مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية العربية السورية، باعثها مستمع من هناك رمز إلى اسمه بالحروف: (م. ب. هـ)، يقول في أحد أسئلته: حصل نزاع بين راعيين من رعاة الغنم، وكانا يصليان معاً، فلما اشتد الخصام بينهما أقسم أحدهما أن لا يصلي أبداً بسبب الشخص الثاني، وسؤالي: هل يكفر عن يمينه، وهل عليه إثم، أم أن الإثم على المتسبب، وهو الشخص الثاني أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالواجب على هذا الذي حلف أن يكفر عن يمينه، وأن يتوب إلى الله جل وعلا مما قاله، فإن الصلاة عمود الإسلام، ولا يجوز للمسلم أن يتركها، بل يجب عليه أن يصليها حتى ولو كان في المرض يصليها على حسب حاله، قاعداً إن عجز عن القيام أو على جنبه إن عجز عن القعود أو مستلقياً إن عجز عن الصلاة على جنبه، كما جاءت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يكون هذا النزاع عذراً له في ترك الصلاة، بل يجب أن يتوب إلى الله من هذه اليمين الظالمة، وأن يصلي كما أمره الله وأن يكفر عن يمينه بكفارة اليمين المعلومة، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة مؤمنة، فمن عجز عن ذلك صام ثلاثة أيام كما نص عليه المولى جل وعلا في كتابه الكريم في سورة المائدة، وعليه أن يصلي جماعة أيضاً، سواءً مع الراعي الذي معه أو مع غيره، وينبغي لهما الصلح فيما بينهما، وأن يصليا جميعاً وأن يستعيذا بالله من الشيطان الرجيم وأن يدعا النزاع، فهما راعيان يحتاجان إلى المصالحة والمؤانسة والتعاون، وهذه النزغة الشيطانية يجب عليهما التوبة إلى الله منها، والحذر من أسباب الفرقة وعليهما أن يتعاونا على البر والتقوى، وأن يحذرا نزغات الشيطان التي تسبب التهاجر والتقاطع والتشاحن بينهما، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: الله سبحانه يقول: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا.. [المائدة:6] الآية، فإذا كان الماء الذي لديك قليلاً لا يكفي إلا للشرب وليس بقربك ماء تستطيع الذهاب إليه وتتوضأ منه فلا حرج في التيمم؛ لأن الماء القليل وجوده كالعدم؛ لأنك في حاجة إليه، أما إذا كان في الإمكان الذهاب إلى الماء لقربه منك فإنك تذهب إليه وتتوضأ ولا تتيمم؛ لأن الله يقول: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ [المائدة:6]، وإذا كنت تجد الماء حولك، أو أنت حول قرية تستطيع الذهاب إليها، أو إلى ماء من ماء المطر، أو غير هذا من المياه التي تستطيع الحصول عليها قريباً منك فعليك أن تتوضأ، وأما إذا لم تستطع: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، لا حرج عليك في التيمم، بل يجب عليك التيمم والصلاة لأنك فاقد للماء.
الجواب: الحمد لله الذي من عليك بالتوبة، ونوصيك بلزوم التوبة والاستقامة عليها وشكر الله على ذلك سبحانه وتعالى، والحذر من صحبة الأشرار الذين قد يجرونك إلى العودة إلى ترك الصلاة، وأما القضاء فليس عليك قضاء والتوبة كافية؛ لأن التوبة تجب ما قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله، والذين ارتدوا في عهد الصحابة رضي الله عنهم لما تابوا لم يأمرهم الصحابة بالقضاء.
فالمقصود: أن التوبة تكفي والحمد لله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها)، فليس عليك قضاء للصلوات الماضية، السنوات التسع، وعليك أن تلزم التوبة وهي الندم على ما مضى، التوبة حقيقتها الندم على الماضي من الفعل السيئ، والإقلاع من ذلك والحذر منه مع العزم الصادق أن لا تعود في ذلك.
فنوصيك يا أخي! بلزوم التوبة والاستقامة عليها، وسؤال الله الثبات على الحق والاستقامة عليه، كما نوصيك بالمحافظة على الصلاة وأدائها في الجماعة في المساجد، والحذر من صحبة الأشرار الذين قد يجرونك إلى ما حرم الله من ترك الصلاة أو غير ذلك من الشرور، نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات على الحق.
الشيخ: الأرض وإلا على النار؟
المقدم: كاتب: الأرض.
الشيخ: ما يخالف نعم.
المقدم: سمعت حديثاً معناه: (ثلاثة أجسامهم حرمت على الأرض: الأنبياء، والشهداء، وحفظة القرآن الذين عملوا به)، هل هذا حديث صحيح؟
الجواب: لا نعلم له أصلاً، وإنما المحفوظ والمعروف: (أن الله جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) -خاصة-، كما جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام، وأما الأولياء والحفظة للقرآن فلا أصل لهذا في حقهم، وإنما الثابت في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: أن الله حرم الأرض أن تأكل أجسادهم، نعم.
الجواب: ليس لهذا أصل، ولكن ذكر جمع من العلماء: أن المقبرة إذا كانت طالت بها المدة وفنيت العظام وصار الميت تراباً جاز أن يدفن فيه غيره، وأما ما دام له بقايا من عظام ورفات فإن الذي ينبغي بل الواجب ألا يدفن معه غيره إلا عند الضرورة، لضيق الأرض وكثرة الموتى كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد لما كثر الموتى دفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، أما عند السعة فالواجب أن يكون كل واحد في قبر وأن لا يدفن عليه أحد حتى يبلى بالكلية ولا يبقى له أثر، لا عضو ولا غيره، أما هذا الحديث الذي ذكرته: أربعين هذا لا أصل له.
الجواب: نعم، يقال: يهديكم الله، (كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لهم إذا عطسوا وحمدوا الله يقول: يهديكم الله)، أما المسلم فيقال له: (يرحمك الله)، وهو يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم، أما إذا عطس الكافر من يهود أو نصارى أو غيرهم، وحمد الله سمعته يحمد الله تقول له: يهديك الله، كما فعله النبي مع اليهود عليه الصلاة والسلام.
الجواب: قد يظهر الجن لبعض الناس، والجن ثقل مستقل غير الإنس، والمشهور عند العلماء: أنهم أولاد الشيطان، كما أن آدم أولاده الإنس، فالشيطان الذي هو الجان، الذي امتنع من السجود لـآدم هو أبو الجن، فمؤمنهم طيب وكافرهم مثل كافر الإنس خبيث، فيهم الفاسق وفيهم الكافر، وفيهم المؤمن الطيب، وفيهم العاصي، فهم أقسام مثل الإنس، وقد يتصل بعض الناس بهم، وقد يكلمهم ويكلمونه، قد يراهم بعض الناس، لكن الأغلب أنهم لا يرون، كما قال جل وعلا: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف:27] يعني يروننا من حيث لا نراهم، وليس معنى أننا لا نراهم قد نراهم، لكن من حيث لا نراهم قد يروننا، لكن الجني قد يبدو لبعض الناس في الصحراء وفي البيوت، قد يخاطب، وقد حدثنا جماعة من العلماء أنه وقع عليه كثير من هذا؛ لأن بعض الجن حضروا مجالس العلم وسألوا عن بعض العلم وإن كانوا لا يرون، وبعض الناس قد يراهم ويتمثلون في الصحراء وفي غير الصحراء.
لكن لا تجوز عبادتهم من دون الله ولا الاستغاثة بهم، ولا الاستعانة بهم على أضرار المسلمين، ولا سؤالهم عن علم الغيب بل يجب أن يحذروا.
أما دعوتهم إلى الله إذا عرفتهم وتعليمهم ما ينفعهم ونصيحتهم ووعظهم وتذكيرهم فلا بأس بذلك، أما الاستعانة بهم أو الاستغاثة بهم أو النذر لهم أو التقرب إليهم بالذبائح خوف شرهم كل هذا منكر، قال الله جل وعلا: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6]، يعني: زادوهم شراً وبلاءً، والآية فيها تفسيران أحدهما: زادوهم يعني: الجن زادوا الإنس ذعراً وخوفاً، فزاد الجن والإنس ذعراً وخوفاً منهم. والمعنى الثاني: (زَادُوهُمْ رَهَقًا) أي: زاد الإنس الجن رهقاً، يعني: طغياناً وكفراً وعدواناً عليهم؛ لأنهم لما رأوا الإنس يخافونهم تكبروا عليهم وزادوا في إيذائهم.
وبكل حال فلا يجوز سؤالهم ولا الاستغاثة بهم ولا النذر لهم، ولا نداؤهم في طلب حاجة أو شفاء مريض أو ما أشبه ذلك، لكن إذا كلمهم ينصحهم ويذكرهم ويدعوهم إلى الله ويعلمهم ما ينفعهم فلا حرج في ذلك كالإنس.
الجواب: المشروع للمؤمن سواء كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً أن يعتني بصلاته وأن يقبل عليها بقلبه وقالبه، وأن يخشع فيها، وأن يحذر الوساوس التي تشغله عنها، كما قال الله سبحانه في وصفه لأهل الإيمان: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2].
فالمؤمن يقبل على صلاته وينظر إلى موضع سجوده، ويشتغل بها في أداء ما أوجب الله فيها وما شرع من القراءة والأذكار الشرعية في الركوع والسجود وفي حال الاعتدال وفي حال الجلوس بين السجدتين، يعني: يشتغل فيها بما شرع الله ويقبل عليها بقلبه، ويجمع قلبه عليها حتى لا يشغل بغيرها، هكذا ينبغي للمؤمن والمؤمنة الإقبال على الصلاة والعناية بها وإحضار القلب فيها والخشوع فيها والسكون وعدم العبث، وأن يعنى بجميع ما شرع الله فيها، وأن يستحضر أنه بين يدي الله، وأن الله جل وعلا يشاهده، وأنه بين يدي ربه سبحانه وتعالى فليستحضر ذلك كأنه يشاهد الله كما في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فالمؤمن يستحضر كأنه يشاهد الله، حتى يجمع قلبه على الصلاة حتى يخشع فيها، فإن لم يتم له ذلك فليعلم أن الله يشاهده وأن الله يراه، وأن الله يقبل على عبده المصلي ما دام المصلي يقبل عليه سبحانه، حتى لا يشغل عنها بالوساوس.
لكن لو عرض له وسواس ما يضر صلاته ما يبطلها، لكن ينقص أجرها، كلما زادت الوسوسة نقص الأجر.
الشيخ: غير إيمان، في عندكم أسماء أخرى.
المقدم: حمد النيل.
الشيخ: حمد النيل.
المقدم: نعم.
الجواب: أما إيمان فلا نعلم فيه بأساً، مثل نافع وصالح وعامر، أسماء غير مقصودة، المقصود: الاسم اللفظ، حمد النيل ما نعرف معناه، هذه الكلمة محل نظر، إذا كان قصده شط النيل الماء، النيل ما له حمد خاص، فلا ينبغي التسمية بهذا الاسم.
الجواب: إذا كان والداك في حاجة إليك والغنم في حاجة إليك ما فيها من يرعاها، فلا مانع من مساعدة والدك وبره وأن تذهب للرعي ويكون عذراً لك ذلك في صلاة ظهر، تصلي ظهراً إذا لم يكن هناك أحد يكفيك الرعي حتى تصلي الجمعة، إذا كنت قريب من مساجد الجمعة.
أما إن كنت بعيداً الغنم بعيدة عن مساجد الجمعة فهي لا تسمع النداء بعيدة، فليس عليك إلا الظهر، وهذا من بر والديك، أما إن تيسر من يكفيك رعيها وقت الصلاة وأنت قريب من الجوامع تسمع الأذان تصلي الجمعة وترجع إليها إذا وجدت من يكفيك من نساء ثقات أو إنسان آخر يقوم مقامك ليس عليه جمعة كالمريض ونحوه فلا بأس بذلك، أو صبي صغير ما عليه جمعة، تثق به في رعايتها فلا بأس، يلزمك أن تصلي الجمعة إذا كنت قريب تسمع النداء، أما إذا كنت بعيداً فلا جمعة عليك تصلي ظهراً والحمد لله وتبر والديك، وتساعدهما.
الجواب: لا يجوز هذا، هذا الفعل سيئ بين النساء، النساء يضربن الدف بينهن في الأفراح فقط من دون مكبرات صوت ومن دون مطربات بينهن، دف، يسمونه الطار ليس له إلا وجه واحد، هذا لا بأس به بين النساء خاصة، كما كان يفعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده.
أما الطبل فلا يجوز لا للنساء ولا للرجال، الطبل من آلات الملاهي الممنوعة، ولا يجوز للرجل أن يلعب بين النساء لا مكشوف الظهر ولا مكشوف البطن نهي مطلقاً، بل هذا تبع الرجال، يكون عمله مع الرجال في مسابقات في أشياء جائزة شرعاً لا بأس أما مع النساء لا، لا يكون مع النساء ولا يلعب مع النساء بل يبتعد عن ذلك؛ لأن جلوسه معهن في فيه له ولهن جميعاً، فالواجب البعد عن هذا الشيء.
الجواب: ليس هذا مخلاً بالصلاة إذا طرحوه في المسجد لا يضر إن شاء الله لأجل الرائحة الطيبة ومسألته سهلة، لا تشغلهم عن سماع الخطبة ولا عن تحية المسجد، إذا دخلوا ورموه وصلوا تحية المسجد وجلسوا يسمعون الخطبة ليس في هذا شيء، أما إذا كان له مئونة يشوش على الناس أو يشغلهم عن تحية المسجد وقتاً طويلاً ينبغي تأجيله إلى وقت آخر، أو التبكير به يوم الجمعة قبل الخطبة حتى يطرح في المسجد، أما وقت الخطبة فينبغي له إذا جاء أن يشتغل بركعتي تحية المسجد ثم يستمع للخطبة، أما إذا كان شجرة في يده يرميها وهو ماش ما تشوش على أحد فلا حرج في ذلك.
الجواب: هذا العقد فيه نظر، والذي نرى أن تراجع المحكمة، لأنه قد يكون من عقد الشغار قد يكون فيه تشارط، والشغار لا يجوز وهو نكاح البدل، فعليك أنت ووالدك وزوج أختك أن تراجعوا المحكمة وهي تفيدكم إن شاء الله في بلدكم، حتى تعرف الحقيقة المحكمة وتعرف هل شروط الشغار موجودة فيه أم لا، وفيما تراه المحكمة إن شاء الله الكفاية، فعليكما أنت ووالدك أو وليك إن كان غير الوالد عليكما أن تراجعا المحكمة مع زوج أختك، حتى تنظر المحكمة في الزواج الذي أشرت إليه.
الجواب: نوصيك بتقوى الله والصبر، حتى تستطيع الزواج، ونوصيك أيضاً بالصوم إذا تيسر لك ذلك؛ لأن الله سبحانه يقول في كتابه العظيم: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33]، فأنت مأمور بالاستعفاف عما حرم الله حتى يغنيك الله من فضله وتستطيع الزواج، ونوصيك أيضاً بالصيام يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، فإذا كنت عاجزاً عن النكاح فاتق الله واصبر، واجتهد في البعد عن أسباب الفتنة، وعن النظر إلى النساء أو مخالطة النساء حتى يسهل الله لك الزواج، وإن تيسر لك القرض من بعض إخوانك وأن تتزوج فسوف يوفي الله عنك، اقترض من بعض إخوانك وتزوج وأبشر بالخير، الله يقول سبحانه: وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم، -ذكر منهم- المتزوج يريد العفاف)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه)، فأنت إذا أخذت ذلك تريد العفاف فأنت على خير، والله جل وعلا يوفي عنك سبحانه وتعالى، فإذا تيسر لك من إخوانك الطيبين من يقرضك من يعينك على الزواج، ولو من جماعة هذا منه كذا وهذا منه كذا، حتى تتزوج فهذا مناسب وينبغي البدار به، حرصاً على العفة والسلامة، أما إذا لم يتيسر ذلك فاصبر وصابر، واجتهد في جمع ما تيسر من النقود حتى تستطيع الزواج يسر الله أمرك وأعانك على ما فيه عفتك وسلامتك.
الجواب: نعم، نعم ليس لك ذلك، الله يقول سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، وطبخ الخنزير وتقديمه للضيوف أو لمن استعملك في هذا الشيء منكر ومعاونة على منكر؛ لأن الله حرم عليهم الخنزير كما حرم على المسلمين، فليس لك أن تعينهم على ما حرم الله، كما أنه ليس لك أن تعينهم على الشرك وعبادة عيسى عليه الصلاة والسلام، وليس لك أن تعينهم على شرب الخمر ولا غير هذا من المعاصي، فهكذا طبخ الخنزير وتقديمه لهم أو للضيوف كله منكر، فالواجب عليك الحذر من ذلك والاستقالة والبعد عنهم، إذا كنت صادقاً في إسلامك، نسأل الله لنا ولك الهداية.
الجواب: لا يجوز ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك)، ينشد: يعني: يطلب ضالة، يقول: من يعرف كذا، من يدل على كذا، ما يجوز هذا في المساجد، لم تبن لهذا، ولكن يقف عند المسجد من خارج، عند باب المسجد من خارج وينادي لا بأس، المقصود حاصل إذا وقف عند الباب من خارج ونادى كفى، أما من داخل المسجد فلا يجوز.
الجواب: هذا لا دليل عليه، بل هو بدعة، فالواجب تركه، أصلح الله حال الجميع.
الجواب: الواجب على هذا الرجل التوبة إلى الله، والمبادرة إلى الصلاة والحمد لله الذي هداه وبدأ الصلاة في رمضان، فعليه أن يستمر وأن يتوب إلى الله مما سلف، والتوبة تجب ما قبلها، فلا صلاة عليه ولا صوم عليه، ولا زكاة عليه عن الماضي، لأنه في حال الماضي كافر بترك الصلاة، فإذا من الله عليه بالتوبة واستقام على الصلاة فعليه أن يزكي في المستقبل ويصوم رمضان في المستقبل، وعليكم أن تساعدوه على ذلك بالنصيحة، والتوجيه والكلام الطيب، والأسلوب الحسن لا بالعنف والشدة، كما أنه ينبغي لكم أيضاً أن تستعينوا في ذلك بالطيبين من أقاربكم، كأخواله أو أعمامه أو إخوانه أو أبيه إن كان له أب طيب حتى يساعد في هذا الأمر، والله يقول جل وعلا: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، ويقول عليه الصلاة والسلام: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)، ولا حرج عليكم في الأكل من ماله إذا سمح لكم، لا حرج أن تأخذوا من ماله ما يدفع إليكم وأن تستعينوا بذلك على ما شرع الله لكم، فأنتم في حاجة إليه مع النصيحة والتوجيه والرفق حتى يهديه الله.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر