مستمعي الكرام! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة في برنامجكم اليومي نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. في بداية لقائنا نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: الشيخ عبد العزيز ! هذه هي المرة الثالثة التي نعرض فيها رسالة الأخت (مها . ع. ز) من بغداد الرصافة الأعظمية، أختنا تثير سؤالاً ربما يكون مستغرباً بعض الشيء تقول: إننا لم نجد من يدلنا على أداء الصلاة الصحيحة، وقد تفضلتم سماحة الشيخ ووصفتم لها الطريقة الصحيحة المشروعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية أداء الصلاة، ولا أشك أن لسماحة الشيخ بعض التعليقات على ما تقدم، ولاسيما وأن البعض يذكر أن للمرأة صورةً معينة حين تؤدي صلواتها، وأيضاً بالنسبة للجمعة والجماعة بالنسبة للمرأة أيضاً لو تكرمتم سماحة الشيخ، فأرجو أن تتفضلوا بتكملة ما بدأتموه؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد سبق بيان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في حلقتين، ووقفنا في الحلقة الثانية على ما يتعلق بالدعاء في التشهد الأخير من الصلاة، وسبق لنا أن الله جل وعلا شرع لنا على يد رسوله صلى الله عليه وسلم أن نقول في آخر الصلاة بعد قراءة التحيات: (نستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة
والخلاصة أنه يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بالله من عذاب جهنم، أو اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة
ثم ينبغي أن يعلم أن المرأة كالرجل في هذه الأشياء، قال بعض أهل العلم: إن المرأة لها خصوصية، وهذا لا دليل عليه بل ما ورد من السنة يدل على أنه مشترك بين الرجال والنساء، فكما أن الرجل يقرأ الفاتحة وما تيسر معها من سور أو آيات فهي كذلك، وكما أنه يرفع عند الركوع وعند الرفع منه وعند قيامه من التشهد الأول إلى الثالثة، فهي كذلك ترفع يديها مثل الرجل، وكما أنه يضع يديه على صدره هي كذلك تضع يديها على صدرها حال القيام في الصلاة، وكما أنه يقول: (سبحان ربي العظيم) في الركوع هي مثله، ويقول في السجود: (سبحان ربي الأعلى) هي مثله، وتزيد في الركوع والسجود مثل الرجل: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، وتضع يديها في الركوع على ركبتيها، مفرجة الأصابع، وتضع في السجود يديها على الأرض حيال منكبيها أو حيال أذنيها كالرجل، وتضع يديها في الجلوس بين السجدتين على فخذيها أو على ركبتيها كالرجل، وتفترش رجلها اليسرى بين السجدتين وفي التشهد الأول، وفي التشهد الأخير تتورك، تجلس على مقعدتها وتجعل رجلها اليسرى تحت رجلها اليمنى عن رجلها اليمنى عن يمينها كالرجل سواء سواء، في هذه الأمور هذا هو الأرجح، وهذا هو المعتمد كما دلت عليه الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم.
باقي عليها السلام، السلام أيضاً كذلك هذا أمر معلوم إذا فرغ من الدعاء يسلم الرجل والمرأة تسلم، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه، والسلام عليكم ورحمة الله، عن يساره، هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، وهذا يستوي فيه الرجل والمرأة والفرض والنفل جميعاً، ثم بعدما يسلم يقول: (أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، يقوله الرجل والمرأة (أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، ثم ينصرف الإمام إلى الناس إذا كان إماماً ينصرف بعد هذا ويعطي الناس وجهه، ويقول بعد هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وهكذا المأمومون يقول مثلها الرجال والنساء، مثل ما يقول الإمام (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) جاء هذا، تارة يقول: (يحيي ويميت) وتارةً لا يقول عليه الصلاة والسلام، ثبت هذا وهذا فتارة يقول: (يحيي ويميت بيده الخير) وتارة لا يقول ذلك والأمر واسع بحمد الله، فيقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وتارة يزيد: (يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) كل هذا مستحب بعد كل صلاة، للرجال والنساء، ثم يشرع بعد ذلك أن يقول: (سبحان الله والحمد لله والله أكبر) ثلاثاً وثلاثين مرة، الرجل والمرأة، (سبحان الله والحمد لله والله أكبر) ثلاثاً وثلاثين مرة بأصابعه يعقد أصابعه ثلاثاً وثلاثين مرة، فيكون الجميع تسعاً وتسعين، يعني: ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وثلاثاً وثلاثين تكبيرة، إذا قال: (سبحان الله والحمد لله والله أكبر) وعدها ثلاثاً وثلاثين مرة كانت تسعاً وتسعين، ثم يقول تمام المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البح) وهذا فضل عظيم وخير عظيم، خير عظيم، والمعنى إذا قال هذا مع التوبة والندم والإقلاع، لا مجرد كلام فقط، بل يقول هذا مع الاستغفار والتوبة والندم وعدم الإصرار على الذنوب، ويرجى له هذا الخير العظيم حتى في الكبائر، إذا قاله عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب، فإن الله يغفر له كبائرها وصغائرها، بتوبته وصدقه وإخلاصه، ويقول بعد ذلك: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] هذا يقوله الرجل والمرأة بعد الفريضة، جاء في الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) والحديث فيه كلام لأهل العلم، ولكن بعض طرقه صحيحة، فالأرجح أنه ثابت، وأن هذه القراءة مستحبة، وهذه الآية يقال لها: آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله، هي أفضل آية وأعظم آية في كتاب الله : اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] هذه يقال لها: آية الكرسي، وهي أعظم آية وأفضل آية، يستحب أن تقال بعد الصلاة بعد السلام بعد هذا الذكر، ويستحب أن تقال أيضاً عند النوم، وهي من أسباب حفظ الله للعبد من الشيطان، فهي آية عظيمة ينفع الله بها العبد، وهي من أسباب دخول الجنة إذا قالها بعد كل صلاة في الفريضة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهكذا يقولها عند النوم وتكون من أسباب حفظه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قالها لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه الشيطان حتى يصبح) وهذا فضل عظيم، كذلك يستحب له بعد هذا أن يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين المصلي الإمام والمنفرد والمأموم بينه وبين نفسه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] مرةً واحدة، بعد الظهر والعصر والعشاء.
أما بعد المغرب والفجر فيقولها ثلاثاً يقرأ هذه السور الثلاث ثلاثاً: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاثاً: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثلاثاً: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثلاثاً بعد الفجر والمغرب.
ويستحب أيضاً فيها بعد الفجر والمغرب زيادة أن يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات زيادة بعد الفجر والمغرب، جاء في ذلك عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله جل وعلا هو المسئول أن يوفقنا جميعاً للتأسي به صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على سنته، والاستقامة على دينه حتى نلقاه سبحانه.
الجواب: الجمعة ليست واجبة على المرأة، بل هي على الرجال، وهكذا الجماعة ليست واجبة على المرأة بل هي على الرجال، والسنة للمرأة أن تصلي في بيتها الجمعة وغير الجمعة، صلاتها في بيتها أفضل لها، لكن إن صلت مع الناس أجزأتها الجمعة عن الظهر، إذا كانت متسترة متحفظة متحجبة، وتخرج من غير طيب فهذا لا بأس عليها، من أجل سماع الفائدة سماع الخطبة سماع المواعظ لا بأس، لكن تكون حريصةً على الحجاب والستر والبعد عن الفتنة، وتكون في طريقها غير متطيبة، تخرج بدون طيب متحجبةً متسترة وتصلي مع الناس، كما كان بعض النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلين مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه قال: (وليخرجن تفلات) يعني: بدون رائحة طيبة؛ لئلا تفتن الناس، ويكن غير متجملات في الخروج؛ لئلا يفتن الناس أيضاً، وقال صلى الله عليه وسلم: (وبيوتهن خير لهن) وبيوتهن أفضل في الفرض والنفل في جميع الأحوال، لكن لو صلت مع الجماعة مع الستر والحجاب والعناية والبعد عن أسباب الشر، وعن الرائحة الطيبة الطيب فلا بأس بذلك، وهكذا بقية الأوقات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر لو صلت مع الناس بهذا الشرط، بشرط العناية بالستر والحجاب وعدم الطيب فلا بأس بذلك، ولكن مع هذا كله بيتها أفضل لها وأبعد لها عن الفتنة، والله ولي التوفيق.
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً أفهم مما تفضلتم به سماحة الشيخ أن المرأة لا جمعة عليها؟
الشيخ: ليس عليها جمعة تصليها في بيتها، لكن إذا صلت مع الناس الجمعة أجزأتها وكفتها، كالمريض ليس عليه جمعة، ومع هذا لو صلى مع الناس أجزأته الجمعة، وكالعبد المملوك ليس عليه جمعة وإذا صلى مع الناس أجزأته نعم.
وهكذا المسافر لو صلى مع الناس الجمعة أجزأته عن الظهر هو ما عليه جمعة المسافر، لو مر بلداً وهو مسافر وصلى معهم الجمعة أجزأته عن الظهر نعم.
المقدم: أختنا سماحة الشيخ تلفت النظر في مقدمة رسالتها حيث تقول: حيث لم نجد أحداً يخبرنا ويهدينا إلى الصواب، ويبدو لي أن لسماحة الشيخ وقفة عند هذا، بلد بأكمله لا يوجد فيه من يخبر أهله عن شيء من أمور دينهم، لا بد لسماحة الشيخ أن يقول شيئاً؟
الشيخ: هذا حسب علمها، قالت فيه على حسب عليها، والذي نعتقده أنه يوجد في بغداد من الأخيار ومن طلبة العلم من يعلم هذا، ويستطيع أن يوجه الناس إلى الصلاة الشرعية والوضوء الشرعي وغير هذا، نعتقد أن في بغداد من الأخيار إن شاء الله من يقوم بهذا، لكن لم يكن عندها وحولها في حارتها وحيها من يعلمها هذا، هذا هو المظنون بها والمعتقد أنها تريد من حولها في حيها وحارتها ومن يتصل بها.
الشيخ: صحيح هذا طيب.
المقدم: لعل استحسان هذا في الرئاسة أيضاً يجعله معمولاً به في جهات أخرى؟
الشيخ: إعلام التلفون طيب، لأن الناس يحتاجون إلى هذا في أوقات لا يتيسر لهم سماع مثل برنامج نور على الدرب، أو ما تيسر لهم إرسال السؤال أو ما أشبه ذلك.
فالحاصل أنه يعرض للناس حاجات يحتاجون فيها إلى تلفونات العلماء حتى يسألوهم وهذا طيب.
المقدم: بارك الله فيكم، إذاً أنتم تدعون إلى أن يكون سنة في كل بلدان المسلمين؟
الشيخ: نعم، ونحن نعلن بهذا أيضاً؛ لأنه ينبغي أن تعلنوه للناس ونعلن الآن تلفون المنزل: (4534444).
المقدم: بارك الله فيكم، هذا بالنسبة لبيت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الرياض؟
الشيخ: نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
الشيخ: ويوجد تلفون آخر: (4351421) هذا التلفون الآخر: (4351421).
الجواب: نعم نعم انتقلت العادة، العادة تنتقل وتتغير، من خمسة إلى ثمانية وإلى عشرة وإلى سبعة لا بأس، إذا انتقلت العادة إلى هذا فلا بأس، لا تصلي ولا تصوم، فإن العادة تنتقل وتنقص أيضاً، قد تكون العادة سبعاً فينقطع الدم لخمس، قد تكون العادة سبعاً فتستمر إلى عشر، فعليها أن تصلي وقت الدم، إلى خمسة عشر، فإذا بلغت خمسة عشر كما يقول الجمهور تكون استحاضة، بعد ذلك ترجع إلى عادتها سبع.. ست المعروفة والباقي استحاضة تصلي فيه.. تصوم.. تتوضأ لكل وقت صلاة.. تستنجي بالماء، تتحفظ بقطن ونحوه، وتصلي حتى تأتي العادة المعتادة، إلى دورها يعني دورة العادة المعتادة. نعم.
الجواب: ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان) يعني: من الأجر، وهذا يدل على أنه ما ينبغي اقتناء الكلب، ولا يشرع اقتناءه، بل ظاهر الحديث منع ذلك، ما دام ينقص الأجر يحصل له في أجره أن ينقص قيراطان هذا أمر خطير، وهو يدل على كراهة ذلك أو تحريمه، ومعلوم أن المؤمن ينبغي له أن يبتعد عن كل ما ينقص أجره، فلا يقتنى كلب إلا لهذه الثلاث: إما لصيد، وإما لماشية، وإما لزرع، أما يقتنيه لأجل الصيد، وإما ليحرس الماشية يكون مع الماشية يطرد عنها الذئاب إذا سمعه أهل الماشية قاموا وطردوا الذئاب أيضاً، والذئاب تهاب صوته إذا سمعت صوته تهاب؛ لأنها تعلم أنه ينبه أهل الماشية، وهكذا الزرع يكون في المزارع للتنبيه على ما قد يرد عليها من سراق أو بهائم تعثوا فيها أو ما أشبه ذلك، وما زاد على ذلك لا يقتنى الكلب فيه، هذا الذي اقتناه وصار يحمله معه في السيارة هذا قد غلط وهو على خطر من نجاسته، وعلى خطر من نقص أجره الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه ينقص كل يوم من أجره قيراطان) فلا ينبغي أبداً اقتناؤه لغير هذه الثلاث؛ للمصالح التي بينها النبي عليه الصلاة والسلام.
وتغسيله لا يطهره، تغسيل الكلب ولو غسله كل يوم لا يطهره، نجس، نجس الذات مثل: لو غسل الخنزير لا يطهر، الخنزير لا يطهر، والكلب لا يطهر بالتغسيل، هو نجس ولو غسل، ولو غسل بالصابون كل يوم، هو نجس، فلو ولغ في الإناء وجب أن يغسل الإناء منه سبع مرات إحداهن بالتراب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب) فالمقصود أن الكلب نجس، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب) فجعلها طهوراً، فدل ذلك على أنه نجس، وأن هذا الماء إذا غسل سبع مرات يطهر الإناء.
وكذلك ما يتعلق بكلب أهل الكهف، هذا لا يدل على جواز اقتناء الكلاب، فلعلهم اقتنوه للصيد أو لماشية عندهم، والأغلب أنهم اقتنوه للصيد يصيدون به ما يتقوتون به، فلا حرج في ذلك إذا حبسوا عندهم الكلب وربوه وعلموه حتى يصيدوا به، أو حتى يحمي المزرعة أو الماشية لا بأس بهذا كما تقدم، فلا يجوز حمله على أنهم اقتنوه للعب أو لحاجات أخرى، لا، يحمل على محمل حسن؛ لأنهم أهل خير وأهل استقامة وأهل طاعة.
ثم هذا شرع لمن قبلنا ليس شرعاً لنا، هؤلاء قبلنا، قبل بعث محمد عليه الصلاة والسلام، فلو قدر أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الكلب لكان وجود كلبهم عندهم لا يكون شرعاً لنا، لكن ما دام شرعنا أجاز الكلب للماشية والصيد والزراعة، فنحمل كلبهم على أنه كان عندهم لواحدة من هذه الأنواع، والله ولي التوفيق.
الجواب: الواجب في هذا أنك تجعل على الجرح شيئاً يمسك الدم، جبيرة يعني: خرقة تلفه عليه أو ما أشبهها مما يحبس الدم ويوقف الدم حتى تمسح على هذه الجبيرة، فإن لم يتيسر تتيمم عن ذلك، بعد الوضوء تتيمم عن ذلك ويكفي عن محل الجرح، ولكن ربطه بلفافة أو جبيرة ثم تمسح عليها هذا هو الواجب؛ لأنه هو الطريق المتبع، فإذا لم تفعل ذلك فإن قضيت هذه فيكون هو أحوط، إن قضيت الأيام الخمسة التي فعلتها من دون مسح ولا تيمم فهذا هو الأحوط لك؛ لأنك فرطت في هذا الأمر وهو أمر واضح، إما بربط الجرح والمسح عليه وإما بالتيمم بعد ذلك؛ لأنك تستطيع التيمم عن هذا الجرح الذي بقي محله ولم يغسل، والله ولي التوفيق. نعم.
الجواب: لا يصح العقد إلا بإذن الزوج أو بمباشرته إما بتوكيله وإلا مباشرته، ولو أنه والده، إذا كان الزوج مكلفاً فإن الوالد لا يعقد له إلا بإذنه، كما أنه لا يعقد على البنت البالغة تسعاً إلا بإذنها على الصحيح، فالرجل من باب أولى لا يزوجه إلا بإذنه إذا كان قد بلغ الحلم، وهذا قد بلغ الحلم ولم يأذن فلا يكون الزواج صحيحاً، إلا إذا كان قد أمضاه بأن قال: أتزوج؛ لأنه حاضر، فهذا يدل على أنه قد رضي بهذا وقد أمضى والده في ذلك الزواج جعله يتزوج عنه، فإذا كان قد فعل مع والده شيئاً يدل على أنه سامح بذلك من كلمة مناسبة، أو شيء يدل على أنه موافق وأنه يرضى بأن يزوجه والده فالنكاح صحيح؛ لأن حضوره يدل على أنه راض بذلك، لم يتكلم ولم يمنع.
فالحاصل أنه إذا وجد من الولد ما يدل على إذنه لوالده وسماحه لوالده بالتزوج عنه فإنه صحيح، أما إذا كان الولد لم يتكلم ولم يقل شيئاً يدل على الوكالة والإذن، ولم يسأله أبوه عن شيء يدل على ذلك، فإن هذا الزواج تجب إعادته إذا كانت الزوجة ترغب وهو يرغب، إذا كان الرجل يرغب والمرأة ترغب، فإنه يجدد النكاح؛ لأنه صدر من غير زوج ولا وكيل. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، سماحة الشيخ! انتهى وقت هذه الحلقة، كلي أمل أن يتجدد اللقاء بكم مرات ومرات وأنتم والمستمعون على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، من الإذاعة الخارجية سجلها لكم زميلنا سليمان اللحيدان ، أما أنتم فشكراً على متابعتكم ونرجو أن تهتموا بخطوطكم حتى يتسنى لنا قراءة الرسائل قراءةً صحيحة، شكراً وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر