمة وفيها حديث لكنه ضعيف إلا أن أهل السنة أخذوا بهذا اللقب..
الجواب: إن كان قد أذن لهم وقال: إذا تأخرت لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة فصلوا فالأمر واضح، إذا انتهت المدة يصلون، وإذا لم يأذن لهم حرم عليهم أن يصلوا، إلا إذا تأخر تأخراً كثيراً وكان الاتصال به غير ممكن فيصلون، فإن صلوا من دون إذنه فقال بعض العلماء: إن صلاتهم باطلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه إلا بإذنه) فقالوا: هذه صلاة محرمة فتكون باطلة.
وقال بعض أهل العلم: الحرام هو الفعل والصلاة صحيحة.. والذي أرى بالنسبة للإمام: إذا كان له أحوال توجب أن يتأخر أن يقول للمؤذن: إذا تأخرت عشر دقائق -مثلاً- فأقم الصلاة.
السائل: هل يكون المأموم آثماً إذا صلى بدون إذن الإمام؟
الشيخ: الذي صلى بدون إذنه وبدون سبب آثم، ولكن قلت لك الآن أهم من هذا: الصلاة باطلة عند كثير من العلماء يعني: يجب عليهم أن يعيدوا الصلاة.
الجواب: الحواجب لا يجوز نتفها إلا إذا كانت مشوهة؛ لأن لدينا ثلاث حالات:
إما أن تكون جميلة لدقتها وعدم اتصال بعضها ببعض، هذا لا يسأل عنه أحد.
وإما أن تكون مشوهة كثيرة بمعنى: أن تأخذ من الجبهة شيئاً، كل من رآه يتقزز منها، فهذا لا بأس أن تأخذ ما فيه التشويه لكن بدون نتف، إما بالمزيلات -الأدهان- التي يدهن بها أو بالقص، هذا جائز والأول لا يسأل عنه، وإما أن تكون ما فيها تشويه لكن لم تصل إلى حد الجمال فهذا لا يجوز أن يغير.
السائل: إذا كان التشويه يُرى من قريب ولا يرى من بعيد؟
الشيخ: ما دام ما في تشويه لا يغير.
السائل: المسألة على التشويه، إذا لم يوجد تشويه يبقى على ما هو عليه؟
الشيخ: نعم.
الجواب: يسأل يقول: إذا كان الصف عن يمين الإمام أكثر عن يساره أو بالعكس، فهل يشرع للإمام أن يقول للزائد: تعالوا إلى هذا الناقص؟
أقول: نعم. لأن المشروع أن يكون الإمام متوسطاً، والدليل على هذا: أنه ثبت في صحيح مسلم وغيره أن المأمومين إذا كانوا ثلاثة في أول الأمر يكون وسطهم، ثم نسخ وصار الثلاثة يكون الإمام أمامهم. ووجه الدلالة: أنهم لا يكونون عن يمينه -يعني: الاثنين عن يمينه ولا عن يساره- بل يكون هو بينهم.
وأيضاً: هو إمام وهو مأمور بالعدل، وليس من العدل أن يكون أحد الجانبين بعيداً والآخر قريباً.
وأيضاً: لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أكمل الأيمن فالأيمن، ولو كان الأيمن أكثر مطلقاً لقال: أكملوا الأيمن فالأيمن كما قال في الصف الأول: أكملوا الأول فالأول.
وأيضاً: نظرة الناس مثلاً: لو فرضنا أن أحداً خلف الإمام والباقين كلهم على اليمين وليس عن الشمال أحد، هذا المنظر ينافي أن يكون هناك إمام حقيقة؛ لأنه متطرف. هذه هي المسألة.
الجواب: الطريق لمن له ديون عند الناس تأتي مختلفة أو رواتب تأتي مختلفة، إذا جاء وقت الزكاة يحصي ما عنده وما في ذمم الناس ويزكيها، وتبرأ الذمة ويرتاح.
فمثلاً: إنسان زكاته في رمضان، نقول: إذا جاء رمضان احص ما عندك من النقود ثم أضف إليها الديون التي في ذمم الناس، ثم أخرج زكاة الجميع واسترح.
الجواب: الحديث الذي أشرت إليه فاطمة بنت قيس تقدم لخطبتها ثلاثة: معاوية، وأبو جهم، وأسامة بن زيد .. فجاءت تستشير النبي صلى الله عليه وسلم تقول: هؤلاء تقدموا، فأشار عليها، والمستشار مؤتمن، يجب أن يبين العيوب ويبين المناطق، قال لها: (أما
الجواب: الضابط: أن هجر العاصي إن كان فيه مصلحة بحيث يرجع العاصي عن معصيته فليهجر، وأما إذا لم يكن فيه مصلحة فهجره حرام؛ لأن العاصي مسلم ولو فعل ما فعل من الكبائر إلا الكفر إذا كفر هذا معلوم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان ويعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) فلا تهجره، ولأن بعض العصاة إذا هجرته زاد في معصيته، وكرهك أيضاً، ولم يقبل منك أي نصيحة، أما لو كان هجره ينفع، كما لو كان أحد الأبناء أو أحد الإخوة وهو يقدرك وإذا هجرته ارتدع، فهنا اهجره حتى يرتدع، فإن أخلف الظن -بمعنى: أنك هجرته ولكنه لم يرتدع- فعد وسلم عليه ولا تنس النصيحة.
الجواب: الجهر بذلك سنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يجهر بذلك وكذلك الصحابة، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم) لكن لو كان إلى جنبك رجلٌ يقضي الصلاة، فهنا لا تجهر؛ لأنك لو جهرت شوشت عليه وأفسدت عليه صلاته.
السائل: الجهر بعد الفجر والمغرب؟
الشيخ: بعد الفجر والمغرب وبعد الظهر والعصر والعشاء كل الصلوات.
السائل: بعد الفجر والمغرب يقال عشر مرات: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) هل هذه خاصة بالمغرب والفجر؟
الجواب: بعد المغرب والفجر يقال عشر مرات: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات، وما سواها فثلاث مرات.
الجواب: يقولون: إن الدراهم مائتين ريال تساوي ستة وخمسين ريالاً، أي: وزنها ستة وخمسين ريالاً، هذا هو.
مائتين درهم إسلامي زنتها ستة وخمسين ريال عربي سعودي فضة.
فعلى هذا: يكون النصاب ستة وخمسين ريالاً، وهذا يختلف من وقت لآخر، قد تكون الفضة غالية فيبلغ مثلاً أربعمائة ريال ورق، وقد تكون رخيصة فينزل، المهم أنك تعتبر النصاب بالفضة وهي ستة وخمسون ريالاً.
الشيخ: كيف بدون خطبة؟ يعني: هو يخطب الرجال؟
السائل: لا. الرجل لم يخطب ابنة الأب؟
الشيخ: يعني: إنسان خطب بنتاً من أبيها..
السائل: بدون خطبة وبدون مهر، هو طلب منه أن يزوجه ابنته..
الشيخ: كذا هبة -هدية يعني-؟
السائل: نعم.
الشيخ: لا يجوز؛ لأن الله تعالى قال: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ [الأحزاب:50] يعني: خاصة مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ [الأحزاب:50].
ولا يحل لأي إنسان أب أو أخ أو عم أن يزوج المرأة بدون إذنها، سواءً كانت بكراً أم ثيباً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تنكح البكر حتى تستأذن، ولا الأيم حتى تستأمر، قالوا: وكيف إذنها؟ -أي: البكر- قال: أن تسكت) وما يفعله بعض الناس -والعياذ بالله- من الظلم الغاشم من تزويج بناتهم بمن لا يرضينه لكن لأنه ابن عم أو ما أشبه ذلك، فهذا حرام عليه، والنكاح غير صحيح، وهذا الرجل لا يحل له أن يجامعها، إن جامعها فهو بمنـزلة الزنا -والعياذ بالله- لا تحل له، ليست امرأته حتى تأذن .. وإن كان ليس مثل الزنا بمعنى: أنه يقام عليه حد الزنا؛ لأنه فيه شبهة، هو يعتقد أن هذا صحيح، فهذه شبهة تمنع الحد.
الجواب: هو صحيح، ومعنى: (تعزى بعزاء الجاهلية) أي: افتخر بالحسب والنسب؛ لأن التعزية بمعنى التقوية، وقوله: (عضوه بهني أبيه ولا تكنوا) أي: ذكر أبيه، أي: قولوا له: عض ذكر أبيك.. وإن شاء أن يقوله باسمه المعروف عند العوام، وهذا مثل قول أبي بكر رضي الله عنه في صلح الحديبية قال له: [امصص بضر اللات] (البضر) الفرج، وهي كلمة تقبيح وتهجين.
الجواب: لا. هذا لا يفعله كل الناس، إنما يفعله من كانوا على الفطر السليمة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (استفت قلبك) ليس لكل أحد؛ لأن الفاسق لو استفتى قلبه ماذا يكون؟
السائل: يتبع هواه ويفسق..
الشيخ: يفتيه قلبه بأن هذا حسن، هذه المعصية حسنة، لكن المراد: من كان سليم الفطرة. أو يقال: إن الرسول علم من هذا الرجل أنه على الفطرة وقال: (استفت قلبك) يخاطبه وحده.
الجواب: أولاً بارك الله فيك: هذا الحديث فيه مقال عند الحفاظ، بعضهم طعن فيه وقال: لا يصح.
والثاني على تقدير صحته: فلا بد من ركعتين وركعتين، لحديث: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) وعلى هذا نقول: كل حديث أطلق فيه أربع ركعات مثلاً فالمراد أربع ركعات بتسليمتين.
الجواب: بعض العلماء يقول: يصلي بعينه، يؤشر بعينه في الركوع بأن يغمض قليلاً، وفي السجود أكثر.
وبعضهم قال: لا. هذا ما ورد إلا في حديث ضعيف فلا عبرة به، ويصلي بقلبه -أي: ينوي تكبيرة الإحرام- فيقول: الله أكبر، ويقرأ ثم ينوي الركوع فيكبر ويقول: سبحان رب العظيم، ثم ينوي الرفع ويقول: سمع الله لمن حمده؛ لقول الله تبارك وتعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
الجواب: الشفاعة للإنسان أن يكون في وظيفة لأخذ مال هذا لا يجوز؛ لأننا نعلم أن هذا الذي أخذ المال سوف يرشي المسئولين؛ لأنا نسمع عنه أنه يأخذ عشرة آلاف أو عشرين ألفاً أو ما أشبه ذلك فيرشي المسئولين، والرشوة معروف أنها محرمة بل من كبائر الذنوب.
السائل: أتعاب يا شيخ.
الشيخ: أتعاب عشرة آلاف؟! يأخذ تكسي بريالين إلى الدائرة، لو قومت أتعابه لا تساوي خمسمائة ريال.
السائل: هو لا يرشي المسئولين لكن له جاه عند المسئولين..
الشيخ: إذا كان له جاه لا يجوز؛ لأن الجاه أمر معنوي ما خسر شيئاً.
الشيخ: يعني: في صلاة فائتة؟
السائل: في صلاته.
الشيخ: بعض العلماء يفصل يقول: إن ترك سجود السهو الواجب قبل السلام فصلاته باطلة إذا تعمد، وأما إذا كان بعد السلام فلا، وعللوا كلامهم: بأنه إذا كان سجود السهو في نفس الصلاة فهو واجب فيها، وإذا كان بعد السلام فهو واجب لها.
وبعض العلماء يقول: سواءً بعد السلام أو قبل السلام إذا تركه متعمداً فصلاته باطلة؛ لأنه عصى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: (فليسجد).
ولا أظن مسلماً يتعمد ترك سجود السهو وهو سجدتان متعمداً ويعلم أن الرسول أمر بها أبداً. فإما أن يكون جاهلاً وإما أن يكون ناسياً.
الشيخ: كيف هذا؟
السائل: شريط معين محاضرة -مثلاً- أفرغها ثم أضع أسئلة على هذه المحاضرة مكتوبة في عشر صفحات مثلاً، ثم أطرح هذه المسابقة مجاناً لكن بشرط: شراء هذا الشريط بسعر التكلفة أو أقل..
الشيخ: من الذي يشتريه؟
السائل: المتسابقون.
الشيخ: الذين يدخلون المسابقة.
السائل: نعم يا شيخ.
الشيخ: هل يضمن النجاح؟
السائل: قد ينجح وقد لا ينجح.
الشيخ: طيب إذا لم ينجح هل يعطى قيمة الشريط؟
السائل: لا.
الشيخ: لا يجوز هذا..
السائل: لكنه سيستفيد من هذا الشريط يا شيخ..
الشيخ: هو على كل حال يمكن لولا المسابقة ما اشتراه أبداً، أو اشتراه بنصف الثمن، وعلى هذا فيقال: من حاز السبَق فهو له، ومن لم يحز رد عليه ثمن الشريط ونأخذ الشريط منه، وإن شاء بقيت قيمته.
الجواب: يقول: هذه المرأة تصوم قضاء رمضان فجامعها زوجها.. إذا كان بغير اختيار منها بل أكرهها فلا شيء عليها وصيامها تام، وإذا كان برغبة منها فهي آثمة وعليها أن تقضي هذا اليوم وليس عليها كفارة؛ لأن الكفارة خاصة في نهار رمضان لمن وجب عليه الصوم، وأما من لم يجب حتى لو كان صائماً في رمضان فليس عليه كفارة، مثال ذلك: رجل ذهب بأهله إلى مكة في أيام رمضان وصام وفي أثناء النهار أراد أن يأتي أهله فنقول: نعم. لك أن تأتي أهلك ولا شيء عليك إلا قضاء اليوم؛ وذلك لأن المسافر لا يجب عليه الصوم.
انتبه إلى هذه النقطة! لا يستفتيك معتمر في مكة جامع أهله في رمضان فتقول: عليك كفارة.
السائل: يا شيخ! الكفارة خاصة في رمضان؟
الشيخ: الكفارة لا تجب إلا إذا كان الجماع في نهار رمضان ممن يجب عليه الصوم.
الجواب: يجوز للمرأة أو غير المرأة إذا كان يشق عليها أن تصلي كل صلاة في وقتها، أن تجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء، ويجوز أن تؤخر الظهر إلى العصر وتتوضأ لهما، فإذا غابت الشمس قدمت العشاء إلى المغرب بالوضوء الأول، فيكون هذا الوضوء يكفيها لأربع صلوات.
الجواب: إذا ذهب إلى بيت الميت وشاركهم في تشييعه إلى المسجد ثم إلى المقبرة حصل على قيراطين، وإن شهد الصلاة فقط فقيراط واحد.
الجواب: نعم. هذا التقسيط حرام، مثلاً: يأتي الإنسان إلى البنك أو غير البنك يقول: أنا أحتاج إلى سيارة صفتها كذا وكذا فيقول: اذهب إلى المعرض واختر السيارة التي تريد، ثم يأتي ويقول: أريد السيارة الفلانية، فيذهب التاجر أو البنك إلى المعرض ويقول: بع عليَّ هذه السيارة فيشتريها منه نقداً بخمسين ألفاً، ثم يبيعها على الأول الذي طلبها يبيعها مقسطة بستين ألفاً، هذا حرام ولا يحل، وهو حيلة واضحة على الربا؛ لأن هذا البنك الذي اشتراها له ثم باعها عليه كأنما أقرضه قيمتها بزيادة وهذا حرام، العقد هنا صوري، ولولا أن هذا طلب السيارة ما اشتراها البنك، فلذلك يجب الحذر من هذا، وإن كان بعض الناس يفتي بذلك لكنه لم يتأمل المسألة، ولو تأملها لوجدها خديعة واضحة، وهي أخبث من خديعة اليهود الذين لما حرم الله عليهم الشحم أذابوه فصار ودكاً ثم باعوه وأكلوا ثمنه، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاتلهم الله عز وجل، وهذه الحيلة التي ذكرت أقرب إلى الحرام من الحيلة التي فعلها اليهود.
فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل، وإذا قال: أنا ما وجدت أحداً، يقول: الحمد لله عليك ثيابك ولك مسكنك سواءً بأجرة أو بملك، وهذا كافٍ ليس لك من الدنيا إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت، لو تبقى لا تأكل إلا مرة في اليوم ولا تشتري السيارة على هذا الوجه.
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء؛ وإلى جلسة قادمة إن شاء الله تعالى.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر