مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية مصر العربية محافظة قنا، وباعثها المستمع إيهاب صلاح الدين ، يقول: ما هي مبطلات الإسلام؟ وإذا وقع أحد في أحد هذه المبطلات فكيف يرجع إلى الإسلام مرة أخرى، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله و أصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا سؤال عظيم يجب على كل مؤمن أن يفهمه وأن يعتني به؛ لأن نواقض الإسلام اليوم كثيرة وخطرها عظيم، وهذا السؤال فيه فائدة كبيرة لكل مسلم، قد ألف العلماء في نواقض الإسلام مؤلفات وذكروا في كتب الفقه باباً مستقلاً في هذا الباب في هذه المسألة سموه: باب حكم المرتد، باب سموا هذا المقام، مسائل هذا الباب جعلوها تحت باب وهو باب حكم المرتد، وهو الذي يكفر بعد إسلامه، ثم ذكروا النواقض التي يحصل بها الردة يقال لها: نواقض الإسلام، مبطلات الإسلام، أسباب الردة، وهي كثيرة ذكرها العلماء في هذا الباب في مذهب الحنابلة، والشافعية، والمالكية، والحنفية وغيرهم، وذكرها أيضاً جماعة في مؤلفات خاصة مستقلة.
فيجب على المؤمن والمؤمنة الحذر من ذلك والتفقه في ذلك حتى لا يقع فيه، ومنها: الشرك بالله عز وجل، منها: الشرك وهو أعظمها،كدعاء أصحاب القبور كـالبدوي أو الحسين أو غيرهم، والاستغاثة بهم، والنذر لهم والذبح لهم، وكسؤال الأصنام، أو الضراعة إلى الجن والاستغاثة بالجن أو بالملائكة، أو بالنجوم، كل هذا من الشرك بالله ناقض من نواقض الإسلام ومن أسباب بطلان الإسلام.
كذلك: سب الله أو سب الرسول عليه الصلاة والسلام، أو الاستهزاء بدين الله، أو الاستهزاء بالقرآن أو بالرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66].
من ذلك: ترك الصلاة؛ لأن الصلاة عمود الإسلام وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين، وإذا جحد وجوبها كفر إجماعاً، إذا قال: ما هي بواجبة كفر إجماعاً، وإن تركها تساهلاً وتكاسلاً كفر في الصحيح من قولي العلماء.
وهكذا لو جحد وجوب الزكاة قال: ما هي بواجبة الزكاة على الناس، أو قال: صيام رمضان ليس بواجب على الناس كفر عند الجميع، أو قال: إن الحج مع الاستطاعة لا يجب على المكلفين كفر إجماعاً؛ لأن الله أوجب الحج مع الاستطاعة، أو قال: إن الزنا حلال، استحل ما حرم الله، قال: الزنا حلال كفر عند الجميع؛ لأنها ردة ومن نواقض الإسلام، أو قال: إن الخمر حلال كفر عند الجميع، أو قال: إن الربا حلال ما فيه ربا، كل الربا حلال، هذا كفر عند الجميع، أو قال: اللواط حلال، إتيان الذكور، هذا ردة عند الجميع، والعياذ بالله.
أو قال: إن الحكم بغير الشريعة جائز، لا بأس بتحكيم القوانين الوضعية وترك الكتاب والسنة، من أجاز هذا وأباحه كفر إجماعاً، وهي نواقض كثيرة حتى بلغ بعضهم أربعمائة ناقض، وإذا تدبرها الإنسان وتقصاها فهي كثيرة.
فالواجب على المؤمن الحذر وأن يتفقه في دين الله ويتبصر، وكذلك يراجع هذا الباب باب حكم المرتد، طالب العلم يراجع هذا الباب ويتأمل حتى يستفيد أو يفيد، نسأل الله للجميع العافية والسلامة، لا حول ولا قوة إلا بالله.
الجواب: التوبة باب التوبة مفتوح، إذا وقع في ناقض فعليه أن يرجع إلى الإسلام بالتوبة، يندم على الماضي ويعزم أن لا يعود، ويترك هذا الناقض، فإذا كان كفره بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والأصنام ترك ذلك، وتاب إلى الله من ذلك وبهذا يرجع إلى الإسلام، إلا إذا كان كفره بأنه جحد وجوب الصلاة يقر، يقول: لا أنا غلطان، الصلاة فرض على المكلفين، وأتوب إلى الله من ذلك، ويندم ويقلع ويعزم أن لا يعود، يتوب الله عليه، أو كان يترك الصلاة لا يصلي، التوبة أن يفعل الصلاة ويندم على الماضي، ويستغفر مما مضى ويعزم أن لا يعود فيه وهذه التوبة، كذلك إذا كان كفره بأنه يقول: الزنا حلال، إذا تاب يقول: لا. الزنا حرام وأنا أتوب إلى الله وأستغفر الله وقد أخطأت، والله يعلم من قلبه أنه صادق يتوب الله عليه، وهكذا.
الجواب: نعم لا حرج أما خالك فهو محرم، وابن عمك وابن خالك لا بأس ليس بمحرم، لكن التحدث معهم في أمور تنفع مع الحجاب عن ابن عمك وابن خالك وعدم الخلوة، لا بأس، تقولين له: أنا في حاجة إلى كذا، وايش يسوى الشغل الفلاني؟ هل يوجد في السوق؟ كيف حالك؟ كيف أهلك؟ كيف أولادك؟ لا بأس. ومع الخال ومع العم من باب أولى؛ لأنهما محرم.
فالمقصود التحدث مع المحرم وغير المحرم بما تحتاجه المرأة في شئونها أو في ما تريد أن تشتريه أو ما أشبه ذلك، أو تسألهم عن أهليهم أو عن صحتهم، كل ذلك لا بأس به، لكن مع الحجاب إذا كان المتحدث إليه غير محرم، مع الحجاب وعدم الخلوة.
الجواب: لا حرج، عين واحدة أو العينين، أو لباس النقاب الساتر للعين أو للعينين كل هذا لا حرج فيه، وإذا كانت تلبس الخمار الساتر وتنظر من ورائه كان أكمل وأكمل.
الجواب: عليها التوبة، والحمد لله صلاتها صحيحة وصومها كذلك إذا أدتهما على الوجه الشرعي، وعليها التوبة من الكشف، عليها التستر عند الأجنبي، والحمد لله، ومن تاب تاب الله عليه.
الجواب: لا حرج على الخاطب في النظر إلى مخطوبته، ولا حرج عليها في النظر إليه، حتى يطمئن كلاً منهما للآخر، فإذا اطمأن كلاً منهما كفى والحمد لله.
المقصود أن الخاطب له النظر ليزداد رغبة أو يعرف أشياء يريدها حتى يرجع عن الخطبة إذا كان يخشى شيئاً، المقصود أن النظر لا بأس به من دون خلوة، حتى يطمئن وتطمئن إلى الرغبة أو عدمها.
الجواب: الصلاة صحيحة خلفه إذا كان مسلماً لكن إذا تيسر الصلاة خلف غيره ممن هو خير منه وأفضل منه فهو أولى وأكمل؛ لأن هذا عاصي والصلاة خلف العاصي صحيحة في أصح قولي العلماء إذا كان مسلماً، وينصح ويوجه حتى يوفر لحيته، حتى يرفع ثيابه، على إخوانه وأحبابه أن ينصحوه ويوجهوه ويلحوا عليه حتى يستقيم، وكذلك من جهة أهل بيته ينصحونه من جهتهم، فالمسلم أخو المسلم، والله يقول سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71]، فالواجب التناصح والتواصي بالحق في كل شيء.
والإمام الذي يؤم الناس ينبغي أن يكون قدوة في كل خير، وإذا قصر فيجب على ولاة الأمور أن يختاروا خيراً منه وأن يبدلوه إذا لم يستجب للنصيحة، عليهم أن يلتمسوا من هو خير منه حتى يكون قدوة في الخير، وحتى ينتفع به المسلمون المصلون خلفه، وإذا تناصح المسلمون وتواصوا بالحق كثر الخير وقل الشر، وإذا تساكتوا فبالعكس يكثر الشر ويقل الخير، نسأل الله السلامة.
الجواب: حكم الشرع فيه أنه عاصي فاسق لكن لا يخرج من الملة خلافاً للخوارج، عند أهل السنة والجماعة الزاني فاسق، وشارب الخمر فاسق إذا لم يستحل ذلك، العاق لوالديه فاسق، المرابي فاسق؛ لأن هذه كلها كبائر، لكن لا يكفر، وعند الخوارج يكفر بذلك نسأل الله العافية.
والصحيح أن قولهم باطل، وأنه ليس بكافر ولكنه عاصي عليه التوبة إلى الله والرجوع إلى الله والإنابة، ومن تاب تاب الله عليه، وإذا مات على ذلك مات عاصياً على خطر من دخول النار إلا أن يعفو الله عنه، لكن لو دخلها لا يخلد فيها، لو دخلها خلافاً للخوارج والمعتزلة، الخوارج يقولون: يكفر ويخلد في النار، إذا مات عاقاً لوالديه، أو على الزنا لم يتب أو على شرب الخمر يقولون: هو كافر ومخلد في النار، والمعتزلة مثلهم في أمر الآخرة يقولون: مخلد في النار، لكن يقولون: في الدنيا لا كافر ولا مسلم، في منزلة بين المنزلتين، وقولهم باطل أيضاً.
أما أهل السنة والجماعة فيقولون: هو مسلم عاصي، مؤمن عاصي عليه التوبة إلى الله، فإن تاب تاب الله عليه وإن مات على معصيته فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله عفا عنه وأدخله الجنة بتوحيده وإسلامه، وإن شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها، ثم يخرج من النار بعد التطهير، يخرجه الله من النار إلى الجنة؛ لقول الله سبحانه في كتابه العظيم: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، ما دون الشرك، لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، بعضهم لا يغفر له، يدخل النار ويعذب على قدر المعاصي، وبعد التطهير والتمحيص يخرجهم الله من النار، إلى نهر يقال له: نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل، فإذا تم خلقهم أدخلهم الله الجنة.
الجواب: المشروع هجره، وقال بعض أهل العلم: يجب هجره وجوباً حتى يتوب، وإذا استمريت في المناصحة لأنك ترجو هدايته فلا حرج من غير مخالطة ولا بشاشة لكن مع النصيحة، تتصل به، تخوفه من الله، تدعوه إلى إقامة الصلاة، تحذره من مغبة عمله السيئ لعل الله أن يهديه، وبالتعاون مع إخوانك في نصيحته من أقاربه وغيرهم، فالتعاون في هذا مع الإخوة الطيبين ينفع الله به.
الجواب: هو يستحق الهجر، وإذا وصلته ترجو أن الله يهديه؛ لأنه فقير، وصلته بالمال، أو راجعته بين وقت وآخر للنصيحة والتوجيه، فأنت على خير عظيم بهذا القصد الطيب.
الجواب: مثل هذه الوسواس وقعت لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، واشتكوا إليه أنهم يجدون وساوس لأن يخر أحدهم من السماء أسهل عليه من أن يتلفظ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله، وليستعذ بالله ولينته) إذا كانت الوساوس تتعلق بالله، أو بالجنة والنار، أو بالإيمان بالآخر أو ما أشبه ذلك فالمشروع لك أن تقول: (آمنت بالله ورسله) وتكرر ذلك دائماً ولا تلتفت إليها، وتستعيذ بالله من الشيطان تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واستمر في عملك واله عنها واشتغل عنها واتركها ولا تذكرها لأحد، واسأل ربك أن يعينك على تركها والحذر منها، هذا هو الواجب عليك، أن تقول: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وتعرض عنها بالكلية لا تذكرها لأحد، وتسأل ربك العون على محاربتها.
الجواب: هذا ينصح، يبين له ما جاءت به السنة، يعطى كتاب الصلاة لـابن القيم، كذلك ما يوجد من الكتب التي تبين صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لعله يقنع إن شاء الله، المقصود أنه ينصح ويوجه من أهل العلم من الأخيار الذين يقدرهم ويعرف فضلهم وعلمهم، يشار عليهم بأن ينصحوه إذا كان يطيل وينفر الناس، أما النصيحة من العامة ما تفيده، لكن يشار على أهل العلم ويطلب منهم أن ينصحوه إذا كان عمله منفراً وفيه طول كثير، حتى يستفيد إن شاء الله من إخوانه.
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) فليكن همك الوحيد هو صلاح دينها، فإذا كان مع ذلك جمال ومال وحسب فهذا خير إلى خير، طيب، لكن لا يكون همك الجمال أو المال أو الحسب، فليكن أكبر الهم وأعظم القصد صلاح الدين واستقامة الأخلاق، تسأل عنها الخبيرين بها، فإذا كانت ذات دين، بعيدة عن التبرج وعن أسباب الفتنة، محافظة على الصلاة في أوقاتها فاقرب منها، وإذا كانت بخلاف ذلك فاتركها، المهم أن العناية الكبرى تكون بالدين.
الجواب: وهذا مهم جداً، واجب الزوجين مهم جداً؛ لأن بسبب إهمال هذا أو هذا يقع الطلاق والفرقة، فالواجب على الزوج أن يتقي الله، وأن يعاشر الزوجة بالمعروف، ويعطيها حقوقها من النفقة وغيرها، مع حسن الخلق وطيب البشر والكلام الطيب، لا يكون فظاً غليظاً، قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، وقال سبحانه: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228]، والنبي عليه السلام قال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، وقال: (خياركم خياركم لنسائهم)، فينبغي للمؤمن أن يكون طيب الخلق مع أهله، حسن الكلام مع أهله، لا يكون فظاً غليظاً ولا معبساً ولا سيئ الكلام سيئ العشرة، ثم عليه أن يؤدي حقوقها المعتادة لأمثالها في ملبسها وغير ذلك.
وهي كذلك عليها أن تتقي الله وأن تكون طيبة الكلام طيبة العشرة، تجيبه إذا دعاها إلى فراشه، تسمع له وتطيع في أوامره ونواهيه التي ليس فيها محذور شرعاً، تكون طيبة الخلق مع زوجها ومع والديه ومع أهل بيته، هكذا المرأة الصالحة تحرص على أن تكون طيبة الكلام، طيبة الخلق، طيبة السيرة مع الزوج ومع أهل الزوج، وبذلك تستقيم الأحوال بينهما.
أما إذا قصر هذا أو هذا فإن الفرقة ولابد في الغالب تحدث وتقع، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: النصيحة الدائمة والحرص على القيام بالصلاة، وإذا كنت أكبر منه فلا مانع أن تؤدبه، أو ترفع أمره إلى الهيئة، لكن مهما أمكن أن تنصحه أنت وأقاربك الذين يحترمهم ويقدرهم تنصحونه وتوجهونه إلى الخير وتخبرونه أنكم ستخبرون أباه إذا رجع لعمله الرديء لعل الله يهديه بأسبابكم، فإذا لم تنفع فيه النصيحة ولم يقبل فارفعوا أمره إلى الهيئة، أو إلى الإمارة الطيبة إذا كانت تنفع حتى يؤدب ويوجه إلى الخير.
لكن مهما أمكن قبل الرفع إلى الهيئة أو الإمارة مهما أمكن النصيحة والتعاون مع أقاربك في نصيحته، والوعيد أنكم تخبرون أباه، مهما أمكن هذا لعله ينفع فهو أولى، فإذا دعت الحاجة إلى رفع أمره إلى الهيئة أو الإمارة الصالحة فهذا لا بأس به بل واجب.
الجواب: النصيحة للجميع أن يوجه الأبناء إلى طاعة الله، وأن يعلموا الأخلاق الفاضلة والكلمات الطيبة، وأن ينصحوا في طلب العلم والتفقه في الدين، والمحافظة على الصلاة وعلى حسن الخلق مع الوالدين ومع الأقارب ومع الزوار والضيوف، وعلى الوالد والوالدة أيضاً أن يكونا مثالاً صالحاً لأولادهم في الأخلاق الفاضلة، والمحافظة على الصلاة في الجماعة، والحذر من المحرمات كالمسكرات والدخان وحلق اللحية وأشباه ذلك. على الوالد أن يكون مثالاً طيباً لأولاده في سيرته الطيبة وفي محافظته على الصلاة في الجماعة وفي توفير لحيته، وفي اجتنابه المعاصي، وهكذا الأم، كل منهما عليه أن يكون مثالاً طيباً في الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة والحذر من المعاصي، نسأل الله للمسلمين الهداية.
الجواب: يجب على المؤمن أن يتقي الله مع إيمانه بأن الله غفور رحيم، لكن يأخذ بالتقوى، يتقي الله ويجتهد في الخير حتى تحصل المغفرة، ويحذر المعاصي حتى لا تحصل العقوبة، الله المستعان.
الجواب: إذا كان المسجد ليس فيه قبور فلا حرج، لكن إذا كان بعيداً عنها عن يمينها أو شمالها أو أمامها يكون أبعد عن الشبهة، أما إذا حدثت القبور بعد ذلك فلا يضر، لكن إذا تيسر أن يكون بعيداً عنها أمامها أو عن يمينها أو عن شمالها حتى لا يتوهم أحد أن الصلاة لها، فهذا يكون أطيب وأبعد عن الشبهة.
الجواب: ينصرف وينبه الناس، إذا طرأ عليه ريح خرجت منه، أو بول يقطع الصلاة، ويقدم من يصلي بهم يتم بقية الصلاة، يعني: يستخلف من يصلي بهم بقية الصلاة، فإن انصرف ولم يستخلف قدم ممن يرضوه، من هم في مقدم الصف يقدمون واحداً منهم حتى يصلي ويكمل للناس، والحمد لله.
الجواب: ترشدهم بالآيات والأحاديث إن كنت تحفظها بأسلوب حسن لا بالشدة والعنف، بل بالكلام الطيب والأسلوب الحسن: يا عبد الله! يا فلان! يا أبا فلان! هذا لا يجوز، الواجب عليك كذا، قال الله كذا، قال الرسول كذا، حسب المعصية، إن كان يتأخر عن الصلاة توصيه بالمحافظة وتذكر له الآيات والأحاديث، إن كان يعق والديه تحذره من عقوق الوالدين وأن ذلك من أكبر الكبائر، كذلك إذا كان يتعاطى الربا أو الشرب المسكر تحذره، وإذا كان كلامك لا يؤثر عليه تستعين بالله ثم ببعض إخوانك الطيبين، تذهب أنت وإياهم إليه، أنت وأخوك الآخر أو عمك أو خالك أو بعض الجيران الطيبين حتى تنصحوه لعله يستجيب من الجميع، ولعله يقبل الحق.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج المملكة العربية السعودية، الرياض، الإذاعة، برنامج نور على الدرب، مرة أخرى شكراً لكم.
مستمعي الكرام! ولكم تحيات زميلي من الإذاعة الخارجية فهد العثمان وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر