إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (548)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم امتناع الولي من تزويج موليته

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.

    ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز ، أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: وفيكم.

    ====

    السؤال: هذا سائل للبرنامج يقول: سماحة الشيخ! أب رفض الزواج لابنته حتى بلغ عمرها أربعين سنة رغم خطبتها من شباب معروفين منذ ثمانية عشر سنة ولم يزوجها حتى بلغت ما يقارب من ثلاثة وأربعين سنة، بعد هذا العمر زوجها؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا الأب الذي فعل هذا الفعل ظالم لبنته وعليه خطر من عقوبة الله له، إذا كان خطبها بعض الأكفاء ولم يزوجه لا يجوز للمسلم أن يعضل بنته ولا أخته ولا غيرهما من مولياته بل يجب أن يسارع إلى تزويجها إذا خطبها الكفء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ولأنها أمانة فالواجب عليه أداء الأمانة، هذه أمانة في ذمته يجب البدار إلى أداء الأمانة بتزويجها على من خطبها من الأكفاء والمسارعة في ذلك، ولأن تركها بدون تزويج من وسائل الشر ووسائل الفساد، ولأنه من الظلم، فالواجب على من فعل هذا التوبة إلى الله والحذر من العود إلى مثل ذلك مع غيرها، والواجب على الأولياء جميعاً أن يتقوا الله في مولياتهم وأن يزوجوهن متى جاء الكفء حتى ولو بالخطبة لهن، عمر رضي الله عنه خطب لابنته حفصة ، عرضها على الصديق وعرضها على عثمان ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها، فالولي يكون عنده النصح والمحبة لتزويج مولياته، لما في هذا من عفتهن وتيسير وجود من يكفلهن ولعل الله يرزقهن بعض الأولاد.

    فالحاصل أن حبس المرأة وعدم تزويجها مع وجود الأكفاء الخاطبين ظلم عظيم يستحق صاحبه العقوبة، ويستحق التأديب من ولي الأمر، فوصيتي لجميع الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم وأن يبادروا ويسارعوا إلى تزويج المولية إذا خطبها الكفء سواء بنتاً أو أختاً أو بنت أخ أو بنت عم الواجب البدار بالتزويج إذا جاء الكفء وعدم التعطيل.

    1.   

    شرح حديث: (ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة والنار)

    السؤال: هذا السائل يقول في هذا السؤال: أرجو من سماحة الشيخ أن يشرح هذا الحديث الذي ما معناه: (ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة والنار) فنرجو منكم توجيه حول هذا الحديث؟

    الجواب: هذا الحديث صحيح جاء بمعناه أحاديث كثيرة، فالله جل وعلا سبق علمه بجميع الكائنات، فهو يعلم سبحانه أهل الجنة وأهل النار، وقد سبق في علمه وكتابته لذلك، وكل مولود يولد يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، كما في حديث ابن مسعود وغيره، ولكن هذه الكتابة وهذا القدر لا يمنع من العمل، النبي عليه السلام قال: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) خطبهم ذات يوم عليه الصلاة والسلام وقال: (ما منكم من أحد وإلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار. فقالوا: يا رسول الله! ففيم العمل؟ -يعني: إذا كانت مقاعدنا معلومة ففيم العمل؟- قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسروا لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسروا لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10]).

    فالمقصود أن الله جل وعلا قدر المقادير وأمر بطاعته ونهى عن معصيته، وبعث الرسل بهذا الأمر، وأنزل الكتب بهذا الأمر، وأعطى العبد عقلاً وأعطاه اختياراً وإرادة، فالواجب عليه أن يتقي الله وأن يبادر ويسارع إلى فعل ما أوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه، ويسأل ربه العون.

    1.   

    حكم زواج الابن بغير موافقة والدته

    السؤال: تقول: تزوجت من شاب ملتزم دون رضا والدته بعد أن كانت قد وافقت على الخطبة بل وحضرتها وباركتها، لكنها غيرت رأيها في الأخير؛ لأن هناك من وشى لها ولهذا فقد رفضت إتمام الزواج وأرادت أن تفسخ هذه الخطبة لكننا تزوجنا على أمل أنها قد تغير رأيها بمرور الأيام، ولكن مضى أربع سنوات وزوجي يسعى لإصلاحها ولكنها ترفض وطلبها الوحيد هو أن يطلقني، وأنا الآن معي ما يقارب من طفلين ونعيش مع زوجي حياة طيبة، ما حكم هذا الأمر وهل زوجي يعتبر عاق؟

    الجواب: إذا كان الزواج شرعياً فلا بأس عليه وليس بعاق، والواجب عليها أن تعينه على الزواج وأن لا تمنعه من الزواج إذا كانت الزوجة لا بأس بها في دينها فليس للوالدة حق في أن تمنعه.

    المقصود أنه إذا كان الزواج شرعياً لا محذور فيه فإنه قد أحسن لما في ذلك من إعفاف نفسه، والمسارعة إلى ما شرع الله، والواجب عليها هي التوبة إلى الله وأن لا تمنعه من الزواج وأن لا تأمره بطلاق امرأته إلا من علة.

    أما إذا كانت الزوجة غير مرضية في دينها هذا له وجه، إذا كانت السائلة غير مرضية وهي الزوجة وأمه ترغب به عنها لأنها غير مرضية في دينها لفسقها ومعاصيها أو تهمتها بالفساد فهذا له وجه، ينبغي له طاعة أمه في ذلك وفراق الزوجة التي لا خير فيها من جهة أعمالها الرديئة.

    فالحاصل أن التزوج أمر مطلوب، والولد عليه أن يتزوج ولو أبى والداه، عليه أن يتزوج ويعف نفسه، وعليهما أن يساعداه، لكن إذا كانت المخطوبة غير صالحة في دينها فالواجب عليه أن يلتمس غيرها ولا يعصي والديه.

    1.   

    حكم الاحتفال بالمولد النبوي

    السؤال: من الجزائر السائل عبد الله يقول: أحييكم بتحية الإسلام وسؤالي هو كالآتي: إخواني في الإسلام! سؤالي هو بأن أحد الأشخاص قال لي في المولد النبوي الشريف: يعتبر هذا غير وارد في ديننا فهل هذا صحيح أم لا؟ أنا أقول له بأن هذا يوم عظيم ويجب أن نحتفل فيه، فما هو رأي الشرع في نظركم في ذلك يا سماحة الشيخ؟

    الجواب: الاحتفال بالمولد النبوي غير مشروع بل هو بدعة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، وهكذا الموالد الأخرى، لـعلي أو للحسين أو لـعبد القادر الجيلاني أو لغيرهم فالاحتفال بالموالد بدعة غير مشروعة، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الداعي إلى كل خير، وهو المعلم المرشد للأمة، وقد بعثه الله بشيراً ونذيراً، وسراجاً منيراً، يدعو إلى كل خير، وقال الله في حقه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [سبأ:28] وقال في حقه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الأحزاب:45] وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا [الأحزاب:46] وقال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158] ولم يرشد أمته إلى الاحتفال، ولم يحتفل في حياته بمولده، ولا فعله الصديق ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من الصحابة، ولا في القرون المفضلة: القرن الأول والثاني والثالث، وإنما أحدثه الرافضة ثم تابعهم بعض المنتسبين للسنة، والرسول عليه السلام قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وقال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وكان يقول في خطبته عليه الصلاة والسلام: (خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).

    فالراجح والصواب عدم شرعية الاحتفال؛ مولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، والله جل وعلا إنما نفع الأمة وهداها ببعثته لا بالمولد، إنما نفع الله الأمة وأرشدها وأخرجها من الظلمات إلى النور ببعثه صلى الله عليه وسلم والوحي إليه، لما بعثه الله على رأس أربعين سنة وصار نبياً رسولاً نفع الله به الأمة وأنقذ به الأمة من جهلها وضلالها لا بالمولد، نسأل الله أن يصلي عليه ويسلم عليه صلاة وسلاماً دائمين، اللهم صل عليه.

    المقصود أن الراجح هو أن الاحتفال بالمولد بدعة ولا يجوز فعله، وإن فعله كثير من الناس الآن فالبدع لا ترجع سنة بفعل الناس، البدع بدع وإن فعلها الناس، ولكن المشروع للمسلمين العناية بأحاديثه وسيرته والسير على منهاجه، وتدريس سنته في المدارس وفي المساجد، تعليم الناس لسنته ودينه في المسجد في المدرسة في أي احتفال في الإذاعة حتى يتعلم الناس دينهم، وحتى يسترشدوا بما بينه لهم عليه الصلاة والسلام هذا هو المشروع، أما الاحتفال بمولده في ربيع الأول من كل سنة بالأكل والشرب والذبائح والخطب هذا لا أصل له، هذا من البدع وهو وسيلة إلى الشرك، كثير من هؤلاء المحتفلين يقع منهم الشرك والغلو في النبي عليه الصلاة والسلام مع البدعة نسأل الله السلامة.

    1.   

    حكم نظر الفجأة

    السؤال: السائل من الجزائر يقول: المرأة عندما تكون متحجبة إذا رآها رجل غريب من غير قصد هل يعتبر هذا حراماً؟

    الجواب: إذا كان من غير قصد لا شيء عليه، الله يعفو سبحانه عن ما لم يتعمد الإنسان.. (لما سأله علي رضي الله عنه عن نظر الفجأة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: اصرف بصرك، فإنما لك الأولى وليس لك الثانية) فإذا صادف المرأة ونظر إليها صدفة فجأة يصرف بصره عنها، ولا يتبع النظرة النظرة.

    1.   

    حكم من شك في عدد الركعات أثناء الصلاة

    السؤال: يقول هذا السائل: عندما يكون الشخص يصلي وفجأة وسوس له الشيطان ونسي كم صلى ربما يزيد ركعة فكيف يتصرف في هذه الحالة يا سماحة الشيخ؟

    الجواب: إذا وسوس إليه الشيطان ونسي هل صلى ثلاثاً أم أربعاً يجعلها ثلاثاً ثم يأتي بالرابعة ويكملها ويسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم، وإذا شك كونها الثانية أو الثالثة يجعلها الثانية، يعني: يبني على الأقل، لما ثبت عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم ليسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته، وإن كان صلى تماماً كانتا ترغيماً للشيطان) أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

    المقصود أنه يبني على اليقين، إذا شك يبني على الأقل يعني، إذا شك هل صلى ثلاثاً في الظهر أو في العصر أو العشاء أو أربعاً يجعلها ثلاثاً، شك هل صلى اثنتين أو ثلاثاً يجعلها اثنتين، وهكذا في المغرب لو شك هل هي اثنتين أو ثلاثاً يجعلها اثنتين، والفجر شك هل صلى واحدة أو اثنتين يجعلها واحدة، ثم يكمل ثم يسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم.

    1.   

    حكم لباس الزينة للمرأة

    السؤال: يقول السائل في هذا السؤال الأخير: المرأة هل لها أن تنوع في اللباس أم عليها أن تلبس فقط الجلباب، يقول: وفي مجتمعنا الكثير من البنات إذا كن متحجبات يلبسن السروال وعليه مئزر وأيضاً عليه الجلباب هل هذا حلال أم حرام؟

    الجواب: المرأة تلبس ما يسر الله لها من الزينة بين نسائها وعند زوجها مع التستر عن الأجنبي، أما عند نسائها وعند محارمها فتلبس اللباس المعتاد، لا حرج من لبس الزينة التي يلبسها أمثالها، ولا بأس بإظهار وجهها ويديها وقدميها عند نسائها ومحارمها هذا لا حرج فيه، وإنما الحجاب عن الأجنبي عليها أن تحتجب وتستتر عمن ليس محرماً لها في وجهها وجميع بدنها، وليس لها أن تلبس شيئاً يكون فيه مشابهة للكفار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) ولا تلبس أشياء يكون فيها شهرة تخالف أهل بلدها، بل تترك الشهرة وتلبس لباس أهل بلدها وما اعتاده أهل بلدها حتى لا يكون ثوب شهرة.

    1.   

    الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة

    السؤال: السائل خلف عبد الرحمن يقول: من هم الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة وكذلك الذين لا يظلهم؟

    الجواب: حسب ما جاء في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول صلى الله عليه وسلم : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً -يعني: ما عنده أحد- ففاضت عيناه) يعني: بكاء من خشية الله جل وعلا، أخرجه البخاري و مسلم في الصحيحين، وهكذا ما جاء في معناه من الأحاديث حسب ما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    معنى كلمة (سبحان)

    السؤال: السائل مصطفى عبد القادر الحقيقة بعث برسالة طويلة ضمنها مجموعة من الأسئلة يقول: ما معنى كلمة سبحان؟

    الجواب: معناها التنزيه لله، سبحان الله تنزيهاً لله عما لا يليق به سبحانه وتعالى، هذا معنى التسبيح: التنزيه والتقديس، (سبحان الله) يعني: تنزيهاً لله عن كل وصف لا يليق به سبحانه وتعالى.

    1.   

    بيان من لا تجوز لهم الزكاة

    السؤال: في ثاني أسئلته يقول: من هم الذين لا تجب لهم الزكاة أو الصدقة حتى ولو كانوا محتاجين؟

    الجواب: أهل البيت لا يعطون الصدقة، وهم بنو هاشم رهط النبي صلى الله عليه وسلم لا يعطون من الزكاة، وهكذا والداك وأولادك وزوجتك تنفق عليهم من مالك لا من الزكاة، إذا كانوا محتاجين تنفق عليهم من مالك على أبيك وأمك وجدك وجدتك وأولادك لا من الزكاة، الزكاة لغيرهم، للفقراء من أقاربك الآخرين، إخوتك الفقراء، بني عمك جيرانك، الفقراء الآخرين الأجانب من المسلمين تعطيهم من الزكاة، أما أبوك وأمك وجدك وجدتك وأولادك فهؤلاء تنفق عليهم من مالك لا من الزكاة، وهكذا كل غني لا يعطى من الزكاة وإنما يعطاها الفقراء، والكافر لا يعطاها إلا إذا كان مؤلفاً على الإسلام، فيعطى الزكاة تأليفاً له للدخول في الإسلام، أو لقوة إيمانه ويقينه.

    1.   

    حكم الفطر في رمضان ثلاث سنين من دون عذر

    في أعوام ثلاث سابقة لم أصم رمضان فيها عصياناً مني، وهذا كان في أول شبابي ولم أقض حتى الآن، هل أقضي وأخرج كفارة أو التوبة تكفي، وجهوني سماحة الشيخ؟

    الجواب: عليك التوبة إلى الله من عدم الصوم، وعليك أن تقضي الصوم، وعليك أن تطعم عن كل يوم مسكيناً بسبب التأخير إذا كنت تستطيع الإطعام، هذا هو الواجب عليك؛ لأن هذه جريمة عظيمة نسأل الله العافية، إذا كنت قد بلغت الحلم حين تركتها، فالواجب عليك القضاء والتوبة إلى الله وإطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد.

    1.   

    حكم قراءة المأموم القرآن في الصلاة

    السؤال: يقول هذا السائل: هل المأموم يقرأ القرآن عند الصلاة؟

    الجواب: المأموم يقرأ الفاتحة في الجهرية، أما في السرية يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، في الظهر والعصر يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ويقرأ في الثالثة من المغرب الفاتحة، وفي الثالثة من الظهر والعصر والرابعة يقرأ الفاتحة.

    1.   

    بطلان القول بأن الصدقة تسقط الحج

    السؤال: يقول: ذهبت إلى الحج وكان لدي أقارب هناك يحتاجون إلى المال فسمعت من بعض الإخوة بأنهم يقولون: لو أنك أعطيتهم المال وكنت ناوياً للحج يسقط عنك الحج، هل هذا الكلام صحيح أم لا؟

    الجواب: هذا كلام باطل، فالصدقة لا تسقط الحج، عليه أن يحج وعليه أن ينفق على الفقراء من أقاربه إذا استطاع ذلك من باب صلة الرحم، والحج لا يسقط بالنفقة، يجب عليه أن يحج مقدماً على الصدقة، يجب أن يحج إذا كان عنده قدرة على الحج.

    1.   

    حكم النية عند الإحرام

    السؤال: يقول: هل النية عند الإحرام ضرورية أم لا؟

    الجواب: لا بد من النية، الأعمال بالنيات، يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) فلابد أن ينوي الحج أو العمرة عند الإحرام من الميقات، وهكذا في مكة إذا كان يوم الثامن عند ذهابه إلى منى لابد ينوي الحج أيضاً ويحرم؛ لأن الأعمال بالنيات.

    1.   

    فضيلة تجديد الوضوء والاعتكاف وقراءة القرآن

    السؤال: في سؤاله هذا يقول هذا السائل مصطفى عبد القادر سماحة الشيخ: تجديد الوضوء هل هو أفضل أو الاعتكاف في مسجد أو قراءة القرآن أو تصلي السنة، أيهما أولى في هذه الأمور قبل إقامة الصلاة؟

    الجواب: تجديد الوضوء مستحب، إذا كان قد توضأ سابقاً ثم جدده فهذا أفضل ولا يلزمه تجديد الوضوء، والسنة له أن يتقدم إلى الصلاة ففي جلوسه في المسجد ينتظر الصلاة خير عظيم، وإذا سمي اعتكافاً فلا بأس؛ لأن اللبث في المسجد يسمى اعتكافاً إذا نواه اعتكافاً، فإن انتظاره الصلاة أو الجلوس في المسجد يقرأ هذه قربة إلى الله جل وعلا، فالمؤمن يتقرب إلى الله بما شرع، فإذا قصد المسجد ليقرأ فيه ويتعبد ويصلي ونواه اعتكافاً سواءً ساعة أو ساعتين أو يوماً أو يومين كله لا بأس، ولكن عليه أن يحافظ على الصلاة في الجماعة في أوقاتها ويحذر التخلف عن ذلك، وإذا أراد تجديد الوضوء يعني توضأ للظهر ثم أراد أن يجدد للعصر أو المغرب فهذا أفضل، وإن صلى بالوضوء السابق فلا حرج، والحمد لله.

    1.   

    السنة في قراءة القرآن في الصلاة

    السؤال: يقول السائل في آخر أسئلته: عند الصلاة هل المسلم يقرأ بقلبه أو بلسانه، أو بقلبه ولسانه مع تحريك الشفتين وفي الدعاء كذلك؟

    الجواب: السنة أن يقرأ بقلبه ولسانه ويستحضر ما يقرأ بقلبه، يقرأ باللسان وقلبه حاضر يستفيد ويتدبر ويتعقل، كما قال جل وعلا: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ [ص:29] وقال سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ [محمد:24] فالسنة للمؤمن أن يقرأ ويحرك لسانه بالقراءة حتى يسمع القراءة ويكون مع التدبر والتعقل والاستفادة. والله المستعان.

    1.   

    حكم الصلاة في الثياب النجسة

    السؤال: السائل علي خالد يقول: صليت المغرب والعشاء ولم تكن ثيابي طاهرة، هل علي الإعادة في مثل هذه الحالة؟

    الجواب: إذا كنت تعلم أنها نجسة فعليك الإعادة، أما إذا كنت لا تعلم إلا بعد الصلاة لجهل أو نسيان فالصلاة صحيحة، أما إن كنت حين صليت فيها تعلم أنها نجسة فإن الصلاة غير صحيحة، أما لو كنت لا تعلم إلا بعد الصلاة أخبرت بعد الصلاة أو ذكرت بعد الصلاة فالصلاة صحيحة.

    1.   

    حكم الأخذ من كل مذهب انتهى بما يوافق الهوى

    السؤال: هذا سائل للبرنامج لم يذكر الاسم في هذه الرسالة وكتب بخطه أو بأسلوبه يقول في سؤاله الأول: سماحة الشيخ! هل يجوز للمسلم أن يأخذ الأحكام الفقهية من جميع المذاهب للأئمة الأربعة؛ مثلاً يأخذ حكم في مسألة فقهية في الصلاة من الشافعي ، ويأخذ مسألة أخرى في الصلاة من المذهب الحنبلي أو المالكي أو الحنفي أي: لا يتقيد بمذهب معين، فيأخذ من هذا ما يستطيع القيام به ويأخذ من الآخر كذلك أفتونا مأجورين؟

    الجواب: ليس له هذا، بل عليه أن يتحرى الحق ويعمل به، وإذا أشكل عليه يسأل أهل العلم، أما أن يتنقل في المذاهب على هواه فلا، بل يلزمه أن يتحرى الحق، فإذا اتضح له أن الحق ما قاله الشافعي أو مالك أو أحمد أو أبو حنيفة أو غيرهم أخذ بالحق الذي قام عليه الدليل، وإذا أشكل عليه سأل أهل العلم حتى يستقر على عمل مضبوط ما يتنقل ويتلاعب بل يسأل أهل العلم عما أشكل عليه حتى يستقر في قلبه ما هو الأرجح.

    1.   

    حكم وضع جرائد النخيل على القبور

    السؤال: في ثاني أسئلة هذا السائل يقول: ما حكم وضع جرائد النخيل أو الأراك على القبر في وقتنا الحاضر؛ لأن البعض -يا سماحة الشيخ- يحتج بأن وضع الجريد على القبر -أي: جريد النخل- على القبر هو خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه علم بالعذاب الذي كان يعذب به صاحبا القبر، وجهونا في ضوء ذلك؟

    الجواب: هذا هو الصواب، ليس لأحد أن يضع الجريد ولا غيره على القبور؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يضع على قبور البقيع وغيرها شيئاً، إنما وضع الجريدة على قبرين أطلعه الله على عذابهما فوضع الجريدتين قال: (لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا) ولم يضع الجريد على القبور الأخرى، فدل ذلك على أنه لا يشرع وضع الجريد ولا غير الجريد على القبور الأخرى؛ لأننا لا نعلم عذابهم، والله أطلع نبيه على عذاب القبرين فوضع الجريد لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا، فليس لنا أن نشرع شيئاً جديداً.

    1.   

    حكم الصلاة على الميت الغائب

    السؤال: في آخر أسئلته يقول هذا السائل: ما حكم الصلاة على الميت الغائب هل يجوز أن يصلى على إنسان غائب؛ لأن البعض يحتج بأن الصلاة على الغائب خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام عندما صلى على النجاشي ؟

    الجواب: هذا محل خلاف بين أهل العلم وليس هناك شيء واضح في الحكم لكن إذا صلى على من له قدم في الإسلام كأمير صالح، وعالم له أثره في الإسلام صلاة الغائب فلا حرج إن شاء الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي لما حصل من الخير على يديه في إيوائه الصحابة ونصره للحق، ثم دخل في الإسلام فلهذا صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه وفاته، وقال: (صلوا على صاحبكم) ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى على غيره من الناس مع كثرة الموتى في مكة وغيرها، فلهذا احتج جمع من أهل العلم على أنه لا يصلى على الغائب وأن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وبـالنجاشي .

    وقال بعض أهل العلم: يصلى على الغائب وأن الأصل عدم الخصوصية، لكن من كان مثل النجاشي ، عالم له أثره في الإسلام، أمير له أثره في الإسلام ومنفعة المسلمين ولا يعم كل أحد، فهذا له وجهه، والأحوط ترك ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله مع الموتى الكثيرين عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    حكم المزاح بالكذب والإكثار منه

    السؤال: نختم هذا اللقاء الطيب المبارك معكم بهذا السؤال للسائل (ل. ع. ع) من جازان يقول سماحة الشيخ: ما حكم النكت أو الطرائف المضحكة التي يقولها الشخص لكنها ترمي إلى الاستهزاء وقد لا يكون لها أساس من الصحة بحيث تكون افتراء وزوراً وبهتاناً، نرجو منكم التعليق على هذا الأمر جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذه الأمور يجب الحذر منها وتركها، إلا إذا كان مزاحاً بحق وهو قليل فلا بأس، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (.. من يشتري العبد؟) وأراد يعني أنه عبد لله، وقال: (لا يدخل الجنة عجوز) يعني: أن النساء يدخلن شابات لا عجائز وإن كانت ماتت عجوزاً يجعلها الله في الجنة شابة لا عجوزاً، وهكذا الشيوخ في الجنة كلهم شبان؛ فكل أهل الجنة شباب، فالمزاح إذا كان بحق وهو قليل فلا بأس.

    أما المزح بالكذب أو الإكثار من المزح، أو من باب الاستهزاء هذا لا يجوز، نسأل الله العافية.

    المقدم: شكر الله لكم سماحة الشيخ! وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

    أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك وشكراً لكم أنتم.

    وفي الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت سعد بن عبد العزيز بن خميس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767947401