أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
====السؤال: هذا السائل مصري ومقيم في الزلفي، رمز لاسمه بـ (ع. أ. ع) يقول: سماحة الشيخ! صديق لي يسأل عن حكم رجل متزوج ويميل إلى الزوجة الثانية على الرغم من موافقة الزوجة الأولى مع مراعاة أيضاً الزوجة الأولى، فما الحكم في ذلك مأجورين؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالواجب على الزوج أن يعدل بين الزوجتين أو الثلاث أو الأربع، هذا الواجب عليه، لكن إذا أخص إحداهن بشيء برضا الباقيات، فلا بأس إذا رضين، ولكن العدل بينهن واجب في قسمه، في ليله ونهاره، فالواجب عليه أن يعدل، وفي النفقة كذلك، إلا إذا كانت إحداهن عندها أولاد كل ينفق عليه بقدر ما عنده من الأولاد، فإن العدل أمر لازم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن حاله مع نسائه: اللهم إنه كان يقسم فيعدل ويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل)، فالواجب العدل والتحري في قسمه وفي غير ذلك، إلا ما يتعلق بالقلوب فهذا إلى الله، كونه يجامع هذه أكثر، أو يحصل له أنس مع هذه أكثر هذا يتعلق بالقلوب ما له قدرة، لكن في القسم والنفقة، هذا يجب عليه أن يعدل.
أما في الحب والجماع فلا يجب فيه العدل، بل على حسب ما يتيسر من شهوته، وإذا كان لإحداهن أطفال والأخرى ليس لها أطفال ينفق على هذه بقدر أطفالها وهذه بقدر حاجتها.
الجواب: عليك أن تستعمل الرفق مع والدك وأن تصطلح معه على ما يسر الله، وإذا أعاد إليك المال أو بعض المال فالحمد لله، عليك العلم الطيب، والرفق والكلام الحسن مع والدك والصبر؛ لأن حقه عظيم وبره واجب.
الجواب: إن كانت قد شرطت عليك عند الزواج أنها تعمل والراتب لها، فليس لك حق في ذلك، أما إن كانت لم تشرط عليك فلك أن تمنعها، ولك أن تتفق معها على نصف الراتب أو أقل أو أكثر؛ لأنك أحق بها وأولى بها في بقائها في بيتك والقيام بحاجاتك، إذا كانت لم تشترط عليك عند العقد أن تقوم بالتدريس، فلك الحق أن تمنع ولك الحق أن تأذن، وإذا اتفقتما على شيء فالصلح جائز بينكما، نصف الراتب أو ثلث الراتب، أو كل الراتب الأمر واسع.
الجواب: لا حرج في ذلك، إذا قرأ الإنسان كتباً فيها آيات أو كتب التفسير فلا حرج في ذلك، إنما يمنع من قراءة المصحف من لمس المصحف إلا على وضوء، أما كونه يقرأ القرآن على غير وضوء من غير المصحف عن ظهر قلب أو يقرأ في الصحف أو في التفسير لا حرج في ذلك.
الجواب: الشفاعة تعم الجميع، الذكور والإناث والحمد لله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات له ثلاثة أفراط لم يبلغوا الحنث كن له حجاباً من النار، قالوا: يا رسول الله! أو اثنين؟ قال: أو اثنين)، ولم يسألوه عن الواحد، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من مات له صفيه من الدنيا فصبر واحتسب عوضه به الجنة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
المقصود أن الإنسان إذا أصاب قريبه الذي هو صفيه من الدنيا قريب أو صديق واحتسب؛ عوضه به الجنة، هذا معنى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في اللفظ الآخر: (من أخذت صفيه من الدنيا فاحتسبه عوضته فيه الجنة).
وهكذا الأفراط إذا احتسبهم والدهم وأمهم كانوا لهم شفعاء سواء كانوا اثنين أو ثلاثة أو أكثر اثنين، أما الواحد فلم يسألوه عنه عليه الصلاة والسلام، لكنه داخل في الصفي، إذا صبر واحتسب عوضه فيه الجنة وإن كان واحدا.
الجواب: لا أعلم لهذا أصلاً، أقول: لا أعلم لهذا أصلا، روح المؤمن إذا قبضت ترفع إلى السماء إلى الله ثم يأمر بإرجاعها إلى جسدها حتى يسأل في القبر: من ربه؟ ما دينه؟ من نبيه؟ والكافر إذا ارتفعت روحه غلقت عنها أبواب السماء، بل هذا يدل على أن الروح تغادر جسد الإنسان عند الموت، لا تظلل عليه بل تغادر، لكن روح المؤمن ترفع إلى السماء، فوق السماء السابعة ويقول الله جل وعلا: (ارجعي من حيث جئت)، يردها إلى جسدها حتى يسأل عن ربه، وعن دينه، وعن نبيه، والكافر تغلق عنها أبواب السماء وتطرح طرح، نسأل الله السلامة.
الجواب: يجوز القضاء متتابعاً، ويجوز مفرقاً لا بأس بذلك؛ قضاء رمضان، أما الكفارة لابد من تتابعها، كفارة الظهار، كفارة القتل، لابد من التتابع، أما كفارة الصيام الثلاثة الأيام فالذي ينبغي تتابعها كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في قراءته: (فصيام ثلاثة أيام متتابعة)، التتابع أولى وأحوط، أما صوم رمضان هذا لا يجب فيه التتابع، يعني: قضاء رمضان لا يجب فيه التتابع، لكن إن تابع فهو أفضل.
الجواب: إذا كان تأخير الصوم من أجل المرض أو نحوه فيكفي قضاء فقط، قضاء الصوم يكفي، أما إذا تساهل من أفطر في رمضان ولم يقض وهو طيب حتى أدرك رمضان آخر، فإنه يقضي ويطعم عن كل يوم مسكينا، وإذا جمعه وأعطاه بعض الفقراء كفى، إذا جمع طعام الشهر كله وأعطاه بعض الفقراء كفى.
أما إذا كان تأخيره من أجل المرض ما استطاع، فلما استطاع بادر فليس عليه شيء إلا القضاء.
الجواب: نعم سنة إذا كان يخشى أن لا يقوم من آخر الليل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى أبا هريرة وأبا الدرداء بصيام ثلاثة أيام من كل شهر والوتر قبل النوم، والظاهر والله أعلم: أن أبا هريرة كان يشق عليه القيام في آخر الليل؛ لأنه كان يدرس العلم في أول الليل يدرس الحديث، فأوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بالوتر أول الليل، وهكذا أبو الدرداء ، أما من طمع أن يقوم آخر الليل فهو أفضل لما جاء في الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل). أخرجه مسلم، فهذا يدل على أنه إذا تيسر له القيام في آخر الليل فهو أفضل، والنبي صلى الله عليه وسلم أوتر من أوله، ومن وسطه، ومن آخره، كله جائز والحمد لله، لكن إذا تيسر من آخر الليل فهو الأفضل.
الجواب: الراتبة بعد المغرب وبعد العشاء، أما الركعتان قبل المغرب فهي سنة ليست راتبة، لكن إذا كان في المسجد يستحب له بعد الأذان أن يصلي ركعتين -بعد أذان المغرب- وهكذا بعد أذان العشاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، قال في الثالثة: لمن شاء)، فيستحب أن يصلي ركعتين بعد الأذان، أذان المغرب وأذان العشاء؛ لهذا الحديث، وحديث آخر: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء)، فدل ذلك على أنهما مستحبتان وليستا واجبتين.
الجواب: إذا سها الإنسان في الصلاة سهوان أو أكثر كفى سجود واحد، سجدتان للسهو، فلو سها وقام عن التشهد الأول في الرباعية أو الثلاثية وسها فجلس قبل التمام أو زاد ركعة، يكفي سجود واحد سجدتان للسهو، ولا يتعدد السهو، سجدتان كافيتان.
الجواب: تركه أولى، تضع يديها على صدرها هذا السنة، وإن شق عليها ذلك وخافت أن لا تكمل الصلاة وأن لا تتقنها قطعتها حتى تهدئ الصبيان، ثم تعود إلى الصلاة من أولها، أما إذا استطاعت أن تكملها بهدوء كملتها، من غير حاجة إلى وضع إصبعيها في أذنيها، بل تضع يديها على صدرها، والحمد لله.
الجواب: إن كان شيئاً يسيراً يعفى عنه، ولا تبطل به الصلاة ولا الوضوء، شيء يخرج من الأنف قليل أو من الأسنان أو من اللثة أو من الحلق، شيء يسير يعفى عنه، أما إذا كان كثير عرفاً تبطل الصلاة، وعلى الإنسان أن يتوضأ من هذا الشيء ثم يعيد الصلاة إذا كانت فريضة، أما الشيء اليسير يعفى عنه.
الجواب: التعوذ بالله من الشيطان، كلما جاء الوسواس تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، تتعوذ في صلاتها، وإذا كثر عليها تنفث عن يسارها ثلاث مرات وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا عثمان بن أبي العاص ، لما قال: إنه كثر علي الوساوس، وإن الشيطان شغلني عن صلاتي، فقال: قل كذا، فقال له: (انفث عن يسارك ثلاث مرات وقل: أعوذ بالله من الشيطان، ثلاث مرات، قال
الجواب: إذا رأت الطهارة أو إذا رأت القصة البيضاء هذه علامة الطهارة، تغتسل وتصلي، والحمد لله، ما دام معها صفرة أو كدرة لا تعجل حتى تكمل عادتها، ثم تغتسل وتصلي، أما ما يحصل لها بعد الطهر صفرة أو كدرة هذا يعتبر دم فساد، تتوضأ لكل صلاة وتصلي والحمد لله، حتى تأتي العادة المعروفة.
الجواب: إذا كانت الطهارة بعد غروب الشمس ليس عليها صلاة الظهر والعصر، أما إذا طهرت في العصر فإنها تصلي الظهر والعصر، أو طهرت في الليل تصلي المغرب والعشاء، أما إن كانت الطهارة بعد غروب الشمس غابت الشمس وهي حائض فإنها ليس عليها أن تصلي ظهراً ولا عصراً ولا يشرع لها ذلك، ولكن تصلي المغرب والعشاء.
الجواب: نعم، يجوز للعالم أن يفتي بالأدلة الشرعية، وإذا استشهد بالأحاديث الضعيفة التي تعددت طرقها وصارت من قبيل الحسن لغيره فلا بأس، لكن عليه أن يجتهد ويتحرى الحق بالدليل من القرآن والسنة، وإذا استشهد بعض الأحيان ببعض الأحاديث الضعيفة التي ليست موضوعة بل ضعيفة غير موضوعة فلا بأس، يقول الحافظ العراقي رحمه الله في ألفيته:
وسهلوا .. يعني: أهل العلم، أهل الحديث.
وسهلوا في غير موضوع رووا من غير تبيين لضعف ورأوا
بيانه في الحكم والعقائد عن ابن مهدي وغير واحد
فإذا ذكر الأحاديث الضعيفة واستشهد بها على الأحكام الشرعية فلا بأس، إذا كان عنده الأدلة التي أفتى بها، لكن استشهد بالأحاديث الضعيفة لأجل تتطيب النفوس والتشجيع على العمل، هذا كله طيب، أما في العقائد لابد من الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة، ما يكفي الحديث الضعيف.
أما في الفروع إذا استشهد بها على الأحكام الشرعية لا بأس، لكن لا يثبت الحكم إلا بالدليل الشرعي، إما بحديث صحيح أو حسن سواء لذاته أو لغيره.
الجواب: الرسول عليه الصلاة والسلام لم يشترط عدداً معيناً، بل قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)، فليس لهذا حد محدود، فإذا أوتر بتسع أو بخمس أو بسبع أو بأكثر، لكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة؛ لأن هذا هو الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أوتر بثلاث وعشرين أو بأكثر من هذا فلا بأس، لكن الأفضل إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة يسلم من كل ثنتين؛ لأن هذا هو الغالب من فعل النبي عليه الصلاة والسلام.
الجواب: إذا قنت لا بأس أن تقنت معه، لكن الأفضل أن يدع ذلك، السنة أن لا يقنت في الفجر، إلا في الوتر فقط، إلا في النوازل إذا نزل نازلة بالمسلمين -حرب، عدو- يدعو في صلاته، بعد الركوع يرفع يديه ويدعو، يقنت في النوازل كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل في الصبح وغيرها، أما اعتياد قنوت الصبح دائماً فهذا خلاف السنة، والصواب تركه، لكن لو صليت مع إمام يقنت فلا بأس أن تؤمن على دعائه وأن ترفع يديك.
الجواب: العيد كالجمعة يخطب خطبتين يفصل بينهما بالجلوس، يعظ الناس فيهما ويذكرهم ويذكر ما يتعلق بالعيد، عيد النحر، وعيد الفطر، يذكرهم ويذكر ما في عيد الفطر من شكر الله على نعمه نعمة صيام رمضان، ويحثهم على الاستقامة على طاعة الله، وأن يستمروا على الخير، وأن لا يرجعوا إلى معاصيهم بعد رمضان، وأن يستقيموا على التوبة، ويحثهم على أنواع الذكر والخير والعبادة والطاعة، وأنواع العبادات، والصدقات، والمسارعة إلى الخيرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحثهم على كل خير في صلاة عيد الفطر ويبين لهم حكم زكاة الفطر.
أما في صلاة عيد النحر فيحثهم على ما شرع الله من الضحايا والتكبير والذكر أيام التشريق، ويحذرهم من الصيام؛ لأنها أيام أكل وشرب، ليست أيام صيام إلا من لم يجد الهدي من الحجاج من المتمتعين فله أن يصومها بدلاً من الهدي إذا عجز أيام التشريق خاصة، ويبين لهم ما شرع الله من التكبير فيها والذكر ونحر الهدايا والضحايا، ويوصيهم بتقوى الله، وطاعة الله، والأعمال الصالحة، ويحذرهم من المعاصي مثل ما فعل في خطبة عيد الفطر.
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في خطبه، فإذا دعا الإمام أمن المأموم بينه وبين نفسه، تأمين بنفسه، يعني: بينه وبين نفسه لا يجهر.
الجواب: من استقام على دينه، وأدى ما فرض الله عليه، وترك ما حرم الله عليه، دخل بغير حساب ولا عذاب، ومنهم السبعون ألفاً الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، تركوا الطيرة؛ لأنها محرمة، وتركوا الكي والاسترقاء استحباباً؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أنها من صفات السبعين ألف، فإذا ترك الكي واستعمل دواءً آخر فلا بأس، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (الشفاء في ثلاث: كية نار، وشرطة محجم، وشربة عسل، وما أحب أن أكتوي)، وقد كوى بعض أصحابه، فإذا ترك الكي فهذا أفضل إذا تيسر دواء آخر، وإلا فلا بأس بالكي، ولا يمنعه ذلك من كونه من السبعين؛ لأن السبعين ألف هم الذين استقاموا على دين الله، وتركوا محارم الله، وأدوا ما أوجب الله، ومن صفاتهم الطيبة: عدم الاسترقاء، ولكن الاسترقاء لا يمنع من كونه من السبعين، والاسترقاء طلب الرقية، وإذا دعت الحاجة إلى هذا فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تسترقي، وأمر أم أولاد جعفر أن تسترقي لأولادها، فلا حرج في ذلك، وإذا دعت الحاجة إلى الكي فلا بأس أن يكتوي، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الشفاء في ثلاث: كية نار، وشرطة محجم، وشربة عسل)، يدل على أن الكي لا بأس به، لكن تركه أفضل إذا تيسر غيره.
الجواب: التوكل على الله معناه: الاعتماد عليه، والأخذ بالأسباب الشرعية، هذا وهذا، فالتوكل على الله التفويض إليه والاعتماد عليه والإيمان به، وأنه مدبر الأمور وقاضي الحاجات سبحانه وتعالى، ولكن مع هذا يأخذ بالأسباب، فالتوكل يجمع الأمرين: الاعتماد على الله ثم الأخذ بالأسباب، فيعتمد على الله ويأكل ويشرب ويتزوج، يجامع أهله لطلب الولد، ويسافر للحاجات للتجارة ولا بأس، يتوكل على الله ويستعين بإخوانه في إصلاح سيارته، في إصلاح مزرعته، في بناء بيته، لا بأس بهذا، فالتوكل يجمع الأمرين، كما قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).
فأمر بالحرص على ما ينفع، وأمر بالاستعانة بالله، فالتوكل: أن تستعين بالله وتعتمد عليه، وتعلم أنه سبحانه مصرف الأمور ومدبر الأمور، وأن ما دبره وقضاه وشاءه كان، ومع هذا تأتي بالأسباب، تحرص على ما ينفعك، تبيع تشتري، تحرث الأرض، تسافر للتجارة، تستعين بأخيك في إصلاح السيارة، في المزرعة، كل هذا لا بأس به.
الجواب: هذا أفضل إذا تيسر، وإلا ما هو بلازم، إن تيسر وإلا فما هو بلازم، إذا صلى في مكانه فلا بأس، الحمد لله، ليس فيه سنة ثابتة كونه يغير المكان، لكن إذا تحول عن مكانه فلا حرج في ذلك.
الجواب: طلب المغفرة، الإكثار من طلب المغفرة، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم أصلح قلبي وعملي، النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الاستغفار عليه الصلاة والسلام، ومن جوامع الكلام، وكان يكثر من قوله: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم وأتوب إليك)، ويكثر من قوله: (اللهم اغفر لي وتب علي)، فأنت أكثري من الاستغفار والتوبة والتسبيح، سبحانك الله وبحمدك، اللهم اغفر لي.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية: فهد العثمان، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر