مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً بسماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية مصر العربية محافظة الفيوم، باعث الرسالة مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (ط. ش)، أخونا يسأل جمعاً من الأسئلة، أولها هذا السؤال، يقول: هل يجب على الخطيب عندما يصعد على المنبر أن يضع شيئاً على رأسه على سبيل المثال العمامة، وهل يجوز للشاب غير المتزوج أن يكون خطيباً جزاكم الله خيرا؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالسنة أن يكون للمؤمن إذا قصد الصلاة أن يأخذ زينته، ويوم الجمعة بوجه أخص يستحب فيه أخذ الزينة، قال الله جل وعلا: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31] فالسنة للخطيب وغيره أخذ الزينة يوم الجمعة ويوم العيد وإذا كان غطاء الرأس في بلده معروفاً ومن الزينة شرع له ذلك، وإذا كان أهل بلده لا يعتادون ذلك فلا حرج، ولكن غطاء الرأس بالعمامة المعتادة والزينة المعتادة يكون أفضل وليس شرطاً، لأن الرأس ليس بعورة. والشاب له أن يكون خطيباً وإن لم يتزوج إذا كان أهلاً لذلك إذا كان عنده علم وعنده بصيرة معروف بالخير فلا حرج أن يكون خطيباً وليس من شرط الإمامة أو الخطابة أن يكون الخطيب أو الإمام ذا زوجة.
الجواب: هذا العمل بدعة لا يجوز وليس من سنة النبي عليه الصلاة والسلام، كونكم تبدءون جميعاً بعد السلام بآية الكرسي ثم تسبحون جميعاً ثم ترفعون يدكم كل هذا لا أصل له هذه بدعة، وإنما السنة إذا سلم الإمام وهكذا المأموم وهكذا المنفرد السنة للجميع بعد السلام أن يقول: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، يبدأ بهذا ثم ينصرف إلى الناس عليه الصلاة والسلام فيقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، هذه السنة للإمام والمأموم والمنفرد بعد السلام من الصلوات الخمس، ولا يشرع رفع اليدين في هذه الحال وكل واحد يذكر الله بنفسه ما يكون ذكر جماعي، الإمام يذكر الله في نفسه والمأموم كذلك كل واحد يذكر الله في نفسه كما شرع الله، أما أن يأتي الجميع بذلك بصوت جماعي فهذا من البدع أو يبدأ بآية الكرسي فهذا خلاف السنة، بل يبدأ بالاستغفار ثلاثاً ويقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، هكذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان وثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن الزبير ومن حديث المغيرة أنه كان يقول بعد ذلك: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، روى بعض هذه الأذكار ابن الزبير وبعضها رواه المغيرة وكلها صحيحة.
الجواب: لا حرج في ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، فإذا صليت بهم النافلة أو بالليل أو الفجر إذا فاتتك مع أهل المسجد فلا حرج أن تؤمهم وكان عمرو بن سلمة يؤم جماعته وهو ابن سبع سنين لأنه كان أقرأهم.
فالمقصود أنك إذا كنت أقرأهم فأنت أولى بالإمامة، لكن ليس لك أن تصلي في البيت بل يجب عليك أن تصلي مع المسلمين في المسجد وعلى أبيك وعلى أهل البيت من الرجال يجب أن يصلوا في المساجد، لكن في البيت النافلة التهجد من الليل صلاة الضحى إذا صليت بهم، إذا قدر أن الصلاة فاتتك في المسجد وصليت بهم فلا بأس.
الجواب: أوقات النهي خمسة بالتفصيل خمسة:
أولها: بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس هذا وقت نهي لا يصلى فيه إلا سنة الفجر وفريضة الفجر أو تحية المسجد.
الثاني: بعد طلوع الشمس إلى أن ترتفع قيد رمح.
الثالث: عند وقوفها قبيل الظهر بقليل عندما تقف في كبد السماء يسمى وقت الوقوف في رأي الناظر حتى تزول إلى جهة الغرب وهو وقت قصير نحو ثلث ساعة أو ربع ساعة ليس بالطويل.
الرابع: بعد صلاة العصر إلى أن تصفر الشمس.
والخامس: عند اصفرارها إلى أن تغيب.
هذه أوقات النهي لا يجوز للمسلم أن يصلي فيها إلا الفرائض التي تفوته فيصليها في كل وقت، وهكذا فريضة الفجر تصليها مع سنتها بعد طلوع الفجر وهكذا ذوات الأسباب مثل سنة تحية المسجد مثل صلاة الكسوف لو كسفت الشمس بعد العصر ومثل سنة الوضوء فهذه يقال لها: ذوات الأسباب، وهكذا لو طاف بعد العصر في مكة لو طاف بالبيت بعد العصر أو بعد الفجر صلى سنة الطواف لأنها من ذوات الأسباب.
المقدم: يسأل سماحتكم جزاكم الله خيرا، لماذا نهينا عن الصلاة في هذا الوقت، وهل لنا أن نصلي عند الحاجة في هذه الأوقات؟
الشيخ: ربك حكيم عليم له الحكمة البالغة فيما يأمر به وفيما ينهى عنه وقد علل ذلك في بعض الأحاديث لأن فيه تشبهاً بعباد الشمس الذين يصلون للشمس عند طلوعها وعند غروبها، فكان في النهي عن الصلاة هذه الأوقات سداً لذريعة التشبه بعباد الشمس هذه هي الحكمة، لكن إذا كان الصلاة فريضة أو من ذوات الأسباب فلا حرج وتكون هذه الصلاة مقدمة على سد الذريعة إذا كانت الصلاة مؤكدة كالفريضة وذوات الأسباب فعلت ولم تمنع من أجل التشبه، أما كون الإنسان يبتدئ الصلاة بدون سبب هذا هو الذي يعني: يظن فيه التشبه ويخشى عليه منه التشبه لأنه بدأها من دون سبب شرعي.
الجواب: السنة نافلة من فعلها فقد أحسن وله الأجر ومن تركها فلا شيء عليه.
الجواب: الله يقول سبحانه محذراً عباده من التكاثر الذي يصدهم عن الخير ويشغلهم عن الحق يقول سبحانه: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ [التكاثر:1-2]، أخبر سبحانه عن أكثر الخلق أنه ألهاهم التكاثر يعني: في الأموال والأولاد وغير ذلك من حظوظ الدنيا حتى ماتوا.. حتى زاروا القبور، والمقصود التحذير من هذا الشيء والترهيب وأن تجتهدوا في طاعة الله ورسوله وأن لا يشغلهم التكاثر عما يرضي الله ويقرب لديه.
الجواب: الواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الوساوس؛ فإن الشيطان عدو مبين فالواجب الحذر منه ومن وساوسه، يقول الله سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، الله شرع المضمضة في الوضوء والغسل فلا بد من المضمضة ولا يجوز الاكتفاء بالمسح على الشفة بل يجب أن يتمضمض الإنسان ثم يريق الماء من فمه كما يستنشق أيضاً، ووجود الماء في فمه لا يضر صومه ولا يخل به ولكن عليه أن يبصق الماء لا يبلعه، يبصق الماء إذا كان صائماً والحمد لله، أما الوساوس فيجب الحذر منها والتعوذ بالله من الشيطان والريق لا يضر الصائم ريق الصائم لا يضره، فكون المؤمن يتحرج من المضمضة من أجل الصوم هذا غلط كبير جهل، فالمسلم يتمضمض ويستنشق ويحذر ما حرم الله عليه من ابتلاع الماء أو المبالغة في الاستنشاق الذي يوصل الماء إلى جوفه.
المقدم: جزاكم الله خيراً المسح على الفم لا يجزئ عن المضمضة؟
الشيخ: لا يجزئ ولا يجوز، بل بدعة.
الجواب: خطيب الجمعة يجب أن يكون ممن تتوافر فيه العدالة ويفهم كيف يخطب كيف يخطب الناس، وبعض أهل العلم يشترط فيه أن يكون مكلفاً ولكن ولو صلى غير مكلف أجزأ، فإن إمامة غير المكلف مجزئة كما أم عمرو بن سلمة جماعته والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، فإذا كان قارئاً يجيد الخطبة فالحمد لله والأولى أن يكون مكلفاً معروفاً بالخير معروفاً بالعدالة الظاهرة معروفاً بالخير حتى تطمئن قلوب الجماعة، ولكن ليس شرطاً أن يكون مكلفاً وليس شرطاً أن يكون من أعلم الناس أن يكون عالم بل متى أحسن الخطبة ولو كان ليس بعالم متى أحسن الخطبة ولو من صحيفة أجزأ ذلك، وإذا كان معروفاً بالعدالة والاستقامة هذا هو الواجب يكون معروفاً بالعدالة والاستقامة والسيرة الحميدة هذا هو الواجب.
الجواب: خطبة العيد خطبتان يخطب خطبتين كالجمعة هكذا قال أهل العلم فقاسوا العيد على الجمعة، وورد في بعض الأحاديث التي تدل على أنه خطب في العيد خطبتين، لكن في أسانيدها ضعف، والعمدة في ذلك أن العيد كالجمعة لأنه عيد العام والجمعة عيد الأسبوع فالعلماء قاسوا صلاة العيد على صلاة الجمعة فخطبوا خطبتين. هذا هو المشروع خطبتان كالجمعة لأنها عيد السنة فالعيدان هما عيد السنة والجمعة عيد الأسبوع، بالخبر الضعيف الذي يعضده قياس العيد على الجمعة.
الجواب: لا أعلم شيئاً في ذلك، لكن إذا تيسر أن تدعى بالكنية أم فلان أو يا والدتي أو يا أماه أو يا أمي قد يكون هذا أحسن في الأدب وإلا فلا حرج لا أعلم حرجاً إذا قال: يا فلانة يا فاطمة يا نورة يا حفصة لا حرج في ذلك، لكن من الأدب الشرعي من التلطف أن تدعى بالكنية: يا أم فلان أو يا والدتي أو يا أمي ونحو ذلك، هذا أحسن في الأدب.
الجواب: تعليق القرآن الكريم على المرضى أو على الأطفال كل ذلك لا يجوز في أصح قولي العلماء، بعض أهل العلم أجاز ذلك ولكن لا دليل عليه والصواب أنه لا يجوز تعليق القرآن ولا غيره من الدعوات أو الأحاديث لا على الطفل ولا على غيره من المرضى ولا على كبير السن؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التمائم، والتمائم: هي ما يعلق على الأولاد أو على الكبار، وتسمى الحروز وتسمى الحجب، فالصواب أنها لا تجوز لقوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له)، (من تعلق تميمة فقد أشرك)، (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) ولم يستثن شيئاً، ما قال: إلا القرآن بل عمم عليه الصلاة والسلام فوجب الأخذ بالعموم، الواجب الأخذ بالعموم. ولأن تعليق القرآن وسيلة إلى تعليق غيره فإن الناس يتوسلون بالمباحات إلى ما حرم الله فكيف بشيء لهم فيه شبهة وقد أفتى بجوازه بعض أهل العلم، فهذا يسبب التساهل فالواجب الحذر من ذلك.. فالواجب الحذر من ذلك أخذاً بالعموم وسداً للذرائع ذريعة الشرك، فإن تعليق التميمة من القرآن وسيلة إلى تعليق التمائم الأخرى، هكذا الناس لا يقفون عند حد في الغالب والواجب الأخذ بالعموم وليس هناك دليل يخص الآيات القرآنية ويستثنيها والرسول صلى الله عليه وسلم أفصح الناس وأنصح الناس ولو كان يستثنى من ذلك شيء لقال: إلا كذا وكذا.
أما الرقية فلا بأس يرقيه بالقرآن يرقيه بالدعوات الطيبة رقية كان النبي يرقي عليه الصلاة والسلام، وقال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)، فقوله: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، يعني: الرقى المجهولة أو الرقى الشركية التي فيها التوسل بغير الله أو دعاء غير الله، فالرقى المذكورة في هذا الحديث هي الرقى المخالفة للشرع أما الرقى الشرعية فلا بأس بها، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)، أما التمائم فكلها ممنوعة سواء كانت من القرآن أو من غير القرآن هذا هو الأصح من أقوال أهل العلم.
أما التولة فهي السحر ويسمى العطف الصرف والعطف فالسحر لا يجوز كله ولا يحل لأحد أن يتعاطى السحر بل يجب الحذر من ذاك، والسحر في الحقيقة لا يتوصل إليه إلا بالشرك إلا بعبادة الجن والاستغاثة بهم وخدمتهم بطاعتهم في معاصي الله، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في حق الملكين: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ [البقرة:102] فبين أن الملكين يخبران من يتعلم أن تعلم السحر كفر، والله يقول جل وعلا: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102] فتعليم السحر وتعلمه منكر عظيم بل من الشرك الأكبر لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الجن والاستغاثة بهم والتقرب إليهم بما يرضيهم من الذبائح والنذور، نسأل الله العافية والسلامة.
الجواب: ليس في إخبارهم بأن أسلم على يدك كذا وكذا رياء إذا كان قصدك الخبر، أما إذا كان قصدك أن تمدح فينبغي ترك ذلك لكن إذا كان القصد إخبار أهلك بما يسر الله على يديك من الخير حتى يفرحوا ويسروا فهذا لا بأس به، والحمد لله.
الجواب: ليس في هذا بأس بل أنت مأجور إذا اجتهدت في تعلم القرآن والعلم النافع من طريق الكتاب والسنة فأنت على خير .. لتنفع الناس وتوجه الناس إلى الخير وترشدهم أنت مأجور، إذا قصدت وجه الله عز وجل ولم تقصد الرياء والسمعة الله جل وعلا يقول: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5]، فلا بد من الإخلاص لله، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال: الرياء)، فالإنسان يعلم ويرشد وينصح لوجه الله لا للرياء، فإذا قصدت بتعليمهم وإرشادهم ونصيحتهم وجه الله والدار الآخرة فأنت على خير عظيم وعلى أجر عظيم، أما إذا قصدت الرياء فلا يجوز هذا ولكن تحذر وتجاهد نفسك حتى تكون في تعليمك قاصداً وجه الله لا رياء ولا سمعة ثم عليك أن تسأل أهل العلم عما أشكل عليك، تسأل علماء السنة الذين تعرفهم عما أشكل عليك ولا تكتفي بالمطالعة لأنه قد يفوت عليك بعض الشيء قد تجهل بعض الشيء فأنت مع المطالعة والعناية وتدبر القرآن، تحضر مجالس العلم عند أهل العلم وتسألهم عما أشكل عليك حتى تستفيد علماً إلى علمك وحتى تكون على بصيرة فيما تفتي فيه وفيما تعلم رزقك الله التوفيق والهداية.
الجواب: ميكائيل عليه السلام ملك من الملائكة موكل بالقطر بالمطر، وأما جبرائيل فهو الروح الأمين وهو السفير بين الله وبين الرسل في نقل الوحي من الله إلى عباده إلى رسله عليهم الصلاة والسلام، وهو المراد في قوله جل وعلا: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ [الشعراء:193]، يعني: جبرائيل عَلَى قَلْبِكَ [الشعراء:194]، يعني: محمد عليه الصلاة والسلام، وأما ميكائيل فهو ملك من الملائكة العظام ومن أشرف الملائكة وهو موكل بالقطر.
الجواب: الله أعلم، قال بعض أهل العلم: إنه شخص يقال له آصف عند سليمان وأن عنده معلومات، ولكن ليس هناك دليل يوضح من هو المراد، فالله أعلم بذلك.
الجواب: نعم الذين يقولون: إن القرآن مخلوق معناه إنكار أنه كلام الله فهذا كفر أكبر، وهكذا من قال: إن الله لا يرى، من أنكر رؤية الله في الآخرة رؤيته في الجنة هذا كفر أكبر لأنه قد كذب الله وكذب رسوله عليه الصلاة والسلام، فكل طائفة أو شخص يقول: إن القرآن مخلوق فمعناه إنه ليس كلام الله بل هو كلام المخلوق الذي تكلم به والله صرح بأنه كلامه سبحانه وتعالى في قوله جل وعلا: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ [التوبة:6]، وقال سبحانه: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح:15] والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول للناس: (ألا رجل يؤويني حتى أبلغ كلام ربي) يطوف عليهم في مكة قبل الهجرة فيقول لهم يطلب منهم أن يجيروه وأن يؤوه حتى يبلغ كلام الله.
المقصود أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة كلهم صرحوا بأن القرآن كلام الله، والقرآن دل على أنه كلام الله، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه ليس كلام الله فيكون كافرا بذلك مكذباً لله ولرسوله ولإجماع المسلمين.
وهكذا من أنكر صفات الله أو أنكر رؤيته، من قال: إنه ليس بحليم ولا حكيم ولا عزيز ولا قدير ولا ولا فهو كافر كالجهمية، وكذلك من أنكر رؤية الله وأن المؤمنين لا يرونه في الآخرة ولا في الجنة فهذا كافر كفراً أكبر أعوذ بالله نسأل الله العافية، لأنه قد كذب الله ورسوله، الله يقول جل وعلا في حق الكفرة: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]، فإذا حجب الله الكفار معناه أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى، قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23]، (ناضرة): يعني: بهية جميلة (إلى ربها ناظرة) تنظر إليه سبحانه وتعالى، وقال جل وعلا: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله)، وجاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة تمامه ليلة البدر لا تضامون في رؤيته)، وقال في اللفظ الآخر: (كما ترون الشمس صحوة ليس دونها سحاب، وكما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته)، يعني: رؤية واضحة ظاهرة بارزة ليس فيها شبهة ولا شك، فالمقصود أن المؤمنين يوم القيامة يرون ربهم رؤية ظاهرة كما ترى الشمس صحوة ليس دونها سحاب يعني: رؤية بارزة وهكذا في الجنة يرون ربهم جل وعلا فمن أنكر هذا وقال: إنه لا يرى فقد كذب الله ورسوله فيكون كافراً نسأل الله العافية.
المقدم:
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج المملكة العربية السعودية، الرياض، الإذاعة، برنامج نور على الدرب، مرة أخرى شكراً لكم مستمعي الكرام وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر