إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (509)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    المقصود بالأمانة في قوله تعالى: ( إنا عرضنا الأمانة ... )

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! مرحباً بحضراتكم إلى هذا اللقاء الطيب المبارك الذي يجمعنا بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء أرحب بسماحة الشيخ أجمل ترحيب فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: وفيكم.

    ====

    السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة وصلت من السائل إبراهيم أبو حامد يقول في هذا السؤال: ما هي الأمانة الواردة في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ [الأحزاب:72] نرجو منكم التوجيه؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذه الأمانة أوضحها العلماء في كتب التفسير هي دين الإسلام، هي ما شرع الله لعباده من فرائض ومن محرمات يجب على المكلفين أداء الفرائض وترك المحارم، وهذه أمانة، قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58] وقال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8] وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27] وقال عز وجل: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72] فهي ما أوجب الله علينا من التوحيد الذي هو أصل الدين، وإخلاص العبادة لله وحده وهكذا ما أوجب الله علينا من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والإيمان بأنه رسول الله، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والساعة والجنة وغير ذلك والحساب والجزاء كل ذلك داخل في الأمانة.

    وهكذا الإيمان بالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل ذلك داخل في الأمانة، لابد أن تؤدى هذه الأمور على الوجه الذي شرعه الله، كل ذلك أمانة.

    وهكذا ترك المحارم أمانة، فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله وأن يؤدي فرائض الله، وأن يحذر محارم الله،وهذا العمل هو أداء الأمانة.

    1.   

    حكم التمائم من القرآن وغيره

    السؤال: يقول هذا السائل: ما حكم الشرع في التمائم والرقى؟

    الجواب: التمائم ممنوعة، وهي ما يعلق على الإنسان، سواء كانت من القرآن أو غير القرآن، الصواب: منعها، إذا كانت من غير القرآن فلا خلاف أنها تمنع كالطلاسم، أو أشياء منكرة من كتابات منكرة أو عظام أو أشياء غير ذلك تعلق هذا منكر.

    أما إذا كانت من القرآن فاختلف فيها العلماء والصواب: أنها تمنع أيضاً لأمرين:

    الأمر الأول: عموم الأحاديث، مثل: قوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له) .. (من تعلق ودعة فلا ودع الله له) .. (من تعلق تميمة فقد أشرك) هذا عام.

    والأمر الثاني: أنه وسيلة لتعليق التمائم الأخرى، إذا علقت التمائم من القرآن صار وسيلة لتعليق التمائم الأخرى فإن التمييز بين هذا وهذا فيه صعوبة، فالواجب سد الباب ومنع التمائم كلها.

    1.   

    تلاقي أرواح الموتى

    السؤال: السائل أرسل بمجموعة من الأسئلة والسائل الحقيقة هنا من اليمن ومقيم في جدة يقول في هذا السؤال: أفتونا هل الموتى الذين أرواحهم في البرزخ هل يلتقي بعضهم ببعض، وهل يتعارفون؟

    الجواب: هذا لم يرد فيه شيء واضح يعني يجزم به، لكن هناك وقائع تدل على أنه قد تتلاقى الأرواح، ولكن ليس هناك شيء نعلمه في الأحاديث الصحيحة يدل على هذا، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن أرواح المؤمنين في الجنة، طائر يعلق بشجر الجنة، وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش) هذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    أما تلاقي روح الميت مع النائم فهذا لا أعلم فيه شيئاً صحيحاً، ولكن ذكر ابن القيم وغيره أن هذا واقع، وأنه قد تتلاقى الأرواح، والناس يقولون أشياء كثيرة من هذا من التلاقي الدال على أنه موجود، والله جل وعلا على كل شيء قدير سبحانه وتعالى، فإن أمر الروح أمر غريب وأمر خاص، ففي الإمكان كونها في الجنة وكونها تتلاقى مع أرواح أخرى.

    وقد حدثنا كثير من الناس عن وقائع وحوادث تدل على التلاقي، من ذلك أن إنساناً حدثني أن أباه كان عليه دين لفلان، فرأى في النوم شخصاً آخر يقول له: إن لي على أبيك كذا وكذا، ولفلان كذا وكذا، ولفلان كذا وكذا، فسألهم الولد فقالوا: نعم، كله صحيح، المقصود: أنه يقع أشياء لا يتهم فيها تدل على أن هناك شيئاً من التلاقي والله جل وعلا أعلم سبحانه وتعالى.

    1.   

    حكم الذين يموتون قبل سن التكليف وزواجهم في الآخرة

    السؤال: الأولاد والبنات الذين يموتون قبل سن التكليف هل يتزوجون في الآخرة وما مصيرهم؟

    الجواب: إذا ماتوا قبل التكليف وهم من أولاد المسلمين فهم من أهل الجنة بإجماع المسلمين، إذا ماتوا فهم من أهل الجنة إنما الخلاف في أولاد المشركين، أما أولاد المسلمين فهم في الجنة، والجنة ليس فيها عزب، كل أهل الجنة يتزوجون، كل أهل الجنة يتزوجون، لهم فيها ما يشتهون ولهم فيها ما يطلبون ولهم أزواج من الحور العين، ومن نساء الدنيا، كل رجال الجنة لهم أزواج.

    1.   

    توريث ذوي الأرحام

    السؤال: السائل يقول: رجل توفي ولا يوجد له عصبة وعنده مال كثير وله خالة وعمة وبنت عم، هل يرثونه أم لا؟

    الجواب: هذا على خلاف في توريث ذوي الأرحام، بعض أهل العلم يرى توريثهم وبعض أهل العلم لا يرى توريثهم، فإذا وقعت هذه تحال للمحكمة وتنظر فيها؛ لأن هؤلاء من ذوي الأرحام.

    1.   

    أسباب المصائب التي تصيب المسلم

    السؤال: ننتقل بعد ذلك إلى رسالة وصلت من السائل (م. أ. ي) من البحرين، يقول هذا السائل في السؤال الأول: هل المصائب التي تصيب المسلم ابتلاء من الله عز وجل، أم بسبب معاص اقترفها جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: المصائب قد تقع بسبب رفع الدرجات وإعظام الأجر للشخص كما يقع للأنبياء وكثير من الأخيار مثلما أصاب أيوب وغيره عليه الصلاة والسلام ومثلما ما أصاب نبينا في يوم أحد وغيره، وقد تقع بسبب الذنوب كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30] قال عز وجل: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79].

    1.   

    الفرق بين الخطيئة والسيئة والذنب

    السؤال: السائل من البحرين يقول: ما الفرق بين الخطيئة والسيئة والذنب، وماذا يعتبر النظر إلى النساء؟ وما الفرق بين الحسنة والأجر مأجورين؟

    الجواب: السيئة والخطيئة والذنب كلها بمعنى واحد، السيئات والخطايا والذنوب هي المعاصي، والحسنات والطاعات والأعمال الصالحات كلها متقاربة بمعنى واحد، فما جاء في النصوص من الذنوب والسيئات والخطايا معناه: ما يفعله العبد من الجريمة، لكن قد تطلق الخطيئة على ما كان من غير تعمد النسيان كما في قوله تعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] وقد يسمى الشيء خطأ يعني: أنه وقع بغير قصد أو نسيان. ويسمى الذنب خطيئة.. ويسمى سيئة.

    1.   

    معنى محقرات الذنوب

    السؤال: سماحة الشيخ! بعد ذلك ننتقل إلى سؤال آخر يقول فيه السائل: ما هي محقرات الذنوب مع ضرب الأمثلة بذلك مأجورين؟

    الجواب: محقرات الذنوب: التي يحتقرها الإنسان يراها صغيرة، والنبي عليه السلام قال: (إياكم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه) وفي اللفظ الآخر: (فإن لها من الله طالبا) وضرب المثل بالقوم ينزلون منزلاً ليصنعوا طعامهم فيأتي هذا بعود وهذا بعود وهذا ببعرة فيوقدون ناراً ويصنعون الطعام على هذه الأشياء الحقيرة، ومحقرات الذنوب هي التي يراها صغيرة، (يحتقرها) يعني: يراها ذنوب صغيرة.

    قد يرى بعض الناس الغيبة من الصغائر، قد يرى بعض الناس الكلام على بعض الناس بالشدة والكلام السيئ أنه من الصغائر يعني: بحيث لا يتأدب معه بل يتكلم عليه بكلام قبيح، قد يرى بعض الناس أن كونه يعصي والده أو لا يصل رحمه قد يراها محقرة، قد يعتقد أشياء حقيرة صغيرة وهي ليست كذلك، قد تكون كبيرة وهو ما يعلم، وقد تجتمع عليه، هي صغيرة تجتمع حتى تهلكه لكثرتها وتساهله بها.

    فالمقصود: أن المحقرات التي يراها الإنسان حقيرة يعني: يتساهل بها ويراها ما هي من الكبائر، ويرى أن الله سوف يعفو عنه فيها؛ لأنها باعتقاده ليست شديدة، وليست تتضمن ظلم للناس أو مشقة عليهم، هذا معنى المحقرات.

    1.   

    التحذير من الاستعجال في الدعاء

    السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت فلم يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء) هل ينطبق هذا على من قال ذلك بقلبه، وجهونا في ضوء هذا السؤال؟

    الجواب: ينبغي للمؤمن أن يحذر هذا (يستجاب للعبد ما لم يستعجل؛ يقول: دعوت ودعوت فلم أره يستجاب لي، فيستحسر ويدع الدعاء) ، هذا مما لا ينبغي للمؤمن، بل ينبغي أن يجتهد في الدعاء ويستمر ويرجو الإجابة؛ لأن الله سبحانه حكيم عليم قد يؤخر الإجابة لمصلحة لك حتى تستمر في الدعاء، وتؤجر في الدعاء، وتثاب على الدعاء، ويكون لك بسبب الدعاء توجه إلى الله وأعمال صالحة وحذر من السيئات، فتنتفع بهذا الدعاء؛ لأنك اجتهدت في الأعمال الصالحة وابتعدت عن السيئات فهذا الدعاء صار خيراً لك، وهذه الحاجة صارت خيراً لك فلا تسأم، استمر في الدعاء ولو تأخرت الإجابة، واحذر المعاصي التي قد تعوق الإجابة، وقطيعة الرحم كذلك.

    فالمقصود: أن الإنسان يدعو إلى الله ويجتهد في الدعاء ولا يسأم، لا يقول: دعوت فلم يستجب لي، بل يصبر ويصبر ويصبر، فقد تؤخر الإجابة لحكمة بالغة.

    1.   

    حكم قبول هدية المشرك

    السؤال: السائل يقول: هل تقبل هدية من مشرك؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إذا كانت الهدية لا تتضمن شراً على مسلم، لا يتسلط بها الكافر عليه، أو لا يتجرأ بها على المسلمين، ولا يترتب عليها شر فإنه يقبلها المسلم ويكافئ عليها، يكافئ عليها بمثلها أو أحسن منها، والنبي صلى الله عليه وسلم قبل من قوم ورد على قوم قبل من مشركين بعض الهدايا، ورد على آخرين لم يقبل هداياهم، فإذا كان قبولها أصلح يترتب عليها تأليف قلبه ومحبته للمسلمين ويثيب عليها أكثر من المهدى إليه قبلها، فإن كان قبولها يسبب شر على المسلمين، أو أن هذا المهدي يتجرأ على المسلمين، أو يؤذيهم، أو يفعل أشياء تضرهم بسبب هذه الهدية، أو المهدى إليه هذه الهدية تفضي إلى محبته للكافر المهدي والتعاون معه فيما يضر المسلمين لم يقبلها، لئلا تضره، ولئلا تجره إلى الباطل.

    1.   

    معنى تغيير منار الأرض وحكم فاعله

    السؤال: السائل يقول في سؤال له أيضاً: من الكبائر تغيير منار الأرض، ما معنى ذلك يا سماحة الشيخ؟

    الجواب: (الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من غير منار الأرض)، (لعن من ذبح لغير الله، ولعن من لعن والديه، ولعن من آوى محدثاً، ولعن من غير منار الأرض) يعني: مراسيم الأرض، كون الإنسان بينه وبين زيد مراسيم تفصل أرضه من أرضه، فالذي يغيرها ملعون؛ لأنه يفضي إلى النزاع والخصومات، ويظلم هذا لهذا نسأل الله العافية، سواء كان من الشركاء أو من غيرهم، فهو ملعون ظالم؛ لأن تغييرها يفضي إلى النزاع والخصومات، وإعطاء الإنسان غير حقه نسأل الله العافية.

    1.   

    حكم من يحكم بإسلام من يدعون غير الله سبحانه وتعالى

    السؤال: ما حكم من قال بأن الذين يدعون الأولياء والصالحين مسلمون؟

    الجواب: حكمه أنه يبين له أن هذا كفر وضلال، فإذا أصر صار كافراً مثلهم، يبين له كفرهم وضلالهم والأدلة على ذلك، يقول الله جل وعلا: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] ويقول سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] فسماهم كفرة، وقال سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14] سمى دعاءهم شركاً.

    يبين له أن دعوتهم واستغاثتهم بالأموات هذا شرك المشركين، هذا شرك قريش مع اللات ومع غيرها من الصالحين ومع الملائكة، نسأل الله العافية والسلامة.

    1.   

    حكم من يدعو الله بأن لا يعقد الشيطان على قفاه

    السؤال: يقول هذا السائل: هل يجوز لي أن أدعو الله بأن لا يعقد الشيطان علي ثلاث عقد عند النوم؟

    الجواب: ما نعلم مانعاً، لو دعا أن الله يكفيه شر الشيطان ويكفيه شر عقده طيب، هو مأمور بالتعوذ بالله من الشيطان، والشيطان قد يعقد العقد وإذا ذكر الله وتوضأ وصلى زالت العقد وكفاه الله شرها، مثلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح وذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإذا قام وصلى انحلت عقده كلها) فإذا سأل الله أن الله يكفيه شر الشيطان، وأن الله يعيذه من عقده، وأن الله يعينه على ذكره وطاعته فهذا كله طيب.

    1.   

    درجة حديث: (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم يصب بفاقة...)

    السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم يصب بفاقة أبداً) ما معنى كلمة ( فاقة ) وهل هذا الحديث صحيح؟

    الجواب: هذا الحديث لا نعلم له طريقاً صحيحاً، فلا يعول عليه، ولكن يقرأ القرآن لا لأجلها، يقرأ لأجل التفقه في الدين، وحصول الحسنات؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة) وقال: (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) فالإنسان يقرأ القرآن لأجل فضل القراءة وحصول الحسنات لا من أجل حصول الدنيا.

    1.   

    كيفية زيادة الإيمان ونقصانه

    السؤال: يقول: ما كيفية زيادة الإيمان سماحة الشيخ؟

    الجواب: الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فإذا صلى الصلوات الخمس وحافظ عليها وصلى الرواتب زاد إيمانه، وإذا أخل بالرواتب نقص إيمانه، أو أخل بالزكاة نقص إيمانه، أو بالصوم نقص إيمانه، أو بصلة الرحم نقص إيمانه.. وهكذا.

    بالمعصية ينقص الإيمان، وبالطاعات يزيد الإيمان، يزيد في صحائف أعماله وفي ميزانه وعند ربه عز وجل، كلما أدى طاعة زاد الإيمان، وكلما أدى معصية نقص الإيمان، وكلما ترك شيئاً من الواجبات نقص الإيمان، وهكذا.

    1.   

    المسافة التي يجوز فيها للمسافر الجمع والقصر

    السؤال: ننتقل بعد ذلك إلى رسالة من السائل عثمان بن عبد الكريم الجويبر من معهد البريد بالرياض، يقول: سماحة الشيخ! حفظه الله، ذهبنا إجابة لدعوة أخ لنا في الله في مدينة تبعد عن مدينة الرياض حوالي مائة وثلاثين كيلو متر، وفي أثناء الطريق توقفنا لأداء صلاة الظهر، فاختلفنا هل نصليها قصراً أم كاملة، علماً بأننا لم نكن ننوي أن نصلي معها العصر؛ لأننا سنصلي مع الشخص الذي دعانا لصلاة العصر، ماذا يجب علينا أفتونا مأجورين؟

    الجواب: هذا سفر فلكم أن تصلوا في الطريق جمعاً وقصراً؛ لأنه سفر، فمائة وثلاثون كيلو سفر، الثمانون فأكثر سفر، فإذا قصر في الطريق أو جمع فلا حرج في ذلك والحمد لله.

    1.   

    الحكم على حديث: (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة ... )

    السؤال: بعد ذلك ننتقل إلى سؤال لأحد الإخوة يقول: (من أكل سبع تمرات في اليوم منع من السحر) ما صحة هذا الكلام؟

    الجواب: هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة) وفي اللفظ الآخر: (مما بين لابتيها -يعني: المدينة- لم يضره سحر ولا سم) هذا ثابت في الصحيح، حديث صحيح. (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة) وفي لفظ: (مما بين لابتيها) رواه مسلم وأصله في الصحيحين: (لم يضره سحر ولا سم) هذا ثابت. نعم.

    1.   

    معنى قوله تعالى: (وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ)

    السؤال: قال الله تعالى: وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ [ص:16] ما هو القط المذكور في الآية سماحة الشيخ؟

    الجواب: نصيبهم الذي لهم من الخير يريدونه في الدنيا، هذا ينتقد عليهم ذلك عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ [ص:16] يعني: نصيبنا وجزاءنا في الدنيا، عجله في الدنيا، نصيبهم وجزاؤهم من خير وشر.

    1.   

    حكم غض البصر

    السؤال: ننتقل بعد ذلك إلى رسالة وصلت من الكويت من السائل أخوكم الذي رمز لاسمه بـ( ج . س . ش ) الرشيدي يقول: ما هي ثمرات غض البصر في الدنيا والآخرة، وهل من كلمة -يا سماحة الشيخ- توجهونها للشباب بهذا الخصوص؟

    الجواب: غض البصر من أهم المهمات ومن أفضل الطاعات، يقول الله جل وعلا: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30] وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (من غض بصره أوجده الله حلاوة يجدها في قلبه) فالمقصود: غض البصر من القربات العظيمة ومن الواجبات؛ لأن إطلاق البصر من أسباب استحسان ما قد يقع للبصر من نساء أو مردان فيقع في الفتنة، فغض البصر من أهم الواجبات ومن أعظم أسباب النجاة والسعادة.

    فالواجب على أهل الإيمان غض البصر والحذر من شر النظر، وهكذا المرأة، يجب عليها غض البصر والحذر من شر إطلاق البصر؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، لما سئل عن نظر الفجأة الذي ينظر المرأة فجأة قال: (اصرف بصرك) وقال لـعلي: لما سأل عن النظرة قال: (إن لك الأولى وليست لك الثانية) الأولى الذي وقعت فجأة لك، ما هو بهواك -يعني- لم تخترها، لكن ليست لك الثانية، يعني: لك الأولى؛ لأنك لم تقصدها، وليست لك الثانية.

    1.   

    درجة حديث: (يأتي على أمتي زمان المحافظ فيه على دينه كالقابض على الجمر ...)

    السؤال: السائل أيضاً له سؤال ثاني يقول فيه يا سماحة الشيخ: هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بهذا المعنى من أنه: (سوف يأتي على أمتي زمان المحافظ فيه على دينه كالقابض على الجمر) وأن له من الأجر أجر خمسين صحابياً، وإذا كان الجواب بنعم فهل زماننا هذا هو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم؟

    الجواب: كل هذا صحيح، (يأتي على الناس زمان) وهذا يقع في بعض الأوقات وفي بعض الجهات في زماننا وقبل زماننا أيضاً، وسوف يأتي أيضاً ليس في كل زمان بل في بعض الأزمنة وفي بعض المحلات، قد يكون في بلد لا يقع ذلك لظهور الخير فيها، وقد يكون في بلد آخر قد قل الخير فيها، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، فإذا اشتدت الغربة حصل هذا.

    وصار العامل يعطى أجر خمسين من الصحابة كلما اشتدت الغربة، اللهم صل على محمد.

    1.   

    حكم حمل القرآن في الجيب

    السؤال: بعد ذلك ننتقل إلى رسالة السائل من سوريا : مهيدي يقول في هذا السؤال: هل ذلك جائز بأن أحمل القرآن في جيبي؟

    الجواب: لا حرج في ذلك، أما إن كان يتخذه تميمة فلا، أما إذا كان لحاجة بأن ينقله معه حتى يقرأ في المصحف لا بأس، أما أن ينقله معه ويذهب به معه هكذا وهكذا ليقيه الشرور، ويعتقد أنه تميمة وحرز من الشرور فهذا لا دليل عليه ولا أصل له فيمنع.

    1.   

    حكم قراءة المحدث والجنب للقرآن

    السؤال: يقول في فقرته الثانية: وهل يجوز لي أن أقرأ القرآن بدون و ضوء؟

    الجواب: إذا كنت تقرؤه عن ظهر قلبك فلا بأس بغير وضوء، أما من المصحف فلابد من أن تتوضأ، لكن إذا كان عن ظهر قلب تقرأ بغير وضوء، إذا كنت لست جنباً.

    والحائض كذلك لها أن تقرأ على الصحيح؛ لأن المدة تطول عليها، والجنب لا يقرأ حتى يغتسل، لا من المصحف ولا عن ظهر قلب، أما صاحب الحدث الأصغر ليس على وضوء وإلا ما عنده جنابة هذا يقرأ والحمد لله عن ظهر قلب، لكن لا يقرأ من المصحف.

    1.   

    حكم زرع الأشجار على القبور

    السؤال: يقول السائل في ثالث أسئلته: هل يجوز زرع الأشجار على القبور؟

    الجواب: لا ينبغي، ولا أصل له، كان النبي صلى الله عليه وسلم وضع الجريدة على قبرين معذبين، أما نحن لا نعرف عذابهما فلا يوضع لا جريد ولا غيره، ليس بمشروع بل بدعة.

    1.   

    حكم صلاة الجمعة على أهل البادية

    السؤال: في آخر أسئلته يقول يا سماحة الشيخ: هل تجوز صلاة الجمعة لثلاثة أشخاص إذا كانوا في الصحراء أو متابعة ذلك على الراديو وماذا يصلونها مأجورين؟

    الجواب: صلوا ظهراً: في الصحراء وليس لكم جمعة، أنتم في حكم المسافرين إن كنتم مسافرين، أو في حكم غير المسافرين كالبادية ليس عليكم جمعة ولو كنتم غير مسافرين؛ لأن أهل البادية ليس عليهم جمعة فيصلوا ظهراً، والمسافر ليس عليه جمعة فيصلي ظهرا.

    1.   

    من الدعاء ما تعجل إجابته ومنه ما تؤخر

    السؤال: السائلة أم توفيق من سوريا دمشق تقول في هذا السؤال: سمعت مرة بأن الدعوة تارة تكون معجلة، وتارة تكون مؤخرة، فكيف يكون ذلك جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لله الحكمة سبحانه، قد يعجلها وقد يؤجلها سبحانه وتعالى لحكمة بالغة، فقد يعجل الاستجابة وقد يؤخرها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله! إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر) فهو حكيم عليم قد يعجلها وقد يؤجلها سبحانه وتعالى، وقد يعطي السائل خيراً منها سبحانه وتعالى.

    المقدم: شكر الله لكم -يا سماحة الشيخ- وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

    الشيخ: وإياك، وفق الله الجميع.

    المقدم: اللهم آمين.

    أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لفضيلته على ما بين لنا في هذا اللقاء وشكراً لكم أنتم، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768032886