أيها الإخوة الأحباب.. أيها الإخوة المستمعون الكرام! هذا لقاء طيب مبارك من برنامج: نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ: عبد العزيز ، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====
السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة وصلت من السائل: محمد الشرباصي ، مصري ويعمل بالسعودية، يقول في هذا السؤال: هل تجوز التواشيح قبل أذان الفجر مثل قول: يا مليح الوجه .. يا كريم الأخلاق .. يا سيدي يا رسول الله؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال سماحة الشيخ؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه التواشيح التي ذكرها السائل بدعة لا تجوز، بل السنة للمؤذن في الصبح وغيره أن يبدأ بقوله: الله أكبر، ولا يكون قبله تواشيح ولا قراءة خاصة، ولا كلام خاص، بل الأذان مستقل، يبدؤه بقوله: الله أكبر وينهيه بـلا إله إلا الله، ولا يكون قبله شيء خاص لا تواشيح ولا غيرها.
الجواب: لا بأس، وإن أذنوا للأول فلا حرج، وإن اكتفوا بأذان الفجر فلا حرج، وإن جعلوا أذانين الأول لتنبيه الناس حتى يعلموا أن الصبح قريب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أذن
الجواب: السنة أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان: اللهم صل على سيدنا أو اللهم صل على محمد، أو على نبينا محمد وعلى آله..، وإن أتى بالصلاة المشروعة كاملة: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، هذا أكمل، ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً -أو آت نبينا محمداً- الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي ودعته إنك لا تخلف الميعاد)، هذا رواه البخاري في الصحيح دون قوله: (إنك لا تخلف الميعاد)، لكن هذه الزيادة زادها البيهقي بإسناد صحيح، وإن قال: على سيدنا. فلا حرج، النبي صلى الله عليه وسلم كرهه لما خوطب به، يعني: أنت سيدنا، والآن لا يخاطب بهذا، قد توفي عليه الصلاة والسلام، فالآن إذا قال: سيدنا محمد لا حرج في ذلك، هو سيد ولد آدم، يقول صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر)، هو خير البرية عليه الصلاة والسلام.
الجواب: ليس لها أصل لهذا الكلام، ولكن يقول: استووا .. استقيموا، حاذوا بين الأقدام، حاذوا بين المناكب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، هذا هو السنة بهذه الألفاظ: استووا، تراصوا، اعتدلوا، ساووا بين المناكب، ساووا بين الأقدام، لا بأس، على ألفاظ النبي عليه الصلاة والسلام.
الجواب: الصور في البساط ونحوه لا حرج فيه؛ لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت: (لما أزال النبي صلى الله عليه وسلم الستر الذي في الصورة قالت: اتخذنا منه وسادتين كان يرتفق بهما عليه الصلاة والسلام) ، وفي سنن النسائي وغيره بإسناد صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بينه وبين جبريل موعد، فجاء جبريل ولم يدخل، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن السبب، فقال: إن في البيت ستراً فيه تصاوير وعظاماً وتمثالاً وكلباً، فمر برأس التمثال أن يقطع حتى يكون كهيئة الشجرة، ومر بالستر حتى يتخذ منه وسادتان توطآن أو ممتهنتان، ومر بالكلب أن يخرج، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتمثال فقطع رأسه، والستر فجعل منه وسادتان، والكلب أخرج، كان جدي وجدوه تحت نضد لهم أدخلاه
فدل على أن السجود على الممتهن لا حرج، لكن لا يجوز التصوير لا في المخيوطة ولا غيرها، التصوير لا يجوز، لكن إذا وجد شيء مصور في بساط، أو وسادة تمتهن فلا حرج.
الجواب: هذا منكر بدعة، لا يجوز السجود الزيادة إلا للسهو أما أن تسجد للدعاء غير السجدتين فهذا باطل.. هذا منكر، فإذا تعمدت هذا تبطل الصلاة، أما إذا كانت جاهلة تعلم ولا تعد إلى هذا الشيء، أما تعمد ذلك وهي تعلم يكون زيادة في الصلاة فتبطل، كمن زاد ركعة متعمداً، أو زاد ركوعاً متعمداً وهي يعلم بالحكم بطلت الصلاة.
أما إذا كانت جاهلة فتعلم حتى لا تعود لهذا الشيء، أو كانت ساهية عليها سجود السهو.
الجواب: الذي لا يصلي ينكر عليه، فترك الصلاة كفر أكبر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، فالأمر عظيم، فالذي لا يصلي ينكر عليه وينصح ويوجه إلى الخير فإن استقام وإلا رفع أمره إلى ولي الأمر حتى يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ويستحق الهجر وألا يكلم حتى يتوب إلى الله عز وجل.
وهكذا من يأكل الربا قد تعاطى معصية، يستحق أن يهجر عليها ، لكن ينصح ويوجه إلى الخير لعله يدع الربا، هذا هو الواجب على إخوانه المسلمين من أقاربه وغيرهم أن ينصحوه ويوجهوه؛ لأن أكل الربا من المحرمات، والرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن آكل الربا وموكله) ، والله يقول جل وعلا: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [البقرة:275]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:278-279]، فالواجب الحذر.
ومن أصر على أكل الربا أو تخلف عن الصلاة استحق أن يهجر، واستحق أن يؤدب حتى يتوب إلى الله سبحانه وتعالى.
الجواب: السنة أن يحفر له قبر مستقل ولا تنفذ، يبقى القبر لصاحبه، إلا عند الضرورة، لو كان هناك ضرورة ضيق في الأرض والبلد ضيقة ما عندهم مكان، إذا الميت يدفن معه، لكن ما دام ما هناك ضيق فالسنة تبقى القبور على حالها، ويدفن في قبر مستقل، ولو كان يحبها كثيراً يدفن في قبر مستقل، هكذا كانت السنة، وهكذا كان الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، يدفن كل واحد في قبر على حدة.
إنما جمع الاثنين والثلاثة في وقعة أحد لما أصيبوا وشق عليهم أن يدفن كل واحد على حدة فصار يجمع الاثنان والثلاثة في قبر واحد، لكن في وقت السعة لا يجوز، كل واحد في قبر واحد، الحمد لله.
الجواب: الذي يتعاطى الشرك تبطل أعماله ولو صلى وصام، فالذي يتصل بأهل القبور يدعوهم من دون الله أو يذبح لهم، أو يتبرك بقبورهم يتمسح بها ويقبلها يرجو بركتها هذا كفر أكبر والعياذ بالله، وهكذا من يتمسح بأناس يقول: إنهم صالحون .. يعتقد فيهم البركة وأنه إذا تمسح بهم جاءت البركة من عندهم، أو أنهم يشفعوا له عند الله أو يقربونه إلى الله مثل فعل الكفار هذا لا يجوز، قال الله جل وعلا عن الكفرة: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، قال سبحانه: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] يعني: يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3]، سماهم الله كذبة كفرة، فالواجب الحذر من هذا، فلا يذبح عند القبور ولا يتمسح بالقبور.
أما إذا أراد بالذابح الذبح لله ولكن يحسب أن الذبح عند القبور طيب وأنه أراده لله هذه بدعة تصير بدعة، ما يصير كفر، أما إذا ذبح يتقرب إلى أصحاب القبور يريد أنهم يشفعون له أو ينفعونه يوم القيامة بهذه الذبيحة هذا هو شغل المشركين، والله يقول: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، ويقول سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:162-163]، والنسك: الذبح، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من ذبح لغير الله).
فالخلاصة: أن الواجب إخلاص العبادة لله وحده في الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والذبح والنذر وغير ذلك، يكون لله وحده، فلا يذبح لصاحب القبر، ولا للصنم، ولا للنجوم، ولا للجن، ولا يستغيث بهم، ولا ينذر لهم، ولا يستغيث بهم عند الملمات ، بل يستغيث بالله وحده وينذر لله وحده سبحانه وتعالى، هو المستحق لأن يعبد جل وعلا، وهكذا لا يتبرك بالقبور ويتمسح بها، يرجو بركتها ولا بالناس، بفلان وفلان يرجو بركته، كل هذا لا يجوز.
وإذا ظن أن هذا الرجل بنفسه يحصل له البركة منه صار شركاً أكبر، أما إذا ظن أن هذا مناسب وأنه مستحب يكون بدعة، ما كان يفعل هذا إلا مع النبي صلى الله عليه وسلم، هذا لا يجوز إلا مع النبي صلى الله عليه وسلم خاصة؛ لأنه أقرهم على التبرك بوضوئه، وبشعره وبعرقه عليه الصلاة والسلام ؛ لأن الله جعله مباركاً، أما غيره فلا؛ ولهذا لم يفعله الصحابة مع الصديق ولا مع عمر ولا مع عثمان ولا مع علي ولا مع غيرهم؛ لعلمهم أن هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم دون غيره، التبرك بشعره، التبرك بعرقه، بوضوئه هذا خاص به صلى الله عليه وسلم، أما غيره فبدعة لا يجوز، وإذا اعتقد أنه يحصل له البركة من هذا الشخص صار كفراً أكبر نسأل الله العافية.
الجواب: الواجب عليكم تكميل سعي العمرة، تكميلها إذا كانت المرأة سعت بعض السعي عليها أن تعود وتكمل السعي، وإن بدأته من أول يكون أحوط، تبدأ السعي وتكمل، والسعي لا يشترط له الطهارة، الطهارة شرط للطواف. أما السعي لو حاضت في السعي ما يضر، أو طافت بغير وضوء لا بأس -يعني: السعي- إنما الطهارة تشترط في الطواف بالكعبة، أما الطواف بين الصفا والمروة وهو السعي فهذا لا يشترط له الطهارة، فإذا كنتم خرجتم من مكة ولم تكملوا السعي عليكم أن ترجعوا وتكملوا السعي ثم التقصير للمرأة، والحلق للرجل أو التقصير، وتمت العمرة ما يحتاج إعادة للعمرة، يحتاج إعادة السعي الذين ما تميتموه.
عليكم أن ترجعوا وتكملوا السعي ثم يحلق الرجل أو يقصر، وتقصر هي وتمت العمرة والحمد لله، إلا أن يكون الرجل جامع زوجته فإنه يتم العمرة ويعيدها؛ لأن الجماع يبطل العمرة، فإذا كان جامعها بعدما رجعا قبل أن يكمل السعي، فإنهما يرجعان ويكملان السعي ويقصران، أو يحلق الرجل وتقصر المرأة، ثم بعد ذلك يحرمان بالعمرة من جديد، من الميقات الذي أحرموا الأولى منه من جديد، ويأتون بعمرة جديدة بدل هذه العمرة التي أفسدوها، نعم.
الجواب: لا يجوز لأي مسلم أن يتساهل بالفتوى، يجب أن يتحرى الحق، وأن يكون عنده أهلية لهذا الأمر، وإلا فليمسك ولا يقول على الله بغير علم، الله يقول سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، جعله في القمة القول على الله بغير علم، فوق الشرك؛ لعظم الخطر، وقال عن الشيطان: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:169]، الشيطان يأمرنا أن نقول على الله بغير علم، فالواجب الحذر من ذلك.
لا يجوز للمسلم أن يفتي بغير علم، بل لابد أن يكون عنده علم وبصيرة بما قاله الله ورسوله وإلا فليسأل، يسأل أهل العلم.
الجواب: الواجب على المسلم إذا كان عنده جرائد أو أوراق فيها ذكر الله أن لا تمتهن، ولا تجعل سفرة، بل يجب إما أن تحرق وإما أن تدفن في محل طيب، سواءً جرائد أو أوراق فيها ذكر الله أو فيها التسمية أو فيها شيء من القرآن، أما إذا كان محا ما فيها من أسماء الله واستعملها لا بأس، أما أن يستعملها وفيها ذكر الله أو آيات من القرآن يجعلها سفرة أو يطأها أو يجلس عليها كل هذا لا يجوز، قد أحرق الصحابة المصاحف التي نقلوا منها المصحف الإمام حتى لا يكون اختلاف، فأحرقها عثمان رضي الله عنه وأرضاه، وبقيت في مصاحف الأئمة، فالمقصود: أن الشيء الذي فيه ذكر الله، لا يمتهن، بل إما أن يدفن في محل طيب أو يحرق.
الجواب: لا حرج، أبو الزوج يصير محرم، سواءً نسباً أو رضاعة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)، أبوه من الرضاع وابنه من الرضاع محرم، جده من الرضاع، كذلك جد جده، ابن بنته، ابن ابنه، كلهم محارم من النسب والرضاع.
الجواب: لا يجوز، هذا أعظم من الوصل، الوصل لا يجوز: وصل الشعر بالشعر ما يجوز، فالباروكة أشد وأخطر، وقد ثبت في حديث معاوية في الصحيح، أنه قال: (إنما عذبت نساء بني إسرائيل لما فعلن ذلك) فعلن كبة من الشعر على رءوسهن.
فالمقصود: أن جعلها شعراً تاماً أو وصل شعر كله لا يجوز.
الجواب: الحديث عام للرجال والنساء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله)، وهكذا المرأة إذا نشأت في عبادة الله، (ورجل قلبه معلق بالمساجد)، وهكذا المرأة المعلق قلبها بالصلاة، (ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه)، وهكذا امرأتان تحابتا في الله، أو رجل وامرأة تحابا في الله، داخلون في هذا الحديث: (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله) هذا الخامس، وهكذا المرأة إذا دعاها ذو منصب وجمال فقالت: إني أخاف الله. فهي من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، السادس: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، وهكذا المرأة إذا تصدقت بصدقة فأخفتها حتى لا تعلم شمالها ما تنفق يمينها هي من السبعة سواء بسواء، السابع: (رجل ذكر الله خالياً -يعني: ما عنده أحد- ففاضت عيناه)، من خشية الله يعني: بكى من خشية الله وما عنده أحد، عن إخلاص وعن إيمان وعن خوف من الله جل وعلا، هو من السبعة، وهكذا المرأة إذا بكت من خشية خالية.
الجواب: معنى ذلك: أنه مثقال بمثقال، مثقالين بمثقالين، يداً بيد يعني: لا يزيد هذا على هذا، الذهب بالذهب سواء جديد أو قديم، لا بد أن يستويان وزناً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الذهب بالذهب وزناً بوزن مثلاً بمثل سواءً بسواء يداً بيد)، ولا فرق بين كونه جديداً أو قديماً، أو كون هذا أطيب وهذا أردأ، ما دام جنس الذهب فلابد أن يكونا متساويين في الوزن يداً بيد، ويقبض في الحال، فإذا أراد أن يبيعه بشيء آخر يبيع الرديء بشيء آخر بفضة أو طعام لا بأس، أما بالذهب فلابد يداً بيد، (الذهب بالذهب يداً بيد مثلاً بمثل سواءً بسواء)، سواء كان هذا أطيب أو هذا أطيب.
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل صلاة المرأة في بيتها)، فلها فضل عظيم، قد يكون مثل المسجد، وقد يكون أفضل وقد يكون أقل، المقصود: أن أفضل صلاتها في البيت، فإذا كان فضلها في البيت أفضل من المسجد معناه أنه يحصل لها مثل أجر المسجد أو أكثر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل صلاة المرأة في بيتها)، فدل على أن الأجر الذي يحصل للرجل في المسجد يحصل لها، أو ما هو أكثر منه لطاعتها لله ورسوله وخضوعها لأمر الله ورسوله ، هي على خير عظيم؛ ولأن بيتها أصون لها وأبعد عن الفتنة، فإذا أطاعت الرسول صلى الله عليه وسلم وصلت في البيت يرجى لها مثل أجر المصلي في المسجد أو أكثر.
الجواب: الحكمة -والله أعلم- مثلما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الكفار يتمتعون بها في الدنيا) فلا يليق التشبه بهم بها؛ ولأن ذلك قد يدعو إلى الفخر والخيلاء وكسر قلوب الفقراء، فمن رحمة الله أن حرم ذلك على الأغنياء، أن يستعملوا ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: (الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب أو الفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم)، رواه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم -أي: الكفرة- في الدنيا ولكم في الآخرة).
فالحكمة في ذلك أنه تشبه بأعداء الله الكفار، وأن في هذا كسراً لقلوب الفقراء وإيذاءً لهم بذلك؛ لأنهم في حاجة، وأنت تلعب بها في الأكل والشرب ونحو ذلك.
وبكل حال الواجب على الأمة تقبل ما قاله صلى الله عليه وسلم والأخذ به والعمل به وإن لم تعرف الحكمة، لكن إذا عرفت الحكمة فهو خير إلى خير، ونور إلى نور، وقد صرح العلماء بهذا، بأن الحكمة هي التشبه بالكفرة وكسر قلوب الفقراء؛ لأن هذا يتأثر به الفقراء كون الإنسان يلعب بالذهب والفضة في أواني أو ملاعق أو أكواب شاهي أو شبه ذلك ، وهؤلاء فقراء يحتاجون إلى أقل القليل مما حصل لهم.
الجواب: نرجو لك الأجر في ذلك وأنه مثل القارئ؛ لأن المستمع كالقارئ، فالذي يستمع شريك للقارئ، فإذا استمع بنية صالحة وإخلاص يريد الفائدة فنرجوا له مثل أجر القارئ، فهما في الأجر سواء القاري والمستمع.
فنوصي جميع إخواننا في الله من الرجال والنساء بالعناية بسماع القرآن، والتدبر والتعقل، فالذي يقرأ يقرأ ويتدبر، والذي لا يقرأ يستمع من الأشرطة من نور على الدرب وهذا خير عظيم، من إذاعة القرآن يستمع الفوائد، ونرجوا له في ذلك الخير العظيم، فالمستمع الراغب فيما عند الله، المخلص لله شريك القارئ له أجر عظيم يكون له مثل أجر القاري أو أعظم إذا كان عن إخلاص وعن صدق وعن رغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى.
المقدم: شكر الله لكم سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة الأحباب.. أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك.
شكراً لكم أنتم، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء معي في الإذاعة الخارجية الزميل: فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت زميلي سعد عبد العزيز خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر