أيها المستمعون الكرام! يسرني أن أرحب بكم في حلقة جديدة من حلقات نور على الدرب، كما يسرنا أن نكون في هذه الحلقة في معية سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ليتفضل سماحته مشكوراً بالإجابة على ما لدينا من رسائل.
====
السؤال: وأولى رسائل هذه الحلقة وردت من المرسل عبد القادر عبد الله موسى من السودان يقيم في الكويت، الأخ عبد القادر يقول في رسالته: يوجد إمام مسجد في إحدى القرى من الذين يزورون القباب ويسألون أصحابها الأموات النفع وجلب المصالح، وكذلك يلبس الحجب ويتبرك بالحجارة التي على الأضرحة، السؤال: هل تجوز الصلاة خلفه وإذا كانت الإجابة بالنفي، فماذا نفعل مع العلم أنه ليس هناك مسجد آخر أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فمن شرط الإمامة أن يكون الإمام مسلماً، واختلف العلماء: هل يشترط أن يكون عدلاً أم تصح خلف الفاسق على قولين لأهل العلم، والصواب أنها تصح خلف الفاسق إذا كان مسلماً، ولكن لا ينبغي أن يولى مع وجود غيره، بل ينبغي لولاة الأمور أن يتحروا في الإمام أن يكون مسلماً عدلاً طيب السيرة حسن العمل؛ لأنه يقتدى به، أما من كان يزور القبور ليدعو أهلها من دون الله، ليستغيث بهم، ليتمسح بقبورهم، ليسألهم شفاء المرضى والنصر على الأعداء فهذا ليس بمسلم، هذا مشرك لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم من أنواع الكفر بالله، فلا يجوز أن يتخذ إماماً ولا أن يصلى خلفه، وإذا لم يجد المسلمون مسجداً آخر صلوا قبله أو بعده، صلوا في المسجد الذي يصلي فيه لكن بعده أو قبله، فإن تيسر عزله، وجب عزله، وإن لم يتيسر فإن المسلمين ينتظرون صلاة هؤلاء ثم يصلون بعدهم، أو يتقدمونهم إذا دخل الوقت ويصلون قبلهم إذا أمكن ذلك، فإن لم يمكنهم صلوا في بيوتهم: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
وينبغي أن يعلم هذا الإمام ويرشد إلى الحق لأنه في حاجة إلى الدعوة إلى الله، والمسلم ينصح للمسلمين وينصح لغيرهم يدعو إلى الله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لـعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، والله يقول سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]، وقال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108] الآية، وقال سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، فهذا الإمام يدعى إلى الله، يوجه إلى الخير، يعلّم أن عمله باطل، وأنه شرك بالأساليب الحسنة، بالرفق والحكمة، لعله يهتدي، لعله يقبل الحق، فإن لم يتيسر ذلك فيتصل بالمسئول عن المسجد من أوقاف، أو غير أوقاف ويبين لهم أن هذا الإمام لا يصلح، وأن الواجب عزله وأن يولى في المسجد رجل موحد مؤمن مسلم حتى لا يتفرق الناس عن المسجد، وحتى لا يصلي بهم إنسان كافر، هذا هو الواجب على المسلمين أن يتعاونوا في هذا الخير وأن ينصحوا لولاة الأمور، وأن ينصحوا لهذا الإمام الجاهل لعله يهتدي.
الجواب: ليست خاصة بهم، بل هي لهم ولمن عمل أعمالهم، فالقرآن نزل لهم ولغيرهم إلى يوم القيامة، فهو حجة الله على عباده إلى يوم القيامة، فقوله سبحانه وتعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، هذا يعم من كان في زمانه وبعده إلى يوم القيامة، وقوله سبحانه: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، هذا يعم أهل مكة وأهل المدينة ويعم جميع الناس، كلهم منهيون أن يدعوا مع الله أحداً، في زمانه صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك إلى يوم القيامة، وهكذا قوله سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] هذا عام، وهكذا قوله جل وعلا: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ [سبأ:22]، هذا يعم جميع الخلائق كما يعم الأصنام ويعم جميع ما يعبد من دون الله، وهكذا قوله سبحانه: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلًا * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء:56-57]، فهذا يعم جميع الناس، وهكذا قوله سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:13-14] سبحانه وتعالى، فبين سبحانه أن المدعوين من دون الله من أصنام أو جن أو ملائكة أو أنبياء أو صالحين لا يسمعون دعاء من دعاهم: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ [فاطر:14]، وأنهم: مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13]، وهو اللفافة التي على النواة فهم لا يملكون ما يطلب منهم ولا يستطيعون أن يسمعوه: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ [فاطر:14]، هذا كلام الحق سبحانه وتعالى، ثم قال: وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ [فاطر:14]، فلو فرض أنهم سمعوا لم يستجيبوا لعجزهم، ثم قال: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:14]، فسمى دعاءه إياهم شركاً بهم، فوجب على أهل الإسلام أن يدعوا ذلك، وعلى كل مكلف أن يدع ذلك وأن لا يدعو إلا الله وحده سبحانه وتعالى، وهذا يعم جميع العصور من عصره صلى الله عليه وسلم إلى آخر الدهر، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: لا يصلح هذا، الواجب أنه ينصح حتى ينشئ خطباً مناسبة، أو يعطى كتباً من المؤلفات في الخطب المفيدة لأن هناك كتباً كثيرة مؤلفة في الخطب بحمد الله كثيرة يمكنه أن يستفيد منها، فيعطى بعض الكتب المفيدة ويوصى بأن يغير تارة كذا وتارة كذا حتى ينفع الناس وحتى يأتيهم بشيء جديد يحرك قلوبهم ويفيدهم، أما أن تتأخر حتى تأتي بعد ذلك فلا، المشروع لك المسابقة حتى تأتي في المسجد قبل الخطبة وقبل الصلاة بوقت، تصلي ما قسم الله وتنتظر الصلاة ليحصل لك فضل التبكير.
المقصود أن الإمام يغير ويستعين بالله ثم بالكتب التي ألفت في خطب الجمعة ويستعين بالله ثم بإخوانه الطيبين إذا كان ما عنده خطب حتى يضعوا له خطباً مناسبة مفيدة، والمسلم أخو المسلم، وطلبة العلم إخوة فيما بينهم يتعاونون.
الجواب: الواجب إذا كانت هناك آيات في بعض الأوراق أو التسمية أو غير من ذلك مما فيه ذكر الله، الواجب أنه يحرق أو يدفن في أرض طيبة، أما إلقاؤه في القمامة أو في الأسواق فهذا لا يجوز؛ لأن فيه إهانة لأسماء الله وآياته، ولو مزق لأنه قد تبقى كلمة الجلالة أو الرحمن أو غيره من أسماء الله في بعض القطع، قد تبقى بعض الآيات في بعض القطع.
المقصود أن الواجب إما أن يحرق تحريقاً كاملاً وإما أن يدفن في أرض طيبة، مثل المصحف الذي تمزق وقل الانتفاع به يدفن في أرض طيبة أو يحرق أما إلقاء ذلك في القمامات أو في أسواق الناس أو في الأحواش هذا لا يجوز.
المقدم: وبالنسبة إذا أحرق، هل هناك حرج من تطاير الرماد؟
الشيخ: لا ما يضر، متى أحرق زال حكمه.
الجواب: هذا هو المشروع، المشروع للمؤمن أن يسمي في أول كل سورة، في الفاتحة وغيرها ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أول ما يقرأ، ثم يأتي بالتسمية ثم يقرأ الفاتحة، وهكذا في السور الأخرى يسمي وإن أعاد التعوذ فلا بأس وإن تركه كفاه التعوذ في أول صلاته، وأما التسمية فيسن تكرارها عند كل سورة؛ لأن النبي عليه السلام كان يقرؤها في أول كل سورة عليه الصلاة والسلام، ولكن الأفضل أن يسر بها في الجهرية إذا كان إماماً؛ لأن الرسول كان يسر بها عليه الصلاة والسلام، وإن جهر بعض الأحيان ليعلم الناس أنه يقرؤها للفائدة فلا بأس كما جهر بها بعض الصحابة.
الجواب: نعم، هذا عذر شرعي، إذا كان به بخر شديد، وهو الرائحة الكريهة ولم يتيسر له ما يزيله فهو عذر، كما أن البصل والكراث عذر، فالبخر قد يكون شديد الرائحة الكريهة قد يؤذي من حوله، من عن يمينه وشماله، فإذا كان هذا البخر شديداً يؤذي من حوله ولم يجد له دواء ولا حيلة فهو معذور، أما إن وجد دواء أو وجد حيلة تزيله فعليه أن يفعل ذلك حتى لا يتأخر عن صلاة الجمعة والجماعة، ولكن متى عجز عن ذلك ولم يتيسر فهو معذور أشد من عذر صاحب البصل، لأن صاحب البصل يستطيع أن يدع البصل والكراث، فأما هذا فلا يستطيع إذا عجز عن الدواء، والبخر لا شك أنه يؤذي من حوله إذا كانت رائحته ظاهرة وهكذا ريح الآباط إذا كان شديداً ولم يستطع زواله بالصابون والدواء، إذا كان يعالجه ولم يزل فهذا عذر أيضاً، أما إذا استطاع إزالته بالغسل والبخور والأدوية الأخرى التي تزيل أثره من الآباط، فالواجب عليه فعل ذلك حتى يصلي مع المسلمين، وهكذا صاحب الدخان يجب عليه أن يزيل أثر الدخان من فمه بكل ما يستطيع، وأن يكون قرب الصلاة لا يتحرى هذا حتى لا يؤذي من حوله، فإذا كان هناك بقية استعمل ما يزيل بقية الرائحة من الأدوية أو أشياء تمضغ أو غير ذلك مما يزيل رائحته حتى لا يؤذي أحداً، نعم. والدخان قبيح منكر يجب تركه، ولا تجوز التجارة فيه لا بيعاً ولا شراءً، لكن من بلي به فليتق الله وليستعن بالله على تركه وليحذر شره وبلاءه وما دام يتعاطاه فليحذر أن يأتي به المسجد وهو رائحته ظاهرة؛ بل يتعاطى ما يزيل الرائحة ويجتهد حتى يعافيه الله من شره وحتى يجد حيلة في تركه.
المقدم: بارك الله فيكم، الحقيقة يا سماحة الشيخ! أن كثيراً من الرجال يتساهلون في موضوع طيب الرائحة عند الصلاة، ومنهم من يأتي وعليهم ملابس العمل أو ملابس مثل ما تفضلتم فيها رائحة كريهة فلا أدري يعني بماذا توجهون في هذا؟
الشيخ: الواجب على المؤمن أن يحرص على طيب الرائحة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الطيب ويتعاطى الطيب عليه الصلاة والسلام، فإذا أمكنه أن يتعاطى ما يزيل الرائحة فليفعل، لكن في حال العمل قد لا يتمكن فليتق الله ما استطاع، أما إذا تمكن من إزالة الرائحة الكريهة من رائحة الدخان أو الآباط أو البخر فليتق الله وليعمل حتى لا يتأخر عن جمعة ولا عن جماعة.
الجواب: هذا لا يجوز، هذا من جنس عمل كثير من الناس كانوا يفعلون هذا للجن ويقولون: نتقي شرهم، إن أرادوا تأسيس مزرعة أو تأسيس بيت ذبحوا عند الأسس عنزاً أو تيساً وقالوا: هذا للجن نتقي شر هذه البقعة، شر سكان هذه البقعة، هذا من جنس عمل أولئك، فلا يجوز التشبه بأهل الكفر وقد يجرهم هذا إلى أن يفعلوا فعلهم وينووا نيتهم.
فالواجب عدم ذلك وأن يحذر ذلك، فلا يذبح عند التأسيس شيء.
الجواب: إذا ترك الفاتحة بطلت الصلاة، كان إماماً أو منفرداً، إذا تعمد ذلك بطلت أما إذا كان ساهياً قامت الأخرى مقامها وزاد ركعة، أما إذا كان عامداً تعمده وهو يعلم حكم الشرع في ذلك تبطل صلاته، إما إذا كان ساهياً فإنها لا تبطل صلاته لكن يأتي بركعة إذا لم ينتبه إلا بعد فراغه من الركعة يأتي بركعة أخرى بدلاً من التي ترك فيها القراءة، أما المأموم فإن الواجب عليه أن يقرأها على الصحيح، يقرؤها مع إمامه أو في سكتات إمامه، فإن لم يقرأها جاهلاً أو ناسياً أو مقلداً لمن يرى أنها لا تجب على المأموم فلا شيء عليه، أو جاء المأموم والإمام راكع ولم يتمكن من قراءتها أو قرب الركوع ولم يتمكن من قراءتها فلا حرج عليه، لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أقر أبا بكرة لما جاء والإمام راكع، ركع معه أبو بكرة -عليه الصلاة والسلام- ولم يأمره بقضاء الركعة عليه الصلاة والسلام، دل ذلك على أنه معذور واحتج به الجمهور على أن الفاتحة لا تجب على المأموم، ولكن عموم الأدلة تدل على وجوبها على المأموم إلا أنه معذور إذا فاته القيام أو نسي أو كان جاهلاً فيتحملها عنه الإمام.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ المساجد قبور وحذر من ذلك عليه الصلاة والسلام قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)رواه مسلم في الصحيح، والأول رواه الشيخان، وروى الشيخان أيضاً عن عائشة رضي الله عنها: (أن
أما إن كان المسجد قديماً ولكن حدث فيه قبر فيجب على ولاة الأمور وعلى أهل الحل والعقد أن ينبشوه وأن يزيلوا الرفات التي فيه بأن ينقلوها إلى المقابر العامة، ويبقى المسجد سليماً ليس فيه شيء حتى يصلى فيه، هذا هو الواجب.
أما احتجاج بعض الجهلة بوجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبه في المسجد، فهذا غلط لأن الرسول دفن في بيته عليه الصلاة والسلام ليس في المسجد، دفن في بيته بيت عائشة ودفن معه صاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في البيت، ولكن لما وسع الوليد بن عبد الملك بن مروان المسجد في آخر القرن الأول أدخل البيت في المسجد بسبب التوسعة وقد غلط في هذا، وكان الواجب أن لا يدخله في المسجد لئلا يحتج بهذا الجهلة وأشباههم ولكنه غلط في هذا، فلا يجوز أن يتأسى به ويقتدى به في ذلك، ولا يظن ظان أن هذا من جنس البناء على القبور أو من جنس اتخاذ القبور مساجد لا؛ لأن هذا بيت مستقل أدخل في المسجد للحاجة إلى التوسعة وفصل عن المسجد بالجدر، فهذا من جنس المقبرة التي أمام المسجد مفصولة عن المسجد ما تضر المسجد لو فصلت عنه بجدار، فهكذا مسجد النبي فإنه مفصول محمي بالشبك والجدران فليس من المسجد في شيء، فينبغي أن يعلم هذا وينبغي للمؤمن أن يبلغ هذا إخوانه حتى لا يغلطوا في هذه المسائل.
المقدم: بارك الله فيكم، يعني أن الأرض التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم تدخل في المسجد؟
الشيخ: ليس في المسجد، بل مفصول عن المسجد وهي بيت عائشة، ثم هو مفصول بالجدران التي أخرجت البيت من المسجد.
الجواب: الزوج ينظر في الأمر إذا كانت عمته تؤذيه وتؤذي أهله وإذا زارها حصل عليه ضرر بذلك فلا حرج عليه؛ لأنها هي القاطعة وهي المؤذية، أما إن كان يستطيع صلتها بالمال إن كانت فقيرة أو بالسلام بالهاتف أو بالمكاتبة أو يزورها بالسلام ولكن لا تأتي إلى بيته، يقول: لا تأتينا لأني أخشى من مجيئك مضرة علينا أو أنا أصلك بنفسي فلا حرج عليه، يصلها بنفسه ويحسن إليها وهذا هو الواجب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).
فالواجب عليه أن يصلها بالمال وبالكلام الطيب والزيارة والمكاتبة أو بالهاتف ويكفي هذا، وإذا منعها من بيته لأنها مفسدة بالكلام السيئ أو بالسب أو بالغيبة والنميمة فهو معذور إذا منعها من بيته.
الجواب: هذا عمل منكر ولا يجوز وهو من الكهانة المحرمة، فلا يجوز فعل هذا بالكلية، وهذا العمل من أعمال الشياطين وليس من أرواح الموتى ولكنه من أعمال الشياطين التي بها يلبسون على الناس ويأخذون أموالهم بالباطل، هذا العمل لا يجوز بل هو منكر ومن أعمال الكهانة، والواجب على ولاة الأمور منع هذا وتأديب من فعله حتى لا يعود إلى مثله، ولا يجوز للمسلم أن يشارك في هذا ولا أن يسألهم عن شيء، نعم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)، هذا من جنس العرافين والكهنة، وهذه الأرواح التي تطلب هي من أرواح الجن والشياطين وليست أرواح الموتى.
الجواب: نعم إذا كان عرف أنه مني يغتسل غسل الجنابة ويعيد الصلاة التي صلى، أما إن كان لم يتذكر شيئاً من ذلك والماء اشتبه عليه لا يعرفه هل هو مني أو بول فإنه يغسل ثوبه من باب الحيطة ولا يلزمه غسل الجنابة، إلا إذا غلب على ظنه أنه مني، أما إذا لم يعلم فإنه يدع ذلك ولا يلزمه غسل الثوب ولا الغسل من الجنابة إلا إذا عرف أنه بول أو عرف أنه مذي فيغسل الثوب، المذي يرش الثوب والبول يغسله غسلاً ويعصره والمني طاهر لا يجب غسله، لكن إذا فركه أو غسله يكون أولى وأفضل، فإن غلب على ظنه أنه مني وجب عليه الغسل، وإن غلب على ظنه أنه بول وجب عليه غسل الثوب والتنظف من هذا البول الذي أصاب فخذه أو أصاب غير ذلك.
فالحاصل أنه إن عرف أنه مني أو غلب ظنه أنه مني فإنه يغتسل ويصلي ما فعل من الصلوات بغير غسل، وقد يتبين ذلك إذا كان عن ملاعبة أو تفكير عند النوم فإنه في الغالب يكون منياً أو مذياً والمني والمذي يختلفان، المني ماء غليظ يتبين والمذي ماء ضعيف يكون له أثر في الثوب ولا يكون منياً، فينبغي له أن يتحرى هذا الشيء ويحرص فإن ظهرت أمارات المني اغتسل وإن ظهرت أمارات المذي رش ثوبه وغسل ذكره وأنثييه واستنجى ويكفي هذا، وإن كان بولاً والبول لا يخفى أيضاً غسل الثوب غسل ما أصاب الثوب وغسل ما أصاب فخذه إن أصابه شيء ويكفيه الاستنجاء والوضوء الشرعي.
الجواب: الودي هذا يكون بعد البول، مع البول في آخر البول، والمني يقول العلماء: إنه له رائحة تشبه رائحة لقاح النخل، قد يستفاد من هذا إذا الإنسان يعرف اللقاح، قد يكون من رائحته يعرف أنه مني، وبكل حال في الغالب يعرف بالغلظة في مكانه.
المقدم: بارك الله فيكم. بهذا إخوتي المستمعين نأتي إلى ختام هذه الحلقة والتي عرضنا فيها رسائل: عبد القادر عبد الله موسى سوداني، و (ع. ح. أ) من السودان الإقليم الأوسط، وعبد العزيز فضل الله محمد من السودان أيضاً، ورسالة (م. س. ع) من العراق الموصل، ورسالة (م. ص. ع) مصرية تعمل بالمملكة، ورسالة (ع. ع. س) من الدمام منطقة ابن خلدون، عرضناها جميعاً على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، فبارك الله فيه وأثابه الله وشكر لكم حسن متابعتكم ولكم تحية من المهندس الإذاعي خالد خميس، وإلى الملتقى بإذن الله في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر