ومرحباً بكم في لقائنا هذا الذي نعرض فيه ما وردنا منكم من أسئلة واستفسارات على فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
فضيلة الشيخ عبد العزيز لدينا مجموعة كبيرة من الأسئلة، ولعلنا نأخذ النصيب الأكبر منها.
لدينا رسائل السادة: نعمان علي حسن من الرياض حي الشفا، والمرسلة دلال محمد المغربي ، ونورة عبد العزيز آل عبيد من عنيزة، والأخت (ش.ع.ح) من القصيم رياض الخضراء، و محسن حسين المسعودي والمرسلة أم يوسف من القطر العراقي.
====
السؤال: نبدأ أولاً برسالة نعمان علي حسن مقيم في الرياض بجوار المعهد العلمي يسأل عن تارك الصلاة، يقول المستمع نعمان: رجل في قرية لا يصلي ولا يصوم ولا يقوم إلا بما يتنافى مع شريعتنا السمحاء مثل: السرقة، والمشاحنة بين المسلمين، فهل إذا مات يغسل ويكفن ويصلى عليه، نرجو توضيح موقف المسلمين من هذا الشخص، جزاكم الله خير الجزاء؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهده إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن من ترك الصلاة فإنه كافر، ومعلوم أن الكافر لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين بل يجب أن يوارى في الأرض في محل آخر غير مقابر المسلمين؛ لئلا يؤذي الناس بنتنه وجيفته.
فالحاصل: أن من كان لا يصلي ومعروف بهذا فإنه لا يصلى عليه ولا يغسل، وإذا كان مع ذلك لا يصوم ويؤذي المسلمين صار الشر أكثر، ولكن العمدة في كفره على تركه للصلاة نسأل الله العافية، ومن ذلك مما ورد في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرجه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بإسناد صحيح، وقال عليه الصلاة والسلام (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) هذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على كفر تارك الصلاة نسأل الله العافية والسلامة.
الجواب: لا نعلم في ذلك شيئاً، لكن الأولى بالمرأة توفير شعرها؛ لأنه من زينتها ومن جمالها، لكن تخفيف الشعر وأخذ شيء منه وتقصيره لا حرج فيه إن شاء الله، لكن الأولى والأفضل بقاؤه كاملاً؛ لما فيه من الجمال والزينة للمرأة، ولا سيما المتزوجة، فإذا أخذت بعضه وقصت بعضه فلا حرج في ذلك.
وهكذا السحاب سواء من خلف أو من أمام لا حرج فيه إذا كانت العورة محفوظة، المهم حفظ العورة والعناية بالعورة وسترها، لكن كونه من أمام أفضل وإذا كان من خلف فلا نعلم فيه حرجاً إذا كانت العورة مستورة من أمام ومن خلف.
الجواب: أما من جهة الحكم فهو لا يجوز لأنها أجنبية، وليس له أن يحادثها محادثة تجلب الشهوة، وربما أفضت إلى الفتنة والزنا، بل يجب التحرز من ذلك، أما الحديث العابر الذي ليس فيه إثم وليس فيه ما يجر إلى الفاحشة كسؤالها عن أهلها أو سؤالها عن المرعى الطيب أو عن الماء.. أو ما أشبه ذلك من الأمور التي ليس فيها ما يجر إلى الفتنة، هذا لا بأس به، وأما المداعبة والأسئلة التي تتعلق بالفاحشة وتدني إلى الزنا وتسبب الوقوع في المنكر، فهذه أشياء لا تجوز، أما الصوم فهو صحيح، صومه صحيح إذا كان لم يخرج منه مني.
أما إذا كان أنزل فإن عليه أن يقضي اليوم، فإن إنزاله المني يفطر صومه، أما المذي فلا يفطر على الصحيح، المذي: هو الماء اللزج الذي يخرج عند أثر الشهوة هذا لا يفطر الصوم على الصحيح من أقوال العلماء، أما المني فإنه يفطر صومه وعليه القضاء، وليس عليه كفارة، الكفارة في الجماع خاصة.
وهذا الرجل هو صاحب السؤال الأول.
الجواب: نعم، ولو أنزل يلزمه إكمال الصوم؛ لأن الذي نزل يفطر صيامه وليس له أن يستمر في الإفطار، بل عليه أن يمسك لحرمة الزمن، الزمن محترم؛ لأنه زمن صيام، فمن ابتلي بشيء يفطره فإنه لا يجوز له الاستمرار في الفطر، بل يلزمه الإمساك حتى تغيب الشمس ويقضي مع ذلك، فلو أنزل المني بسبب المداعبة والقبلة لزوجته أو في الحرام نعوذ بالله فإنه يقضي هذا اليوم ومع هذا عليه الإمساك وإكمال الصوم، ولا يجوز له أن يقول: أنا ما دام أفطرت بالمني آكل وأشرب، بل عليه أن يكمل صومه ويمسك ومع هذا عليه القضاء.
الجواب: الإنسان إذا قطع الصلاة ثم من الله عليه بالتوبة فإن التوبة تجب ما قبلها، فإذا كان الإنسان لا يصلي من رجل أو امرأة ثم هداه الله ورجع إلى الصواب وصلى فإن التوبة تجب ما قبلها فعليه التوبة والندم والاستغفار والإكثار من العمل الصالح ولا قضاء عليه فيما مضى، لأن الكافر لا يقضي إذا أسلم والمرتد لا يقضي إذا أسلم ولكن التوبة تجب ما قبلها كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها) والله جل وعلا يعفو عما سلف بالتوبة الصادقة النصوح وهذا من فضله سبحانه وتعالى.
يقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] ويقول جل وعلا لما ذكر الشرك والقتل والزنا قال:إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:70].
فالمقصود أن التوبة يكفر الله بها ما مضى وليس عليه القضاء بعد إسلامه وتوبته ورجوعه إلى الله سواء كان كافراً أصلياً أو كان مرتداً بتركه الصلاة أو بسبه الله ورسوله أو باستهزائه بالدين أو بغير هذا من المكفرات فإنه متى تاب إلى الله من الناقض الذي نقض إسلامه وصدقت توبته فإن الله سبحانه يمحو عنه ما مضى وليس عليه إعادة لصومه ولا لصلاته.
الجواب: الفرض في الصلاة الفاتحة، هي ركن الصلاة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فالفاتحة هي ركن الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة والباقي سنة، فإذا كانت لا تحسن إلا الفاتحة كفتها الفاتحة وصلاتها صحيحة، سواء كانت فرضاً أو نفلاً والحمد لله، لكن إذا تيسر لها أن تحفظ جملة من السور فذلك خير لها وأفضل حتى تقرأ مع الفاتحة ما تيسر، وكلما زادت في حفظ ما تيسر من السور كان أفضل لها وخيراً لها، فأنا أوصي السائلة أن تجتهد في حفظ ما تيسر من القرآن مثل جزء عم وما تيسر معه حتى تقرأ بذلك في صلواتها، فإن لم يتيسر لها ذلك فإنها تكفيها الفاتحة والحمد لله.
المقدم: شكراً أثابكم الله.
أيها المستمعون الكرام! إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه رسائل السادة نعمان علي حسن من الرياض حي الشفا بجوار المعهد العلمي، والمرسلة دلال محمد المغربي ، ونورة عبد العزيز آل عبيد من عنيزة، والأخت (ش.ع.ح) من القصيم رياض الخبراء، ومحمد حسين المسعودي يسأل عن مداعبة الأجنبية وكذلك الإنزال في نهار رمضان ومحسن حسين المسعودي عفواً.
والمرسلة أم يوسف من القطر العراقي.
عرضنا الأسئلة والاستفسارات التي وردت في هذا اللقاء على فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لفضيلة الشيخ عبد العزيز ، وشكراً لكم أيها السادة! وإلى أن نلتقي بحضراتكم نستودعكم الله وتحية لكم من الزميل محمد الحرشان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر