أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! نرحب بحضراتكم أجمل ترحيب، مع هذا اللقاء الطيب المبارك الذي يجمعنا بسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ أجمل ترحيب في هذا اللقاء الطيب المبارك، فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة المستمع سعد محمد يقول: ما حكم استعمال السواك والإمام يخطب سواء كان ذلك في صلاة الجمعة أو في صلاة العيدين والاستسقاء؟ وما حكم فرقعة الأصابع أثناء الصلاة جزاكم الله خيرا؟
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن المشروع عند سماع الخطب الإنصات والإصغاء والتأثر بهذه الخطب؛ لأن المقصود منها وعظ الناس وتذكيرهم وحثهم على طاعة الله وتنبيههم على ما يخفى عليهم، فالواجب العناية بالإنصات والاستماع والاستفادة، وترك السواك أولى؛ لأن وقت الاستماع ليس محل السواك، فالأولى ترك السواك؛ لأنه قد يكون من العبث، فلا يتسوك في هذه الحالة بل يعتني بالخطبة ويصغي لها، ويقبل عليها بقلبه وقالبه.
وهكذا فرقعة الأصابع وقت الصلاة أو عند سماع الخطبة؛ لأنه نوع من العبث.
الجواب: عليك أن تكتب إلينا وتوضح محل القبور، والمحكمة التي يتبعها محلك حتى نكتب إلى المحكمة وننظر في الأمر إن شاء الله، أو تتصل بالمحكمة والمحكمة تكتب إلينا في ذلك حتى ينظر في الأمر على بصيرة.
الجواب: ليس لك أن تصافح النساء، أنت مراهق الآن فلا تصافح النساء ولو كانت عجوزاً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء) وتقول عائشة رضي الله عنها: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام).
والمصافحة فيها خطر؛ لأنها قد تسبب الشهوة والفتنة فهي أعظم من الكلام.
فالواجب على الرجل البعد عن المصافحة لا مع شابة ولا مع عجوز لا يصافح، لكن يكلم من دون مصافحة، إذا كانت المرأة غير محرم له، أما إذا كانت أخته أو عمته أو زوجته لا بأس، لكن إذا كانت أجنبية كزوجة أخيه أو بنت عمه أو إحدى جيرانه يكلمها كلاماً من دون مصافحة مع الحجاب وعدم الخلوة.
الجواب: التوبة تقبل من الكبائر والصغائر، أعظم الكبائر: الشرك بالله جل وعلا، وإذا أسلم الكافر قبل الله توبته وإسلامه، فأعظم الكبائر هو الشرك بالله، يقول صلى الله عليه وسلم لما سئل: (أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك) يعني: أن تشرك بالله، تجعل معه نداً تعبده مع الله مثل: دعاء الشيخ الجيلاني، هذا شرك أكبر، دعاء الحسن أو الحسين أو البدوي أو غيرهم، تدعوه مع الله .. تستغيث به .. تنذر له، هذا شرك أكبر، وهذا اتخاذ ند مع الله، ولكن متى تاب الإنسان تاب الله عليه، وهكذا الزاني، وهكذا العاق لوالديه، وهكذا شارب الخمر، وهكذا آكل الربا وغيرهم، متى تابوا تاب الله عليهم؛ لأن الله يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [التحريم:8]، ويقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
ولما ذكر الشرك وقتل النفس بغير حق والزنا قال بعده: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:70] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها) ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) وهذه من نعمة الله ومن رحمته سبحانه وتعالى.
والتوبة مقبولة من الكبائر والصغائر، لكن لابد من وجود شروطها وهي: الندم على ما فعلت من المعصية ندماً صادقاً، والإقلاع من المعصية وتركها خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق ألا تعود فيها، هذه التوبة، شروطها ثلاثة: الندم على ما فعلت سابقاً، كونك تحزن وتندم عليه وتحب أنك لم تفعل، ثم تترك هذا الشيء لا تفعله، وأمر ثالث وهو العزم الصادق ألا تعود في ذلك، وإذا كانت المعصية تتعلق بالمخلوق فلابد من أمر رابع وهو استحلاله، أو إعطاؤه حقه، إذا كانت المعصية مال أخذته من فلان، أو ضرب ضربته إياه، أو قتلت ولده أو أخاه، لابد من إعطائه حقه، لابد من إعطاء المظلوم حقه، إن كان مالاً تعطيه ماله، إن كان قصاصاً تعطيه القصاص، وهكذا لابد من إعطائه حقه إلا أن يسمح.
الجواب: التورق على الصحيح لا بأس به، صفته: أن تشتري من زيد سلعة مؤجلة ثم تبيعها بالنقد لحاجته إلى النقد، للزواج أو لتعمر بيتك أو لوفاء دين عليك، هذا التورق، تشتري السلعة بأجل وأنت تريد بيعها لمصلحتك، تجي فلان تقول: يا فلان! أشتري منك السيارة هذه بمائة ألف ريال مقسطة كل شهر خمسة آلاف أو كل سنة عشرين ألفاً مقسطة بالسنين أو بالشهور، ثم بعد قبضها تبيعها أنت نقداً على من تشاء حتى تتزوج أو توفي ديناً عليك أو تعمر بيتك أو ما أشبه ذلك، هذا الصواب، لا حرج في ذلك؛ لأن هذا داخل في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ [البقرة:282] هذا دين، ولأن الله جل وعلا قال: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ [البقرة:275] وهذا بيع، فلا حرج في كونه يشتري السلعة ليقتنيها أو ليأكلها كالبر والشعير أو يشتريها ليبيعها، والتجار يشترون ليبيعوا، التجار يشترون السلع ليبيعوها، فأنت إذا شريت سيارة أو أرض أو بيت والمقصود من شرائه أن تبيعه، اشتريته بأجل ونيتك أن تبيع بالنقد من أجل حاجة للزواج أو غرماء آذوك توفيهم أو ما أشبه ذلك.
الجواب: صلة الأرحام تكون بالهدية .. بالزيارة، بالكلام الطيب عن طريق الهاتف كلها صلة، إذا وصلت إخوانك أو أعمامك أو خالاتك بالزيارة في البيت تسلم عليهم، أهديت لهم هدية، ساعدتهم بالمال، كل هذه صلة للرحم، كلمتهم بالهاتف: كيف حالكم؟ إذا ما تيسر لك الزيارة تكلم بالهاتف بالتلفون كيف حالكم؟ كيف أولادكم؟ هل من حاجة؟ هكذا المؤمن مع أقاربه.. مع إخوته.. مع أعمامه.. مع أخواله.. مع عماته.. مع خالاته.. مع بني عمه إلى غير ذلك.
قطيعة الرحم كبيرة، يقول الله جل وعلا: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23] ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع رحم) وصلة الرحم فريضة ومنقبة عظيمة ومن أخلاق المؤمنين.
يقول صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه) ويقول صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) إذا جفوا ما يتركهم، إذا جفوه وتركوه،لا، يصلهم هو، يزورهم، يهدي إليهم، يدعوهم إلى الوليمة، يصير خيراً منهم أطيب منهم، هذا الواصل الكامل الذي يصلهم وإن قطعوه، ويعطيهم وإن حرموه، هذا هو الأكمل.
أما الذي يعطي من أعطوه، ويوصل من وصلوه هذا مكافي فقط، لكن الواصل الكامل الذي له الأجر العظيم الذي يصلهم وإن قطعوا، يهدي إليهم وإن لم يهدوا، يواسيهم ويحرص عليهم وإن جفوا، هكذا، قال رجل: (يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: إن كنت كما قلت لكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك) لأنه يصلهم ويقطعونه، ويحلم عليهم ويجهلون عليه، ويحسن إليهم ويسيئون إليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صبرت فأنت على خير عظيم: (لئن كنت كما قلت لكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك).
الجواب: نعم، يصلى عليه وإن كان عليه دين، كان النبي صلى الله عليه وسلم أولاً ترك ذلك ثم صلى عليهم وقضى ديونهم عليه الصلاة والسلام، فيصلى عليه وإن كان عليه دين، ويجتهد الورثة أو الوصي في قضاء دينه، يجب على الورثة أن يبادروا بقضاء الدين ، أو الوصي إن كان له وصي أن يبادر بقضاء الدين.
الجواب: إذا كانت لا تؤذي أحداً من الناس فلا حرج في ذلك من باب الإحسان؛ لأنهم من الطوافين علينا والطوافات.
الجواب: ليس بصحيح، يجوز السجود على القماش الأسود والأحمر والأصفر، لكن لا يكون فيه نقوش، فالأحسن ألا يكون فيه نقوش تشغل المصلي، إذا كان فيه نقوش تركه أولى سواء أصفر أو أحمر أو أسود أو غيره، أما إذا كان سادة فهو الأفضل سواء كان أسود أو أحمر أو أخضر أو غير ذلك.
الجواب: إذا كانت تعمل مع النساء فلا يضرها وجود رجل في البيت، أما أن تختلط بالرجال فلا، لكن إذا كانت تعمل مع النساء في محل ليس فيه اختلاط بالرجال ولا فتنة فلا حرج، ولو كان في البيت أو في القصر أو في المبسط إذا كانت في محل بعيد عنهم ما فيه اختلاط بالرجل، النساء في جهة والرجال في جهة أوالرجل في جهة، أما تعمل معه جنباً إلى جنب وليس محرماً لها لا يجوز؛ لأن هذا من أسباب الفتنة.
الجواب: إذا كنت جامعتها عليك كفارة الظهار، وإن كنت رديتها في البيت ولكن ما جامعتها ما عليك شيء حتى تتم السنة، فإن جامعتها قبل السنة فعليك كفارة الظهار المذكورة في سورة المجادلة وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين، فإن لم تستطع تطعم ستين مسكيناً ثلاثين صاعاً قبل أن تقربها، لكل مسكين نصف صاع، يعني: كيلو ونصف لكل واحد، يعني: تسعين كيلو، كل واحد له كيلو ونصف قبل أن تقربها عند العجز عن العتق والعجز عن الصوم، هذه كفارة الظهار.
الجواب: الذي يخرج من الذبيحة عند الذبح يسمى مسفوحاً إذا جر عليها السكين هذا الدم الذي يصب من حلق الذبيحة هذا يقال له: مسفوح، أما الذي يبقى في اللحوم أو في لحمها هذا ليس مسفوحاً.
الجواب: مقام إبراهيم حجر كان يقوم عليه يبني، فلما فرغ جعله تحت جدار الكعبة، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يصلى خلفه، أمره الله: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125] وكان قرب الكعبة فأخره عمر في مكانه المعروف.
المقصود أنه حجر كان يقوم عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام للبناء، هذا مقام إبراهيم.
سؤاله الثاني عن إيش؟
أما الحجر فهذا قطعة من الكعبة لما عمرت قريش الكعبة قصرت بهم النفقة، فأخرجوا بعض البيت وكانت قريش جمعت أموالاً كثيرة من أكساب طيبة، وأبعدت عن النفقة الأكساب الخبيثة كمهر البغي والربا ونحو ذلك وجمعوا أكساباً طيبة لبناء الكعبة، فقصرت بهم النفقة فأخرجوا الحجر ومعظمه وأكثره من الكعبة من عند المنحنى، نحو سبعة أذرع هذا من الكعبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة : (صلي في الحجر فإنه من البيت) نعم. أما قول بعض الناس: إن فيه أمواتاً وإن إبراهيم مدفون فيه أو ما أشبهه فهذا كله باطل، ليس فيه أموات، لا إسماعيل ولا غيره، هذا من خرافات الإسرائيلين، وبعض كتب التاريخ التي لا تبالي، فالحجر ليس فيه أموات، والمسجد ليس فيه أموات.
الجواب: لا يجوز لك أن تصلي في البيت يجب أن تصلي مع الناس، من سمع النداء وجب عليه أن يصلي مع الجماعة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل لـ
وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال: (يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني للمسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ -وهو أعمى- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب) أعمى ليس له قائد يقال له: أجب.
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها -يعني: الصلاة في الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق. فالواجب على المسلم القادر أن يصلي مع الجماعة مادام يستطيع أن يسمع النداء، في محل بحيث يسمع النداء يلزمه، أما إذا كان بعيداً ما يسمع النداء فإنه يصلي في محله مع جماعته.
الجواب: الواجب على المصلين أن يتقوا الله، وأن يرصوا الصفوف ويتقاربوا، ولو ما قال الإمام شيء، لكن الإمام يقول لهم يذكرهم يقول: استووا، تراصوا، تقاربوا، كملوا الأول فالأول، والواجب عليهم أن يفعلوا ذلك حتى ولو سكت الإمام يجب عليهم أن يكملوا الصف الأول فالأول، وأن يتراصوا فيما بينهم لا يكون فرج، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تذروا فرجات للشيطان سدوا الخلل) فيتقاربوا حتى يكون قدم كل واحد يلي قدم الآخر، يلصق قدمه بقدمه من غير أذى حتى يسد الخلل، ويكونوا مستويين، لا يتقدم أحد على أحد، يكون صدره مساوي صدر أخيه لا يتقدم عليه، وهكذا كل ما تم صف كملوا الصف الثاني والثالث وهكذا، هذا هو الواجب على الجميع كما أمر النبي بهذا عليه الصلاة والسلام، قال: (رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق) وقال: (من وصل صفاً وصله الله ومن قطع صفاً قطعه الله) وقال: (سدوا الخلل لا تذروا فرجات للشيطان).
فالواجب على الجماعة في المسجد أن يتراصوا فيما بينهم، وأن يسدوا الخلل، وأن يكملوا الصف الأول فالأول، هكذا الواجب على الجميع.
الجواب: كفارة اليمين معروفة بينها الله في كتابه العظيم في سورة المائدة، قال جل وعلا: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89] بينها الرب سبحانه وتعالى، فكفارة اليمين إطعام عشرة مساكين، كل مسكين له نصف الصاع تمر أو نحوه من قوت البلد، أو كسوة قميص أو إزار ورداء لكل واحد، أو عتق رقبة عبد وإلا عبدة، فإن عجز عن الثلاث يصوم ثلاثة أيام، هذه كفارة اليمين.
المقدم: يقول: وهل العمال الذي يأتوننا من الخارج إلى بلادنا هل يعتبرون من الفقراء أو المساكين؟ وما الفرق بين الفقير والمسكين؟
الشيخ: فيهم تفصيل: من عرف أنه فقير يعطى من الزكاة إذا كان مسلماً، يعطى من الزكاة والصدقات إذا كان معاشه قليلاً أو ليس له معاش أو ما تيسر له معاش، هذا يعطى من الصدقات، سواء كان مسلماً أو غير مسلم، لكن إن كان مسلماً يعطى من الزكاة وغير الزكاة، وإن كان غير مسلم وهو فقير يعطى من غير الزكاة أحوط، إلا إذا كان إنساناً مؤلفاً له شأن إذا أعطي من الزكاة إذا أسلم يسلم غيره فلا بأس أن يعطى من الزكاة؛ لأن الله جعل للمؤلفة قلوبهم حقاً في الزكاة، وهم الرؤساء والأعيان الذين يتبعهم غيرهم، هذا يعطى من الزكاة، أما أفراد الكفار وعامة الكفار يعطوا من غير الزكاة إذا كانوا محاويج فقراء.
والفرق بين الفقير والمسكين: الفقير المعدم الذي ما عنده شيء بالكلية أو شيء يسير، والمسكين، من عنده بعض الشيء لكن ليست عنده النفقة الكاملة، فالمسكين أحسن حالاً من الفقير.
وإذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر، إذا قيل: الفقير دخل فيه المسكين، وإذا قيل: المسكين دخل فيه الفقير، فإذا جمع بين الفقير والمسكين مثلما في آية الزكاة: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ [التوبة:60] فالفقير المعدم الذي ما عنده شيء بالكلية، أو عنده شيء يسير، والمسكين الذي عنده بعض النفقة عنده نصفها أو ثلثاها، يعني: عنده شيء جيد منها لكنه ما عنده الذي يكمل سنته.
الجواب: نعم، تعطيه المسلم، تهديه إلى أحد المسلمين طيب.
الجواب: نعم، الصدقة من البر، الصدقة عن الوالد الميت أو عن الوالدة أو عن الأقارب من البر والصلة، ولك أجر، والنية كافية ما يحتاج أن تكلم، النية أنك تعطيها الفقير ناوياً أنها عن أبيك أو أمك تكفي والحمد لله ولك أجر.
الجواب: نعم، تجوز الصلاة فيه والواجب أن يؤذن أحدهم، يجب أن يعلموا حتى يؤذن أحدهم، والصلاة فيه جائزة إذا كان ما هناك مسجد آخر يغني عنه إذا كانوا محتاجين للصلاة فيه، أما إن كان عندهم مسجد آخر كفاهم، لكن إذا كان في حاجة لهذا المسجد يصلى في هذا ويؤذن فيه أحدهم.
الجواب: نعم، عليه التوبة والقضاء، التوبة إلى الله من معصيته وعليه القضاء، وإن كانت المعصية جماع زنا فعليه كفارة مع القضاء والتوبة، والكفارة عتق رقبة، فإن عجز يصوم شهرين متتابعين، فإن عجز يطعم ستين مسكين إذا كان جماع زنا أو لزوجته عليه الكفارة وعليه التوبة وعليه القضاء جميعاً.
أما إن أفطر من الأكل أو الشرب فعليه القضاء مع التوبة، التوبة إلى الله والقضاء.
الجواب: الأقرب -والله أعلم- أنها تبدأ بعد ارتفاع الشمس قيد رمح؛ لأن هذا يشرع للمؤمن أن يجلس في مصلاه يذكر الله ويدعو حتى ترتفع، فالأقرب والله أعلم أنها تدخل من ارتفاع الشمس ويكون النهار مجزئاً، ست ساعات ما بين خروجه من مسجده أو من بيته إلى دخول الخطيب، تختلف لطول النهار وقصر النهار، الساعة الأولى فيها بدنة، والذاهب في الساعة الثانية كأنما قرب بقرة، وفي الثالثة كأنما قرب كبشاً أقرن، وفي الرابعة كأنما قرب دجاجة، وفي الخامسة كأنما قرب بيضة، يكون ما بين ارتفاع الشمس إلى غروبها اثنا عشر ساعة، اثنا عشر ساعة مجزئة حسب طول النهار وقصره.
المقدم: شكر الله لكم -يا سماحة الشيخ- وبارك الله فيكم، وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة الأحباب! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
شكر الله لفضيلته على ما بين لنا في هذا اللقاء، وشكراً لكم أنتم، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ومن هندسة الصوت سعد خميس .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر