إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (460)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    مدى صحة قول: (إن المؤمن في الجنة يتزوج باثنتين وسبعين امرأة)

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: مع مطلع هذه الحلقة نعود إلى رسالة المستمع: فواز محمد زايد من مدينة مهد الذهب متوسطة ابن القيم بالمهد، أخونا فواز عرضنا له سؤالاً في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: عندي كتاب اسمه القيامة رأي العين، يقول المؤلف ضمن ما قال: إن المؤمن إذا دخل الجنة يتزوج اثنتين وسبعين امرأة وأكثر من ذلك، هل ما قاله المؤلف في هذا الموضوع صحيح؟ وما رأيكم في الكتاب عموماً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلم أطلع على هذا الكتاب ولا أعلم لما قاله صحة، والله جل وعلا يعطي أهل الجنة في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولا حصر لما يعطيهم من الأزواج سبحانه وتعالى، لكن نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن لكل واحد منهم زوجتين من الحور العين، غير ما يجود الله على الآخرين من مزيد الزوجات من الحور، وما يحصل لهم من الزوجات من نساء الدنيا، فلا يحصي عددهن إلا الله سبحانه وتعالى، وهم في الجنة متفاوتون ليسوا على حد سواء، فهذا يعطى مئات وألوف وهذا يعطى أقل من ذلك، وهذا أكثر من ذلك؛ لأن نعيمهم متفاوت على حسب أعمالهم في الدنيا.

    لكن صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لكل واحد زوجتان من الحور العين) هذا عموم ويزاد بعضهم ما شاء الله من الحور ويزادون من زوجات الدنيا ما شاء الله ولا يحصي ذلك إلا الله سبحانه وتعالى، إلا ما صح به الخبر عن رسول الله فهذا على العين والرأس، إذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يعطى فلان أو يعطى عدد منهم عدد كذا وكذا أو بعضهم يعطى عدد كذا فهذا مسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4].

    1.   

    المقصود بالصورة التي لا تدخل الملائكة بيتاً توجد فيه

    السؤال: يقول: أنا أعرف أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة، هل المقصود من الصورة هي الوثن أو صورة الكاميرا؟

    الجواب: الحديث عام، يعم الصورة القائمة والمجسمة كالأصنام المعروضة، ويعم الصورة التي تكون بالكاميرا أو غير الكاميرا، إذا كانت صورة معلقة، أو منصوبة في مكان، أما إذا كانت ممتهنة في الفراش أو في الكرسي أو في الوسائد هذه ممتهنة لا تمنع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما كان على موعد مع جبرائيل فتأخر فخرج إليه صلى الله عليه وسلم، فقال: (إن في البيت ستراً به تصاوير وتمثالاً وكلباً، فأمر برأس التمثال أن يقطع حتى يكون كهيئة الشجرة، وأمر بالستر أن يتخذ منه وسادتان منتبذتان توطأان، وأمر بالكلب أن يخرج)، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالكلب أن يخرج وكان جرواً تحت نضد لهم للحسن أو الحسين ، وأمر برأس التمثال أن يقطع، وأمر بالستر أن يتخذ منه وسادتان.

    فدل على أن ما كان في وسادة وبساط لا يمنع من دخول الملائكة لأنه ممتهن، أما شيء معلق على الجدار أو على الباب أو على الكرسي معلق أو منصوب فهذا يمنع، ولا يجوز إبقاؤه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدع صورة إلا طمستها)، وهكذا التصاوير تحفظ للذكرى يجب إزالتها وطمسها، ولا يغفر من ذلك إلا ما كان في الوسائد والبسط والكراسي ونحوه مما يمتهن.

    أما اتخاذ الصورة للضرورة فلا بأس؛ لأن الله سبحانه قال: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]مثل اتخاذ الصورة في التابعية أو في الجواز للحاجة أو الشهادة العلمية إذا لم يحصل له ذلك إلا بالصورة فلا حرج في ذلك؛ لأنه قد تدعو الحاجة إليها لعدم التزوير.

    فالمقصود: أنه إذا كان لحاجة شرعية فلا بأس بذلك، كالتابعية والجواز ونحو ذلك.

    1.   

    تحذير النساء من التبرج والسفور

    السؤال: رسالة بعث بها المستمع: يحيى عبد الله البصلي من اليمن، يقول في أحد أسئلته: ما هو قولكم حفظكم الله في بعض نساء هذا الزمان اللائي يعملن بأنفسهن من كشف شعر الرأس وتقصير الثياب إلى عند الركبة، وغير ذلك؟ وهل من نظر إليهن يكون مرتكباً للآثام؟ وما هي نصيحتكم للنساء المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها؟

    الجواب: وصيتي للمسلمات في كل مكان أن يتقين الله وأن يلتزمن بالحجاب الشرعي وأن يسترن رءوسهن وأبدانهن جميعها، حتى وصيتي لغير المسلمات أن يستترن وأن لا يفتن الناس، فإن عليهن آثاماً بذلك حتى ولو كن كافرات، عليهن أن يمتنعن من هذا الشيء؛ لأن إبرازهن هذه المفاتن فيه شر عليهن ومزيد آثام يوم القيامة مع الكفر.

    فالمؤمنة والمسلمة أولى وأولى بأن تتحفظ وتستتر، لقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية، فإبرازها مفاتنها للناس في الأسواق هذا منكر عظيم، والله سبحانه يخاطب أمهات المؤمنين: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [الأحزاب:33]، وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] فالتستر أطهر لقلوب الجميع وأبعد عن الشر والفاحشة والفتنة، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] فكلهن مأمورات بالستر والحجاب والبعد عن أسباب الفتنة في أي مكان، في الطريق أو في البيت أو في المسجد أو في أي مكان، وفي الطريق أشد فتنة وأعظم.

    فالواجب على جميع المؤمنات أن يتقين الله في ذلك ولو كن في بلاد الكفرة في أوروبا أو غيرها، الواجب على جميع المؤمنات أن يتقين الله سبحانه أينما كن، وأن يتسترن ستراً كاملاً حتى الوجه تستره مع الرأس مع الساقين مع الأقدام مع الأيدي حتى لا تكون هناك فتنة بهن لا من الكفرة ولا من المسلمين.

    ولهذا يقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، فأبان سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الرجال والنساء، فالطهارة مطلوبة لنساء النبي عليه الصلاة والسلام ولغيرهن، ولقوله جل وعلا في كتابه العظيم: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية، والوجه من الزينة والرأس من الزينة والساق من الزينة.

    ولم يستثن إلا القواعد العجائز، قال تعالى: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ [النور:60] إذا كانت العجوز قاعدة غير متبرجة بالزينة لا ترجو النكاح فلا مانع من إبراز وجهها أو يديها، لكن تعففها وتسترها أفضل، حتى ولو كانت عجوزاً، ولهذا قال سبحانه: وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور:60] والاستعفاف بالحجاب والبعد عن أسباب الفتنة ولو كانت عجوزاً لا تشتهي، فكيف بالشابات والمتوسطات والفتنة بهن عظيمة، فلا يجوز لهن لا في بلادهن ولا في بلاد الغرب ولا في بلاد الشرق ولا في أي مكان أن يبرزن مفاتنهن ومحاسنهن، لا الوجه ولا الساق ولا غير ذلك، بل يجب عليهن التستر والحجاب حتى لا يرى منهن شيء، طاعة لله وتمسكاً بشرعه وحذراً من أسباب الفتنة لهن أو عليهن، لهن أو بهن، هذا هو واجب المسلمات أينما كن.

    ونصيحتي أيضاً حتى لغير المسلمات أن يتقين الله وأن يحذرن مزيد الإثم، فإن التبرج يزيدهن إثماً على إثم الكفر في الدنيا والآخرة، نسأل الله السلامة.

    1.   

    التفصيل في حكم استعمال العطور والحناء والكحل للصائم

    السؤال: يسأل أيضاً ويقول: هل العطور والحناء والكحل وغير ذلك من هذا القبيل مفطر للصائم أو لا؟

    الجواب: هذه الأمور لا تفطر الصائم: الكحل والحناء والتطيب، لكن لو أخرت المرأة الكحل إلى الليل يكون أفضل وأحوط، وكذلك العطور إذا كان فيها البخور لا يتسعطه الصائم ولا الصائمة، البخور بالعود لا يتسعطه في أنفه، لكن يطيب ثيابه لا بأس، ولا يتسعطه لأنه يفطر عند جمع من أهل العلم إذا تسعطه؛ لأن السعوط له أثر في الدماغ وغيره، فينبغي أن لا يتسعط البخور ولا أنواع الطيب المسحوقة التي تطير في الدماغ إذا تنشقت.

    أما الطيب العادي والدهون العادية كدهن العود ودهن الورد ودهن العنبر وأشباهها هذه أطياب لا بأس بها، في حق الصائم وغيره.

    1.   

    حكم سماع الراديو أثناء نزول المطر

    السؤال: هل سماع الراديو أثناء نزول المطر حرام أم حلال؟

    الجواب: سماع الراديو لا يختلف في أي وقت، في وقت المطر وغيره، إذا كان السماع لما أباح الله من القراءة والنصائح والأشياء التي لا حرج فيها يسمعها المؤمن في وقت المطر وفي غيره.

    أما إذا كان السماع لما حرم الله من الأغاني الخليعة المنكرة وأشباه ذلك مما حرم الله وآلات اللهو هذا لا يجوز، لا في وقت المطر ولا في غيره، لا يستمع الأغاني والملاهي والموسيقى والعود والرباب حتى في غير المطر، لا في الليل ولا في النهار، بل يتجنب هذه الأصوات الخبيثة ولا يسمع إلا ما أباح الله من قراءة القرآن أو الحديث الشريف أو نصائح أو ندوة علمية أو أخبار يسمعها.

    1.   

    مقدار دية الرجل والمرأة والطفل

    السؤال: ما هو مقدار دية الرجل ودية المرأة ودية الطفل؟

    الجواب: دية الرجل مائة ناقة، والمرأة خمسين النصف، والطفل مثل الرجل، إن كان رجلاً فهو مائة وإن كانت امرأة فهو خمسين، والطفل مثل الكبير، ومقدارها في المملكة العربية السعودية الآن مائة ألف بالقيمة بدلاً من مائة ناقة؛ لأن مائة ناقة على أنواع، فيها بنت المخاض وبنت اللبون، والدية تختلف حسب العمد وحسب الخطأ أيضاً.

    فالحاصل: أنها قدرت بمائة ألف ريـال للرجل، وخمسين ألف للمرأة في الوقت الحاضر، وقد تزيد في المستقبل وقد تتغير في المستقبل أو تنقص على حسب قيمة الإبل.

    فالمقصود: الأساس الإبل مائة من الإبل في حق الرجل، وخمسون في حق المرأة، والطفل إن كان ذكراً فهو مائة ألف وإن كانت أنثى فهو خمسون ألفاً والصغير كالكبير، ويقدرها ولي الأمر بالنقود على حسب قيمة الإبل المتوسطة، في مملكته تقدر حسب القيمة المتوسطة على حسب أنواع الإبل التي جاءت في الأحاديث، وعلى حسب القتل إن كان خطأً له حال، وإن كان عمداً له حال.

    1.   

    حكم استعمال الصائم للشمة والدخان

    السؤال: ما هو رأيكم فيمن يتناولون الشمة وهم صيام، ويقولون: إنها لا تتسرب إلى الداخل، هل يؤثر ذلكم على صيامهم؟

    الجواب: الظاهر أنه يجب المنع من ذلك الشمة والدخان مثل سعوط العود، العود الذي هو طيب يمنع فكيف بالدخان والشمة من باب أولى.

    1.   

    حكم من مات بماس كهربائي

    السؤال: المستمع عبد الوهاب خالد الحليبي -فيما يبدو- من جامعة الملك فيصل بالأحساء، بعث برسالة يقول: لي خال يجيد بعض الأعمال غير العمل المتخصص فيه، وفي يوم من الأيام طلب منه أحد الجيران أن يعمل في منزله ليسلك له بعض الأعمال الكهربائية، فتوفي في حادث التماس كهربائي، حدثني شخص عن الحادثة فقال: عندما التمس التيار الكهربائي طلب خالك من صاحب المنزل أن يطفئ التيار، فلم يستطع صاحب المنزل إطفاء التيار لأنه ذهل بالمشهد، هل على صاحب المنزل كفارة؟ وهل تعتبر الحادثة قتلاً متعمداً؟ وهل يعتبر المتوفى شهيداً؟

    الجواب: إذا كان الواقع كما ذكره السائل فيرجى له الشهادة، وليس بقتل متعمد، وليس على كل منهما شيء؛ لأنهما لم يتعمدا، نسأل الله السلامة.

    1.   

    عدد ركعات صلاة التراويح

    السؤال: يقول: في شهر رمضان المبارك يصلي إمام مسجدنا صلاة التراويح عشر ركعات طوال شهر رمضان، هل يعتبر صلى النصف أو أكمل؟

    الجواب: هذا أفضل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي عشراً ويوتر واحدة، في رمضان وفي غيره وربما صلى ثلاث عشرة ركعة وهذا هو الأفضل، إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، في رمضان أو في غيره، وإن صلى أقل أو أكثر فلا حرج.

    وإن صلوا كما جاء عن عمر والصحابة ثلاثاً وعشرين فلا بأس، وإن صلوا أكثر من ذلك فلا بأس، الأمر في هذا واسع والحمد لله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد ركعات معلومة، بل لما سئل عن صلاة الليل قال: (مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى).

    فلم يحدد عشراً ولا عشرين، فدل ذلك على أن الأمر فيه سعة والحمد لله، فمن صلى عشراً وأوتر بواحدة فقد أحسن ومن أوتر بثلاث عشرة فقد أحسن، ومن أوتر بثلاث وعشرين فقد أحسن، ومن صلى بأكثر فلا بأس، ولكن أفضلها إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، لأن هذا هو الموافق لفعله عليه الصلاة والسلام.

    وإن أوتر أحد بأقل من ذلك فلا بأس؛ لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ربما أوتر بتسع وربما أوتر بسبع وربما أوتر بأقل من ذلك، فهذا كله يدلنا على أن الأمر فيه سعة والحمد لله، أما من يشدد فيقول: لابد أن يتم إحدى عشرة أو ثلاث عشرة أو ثلاث وعشرين فهذا غلط، ولا يجوز التشديد في هذا، والله سبحانه وتعالى قد وسع فيه، فمن صلى إحدى عشرة أو ثلاث عشرة تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا أفضل، ومن صلى ثلاث وعشرين؛ لأن جماعته يصلون كذلك فلا بأس، ومن صلى ثلاثاً وثلاثين أو تسعة وثلاثين أو إحدى وأربعين فلا بأس، السلف فعلوا هذا وهذا، فلا حرج في هذا كله والحمد لله، وإذا وسع الله فوسعوا، ولا ينبغي لأحد أن يشدد في أمر وسع الله فيه.

    1.   

    معنى قوله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال...)

    السؤال: المستمع العراقي عكال سعود دانوك بعث برسالة ضمنها جمعاً من الأسئلة، من بينها سؤال يسأل فيه عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء:10]؟

    الجواب: الآية واضحة، يجب على من يلي اليتيم أن يحذر أكل مالهم بغير حق، والواجب عليه أن يتقي الله وأن يحسن في أموالهم؛ لأن الله سبحانه يقول: وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الأنعام:152]، فالواجب على أولياء الأيتام أن يحسنوا ولا يجوز لهم أكلها بغير حق، قال الله تعالى: وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:6]، فإذا كان فقيراً يتصرف فيها ويتجر فيها ويأكل منها بالمعروف، وإذا كان غنياً فليستعفف عنها إلا إذا فرض له الحاكم القاضي أجرة معلومة على تجارته فيها بأن جعل له نصف الربح أو ثلث الربح أو ربع الربح أو خمس الربح فلا بأس.

    المقصود: أنه لا يأكلها ظلماً بل هو متوعد بالنار إذا أكلها ظلماً، وهكذا غيره من باب أولى، من الناس إذا تعرض لأموال اليتامى بغير حق فهو متوعد بالنار، وإن كان ليس ولياً لهم من باب أولى، فليس لوليهم ولا غيره أن يأكل أموالهم بالباطل، ليس له إلا ما شرع الله وما أباح الله سبحانه وتعالى من أكله معهم إذا كان فقيراً وتعففه إذا كان غنياً أو ما يعطيه إياه الحاكم ويقدر له الحاكم الشرعي من الأجرة على قيامه على أموالهم وتعبه في أموال اليتامى أو جزءاً من الربح إذا كان يتجر فيها، كنصف الربح أو ثلث الربح أو ربع الربح ونحو ذلك، هذا لا بأس به وهو يرجع إلى القاضي إلى الحاكم.

    1.   

    مكان القنوت في الصلاة

    السؤال: هل دعاء القنوت بعد الركعة الأخيرة أم قبلها؟

    الجواب: دعاء القنوت يكون في الركعة الأخيرة بعد الركوع.

    1.   

    حكم نقل الزكاة إلى خارج البلد

    السؤال: من البحرين الأخت المستمعة (ن. ج. ق) بعثت تسأل وتقول: هل يجوز إعطاء الزكاة للمسلمين خارج البلد الذي نعيش فيه مثل مكة والمدينة أثناء الحج أو العمرة، أو هل يجوز إرسالها إلى منكوبي الجفاف أو إلى مجاهدي أفغانستان وفلسطين وغيرهم؟

    الجواب: فقراء البلد أولى؛ لأنهم في حاجة إليها، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (تؤخذ من أغنيائهم فترد لفقرائهم)، ولأنها مواساة، فالغني يواسي فقيره الذي عنده في بلده، فإذا كان الفقراء في البلد قليلين وقد حصل لهم ما يكفي فلا مانع من نقلها إلى بلاد أخرى كالمجاهدين الأفغان والمجاهدين في داخل فلسطين وغير ذلك، أو كان له أقارب حاجتهم شديدة فنقلها إليهم، أو فقراء يعرف عنهم أن حاجتهم شديدة أشد من حاجة فقراء البلد فلا حرج في ذلك، وإلا فالأصل أن فقراء البلد هم أولى.

    1.   

    حكم الذهاب إلى مشعوذ يعالج عن طريق الطلاسم

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين بعث برسالة يقول فيها: ذهب والدي إلى السودان للمعالجة عند طبيب يداوي بالأعشاب، فشككت في ذلك الطبيب ونصحت أبي بعدم الذهاب إليه ولكنه رفض وذهب، وبعد أن عاد أحضر معه وصفة طبية وهي عبارة عن ورقة مكتوب على إحدى صفحاتها آيات قرآنية، وفي الأخرى طلاسم ورموز غير معروفة، وطريقة الاستعمال: هي أن يذوب ما في الورقة من كتابة في ماء ويغتسل به، وقد ساعدت أبي على قراءة هذه الوصفة برغم اعتراضي الشديد على ذلك العلاج، فهل علي إثم في ذلك؟

    الجواب: نعم عليك وعلى أبيك الإثم؛ لأنكما تعاونتما على ما لا يجوز، والله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، وهذه الطلاسم دليل على أن الرجل مشعوذ، وأنه يعمل أشياء منكرة، فلا يجوز الذهاب إلى مثل هؤلاء، ولا سؤالهم ولا تصديقهم ولا العلاج عندهم، وإنما يعالج عند إنسان معروف بالتقوى والاستقامة وعدم الشعوذة أو طبيب معروف بالاستقامة.

    أما من يكتب الطلاسم التي لا تعرف أو يستخدم الجن فهذا لا يجوز إتيانه ولا سؤاله، وعليكما جميعاً التوبة إلى الله من ذلك.

    1.   

    كيفية إعادة المال المسروق إلى صاحبه

    السؤال: رسالة مطولة من صفحة كاملة بعث بها أحد الإخوة المستمعين ذكر اسمه ومكان عمله ولكنا نؤثر عدم ذكرهما، ملخص ما في هذه الرسالة أنه سرق من زميل له مبلغاً من المال فكيف يتصرف ويعيده إليه؟

    الجواب: يجب عليه أن يعيد المال إلى زميله، إما بالصراحة فيستسمحه ويطلب منه العفو ويعطيه إياه، وإما بطريق أخرى إذا كان لا يرغب أن يعرفه بطريق أخرى بواسطة من يراه من الثقات حتى يوصل إليه المال ويسلمه له.

    1.   

    حكم سجود التلاوة والدعاء الذي يقال فيه

    السؤال: المستمع أحمد إبراهيم الخالدي من شقرا بعث برسالة يقول فيها: نرى كثيراً من الشباب الذين درسوا ونجحوا حينما يقرءون القرآن الكريم ويمرون بالآيات التي فيها سجدة يمرون بالسجدة دون أن يسجدوا، وإذا سألتهم عن ذلك يقولون: إننا لم ندرس دعاء السجدة أثناء دراستنا ولا نعرفها، نرجو أن تتفضلوا سماحة الشيخ بتوجيه الناس حول الدعاء الذي يقال في سجود التلاوة؟

    الجواب: سجود التلاوة مثل سجود الصلاة، يقال فيه ما يقال في سجود الصلاة، والسنة إذا مر القاري بآية السجدة أن يسجد ويقول: (سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى) ويكفي، مثل سجود الصلاة سواء، وإذا قال زيادة: (اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين) فهذا أفضل، وهذا يقال في سجود الصلاة أيضاً، مثل سجود التلاوة سواءً سواء.

    فالمقصود: أنه ليس بعذر لكن السجود ليس بواجب، سجود التلاوة سنة ونافلة لكن المشروع للمؤمن إذا مر بآية سجدة أن يسجد ولو كان على غير طهارة، يجوز أن يسجد على غير طهارة على الصحيح، ويقول في سجوده مثلما يقول في سجود الصلاة، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، اللهم اغفر لي، اللهم أنجني من النار، مثلما يقول في سجود الصلاة سواءً بسواء، ويقال في سجود الصلاة وفي سجود التلاوة: (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين)، يقال في هذا وهذا.

    1.   

    حكم من مات وعليه صوم أيام سفره

    السؤال: مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (س. م. ح) من الرياض بعث برسالة وضمنها سؤال طويل ملخص ما يقول: من توفي وعليه صيام أيام أفطرها للسفر هل يصوم عنه ورثته؟

    الجواب: نعم إذا كان فرط، إذا كان قدم ولا صام فالسنة أن يصوموا، أما إذا كان مات في السفر، أو مات من حين قدم مثل المريض الذي مات في مرضه أو من حين شفي مات وما أمكنه أن يصوم فهو معذور.

    لكن إذا فرط المريض أو المسافر بأن شفي المريض وقدم من السفر المسافر ولكن تساهل ما صام ثم مات فيشرع لأقاربهما أن يصوموا عنهما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه)، وسأله جماعة هذا يقول: أمي ماتت وعليها صوم شهر، وهذا يقول: أبي مات وعليه صوم شهر، عليه صوم شهرين، فهل أصوم عنه؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: نعم. يجيبهم بنعم.

    فالسنة لهؤلاء أن يصوموا عن أقاربهم ويحسنوا إليهم بذلك، إذا كان أقاربه قد فرطوا وتساهلوا، أما إذا كان مات في مرضه أو مات في سفره، أو من حين شفي مات أو من حين قدم مات ما أمكنه فهو معذور.

    1.   

    حكم الصلاة على بساط عليه صور

    السؤال: هل تجوز الصلاة على بسط أو سجاد مرسوم عليها صور حيوانات أو إنسان أو نبات أو غير ذلك؟

    الجواب: نعم تصح الصلاة لأنها ممتهنة، لكن تركها أولى، كونه يلتمس سجادة أو بساطاً ما فيه صور ولا نقوش يكون أفضل، حتى لا تشوش؛ لأن النقوش والصور قد تشوش عليه صلاته وفكره، قد يشتغل بها بعض الشيء، فإذا كان هناك فراش ليس فيه نقوش ولا صور يكون أفضل.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768031334