مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الدمام، وباعثها المستمع عبد الرحمن الدوسري ، الأخ عبد الرحمن يسأل ويقول في أول أسئلته: ما معنى قول الحق تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:3]؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في وصف عباده المؤمنين، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:1-3] وقد فسر العلماء (اللغو) بأمور ثلاثة:
أحدها: الشرك؛ لأنه باطل ولا غٍ يجب اطراحه والحذر منه.
الثاني: المعاصي؛ لأنها باطلة أيضاً يجب الحذر منها.
الثالث: كل شيء لا فائدة فيه ولا مصلحة فيه فهو من اللغو، والمؤمن يجتنبه وهكذا المؤمنة.
وكل التفاسير صحيحة، فإن المؤمنين يجتنبون الشرك كله بأنواعه، ويجتنبون المعاصي ويحذرونها، ويجتنبون أيضاً كل شيء لا فائدة فيه ولا مصلحة؛ لأنه يشغلهم عما هو أهم، فهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون حذراً من أنواع الشرك كلها ومن سائر ما حرم الله من المعاصي، وحذراً أيضاً مما يشغله عما هو أهم من الأشياء التي لا فائدة فيها من قول أو عمل.
الجواب: المعروف عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بعد المغرب ركعتين راتبة، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى قبل المغرب ركعتين رواه ابن حبان ، ولكن المشهور عنه صلى الله عليه وسلم إنما هو الصلاة بعد المغرب ركعتين، هذه ثابتة عنه في الصحيحين وغيرهما، وثبت عن الصحابة أنهم فعلوها بأمره صلى الله عليه وسلم وبإقراره، كان الصحابة يصلون ركعتين وهو ينظر إليهم، وقد أمرهم بقوله: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء) فكانوا يفعلونها وهو ينظر عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على سنيتها بعد الأذان، فهي ثابتة من قوله وتقريره.
أما فعله فهو محل نظر وإن صححه ابن حبان لكنه محل نظر، لكنها ثابتة من قوله، (صلوا قبل المغرب) ومن تقريره للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
الجواب: لا نعلم شيئاً في ذلك، وقد سئل أحمد عن هذا فأجاب بأنه لا يعلم شيئاً في هذا، فإذا دعا بشيء فلا بأس، لكن ليس هناك شيء معروف سنة، فإذا دعا بشيء: اللهم اغفر لي، أو اللهم ارحمني، أو أنجني من النار أو تقبل مني، فلا نعلم فيه شيئاً، لكن ليس في هذا شيء خاص يستحب.
المقدم: جزاكم الله خيراً هناك حديث أذكر معناه سماحة الشيخ: (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة) هل هذا يدخل في هذا الباب؟
الشيخ: نعم هذا حديث لا بأس به، هذا بين الأذان والإقامة، قبل الإقامة.
والدعاء بين الأذان والإقامة ترجى إجابته، ثبت هذا من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد) فينبغي الإكثار من الدعاء بين الأذان والإقامة، يعني: قبل الإقامة وبعد الأذان.
الجواب: في الجهرية لا يكفي بل تكفي الفاتحة، أما في السرية مثل الظهر والعصر فلا بأس يقرأ زيادة، في الأولى والثانية يقرأ زيادة على الفاتحة؛ لأنه ليس هناك قراءة يستمعها وينصت لها.
الجواب: التسبيح المشروع بعد كل صلاة أنواع، لكن أكملها: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثة وثلاثين مرة، هذا أكمل الأنواع، ثم يختمها بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) بعد كل صلاة، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثة وثلاثين مرة، هذه تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر) خرجه مسلم في صحيحه.
فهذا يدل على فضل هذا الدعاء العظيم وهذا الذكر العظيم بعد كل صلاة، وفيه هذا الخير العظيم.
وفي رواية عند مسلم رحمه الله بدل (لا إله إلا الله) التكبير أربعة وثلاثون، بدل (لا إله إلا الله) يكبر أربعاً وثلاثين والتسبيح ثلاث وثلاثون، والتحميد ثلاث وثلاثون، والجميع مائة.
يسبح ثلاثاً وثلاثين، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبر أربعاً وثلاثين، هذه مائة أيضاً.
وفيه نوع ثالث: أنه يسبح ثلاثاً وثلاثين، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبر ثلاثاً وثلاثين، ولا يأتي بشيء زيادة على هذا، علم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء.
وهناك نوع رابع: وهو أن يقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمساً وعشرين مرة، يزيد فيها لا إله إلا الله. (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، خمساً وعشرين مرة، والجميع مائة، كله طيب، وإذا فعل هذا تارة وهذا تارة فكله طيب، لكن أفضلها أن يقول: (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة ثم يختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
الجواب: الحركة فيها تفصيل: الحركة القليلة والوسوسة لا تبطل الصلاة، أما إذا كانت حركة كثيرة متوالية فذكر بعض أهل العلم أنها تبطل الصلاة إذا كثرت وتوالت عمداً أو سهواً؛ لأنه خرج بذلك عن حد الصلاة، فينبغي للمؤمن أن يحذر ذلك، ينبغي للمؤمن أن تقل حركاته وأن يحذر الوساوس التي تسبب كثرة الحركة حذراً من بطلان صلاته، ينبغي له أن يكون حذراً في هذا، يعتني بالخشوع ويقبل على صلاته حتى لا يتحرك كثيراً.
الجواب: نعم، إذا فاتته الصلاة في الفجر وصلاها منفرداً يجهر حتى ولو بعد طلوع الشمس يصليها جهراً، صلى النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس هو وأصحابه في بعض أسفاره صلاها جهراً كما كان يصلي في الوقت عليه الصلاة والسلام، فقد أمر بالأذان، وصلى السنة الراتبة ثم أقيمت الصلاة وصلى الفريضة عليه الصلاة والسلام.
الجواب: ليس عليك إلا قضاء يوم واحد، وهكذا من أفطر متعمداً عليه التوبة ويقضي يوماً واحداً، أما حديث: (إنه لا يقضي عنه الدهر ولو صامه) فهو حديث ضعيف.
من أفطر عامداً فعليه التوبة والقضاء لما أفطره، يوم أو أكثر، يقضي ما أفطر والحمد لله مع التوبة النصوح.
أما من اضطر إلى ذلك كمسألتك، الذي خشيت معها الضرر البين ثم أفطرت فإنك تقضي هذا اليوم وتمسك باقي النهار.. إذا أفطرت تمسك وتقضي إلا عند الضرورة والخوف من المرض الشديد أو الموت.
المقدم: إذا لم يمسك سماحة الشيخ، إذا أفطر ولم يمسك بقية يومه؟
الشيخ: يأثم وعليه التوبة إلى الله.
الجواب: يقول الله سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1] هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والكوثر: نهر عظيم في الجنة، يصب منه ميزابان يوم القيامة في حوضه صلى الله عليه وسلم الذي في الموقف يوم القيامة.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] يعني: شكراً لله، صل له ما أمرك الله به من الصلاة، وقال بعضهم: معناه صلاة العيد، (وانحر) يعني: اذبح الضحايا، والآية أعم، تعم الصلوات كلها وتعم النحر كله، من الضحايا وغير الضحايا، كلها تنحر لله سبحانه لا لغيره جل وعلا، ولكن صلاة العيد وذبح النحر داخل في ذلك.
(فصل لربك) لا لغيره، يعني: صل له وحده سبحانه وتعالى، الصلوات الخمس، صلاة العيد، وصلاة الجمعة وكلها لله وحده، وهكذا صلاة النافلة كلها لله. وهكذا النحر، كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162].
فالصلاة لله والنحر لله، كما أن الصدقة لله والسجود لله والدعاء لله، ليس للمسلم أن يدعو غير الله، ولا أن يسجد لغير الله، ولا أن ينحر لغير الله، بل يجب أن تكون أعماله لله سبحانه وتعالى وحده.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [الكوثر:3] (الشانئ): المبغض المعادي، و(الأبتر): هو الناقص المقطوع، فالمبغض للنبي صلى الله عليه وسلم وشانئه هو الأبتر في الدنيا والآخرة، المقطوع الصلة بالله عز وجل، والصلة بأسباب السعادة، وليس له إلا النار نعوذ بالله.
الجواب: هذه الفتوى باطلة ولا أساس لها من الصحة، وهذا جهل كبير ممن أفتاها بذلك، ليس عليها إلا الأيام الثمانية فقط مع التوبة والاستغفار وإطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع، كيلو ونصف تمر أو رز عن كل يوم تجمع ويعطاها بعض الفقراء، أربعة أصواع عن ثمانية أيام، أو اثنا عشر كيلو عن ثمانية أيام، كل يوم عنه كيلو ونصف، يعطاها بعض الفقراء، والصيام ثمانية أيام فقط مثلما أفطرت.
أما هذه الفتوى عن كل يوم شهرين فهذه فتوى باطلة، نسأل الله السلامة والعافية.
الجواب: إن كنت تركت الصلاة تعتقد أن هذا عذر وأنه لا شيء عليك من أجل هذا المرض فعليك القضاء، وإن كنت متساهلاً متعمداً ترك الصلاة لقلة مبالاتك فعليك التوبة إلى الله عز وجل والرجوع إليه ولا قضاء عليك على الصحيح، بل عليك التوبة إلى الله لأن تركها كفر، والكافر ليس عليه إلا التوبة، ومن ترك الصلاة كفر إذا تعمد ذلك، لقول الله عز وجل: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38] وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).
فإذا كنت عامداً تركها متساهلاً فالواجب عليك التوبة إلى الله والندم والعزم أن لا تعود في ذلك ولا قضاء عليك على الصحيح.
أما إن كنت تظن أنك معذور وأنك بهذا المرض ليس عليك أن تفعل فأنت مثل من نسيها أو نام عنها يقضي، تقضيها ولا شيء عليك.
الجواب: تقطع صلاتك وتدخل معهم من أول الصلاة، تذهب معهم وإذا سلموا تقضي ما فاتك؛ لأن صلاة الجماعة مطلوبة، وإن كملت فلا حرج، وإن قطعتها وانتقلت إليهم فإنك مأجور في هذا لأجل فضل الجماعة.
الجواب: عليك أن تصلي إذا دخل الوقت، وليس عليك أن تنتظري الإمام، هذا لا أصل له، صلاة المرأة مستقلة، تصلي قبل الإمام أو بعد الإمام ليس لها تعلق بالإمام، فإذا دخل الوقت فصلي ولا تنتظري الإمام، هذا شيء لا أصل له، صلاة المرأة مستقلة غير مربوطة بإمام الرجال فلا تنتظريه بل صلي والحمد لله.
الجواب: سن الذهب لا بأس به، أما التفليج فلا يجوز، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التفليج للحسن، أما إذا كان لإصلاح الضرس لمرض به أو لتلبيسه الذهب أو لأشياء أخرى من العلاج فلا بأس.
أما للحسن والزينة فهذا لا يجوز، والرسول صلى الله عليه وسلم (لعن المتفلجات للحسن)، أما إذا كان حك الضرس والعمل في إزالة ما فيه من عوج أو الزيادة أو تقدم أو تأخر فلا بأس، ليس هذا من باب التفليج، إنما هو من باب العلاج لما حصل فيه من الخلل، أو لتلبيسه، أو لإزالة ما فيه من الدود والسوس ولا حرج في ذلك.
الجواب: الواجب على أبيهم العناية بهم إن كانوا ذكوراً، يلزمهم بالصلاة مع الجماعة في المساجد ولو بالضرب حتى يستقيموا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) فالوالد مسئول عن أولاده وعليه أن يجتهد في إقامتهم الصلاة، وصلاتهم مع الناس في المساجد حتى يعتادوها ويستقيموا عليها.
أما إن كن بنات فإنه أيضاً يقوم عليهن ويلزمهن بالصلاة، ويؤدبهن إذا تكاسلن عن الصلاة.
أما أنت فلا مانع من أن تصلي بهن إذا كن بنات، تعلمينهن وتقفي وسطهن، وتعلمينهن الصلاة لأنهن بنات، أما الأولاد فيلزمهم الخروج إلى المسجد.
وليس للمرأة أن تصلي بهم، لأن المرأة لا تصلي بالرجال، ولكن تقومين عليهم وتوجهينهم إلى الصلاة في المسجد ولو بالتوبيخ إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولو بالضرب إذا كنت الكبيرة وهم الصغار إذا أهملهم أبوهم، ولا تصلين بهم إذا كانوا ذكوراً، ولكن تأمرينهم وتجاهدينهم حتى يصلوا في الجماعة، وتشجعين الوالد على القيام عليهم، وتطلب منه العناية بهم، من باب التعاون على البر والتقوى.
أما البنات فلا بأس أن تصلي بهن وتعلمينهن حتى يعتدن ذلك، والإمامة تكون وسط النساء لا قدامهن.
أما أن تصلي بهم وأنت في الحيض فلا يجوز هذا، بل هذا منكر، ليس لك أن تصلي بهن وأنت حائض أو نفساء ولو قصدت الخير، بل الحائض لا تصلي ولا تستعمل أعمال الصلاة ولا تصلي وهي نفساء، ويحرم عليها هذا العمل، بل هذا شر عظيم ومنكر نسأل الله السلامة.
المقدم: جزاكم الله خيراً، بالنسبة للمعلم إذا أراد أن يعلم الصبيان وهو على غير وضوء، يجوز له ذلك سماحة الشيخ، يعلمهم كيفية الصلاة لكنه على غير وضوء؟
الشيخ: ما هو بهذه الصلاة يعلم يقول: الركوع كذا، والسجود كذا، ما في بأس،
ولا يصلي بهم على أنها صلاة.
الجواب: لا مانع في ذلك إن أرسلها تذبح هناك بواسطة الثقات فهذا حسن، وإن أرسل قيمتها فلا بأس، لكن كونه يذبحها عنده إذا تيسر من يأكلها من أصحابه وإخوانه أفضل، يقيم السنة في محله في الأقليات الإسلامية ويهدي إلى إخوانه الطلبة والمسلمين ويهدي منها للكفار ما في بأس، إذا كانوا غير محاربين للإسلام لأنها صدقة تطوع.
وإن أرسلها للفقراء في أفريقيا، أو المجاهدين في الأفغان، أو أرسل قيمتها فلا بأس إذا ما كان عنده من يأكل منها ويستفيد منها.
الجواب: إذا كنتما في بيت واحد فذبيحة واحدة تكفي عنكما، السنة عنك وعن أبيك وزوجاتكما وأولادكما، أما إذا كنت في بيت مستقل وأبوك في بيت مستقل فالسنة أن يضحي كل واحد منكما عن نفسه وأهل بيته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم (كان يضحي بكبشين أملحين أحدهما عنه وعن أهل بيته والثاني عن أمة محمد عليه الصلاة والسلام).
فالحاصل: أنك إذا كنت مستقلاً وهو مستقل فالسنة أن يضحي كل واحد عن نفسه وأهل بيته، أما إذا كنتم في بيت واحد مجتمعين حالكم واحدة، تكفي واحدة، وإن ضحيتم بأكثر فلا بأس، الأمر في هذا واسع، قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه -الصحابي الجليل-: (كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نضحي بالشاة الواحدة، يضحي بها الرجل عنه وأهل بيته).
الجواب: الصواب أن فيها الزكاة على الراجح من أقوال العلماء، وفيها خلاف بين أهل العلم، لكن الصواب أن فيها الزكاة، في كل ألف خمس وعشرون، فإذا بلغت النصاب زكيت والنصاب عشرون مثقالاً، ومقداره: اثنان وتسعون غراماً، وبالجنيه السعودي إحدى عشرة جنيهاً ونصف، فإذا بلغت الحلي النصاب وحال عليها الحول وجبت فيها الزكاة في أصح أقوال أهل العلم، يعطاها الفقراء كسائر الزكوات، وعليكم أن تزكوا عن السنوات الماضية إذا كانت المرأة قد علمت بهذا في السنوات الماضية، فعليها أن تزكي عن السنوات الماضية، أما إذا كانت لم تعلم إلا أخيراً فإنها تزكي في المستقبل والحمد لله، والماضي يعفو الله عنه لعدم العلم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر